القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عَبْد رَبِّه الكل
المجموع : 58
بحرٌ يسيرُ على بحرٍ بجاريةٍ
بحرٌ يسيرُ على بحرٍ بجاريةٍ / للبحرِ حاملةٍ بالبحرِ تُحتَملُ
كأنها جبلٌ في الماء منتقلٌ / يا مَن رأى جبلاً في الماءِ يَنْتقِلُ
تحكي العروسَ تَهادَى في تَأوُّدِها / وقد أطافَتْ بها الدّاياتُ والخَوَلُ
إليكَ يا غُرَّةَ الهلالِ
إليكَ يا غُرَّةَ الهلالِ / وبِدعةَ الحُسنِ والجَمالِ
مدَدتُ كفّاً بها انْقباضٌ / فأَينَ كفّي منَ الهلالِ
شكَوتُ ما بي إليكَ وَجْداً / فلم تَرِقَّ ولم تُبالِ
أعاضَكَ اللَّهُ عَن قريبٍ / حالاً من السُّقم مثلَ حَالي
نفسي فداؤك والأَبطالُ واقفةٌ
نفسي فداؤك والأَبطالُ واقفةٌ / والموتُ يقسِمُ في أرواحِها النِّقَما
شاركتَ صرفَ المنايا في نُفوسهمُ / حتى تحكَّمتَ فيها مثلَ ما احتَكما
لو تستطيعُ العُلا جاءَتْك خاضعةً / حتى تُقبِّلَ منكَ الكفَّ والقَدَما
ظالمتي في الهوى لا تَظلمي
ظالمتي في الهوى لا تَظلمي / فتَصْرمي حَبلَ مَنَ لم يصْرِمِ
أَهكذا باطلاً عاقَبتنِي / لا يَرحمُ اللَّهُ مَن لم يَرحمِ
قَتلتِ نفساً بلا نفسٍ وما / ذنبٌ بأعظمَ من سَفكِ الدّمِ
لمثلِ هذا بكَتْ عيني ولا / للمنزلِ القفرِ وللأرْسُمِ
ماذا وُقوفي على رسمٍ عَفا / مُخلَوْلقٍ دارِسٍ مُسْتعجمِ
يَخرُجْنَ من فُرُجاتِ النَّقعِ داميةً
يَخرُجْنَ من فُرُجاتِ النَّقعِ داميةً / كأنَّ آذانَها أَطرفُ أَقلامِ
لا بَيتَ يُسْكنُ إلا فَارَقَ السَّكَنا
لا بَيتَ يُسْكنُ إلا فَارَقَ السَّكَنا / ولا امْتَلا فَرحاً إلا امْتَلا حَزَنا
لهْفاً على ميِّتٍ ماتَ السرورُ بهِ / لو كان حَياً لأَحْيا الدِّينَ والسُّنَنا
واهاً عليك أَبا بكرٍ مُردَّدةً / لو سكَّنَتْ وَلَهاً أو فتَّرتْ شَجَنا
إذا ذكرتُكَ يوماً قلت واحَزَنا / وما يَرُدُّ عليكَ القولُ واحَزَنا
يا سَيِّدي ومراحَ الرُّوحِ في بَدَني / هَلا دَنا الموتُ منّي حيثُ مِنكَ دنا
حتى يعودَ بنا قَعرِ مُظلمةٍ / لحْدٌ ويُلبسَنا في واحدٍ كَفَنا
يا أطيبَ الناسِ رُوحاً ضمَّهُ بَدَنٌ / أَستودعُ اللَّهَ ذاك الروحَ والبَدَنا
لو كنتُ أُعطَى به الدُنيا مُعاوَضَةً / منهُ لما كانتِ الدُّنيا له ثَمَنا
قالوا شبابُكَ قد ولَّى فقلتُ لهُمْ
قالوا شبابُكَ قد ولَّى فقلتُ لهُمْ / هل من جَديدٍ على كرِّ الجَديدينِ
