المجموع : 26
هاجت فنون الهوى ورقاء في فَنَن
هاجت فنون الهوى ورقاء في فَنَن / ناهيك من شجر أثمرن بالشَّجَن
ناحت وأفياؤها خضر مراتعها / وإلفها عن فروع البان لم يبن
شدت فأصغيت ملتذّاً بنغمتها / جهلاً فماذا لقلبي هِجْتِ يا أُذُنِي
وقفت ما بين ملتفّ الأراك وبي / من سجعها أَنَّةُ الشاكي عن الوطن
أبكي وتبكي فلولا أن علا نفسي / فاستيقظ الركب لم يدر الجوى بمن
فبعدها لا أرى بالجَزْع ذا جزع / على الديار ولا بالحَزْن ذا حَزَن
وأنت يا حامل الخطيّ معترضاً / لقتل عاشقه خفف عن البدن
صل بالقوام ودع ما أنت حامله / فأين من لَدْنِه فعلُ القنا اللُّدن
يا من ثنته شَمول من شمائله / فاهتزَّ مثل اهتزاز النابل اليزني
في فترة الطرف أرسلت العذار فما / هذا التثني الذي يدعو إلى الوثن
علمت إذ قمت للعشاق منتصباً / أن سوف تظهر فيهم دولة الفتن
سل خدَّك الأحمر القاني أيشعر ما / سُعاره فهو جوف النار في جَنَن
من صرَّف الخمر في عنقود عارضه / وأطلع البدر تحت الليل في غُصُن
فاستبق أسراك من أهل الغرام فقد / طاحت نفوسهم نهباً بلا ثمن
وهات قل لي أزيد الخيل في دمهم / أفتاك بالفتك أم سيف بن ذي يزن
فمل إلى السلم فالأيام خالية / بصفو ملك بني أيوب من إِحَن
واشرب على برء موسى من مشعشعة / مشمولة عُتِّقَتْ في الدَّن من زمن
واطرب على الدولة الغراء مقبلة / تجر ذيل التهاني مُعْلَمَ الرَّدَن
حسب الهدى برء فياض الندى كلفٍ / بالمكرمات نَقِيِّ العرض من درن
لاحت بوارق بشراه فأطربني / ما خلفها من عموم العارض الهَتن
بشرى عرفت شذاها الشادوي وقد / خَفيتُ عن عين عُوّادِي فلم ترني
جاءت وروحي قد كادت تقسمها / أيدي الردى فأعادتها إلى بدني
لله عالي منار الحمد نظرته / تملك الحمد بالغالي من الثمن
أغرّ أبلج يستشفى بطلعته / من كل داء ويستسقى حيا المُزُن
لا يتبع المال طرفاً حين يَبْذُلُه / ولا يكدّر صفو الجود بالمنن
يستصغر الخطب تهويناً لموقعه / بأساً وأدناه لم يصغر ولم يهن
قد ضجت الأرض من قُصَّاد نائله / مما تذل بأيدي الخيل والبُدُن
وموجد الجود لما قيل قد درست / آثاره فكأن البخل لم يكن
يا من يطوف به وفد العفاة كما / طاف الحجيج ببيت الله والرُّكُن
ما بعدكم يا بني أيوب منتَجَعٌ / لطالب الرزق يستعدى على الزمن
وكَلْتُمُ بالرعايا عين عدلكم / حتى جفت وتناست لذَّةَ الوسن
ومهدت بكم الدنيا ودان لكم / في سائر الأرض ما استعصى من المدن
فالملك بالشرق ممتدّ الرواق إلى / فسطاط مصر وأرض الهند واليمن
فأي شاهِيِّ بأس مد هيبته / على خِلاطَ فقرَّ الملك في عدن
فقل لمفتخر بالبأس من مضر / وبالسماحة من قيس ومن يمن
ما كل رونق وجه تحته كرم / هيهات قد ينبت المرعى على الدِّمن
يا من أقام قناة الملك فاعتدلت / وقام فينا بفرض الله والسنن
أجرتني حين جار الدهر معتمداً / جبري فكم منح عوَّضْتَ عن محن
