القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 36
لما استحثَّ حداةُ الجيرةِ الاِبِلا
لما استحثَّ حداةُ الجيرةِ الاِبِلا / أقامُ وجدي وصبري بعدهمْ رَحَلا
لا عذرَ لي بعدَ أن غارتْ ركائبُهمْ / وانجدَ الشوقُ بي أن أسمعَ العَذَلا
قد كنتُ أسمعُ قبلَ الحبِّ مثُلَتَهُ / بالعاشقينَ إلى أن ردَّني مَثَلا
وقد نضا الشيبُ عن فَوْدي غياهِبَهُ / والوجدُ مازالَ عن قلبي ولا نَصَلا
يا معهدَ الوصلِ خَبِّرني بسالِفنا / غزالُ ربعِكَ بعدَ البينِ ما فَعَلا
هل غيَّرَ البينُ ما قد كنتُ أعهَدُه / حتى تعاينَ منّي وامقاً خَجِلا
ما زلتُ قبلَ تنائي الدارِ ذا وَجَلٍ / والحبُّ ما كنتُ فيه دائماً وَجِلا
أِشتاقُ ساكنكَ النائي ويُعجِلُني / دمعٌ إذا نَهْنَهَتْهُ راحتي هَمَلا
لا عيشَ يُعجِبُني منه لذاذتُه / اِذا تذكَّرتُ أحباباً لنا أُولاَ
والذكرُ ما زلتُ أخشى مِن نوازعِه / وكلُّ نفسٍ تَهابُ الحادثَ الجَلَلا
يفنى الزمانُ ولا يفنى ادِّكارُهمُ / ولا أرى عنهمُ ما عشتُ لي بَدَلا
فليت أيامنا بالسَّفْحِ راجعةٌ / زمنَ نجمُ اجتماعِ الشملِ ما أفَلا
ميقاتَ حمدٍ ولا انفكُّ أوسِعُهُ / مدحاً وشرخُ شبابي كادَ أو كَمُلا
وربَّ روضٍ أراني حسنَ منظرِه / والشمسُ تَشرُقُ في أرجائهِ أُصُلا
حاكَ الربيعُ عليه مِن سحائبهِ / بَرداً يُوَشِّعُ في ساحاتهِ النَّفَلا
رياضُ أُنسٍ تأملَّنا بدائعَها / فلم تُبَقِّ لنا في غيرِها امَلا
لّلهِ مِن غَزَلٍ فيها أُنظِّمُه / اِذا تقاضى غرامي عندَها الغَزَلا
يهيمُ وجداً بِمَنْ في الرملِ دارُهمُ / فأنثني طالباً من أينقُي الرَّمَلا
نظمٌ يريكَ الثريا دونَ منزلهِ / واِنْ علا رتبةً عن أوجها وَغَلا
متى تقاصرَ ذيلُ الشِّعرِ جلَّلني / منه قميصٌ متى ما اجتبتُه رَفَلا
يعيدُ مَنْ رفضَ الوجدَ القديمَ الى / ساعاتِ لهوٍ تعافى ذكرَها وَسَلا
حاشا وفائي واِن طالَ الزمانُ به / واِن تمادى بنا أنْ يعرفَ الَملَلا
أو أن أرى مَذِلاً مِن بعدِ ما ظعنوا / ولي علائقُ شوقٍ تَرْفُضُ المَذَلا
لما خلا الربعُ مِمَّنْ كان يسكنُه / أمرُّ ما كانَ منه بالدُّنُوِّ حَلا
أرى الطلولَ فتشَجيني مواثلُها / وأنثني ودموعي تُغرِقُ الطَّلَلا
والصبرُ أجملُ ثوبٍ راقَ ملبسُه / اِلاّ مع الهجرِ أوبعدَ البعادِ فَلا
عُلِّقتُ حبَّكمُ قبلَ الشبابِ وقد / أمسيتُ مرتدياً بالشيبِ مُشتمِلا
ما كنتُ مِمَّنْ يرى الأهواءَ مألَفَةً / لولا خِداعُ أمانٍ تسكنُ المُقَلا
أحيا وأيسرُ منها كلَّما رشقتْ مقاتلي / ما أراحَ الصبَّ أو قَتَلا
هيهاتَ أنّي أُرى من بعدِ هجرِكمُ / قريرَ عينٍ ويكفي هجرُكمْ شُغُلا
دمعٌ على عرصاتِ الربيعِ مسكوبُ
دمعٌ على عرصاتِ الربيعِ مسكوبُ / ومغرمٌ قلبُه في الركبِ محجوبُ
ودَّعتُهُ عندَما بنتمْ فأضحكَني / مقالُه مَلَقاً ذا البعدُ تعذيبُ
أحبابنا بنتمُ عنّي ورافقَكُمْ / قلبي فها هو في الأظعانِ مجنوبُ
تكادُ تَحرِقُني نيرانُ ذِكْرِكُمْ / وللحمامةِ في الأغصانِ تطريبُ
كأنَّ ذكَركُمُ وقفٌ عليَّ فلي / دمعٌ بأشطانِ هذا البينِ مجلوبُ
أمسيتُ أشعبَ في اِيثارِ وصلِكُمُ / وواعدُ الوصلِ منكمْ وهو عُرقُوبُ
يا ريمَ رامةَ بي شوقٌ يُهيِّجُهُ / ذِكرى قديمِكَ والاِحسانُ محسوبُِ
هل بعدَ بُعْدِكَ مِن شيءٍ أراعُ به / هذا وحبُّكَ قبلَ اليومِ محسوبُ
قد كنتُ أخشاه والأذهانُ صائبُها / يُريكَ بالوهمِ شيئاً وهو محجوبُ
أين الظباءُ التي قد كانَ شادِنُها / يروقُني منه اِحفاءُ وترحيبُ
بانوا وبانَ فلي مِن بعدِ بينهمُ / سِنٌّ يعيدُ بناني وهو مخضوبُ
شوقاً ولا يوسفٌ في كلِّ مرحلةٍ / كلاّ ولا كلُّ بيتٍ فيه يعقوبُ
أبكي فتوهُمني الآمالُ عن جَلَدي / صبراً وعهدي بصبري وهو مغلوبُ
خِداعُ ظنِّ ولولاهُ لما بلغتْ / منا العيونُ مُناها والحَواجيبُ
يا حارِ مالي وما للبرقِ يُقلِقُني / كأنَّه بلظى الهجرانِ مشبوبُ
وماءُ مزنتهِ لم يَهْمِ مُنبجِساً / إِلاّ انثنى بدموعي وهو مقطوبُ
للبرقِ فيها ابتسامٌ لا يُزايلُها / ولي عقيبَ النوى في الدارِ تقطيبُ
أرى الديارَِفتَصبيني وأُنِكرُها / حتى يُذَكِّرَني عِرفانَها الطيبُ
مرابعاً كنَّ أجساماً زمانَ بها / كنّا وأرواحُها البيضُ الرعابيبُ
واليومَ غيرَّها صرفُ الزمانِ وفي / تقلُّبِ الدهرِ للرائي أعاجيبُ
والوصلُ أن سمحَ الدهرُ الضنينُ به / فذاكَ مِن فلتاتِ الحظِّ موهوبُ
