المجموع : 55
أَنورُ وَجهِكَ أَم بَدرُ الدُجى بَزَغا
أَنورُ وَجهِكَ أَم بَدرُ الدُجى بَزَغا / وَلَونُ خَدِّكَ أَم وَردٌ بِهِ صُبِغا
وَريقُكَ العَذبُ أَم راحٌ يذابُ بِهِ / مسكٌ فَمن يَرتَشِفه قَد هَذا ولَغا
وَغُنجُ عَينيكَ أَم سِحرٌ تلقَّفَه / هاروتُ فازداد تَسليكاً بِهِ وَطَغى
ما يَفعلُ السحرُ بِالأَلبابِ ما فَعَلَت / عَيناكَ يا مَن لِتعذيبِ الوَرى فَرَغا
ما هامَ قَلبٌ كَقَلبي في مَحبَّتكم / يَوماً وَلا بلغَ الوَجدَ الَّذي بَلَغا
بَين الضلوعِ وَصبواتي لِساكِنها / سلمٌ وَبَين جُفوني وَالمَنامُ وَغَى
فَلا سَبيلَ إِلى السُلوانِ عَن قَمَرٍ / بَل اَستعيذُ إِذا شَيطانه نَزَغا
عَجِبتُ مِن عَقربٍ في خَدِّهِ لَسَبَت / قَلبي وَما فارَقَت مِن خَدِّه الصُدُغا
وَأَرقمُ الشَعرِ فَوقَ المَتنِ مُضطَرِبا / قَد جاذَبَتهُ أَكُفٌّ كَيفَ ما لَدغا
عَجائِبٌ قَد أَتَتنا مِن مَحاسنِهِ / فَكُلُّ قَلبٍ لذيّاكَ الجَمالِ صَغا
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ / فَكُلُّ قَلبٍ بِذاكَ الحُسنِ مَشغُوفُ
كَأَنَّهُ قمرٌ قَد حَفَّهُ قِطعٌ / مِن الغَمامِ فَمَستورٌ وَمَكشُوفُ
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي / وَالعلمُ يَحيا بِيحيى الخَيرِ ذي الشَرَفِ
مُستحكِمُ الرَأي لا يَغتال فِكرَتَهُ / دَها الرِجالِ وَلا يَنقادُ للجَنَفِ
فَسبتَة الغَربِ قَد أَلقَت مَقالِدَها / إلَيهِ فاستعصمَت بِالكافِلِ الأَنِفِ
مِن أُسرَةِ المُلكِ لخمٍ طالَما مَنَعُوا / ذِمارَهُ بِالظُبا وَالذُبَّلِ القُصُفِ
همُ المُلوكُ فَلا مَلكٌ يُقاسُ بِهم / مِن الوَرى أيُقاسُ الدرُّ بِالصَدَفِ
إني وَإِن فاتَني تَقبيلُ راحَتِكُم / لَقَد بَعَثتُ بِها مَع طائرِ الصُحفِ
أَخالُ أَنَّ البَنانَ الرَخصَ يَلمَسُها / وَكَم عَليلٍ بِتخييلِ الوِصالِ شفي
أَرتاحُ للقُربِ لَكن كَم عَوائقَ لي / مِن خِضرِمٍ مُربِدٍ أَو مَهمَهٍ قُذُفِ
وَما اِرتِياحي بِأَني لَم أَنَل شَرَفا / بمصرَ بَل نِلتُ فيها مُنتَهى الشَرفِ
لأَرضعتَنِي أَخلافُ المُنى ضَرَبا / وَانشقتَني زَهرَ الرَوضَةِ الأُنُفِ
وَأَطلَعتَني بَدراً بَينَ أَنجُمِها / حَتّى جَلَت بيَ عَنها لَبسةُ السدَفِ
وَسرَّحت ناظِري في أَوجهٍ فُسُحٍ / وَأَعيُنٍ لُخصٍ وَآنُفٍ ذُلفِ
أَولادُ يافثَ كَم مِن نافِثٍ لَهُمُ / بِالسحرِ أغنيَةً في المُغرَمِ الدَنِفِ
