القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 55
أَنورُ وَجهِكَ أَم بَدرُ الدُجى بَزَغا
أَنورُ وَجهِكَ أَم بَدرُ الدُجى بَزَغا / وَلَونُ خَدِّكَ أَم وَردٌ بِهِ صُبِغا
وَريقُكَ العَذبُ أَم راحٌ يذابُ بِهِ / مسكٌ فَمن يَرتَشِفه قَد هَذا ولَغا
وَغُنجُ عَينيكَ أَم سِحرٌ تلقَّفَه / هاروتُ فازداد تَسليكاً بِهِ وَطَغى
ما يَفعلُ السحرُ بِالأَلبابِ ما فَعَلَت / عَيناكَ يا مَن لِتعذيبِ الوَرى فَرَغا
ما هامَ قَلبٌ كَقَلبي في مَحبَّتكم / يَوماً وَلا بلغَ الوَجدَ الَّذي بَلَغا
بَين الضلوعِ وَصبواتي لِساكِنها / سلمٌ وَبَين جُفوني وَالمَنامُ وَغَى
فَلا سَبيلَ إِلى السُلوانِ عَن قَمَرٍ / بَل اَستعيذُ إِذا شَيطانه نَزَغا
عَجِبتُ مِن عَقربٍ في خَدِّهِ لَسَبَت / قَلبي وَما فارَقَت مِن خَدِّه الصُدُغا
وَأَرقمُ الشَعرِ فَوقَ المَتنِ مُضطَرِبا / قَد جاذَبَتهُ أَكُفٌّ كَيفَ ما لَدغا
عَجائِبٌ قَد أَتَتنا مِن مَحاسنِهِ / فَكُلُّ قَلبٍ لذيّاكَ الجَمالِ صَغا
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ / فَكُلُّ قَلبٍ بِذاكَ الحُسنِ مَشغُوفُ
كَأَنَّهُ قمرٌ قَد حَفَّهُ قِطعٌ / مِن الغَمامِ فَمَستورٌ وَمَكشُوفُ
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي / وَالعلمُ يَحيا بِيحيى الخَيرِ ذي الشَرَفِ
مُستحكِمُ الرَأي لا يَغتال فِكرَتَهُ / دَها الرِجالِ وَلا يَنقادُ للجَنَفِ
فَسبتَة الغَربِ قَد أَلقَت مَقالِدَها / إلَيهِ فاستعصمَت بِالكافِلِ الأَنِفِ
مِن أُسرَةِ المُلكِ لخمٍ طالَما مَنَعُوا / ذِمارَهُ بِالظُبا وَالذُبَّلِ القُصُفِ
همُ المُلوكُ فَلا مَلكٌ يُقاسُ بِهم / مِن الوَرى أيُقاسُ الدرُّ بِالصَدَفِ
إني وَإِن فاتَني تَقبيلُ راحَتِكُم / لَقَد بَعَثتُ بِها مَع طائرِ الصُحفِ
أَخالُ أَنَّ البَنانَ الرَخصَ يَلمَسُها / وَكَم عَليلٍ بِتخييلِ الوِصالِ شفي
أَرتاحُ للقُربِ لَكن كَم عَوائقَ لي / مِن خِضرِمٍ مُربِدٍ أَو مَهمَهٍ قُذُفِ
وَما اِرتِياحي بِأَني لَم أَنَل شَرَفا / بمصرَ بَل نِلتُ فيها مُنتَهى الشَرفِ
لأَرضعتَنِي أَخلافُ المُنى ضَرَبا / وَانشقتَني زَهرَ الرَوضَةِ الأُنُفِ
وَأَطلَعتَني بَدراً بَينَ أَنجُمِها / حَتّى جَلَت بيَ عَنها لَبسةُ السدَفِ
وَسرَّحت ناظِري في أَوجهٍ فُسُحٍ / وَأَعيُنٍ لُخصٍ وَآنُفٍ ذُلفِ