أبغي الوصالَ ومِن دوني ودونهمُ / بيدٌ تَكِلُّ بها البُزْلُ المصاعيبُ
في كلِّ يومٍ لنجبي وهي ساهِمَةٌ / الى الحبائبِ تشريقٌ وتغريبُ
تمحو منا سِمُها سطراً وتُثْبِتُه / نحوَ الدِّيارِ فممحوٌّ ومكتوبُ
سارتْ ولم تشكُ في الموماةِ من لَغَبٍ / أنَّى وقد قُرِعَتْ منها الظنابيبُ
تَفري جلابيبَ ليلٍ ليس تُنِكرَه / بنا وما فوقَها إلا الجلابيبُ
في مهمهٍ كغِرارِ السيفِ مُنصِلتِ / أجوبهُ بالمطايا وهو مرهوبُ
مِنَ الحُداةِ ومِن شِعرى لها ولنا / حدْوٌ يُعلِّلُها وَهْناً وتشبيبُ
سقى المنازلَ شؤبوبُ الغمامِ فِانْ / ضَنَّ الغمامُ فمِن دمعي شآبيبُ
يَهمي وأنشِدُ شِعراً رقَّ مِن وَلَهٍ / نسيبُه فهو في الأشعارِ منسوبُ
شعراً متى طلَّقَ الأشعارَ خاطِبُها / رأيتَهُ وهو دونَ الكلِّ مخطوبُ
أهلُ الهوى بالذي أهواهُ قد علموا
أهلُ الهوى بالذي أهواهُ قد علموا / اِنْ كان حقاً فتعذيبي بهمْ نِعَمُ
يكفي المحبينَ لطفٌ منهمُ ويدٌ / متى أحاطَ بما يَلْقونَ علمُهمُ
أحبّة بعدوا عني ولو علموا / بما أُعانيهِ مِن بُعدِ الهوى رَحموا
تَهُزُّني نشوةُ التَّذكارِ قاتلةً / اِذا أدارَ عُقارَ الشوقِ ذكرُهمُ
وأنثني مِن لظى الأشواقِ في حُرَقٍ / اِذا استقلتْ عنِ الجرعاءِ عيسُهمُ
لا كنتُ أن لم أمتْ من بعدِهم أسفاً / وهل يردُّ عليَّ الفائتَ الندمُ
قومٌ إذا قلتُ طولُ البُعدِ يُحِوجُني / الى سلوَّهم أغرانيَ الَدَمُ
قومٌ أسلموني إلى البلوى فليتهمُ / مِنَ الزمانِ ومِن احداثهِ سَلِموا
ابكي ويبكي / اِذا سطّرتُ مشتكياً
مِنَ الفراقِ ومِن ساعاتهِ / القلمُ
اِنْ كنتُ أضمرتُ غدراً أو هَمَمْتُ به / فلا سَعَتْ بي إلى أوطانِهم قَدَمُ
هويتُهمْ والصَّبا تندى نضارتُه / وما سلوتُ وهذا الشيبُ والهرمُ
ألقى الغرامَ على العلاّتِ مِن جسدي / بناحلٍ شفَّهُ التبريحُ والسقمُ
متى تبسَّمَ ثغرُ البرقِ قلتُ له / قبل النوى هكذا قد كنتُ أبتسمُ
ساروا فعندي مِنَ الأشواقِ ما عجزتْ / عن حملِ أيسرِه الوخّادَةُ الرسُمُ
لم القَ يومَ النوى إلا حشاً قَلِقاً / ومدمعاً بأتيَّ الدمعِ ينسجمُ
يا حارِ أين ليالينا بذي سَلَمِ / مرَّتْ سراعاً وساعاتُ الدُّنا حُلُمُ
أنظرْ معي هل تبدَّى البرقُ منصلِتاً / كالنَّصلِ أو لاحَ لي مِن ارضهم علمُ
فِانَّ طرفي وقد سارتْ ركائبُهم / عنِ الربوعِ بفيضِ الدمعِ مُتَّهَمُ
واعجبْ لنارِ هوًى عندي وان ذَرَفَتْ / عيني الدموعَ من التفريقِ تَضْطَرِمُ
في مسمعيَّ عنِ العُذّالِ ويحَهمُ / وعن زخاريفِ ما جاؤوا به صَمَمُ
أأشتكيهمْ وهمْ مَنْ قد شكوتُ لهمْ / وجدي قديماً فما ملُّوا ولا سئموا
أكاد أعتبهم حيناً فيمنعني / ما كنت ألقى من الاحسان عندهم
معاذَ قلبيَ أن ينسى جميلَهمُ واِنْ أضاعوه / أو يُلهيهِ غيرُهمُ
في كلَّ ما شَعرةٍ منّي أخو كَلَفٍ / مغرًى بعهدهمُ لا حالَ عهدُهمُ
أين الأحبَّةُ لا شيءٌ يعادِلُهمْ / عندي ولو عدلوا في الحكمِ أو ظلموا
همُ المنى لو وردتُ الموتَ مِن ظمأ / وقيلَ لي ما الذي تختارُ قلتُ همُ
بانوا فلم يبقَ لي من بعدِهم أملٌ / قد كنتُ أرجوه إلا وَهْوَ بيْ ألَمُ
ما بالُ دمعي كما قد كان منسفحاً / مِنَ الفراقِ وهذي دارُهمْ أَمَمُ
أمِنْ تغيُّرِ ما بيني وبينهمُ / وقد وثقتُ بودًّ ليس ينفصمُ
أم مِن توقُّعِ بينٍ بتُّ أَحْسَبُهُ / خوفاً على مُهجتي لا عشتُ بعدهمُ
سقتكِ ديمةُ جفني يا ربوعَهمُ / حفظاً لعهدكِ أن لم تسقِكِ الدَّيَمُ
وكيف تَروي صدى الأطلالِ / لا ظمئتْ مدامعٌ ردَّها التفريقُ وهي دمُ
تبدَّلتْ وحشةً من بعدِما ظعنوا / عن ربعِها لا عدا الآثارِ انسُهمُ
ما كانَ عندي وقد كنتُ الضنينَ به / في مثلِ حبَّهمُ أن تُخفرَ الذَّمَمُ
ولا علمتُ وهذي شيمةٌ عُرِفَتْ / مِنَ الزمانِ بأنَّ الحُرَّ يُهتضَمُ
واِنَّما الحظُّ يحيا أو يموتُ كما / تَبلَى وتُنشَرُ مِن أجداثِها الرَّمَمُ
ومد لِجينَ على الأكوارِ رنَّحَهمْ / فرطُ النعاسِ فمالتْ منهمُ القِمَمُ
أفناهمُ فوقها طولُ الذميلِ فما / تطوي المهامةَ إلا العيسُ والهِمَمُ
في حيث للبيدِ آلٌ عَبَّ زاخرُه / وموجُه بعتاقِ العيسِ يَلتطِمُ
ضلوّا فأرشدَهمْ والسبلُ طامسةٌ / رأيٌ ودون المرادِ البيدُ والظلمُ
وربَّ حلبةِ شعرٍ جئتُ سابقَها / لم يَثنِ جامحَ شعري دونها الُّلجُمُ
فما ارجحنَّتْ دواعي الفكرِ آونةً / حتى رأيتُ القوافي الغرَّ تزدحمُ