صِلْ من هَوَيتَ وإنْ أبدى مُعاتَبةً / فأَطيبُ العيشِ وصْلٌ بينَ إِلفينِ
وأقْطَعْ حَبَائلَ خلٍّ لا تُلائمُهُ / فربَّما ضاقَتِ الدُّنيا على اثْنينِ
فكَّرتُ فيكَ أَبحرٌ أنتَ أم قمرٌ
فكَّرتُ فيكَ أَبحرٌ أنتَ أم قمرٌ / فقد تَحيَّرَ فِكْري بينَ هَذينِ
إنْ قلتُ بحرٌ وجدتُ البحرَ مُنْحَسراً / وبحرُ جودِكَ ممتدُّ العُبابَينِ
أَو قلتُ بدراً رأيتُ البدرَ مُنْتقصاً / فقلتُ شَتَّانَ ما بينَ البُدَيرينِ
أهْدتْ إليكَ حُمَيّاها بكاسَينِ
أهْدتْ إليكَ حُمَيّاها بكاسَينِ / شمسٌ تَدبَّرَتْها بالكفِّ والعينِ
يسعى بتلك وهذي شادنٌ غَنِجٌ / كأنَّه قمرٌ يسعَى بنجمينِ
كأنَّه حين يمشي في تأوُّدهِ / قضيبُ بانٍ تَثنَّى بينَ ريحينِ
أَطلالُ لَهْوكَ قد أَقْوتْ مَغانِيها
أَطلالُ لَهْوكَ قد أَقْوتْ مَغانِيها / لم يَبقَ من عهدِها إِلا أثافيها
هذي المفارِقُ قد قامَتْ شَواهدُها / على فَنائِكَ والدُّنيا تُزكِّيها
الشَّيبُ سُفْتجَةٌ فيها مُعَنْونَةٌ / لم يَبقَ للموتِ إِلا أَنْ يُسحِّيها
وربَّ مُلتفَّةِ العَوالي
وربَّ مُلتفَّةِ العَوالي / يلتمعُ الموتُ في ذُراها
إِذا تَوطَّتْ حُزونُ أرضٍ / طحْطحتِ الشُّمُّ من رُباها
يقودُها منهُ ليثُ غابٍ / إذا رأى فرصةً قَضاها
تَمضي بآرائهِ سُيوفٌ / يستبقُ الموتُ في ظُباها
بيضٌ تحلُّ القلوبَ سُوداً / إذا انْتَضى عزمَهُ انْتضاها
تَتْبعُهُ الطَّيرُ في الأَعادي / تجني كَلا العشبِ من كُلاها
أقْدمَ إذ كاعَ كُلُّ ليثٍ / عن حَومةِ الموتِ إذْ رآها
فأقحمَ الخيلَ في غِمارٍ / تَفغَرُ بالموتِ لَهْوَتاها
عنتْ لهُ أوجهُ المنايا / فعافَها القومُ واشْتَهاها
يا هلالاً في تجنِّيهِ
يا هلالاً في تجنِّيهِ / وقضيباً في تَثنِّيهِ
والذي لسْتُ أُسمِّي / هِ ولكنِّي أُكنّيهِ
شادنٌ ما تَقْدرُ العيْ / نُ تراهُ من تَلاليهِ
كلَّما قابلَهُ شخ / صٌ رأى صُورتَهُ فيهِ
لانَ حتى لو مَشى الذَّرْ / رُ عليهِ كادَ يُدْميهِ
يا غافلاً ما يَرى إلا محاسِنَهُ
يا غافلاً ما يَرى إلا محاسِنَهُ / ولو دَرَى ما رأى إلا مَساوِيهِ
انظُرْ إلى باطنِ الدُّنيا فظاهرُها / كُلُّ البهائمِ يَجْري طَرفُها فيهِ
ونائحٍ في غُصونِ الأَيكِ أرَّقني
ونائحٍ في غُصونِ الأَيكِ أرَّقني / وما عُنيتُ بشيءٍ ظَلَّ يَعْنيهِ
