المجموع : 244
شِفاءُ ما بِكَ أَعياني وَأَعياكا
شِفاءُ ما بِكَ أَعياني وَأَعياكا / فَاِرجُ الَّذي هُوَ أَبداني وَإِيّاكا
ما لي أَراكا غَبيّاً لَستَ تَقدِرُ أَن / تُحصي خُطاكَ فَهَل تُحصي خَطاياكا
وَكَيفَ تَعجِزُ عَن إِدراكِ مُرتَحِلٍ / وَاللَيلُ وَالصُبحُ كانا مِن مَطاياكا
قَد أَرذَياكَ بِسَيرٍ إِن رَكِبتَهُما / وَلَم يُصَيَّر بِحالٍ مِن رَزاياكا
أَذَهَبتَ يَوماً فَلَم تَعدُدهُ مَرزِيَةً / وَعُدَّ ذاهِبُ مالٍ مِن رَزاياكا
وَالعُمرُ أَنفَسُ ما الإِنسانُ مُنفِقُه / فَاِجعَلهُ لِلَّهِ تُحمَد في سَجاياكا
وَاِغفِر لِعَبدِكَ ما يَجنيهِ مِن زَلَلٍ / وَلا تَأَيَّ بِسوءٍ مِن تَأَيّاكا
يا أَيُّها المَلِكُ ما آساكَ في نَفَسٍ / مُعاشِرٌ بِأَبَيتَ اللَعنَ حَيّاكا
وَلا عَجوزٌ مُكَنّاةٌ وَغانِيَةٌ / كِلتاهُما في المَغاني مِن سَباياكا
سُقيتَ في حَدَثانِ السِلمِ أَسقِيَةً / فَقَد نَسيتَ لَذيذاً مِن حُمَيّاكا
وَأَنتَ بِاللَيلِ تَسمو الحادِثاتُ إِلى / سُهاكَ عَمداً وَلا تُخلي ثُرَيّاكَ
هَل آنَ لِلقَيدِ أَن تَفُكَّه
هَل آنَ لِلقَيدِ أَن تَفُكَّه / إِنَّ قَبيحَ الفِعالِ حِكِّه
بِكُلِّ أَرضٍ أَميرُ سوءٍ / يَضرِبُ لِلناسِ شَرَّ سِكِّه
قَد كَثُرَ الغِشُّ وَاِستَعانَت / بِهِ الأَشِدّاءُ وَالأَرِكَّه
فَما تَرى مِسكَةً بِحالٍ / إِلّا وَقَد موزِجَت بِسُكَّه
وَلَم يَجِد سائِلٌ عَليماً / يُزيلُ بِالموضِحاتِ شَكَّه
كَم فارِسٍ يَغتَدي لِغابٍ / وَفارِسٍ يَقتَدي بِشِكَّه
فَخَلِّهِم وَالَّذي أَرادوا / وَحُلَّ بِالقُدسِ أَو بِمَكَّه
صَكَّهُمُ الدَهرُ صَكَّ أَعمى / تَكتُبُ أَيدي الفَناءِ صَكَّه
قَد ثَرَّبَت يَثرِبٌ عَلَيهِم / وَبِكَّةُ المُسلِمينَ بَكَّه
بَطنُ التُرابِ كَفاني شَرَّ ظاهِرِهِ
بَطنُ التُرابِ كَفاني شَرَّ ظاهِرِهِ / وَبَيَّنَ العَدلَ بَينَ العَبدِ وَالمَلِكِ
قَد عِشتُ عُمراً طَويلاً ماعَلِمتُ بِهِ / حِسّاً يَحِسُّ لِجِنِّيٍ وَلا مَلَكِ
وَالمُلكُ لِلَّهِ ما ضاعَت أَكابِرُهُ / وَلا أُصاغِرُ أَحياءٍ وَلا هُلُكِ
إِن ماتَ جِسمٌ فَهَذي الأَرضُ تَخزِنُهُ / وَإِن نَأَت عَنهُ روحٌ فَهِيَ بِالفَلَكِ
وَلَو غَدَوتُ سُلَيكاً جاءَني قَدَرٌ / أَخا السُرى أَو صَغيرَ السَلكِ وَالسُلُكِ
إِن كُنتَ ذارِعَ أَرضٍ لَم أَلُمكَ بِها
إِن كُنتَ ذارِعَ أَرضٍ لَم أَلُمكَ بِها / أَو كُنتَ ذارِعَ خَمرٍ فَالمَلامَةُ لَك
كَم سَلَّتِ الراحُ مِن يُمناكَ خادِعَةً / سَيفَ الرَشادِ وَأَعطَتهُ لِمَن خَتَلَك
قَتَلَتها بِمَزاجٍ وَهِيَ ثائِرَةٌ / بِما فَعَلتَ وَكَم مَثَلٍ لَها قَتَلَك
رَكِبتَ مِنها كُمَيتاً خَرَّ فارِسُها / وَلَو رَكِبتَ سِواها أَشهَباً حَمَلَك