ما استوقفتْها ولا وسَّمنَ شرّّبها / وقد شُنِقْنَ على آنافِها الحكَمُ
تأتي وفي لفظِها ما راقَ مسمعُه / حسناً وفي طيَّها الأمثالُ والحِكَمُ
مِن كلَّ قافيةٍ ما زلتُ أرصفُها / بالفكرِ فهي على الاِيثارِ تلتئمُ
كالدرَّ نَظَّمتُها حتى إذا اتسقتْ / تعلمَّ الدرَّ منها كيف تَنْتَظِمُ
فمثلَها / وهي في عصرٍ يؤخَّرُها
فليُنتجِ الفكرُ أو فلتنَظمِ الأممُ /
حالي غدا عاطلاً مِن وصلكِ الحالي
حالي غدا عاطلاً مِن وصلكِ الحالي / فكم أُغالطُ عن ذا الهجرِ آمالي
كتمتُه فوشتْ بي وهي جالهةٌ / مدامعٌ أَرْخَصَتْ مِن سريَ الغالي
يا جيرةَ الحيَّ أشمتُّمْ بهجركمُ / قبلَ التفرُّقِ لُوّامي وعُذّالي
تلقونَني ثمَّ القاكمْ ولا عجبٌ / عندَ العتابِ باِدلالٍ واِذلالِ
أبكي على مربعٍ من بعد بينكمُ / عافٍ وجسمٍ على أطلالكمْ بالِ
بأدمعٍ لم يزلْ في الوجدِ صَيَّبُها / وقفاً على جيرةٍ تنأَى وأطلالِ
وزَّعتُه بين هجرٍ أو أليمِ هوًى / ما بين ساكبِ تَهماعٍ وتَهمالِ
في أربعٍ حكمتْ أيدي النوى عبثاً / فيها بما لا جرى منّي على بالي
وقفتُ فيها / وقد سارتْ ركائبُهمْ
على ضِرامٍ لنيرانِ الهوى صالِ /
ما بين ناشدِ قلبٍ ضلَّ من وَلَهٍ / وبين منشدِ أشعارٍ وأغزالِ
منازلٌ طالَ فيها بعدما دَرَستْ / عنِ الحبائبِ تَردادي وتَسآلي
لبئس ما اعتضتُ فيها عن جمالِهمُ / من بعدِ رونقِِ اِحسانٍ واِجمالِ
يا هل يردُّ زماناً بانَ مُذْهَبُه / بكايَ في رسمِ دارٍ غيرِ محلالِ
مررتُ فيها فلم ألمحْ / وقد دَرَسَتْ
سوى رسومٍ كَبُردِ الصَّبرِ اسمالِ /
والدهرُ ما زالَ في حالاتهِ أبداً / مذ كانَ ما بين ادبارٍ واِقبالِ
يا منحنى الجِزعِ لي قلبٌ يطالِبُني / بما تقضَّى لنا في عصرِكَ الخالي
مِن حسنِ اِلفةِ أحبابٍ ومجتمعٍ / وطيبِ أوقاتِ أسحارٍ وآصالِ
تلكَ المنازلُ أبكتنا حمائمُها / وقد تغنَّينَ فوق الطلحِ والضّالِ
أجرينَ بالنوحِ دمعي في ملاعبها / فَنَحْنُ ما بين تغريدٍ واِعوالِ
منازلٌ درستْها الريحُ سافيةً / والقَطرُ ما بين مُنهلًّ ومُنهالِ
يا ريمَ رامةَ قد أمسيتَ تُسلِمُني / الى الممضَّينِ نسياني واِغفالي
قلبي وجسمي هما ما قد عرفتَهما / في النائباتِ لأوجاعٍ وأوجالِ
لا تَبْعُدَنَّ فكم في الحبَّ مِنْ نُغَصٍ / ومِنْ ملامٍ ومِنْ قيلٍ ومِنْ قالِ
تركتُه لأناسٍ يَحفِلُونَ به / وقلَّ بالعذلِ واللوامِ اِحفالي
يا حبذا زمنٌ لم تُمْنَ راحلتي / فيه بشدًّ إلى السرى واِرقالِ
كلاّ ولم أُمْنَ / والأيامُ تجمعُنا
قبلَ الفراقِ / باِزماعٍ وتَرحالِ
ايامَ كان غزالُ الحيَّ مؤتَمناً / على الهوى لم تَشُنْهُ نفرَةُ القالِ
واليومَ أُصبِحُ في وجدي وفي حُرَقي / بمعزلٍ عن جوى قلبي وبَلْبَالي
نبّاذُ فيه حضماهُ مِن لواحظِه / خوفاً عليه بسيّافٍ ونبّالِ
ما في المحبينَ مثلي في صبابتهِ / يا بُعدَ مطلبِ أضرابي وأشكالي
تاللهِ أنسى هواه أو أُرى أبداً / عنه وعن حبَّهِ ما عشتُ بالسالي
ولا أرى عوضاً منه ولو سمحَ / الزَّمانُ عنه بأعراض وأبدالِ
ولستُ أُصبِحُ عنه الدهرَ في شُغُلِ / إِلاّ به فهو أوطاري وأشغالي
يا طالبَ الشَّعرِ تُعييهِ مذاهبُهُ / فينثني منه في ضيق ٍ واِشكالِ
خُذْها فكم مِن فنونٍ في طرائفِه / فيها ومِن حِكَمٍ تسري وأمثالِ
دعْ عنكَ ما زخرفَ الواشي وما زَعَما
دعْ عنكَ ما زخرفَ الواشي وما زَعَما / لم يَصْحُ قلبي مِنَ البلوى ولا عَزَما
أمارَةُ الوجدِ عندي أدمعٌ ذُرُفٌ / على الديارِ وجسمٌ يألَفُ السَّقما
ومسمعٌ كلَّما زادَ العذولُ على / وجدي بليلى ملامًا زادَهُ صَمَما
لم أنسَ يومَ النوى والعيسُ مُحدَجَةٌ / والبينُ قد جَمَعَ التوديعَ والعَنَما
وكلَّما أرمضتْني مِن ملامتهِ / قوارصٌ أضرمتْ في مهجتي ضَرَما
يا حارِ والحرُّ مَنْ لم يُضْحِ في شُغُلٍ / مِنَ الغرامِ ومَنْ لم يُمسِ مُهتَضَما
اِنْ كنتَ أنكرتَ مِنْ دمعي نميمتَهُ / والقومُ عن حاجرٍ قد قوَّضوا الخِيَما
فما تحدَّرَ إلا مِن هوًى ونوًى / قد أحوجاه إلى اِظهارِ ما كتما
حالٌ تَذِلُ لها غلْبُ الأُسودِ وقد / أعزَّ اِقدامُهُنَّ الغِيلَ والأَجَما
أحبابَنا سُقيتْ أيامُ قربِكمْ / وجادَها الغيثُ منهلاًّ ومُنسجِما
مَضَتْ سِراعًا وما أدرى لسرعتها / أيقظةً ما أراني الدهرُ أم حُلُما
لا تَتْهَمُوا القلبَ بالسُّلوانِ بعدَكُمُ / فمذ عَرَفْتُ الهوى ما كنتُ متَّهَما