أَولادُ يافثَ كَم مِن نافِثٍ لَهُمُ / بِالسحرِ أغنيَةً في المُغرَمِ الدَنِفِ
لَكنَّ ذاكَ ارتياحٌ هاجَ ساكِنَهُ / ذِكرى مَكانٍ بِهِ نَشئي وَمُؤتَلَفِي
أَيا قَضيبَ نَقاً مِن فَوقِهِ قَمَرٌ
أَيا قَضيبَ نَقاً مِن فَوقِهِ قَمَرٌ / مَتى أَراكَ إِلى المُشتاقِ تَنعطِفُ
يا واحدَ الحُسنِ هَل مِن ناصِرٍ لِفَتىً / أَذابَهُ المُقلِقانِ السُهدُ وَالدنفُ
سَباهُ مِنكَ عِذارٌ أَخضرٌ فَصَبا / وَهاجَهُ الفاتِنانِ الدَلَّ وَالهيَفُ
مُتيَّمٌ لَم يَزَل بِالحُسنِ مفتَتِنا / أَصابه الساحِرانِ الغُنجُ وَالوَطَفُ
يا عاذِلي كُفَّ عَنّي أَو فَزِد عَذلاً / إِني فُتِنتُ بِمَن في وَجهِهِ كَلَفُ
الوَجهُ مَع مُهجَتي إِذ بانَ مُتَّفِقٌ / وَالنَومُ مع مُقلَتي مُذ غابَ مُختَلِفُ
أَرى بِأَني آتٍ نَحوَ خدمتِكُم
أَرى بِأَني آتٍ نَحوَ خدمتِكُم / سَعياً عَلى الرَأسِ كَي أَختَصَّ بِالشرَفِ
أَنا العَليلُ وَما يَشفي الغَليلَ سِوى / لُقيا الحَكيمِ فَفيهِ البُرءُ مِن دَنَفِ
مَضَت أَسابيع للوَعد الَّذي سَبَقا
مَضَت أَسابيع للوَعد الَّذي سَبَقا / وَأَصبَحَ القَلبُ مِن إِنجازِهِ فَرِقا
فَهَل كِتاب أَبي بشرٍ يُبشِّرُنا / فَنَقضي القَصدَ مِنهُ كَيفَ ما اِتَفَقا
يا أحسنَ الناسِ في خَلقٍ وفي خُلُقٍ / خصصتَ بِالأحسَنَينِ الخَلقَ والخُلقا
طلعت بدراً بِآفاقِ السعودِ على / هذا الأنام فجلّى نورك الغسقا
وقمتَ بالعَدلِ في وَقتٍ لقد قعدَت / فيهِ الرجالُ فَأوضَحت الهُدى طُرقا
إنَّ المناصبَ قَد ألقَت مقالِدَها / إِلى عُلاكَ فَلاقَت سَيداً نَطِقا
وكلُّ ما صِرتَ فيهِ فَهو دونكم / ونحن نرجو مزيد الخيرِ مُتَّسِقا
لأنتَ أكرم مَن يُرجى لِمُعضِلَةٍ / ما البَحرُ ملتَطِماً ما الغيثُ مندفِقا
وَلَيسَ جودك مقصوداً على أحدٍ / بل أنتَ كالغَيثِ عَمَّ الترب والزَّلَقا
إِنَّ الجَميلَ إِذا يُسدى لِشاكرِهِ / يَنمو ثَناءً وَعَرفاً عاطِراً عَبِقا
يا مَن يُوالي عَلَينا دائِماً وَرَقا
يا مَن يُوالي عَلَينا دائِماً وَرَقا / هَلا بَعَثتَ لَنا في طَيِّها وَرِقا
إِن كانَ أَعجَزَكُم مِن فَقرِكم وَرِقٌ / فَلَيسَ تعجزُ أَن تُهدي لَنا وَرَقا
مَن كانَ في خدمَةِ المَلك الهُمامِ يَكُن / ذا هِمَّةٍ وَيَجد نَحوَ النَدى طرُقا
هَذي مَمازَحةٌ لَيسَت مُطالَبَةً / تُقضى بِصَفوِ ودادٍ لَم يَكُن رَنِقا
يا راقِداً وَتَباشيرُ الصَباحِ بَدَت
