القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو فِراس الحمَداني الكل
المجموع : 37
الدَهرُ يَومانِ ذا ثَبتٌ وَذا زَلَلُ
الدَهرُ يَومانِ ذا ثَبتٌ وَذا زَلَلُ / وَالعَيشُ طَعمانِ ذا صابٌ وَذا عَسَلُ
كَذا الزَمانُ فَما في نِعمَةٍ بَطَرٌ / لِلعارِفينَ وَلا في نِقمَةٍ فَشَلُ
سَعادَةُ المَرءِ في السَرّاءِ إِن رَجَحَت / وَالعَدلُ أَن يَتَساوى الهَمُّ وَالجَدَلُ
وَما الهُمومُ وَإِن حاذَرتَ ثابِتَةٌ / وَلا السُرورُ وَإِن أَمَّلتَ يَتَّصِلُ
فَما الأَسى لِهُمومٍ لابَقاءَ لَها / وَما السُرورُ بِنُعمى سَوفَ تَنتَقِلُ
لَكِنَّ في الناسِ مَغروراً بِنِعمَتِهِ / ما جائَهُ اليَأسُ حَتّى جائَهُ الأَجَلُ
سَكِرتُ مِن لَحظِهِ لا مِن مُدامَتِهِ
سَكِرتُ مِن لَحظِهِ لا مِن مُدامَتِهِ / وَمالَ بِالنَومِ عَن عَيني تَمايُلُهُ
وَما السُلافُ دَهَتني بَل سَوالِفُهُ / وَلا الشُمولُ اِزدَهَتني بَل شَمائِلُهُ
أَلوى بِعَزمِيَ أَصداغٌ لُوينَ لَهُ / وَغالَ صَبرِيَ ماتَحوي غَلائِلُهُ
العُذرُ مِنكَ عَلى الحالاتِ مَقبولُ
العُذرُ مِنكَ عَلى الحالاتِ مَقبولُ / وَالعَتبُ مِنكَ عَلى العِلّاتِ مَحمولُ
لَولا اِشتِياقِيَ لَم أَقلَق لِبُعدِكُمُ / وَلا غَدا في زَماني بَعدُكُم طولُ
وَكُلُّ مُنتَظِرٍ إِلّاكَ مُحتَقَرٌ / وَكُلُّ شَيءٍ سِوى لُقياكَ مَملولُ
يا مَن أَتانا بِظَهرِ الغَيبِ قَولُهُمُ
يا مَن أَتانا بِظَهرِ الغَيبِ قَولُهُمُ / لَو شِئتُ غاظَتكُمُ مِنّا الأَقاويلُ
لَكِن أَرى أَنَّ في الأَقوالِ مَنقَصَةً / مالَم تُسَدَّ الأَقاويلُ الأَفاعيلُ
أَحِلُّ بِالأَرضِ يَخشى الناسُ جانِبَها
أَحِلُّ بِالأَرضِ يَخشى الناسُ جانِبَها / وَلا أُسائِلُ أَنّى يَسرَحُ المالُ
فَهَيبَتي في طِرادِ الخَيلِ واقِعَةٌ / وَالناسُ فَوضى وَمالُ الحَيِّ إِهمالُ
كَذاكَ نَحنُ إِذا ما أَزمَةٌ طَرَقَت / حَيٌّ بِحَيثُ يَخافُ الناسُ حَلّالُ
اللَومُ لِلعاشِقينَ لومُ
اللَومُ لِلعاشِقينَ لومُ / لِأَنَّ خَطبَ الهَوى عَظيمُ
فَكَيفَ تَرجونَ لي سُلُوّاً / وَعِندِيَ المُقعِدُ المُقيمُ
وَمُقلَتي مِلؤُها دُموعٌ / وَأَضلُعي حَشوُها كُلومُ
يا قَومِ إِنّي اِمرُؤٌ كَتومٌ / تَصحَبُني مُقلَةٌ نَنمومُ
اللَيلُ لِلعاشِقينَ سِترٌ / يالَيتَ أَوقاتُهُ تَدومُ
نَديمِيَ النَجمُ طولَ لَيلي / حَتّى إِذا غارَتِ النُجومُ