تُدعى الشُموسَ وَما يُعنى بِذاكَ لَها / إِلّا الشَمّاسُ فَجَنِّب دائِماً ثَمَلَك
إِنَّ الشُمولَ رِياحٌ شَمأَلٌ عَصَفَت / بِاللُبِّ وَالسُكرُ غَيٌّ فادِحٌ شَمَلَك
أَرِح جَمالَكَ مِن غَرَضٍ وَمِن قَتبٍ / وَاِجعَل ظَلامَكَ في نَيلِ العُلا جَمَلَك
أَمَلتَها لِلمَغاني وَالغِنى زَمَناً / فَلَم تَنَل مِن يَسارٍ أَو هَوىً أَمَلَك
أَرسَلتَ إِبلَكَ قَبلَ اليَومِ هامِلَةً / وَكانَ جَدُّكَ يَرعى مَرَّةً هَمَلَك
أَمّا الكَبيرُ فَما تَزدادُ شيمَتُهُ / إِلّا قُبوحاً فَحَسِّن بِالتُقى عَمَلَك
وَاِنبُذ إِلى مَن تَشَكّى قِرَّةً سَمَلاً / مِنَ الثِيابِ وَأَورِد ظامِئاً سَمَلَك
لا تَرمُلَنَّ إِلى الدُنِّيا تُحاوِلُها / وَاِصرِف إِلى اللَهِ مُعطيكَ المُنى رَملَك
لَم تُبدِ لي عَنكَ إِلّا مُجَمَّلاً خَبَراً / وَقَد شَرَحتَ لِغَيري مُوَضِحاً جُمَلَك
الأَرضُ دارُ اِهتِضامٍ وَالأَنامُ بِها / مِثلُ الذِئابِ فَأَحرِز دونَهُم حَمَلَك
يا سَيِّدُ هَل لَكَ في ظَبيٍّ تُغازِلُهُ
يا سَيِّدُ هَل لَكَ في ظَبيٍّ تُغازِلُهُ / تُلقي نُيوبُكَ في تَأشيرِهِ قُبَلَك
هَذي جِبِلَّةُ سوءٍ غَيرُ صالِحَةٍ / فَهَل سَوى اللَهُ مِن أَجنادِهِ جَبَلَك
وَكَم حَبَلتَ وُحوشُ الرَملِ راتِعَةً / وَمِن أَمامِكَ يَومٌ شَرُّه حَبلَك
تَرجو قُبولَ مَليكٍ لا نَظيرَ لَهُ / وَقَد أَتَيتَ إِلى عَبدٍ فَما قَبِلَك
بَخِلتَ بِالهَيِّنِ المَنزورِ تَبذُلُهُ / لِلَّهِ خَوفاً وَكَم حَقٍّ لَهُ قِبَلَك
خَمسونَ جَرَّت عَلَيها الذَيلَ ذاهِبَةً / تَبّاً لِعَقلِكَ إِن شَيءٌ مَضى تَبَلَك
نَفَرَت مِن قَولِ واشٍ بِالكَلامِ رَمى / وَما غَدا بِكَ ما اِستَوجَبتَ لَو نَبَلَك
أَسبِل عَلى السائِل المَعروفَ مُبتَدِراً / تُحمَد وَأَسبِل عَلى باغي النَدى سَبَلَك
وَلا تَكُن لِسَبيلِ الشَرِّ مُبتَكِراً / وَاِصرِف إِلى الخَيرِ مِن نَهجِ الهُدى سُبُلَك
رَبَّيتَ شِبلاً فَلَمّا إِن غَدا أَسَداً
رَبَّيتَ شِبلاً فَلَمّا إِن غَدا أَسَداً / عَدا عَلَيكَ فَلَولا رَبُّهُ أَكَلَك
جَنَيتَ أَمراً فَوَدَّ الشَيخُ مِن أَسَفٍ / لَمّا جَنَيتَ عَلى ذي السِنِّ لَو ثَكَلَك
مَرِحتَ كَالفَرَسِ الذَيّالِ آوِنَةً / ثُمَّ اِعتَراكَ أَبو سَعدٍ فَقَد شَكَلَك
إِن اِتَّكَلتَ عَلى مَن لا يَضيعُ لَهُ / خَلقٌ فَإِنَّ قَضاءَ اللَهِ ما وَكَّلَك
لَبِستَ ذَنباً كَريشِ الناعِباتِ مَتّى / يُرحَض بِدِجلَةَ يَزدَد في العُيونِ حَلَك
وَلَو نَضَحتَ عَلى خَدَّيكَ مِن نَدَمٍ / رَشاشَ دَمعٍ بِجَفنَي تائِبٍ غَسَلَك
أُشعِرتَ هَمّاً فَزادَ النَومَ طارِقُهُ / كَأَنَّهُ بِسُهادٍ واصِبٍ كَحَّلَك
فَما نَشِطتَ لِإِخباري بِفادِحَةٍ / أَوضَعَتَ فيها وَلم أَنشُط لِأَن أَسلَك