لَكنَّ ذاكَ ارتياحٌ هاجَ ساكِنَهُ / ذِكرى مَكانٍ بِهِ نَشئي وَمُؤتَلَفِي
أَيا قَضيبَ نَقاً مِن فَوقِهِ قَمَرٌ
أَيا قَضيبَ نَقاً مِن فَوقِهِ قَمَرٌ / مَتى أَراكَ إِلى المُشتاقِ تَنعطِفُ
يا واحدَ الحُسنِ هَل مِن ناصِرٍ لِفَتىً / أَذابَهُ المُقلِقانِ السُهدُ وَالدنفُ
سَباهُ مِنكَ عِذارٌ أَخضرٌ فَصَبا / وَهاجَهُ الفاتِنانِ الدَلَّ وَالهيَفُ
مُتيَّمٌ لَم يَزَل بِالحُسنِ مفتَتِنا / أَصابه الساحِرانِ الغُنجُ وَالوَطَفُ
يا عاذِلي كُفَّ عَنّي أَو فَزِد عَذلاً / إِني فُتِنتُ بِمَن في وَجهِهِ كَلَفُ
الوَجهُ مَع مُهجَتي إِذ بانَ مُتَّفِقٌ / وَالنَومُ مع مُقلَتي مُذ غابَ مُختَلِفُ
أَرى بِأَني آتٍ نَحوَ خدمتِكُم
أَرى بِأَني آتٍ نَحوَ خدمتِكُم / سَعياً عَلى الرَأسِ كَي أَختَصَّ بِالشرَفِ
أَنا العَليلُ وَما يَشفي الغَليلَ سِوى / لُقيا الحَكيمِ فَفيهِ البُرءُ مِن دَنَفِ
مَضَت أَسابيع للوَعد الَّذي سَبَقا
مَضَت أَسابيع للوَعد الَّذي سَبَقا / وَأَصبَحَ القَلبُ مِن إِنجازِهِ فَرِقا
فَهَل كِتاب أَبي بشرٍ يُبشِّرُنا / فَنَقضي القَصدَ مِنهُ كَيفَ ما اِتَفَقا
يا أحسنَ الناسِ في خَلقٍ وفي خُلُقٍ / خصصتَ بِالأحسَنَينِ الخَلقَ والخُلقا
طلعت بدراً بِآفاقِ السعودِ على / هذا الأنام فجلّى نورك الغسقا
وقمتَ بالعَدلِ في وَقتٍ لقد قعدَت / فيهِ الرجالُ فَأوضَحت الهُدى طُرقا
إنَّ المناصبَ قَد ألقَت مقالِدَها / إِلى عُلاكَ فَلاقَت سَيداً نَطِقا
وكلُّ ما صِرتَ فيهِ فَهو دونكم / ونحن نرجو مزيد الخيرِ مُتَّسِقا
لأنتَ أكرم مَن يُرجى لِمُعضِلَةٍ / ما البَحرُ ملتَطِماً ما الغيثُ مندفِقا
وَلَيسَ جودك مقصوداً على أحدٍ / بل أنتَ كالغَيثِ عَمَّ الترب والزَّلَقا
إِنَّ الجَميلَ إِذا يُسدى لِشاكرِهِ / يَنمو ثَناءً وَعَرفاً عاطِراً عَبِقا
يا مَن يُوالي عَلَينا دائِماً وَرَقا
يا مَن يُوالي عَلَينا دائِماً وَرَقا / هَلا بَعَثتَ لَنا في طَيِّها وَرِقا
إِن كانَ أَعجَزَكُم مِن فَقرِكم وَرِقٌ / فَلَيسَ تعجزُ أَن تُهدي لَنا وَرَقا
مَن كانَ في خدمَةِ المَلك الهُمامِ يَكُن / ذا هِمَّةٍ وَيَجد نَحوَ النَدى طرُقا
هَذي مَمازَحةٌ لَيسَت مُطالَبَةً / تُقضى بِصَفوِ ودادٍ لَم يَكُن رَنِقا
يا راقِداً وَتَباشيرُ الصَباحِ بَدَت