أَسلَمَني الصُبحُ لِلبَلايا / فَلا حَبيبٌ وَلا نَديمُ
بِرَملَتَي عالِجٍ رُسومٌ / يَطولُ مِن دونِها الرَسيمُ
أَنَختُ فيهِنَّ يَعمَلاتٍ / ما عَهدُ إِرقالِها ذَميمُ
آجَدَها قَطعُ كُلِّ وادٍ / أَخصَبَهُ نَبتُهُ العَميمُ
رَدَّت عَلى الدَهرِ في سُراها / ما وَهَبَ النَجمُ وَالنُجومُ
تِلكَ سَجايا مِنَ اللَيالي / لِلبُؤسِ مايَخلُقُ النَعيمُ
بَينَ ضُلوعي هَوىً مُقيمٌ / لِآلِ وَرقاءَ لايَريمُ
يُغَيِّرُ الدَهرُ كُلَّ شَيءٍ / وَهوَ صَحيحٌ لَهُم سَليمُ
أَمَنعُ مَن رامَهُ سِواهُم / مِنهُ كَما تُمنَعُ الحَريمُ
وَهَل يُساويهِم قَريبٌ / أَم هَل يُدانيهِم حَميمُ
وَنَحنُ في عُصبَةٍ وَأَهلٍ / تَضُمُّ أَغصانَنا أَرومُ
لَم تَتَفَرَّق بِنا خُؤولٌ / في جَذمِ عِزٍّ وَلا عُمومُ
سَمَت بِنا وائِلٌ وَفازَت / بِالعِزِّ أَخوالُنا تَميمُ
وَدادُهُم خالِصٌ صَحيحٌ / وَعَهدُهُم ثابِتٌ مُقيمُ
فَذاكَ مِنهُم بِنا حَديثٌ / وَهوَ لِآبائِنا قَديمُ
نَرعاهُ ما طُرِّقَت بِحَملٍ / أُنثى وَما أَطفَلَت بَغومُ
نُدني بَني عَمِّنا إِلَينا / فَضلاً كَما يَفعَلُ الكَريمُ
أَيدٍ لَهُم عِندَ كُلِّ خَطبٍ / يُثنى بِها الفادِحُ الجَسيمُ
وَأَلسُنٌ دونَهُم حِدادٌ / لُدٌّ إِذا قامَتِ الخُصومُ
لَم تَنأَ عَنّا لَهُم قُلوبٌ / وَإِن نَأَت مِنهُمُ جُسومُ
فَلا عَدِمنا لَهُم ثَناءً / كَأَنَّهُ اللُؤلُؤُ النَظيمُ
لَقَد نَمَتنا لَهُم أُصولٌ / مامَسَّ أَعراقَهُنَّ لومُ
تَبقى وَيَبقَونَ في نَعيمٍ / ما بَقِيَ الرُكنُ وَالحَطيمُ
الدينُ مُختَرَمٌ وَالحَقُّ مُهتَضَمُ
الدينُ مُختَرَمٌ وَالحَقُّ مُهتَضَمُ / وَفَيءُ آلِ رَسولِ اللَهِ مُقتَسَمُ
وَالناسُ عِندَكَ لاناسٌ فَيُحفِظهُم / سَومُ الرُعاةِ وَلا شاءٌ وَلا نَعَمُ
إِنّي أَبيتُ قَليلَ النَومِ أَرَّقَني / قَلبٌ تَصارَعَ فيهِ الهَمُّ وَالهِمَمُ
وَعَزمَةٌ لايَنامُ اللَيلَ صاحِبُها / إِلّا عَلى ظَفَرٍ في طَيِّهِ كَرَمُ
يُصانُ مُهري لِأَمرٍ لا أَبوحُ بِهِ / وَالدِرعُ وَالرَمجُ وَالصَمصامَةُ الخَذِمُ
وَكُلُّ مائِرَةِ الضَبعَينِ مَسرَحُها / رِمثُ الجَزيرَةِ وَالخِذرافُ وَالعَنَمُ
وَفِتيَةٌ قَلبُهُم قَلبٌ إِذا رَكِبوا / يَوماً وَرَأيُهُمُ رَأيٌ إِذا عَزَموا
يالِلرِجالِ أَما لِلَّهِ مُنتَصِفٌ / مِنَ الطُغاةِ أَما لِلدينِ مُنتَقِمُ
بَنو عَلِيٍّ رَعايا في دِيارِهِمُ / وَالأَمرُ تَملِكُهُ النِسوانُ وَالخَدَمُ