لم يبقَ لي أملٌ مِن بعدِ بينكمُ / اِلاّ وغادرَهُ صَرْفُ النوى أَلَما
أكادُ أبكي إذا سطَّرتُ مشتكياً / مِنَ الفراقِ ومِن أفعالِه القَلَما
ما للخيالِ ومالي ما ألمَّ بنا / اِلاّ وأورثَني اِلمامُه لَمَما
حيّا وفارقَني في الحالِ مُنصرِفاً / عنَّي فمتُّ على آثارِه نَدَما
طوى المهامهَ حتى جاءَ منفرِداً / اليَّ لم يَهَبِ البيداءَ والظُّلمَا
ودونهُ مِن فِجاجَ البيدِ مُنطمِسٌ / كاليمَّ مَجْهَلُه يستوقفُ الهِمَما
ما أوجفَ الركبُ أو ضلَّ الدليلُ به / اِلاّ وشيَّبَ مِنْ رُكبانِه اللَّمَما
يا دارُ ما لكِ قد عُوَّضتِ بعدهمُ / كُرْهاً بحكمِ النوى الغِربانَ والرَّخَما
لو كنتِ مِن حَدَثانِ الدهرِ سالمةً / لكانَ فيكِ فؤادي ربَّما سَلِما
ومنزلٍ عجتُ مِن بعدِ الخليطِ ضحًى / عليه أسألُ مِن أطلالِه الرُّسُما
فلم يُجبني وكم في الصَّمتِ من لَسَنٍ / فَهِمْتُه فجرى دمعي له وهَمَى
لمّا ذكرتُ به هنداً وجيرتَها / أيامَ قد كان شملُ الحيَّ ملتئما
تحدَّرتْ مِن جفوني فوقَهُ دِيَمٌ / اِذا استهلَّ حياها أخجلُ الدَّيَما
اِنَّ الكريمَ يرى ذكرَ الذين نأوا / وان أضاعوا عهودَ المنحنى ذِمَما
أين الحبائبُ في أيامِ جِدَّتِه / أولَينَهُ بشفاعاتِ الهوى نِعَما
نُفَرنَ عنه وهذي شيمةٌ عُرِفتْ / مِنَ الأوانسِ لمّا شارفَ الهَرَما
ما روضةٌ وشَّعتْها كلُّ غاديةٍ / فوشَّحتْها الثُّمامَ الغَضَّ واليَنَما
حاكَ الغمامُ لها مِن وشيهِ حُلَلاً / فيها فيا حسنَ ما وشَّى وما رَقَما
هِمْنا وقد هبَّ معتلُّ النسيمِ بها / كأنَّه بأحاديثِ الحِمى نَسَما
وخصَّني دونَ أصحابي بسَّرِهمُ / كأنَّه بالذي ألقاه قد عَلِما
يوماً بأحسنَ مِن تفويفِ ما نَظَمَتْ / قرائحي مِن كلامٍ يُنتِجُ الحِكَما
حوى العلومَ فأضحى في جزالتهِ / وسبكهِ بينَ أشعارِ الورى عَلَما
ولا الفراتُ كدمعي في غواربهِ / يوماً إذا جاشَ في تيّارِه وطَمَا
ولا الحمائمُ في نوحي ولا قلقي / غداةَ أضحتْ تُبكَّي الضّالَ والسَّلَما
متى ترنَّمَ منها طائرٌ غَرِدٌ / وقلتُ شعراً غدونا نَنْشُرُ الرَّمَما
وقد رضيتُ بقاضي العقلِ لي حَكَماً / فيما أقولُ وحسبي رأيُه حَكَما
أمّا الشبابُ فشيءٌ عزَّ مطلبُه
أمّا الشبابُ فشيءٌ عزَّ مطلبُه / قد بان مذ بانَ مِن ذا العمرِ مُذْهَبهُ
لم يبقَ مِن بعدِما قد فاتَ رَيَّقُه شيءٌ / اِذا حلَّ أخشاه وأرهَبُهُ
نأى الأحبَّةُ لمّا أن رأوا شَعَراً / في الرأسِ رِيعَ بصبحِ الشيبِ غيهبُهُ
وكلُّ ما نالَ قلبي مِن صدودِهمُ / قد كنتُ مِن قبلِ هذا اليومِ أحسبُهُ
للهِ ذا القلبُ كم يشكو لوازمَه / مِنَ الغرامِ ويُشجيهِ معذَّبُه
قلبٌ له بالهوى أُنسٌ تعوَّدَهُ / فلو نأى عنه أمسى وهو يطلبُه
وشادنٍ باتَ يُعييني تعنُّتُهُ / فظَلْتُ طوراً أحيَّيهِ وأعتِبُه
فما ارعوى لي وذاكَ الصُّدغُ منعطِفٌ / مِن بعدِما لَسَبتْ ذا القلبُ عقربُه
ما زالَ فرطُ تجنَّيهِ يُهَدَّدُني / بكلَّ ما نالَ مِن قلبي تجنُّبُه
وصرتُ مِن بعدِ قربٍ كان يجمعُنا / زمانُه كهلالِ الفطرِ أرقُبُه
وعادَ جظَّي عذاباً لا انقضاءَ له / بعدَ الوصالِ الذي قد بانَ أعذَبُه
وصارَ يُبعِدني مَنْ لم أزلْ أبداً / على ازديادِ تجنَّيهِ أُقرَّبُه
يا برقُ قد باتَ قلبي كلَّما لمعتْ / منكَ الشرارةُ يحكيها تلهبُّهُ
وصرتُ مغرًى بدمعي في ديارهمُ / بعد الأحبَّةِ أُذريهِ وأسكبُهُ
اِذا وقفتُ بها والدمعُ منهملٌ / فاِنَّني بدمِ الأجفانِ أقطبُه
فويحَ دمعٍ إذا ناحَ الحمامُ على / باناتِ سَلْعٍ رأيتُ التربَ تشربُه
مدامعٌ في سبيلِ الحبَّ ما برحتْ / عوناً على كل خطبٍ بتُّ أركبُه
سِيّانِ أسهلُه عندي ولي مُقَلٌ / بالدمعِ تُنْجِدُني فيه وأَصْعَبُه
هذا فؤادٌ أُراني أنَّني رجلٌ / في الحبَّ أتبعُ ما يختارُ مَذْهَبُه
وربَّ روحٍ إذا غنّى الحمامُ به / بين الخمائلِ أشجاني تطرُّبُه
ذكرتُ ربعَ هوًى لم أنسَ قاطنَهُ / طيبُ الوصالِ به قد كنتُ أنهبُه
بانتْ أوانسُه عنه وأنكرني / مِن بعدِ عرفانهِ في الحبَّ ملعبُه
بكيتُ فيه ونوحُ الوُرْقِ يُسعدني / على النوى ولسانُ الدمعِ يَندبُه
شوقاً إلى موردٍ ما شابَهُ كدرٌ / كم راقَ قبلَ نوى الأحبابِ مشربُه
بطيبِ عيشٍ قطعناهُ مُعاوَضَةً / قد كان يَصحَبُني حيناً وأصحَبُه
إِنْ فارقَتْني على رَغْمٍ لذاذاتُه / قَسْراً وباتتْ يدُ التفريقِ تسلُبُه