يا راقِداً وَتَباشيرُ الصَباحِ بَدَت / عَهدي بِطَرفِكَ لا يَعدوهُ تَأريقُ
مَحا ظَلامَ الدُجى نورُ الصَباحِ وَقَد / جَرى بِثَغرِ الأَقاحي للنَدى رِيقُ
فالمُزنُ تَبكي وَزَهرُ الرَوضِ مُبتسِمٌ / وَالراحُ في نَشّها للروحِ تطريق
وَالغُصنُ نَشوان تَثنيهِ وَتَعطِفُهُ / هباتُ مِسكٍ لَها في الجَوِّ تَخريقُ
فَاحلُل بِدَيرٍ بِهِ دار السُرور عَلى / خُمصانَةٍ صانَها في الحِفظِ بِطرِيقُ
قَد كانَ بالجانِبِ الغَربيّ نَشأتها / وَالآنَ قَد هاجَهُ للشَرقِ تَشريقُ
مَفارِقاً مِنهُ ظَبياً في كَنيسَتِهِ / مُعرّضا أَن يَصيدَ الظَبيَ سِرِّيقُ
عَجماءُ يُفصِحُ بِالرومِيِّ مَنطِقُها / شَمّاءُ عزٍّ نَماها الملكُ إِفريقُ
خَطَّت يَدُ الأَمرِ في تَكوين صورتِها / شَكلاً بَديعاً تَناهى فيهِ تَوريقُ
ماءُ الشَبيبةِ يَندى مِن غضارَتِها / لَولا التَماسُكُ نالَ الجسمُ تَغريقُ
كَأَنَّ مَبسِمَها ميمٌ وَناظِرَها / صادٌ عَلَيها لِنونِ الحُسنِ تَعريقُ
وَالبَدرُ مِن حَسَدٍ وَالظَبيُ مِن كَمَد / ذابا فَكلٌّ إِلَيها مِنهُ تَزريقُ
فاشرب وَهُنِّيتَ مِن راح وَريقَتِها / خمرَين دَنّاهما فوها وَإِبريقُ
تنالُ سُكرينِ مِن بَردِ الرُضابِ وَمِن / حَرِّ المُدامِ فَتبريدٌ وَتَحريقُ
وَاجمَع لَذيذَ مَسرّاتٍ بِراهِبَةٍ / جاءَتكَ طَوعا فَحُكمُ الدَهرِ تَفريقُ
قَد فاحَ مِنها أَريجُ المِسكِ لِلناشِق
قَد فاحَ مِنها أَريجُ المِسكِ لِلناشِق / وَفوَّقَت عَينُها سَهماً لَنا راشِق
يا وَيحَ صَبٍّ بعيدِ المُلتَقى عاشِق / كَأَنّما قَلبُه في مِخلَبِ الباشِق
مُسوَدُّ فَودِكَ بِالمبيضِّ مُشتعِل
مُسوَدُّ فَودِكَ بِالمبيضِّ مُشتعِل / وَأَنتَ بِالهزل وَقتَ الجدِّ مُشتغِلُ
أَما اتَّعظتَ بِفِعلٍ كُله خَطأٌ / أَلا اِمتَعَظتَ لقَولٍ كُلّه خَطَلُ
ناهَزتَ ستِّينَ عاماً ما اِنتَهَزت إِلى / رُجعاكَ مِن فُرصَةٍ يُمحى بِها الزَلَلُ
زَلَّت بِكَ القدمُ الخَسرى وَزالَ بِها / عَنِ الهُدى قَدَم بِالضدِّ يَتَّصِلُ
فَأَنتَ تُسرِعُ قُدماً في الضَلال وَما / يَرُدُّك الوازِعانِ الخَوفُ وَالخَجَلُ
قَسَت قُلوبٌ فَلا ذِكرى تُلَيِّنُها / جَفَّت جُفونٌ فَما للحُزنِ تَنهَمِلُ
إِنَّ السَلامَةَ في تَركِ الأَنامِ هُمُ / كَالسُمِّ كُل أَديمٍ حَلَّ يِنتَغِلُ
يَصِحُّ دينُكَ إِذ ما كُنتَ منفرِداً / عَنهُم وَإِن تَرَهُم دَبَّت لَهُ العِلَلُ