مُحَلَّثونَ فَأَصفى شُربِهِم وَشَلٌ / عِندَ الوُرودِ وَأَوفى وُدِّهِم لَمَمُ
فَالأَرضُ إِلّا عَلى مُلّاكِها سَعَةٌ / وَالمالُ إِلّا عَلى أَربابِهِ دِيَمُ
وَما السَعيدُ بِها إِلّا الَّذي ظَلَموا / وَما الغَنِيُّ بِها إِلّا الَّذي حَرَموا
لِلمُتَّقينَ مِنَ الدُنيا عَواقِبِها / وَإِن تَعَجَّلَ مِنها الظالِمُ الأَثِمُ
لايُطغِيَنَّ بَني العَبّاسِ مُلكُهُمُ / بَنو عَلِيٍّ مَواليهِم وَإِن زَعَموا
أَتَفخَرونَ عَلَيهِم لا أَبا لَكُمُ / حَتّى كَأَنَّ رَسولَ اللَهِ جَدُّكُمُ
وَما تَوازَنَ يَوماً بَينَكُم شَرَفٌ / وَلا تَساوَت بِكُم في مَوطِنٍ قَدَمُ
وَلا لَكُم مِثلُهُم في المَجدِ مُتَّصِلٌ / وَلا لِجَدِّكُمُ مَسعاةُ جَدِّهِمُ
وَلا لِعِرقِكُمُ مِن عِرقِهِم شَبَهٌ / وَلا نَفيلَتُكُم مِن أُمِّهِم أَمَمُ
قامَ النَبِيُّ بِها يَومَ الغَديرِ لَهُم / وَاللَهُ يَشهَدُ وَالأَملاكُ وَالأُمَمُ
حَتّى إِذا أَصبَحَت في غَيرِ صاحِبِها / باتَت تَنازَعُها الذُؤبانُ وَالرَخَمُ
وَصُيِّرَت بَينَهُم شورى كَأَنَّهُمُ / لا يَعرِفونَ وُلاةُ الحَقِّ أَيَّهُمُ
تَاللَهِ ماجَهِلَ الأَقوامُ مَوضِعَها / لَكِنَّهُم سَتَروا وَجهَ الَّذي عَلِموا
ثُمَّ اِدَّعاها بَنو العَبّاسِ إِرثَهُمُ / وَما لَهُم قَدَمٌ فيها وَلا قِدَمُ
لايُذكَرونَ إِذا مامَعشَرٌ ذُكِروا / وَلا يُحَكَّمُ في أَمرٍ لَهُم حَكَمُ
وَلا رَآهُم أَبو بَكرٍ وَصاحِبُهُ / أَهلاً لِما طَلَبوا مِنها وَما زَعَموا
فَهَل هُمُ مُدَّعوها غَيرَ واجِبَةٍ / أَم هَل أَئِمَّتُهُم في أَخذِها ظَلَموا
أَمّا عَلَيٍّ فَقَد أَدنى قَرابَتَكُم / عِندَ الوِلايَةِ إِن لَم تُكفَرِ النِعَمُ
هَل جاحِدٌ يابَني العَبّاسِ نِعمَتَهُ / أَبوكُمُ أَم عُبَيدُ اللَهِ أَم قُشَمُ
بِئسَ الجَزاءَ جَزَيتُم في بَني حَسَنٍ / أَبوهُمُ العَلَمُ الهادي وَأُمُّهُمُ
لا بَيعَةٌ رَدَعَتكُم عَن دِمائِهِمُ / وَلا يَمينٌ وَلا قُربى وَلا ذِمَمُ
هَلّا صَفَحتُم عَنِ الأَسرى بِلا سَبَبٍ / لِلصافِحينَ بِبَدرٍ عَن أَسيرِكُمُ
هَلّا كَفَفتُم عَنِ الديباجِ أَلسُنَكُم / وَعَن بَناتِ رَسولِ اللَهِ شَتمَكُمُ
مانُزِّهَت لِرَسولِ اللَهِ مُهجَتُهُ / عَنِ السِياطِ فَهَلّا نُزِّهَ الحَرَمُ
مانالَ مِنهُم بَنو حَربٍ وَإِن عَظُمَت / تِلكَ الجَرائِرُ إِلّا دونَ نَيلُكُمُ
