القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 33
قل للحكومات في البلقان هل علقت
قل للحكومات في البلقان هل علقت / آمالهم من مواعيدٍ بإنجاز
إن الذي تُضمرون اليوم من طمع / أمسى لأشعب يعزو مثله العازي
لم تعرفوا مذ لمستم عِرق نَخوتنا / إذ لمستم بكفّ ذات قفاز
إنا لنعرف لُغزاً في سياستكم / وما السياسة إلاّ بيت ألغاز
ألم تَرْوا أننا مستوفِزون لكم / إذ نحن منكم على حِذْر وأوفاز
زار المليك بلاد الروم حيث غدا / يُلقي الدسائس منكم كل هَمّاز
فزال كل فساد كان منتشراً / من عندكم بين إغراء وإيعاز
حتى اطمأنّت قلوب الناس هادئة / وكل قلب لكم من غَيظه ناز
وأصبح المتَرَجّى من مطامعكم / يرنو إليكم بطرف ساخر هازي
ولا عَبت نسمات الحب ألويةً / من الرشاد أقيمت فوق أنشاز
يا أيها الملك السامي بحكمته / والمُبدل الناس من ذُلّ بإعزاز
قد عَيّ عن وصف ما أوتيتَ من حِكم / كلا كلامَيّ أطنابي وإيجازي
غزوت غزو سلام دون غايته / غَزو الحروب فأنت الفاتح الغازي
ملكت بالعفو والإحسان أفئدة / كانت إلى السيف فيها بعض أعواز
وأنت لو شئت إرهاباً لجئتهم / بصارم لنواصي القوم حزّار
لكنما جئتهم بالعفو تأخذهم / والعفو أفضل ما يجزي به الجازي
فاغمد سُيوفك إن العفو منصلت / واهنأ بشعب محبّ غير مُنحاز
بالترك بالروم بالألبان قاطبة / بالأرمنيين بالبلغار باللاز
أما بنو العرب فالإخلاص يرفعهم / إلى مقام على الأقوام ممتاز
إن هم عماد لعرش أنت ماسكه / فاضرب بغاث العدى منهم بأبواز
ورُض بهم كل صعب إنهم فئةٌ / تبغى الصدور ولا ترضى بأعجاز
وهم ركاز العلا لو زرت أرضهم / يوماً لأركزت فيها أيَّ أركاز
إن يعجز الأمر عن مشىٍ فهم سندٌ / لو كنت مُسنده منهم بُعكّاز
وإن خشِيت على البلدان جِنّتها / فنُط بها من نُهاهم بعض أحراز
وسيف ملكك إن رثّت حمائله / أغنَوْك في رَأبها عن كل خرّاز
زُر أيها الملك المحبوب موطنهم / ولو زيارة عجلان ومُجتاز
وانظر إليه بعين منك شافية / ما نابه اليوم من جهل وإعواز
اشئم وأعرق ورح من بعد محتجزاً / وايمننّ بعزم غير هزهاز
ماذا على ملك الدستور من وطن / لو جال منه بأطرافٍ وأجواز
يا موطناً ما انتضيناها مُهَنّدةً
يا موطناً ما انتضيناها مُهَنّدةً / إلاّ لردع الأعادي عن إهانته
ولا ركبِنا منايانا مُطَهَّمةً / إلاّ لنكسب عزّاً من صيانته
سقياً ورعياً لروض منك ذي أنَق / قد كادت الحرب تُذوي غصن بانته
تا الله لم ينكسر في الحرب عسكرنا / من أجل قِلّته أو من جبانته
وكيف وهو تفوق الطَيْس كثرته / وتستعير الرواسي من رزانته
لكن قائده ما كان يَمْأنه / ولا يُبالي بأمرٍ من مَعانته
حتى لقد نِفدت في الحرب عِينَته / بحيث لم يَبق سَهم في كنانته
فظلّ يرسُف في النيران مُرتبكاً / مستفرغاً كل جهد من متانته
حتى غدا جُلُّه للنار مَأكلةً / وما تزحزح شبراً عن مكانته
ولا استكان لهَول الحرب من فَرَق / بل كان يَفرَق من هول استكانته
فخاض غَمر المنايا صابراً وأبى / على الفرار انغماراً في مهانته
ليس الفرار لجند المسلمين ألا / إن الفرار لكفرٌ في ديانته
وكيف يَغلِب جيش كان قائده / يَحُفّه بجيوش من خيانته
فالجيش تَلتَهِم النيران أنفسه / وقائد الجيش لاهٍ في مَجانته
أقام في القصف والأجناد طاوية / مُعاقراً بهناء بنت حانته
صَبحانَ غَبقانَ في أقصى معسكره / محَرورِفاً بين رهط من بِطانته
تلقاه من بين ذاك الرهط في مَرَح / كأنه الجاب يَنزُو بين عانته