وَا رَحمَتا لِفُؤادي كَم أَعنِّفُهُ / فَلَيسَ يَردعُهُ قَولٌ وَلا عَمَلُ
مَرَّت عَلَيهِ دُهورٌ لا يَصيخُ إِلى / داعي الهُدى وَلَهُ نَحوَ الصَبا مَيَلُ
وَكاتبٍ شاعرٍ أَبدى بِمُهرَقهِ
وَكاتبٍ شاعرٍ أَبدى بِمُهرَقهِ / نَظماً وَشعراً بِهِ بانَت فَضائِلُهُ
أَوَدُّ لَثمَ فمٍ بِالدُرِّ مَنطقُهُ / وَلَثمِ كَفٍّ ندٍ بِالدُرِّ نائِلهُ
لَمّا أَبى ساخري مِن قُلةٍ لَهُما / قَبَّلتُ ما سَطَّرت فيهِ أَنامِلُهُ
فَصارَ بَينَ فَمي وَبَينَ مَبسِمِهِ / طرسٌ كَفاني مِن المَحبوبِ وَاصِلُهُ
أَمّا أَنا فَسَقيمُ الجسمِ ناحِلُهُ / وَمَن أكتِّم قاسي القَلب باخِلهُ
بَدرٌ عَلى غُصنٍ غُصنٌ عَلى كُثُبٍ / السحرُ كاحِلُهُ وَالحُسنُ شامِلُهُ
إِني لقبحِ مقال أَنتَ تَعرِفُهُ / هَجَرتَني وَجَرى بِالهَجرِ قائِلُهُ
أَصفَرُّ مِن فَرَق يَربَدُّ مِن حَنَق / كَأنَّما نَحنُ مَقتولٌ وَقاتِلُهُ
يَخافُ منّي اِفتِضاحاً في مَحبَّتِهِ / وَالزينُ يَأنَفُ مِن شَينٍ يُداخِلُهُ
وَما دَرَت شَفتي حُبي فَتذكره / حَتّى كَأني بِمَن أَهواهُ جاهِلُهُ
لاحَت لَنا وَلَها في ساقِها خَلخال
لاحَت لَنا وَلَها في ساقِها خَلخال / وَقَد تَزيّنَ مِنها خَدُّها بِالخال
لَما ظَفِرتُ بِها في مَنزلٍ لي خال / قُلتُ اِرحَمي مُدنَفاً قالَت نَعَم يا خال
وَأَسفَرَت عَن مُحَيّا مَن رآه خال / بَدراً بَدا وَنَضَت عَنها بُرودَ الخال
كأنها غُصُنٌ بِالرَوضِ مِن ذي خال / وَلا تَسَل ما جَرى مِن ناهدٍ مبخال
يا ويحَ روحي لَكم عاصيتُ عُذّالا
يا ويحَ روحي لَكم عاصيتُ عُذّالا / حَتّى جَرَرتُ إِلى الآثامِ أَذيالا
أَيامَ أَصبُو إلى هَصرِ القُدودِ وَتَف / ريكِ النُهودِ وَنَضوِ الرَود مِفضالا
وَالدَهرُ في غَفلاتٍ مِن تَواصُلِنا / قَد غَضَّ طَرفاً وَلَم يَجعَل لَنا بالا
أَوقاتُنا ذَهبيّاتٌ نُسَرُّ بِها / كَأَنَّما أَنشأَت في الدَهرِ أُصّالا
وَبي مِن التُركِ مَن لَو كُنتُ أَذكُرُه / لأَصبَحَ الدَهرُ مِن ذِكراهُ مُختالا
تَظَلُّ شَمسُ الضُحى خجلى إِذا بصرت / بِهِ وَيَسجُدُ بَدرُ الأُفقِ إِجلالا
للحسنِ جِنسٌ وَنَوعٌ كانَ قَد حُصِرا / في شَخصِهِ إِذ لَهُ لَم تُلفِ أَمثالا
يديرُ لَخصاءَ فيها سكرُ من رَمَقت / كَأنَّ في اللَحظِ نَبّاذاً وَنَبالا
وَيَنثَني خُوطَ بانٍ فَوقَ حِقف نَقاً / كَأنّ في الخَصر أَرماحاً وَأَرمالا
قَد كانَ هَذا وريعانُ الشَبابِ لَنا / غضٌّ وَطَرفُ الصِبا في حَلبةٍ جالا