مُطَوَّقٍ بعقودٍ ما يُزايلُهُ / حتى تُفارِقهُ إحدى تَراقيهِ
قد باتَ يَبكي لشجوٍ ما دَريتُ بهِ / وبتُّ أبكي بشجوٍ ليس يدريهِ
غَزالٌ مِنْ بَني العاصِ
غَزالٌ مِنْ بَني العاصِ / أَحَسَّ بِصَوتِ قَنَّاصِ
فَأَقلعَ جيْدهُ ذُعراً / وأَشخَصَ أَيَّ إِشخاصِ
أيا مَن أخلصَتْ نَفسي / هواهُ كلَّ إخلاصِ
أطاعكَ مِن صميمِ القل / بِ عَفْواً كل مُعتاصِ
اشربْ على منظرٍ أَنيقِ
اشربْ على منظرٍ أَنيقِ / وامزُجْ بريقِ الحبيبِ رِيقي
واحْلُلْ وشاحَ الكَعابِ رِفقاً / واحذَرْ على خَضرِها الرَّقيقِ
وقُل لمن لامَ في التَّصابي / إليكَ خلِّ عنِ الطَّريقِ
فصلتَ والنصرُ والتَّأييدُ جُنداكا
فصلتَ والنصرُ والتَّأييدُ جُنداكا / والعزُّ أولاكَ والتَّمكينُ أُخراكا
ورحمةُ اللَّه في الآفاقِ قد نُشرتْ / والأرضُ تُبدي تباشيراً لمبداكا
قدِ اكتستْ حُللاً من وشْيِ زَهرتِها / كأنَّ زُخرفَها في الحسنِ حاكاكا
طلعتَ بين النَّدَى والبأسِ مبتهجاً / هذا بيُمناكَ بل هذا بيُسراكا
ضِدّانِ في قَبضَتَيْ كفَّيكَ قد جُمعا / لولاهما لم يَطبْ عيشٌ ولولاكا
يَمضي أمامَكَ نصرُ اللَّهِ مُنصلتاً / بالفتح يَقصمُ مَن في الأرضِ ناواكا
والنَّاسُ يَدْعون والآمالُ راغبةٌ / والطوعُ يرجوك والعصيانُ يخشاكا
ومن يمينكَ بدرٌ ما لَهُ فَلكٌ / ولن ترى لبدورِ الأرضِ أفلاكا
يقودُ جيشاً إلى الأعداءِ مُرتجساً / عَرَمرَماً يَترُكُ الآكامَ دَكدَاكا
مِن رَحمَةِ اللَّه في الدُّنيا وَرَحمَتِهِ / لتَهْنِ رحمتُكَ الدُّنيا ونُعْماكا
يا عاجزاً ليسَ يَعْفُو حِينَ يَقْتدِرُ
يا عاجزاً ليسَ يَعْفُو حِينَ يَقْتدِرُ / ولا يُقضَّى له مِن عَيشِهِ وَطَرُ
عايِنْ بِقَلْبِكَ إِنَّ العَين غافِلَةٌ / عَنِ الحقيقَةِ وَاعْلَمْ أَنَّها سَقَرُ
سَوداءُ تَزْفرُ مِنْ غَيْظٍ إِذا سُعِرَتْ / للظالمينَ فما تُبقي ولا تَذَرُ
إنَّ الَّذينَ اشْتَرَوا دُنْيا بِآخِرةٍ / وَشِقْوَةً بِنَعيمٍ ساءَ ما تَجَروا
يا مَنْ تَلَهَّى وشَيْبُ الرأسِ يَنْدُبُهُ / ماذا الَّذي بَعْدَ شَيْبِ الرأسِ تَنْتَظرُ
لو لم يَكُنْ لكَ غيرَ المَوتِ مَوْعِظةٌ / لكانَ فيهِ عَنِ اللَّذَّاتِ مُزْدَجَرُ
أنتَ المَقُولُ لَهُ ما قُلْتُ مُبْتَدِئاً / هَلَّا ابَتكَرْتَ لِبَينٍ أَنْتَ مُبتْكِرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025