فسوف أُثني على أيامِ صُحْبَتِه / بخاطرٍ طالَ مِن شعري تعجُّبُه
ومِقولٍ كلَّما جدَّ الكلامُ به / قد هالَهُ بمعانيهِ تلعُّبُه
فأيُّ قلبٍ مشوق لم أزدْهُ هوًى / وأيُّ عقلٍ به ما بِتُّ أخلُبُه
شعرٌ إذا أمسيتِ الأشعارُ قاطبةً / دعيَّةً فإلى عدنانَ أنسبُه
ما ضرَ أهلَ الحمى لو أنَّهمْ رجعوا
ما ضرَ أهلَ الحمى لو أنَّهمْ رجعوا / بانوا فأقفرَ مصطافٌ ومرتبَعُ
بانوا فبانَ على آثارِ نأيهمُ / عصرُ الشبابِ فمنْ أبكي ومَنْ أدعُ
أحبابَنا لا تظنُّوني أُقادُ الى / قومٍ سواكمْ فأسلوكمْ وأتَّبِعُ
مُنايَ اِصلاحُ ما بيني وبينكمُ / وكلُّ شيءٍ مِنَ الدنيا له تَبَعُ
وقفتُ بعدكمُ في الربيعِ أندبُه / والحافزانِ هما التبريحُ والهلعُ
مرابعٌ لم أزلُ فيهنَّ ذا جزعٍ / بعد الخليطِ وماذا ينفعُ الجزعُ
خلتْ ملاعُبها مِن كلِّ غانيةٍ / نأتْ فدمعي على آثارِها دُفَعُ
اِنْ ضنَّتِ السُّحْبُ جادَتْها غمائمُه / أو أمسكَ القطرُ أمسى وهو مُنْدَفِعُ
ديارُ هندٍ سقتْها كلُّ غاديةٍ / مِنَ الجفونِ إذا ما أخلفَ الكَرَعُ
مازلتُ أسالُ عنها كلَّ بارقةٍ / تبيتُ بين سَواري السُّحْبِ تَمتصِعُ
كأنها زفراتي حين يَضرِمُها / بعدَ التفرُّقِ لي في قربهمْ طمعُ
ياقلبُ ويحكَ كم تأبى نفارَهمُ / فتستفيقُ زمانا ثم تنخدعُ
ما أنتَ أوَّلَ مَنْ شاقتْهُ لامعةٌ / على الديارِ ولا هتّافةٌ سُجُعُ
مازلتَ بي وبما تهواه مِن عُلَقٍ / حتى علتني لأثوابِ الضنى خِلَعُ
حملتَ ثِقلَ أليمِ الهجرِ مُضْطَلِعاً / به فكيف بحملِ البعدِ تضطلعُ
في كلِّ يومٍ نياقُ البينِ مُحْدَجَةٌ / تَخُبُّ كرهاً بَمنْ تهواه أو تضعُ
هذا على الوجدِ قلبٌ لا يقلِّبُه / طولُ الفراقِ ولا بالعذلِ يرتدعُ
قلبٌ تنفِّرُه البلوى فتَعطِفُه / عن الغرامِ وَتثنيهِ له الخُدَعُ
والحبُّ في مذهبِ العشاقِ كلِّهمُ / داءٌ دويُّ ومبدا أمرِه الولَعُ
وفَوا فخانَهمُ الأحبابُ وانتقضتْ / تلكَ العهودُ إلا يا بئسَ ما صنعوا
جيرانَنا حبذا أيامُ ذي سَلَمٍ / والدارُ دانيةٌ والشملُ مجتمعُ
أبعدَ ذاكَ التداني مِن دياركمُ / أبيتُ والهجرُ عن لقياكمُ يَزَعُ
أماّ الغرامُ وأنتم تعلمونَ به / لكم مجيبٌ وأمّا الصبرُ ممتنعُ
لا أدَّعى أننّي جلدٌ عليه ولا / أقولُ اِنّي بدرعِ الصبرِ مدَّرعُ
مَنْ لي بردَّ ليالينا بكاظمةٍ / لو أنهَّا بعدَ طولِ البعدِ تُرتْجَعُ
قد كانَ لي في زمانِ اللهوِ عندكمُ / قبلَ النوى وتنائي الدارِ مُتَّسَعُ
يا ساكني هضباتِ القاعِ مِن اِضَمٍ / بالعيشِ بعدَ نواكمْ لستُ أنتفِعُ
ما كنتُ قبلَ النوى بالوصلِ مقتنعاً / واليومَ بعدَ النوى بالطيفِ أقتنعُ
ملاتْمُ القلبَ مِن شوقٍ ومِن حُرَقٍ / ومِن تجنِّ وهجرٍ فوقَ ما يَسَعُ
كان اللقاءُ مع الساعاتِ مقترناً / واليومَ مَنْ لي به لو أنَّه لُمَعُ
يا ناظمي الشعرَ هذا في جزالتهِ / مِنَ البديعِ الذي ما شابَهُ بِدَعُ
لا يستكينُ لأشعارٍ ملفقَّةٍ / ولا يُرى في حواشي لفظهِ ضَرَعُ
شِعرٌ وسحرٌ إذا خادعتَ في أربٍ / به العقولَ أجابَ الأعصَمُ الفَرِعُ
هذا النظيمُ الذي أضحى يُطاوعُني / في سبكهِ النُّظّامِ يَسْتَنِعُ
لو أنَّه خُطَبٌ زادتْ به عِظَماً / على تعاظُمِها الأعيادُ والجُمَعُ
ما بالُ طرفكَ بعدَ البعدِ مارقدا
ما بالُ طرفكَ بعدَ البعدِ مارقدا / ما ذاكَ إلا لأمرٍ أوجبَ السَّهَدا
صبابةٌ وحنينٌ يبعثان على / بُعدِ المزارِ إليكَ الشوقَ والكَمَدا
ما أنتَ غِرٌّ بأيامِ الغرامِ فلا / تظنَّ جهلاً بأنَّ الوجدَ صار سُدى
أقلُّ ما فيه أن تُلقي بلا سببٍ / على الحبائبِ فيه اللَّوْمَ والفَنَدا
لُدْنُ القدودِ كباناتِ الحمى هَيفَاً / بيضُ الطِّلى كظباءِ المنحنى جيَدا
حوراً العيونِ كأحداقِ المها عَينَاً / غِيدُ الجسومِ بنفسي ذلكَ الغَيَدا
كم قدْ سفكنَ بهاتيكَ العيونِ دماً / وما رأيتُ لها ثأراً ولا قَوَدا
أغراكَ برقُ الحمى بالذِّكْرِ آونةً / لما تراءَى على أجزاعِه وبدا
ما لاحُ إلا وفي قلبي كمومضِه / وَقيِدُ نارٍ غرامٍ مثلَ ما وَقَدا
نارانٍ نارُ زنادِ المزنِ ما خمدتْ / تحت الظلامِ ولا جمرُ الهوى خَمَدا
هذي تلوحُ فيحكيها تلهُّبُه / وهناً بجاحمِ شوقٍ قلَّما بَرَدا
يا راكباً يِطسُ الرَّضْراضَ مُجْفَرُه / كالهَيْقِ نحوَ الحمى والجِزْعِ قد وَخَدا
يسري على الأيْنِ لا يَثنيهِ مُنخَرَقٌ / عنِ الرسيمِ ولا يَستبعِدُ الأمدا