مَلائِكٌ تحتَها إِنسٌ وَسائِمَةٌ / فَالأَ غبِياءُ سَوامٌ وَالتَقيُّ مَلَك
فَلا تُعَلِّم صَغيرَ القَومِ مَعصِيَةً / فَذاكَ وِزرٌ إِلى أَمثالِهِ عَدلَك
فَالسِلكُ ما اِسطاعَ يَوماً ثَقَبَ لُؤلُؤَةٍ / لَكِن أَصابَ طَريقاً نافِذاً فَسَلَك
يَلحاكَ في هَجرِكَ الإِحسانَ مُضطَغَنٌ / عَلَيكَ لَولا اِشتِعالُ الضَغنِ ما عَذَلَك
يُريكَ نَصراً وَلا يَسخو بِنُصرَتِهِ / إِلّا اِكتِساباً وَإِن خَفتَ العِدى خَذَلَك
مَن يُبدِ أَمرَكَ لا يَذمُمكَ في خَلَفٍ / وَلا جِهارٍ وَلَكِن لامَ مِن جَهِلَك
أَرادَ وِردَكَ أَقوامٌ لِتُروِيَهُم / فَالآنَ تَشكو إِذا شاكي الصَدى نَهلَك
أُمهِلتَ في عُنفُوانِ الشَرخِ آوِنَةً / حَتّى كَبِرتَ وَفَضَّت بُرهَةٌ مَهلَك
رَماكَ بِالقَولِ مَلحيٌّ تُعِدُّ لَهُ / سَيفاً أَحَدَّكَ بِالنَكراءِ أَو صَقَلَك
رَآكَ شَوكَ قَتادٍ لَيسَ يَمكِنُهُ / وَلَو رَآكَ غَضيضَ النَبتِ لَاِبتَقَلَك
لِلَّهِ دارانِ فَالأولى وَثانِيَةٌ / أُخرى مَتّى شاءَ في سُلطانِهِ نَقَلَك
ما لِلَّيالي وَلِلأَيّامِ مَنقَبَةً
ما لِلَّيالي وَلِلأَيّامِ مَنقَبَةً / غَرّاءُ تَسمو بِها إِلّا مَساعيكا
رَبّي يُبَقّيكَ ما تَهوى عَلى فَرَحٍ / كَما يُلَقّيكَ ما تَهوى وَيُعليكا
لِأَلفِ فَصلٍ كَهَذا الفَصلُ تَبلُغُهُ / بِاليُمنِ وَالخَيرِ تَبليهِ وَيُنميكا
وَلا تَزالُ لَكَ الأَيّامُ موطَأَةٌ / تَمضي قَضاياكَ مِنها في أَمانيكا
وَقَد أَكُونُ أَمامَ القَومِ تحمِلُني
وَقَد أَكُونُ أَمامَ القَومِ تحمِلُني / جَرداءُ لا فَجَجٌ فيها وَلا صَكَكُ
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى / لَم يُطِع اللَهَ مَن عَصاكا
لَو كانَ بَعدَ النَبِيِّ وَحيٌ / إِلى وَلِيٍّ لَكُنتَ ذاكا
هيهات لا قمراً يبقى ولا فلكا
هيهات لا قمراً يبقى ولا فلكا / ريبُ المنون فما يجدى اسى وبكا
كأس تدور على كل الورى فمتى / تُدار ذي الكأس يا ريب المنون لكا
افجعتَنا بهمام بيننا علم / كأن سهمك لا يدري بمن فتكا
شيخ الشريعة محمود النقيبة من / قضى الحياة بنشر العلم منهمكا
ثلم الم بركن الدين فانصدعت / له القلوب ورام الفضل فانتهكا
لهف الزمان ايا مولاي منك على / خلال مجد بها الرحمن خولكا
لهفي على غروة غراء كان لها / نور يمدّ لابصار الورى شركا
لهفي على سر أنفاس موكلة / للطالبين بفتح يكشف الحُبُكا
لقد عرا جامع المنصور فيك أسى / فلو يطيق لك الشكوى إذن لشكى
فكم أدرت به للناس كأس طِلى / من العلوم تفوق التبر منسكبا
وكم بمحرابه أسهرت في نسك / طرفا إذا ضحك اللاهي الخلي بكى
قد غال فقدك أفلاذي ومدّ يدا / لستر صبري واشيخاه فانهكتا
قد كنت في فلك الارشاد فرقده / لا اوحش اللَه من أمثالك الفلكا
يا قائماً بعلوم الأوّلين لقد / بالغت فضلاً فقال الفضل كم تركا