وجدت لي بالذي صرتُ الغنيَّ به / وكنت أحوج من ميت إلى كفن
أبدو فتعلم ما أخفي ويضمره / مني الضمير بمرآة من الفطن
فدم لنا ولملك أنت مشتغل / برعيه فإذا أفنيتنا فكن
لم يعشق الأثل من نَعمان والبانا
لم يعشق الأثل من نَعمان والبانا / لولا هوى ذلك الظبي الذي بانا
ولا تشوَّفت نحو الرمل ملتفتاً / لو لم يكن لظباء الحي أوطانا
ولا تلقفت منه الريح خاطره / إلا وجدت بها روحاً وريحانا
أحبابنا كيف ضيعتم محبتكم / وما حفظتم مواثيقاً وأيمانا
خلفتموه يعاني بعدكم حُرقاً / لم تُبْقِ روحاً ولا غادرن جثمانا
يطوي الضلوع على وجد يلهبها / ما كان أبرده لو كان نيرانا
ولست مستغرباً ذُلِّي لعزكم / لو انني منكمُ أضمرت سلوانا
ظللت من بعدكم بالجزع ذا جزع / وهاج لي بعدكم بالحَزْن أحزانا
فإن بعثت تحياتي أحملها / ريح الصبا فتلقوهن أحيانا
وإن تحرجتُم أن تقرأوا كتبي / مَلاَلة فافهموا منهنَّ عنوانا
هل في الدجى منكم طيف يعللني / أنَّى وكيف يزور الطيف سهرانا
فحبذا البرق من تلقاء أرضكمُ / يبدو فأضمر أشواقاً وأشجانا
هلا أقمتم على عهدي إقامتكم / أيام كنتم على الأيام أعوانا
هيهات ودُّ الغواني لا يدوم وإن / وعدن أتبعنه مَطْلاً وَليَّانا
لهن ذكرى جرير غير نافعة / عند الصفاة التي شرقيّ حَوْرَانَا
إذا رأين ثراء المرء منقطعا / أو شاب أعلقن حبل الوصل شُبَّانا
فما سُليمى كعهدي يوم ذي سَلَمٍ / ولا لُبَيْنَى كما كنا بِلُبْنانَا
ومدلجين دعا داعي النجاح بهم / فقلقلوا في ظهور العيس كيرانا
مثل السهام على مثل القسيِّ طوت / بيداً ملاعبة فيهن أرسانا
باتت مناهبة للقفر طالبة / بنا العزيز عماد الدين عثمانا
نصت إليه لتشكو ما تكابده / من الوجيف فأغناها وأغنانا
ملك أبانت له الدنيا محاسنها / فزان من ملكها ما غيره شانا
ذو الجيش كالليل أو كالسيل ضاق به / ذرع البسيطة أفراساً وفرسانا
ترى ظُباه على الماذيِّ مسلطة / فخلتها خُلجاً جاورن غدرانا
بيض متى هجرت أجفانها لوغى / وصلن من لِمَمِ الأعداء أجفانا
من كل نصلٍ كساه النصر غرته / لما تلقى شفيعاً منه عريانا
ماضٍ يقلده ماضٍ ألان به / من دهره جانباً لولاه ما لانا
يعفو عن الجرم للجاني وقدرته / تكاد تنفذ فيما فوق كِيوانا
ودَّ البوارق لو كانت صوارمَه / والشهب سمراً له لو كنّ خُرصانا
إذا تهلل فارج الخير منهمراً / وإن تنمر فاخش الليث غضبانا
ذو المجد جاز مدى الأملاك مبتدئاً / وطال حتى ملا الأفلاك بنيانا
وكيف تدرك منه رقعة جعلت / لها صدور الردينيّات أردانا
علياء ما بهرت إلا وقد ظهرت / آياته فملأن الأرض برهانا
وكم بثعلب عسّال دهى أسداً / وكم رمى بشهاب منه شيطانا
إذا العصاة أسرّوا كيد ما صنعوا / ألقى عصاه لكيد القوم ثعبانا
صانوا القلوب من الأجساد في قُلُب / حتى أجال القنا فيهنَّ أَشْطانا
طارت بوقع العوالي عن مجاثمها / فجاوزت من أعاليهنَّ أركانا