كَم غَدرَةٍ لَكُمُ في الدينِ واضِحَةٍ / وَكَم دَمٍ لِرَسولِ اللَهِ عِندَكُمُ
أَأَنتُمُ أَلُهُ فيما تَرَونَ وَفي / أَظفارِكُم مِن بَنيهِ الطاهِرينَ دَمُ
هَيهاتَ لاقَرَّبَت قُربى وَلا رَحِمٌ / يَوماً إِذا أَقصَتِ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ
كانَت مَوَدَّةُ سَلمانٍ لَهُ رَحِماً / وَلَم يَكُن بَينَ نوحٍ وَاِبنِهِ رَحِمُ
يا جاهِداً في مَساويهِم يُكَتِّمُها / غَدرُ الرَشيدِ بِيَحيى كَيفَ يَنكَتِمُ
لَيسَ الرَشيدُ كَموسى في القِياسِ وَلا / مَأمونَكُم كَالرِضا إِن أَنصَفَ الحَكمُ
ذاقَ الزُبَيرِيُّ غِبَّ الحِنثِ وَاِنكَشَفَت / عَنِ اِبنِ فاطِمَةَ الأَقوالُ وَالتُهَمُ
باؤوا بِقَتلِ الرِضا مِن بَعدِ بَيعَتِهِ / وَأَبصَروا بَعضَ يَومٍ رُشدَهُم وَعَموا
يا عُصبَةً شَقِيَت مِن بَعدِ ما سَعِدَت / وَمَعشَراً هَلَكوا مِن بَعدِما سَلِموا
لَبِئسَ مالَقِيَت مِنهُم وَإِن بَلِيَت / بِجانِبِ الطَفِّ تِلكَ الأَعظُمُ الرِمَمُ
لاعَن أَبي مُسلِمٍ في نُصحِهِ صَفَحوا / وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ
وَلا الأَمانُ لِأَزدِ الموصِلِ اِعتَمَدوا / فيهِ الوَفاءَ وَلا عَن عَمِّهِم حَلِموا
أَبلِغ لَدَيكَ بَني العَبّاسِ مَألُكَةٌ / لا تَدَّعوا مُلكَها مُلّاكُها العَجَمُ
أَيُّ المَفاخِرِ أَمسَت في مَنابِرِكُم / وَغَيرُكُم آمِرٌ فيهِنَّ مُحتَكِمُ
وَهَل يَزيدُكُمُ مِن مَفخَرٍ عَلَمٌ / وَفي الخِلافِ عَلَيكُم يَخفِقُ العَلَمُ
خَلّوا الفَخارَ لِعَلّامينَ إِن سُئِلوا / يَومَ السُؤالِ وَعَمّالينَ إِن عَلِموا
لايَغضَبونَ لِغَيرِ اللَهِ إِن غَضِبوا / وَلا يُضيعونَ حُكمَ اللَهِ إِن حَكَموا
تَبدو التِلاوَةُ مِن أَبياتِهِم أَبَداً / وَفي بُيوتِكُمُ الأَوتارُ وَالنَغَمُ
مِنكُم عُلَيَّةُ أَم مِنهُم وَكانَ لَهُم / شَيخُ المُغَنّينَ إِبراهيمُ أَم لَكُمُ
مافي دِيارِهِمُ لِلخَمرِ مُعتَصَرٌ / وَلا بُيوتُهُمُ لِلسوءِ مُعتَصَمُ
وَلا تَبيتُ لَهُم خُنثى تُنادِمُهُم / وَلا يُرى لَهُمُ قِردٌ لَهُ حَشَمُ
الرُكنُ وَالبَيتُ وَالأَستارُ مَنزِلُهُم / وَزَمزَمٌ وَالصَفا وَالحِجرُ وَالحَرَمُ
صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم أَينَما ذُكِروا / لِأَنَّهُم لِلوَرى كَهفٌ وَمُعتَصَمُ
أَشِدَّةٌ ما أَراهُ مِنكَ أَم كَرَمُ