لَهفي على الجيش جيش المسلمين فقد / قضى ولم يقضِ شيئاً من لُبانته
يا قوم إن العدى قد هاجموا الوطنا
يا قوم إن العدى قد هاجموا الوطنا / فانضُوا الصوارم واحموا الأهل والسكَنا
واستنفروا لعدوّ الله كل فتىً / ممن نأى في أقاصي أرضكم ودنا
واستنهضوا من بني الإسلام قاطبةً / من يسكُن البدو والأريافُ والمُدُنا
واستقتلوا في سبيل الذَود عن وطن / به تقيمون دين الله والسُننا
واستلئموا للعدى بالصبر واتخذوا / صدق العزائم في تدميرهم جُنَنا
واستنكفوا في الوغى أن تلبسوا أبداً / عار الهزيمة حتى تلبَسوا الكفنا
إن لم تموتوا كرماً في مواطنكم / مِتِّم أذلاء فيها مِيتة الجُبَنا
لا عذر للمسلمين اليوم إن وَهَنُوا / في هوشة ذلّ فيها كل مَن وَهَنا
ولا حياة لهم من بَعدُ أن جَبُنوا / كلاّ وأي حياة للذي جَبُنا
عار على المسلمين اليوم أنهم / لم ينقذوا مصر أو لم ينقذوا عدنا
قل للحسينين في مصر رويدكما / قد خُنتما الله والإسلام والوطنا
شايعتما الإنكَليز اليوم عن سَفَهٍ / تالله ما كان هذا منكما حسنا
قد بِعتَما الدين بالدنيا مجازفة / فكنتما في البرايا شّر مَن غُبِنا
لا تفرحا بالوسامَين اللذين هما / طَوقا إسارة مصر فيكما اقترنا
قد مَثّلا منكما للناس قاطبةً / عِجلاً أضلّ الورى من قبل أو وثنا
ما ازدان صدراكما شيئاً بحَملهما / بل أصبحا في كلا صدريكما دَرَنا
إن الحميّة لم تنظر بمُقلتها / إلى وسامَيكما إلاّ بكت حَزَنا
ما كان أغلاهما إذ قد غدت لهما / خزائن النيل في أيدي العدى ثمنا
ستندمان ولا يُجديكما أبداً / أن تَقرعا السنّ أو أن تقبضا الذقَنَا
هذي جيوش بني التوحيد زاحفة / على العدى وعلى من ضلّ مفتتنا
لتُرسلّنّ عليكم كل راعدة / تهمى الدماء وتَمريها ظُبيٌ وقَنا
حتى تعود إلى مصر كرامتها / ويطهر النيل من ماءٍ به أجِنا
لا زلت يا وطن الإسلام منتصراً / بالجيش يزحف من أبنائك الأمنا
يَرُدّ عنك يد الأعداء خاسرةً / ويكشف الغَمّ عن أُفقَيك والمِحنا
سعدَيك من وطن جلّت مفاخره / عن الزوال فلا تَخشى بلىً وفنا
تالله إن معاليك التي سَلَفَت / تُعيي الفصاحة والتبيان واللَسنا
كم قد أقمت على الأيام من شرف / لنا وأنبَتَ من نبع العلاء غُصُنا
إنا نحبّك حبّاً لا انتهاء له / يستغرق الأرض والأكوان والزمنا
نَفديك منا بأرواح مطهّرة / أخلصن لله فيك السرّ والعّلّنا
إذا دهتك من الأيام داهية / فلا رعى الله عيناً تألف الوَسَنا
وإن فتنت بإحدى المزعجات نُرِق / منّا الدماء إلى أن نُخمد الفِتَنا
فقرّ عيناً وطِب نفساً وعش أبداً / وفُز بما شئت من حمد وطيب ثنا
ورب مستصحب لي قال يُخبرني / إن العدوّ إلى أرض العراق دنا
فقلت دع عنك هذا إنه خبرٌ / سواه يَبعث في أحشائي الشَجَنا
إن صحّ أن العدوّ اليوم مقترب / إلى العراق فقد أكدى وقد أفنا
إن العراق لعمر الله مسبعة / تَواثبُ الأسد فيه من هنا وهنا
دون الوصول إليه كلّ مُشعِلَة / شعواء تترك وجه الشمس مَكتمنا
فإن فيه رجالاً من بني مضر / إذا تحارب لا تستشفع الهُدَنا
قوم لَقاح أبَوْا أن يخضعُوا أبداً / إلى الملوك وإن أعطَوهم المُؤَنا
تحمَّلوا كل عبءٍ في حياتهم / إلا الصَغار وإلا الضيم والمِننا
لو أن أُمّاتهم مَنّت على أحد / منهم بألبانها لم يشربوا اللبنا
هم المغاوير إن صالوا بمَلحَمة / فلا يرون لهم غير المَنون مُنى
بَنْوا فأعلَوْا بناء المجد فارتفعوا / به على كل مَن قد شاده وبنى
فكيف تقعد عن حرب العدى فئة / أبت سوى العز مأوىً والعلا وُكَنا
مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي
مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي / كي أستريح بموتي من تباريحي
مَهزولةَ الجسم من فقر ومن نَكَد / مصفَرّة الوجه من همّ وتتريح
باتت بغير عشاءٍ وهي طاوية / وأصبح وهي غَرثَى دون تصبيح
ضَنْكُ المعيشة أضوى جسمها فبدت / شروى خيال بطرق العين ملموح
وأذبلَتْها هموم النفس ناصبةً / فصَوَّحت وجنتيها أيَ تصويح
وَيْلُمِّها عيشةً نكداءَ يابسةً / لم تُبق من جسمها غير الألاويح
في طرفها نظر وانٍ تُرَده / لَمْحَ المريض إذا ما جاد بالروح
تَلَفّعت بدَريس منن تخرُّقه / تخال طُرَّتَه بعضَ التقازيح
فكم ترى العين خرقاً غير مرتقع / في جانبيه وفتقاً غير مَنصوح
تمشي انخزالاً بعبء الفقر مُثقَلَةً / كظالع في الطريق الوَعْر مَكسوح
خارت قواها فمارت في تخزّلها / يكاد يُسقِطها هبّ من الريح
لما دَنوت إليها كي أسائلها / والقلب في خَطَران كالأراجيح
تأوّهت آهة حمراء داميةً / تشفّ عن كبِد بالهمَ مَجروح
وأجهشت ثم أرخت من محاجرها / عِنان دمع على الخدَّين منضوح
وأعرضت وهي لم تنبِس سوى نظر / يُغني الألِبّاءَ عن نطق وتصريح
فرُحت من عجبي منها ومن جزَعي / أبكي لها بين ترجيع وتسبيح
من ليس يُبْكيه من أبناء جِلدته / فكاؤهم فهو من جنس التماسيح
ولا يقوم بعبء المجد مُضطَلِعاً / من لا يقوم إلى إِنهاض مَفدوح
وما السعادة في الدنيا بحاصلة / إلا بإسعاد أطلاح مَرازيح
إن المروءة شيءٌ لا تنَاوشُهُ / إلا سواعد أجواد مساميح
أرى كنوز المعالي مالأقْفُلِها / غير السماح لعمري من مفاتيح
والعيش غَيْهَب آمال وليس لنا / سوى التعاون فيه من مصابيح
قامت قيامة أهل الغرب فانبعثت / هزاهزٌ بينهم عمّت بني نوح
واستفحلت فتنة عمياء جائحة / تَمخّضت عن دم في الأرض مسفوح
وقامت الحرب بالَلأْواء شاملةً / كل البسيطة حتى الأبحرِ الفِيح
والأرض قد أصبحت من مكر ساكنها / محَمَّرةَ اللُوح أو مغبرًّةَ السُوح
ضاقت على الناس وانسدّت مسالكها / فعاد كل طريق غير مفتوح
والحرب أغنت أناساً غنيةً عَجَباً / وآخرين رمتهم بالمجاليح
ومعشراً أسكنَتْهم في الذُرا غُرَفاً / ومعشراً بطن ملحود ومضروح
أما التي أوجَعت قلبي بمنظرها / وأوْهنَتْه بتبضيع وتقريح
فغادة عضّت الحرب الضروس بها / عضاً بنابٍ حديدٍ غير مرضوح
أمست تكابد من فقر ألَمّ بها / آلام عيش بشيع الطعم مذروح
ترنو إلى الناس بالشكوى فتحسبها / ظمآن يشكو لآلٍ حُرقة اللُوح
لقيتها ليتني ما كنت القاها
لقيتها ليتني ما كنت القاها / تمشي وقد أثقل الأملاق ممشاها
أثوابها رثّةٌ والرجل حافية / والدمع تذرفه في الخدّ عيناها
بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها / واصفرّ كالورس من جوع محيّاها
مات الذي كان يحميها ويسعدها / فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر أوجعها / والهمّ أنحلها والغمّ أضناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها / والبؤس مرآه مقرون بمرآها
كرّ الجديدين قد ابلى عباءتها / فانشقّ أسفلها وانشق أعلاها
ومزّق الدهر ويل الدهر مئزرها / حتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها / كأنه عقرب شالت زباناها
حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا / كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها / حملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