يا راقِداً وَتَباشيرُ الصَباحِ بَدَت / عَهدي بِطَرفِكَ لا يَعدوهُ تَأريقُ
مَحا ظَلامَ الدُجى نورُ الصَباحِ وَقَد / جَرى بِثَغرِ الأَقاحي للنَدى رِيقُ
فالمُزنُ تَبكي وَزَهرُ الرَوضِ مُبتسِمٌ / وَالراحُ في نَشّها للروحِ تطريق
وَالغُصنُ نَشوان تَثنيهِ وَتَعطِفُهُ / هباتُ مِسكٍ لَها في الجَوِّ تَخريقُ
فَاحلُل بِدَيرٍ بِهِ دار السُرور عَلى / خُمصانَةٍ صانَها في الحِفظِ بِطرِيقُ
قَد كانَ بالجانِبِ الغَربيّ نَشأتها / وَالآنَ قَد هاجَهُ للشَرقِ تَشريقُ
مَفارِقاً مِنهُ ظَبياً في كَنيسَتِهِ / مُعرّضا أَن يَصيدَ الظَبيَ سِرِّيقُ
عَجماءُ يُفصِحُ بِالرومِيِّ مَنطِقُها / شَمّاءُ عزٍّ نَماها الملكُ إِفريقُ
خَطَّت يَدُ الأَمرِ في تَكوين صورتِها / شَكلاً بَديعاً تَناهى فيهِ تَوريقُ
ماءُ الشَبيبةِ يَندى مِن غضارَتِها / لَولا التَماسُكُ نالَ الجسمُ تَغريقُ
كَأَنَّ مَبسِمَها ميمٌ وَناظِرَها / صادٌ عَلَيها لِنونِ الحُسنِ تَعريقُ
وَالبَدرُ مِن حَسَدٍ وَالظَبيُ مِن كَمَد / ذابا فَكلٌّ إِلَيها مِنهُ تَزريقُ
فاشرب وَهُنِّيتَ مِن راح وَريقَتِها / خمرَين دَنّاهما فوها وَإِبريقُ
تنالُ سُكرينِ مِن بَردِ الرُضابِ وَمِن / حَرِّ المُدامِ فَتبريدٌ وَتَحريقُ
وَاجمَع لَذيذَ مَسرّاتٍ بِراهِبَةٍ / جاءَتكَ طَوعا فَحُكمُ الدَهرِ تَفريقُ
قَد فاحَ مِنها أَريجُ المِسكِ لِلناشِق
قَد فاحَ مِنها أَريجُ المِسكِ لِلناشِق / وَفوَّقَت عَينُها سَهماً لَنا راشِق
يا وَيحَ صَبٍّ بعيدِ المُلتَقى عاشِق / كَأَنّما قَلبُه في مِخلَبِ الباشِق
مُسوَدُّ فَودِكَ بِالمبيضِّ مُشتعِل
مُسوَدُّ فَودِكَ بِالمبيضِّ مُشتعِل / وَأَنتَ بِالهزل وَقتَ الجدِّ مُشتغِلُ
أَما اتَّعظتَ بِفِعلٍ كُله خَطأٌ / أَلا اِمتَعَظتَ لقَولٍ كُلّه خَطَلُ
ناهَزتَ ستِّينَ عاماً ما اِنتَهَزت إِلى / رُجعاكَ مِن فُرصَةٍ يُمحى بِها الزَلَلُ
زَلَّت بِكَ القدمُ الخَسرى وَزالَ بِها / عَنِ الهُدى قَدَم بِالضدِّ يَتَّصِلُ
فَأَنتَ تُسرِعُ قُدماً في الضَلال وَما / يَرُدُّك الوازِعانِ الخَوفُ وَالخَجَلُ
قَسَت قُلوبٌ فَلا ذِكرى تُلَيِّنُها / جَفَّت جُفونٌ فَما للحُزنِ تَنهَمِلُ
إِنَّ السَلامَةَ في تَركِ الأَنامِ هُمُ / كَالسُمِّ كُل أَديمٍ حَلَّ يِنتَغِلُ
يَصِحُّ دينُكَ إِذ ما كُنتَ منفرِداً / عَنهُم وَإِن تَرَهُم دَبَّت لَهُ العِلَلُ