قلْ للغزالِ الذى حالتْ مواثِقُه / اِنِّي على ذلكَ العهدِ الذي عَهَدا
ما حلتُ في الحبِّ عماّ كان يعرفُه / ولا مددتُ إلى السُّلوانِ عنه يَدا
أحبابَنا سُقِيتْ أيامُ وصلكمُ / بهاطلٍ كلَّما جادَ الرُّبى رَعَدا
اِذا ونى سَحُّهُ أو قلَّ سافحُه / أجرتْ له مقلتي مِن مائها مَدَدا
يا بينُ ويحكَ ما أبقيتَ بعدَهمُ / للوالهِ الصبِّ لا صبراً ولا جَلَدا
قد كان ذا جَلَدٍ جَمٍّ فسارَ بهِ / حادي مطاياهمُ في الظعينِ يومَ حَدا
أين الأحبَّةُ لم يوفوا بما وعدوا / مِن بعدِما أنجزَ التفريقُ ما وعدا
بانوا فها أنا في الأطلالِ بعدهمُ / وِردي الدموعُ إذا ما شئتُ أن أرِدا
لأحمَدَنَّ زماناً كان يجمعُنا / بالرقمتينِ فخيرُ العيشِ ما حُمِدا
وقائلٍ قبلَ وشكِ البينِ مِن جَزَعٍ / قد نالَهُ للنوى والبينِ ما أفِدا
ما أنتَ يومَ نوى الأحبابِ صانِعُه / اِذا رأيتَ مزارَ القومِ قد بَعُدا
فقلتُ والقلبُ فيه حَرُّ نارِ جوًى / للبينِ تُضرَمُ مِن أنفاسيَ الصُعَدا
يدايَ / اِنْ حُمَّ بينٌ
قد ذَخَرتُهما / هذي لدمعي وهذي تَلْزَمُ الكَبِدا
ما استوطنوا بلداً إلا وعدتُ لِما / عندي من الوجدِ أهوى ذلكَ البلدا
لا تُلْزِمَنِّي بصبرٍ بعدما رحلوا / عنِ العقيقِ فصبري بعدهم نَفِدا
يا واقفاً في عراصِ الدارِ مكتئباً / يُذري المدامعَ في أرجائها بَدَدا
حيرانَ تُذْكِرُهُ الآثارُ بعدهمُ / عيشاً تولَّى بجيرانِ النقا رَغَدا
حَرانَ يسمعُ أشعاري فيحسبُني / وقد ترنَّمتُ فيها طائراً غَرِدا
مِن كلِّ قافيةٍ للعقلِ ساحرةٍ / نفثتُ في عُقَدٍ مِن سِحرها عُقَدا
أمسيتُ والبحرُ وردي من صناعِتها / متى وردتُ وغيري يَرشُفُ الثَّمَدا
شِعرٌ إذا سمعَ النظّامُ محكمَهُ / أقرَّ كرهاً له بالفضلِ مَنْ جَحَدا
معاشرٌ حسدوه لا أرى لهمُ / فيما توخَّوه لا راياً ولا رَشَدا
لغيرِ شيءٍ سوى انِّي أفوقُهمُ / بخاطرٍ كلَّما أذكيتُه اتَّقَدا
لا زلتُ في الفضلِ محسوداً ولا بَرِحوا / لا يقدرونَ على أن يُظْهِروا الحَسَدا
خلا مِنَ القومِ مصطاف ومرتبعُ
خلا مِنَ القومِ مصطاف ومرتبعُ / فليس في راحةٍ مِن بعدهمْ طَمَعُ
ساروا فكلُّ سرورٍ بعدَ بينهمُ / ولذَّةٍ لتنائي دارهمْ تَبَعُ
تلكَ الديارُ فما ضرَّ الذين نأوا / عنها بحكمِ النوى لو أنَّهم رجَعُوا
ما زلتُ بعدَ نوى الأحبابِ ذا جَزَعٍ / على الربوعِ وماذا ينفعُ الجَزَعُ
بانوا فأصبحتُ أشكو بعدما رحلوا / قبيحَ ما صنعَ الحادي وما صنعوا
مَنْ لي بلمياءَ لو يدنو المزارُ بها / بعدَ الفراقِ فأشكوه وتستمعُ
شكوى تكادُ لها صُمُّ الصَفا جَزَعاً / كما تصدَّعَ قلبي منه تَنصَدِعُ
لكنَّه الوجدُ ما أشناه فيه مَله / نحوي انطياعٌ وما أهواه يمتنعُ
والحبُّ أسبابهُ شتى ومعظمُها / فيما رأيناه منها العينُ والولعُ
يا منزلاً بانَ أهلوه وغيَّرَهُ / طولُ الزمانِ فدمعي فوقه دُفَعُ
أبكيكَ حزناً وأبكي مَنْ نأى أسفاً / عنكَ الغداةَ فمَنْ أبكي ومَنْ أدعُ
لو أن قلبي على ما كنتُ أعهدُه / ما كان يَصْدُفُ أحياناً وينخدعُ
يا قلبُ لا بالتجني عن محبتَّهِمْ / يُفيقُ منها ولا بالهجرِ يَرْتَدِعُ
في الناسِ عمن ترى في ودَّه مَلَقاً / أعواضُ خيرٍ وفي الأهواءِ مُتَّسَعُ
يا برقُ نارُكَ مِن وجدي ومِن حُرَقي / مضرومةٌ في عِراصِ الربعِ تَمْتَصِعُ
كأنَّها زفراتي عندَما كَرَبتْ / تلكَ الحمولُ عن الجرعاءِ ترتفعُ
تسري بهنَّ المطايا وهي لاغبةٌ / هِيمٌ تَراقلُ بالأحبابِ أو تَضَعُ
اِذا تبدَّتْ لها الكثبانُ وانكشفتْ / بالوخدِ عنها تراءى السَّقطُ والجَرَعُ
في مهمهٍ يتساوى في مجاهلِه / خِرَّبتُه فَرَقاً والعاجزُ الضَّرِعُ
حيث الاِكامُ إذا عاينتَهنَّ بها / عاينتهنَّ بضافي الآلِ تَلْتَفِعُ
أحبابَنا أن نأيتمْ عن دياركمُ / وأصبحَ الصبرُ عنكم وهو ممتنعُ
لا تحسبوني إذا ما الدهرُ باعدكمْ / بالعيشِ
لا كان ذاكَ العيشُ / أنتفعُ
طوبى وليت ولهفي غيرُ واحدةٍ / على زمانِ الحمى لو كان يُرتجَعُ
أبكي إذا سجعتْ في الأيكِ صادحةٌ / والدهرُ عن قربِ جيرانِ النقا يَزَعُ
بأدمعٍ كلَّما جادتْ سحائبُها / فما نخافُ إذا ما أخلفَ الكَرَعُ
وجدي يثيرُ لظاهُ كلُّ بارقةٍ / تبيتُ بين سواريَ السحبِ تلتمعُ
ودمعُ عَيْنِيَ تَمرِيهِ متى شجعتْ / على صوامِعها الحنّانَةُ السُّجُعُ
كمِ الفؤادُ وكم مقدارُ قدرتهِ / حتى تحمَّلَ منهم فوقَ ما يَسَعُ