قد قمّطتها بأهدام ممزّقة / في العين منثرها سمبحٌ ومطواها
ما أنس لا أنس أنيّ كنت أسمعها / تشكو إلى ربّها أوصاب دنياها
تقول يا ربّ لا تترك بلا لبن / هذي الرضيعة وارحمني وإياها
ما تصنع الأم في تربيب طفلتها / أن مسّها الضرّ حتى جفّ ثدياها
يا ربّ ما حيلتي فيها وقد ذبلت / كزهرة الروض فقد الغيث أظماها
ما بالها وهي طول الليل باكية / والأم ساهرة تبكي لمبكاها
يكاد ينقدّ قلبي حين أنظرها / تبكي وتفتح لي من جوعها فاها
ويلمّها طفلة باتت مروّعةً / وبتّ من حولها في الليل ارعاها
تبكي لتشكوَ من داءٍ ألم بها / ولست أفهم منها كنه شكواها
قد فاتها النطق كالعجماء أرحمها / ولست أعلم أيّ السقم آذاها
ويح ابنتي أن ريب الدهر روّعها / بالفقر واليتم آها منهما آها
كانت مصيبتها بالفقر واحدة / وموت والدها باليتم ثنّاها
هذا الذي في طريقي كنت أسمعه / منها فأثرّ في نفسي وأشجاها
حتى دنَوت إليها وهي ماشية / وادمعي أوسعت في الخد مجراها
وقلت يا أخت مهلاً أنني رجل / أشارك الناس طرّاً في بلا ياها
سمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها / في قالة أوجعت قلبي بفحواها
هل تسمح الأخت لي أني أشاطرها / ما في يدي الآن استرضي به اللها
ثم اجتذبت لها من جيب ملحفتي / دراهماً كنت استبقي بقاياها
وقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي / بأخذها دون ما منٍّ تغشاها
فأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةً / ترمي السهام وقلبي من رماياها
وأخرجت زفرات من جوانحها / كالنار تصعد من أعماق أحشاها
وأجشهت ثم قالت وهي باكية / واهاً لمثلك من ذي رقة واها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي / ماتاه في فلوات الفقر من تاها
أو كان في الناس انصاف ومرحمة / لم تشك أرملة ضنكاً بدنياها
هذي حكاية حال جئت أذكرها / وليس يخفي على الأحرار مغزاها
أولى الأنام بعطف الناس أرملةٌ / وأشرف الناس من في المال واساها
نجيّت بالسدّ بغداداً من الغرق
نجيّت بالسدّ بغداداً من الغرق / فعمّها الأمن بعد الخوف والفرق
قد قمت بالحزم فيها والياً فجرت / أمورها في نظام منك متّسِق
لقد نجحت نجاحاً لا يفوز به / من خالق الحزم إلا حازم الخلق
ويح الفرات فلو كانت زواخره / تدري بعزمك لم تطفح على الطرق
ولا غدت تجرف الأسداد قاذفةً / منها بسيل على الأنحاء مندفق
حيث الحويرة أمست منك طالبة / رتقاً لسدّ بطامي السيل منفتق
باتت تجيش بتيّار وبات لها / أهل العراقين في همٍّ وفي قلق
حتى إذا أيقنت أرض العراق بأن / تفنى من الظمء أو تفنى من الغرق
شمّرت عن همم تعلو النجوم وقد / أمسى الزمان إليها متلع العنق
فكدت تملأ فرغ الواديين بما / حشرت من طبق يأتيك عن طبق
لما خرجت وكان الخرق متّسعاً / والناس ما بين ذي شك ومتَثق
قالوا نحا شقّةً قصوى وما علموا / بأن عزمك يدني أبعد الشقق
فصدّق الله ظنّا فيك أحسنه / قومٌ وكذب ظنّ الجاهل الخرق
إذ جئت والسدّ تحت الغمر مكتسحٌ / والنهر يرغو بموج فيه مصطفق
وثلمة السدّ كالمهواة واسعة / يهوي بها السيل من فوق إلى العمق
سللت صارم رأيٍ قد أزلت به / ما كان في السيل من طيش ومن نزق
فما تموجّ ماء النهر من غضب / وإنما أخذته رعدة الفرق
ثبّتّ عزمك في أمر يذلّ به / عزم الحصيف لما يحوي من الزلق
تقضى النهار برأب الثأي مجتهداً / وتقطع اليل بالتدبير والأرق
حتى بنيت وكان النهر منفلقاً / سدّاً عليه رصيناً غير منفلق