يا مُنتقى علماء الدين قل لي من / إليه نرجع بعد الاقتداء بكا
كرعتها وحباب الكأس مشتبك
كرعتها وحباب الكأس مشتبك / فهل ترى قدح ذياك أم فلك
كواكب من لجين في سما ذهب / تسبى العقول وعندي إنها شرك
كأن أقداحها الأقمار ساطعة / ونورها من شعاع الشمس منسبك
كادت تطير بريش من أشعتها / لولا حباب لها من دره شبك
كرت عليها الليالي وهي كاعبة / ما مسها بشر قبلي ولا ملك
كسرت جيش همومي في ترشفها / من كف ساق على الأرواح يمتلك
كل القلوب نشاوى في محبته / وكم دم بظبا عينيه منسفك
كأن اسمها رسل المنون لنا / يا قوم فاعتبروا فيها بمن هلكوا
كونوا على حذر من فتكها فلكم / قد غرني قبلكم من طرفها الوعك
كيف الخلاص وأحشائي على وضم / من الغرام وجسمي شفه النهك
كتمت عشقي ولولا مدمع لسن / ما راح سر غرامي وهو منهتك
كادت عيوني بفيض الدمع تغرقني / في أبحر لم تكد تنجي بها الفلك
كأن كف الرفاعي في محاجرها / فلا تزال لديها السحب تحتبك
كهف الأنام ومصباح الظلام ومن / بسيف نور هداه يقتل الحلك
كم بينه وقروم القوم منزلة / تكل عنها مطايا العزم والرمك
كل عليه عيال وهو ندهتهم / وغوثهم ان يقم للخطب معترك
كرامة الكل جزء من خوارقه / حتى ولولاه لم يضمن لها درك
كفاه أن أجل الرسل مدله / يمني القبول وجمع القوم محتبك
كلت هنالك أبصار تخطفها / نور به كلكل الأفلاك ينهدك
كادت تصفق راحات الدموع بها / وكم بكاء سرور دونه الضحك
كذاك فلتكن العليا مخصصة / أو لا فكل فخار ثم مشترك
كملت يا بدر أهل الله ممتلئا / نورا بمجلاه ستر الشمس ينهتك
كمال كل هلال منك مقتبس / ونبع كل رشاد منك منسلك
كسرى انكسارك يا مولاي قام على / عرش اعتزاز له أعلى العلى حبك
كم رفعة لك يجلوها التواضع بل / كم من ثراء جلاه الزهد والنسك
كفى مريديك أن السعد خادمهم / والعز راعيهم أيان ما سلكوا
كأن سرك سر الروح حيث به / تحيا الورى وبهذا يشهد السمك
كشفت للناس منهاج السداد فقل / لمن بدنياهم في الباطل انهمكوا
كسب العلى بالتقى والعز أجمعه / بالذل لله فهو الواحد الملك
تفديك نفسي يطول يومٌ
تفديك نفسي يطول يومٌ / عَليَّ في اليومِ لا أراكا
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت / به المياه على ضحضاحها حبكا
تختال بين قميصيها وقد نظمت / كواكب الجو في ديجوره شبكا
أحلت الماء ما حلته من دررٍ / كأنما ركبت في قعره فلكا
قل للمنجم بالأرزاء ينذرنا
قل للمنجم بالأرزاء ينذرنا / ويدّعى العلم بالأسرار والفلك
إنى ضحكت من الدنيا وصحبتها / قبل المذنب حتى مِتّ من ضحكي
لاقيت يا نفس حقا ما حَكى الحاكي
لاقيت يا نفس حقا ما حَكى الحاكي / فامضى لشأنك اني لست أَلحاك
واستعذ بي غصص التَعذيب راضية / وَحكمى الحب علّ الحب يَرعاك