أَشِدَّةٌ ما أَراهُ مِنكَ أَم كَرَمُ / تَجودُ بِالنَفسِ وَالأَرواحُ تُصطَلَمُ
يا باذِلَ النَفسِ وَالأَموالِ مُبتَسِماً / أَما يَهولُكَ لامَوتٌ وَلا عَدَمُ
لَقَد ظَنَنتُكَ بَينَ الجَحفَلَينِ تَرى / أَنَّ السَلامَةَ مِن وَقعِ القَنا تَصِمُ
نَشَدتُكَ اللَهَ لاتَسمَح بِنَفسِ عُلاً / حَياةُ صاحِبِها تَحيا بِها الأُمَمُ
هِيَ الشَجاعَةُ إِلّا أَنَّها سَرَفٌ / وَكُلُّ فَضلِكَ لاقَصدٌ وَلا أَمَمُ
إِذا لَقيتَ رِقاقَ البيضِ مُنفَرِداً / تَحتَ العَجاجَةِ لَم تُستَكثَرِ الخَدَمُ
تَفدي بِنَفسِكَ أَقواماً صَنَعتَهُمُ / وَكانَ حَقُّهُمُ أَن يَفتَدوكَ هُمُ
وَمَن يُقاتِلُ مَن تَلقى القِتالَ بِهِ / وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ
تَضِنُّ بِالحَربِ عَنّا ضَنَّ ذي بُخَلٍ / وَمِنكَ في كُلِّ حالٍ يُعرَفُ الكَرَمُ
لاتَبخَلَنَّ عَلى قَومٍ إِذا قُتِلوا / أَثنى عَلَيكَ بَنو الهَيجاءِ دونَهُمُ
أُلبِستَ مالَبِسوا أُركِبتَ مارَكِبوا / عُرِّفتَ ماعَرَفوا عُلِّمتَ ماعَلِموا
كَما أُريتَ بِبيضٍ أَنتَ واهِبُها / عَلى خُيولِكَ خاضوا البَحرَ وَهوَ دَمُ
هُمُ الفَوارِسُ في أَيديهِمُ أَسَلٌ / فَإِن رَأَوكَ فَأُسدٌ وَالقَنا أَجَمُ
قالوا المَسيرُ فَهَزَّ الرِمحُ عامِلَهُ / وَاِرتاحَ في جَفنِهِ الصَمصامَةُ الخَذِمُ
وَطالَبَتني بِما ساءَ العُداةَ يَدٌ / عَوَّدتُها ماتَشاءُ الذِئبُ وَالرَخَمُ
حَقّاً لَقَد ساءَني أَمرٌ ذُكِرتُ لَهُ / لَولا فِراقُكَ لَم يوجَد لَهُ أَلَمُ
لا تَشغَلَنّي بِأَمرِ الشامِ أَحرُسُهُ / إِنَّ الشَآمَ عَلى مَن حَلَّهُ حَرَمُ
فَإِنَّ لِلثَغرِ سوراً مِن مَهابَتِهِ / صُحورُهُ مِن أَعادي أَهلِهِ قِمَمُ
لا يَحرِمَنِّيَ سَيفُ الدينِ صُحبَتَهُ / فَهيَ الحَياةُ الَّتي تَحيا بِها النَسَمُ
وَما اِعتَرَضتُ عَلَيهِ في أَوامِرِهِ / لَكِن سَأَلتُ وَمِن عاداتِهِ نَعَمُ
لِمِثلِها يَستَعِدُّ البَأسُ وَالكَرَمُ
لِمِثلِها يَستَعِدُّ البَأسُ وَالكَرَمُ / وَفي نَظائِرِها تُستَنفَذُ النِعَمُ
هِيَ الرِئاسَةُ لاتُقنى جَواهِرُها / حَتّى يُخاضَ إِلَيها المَوتُ وَالعَدَمُ
تَقاعَسَ الناسُ عَنها فَاِنتَدَبتَ لَها / كَالسَيفِ لانَكَلٌ فيهِ وَلا سَأَمُ
مازالَ يَجحَدُها قَومٌ وَيُنكِرُها / حَتّى أَقَرّوا وَفي آنافِهِم رَغَمُ