أرسيته جبلاً قامت ذراه على / أصل مع الموج تحت الماء معتنق
فراحت الناس تمشي فوقه طرباً / والنهر ينساب بين الغيظ والحنق
وصار معكس فخر أنت مرجعه / كالنور يرجع معكوساً إلى الحدق
وقد ركزت به الرايات خافقة / ما بين طاقين مرفوعين في نسق
من كل أحمر قانٍ وسطه قمر / يتلوه نجم بلون أبيض يقق
فظلّ حاسدك المغبون منطوياً / على فؤاد بنار الجهل محترق
ودّ الفرات حياءً منك يومئذ / لو غار يسلك تحت الأرض في نفق
لما اقتدحت زناد الرأي مفتكراً / في الخطب ألهبت منه فحمة الغسق
فأدبر الهمّ وانشقّت غياهبه / كما قد انشقّ سجف الليل بالفلق
أن الأمور إذا استعصت نوافرها / أخذتهنّ من التدبير في وهق
وإن تصاممت الأيام عن طلب / أسمعتهنّ بصوت منك صهصلق
تنحلّ بالرأي منك المشكلات لنا / كالنور ينحلّ ألواناً من الشرق
وكلما زدت تفكيراً بمعضلة / زادت وضوحاً لنا حتى على الشفق
فالفكر منك كأبعاد الفضاء بلا / حدٍّ يسابق خطف البرق في الطلق
يحكي الأثير إذا أجرى تلاطمه / أبدي سواطع نور منه منبثق
لك الثناء علينا أن نخلّده / نقشاً على الصخر لا رقماً على الورق
تاللّه لو بلغت زهر النجوم يدي / من كل جرم بصدر الليل مؤتلق
رتبتها حيث كل الناس تقرؤها / سطراً بمدحك مكتوباً على الأفق
وفدفدٍ قاتم الأعماق متسع
وفدفدٍ قاتم الأعماق متسع / طويت أجوازه طيّ المكاتيب
بتَومبيل جرى في الأرض منسرحاً / كما جرى الماء من سفح الأهاضيب
ينساب مثل انسياب الأيم تحمله / عوامل عجلات من دواليب
كأنها وهي بالمطّاط منعلةٌ / تمشي بأخفاف أنواق مطاريب
يمرّ كالريح لم تسمع لأرجله / سوى حفيف كنفخ في الأنابيب
وتنكر الخيل أن جارته في سنن / ما تعرف الخيل من حضرٍ وتقريب
تظلّه قبّة فيه منجّدة / قد زانها حسن تنجيد وتقبيب
يخال من حلّ فيها نفسه ملكاً / يزهى بتاج على الفودين معصوب
ركبته وبياض الصبح تحسبه / صدر المليحة مكشوف التلابيب
والبدر في الأفق الغربيّ ممتقع / يرنو إلى الفجر في ألحاظ مرعوب
وللنجوم بقايا في جوانبه / كالعقد منفرطاً من جيد رعبوب
وللنسيم هبوب في مدارجه / ما ينعش الروح من نشر ومن طيب
فطار من غير تحليق براكبه / بل مرّ يمطر مطراً فوق ملحوب
وسار سيراً دِراكاً ملء مهيعه / كالوبل يتبع شؤبوباً بشؤبوب
فكنت أبصر حولي الأرض جاريةً / كمثل تيّار بحر وهو يجري بي
يلوح فصل الربا وصلاً فأحسبها / من سعرة المرّ قد صفّت بترتيب
ما زال يجتاز بي ما في البسيطة من / سهل ومن جبل عالي الشناخيب
حتى بلغت به أقصى مدىً عجزت / عنه العتاق من الجرد السراحيب
وكم علا بي أنشازاً تسلقها / وشاب في السير تصعيداً بتصويب
لا يعرف الأين منه أين موقعه / ولو يواصل ادلاجاً بتأويب
وكيف يتعب من لا حسّ يتبعه / ولا يسير على ساقٍ وظنبوب
وإنما هو يجري في مسالكه / دفعاً بقّوة غازٍ فيه مشبوب
جرّبته هابطاً أجزاع أودية / وطالعاً في الثنايا والعراقيب
وملهباً في سهول الأرض ينهبها / نهباً ويخلط الهوباً بالهوب
فكان أسبق مركوبٍ لغايته / وكنت أقرب طّلاب لمطلوب
تلك المطيّة لا ما كان يذكرها / أديب ذبيان من عيرانة النيب
لو امتطاها لبيد قبل تاه بها / على الحواضر قدماً والأعاريب
ولم يهم لو رأى ابن العبد منظرها / من وصف عوجائه في كل اسلوب
ولا أطال ابن حجرٍ وصف منجرد / عالي السراة كميت اللون يعبوب
إليك ما شاهدت عيني من العجب
إليك ما شاهدت عيني من العجب / في مسرح ماج بين الجدّ واللعب