واِستنظري فرص الايام عائدة / واِستعملي الصبر وارعى ترك شكواك
عَساكَ ان مت في ذكراك مت علي / شهادة الحق حيث الحق يَلقاك
وَاللَه لَولا امانىّ تجاذبني / ذمام عهد قَديم كنت انعاك
اغفلت من غفلات الدهر آونة / آوت من الجيرة الغادين مثواك
ايام لَيلى بوادي السدر نازِلَة / مقيمة خدرها المَضروب يمناك
وَالعَيش اخضر والايام مشرقة / وَعين رب الهَوى العذرى تَرعاك
وَنظرة جلبت حتفي وَلَيسَ لَها / شاك لانى أَنا المشكوّ وَالشاكي
رَدى بقية روح فات من رمقى / يا شمس حسن بدت من برج شباك
وارنى لِقَلبي بما في سحر عينك من / حَبائِل مرصدات لي واشراك
وبين سفح جياد فالمسيل إِلى / دار الامير غروس ثورها زاكى
سحارة الطرف تَرمي من لواحظها / حب القلوب باحياء واهلاك
خذي بحقك من عينيك لي خفرا / حتفا فعائفتي عَيناك عَيناك
وَساعدني عَلى التَقبيل مغتنما / فَما أَلذك تَقبيلا وَأَحلاك
فَكَم وَديعة شوق لي اليك مضت / قَد كنت يوم النَوى اودعتها فاك
عواطل السرب تَرعى في الخزام وَما / يحن ذو شجن الا لذكراك
صفت صفاتك للعشاق وابتهجت / انوار حسنك من أَنوار حسناك
خلف الخمار جمال منك خامره / حسن بديع محانى في محياك
وَدون سنرك سر في طلائعه / نور كبهجة نور الشمس غشاك
وَرَوضَة من رياض الخلد قد ملئت / من الجَمال حواها منك ركناك
وَثم روح من الفردوس منتفح / في الجم يعبق من رياء رياك
وَفي المشاهد آيات مبينة / تنبى شواهدها عَن فضل معناك
ما يملأ العين من حسن ومن حسن / وَيشرح الصدر الا حسن مرآك
كَم من قيل الهَوى العذرى احسبه / لا يَستَفيق بشيء غير لقياك
حياك رَبي عني كل آونة / بكل مركمة حياك حياك
وَكَم طيبة صوب المزن منسجما / ما طابَ نفسا بغير حين وافاك
وَجاد طيبة صوب المزن منسجما / تشجعه معصرات ذات احلاك
حيث النبوة مضروب سرادقها / والحق يَزهو بِسامي النور سيماك
وَحيث من ظهر الاقطار قاطبة / بالسَيف من كل ذي بغي واشراك
محمد سيد السادات من مضر / حامى الحمى فرع اصل طيب زاكى
هداية اللَه في شام وَفي يَمَن / وَخيرة اللَه من رسل وأملاك
مهذب قرشى الاصل يشرف عَن / حام وَسام وعن روم واتراك
مستجمع الحسن والاحسان وَالكرم / الفيّاض فاض فَلَم يعرف بامساك
لسانه الوحى وَالتَنزيل معجزة / ينسيك عجمة قبطى وانطاكي
معطى الحقوق لمن والى وقاطع من / عادى وَعاند منهم قط فتاك
طلق المحيا لكل النازلين به / وَفي الكَريهة حتف الفارس الشاكي
غضيان تحت ظلال السمر ممتلئا / بأسا وَعند عبوس الدهر مضجاك
وَراسِخ العلم وَالصفح الجَميل اذا / يرجى وَلَيسَ لذي ستر بهتاك
جلالة ملئت جودا وَمرحمة / عَن ماجد لدم الطاغين سفاك
اغنى واقنى واحيادين امته / بصولة بثها في كل معراك
وَالحرب قامَت عَلى ساق به وَسمت / اذقام منتقما من كل أَفاك