لا درّ در الأعادي ما أضلَّهم / عن مالك لم يلاقوا منه رضوانا
خافوا سطاه فلو باحوا نفوسهم / سوائماً عاينوه منه إعلانا
ماتوا فأمست مغانيهم وما ادَّرعوا / من السوابغ أجداثاً وأكفانا
وكيف لا تفرق الأعداء من أسدٍ / ترى لديه الأسود السود غزلانا
يكسو الظُّبا والقنا من خلع أنفسهم / وهامهم حللاً حمراً وتيجانا
فلا ملأتَ مسرّاتٍ منازلنا / إلا ملأتَ ديار القوم أحزانا
ولا ثللت مغيراً عرش ملكهمُ / إلا وشيَّدت هذا الملك غيرانا
وكم بسطت يداً بيضاء كدت بها / تنال ما ناله موسى بن عمرانا
لولا جلالك عن مثل يقاس به / من الورى كائناً في الدهر من كانا
خلناك في الرأي قيساً والندى هرماً / والبأس عمراً وفصل الحكم لقمانا
إنَّ الغنى لافتقار من سواك لنا / والربح نلقاه إلا منك خسرانا
ملأت أعيننا بشراً وأيدينا / تبراً فأغنيتنا حسناً وإحسانا
أثني بآلائك الحسنى فتعجزني / وهل يطيق امرؤ للقطر حسبانا
جلَّت صفاتك أن يحصى لها عدد / ولو نظمت الدراري فيك عنوانا
فاصفح عن المكثر المثني عليك إذا / أقامه دونك التقصير خجلانا
لا روع الله ملكاً أنت كافله / ولا رأى أملاً يرجوك حرمانا
لو كنت يوم لوى نعمان في الظعن
لو كنت يوم لوى نعمان في الظعن / عذرت في برحاء الشوق ذا شجن
عنت لنا عين ذاك السرب فاختلست / عيونها أنفساً لم تنج من فتن
غيد غدون بألباب تغلغل في / مكنونها حزن في منظر حسن
من كل نافثة عن سحر فاترة / يخاف من جفنها سيف بن ذي يزن
غزلان وجرة لم قد صرن آلفة / بعد الصرائم كيرانا على البدن
إذا اشتبهتن في روضات ذي سلم / وشت بكن موشاة من اليمن
تخضر أطراف خز من مطارفها / على الحدوج فتجلو ظلمة الجبن
وفي الحمول سقيم الطرف صح به / وجدي وصار شجىً في حبه شجني
نظرته يوم زال الحيّ مشترفاً / كالظبي ملتفتاً يعطو على فَنَن
فَتُهت في الليل في ديجور طرته / حتى هُديت ببدر منه في غصن
وطالعين من الجرعاء تحسبهم / في الآل كالدَّوْمِ أو عوّامة السفن
جازوا النقيب وأمواه الحيا نَطَفٌ / واستعذبوا مورداً من دمعي الأسن
تلك الدُّمى سفكت من مقلتيَّ دمي / لطول إدمان مبكاها على الدمن
وعاثر بخيام الحيِّ قلت له / أطنابهن من الخطيَّة اللدن
ثَبِّتْ جنابك أو فاذكر مواقف من / سطا عليّ نبت في أمنع الجُنن
وابق الزمان بسيف الدين وارو به / من ذروة المجد والعلياء في قُنن
سل عنه سطح خلاط يوم باشرها / والموت يجري مع الأرواح في سَنَن
فقد تأملته والخيل محدقة / به فلما ثناها جاد بالمِنَن
خاض الغمار فطارت مهجتي فَرقاً / فحين عاد أعاد الروح في بدني
جلّيتها يا ابن غرس الدين حين دجت / ورجّم الظن فيها يا أبا الحسن
تالله لولاك ذاك اليوم ما ابتهجت / مصر ولا كشفت غمّاء عن عدن
أمام أرعن من ماء الحديد طمى / عبابه في هضاب الموطن الخشن
كأنه عارض طارت عقائقه / مسحنفر الوقع واهي الذيل والردن
أو زاخر هيّجت ريح الجنوب له / لُجّاً فلج بموج جامع أَرِن