وَا رَحمَتا لِفُؤادي كَم أَعنِّفُهُ / فَلَيسَ يَردعُهُ قَولٌ وَلا عَمَلُ
مَرَّت عَلَيهِ دُهورٌ لا يَصيخُ إِلى / داعي الهُدى وَلَهُ نَحوَ الصَبا مَيَلُ
وَكاتبٍ شاعرٍ أَبدى بِمُهرَقهِ
وَكاتبٍ شاعرٍ أَبدى بِمُهرَقهِ / نَظماً وَشعراً بِهِ بانَت فَضائِلُهُ
أَوَدُّ لَثمَ فمٍ بِالدُرِّ مَنطقُهُ / وَلَثمِ كَفٍّ ندٍ بِالدُرِّ نائِلهُ
لَمّا أَبى ساخري مِن قُلةٍ لَهُما / قَبَّلتُ ما سَطَّرت فيهِ أَنامِلُهُ
فَصارَ بَينَ فَمي وَبَينَ مَبسِمِهِ / طرسٌ كَفاني مِن المَحبوبِ وَاصِلُهُ
أَمّا أَنا فَسَقيمُ الجسمِ ناحِلُهُ / وَمَن أكتِّم قاسي القَلب باخِلهُ
بَدرٌ عَلى غُصنٍ غُصنٌ عَلى كُثُبٍ / السحرُ كاحِلُهُ وَالحُسنُ شامِلُهُ
إِني لقبحِ مقال أَنتَ تَعرِفُهُ / هَجَرتَني وَجَرى بِالهَجرِ قائِلُهُ
أَصفَرُّ مِن فَرَق يَربَدُّ مِن حَنَق / كَأنَّما نَحنُ مَقتولٌ وَقاتِلُهُ
يَخافُ منّي اِفتِضاحاً في مَحبَّتِهِ / وَالزينُ يَأنَفُ مِن شَينٍ يُداخِلُهُ
وَما دَرَت شَفتي حُبي فَتذكره / حَتّى كَأني بِمَن أَهواهُ جاهِلُهُ
لاحَت لَنا وَلَها في ساقِها خَلخال
لاحَت لَنا وَلَها في ساقِها خَلخال / وَقَد تَزيّنَ مِنها خَدُّها بِالخال
لَما ظَفِرتُ بِها في مَنزلٍ لي خال / قُلتُ اِرحَمي مُدنَفاً قالَت نَعَم يا خال
وَأَسفَرَت عَن مُحَيّا مَن رآه خال / بَدراً بَدا وَنَضَت عَنها بُرودَ الخال
كأنها غُصُنٌ بِالرَوضِ مِن ذي خال / وَلا تَسَل ما جَرى مِن ناهدٍ مبخال
يا ويحَ روحي لَكم عاصيتُ عُذّالا
يا ويحَ روحي لَكم عاصيتُ عُذّالا / حَتّى جَرَرتُ إِلى الآثامِ أَذيالا
أَيامَ أَصبُو إلى هَصرِ القُدودِ وَتَف / ريكِ النُهودِ وَنَضوِ الرَود مِفضالا
وَالدَهرُ في غَفلاتٍ مِن تَواصُلِنا / قَد غَضَّ طَرفاً وَلَم يَجعَل لَنا بالا
أَوقاتُنا ذَهبيّاتٌ نُسَرُّ بِها / كَأَنَّما أَنشأَت في الدَهرِ أُصّالا
وَبي مِن التُركِ مَن لَو كُنتُ أَذكُرُه / لأَصبَحَ الدَهرُ مِن ذِكراهُ مُختالا
تَظَلُّ شَمسُ الضُحى خجلى إِذا بصرت / بِهِ وَيَسجُدُ بَدرُ الأُفقِ إِجلالا
للحسنِ جِنسٌ وَنَوعٌ كانَ قَد حُصِرا / في شَخصِهِ إِذ لَهُ لَم تُلفِ أَمثالا
يديرُ لَخصاءَ فيها سكرُ من رَمَقت / كَأنَّ في اللَحظِ نَبّاذاً وَنَبالا
وَيَنثَني خُوطَ بانٍ فَوقَ حِقف نَقاً / كَأنّ في الخَصر أَرماحاً وَأَرمالا