خافوا به أن تقوم الأسد واثبةً / حتى بنَوا حاجزاً فيه من الخشب
وحصّنوه من الأعلى بمشتبك / من الحبال جديل غير منقضب
به الأسود تمطَى في مرابضها / والنمر يخطر بين الخوف والغضب
والذئب يبصر جدي المعز مقتربا / منه فيرجع عنه غير مقترب
أما الكلاب فجاءت وهي كاسيةٌ / يرقصن منتصباً في أثر منتصب
قامت على أرجلٍ تمشي معلّمةً / مشي المليحة في ابرادها القشب
تخشى مؤدّبها والصولجان له / في الكفّ فرقعةٌ كالرعد في السحب
ترنو إليه بعين الخوف فاعلةً / ما كان يصدر من أمرٍ ومن طلب
خضعن للسوط حتى أن أعقدها / لو يأمر السوط يغدو مرسل الذنب
وكانت الأسد تجري في اطاعتها / مجرى الكلاب بحكم الخوف والرهب
كأنما الليث لم يخلق أخا ظفر / محدّد الناب قذّافاً إلى العطب
شاهدته مشهداً بدعاً علمت به / أن الغرائز لم تطبع على الشغب
وأن خبث البرايا في طبائعها / لا بدّ فيه سوى الإطباع من سبب
وأن ليث الشرى ما صيغ مفترساً / لكن أحالته فرّاساً يد السغب
وكم من الناس من فد راح مندفعاً / بدافع الجوع نحو القتل والسلب
وإن تربية الإنسان يرجعه / أكسيرها وهو من تربٍ إلى الذهب
هذا إذا حسنت أما إذا قبحت / فالمندليّ بها يمسي من الحطب
فكل ما هو في الإنسان مكتسبٌ / فلا تقل فيه شئ غير مكتسب
إني أرى أسوأ الآباء تربية / للإبن أحرى بأن يدعى أعقّ أب
والمرء كالنبت ينمو حسب تبته / وليس ينبت نبع منبت الغرب
من عاش في الوسط الزاكي زكا خلقاً / حتى علا فيالمعالي أرفع الرتب
فاحرص على أدب تحيا النفوس به / فإنما قيمة الإنسان بالأدب
يا شهر أيار ما أن أنت أيار
يا شهر أيار ما أن أنت أيار / وإنما أنت في وقتَيك عيّار
قالوا بك الورد والأيام شاهدة / بأنّ غيرك فيه الورد معطار
تهبّ ريحك هيفاً وهي عارمة / كأنها لصدور القوم ايغار
فتارة في ركود وهي واغِرةٌ / وتارة في عصوف وهي أعصار
وتارة نتغاضى تحت غبرتها / كأنما هي في الأبصار عوّار
في الجوّ منك طخارير مبدّدة / كأنما هي أسمال وأطمار
وفي غيومك عقم أِو بها صلف / ومالها عند مَريِ الريح ادرار
ومن غموس الثريّا فيك منحسة / دامت بها فيك عاهات وأوضار
في كل عام توافينا بجائحة / تحلّ منها بأهل الريف أضرار
في الرافدين على أيار مَوجدة / تذكو بعَبريهما من حرّها النار
فكم جرى السيل في أيار مندفقاً / به السدود على الشطَين تنهار
وأصبحت منه في الأرياف مغرقةً / به زروع وأملاك وأدوار
وأصبح الناس في بأساء تزعجهم / مستنقعات وأوساخ وأقذار
والأرض للحشرات الهائجات بها / على المساكن أقبال وأدبار
وللبعوض انتشار لا انتهاء له / كأنه في وجوه القوم تيّار
وللذباب طنين عند سامعه / يحكيه في فنزج العربان مزمار
سمعت شعراً للعندليب
سمعت شعراً للعندليب / تلاه فوق الغصن الرطيب
إذ قال نفسي نفس رفيعه / لم تهو إلا حسن الطبيعة
عشقت منها حسن الربيع / أحسن بذاك الحسن البديع
فالعيش عندي فوق الغصون / لا في قصور ولا حصون
أطير فيها لفرط وجدي / من غصن ورد لغصن ورد
وفي فروع الأشجار بيتي / فالظل فوقي والزهر تحتي
فسل نسيم الأسحار عنّي / كم هزّ عطف الأغصان لحني
وسل يشدوي زهر الرياض / أني بحكم الأزهار راض
فكم زهور لِما أفوه / أصغت وقالت لا فضّ فوه
يا قوم إني خلقت حرّاً / لم أرض إلا الفضا مقرّا
فإن أردتم أن تؤنسوني / ففي المباني لا تحبسوني
وإن أردتم أن تنطقوني / فأطلقوني فأطلقوني
قامت تميس بأعطاف وأوراك
قامت تميس بأعطاف وأوراك / رقصاً على نغمات المقول الحاكي