وكم يُقادُ إلى مَنْ يعنفونَ على / ما عندهُ من تجنَّهمْ فيتَّبِعُ
وكم يكون اصطباري بعد رحلتهمْ / عنِ العقيقِ وكم بالطيفِ اقتنعُ
أليس لي جسدٌ أودى الغرامُ به / فكيف بالبينِ أو بالهجرِ يضطلعُ
يا أيُّها النظمُ قد أغريتُ فيكَ وقد / أعربتُ والحقُّ شيءٌ ليس يندفَعُ
لولاكَ ما عرفَ العشاقُ مذهبَهمْ / فيه ولا شرعوا في الحبَّ ما شرعوا
ولا أقولُ الذي قد قلتُه عبثاً / أين النظيمُ ومن في سبكهِ برعوا
وأين مِن أهلِ هذا الفنَّ مَنْ وقفتْ / مِن دونِ حلبتهِ الأضدادُ والشَّيَعُ
هذا قريضٌ إذا فاه الرواةُ به / وطارَ فَهْوَ على سِرَّ الهوى يقعُ
وسُبَّقٍ مِن جيادِ الشَّعر قد عجزتْ / عن الَّلحاقِ بهنَّ الشُّرَّبُ المِزَعُ
مضنًى يهيمُ بذاتِ الخالِ مِن وَلَهٍ
مضنًى يهيمُ بذاتِ الخالِ مِن وَلَهٍ / يعتادُه وضناهُ مِن علائمهِ
لمّا توشّحَتِ الخِلخالَ مِن هَيَفٍ / بها تَمَنْطَقَ مِنْ سُقْمِ بخاتمهِ
وبدرُ تمًّ يحاكي رِيقُ مبسمهِ
وبدرُ تمًّ يحاكي رِيقُ مبسمهِ / خمراً سقِيت به مِن فيهِ جِرْيالا
لو لم يكن خدُّه مثلَ الشقيقِ لما / كان السوادُ الذي يحتلُّه خالا
قد أورثتْ خاطرَ المشتاقِ يومَ نأتْ
قد أورثتْ خاطرَ المشتاقِ يومَ نأتْ / سعادُ أَثَلاثِ المنحنى ولَها
قلبي واِنْ كنتُ لا أنفكُّ أُعتِبُه / قد صارَ طوعاً وكرهاً ملكَها ولَها
لا تحسبِ الصبَّ مذ زُمَّتْ أيانِقُها / الىالعقيقِ تناسى عهدَها ولَها
لو شاءِ قصَّرَ مِن أيامِ كاظمةٍ / بالوصلِ مَنْ كان بالهجرانِ طوَّلها
فليت آخرَ أيامِ الحِمى بهمُ / كانتْ على غِرَّةِ الواشينَ أوَّلَها
خاطبتُ بعدَكمُ الأطلالَ والدَّمَنا
خاطبتُ بعدَكمُ الأطلالَ والدَّمَنا / وتلكَ حالةُ مَنْ بالبينِ قد غُبِنا
نَشَدتُ بعدَكمُ قلبي وطالَ بكم / مدى النوى فنَشَدتُ القلبُ والوَسَنا
أحبابَنا أن رأيتمْ مَنْ قضى أسفاً / بعدَ الفراقِ على أحبابهِ فاَنا
عوضتموني وقد سارتْ ركائُبكمْ / يومَ الفراقِ بيومِ الملتقى حَزَنا
أجاهلياً غدا وجدي القديمُ بكم / حتى تعبَّدَ من أوثانِكمْ وثنا
نَصَّبتُمْ لقتيلِ الوجدِ بينكمُ / أصنامَ حُسنٍ غدتْ ما بينكمْ فِتَنا
وكلَّما ثُوَّرتْ للبينِ عيسكمُ / ثارتْ نوازعُ وجدٍ قلَّما سَكَنا
وندَّ دمعي تلكَ العيسُ سائرةٌ / عن الربوعِ وقِدْماً طالما خُزِنا
أرخصتُه بعدما بِنتمْ على دِمَنٍ / لم يبقَ للدمعِ مِن بعدِ النوى ثمنا
وقالَ قومٌ أذاعَ السرَّ بعدهمُ / وكنتُ لولا النوى في الحبَّ مؤتَمنا
جيرانَنا حبذا أيامُ كاظمةٍ / زمانَ لم يَفْطُنِ البينُ المشتُّ بِنا
قد كانَ قُرْبُكمُ مِن كلَّ نائبةٍ / تنوبُ في الوجدِ مِن قبلِ النوى جُنَنا
وكانَ في الربعِ لي مِن أهلِه وطرٌ / هجرتُ مِن أجلِه الخُلاّنَ والوطنا
تَيمَّنَني فيه غِزلانٌ لواحظُها / أعرنَ آرامَ نجدٍ ذلكَ العَيَنا
مرابعٌ كنتُ منها في بُلَهْنِيَةٍ / مِنَ الوصالِ وهذا الدهرُ ما فطنا
فحين بانوا وأمستْ وَهْيَ خاليةٌ / مِن كلِّ بدرٍ رمى قلبي غداةَ رَنا
وقفتُ فيها فأضحى في مرابِعها / سرِّي بدمعي الذي أجريتُه عَلَنا
وقلتُ في هذه كانتْ جآذِرُهمْ / تُصميننا بظُبى ألحاظِها وهُنا
سقى محلَّهمُ دمعي فاِنَّ له / سحابَ دمعٍ به قد خَجَّلَ المُزُنا
اِذا تقشَّعَ عنه عارضٌ هَتِنُ / عنِ الربوعِ حباه عارضاً هَتِنا
يا غائبينَ لئن جادَ الزمانُ بكم / بعد الفراقِ تقلَّدنا له المِنَنا
فكم أقلَّتْ ظهورُ الناجياتِ بكم / مِن منظرٍ حسنٍ لم يولني حَسَنا
وشاقَني كلُّ لَدْنِ القدِّ مائهُ / يحكي الغصونَ اعتدالاً والقنا اللُّدُنا
ولا مني فيهمُ قومٌ فقلتُ لهم / ما للوائمِ في أحبابِنا ولَنا
هَبْنا الحمامُ نرى حُبَّ القدودِ لنا / رأياً كما تألفُ الهتّافَةُ الغُصُنا
حمائمٌ سجعتْ في البانِ صادحةً / شوقاً وما فارقتْ اِلفاً ولا سَكَنا
فكيف بي والنياقُ الهوجُ مَحدَجةٌ / والقومُ قد قرَّبوا للرحلةِ الظُعُنا
يا عاذليَّ لقد عَنفَّتُما رجلاً / لم يُعطِ للومِ في أحبابهِ أُذنا
هذا الحِمى فدعاني في مرابعِه / أجُرُّ للهو في ساحاتِه الرَّسنَا
علَّلتماني به والدارُ نائيةٌ / وبالأحبَّةِ من بعدِ النوى زمنا
وأينُقٍ ذكرتْ أرضَ الحِمى فَغَدَتْ / هِيماً تجاذبُني نحوَ الحِمى العُرُنا
غدتْ عِجافاً وقد أودى الذميل ُبها / مِن بعدِما كنَّ في أرسانِها بُدُنا