فليدع مثلك للجلى إذا عظمت / كيما تسهل من مستصعب المدن
وأين مثلك في بأس وفي كرم / ما بعض ما نلته في وسع ذا الزمن
فحبذا مازنيُّ الجار سؤدده / صافي النجار كصافي صَيِّبِ المُزُن
نضيت فكرته في كل مكرمة / تذود عن مقلتيه لذة الوسن
لا بالسؤوم إذا الحاجات لذن به / فكم له مِنحاً نجين من محن
قد أوسع الدهر إرغاماً وليس يرى / لما يفاجئ منه ضيق العطن
مِحْلال مجد على الجوزاء متزن / وجوده أبداً والغرم في ظَعَن
يا وارث الثمن الغالي وكاسبه / ومشتري الحمد بالغالي من الثمن
فذاك قوم يرون الحمد مثلبة / والأريحية والجدوى من الغَبَن
فجاهليتهم من جهلهم رجعت / والمال عندهم المعبود كالوثن
ضنّوا وظنوا القوافي غير صائبة / والبخل دلّ عليهم سهم مكتمن
مستيقظين نياماً ملء أعينهم / لا يفطنون إلى حاجات ذي فِطَن
فأين منك أناس ساء فعلهم / وليس يدرون ما تأتيه من حسن
سموت في ذروة العلياء مرتقياً / لما استقرت بهم غَزَّارةُ الظنن
وكم نهضت بآمالي وقد قعدت / بي الملوك وكم أجررت من رسن
وكم أتتك القوافي الغر رائقة / والنجح يعلن هذا طالع اليُمُن
وقد غَنِيتُ بما أوْلَيتَ من نعم / فاحبس غيوثك عَنِّي لا تغرقني
واسعد بطلعة مولود يحفُّ به / ما شئت من طالع بالسعد مقترن
أغرّ تدري العلا أن سوف يكفلها / إذا انتشى بالذي تغذوه من لبن
فأي شبل نَماه منك ليث شرى / ما غاب من غاب ملتف القنا اللُّدن
ولا تباعد عن جرد مسوّمة / فما له غيرها في الحرب من وطن
فبين سمر رياح الخطّ مرتعه / يرضيك أو بين بيض الهند واليمن
يا من به اشتد أزري وانتصرت على / صروف دهري الذي قد كان يخذلني
دنت ثمار المنى من كفِّ جانيها
دنت ثمار المنى من كفِّ جانيها / وآن للنفس أن تقضي أمانيها
فانهض إلى خلس اللذات منتهباً / أيامها وتمتع في لياليها
فها دمشق كما تختار سافرة / تجلو عليك بديعاً من مغانيها
حيث التفتّ فجنات مزخرفة / بالحسن يقصر عنها وصف رائيها
إذا تجلت بها الأقمار في قضب / ظلَّت على مثلها تشدو قماريها
فما اجتنيت خدوداً من شقائقها / إلا اجتنيت ثغوراً من أقاحيها
أرض إذا باكرتها الغاديات فلا / راحت بسرحة نَعمان وواديها
مالي وسقيا ربوع لا أنيس بها / عفت سوى ماثلات من أثافيها
مل بي إلى الشرف الأعلى ونيربها / فلا غِنىً لمشُوفٍ من مغانيها
وَجُلْ بطرفك فيما شاء من طُرَفٍ / بات الحيا مودعاً أسراره فيها
فالدوح في سندسيٍّ من ملابسه / تهز ريح الصَّبا أعطافه تِيها
والسحب تسحب أرداناً وأردية / للبرق أسنى رقوم في حواشيها
خريفها كالربيع الطلق يضحك عن / نوارها وعيون المزن تبكيها
فكلما صفقت أطراف جدولها / معاطف الدوح فالأنواء تسقيها
فالروض ينفح والأطيار تصدح والأنه / ار تسفح بالسلسال جاريها
كأن صنعاء في أرجائها نشرت / برودها فاكتسى بالوشي عاريها
أو السماء رأتها وهي عاطلة / من حليهُا فأعارتها دراريها