فاتوا فأدركهم بالسيف منتصرا / فَما يفيقون من فوت وادراك
نكاية لم تدع للمشركين يدا / تَعلو وَما كل مَن يبغى العلانا كي
يا سَيدي يا رَسول اللَه يا أَملى / يا راحَة الروح من ضيم واضناك
ناداكَ من برع الغراء قائلها / عَبد الرَحيم المسىء الخائف الباكي
امليتها فيك من بعد وَلست بها / بغير عروتك الوثقى بمساك
اذ لَم أَكن لِسَبيل الرشد متبعا / وَلا لمنهج زلاتي بتراك
ولا من الجهل وَالعصيان ممتنعا / وَلا بنسك اولى التَقوى بنساك
فاجعل جَزائي عليها كل مكرمة / من أَنعم لا قَناطير وألكاك
والبس شعار صَلاة اللَه دائمة / ممتدة مرّ أَعصار وأَفلاك
هَنتك أُكرومَةٌ جُلّلتَ نِعمَتها
هَنتك أُكرومَةٌ جُلّلتَ نِعمَتها / أَنمت وَليَّك وَاجتَثَّت أَعاديكا
ما كانَ يُحبَى بها إِلّا الإِمامُ وَما / كانَت إِذا قرنت بِالخَلق تَعدوكا
تَاللَّهِ لَو أطلقت أُمَّتك قاصِدَةً / عَن بُعد مَصدَرِها حَتّى تُوافيكا
أَو لَو تُباع حَباكَ الأَولِياءُ بِها / وَرَدّها كُلّ من أَضحى يُناديكا
ما جُدّدت لَك من نُعمى وَإِن عَظُمَت / إِلّا يُصَغّرها الفَضلُ الَّذي فيكا
لا زِلت مُستَحدثا نعمى تُسَرّ بها / عَلى الزَّمانِ وَلا زلنا نَهنّيكا
عَفّت مَساوٍ تَبدّت مِنكَ واضِحَة
عَفّت مَساوٍ تَبدّت مِنكَ واضِحَة / عَلى مَحاسِن بَقّاها أَبوكَ لكا
لَئِن تَقَدّمت أَبناءَ الكِرامِ بِه / لَقَد تَقَدّم آباءَ اللِّئام بكا
إذا نوى الشعب إدراكاً لحاجته
إذا نوى الشعب إدراكاً لحاجته / فإنما الشعب مضمونٌ له الدركُ
الحمد للَّه أن زال الخلاف وقد / جاءَ الوفاق فَلا حقد ولا حسك
إن الحَكيم إذا ما فتنة نجمت / هُوَ الَّذي بحبال الصبر يمتسك
لا يرأس الناس في عصر نعيش به / إلا الَّذي لقلوب الناس يمتلك
لَقَد تعلمت من بحث أواصله / أن الحياة بوجه الأرض معترك
يا نجمةَ الصبح ما أبهى محياكِ
يا نجمةَ الصبح ما أبهى محياكِ / روحي تُرفرف في جسمي لمرآكِ
يا نجمة الصبح ما أزهاك في نظري / يا نجمة الصبح ما أحلى مزاياك
يا نجمة الصبح ما إن أنت عالمة / أني على الأرض دون الناس أهواك
بلى أحبك من قلبي بأجمعهِ / ومن ضميري ومن روحي وأرعاك
إليك كلي من الأشواق منجذب / كأَنني بك مربوط بأسلاك
مسراك في أخريات الليل يبهجني / بمنظر فاتن أحسن بمسراك
لولاك يا نجمةً تزهو بطلعتها / ما طاب لي الأفق الشرقي لولاك
سَما الخَطيبانِ في المَعالي
سَما الخَطيبانِ في المَعالي / وَجازَ شَأواهُما السِماكا
جالا فَلَم يَترُكا مَجالاً / وَاِعتَرَكا بِالنُهى عِراكا
فَلَستُ أَدري عَلى اِختِباري / مَن مِنهُما جَلَّ أَن يُحاكى
فَوَحيُ عَقلي يَقولُ هَذا / وَوَحيُ قَلبي يَقولُ ذاكا
وَدِدتُ لَو كُلُّ ذي غُرورٍ / أَمسى لِنَعلَيهِما شِراكا