قَد كانَ هَذا وريعانُ الشَبابِ لَنا / غضٌّ وَطَرفُ الصِبا في حَلبةٍ جالا
وَالآن أَحدثَ شَيبي فيَّ ضَعفَ قِوىً / وَأَورَثَ القَلبَ أَوجاعاً وَأَوجالا
وَصارَمَتنِي وَصارَمتُ الغَوانيَ لا / يَجفلن بي كُلَها في ودِّهِ حالا
وَتُبتُ لِلّهِ أَرجُو مِنهُ مَغفِرَةً / وَرَحمَةً تُوسِعُ المِسكين أَفضالا
فَالحَمدُ لِلّهِ إِذ لَم يَأتِني أَجَلي / حَتّى اِكتَسَيتُ مِن الطاعاتِ سِربالا
يا قاسيَ القَلبِ لَيسَ اللَفظُ مَطمَعَهُ
يا قاسيَ القَلبِ لَيسَ اللَفظُ مَطمَعَهُ / ساجي الجُفونِ حَنينَ اللَحظِ راحمَهُ
أَما تَرِقُّ لِصَبٍّ فيك مُكتَئِبٍ / عفٍّ غَدا صادِقاً في الودِّ كاتِمَهُ
أَشبَهتَ يوسُفَ حُسنا وَالمُحبُّ لَهُ / سَبعٌ شِدادٌ عَصى فيهن لائِمَهُ
يَلومُهُ لَيسَ يَدري من يَهيمُ بِهِ / لَكن يَراهُ حَزينَ القَلبِ هائِمَهُ
كَفاهُ مِنكَ وِصالاً أَن تُكالِمَهُ / وَأَن يَراكَ وَإِن أصبَحتَ كالِمَهُ
إِنّي لأَسمَعُ مِن خُلدٍ وَحينَ أَرى
إِنّي لأَسمَعُ مِن خُلدٍ وَحينَ أَرى / حُبِّي يحدِّثُني أصغي عَلى صَمِمِ
كَيما تَلَذّ بِتكرارِ الكَلامِ مَعي / أُذني وَتلفِظ مِنهُ الدُرَّ في الكَلِمِ
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها / حِذارُها وَجَفَت بِاللَيلِ أَجفانا
تَظُنُّ أَهدابُها أَشراكَ مُحتَبِلٍ / لا سِيّما إِذ رَأت مَعهُنَّ إِنسانا
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها / فِرّي عَن الناسِ ما مِنهُم تَرَي حَسَنا
سِوى ثَقيلينِ تُؤذي القَلبَ صُحبَتُهُم / وَتُتعِبُ الأَشرَفَينِ الطَرفَ وَالأُذُنا
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني / أُقسِّمُ اللَحظَ بَينَ البَدرِ وَالغُصُنِ
بَدرٌ أَضاءَ لَنا في شِبهِ وَفرتِهِ / حَتّى بَدا الصُبحُ مثل الصارِمِ اليَمَني
كَأَنَّما الليلُ حُبشانٌ قَد اِنهَزَموا / وَالصُبح في إِثرِهِ سَيفُ ابن ذي يزنِ
يا صُبحُ فَرَّقتَ شَملاً كانَ مجتمعاً / يا صُبحُ فرَّقتَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان / فَليهنُهُ أَن غَدا جاراً لرحمنِ
وافى الجنانَ فوافاها مُزخرفةً / يحفُّهُ الأَهلُ مِن حُورٍ وَوِلدانِ
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ / وَإِن تَنَل مِنهُمُ عِزّاً وَتَمكينا
يَستَخدِمونَك في لَذّاتِ أَنفُسِهِم / وَيَذهَبُ العُمرُ لا دُنيا وَلا دِينا