وَالآن أَحدثَ شَيبي فيَّ ضَعفَ قِوىً / وَأَورَثَ القَلبَ أَوجاعاً وَأَوجالا
وَصارَمَتنِي وَصارَمتُ الغَوانيَ لا / يَجفلن بي كُلَها في ودِّهِ حالا
وَتُبتُ لِلّهِ أَرجُو مِنهُ مَغفِرَةً / وَرَحمَةً تُوسِعُ المِسكين أَفضالا
فَالحَمدُ لِلّهِ إِذ لَم يَأتِني أَجَلي / حَتّى اِكتَسَيتُ مِن الطاعاتِ سِربالا
يا قاسيَ القَلبِ لَيسَ اللَفظُ مَطمَعَهُ
يا قاسيَ القَلبِ لَيسَ اللَفظُ مَطمَعَهُ / ساجي الجُفونِ حَنينَ اللَحظِ راحمَهُ
أَما تَرِقُّ لِصَبٍّ فيك مُكتَئِبٍ / عفٍّ غَدا صادِقاً في الودِّ كاتِمَهُ
أَشبَهتَ يوسُفَ حُسنا وَالمُحبُّ لَهُ / سَبعٌ شِدادٌ عَصى فيهن لائِمَهُ
يَلومُهُ لَيسَ يَدري من يَهيمُ بِهِ / لَكن يَراهُ حَزينَ القَلبِ هائِمَهُ
كَفاهُ مِنكَ وِصالاً أَن تُكالِمَهُ / وَأَن يَراكَ وَإِن أصبَحتَ كالِمَهُ
إِنّي لأَسمَعُ مِن خُلدٍ وَحينَ أَرى
إِنّي لأَسمَعُ مِن خُلدٍ وَحينَ أَرى / حُبِّي يحدِّثُني أصغي عَلى صَمِمِ
كَيما تَلَذّ بِتكرارِ الكَلامِ مَعي / أُذني وَتلفِظ مِنهُ الدُرَّ في الكَلِمِ
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها / حِذارُها وَجَفَت بِاللَيلِ أَجفانا
تَظُنُّ أَهدابُها أَشراكَ مُحتَبِلٍ / لا سِيّما إِذ رَأت مَعهُنَّ إِنسانا
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها / فِرّي عَن الناسِ ما مِنهُم تَرَي حَسَنا
سِوى ثَقيلينِ تُؤذي القَلبَ صُحبَتُهُم / وَتُتعِبُ الأَشرَفَينِ الطَرفَ وَالأُذُنا
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني / أُقسِّمُ اللَحظَ بَينَ البَدرِ وَالغُصُنِ
بَدرٌ أَضاءَ لَنا في شِبهِ وَفرتِهِ / حَتّى بَدا الصُبحُ مثل الصارِمِ اليَمَني
كَأَنَّما الليلُ حُبشانٌ قَد اِنهَزَموا / وَالصُبح في إِثرِهِ سَيفُ ابن ذي يزنِ
يا صُبحُ فَرَّقتَ شَملاً كانَ مجتمعاً / يا صُبحُ فرَّقتَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان / فَليهنُهُ أَن غَدا جاراً لرحمنِ
وافى الجنانَ فوافاها مُزخرفةً / يحفُّهُ الأَهلُ مِن حُورٍ وَوِلدانِ
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ / وَإِن تَنَل مِنهُمُ عِزّاً وَتَمكينا
يَستَخدِمونَك في لَذّاتِ أَنفُسِهِم / وَيَذهَبُ العُمرُ لا دُنيا وَلا دِينا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025