أحدو لها بقريضي وهي جانحةٌ / تؤمُّ مِن هضباتِ المنحنى حَضَنا
سوابحاً في بحارِ الآلِ تحسبُها / فيه تَهاوى بركبانِ الهوى سُفُنا
شعراً إذا لغبتْ أضحى يُعلِّلُها / به لسانُ فتِّى فاقَ الورى لَسَنا
مِن كلِّ قافيةٍ أمستْ منزَّهةً / عن أن تصاحبَ لا عيّا ولا لَكَنا
شوارداً في بلادِ الّلهِ سائرةً / اِذا القريضُ على عِلاّتِه قَطَنا
بها تَمايلُ أعطافُ الكريمِ اِذا / ما هِيجَ يوما ويوماً تجلبُ الاِحَنا
فيها وفيها واِنْ أمستْ مبّرأةً / من كلَّ ما دنسٍ في غيرِها وخَنا
لم تُلقِ يوماً إلى غيري لها بيدٍ / لما رأتْهُ بماً لا تشتهي قَمنَا
ولا رأتْ عنده لطفَ القريضِ ولا / أدَّتْ لدعواه لا فرضاً ولا سُنَنا
عوازفٌ عن أُناسٍ عندَهمُ / منهنَّ إلا ادِّعاءٌ زائدٌ وعَنا
مناهمُ منه ما أصبحتُ أنظِمُهُ / فالقومُ في غُمَّةٍ من حسرةٍ ومُنى
قفْ بي على منزلٍ بالربعِ قد دَثَرا
قفْ بي على منزلٍ بالربعِ قد دَثَرا / أبدى الزمانُ لنا في طيَّهِ عِبَرا
أين الأحبَّةُ قد كانت وجوهُهمُ / حسناً تُخَجَّلُ فيه الشمسَ والقمرا
وقفتُ فيه فلم ألمحْ لهم أثراً / بين الطلولِ ولم أسمعْ لهم خَبَرا
أحبَّةٌ كان مستوراً حديثُهمُ / حتى تطاولَ عمرُ البينِ فاشتهرا
لولاهمُ ما نهاني الوجدُ مقتدراً / عما يحاولهُ منّي ولا امَرا
أجَّجتُ نارَ غرامي في ملاعبهِ / بفائضِ الدمعِ في الأطلالِ فاستقرا
وأَخْجَلَتْ سُحُبُ الجفانِ هاطلةً / سُحْباً حملنَ لسُقيا تُربهِ المطرا
يا ربعُ قد كنتَ لي قبلَ النوى وطناً / بلغتُ فيكَ على رغمِ العِدى وَطَرا
أشكو إليكَ نوًى باتتْ تُؤرّقُني / وكنتُ مِن قبلِها لا أعرفُ السَّهَرا
ما لي ومالكَ قد جدَّدتُ لي شَجَناً / بالراحلينَ وقد أحدثتَ لي ذِكّرا
عُلالةً أشكتي ما بي إلى طللٍ / مثلي عليه دليلُ الشوقِ قد ظهرا
نهنهتُ دمعي وخاطبتُ الديارَ أسًى / حتى إذا لم يُجبني رسمُهنَّ جرى
ونحتُ في جنباتِ الربعِ مِن وَلَهٍ / شوقاً فكدتُ به أستنطقُ الحجرا
وهبَّ معتلُّ أنفاسِ النسيمِ على / تلكَ الرياضِ بليلاً نشرُه عَطِرا
منازلٌ طابَ نفّاحُ النسيمِ بها / وطابَ سكانُها قِدْماً فطِبنَ ثرى
تلكَ الديارُ سقاها الدمعُ مُنبجِساً / شؤبوبُه دائمَ التسكابِ منهمرا
وبارقٍ ما روتْ ليلاً شرارتُه / اِلاّ وقابلَ مِن وجدي بكم شررا
ضاءَ الظلامَ وقد كانتْ ذوائبُه / في الأفقِ عاقدةً مِن شَعرِه طُرَرا
فما خَبا البرقُ إلا مِن زِنادِ هوًى / ما بين جنبَّي أبدى نُورَه وورى
وزارني طيفُ مَن أهوى زيارتَه / حتى إذا ما رآني ساهراً نَفَرا
سرى اليَّ ودونَ الملتقى قَذَفٌ / في الليلِ يركبُ من أهوالِه الخَطَرا
عجبتُ كيف سرى والليلُ مُنْسَدِلٌ / جِلبابُه نحوَ عينٍ ما تذوقُ كَرَى
فلستُ أدرى وقد شابتْ مفارقُه / أضوءُ برقٍ بدا أم وجهُه بَدَرا
وقائلٍ ودموعي بعدَ فرقتهِ / في الخدَّ تُخْجِلُ مِن تَسكابِها النهرا
ما بالُ دمعكَ ما ينفكُّ منسفحاً / اِمّا على مربعٍ أو ظاعنٍ هَجَرا
تُبدي بتَذكارِ أيامٍ به سَلَفَتْ / اِن غابَ عن منتدى الأوطانِ أو حضرا
وما يفيدُكَ مِن بعدِ الفراقِ اِذا اتخذتَ / ذكرَ ليالي المنحنى سَمَرا
وهل تردُّ لكَ الذكرى زمانَ هوًى / قد كنتَ تَحمَدُ فيه الوِردَ والصَّدَرا
فقلتُ لي راحةٌ في الدمعِ أسفحُه / اِذا مُنِعْتُ إلى أهلِ الحِمى النظرا
وفي الربوعِ إذا خاطبتُ أرسمَها / بالشَّعرِ وانحلَّ خيطُ الدمعِ فانتثرا
ووشَّحتْ كلماتي كلَّ ناحيةٍ / منها فصارتْ على لَبّاتِها دُرَرا
شِعرٌ له نفثاتُ السحرِ خالصةً / مِن دونِ شعرِ أُناسٍ قلَّما سَحَرا
له إذا أنشدوه في مجالسهمْ / عَرْفٌ يُخَجَّلُ في ناديهمُ القُطُرا
فلستُ أخشى عليه أن يُمَلَّ اِذا / فاه الرواةُ به أن قلَّ أو كَثُرا
طوبى لقيَّمنا أحنى على قمرٍ
طوبى لقيَّمنا أحنى على قمرٍ / يجلو براحتهِ عن وجههِ الكَلَفا
أو درَّةٍ كمنتْ في خِدرِها فغدا / يفضُّ باللطفِ عن أنوارِها الصَّدَفا
اِنّا لتُتحِفُنا بالأُنسِ كتبكمُ
اِنّا لتُتحِفُنا بالأُنسِ كتبكمُ / واِنْ بعدتُمْ فاِنَّ الشوقَ يُدنيها
وكيف نضجرُ منها وهي مُذْهِبَةٌ / مِن وحشةِ البينِ لوعاتٍ نُعانيها
فاِنْ وصفتُمْ لنا فيها اشتياقَكُمُ / فعندنا منكمُ أضعافُ ما فيها
سلوا نسيمَ الصبَّا تُهدي تحيَّتنا / إليكمُ فهي تدري كيف نُهديها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025