فعج إلى الراح إن عاج الشقيُّ على / دار تنكر بعد العرف عافيها
وعاطنيها كميت اللون صافية / فالراح أطيب ما عوطيت صافيها
من كفّ أهيف خوطيّ المعاطف أو / هيفاء عن غيرها يثني تثنيها
وغنني شعر حسان بن ثابت في / أملاك غسان والدنيا تواتيها
فما تذكر من عصر الشباب سوى / يوم بجلق قَضَّى في نواحيها
أرض جلت ملحاً من حسن زينتها / كأن موسى بما تهوى يناجيها
الأشرف الشادويّ المعتلي شرفاً / ينحطّ كيوان عن أدنى مراقيها
ملك أبانت به الدنيا محاسنها / حتى غفرنا قديماً من مساويها
ولاَّجُ غمرتها فرَّاج أزمتها / بالبأس أو بيد عمت أياديها
من أسرة لا تزال الشهب في خجل / تغضي حياء إذا عدت مساعيها
أعلى أبو بكرها ما شاد من شرف / أيوبها وثنته كفّ شاديها
فما صفات ملوك الأرض قاطبة / في حيث مختطرات من أسانيها
أسماء صِيدٍ إذا كررت نسبتها / في سدفة بُدِّلَتْ صبحاً دياجيها
غرّ بهم يهتدي في كل طامسة / ركب العفاة ويطوي البيد ساريها
قامت بهم قبَّة الإسلام واعتصمت / معاقل الملك واستعلت مبانيها
كم قارعوا بالظُّبا من صعب مملكة / فلان جانبها وانقاد آبيها
تواضعوا ولهم علياء شامخة / فخر النجوم إذا باتت تناجيها
بهم طريق الندى مسلوكة وإلى / أبوابهم يَسْتَحِثُّ العيس حاديها
مَضَوْا وأبْقَوْا لحفظ الملك بعدهم / صيتاً حوت من معاليها مغاليها
فالشرق في يد من دانت بدولته / معاقل الغرب قاصيها ودانيها
الكامل المعتلي من هضب سؤدده / شماء يقصر عنها من يساميها
ملك حمى اليمن الأقصى بهيبته / والأسد من حولها يخشى ضواريها
ذو نقمة سكنت في طيِّ رحمته / لكنها تسعد الدنيا وما فيها
قل للملوك إذا اعتزت بمنعتها / وما أجمت لحرب من مذاكيها
تزحزحوا فالأسود الغلب نحوكمُ / قد أصحرت في عرين من عواليها
دعوا الممالك للأقوى يداً وهدىً / إن شاء يأخذها أو شاء يعطيها
لا تشهروا غير أسياف السؤال إذا / لاقيتموه فما تنبو مواضيها
سمعاً أبا الفتح فالدنيا تملككم / مختالة العطف معشوق تهاديها
أما خِلاط فعين الله تكلأها / والله كافيك ما تخشى وكافيها
فاستجلها كأريض الروض تعرب عن / سحر البيان إذا تتلى قوافيها
تُنْسِي الوليد إذا ما قمت أذكرها / ميلوا إلى الدار من ليلى نحييها
وما امت بما أثني عليك به / لولاك يا بحر ما كانت لآليها
أوليتني نعماً جازيتُها كلماً / قبلتها كرماً إذ قمت أُهْدِيها
وكنت أرسف في قيد الخمول فقد / نوهت باسمي في الآفاق تنويها
فاسلم فوالله لو خيرت ما سألت / روحي سواك من الدنيا وأهليها
فالعيد كالعبد قد جاءت وظائفه / تهدي إليك فنوناً من تهانيها
أعجب شيء رأته عيني
أعجب شيء رأته عيني / ما بين عود وخفق ماء
زحف سرور لجيش هم / وقتل خمر بسيف ماء
وبشرت بوفاة الليل ساجعة
وبشرت بوفاة الليل ساجعة / لأنها في غدير الصبح قد سبحت
مخضوبة الكف لا تنفكّ نائحة / كأن أفراخها في كفّها ذبحت