حوراء جاءت وكل في مسرّته / لاهٍ وراحت وكل طرفه باك
شكوت من خصرها ضعفاً وقلت لها / مليكة الحسن هل عطف على الشاكي
قالت وقد شاهدت وجدي المبرّح ما / أغراك قلت لها عيناك عيناك
فأستضحكت وهي تجني الورد قائلة / ما أحسن الوردَ قلت الورد خدّاك
وقلت أهوى فقالت بالدلال ومن / تهوى فقلت لها أيّاك إياك
واستحلفتني على قلبي فقلت لها / يهواك أي وجلال الحسن يهواك
سحر بعينيك يستهوي القلوب وما / ينفكّ في هتك عبّاد ونسّاك
يا ربة الحسن هلاّ تعطفين على / من بات سهران مشغولاً بذكراك
ما أطيب العيش في الدنيا لو أتَصلت / أسباب دنياي مع أسباب دنياك
الحسن يفتن والألحاظ فاتكة / واحيرتي بين فتّان وفتّاك
تهفو بقلبي أشواقي فأمسكه / لمّا أراك وهل يشفيه أمساكي
إني وعندي بكنه الحسن معرفة / ما راقني قطّ من شيءٍ كمرآك
أمسى غرامك يجري في عروق دمي / كالكهرباء التي تجري بأسلاك
أصبحت أعذل نوّاباً وأعيانا
أصبحت أعذل نوّاباً وأعيانا / عذلاً كنارٍ تلظّت في شراغانا
قصر أطلّ على البسفور مرتفعاً / إليه يشخص طرف العقل حيرانا
ذو زخرف يبهج العين التي نظرت / حتى تراه لها نوراً وإنسانا
راقت مبانيه اتقاناً وهندسةً / مستوقفاً صنعها من مرّ عجلانا
كل القصور عبيد وهو سيّدها / إذ كان أكرمها صنعاً وبنيانا
يمشي المهندس فيه وهو ينظره / مشي المقيّد يستقصيه امعانا
يضمّ كفّيه للإبطَين منبهراً / مقلّباً في الأعالي منه أجفانا
عرش به تعرف الناس الجلالة إذ / لاح الجمال على مبناه ألوانا
لو كان عرشاً لبلقيس لما خضعت / للأمر حين أتاها من سليمانا
فيه الحوادث أمست وهي ناطقة / بألسٍ دلعتها فيه نيرانا
فلو رأيت وقد شبّ الحريق به / والريح دلعتها فيه نيرانا
فلو رأيت وقد شبّ الحريق به / والريح تصفق للنيران أردانا
رأيت ملكاً كبيراً ثمّ محترقاً / يديب منه لهيب النار عقيانا
طالت به ألسن للنار تلحسه / لحساً يدكّ قوى البنيان إيهانا
يا درة في ضفاف البحر ضيّعها / قوم وكان بها البسفور مزدانا
كم قد أضاءت بوجه البحر مشرقة / ورصّعت من رءوس الهضب تيجانا
يا أيها القصر مذ أمسيت محترقاً / أبكيت في البحر أسماكاً وحيتانا
لم يبق منك لهيب النار باقية / ولا لدي القوم أبقى عنك سلوانا
معاول من شواط النار هادمةٌ / يا للعجائب كالأطواد جدرانا
قمنا أمامك والنيران صائلة / تدكّ منك على الأركان أركانا
كم هدة لك بين النار تُفزِعنا / حتى نخالك منها صرت بركانا
يهتزّ فيك لهيب حين نُبصره / نهتزّ بالحزن أرواحاً وأبدانا
فأنت تملأ صدر الجوّ أدخنةً / ونحن نملأ صدر الأرض أحزانا
ما أشرف القوم لو كانت مدامعهم / مطافئاً لك تجري الدمع غدرانا
ويل لمرتئسٍ قد قام مجتهداً / يسعى بجعلك للنواب ديوانا
حتى إذا كنت للنواب مجتمَعاً / بانت عواقب ذاك السعي خسرانا
للنار فيك حسيس كنت أحسبه / صحكاً على مَن بسوء الرأي أبكانا
أشكو إلى الله قلباً لا يطاوعني / أن لا أكون على الأوطان غيرانا
يا قوم أن بصدر الشعر موجدةً / لا يستطيع لها ستراً وكتمانا
ما بال نوابنا أمسوا نوائبنا / إذ لا يبالون مكروهاً تغشّانا
أما كفى أنهم لم يعملوا عملاً / حتى أرادوا اجتماعاً في شراغانا
هم يطلُبون قصوراً ينعمون بها / ونحن نطلب للأوطان عمرانا
ليس الجلوس ببهو القصر مفخرةً / لمن هم اليوم أشقى الناس أوطانا
قد ضيّعوا الحزم حتى أنهم ندموا / على الذي كان منهم بعد ما كانا
يعيش ذو الحزم مسروراً ومغتبطاً / وتارك الحزم لا ينفكّ ندمانا