شُكراً فَقَد وَفَتِ الأَيّامُ ماوَعَدَت / أَقَرَّ مُمتَنِعٍ وَاِنقادَ مُعتَصِمِ
وَما الرِئاسَةُ إِلّا ما تُقِرُّ بِهِ / شَمسُ المُلوكِ وَتَعنو تَحتَهُ الأُمَمُ
مَغارِمُ المَجدِ يَعتَدُّ المُلوكُ بِها / مَغانِماً في العُلا في طَيِّها نِعَمُ
هَذي شُيوخُ بَني حَمدانَ قاطِبَةً / لاذوا بِدارِكَ عِندَ الخَوفِ وَاِعتَصَموا
حَلّوا بِأَكرَمِ مَن حَلَّ العِبادُ بِهِ / بِحَيثُ حَلَّ النَدى وَاِستَوثَقَ الكَرَمُ
فَكُنتُ مِنهُم وَإِن أَصبَحتَ سَيِّدَهُم / تَواضُعُ المُلكِ في أَصحابِهِ عِظَمُ
شَيخوخَةٌ سَبَقَت لافَضلَ يَتبَعُها / وَلَيسَ يَفضُلُ فينا الفاضِلُ الهَرِمُ
وَلَم يُفَضِّل عَقيلاً في وِلادَتِهِ / عَلى عَلِيٍّ أَخيهِ السِنُّ وَالقِدَمُ
وَكَيفَ يَفضُلُ مَن أَزرى بِهِ بَخَلٌ / وَقَعدَةُ اليَدِ وَالرُجلَينِ وَالصَمَمُ
لا تُنكِروا يا بَنيهِ ما أَقولُ فَلَن / تُنسى التِراتُ وَلا إِن حالَ شَيخُكُمُ
كادَت مَخازيهِ تُرديهِ فَأَنقَذَهُ / مِنها بِحُسنِ دِفاعٍ عَنهُ عَمُّكُمُ
أَستَودِعُ اللَهَ قَوماً لا أُفَسِّرُهُم / الظالِمينَ وَلَو شِئنا لَما ظَلَموا
القائِلينَ وَنُغضي عَن جَوابِهِمُ / وَالجائِرينَ وَنَرضى بِالَّذي حَكَموا
إِنّي عَلى كُلِّ حالٍ لَستُ أَذكُرُهُم / إِلّا وَلِلشَوقِ دَمعي واكِفٌ سَجِمُ
الأَنفُسُ اِجتَمَعَت يَوماً أَوِ اِفتَرَقَت / إِذا تَأَمَّلتَ نَفسٌ وَالدِماءُ دَمُ
رَعاهُمُ اللَهُ ماناحَت مُطَوَّقَةٌ / وَحاطَهُم أَبَداً ما أَروَقَ السَلَمُ
وَشادِنٍ قالَ لي لَمّا رَأى سَقَمي
وَشادِنٍ قالَ لي لَمّا رَأى سَقَمي / وَضَعَفَ جِسمِيَ وَالدَمعُ الَّذي اِنسَجَما
أَخَذتَ دَمعَكَ مِن خَدّي وَجِسمَكَ مِن / خَصري وَسُقمَكَ مِن طَرفي الَّذي سَقُما
إِذا مَرَرتَ بِوادٍ جاشَ غارِبُهُ
إِذا مَرَرتَ بِوادٍ جاشَ غارِبُهُ / فَاِعقِل قُلوصُكَ وَاِنزِل ذاكَ وادينا
وَإِن عَبَرتَ بِنادٍ لاتُطيفُ بِهِ / أَهلُ السَفاهَةِ فَاِجلِس ذاكَ نادينا
نُغيرُ في الهَجمَةِ الغَرّاءِ نَنحَرُها / حَتّى لَيَعطَشُ في الأَحيانِ راعينا
وَتَجفَلُ الشَولُ بَعدَ الخَمسِ صادِيَةً / إِذا سَمِعنَ عَلى الأَمواهِ حادينا
وَتَغتَدي الكومُ أَشتاتاً مُرَوَّعَةً / لا تَأمَنُ الدَهرَ إِلّا مِن أَعادينا
وَيُصبِحُ الضَيفُ أَولانا بِمَنزِلِنا / نَرضى بِذاكَ وَيَمضي حُكمُهُ فينا
بَني زُرارَةَ لَو صَحَّت طَرائِقُكُم