وأحزم الناس من أن نام بات له / طرف على حدثان الدهر يقظانا
أين الطريق إلى العلياء نسلُكها / فإننا لم نزل يا قوم عميانا
لا الشعب يخلع أثواب الخمول ولا / نوّابه يلبسون الصدق قمصانا
الناس تسعى لدينا نحن نهملها / ما أسعد الناس في الدنيا وأشقانا
ما للديار تراءى وهي أطلال
ما للديار تراءى وهي أطلال / هل خفّ بالقوم عنها اليوم ترحال
كانت بها السمرات الخضر زاهية / واليوم لا سمر فيها ولا ضال
ما بالها وهي أنقاض مبعثرة / تغبرّ فيهن أبكار وآصال
هل هذّ بنيانها من فوقُ صاعقة / أوهدَ بنيانها من تحتُ زلزال
بل قد عفتها فلم تترك بها أثراً / ريح لها من لهيب النار أذيال
شبّ الحريق بها ليلاً مشيّدةً / فما أتى الصبح إلاّ وهي أطلال
أنارت النار في أطرافها رهجاً / من الدخان كأن النار أبطال
حتى حكت معركاً خرّت بساحته / صرعى بُيوت وأموال وآمال
دار السعادة أمست من تحرّقها / دار الشقاء وقد ضاقت بها الحال
ترنو إلى البحر ترجو نقع غلَتها / لحظ المهّجر إذ يبدو له الآل
تنهال كالرمل بالنيران أدؤرها / حتى تكاد لها الأرواح تنهال
يا ريح مهلاً فلا تُذري الرماد بها / إن الرماد الذي تذرين أموال
قد رُحت للحيّ مذعوراً أيمّمه / ولي عن الزُمَر الباكين تسآل
وفي العراص ديار القوم خاوية / وفي الشوارع نِسوان وأطفال
جلسنَ والشمس فوق الرأس دانية / وللغبار بعرض الحيّ تجوال
ولا خمار فيرددن الغبار به / ولا يقيهنّ حرّ الشمس سربال
حتى وقفت وقلبي كلّه جزع / وأدمعي لجج طوراً وأوشال
ما أنسَ لا أنس أم الطفل قاتلةَ / وفوق وجنتها للدمع تهطال
إني تجرّدت من دنياي حاسرةً / مالي سوى طفليَ الباكي بها مال
أي امرئ بعد هذا اليوم ذي جدة / يَعُولني حيث لا زوج ولا آل
أودى الحريق بدار كنت أسكنها / وكنت من بعضها للقوت اكتال
واليوم أصبحت لا دار ولا وزر / آوي إليه ولا عم ولا خال
أن الحريق خبت نيرانه ومضت / وما خبت في فؤادي منه أو جال
يا ربّ رحماك إني اليوم عاجزة / عمّادها وبظهري منه أثقال
يا رب قد ضقت ذرعاً بالحياة فما / أدري حنانيك ربّي كيف أحتال
وعندما قد شجاني من مقالتها / لفظ يقطعّه في البين أعوال
دنّوت منها قليلاً وهي باكية / ومن بكاها بقلبي هاج بلبال
حتى وقفت وإيناساً لوحشتها / حنَيت رأسي وحني الرأس اجلال
وقلت يا أخت لا تستَيئسي جزعاً / فإنما الدهر ادبار واقبال
أتَجزعين ابتئاساً بين أظهرنا / وكلّنا عنك للبأساء حمّال
مالي أراك بعين اليأس باكيةً / كأنّ أمرك عند القوم اهمال
ألست من أمة أيدي الرجال بها / قد فكّ عنهنّ بالدستور أغلال
حتى لقد أصبحوا أبناء واحدة / في المرزئات وهم في الحكم أشكال
مستعصمين بحبل من أخُوَّتهم / يسمو بهم للعلا فضل وافضال
أمسى التعاضد كالحصن الحصين لهم / إذا تصادم بالأهوال أهوال
فاستبشري اليوم فيما مسّ من ظمأ / بأنّ وردك عند القوم سلسال
وإن حقَّك عول في مساكنهم / وما همو بأداء الحق بخّالَ
تلك التي قد شجتني في مقالتها / وكم لها في نساء الحيّ أمثال
فهل يصدّق قومي ما ظننت بهم / حتى تقوم لهم في المجد أفعال
فالمجد يدرك مرماه البعيد فتىً / رحب الذراعَين طلق الكف مفضال
وأكثر المال حمداً ما يعان به / من عضّهم من نيوب الدهر اقلال
يا قوم هذي سبيل العرف واضحةٌ / فَليمض فيها بكم وخد وارقال
ومَن تك الحال فيها لا تساعده / فليُسعِد النطق أن لم تسعد الحال

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025