بَني زُرارَةَ لَو صَحَّت طَرائِقُكُم / لَكُنتُمُ عِندَنا في المَنزِلِ الداني
لَكِن جَهِلتُم لَدَينا حَقَّ أَنفُسَكُم / وَباعَ بائِعُكُم رِبحاً بِخُسرانِ
فَإِن تَكونوا بَراءً مِن جِنايَتِهِ / فَإِنَّ مَن رَفَدَ الجاني هُوَ الجاني
مابالُكُم يا أَقَلَّ اللَهِ خَيرَكُمُ / لاتَغضَبونَ لِهَذا الموثَقِ العاني
جارٌ نَزَعناهُ قَسراً في بُيوتُكُمُ / وَالخَيلُ تَعصِبُ فُرساناً بِفُرسانِ
إِذ لاتَرُدّونَ عَن أَكنافِ أَهلِكُمُ / شَوازِبَ الخَيلِ مِن مَثنىً وَوِحدانِ
بِالمَرجِ إِذ أُمُّ بَسّامٍ تُناشِدُني / بَناتُ عَمِّكَ يا حارِ بنَ حَمدانِ
فَبِتُّ أَثني صُدورَ الخَيلِ ساهِمَةً / بِكُلِّ مُضطَغِنٍ بِالحِقدِ مَلآنِ
وَنَحنُ قَومٌ إِذا عُدنا بِسَيِّئَةٍ / عَلى العَشيرَةِ أَعقَبنا بِإِحسانِ
ماكُنتُ مُذ كُنتُ إِلّا طَوعَ خُلّاني
ماكُنتُ مُذ كُنتُ إِلّا طَوعَ خُلّاني / لَيسَت مُؤاخَذَةُ الإِخوانِ مِن شاني
يَجني الخَليلُ فَأَستَحلي جِنايَتَهُ / حَتّى أَدُلُّ عَلى عَفوي وَإِحساني
وَيُتبِعُ الذَنبَ ذَنباً حينَ يَعرِفُني / عَمداً وَأُتبِعُ غُفراناً بِغُفرانِ
يَجني عَلَيَّ وَأَحنو صافِحاً أَبَداً / لاشَيءَ أَحسَنُ مِن حانٍ عَلى جانِ
لِطَيرَتي بِالصُداعِ نالَت
لِطَيرَتي بِالصُداعِ نالَت / فَوقَ مَنالِ الصُداعِ مِنّي
وَجَدتُ فيهِ اِتِّفاقَ سوءٍ / صَدَّعَني مِثلُ صَدِّ عَنّي
يامَن رَجَعتُ عَلى كُرهٍ لِطاعَتِهِ
يامَن رَجَعتُ عَلى كُرهٍ لِطاعَتِهِ / قَد خالَفَ القَلبُ لَمّا طاوَعَ البَدَنُ
وَكُلُّ ماشِئتَ مِن أَمرٍ رَضيتُ بِهِ / وَكُلُّ ما اِختَرتَهُ عِندي هُوَ الحَسَنُ
وَكُلَّما سَرَّني أَو ساءَني سَبَبٌ / فَأَنتَ فيهِ عَلَيَّ الدَهرَ مُؤتَمَنُ
قَد كانَ لي فيكَ حُسنُ صَبرٍ
قَد كانَ لي فيكَ حُسنُ صَبرٍ / خَلَوتُ يَومَ الفِراقِ مِنهُ
ما تَرَكَت لِيَ الجُفونُ إِلّا / ما اِستَنزَلَتني الخُدودُ عَنهُ
قَد طالَ ياقَلبُ ماتُلاقي / إِن ماتَ ذو صَبوَةٍ فَكُنهُ
يالَيلَةً لَستُ أَنسى طيبَها أَبَداً
يالَيلَةً لَستُ أَنسى طيبَها أَبَداً / كَأَنَّ كُلَّ سُرورٍ حاضِرٌ فيها
باتَت وَبِتُّ وَباتَ الزِقُّ ثالِثَنا / حَتّى الصَباحِ تُسَقّيني وَأَسقيها
كَأَنَّ سودَ عَناقيدٍ بِلِمَّتِها / أَهدَت سُلافَتَها صِرفاً إِلى فيها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025