المجموع : 43
لا بُدَّ في الْعورِ مِنْ تِيهٍ وَمِنْ صَلَفٍ
لا بُدَّ في الْعورِ مِنْ تِيهٍ وَمِنْ صَلَفٍ / لأَنَّهُمْ يُبْصِرونَ النَّسَ أَنْصافا
وَكُلُّ أَحْوَلَ يُلْفَى ذا مُكارَمَةٍ / لأَنَّهُمْ يَنْظُرونَ النَّاسَ أَضْعافا
وَالْعَمْي أولىُ بِحالٍ العُورِ لوْ عَرَفُوا / على القِياسِ وَلَكِنْ خافَ مَنْ خافا
قَالُوا رأَيْنا فُراتاً لَيْسَ يُوجِعُهُ
قَالُوا رأَيْنا فُراتاً لَيْسَ يُوجِعُهُ / ما يُوجِعُ النّاَسَ مِن هَجْوٍ بهِ قُذِفا
فَقُلتُ لَو أَنَّهُ حَيٌّ لأَوْجَعهُ / لَكِنَّهُ ماتَ مِنْ جُهْلٍ وَما عَرَفا
وما هَجَوْتْ فُراتاً غيْر تجرِبَةٍ / وَذُو الرِّمايَةِ مَنْ يَسْتَصْغِرُ الهَدَفا
ما أَنْتَ يا دَهْرُ بالأَهوالِ تَفْجَعُنا
ما أَنْتَ يا دَهْرُ بالأَهوالِ تَفْجَعُنا / إِلاَّ كَمَنْ يَقْرَعُ الْجُلمُودَ بِالخْزَفِ
إِنْ كُنْتَ أَنْتَ لِسَيْفِ الغَدْر مُنْتَضِياً / فإِنَّني مِن جَميل الصَّبْرِ في زَغفِ
كلٌّ إلى أَجَلٍ وَالدَّهْرُ ذوُ دُوَلٍ
كلٌّ إلى أَجَلٍ وَالدَّهْرُ ذوُ دُوَلٍ / والْحِرْصُ مَخْيَبَةٌ والرِّزْقُ مَقْسُومُ
لِكُلِّ حَيٍّ وإنْ طالَ المَدى هُلُكُ
لِكُلِّ حَيٍّ وإنْ طالَ المَدى هُلُكُ / لا عِزُّ مَمْلَكَةٍ يَبْقى ولا مَلِكُ
لِحادِثٍ مِنْهُ في أَفْواهِنا خَرَسٌ / عَنْ الْحَديثِ وَفي أَسْماعِنا سَكَكُ
يَهابُ حاكِيهِ صِدْقاً أَنْ يَبوحَ بِهِ / فَكَيْفَ ظَنُّكَ بالْحاكِينَ لَوْ أَفِكُوا
أَوْدى المُعِزُّ الَّذي كانَتْ بِمَوْضِعِهِ / وَبِاسْمِهِ جَنَباتُ الأَرْضِ تَمتَسِكُ
فالصَّوْتُ في صَحْنِ ذاكَ الْقَصْرِ مُرْتَفِعٌ / وَالسِّتْرُ عَنْ بابِ ذاكَ الْبَهْوِ مُنْهَتِكُ
وَلَّى المُعِزُّ على أَعْقابِهِ فَرَمَى / أو كادَ يَنْهَدُّ مِنْ أَرْكانِهِ الْفَلَكُ
مَضى فقيداً وَأَبْقى في خَزائِنِهِ / هَامَ الْمُلوكِ وَما أَدْراكَ ما مَلَكُوا
ما كانَ إلاَّ حُساماً سَلَّهُ قَدَرٌ / عَلى الَّذينَ بَغَوْا في الأَرْضِ وَانْهَمَكُوا
كَأَنُه لَمْ يَخُضْ لِلْمَوْتِ بَحْرَ وَغَىً / خُضْرُ البِحارِ إذا قِيسَتْ بِهِ بِرَكُ
وَلَمْ يَجُدْ بِقَناطِيرٍ مُقَنْطَرَةٍ / قَدْ أَرعبت باسْمِهِ ابْرِيزَها السِّكَكُ
رُوحُ المُعِزِّ وَرُوحُ الشَّمْسِ قَدْ قُبِضا / فانْظُرْ بأَيِّ ضِياءٍ يَصْعَدُ الفَلُكُ
فَهَلُ يَزُولُ حِدادُ اللَّيْلِ عَنْ أُفقٍ / وَهَلْ يَكُونُ لِصُبْحٍ بَعْدَهُ ضَحِكُ
تَجَهَّمَ العيدُ وَانْهَلَّتْ بَوَادِرُهُ
تَجَهَّمَ العيدُ وَانْهَلَّتْ بَوَادِرُهُ / وَكَنْتُ أَعْهَدُ مِنْهُ البِشْرَ والضَّحِكا
كَأَنَّما جاءَ يَطْوي الأَرْضَ مِنْ بُعُدٍ / شَوْقاً إلَيْكَ فَلَّما لَمْ يَجِدْكَ بَكى
طَيْرٌ أَبابِيلُ جَاءَتْنا فما بَرِحَتْ
طَيْرٌ أَبابِيلُ جَاءَتْنا فما بَرِحَتْ / إِلاَّ وَاقْواسُنا الطَّيْرُ الأَبابِيلُ
تَرْميهِمُ بحَصىً طَيْرٌ مُسَوَّمَةٌ / كأَنَّ مَعْدِنَها لِلرَّمْي سِجِّيلُ
تَغْدو على ثِقَةٍ مِنَّا بأَطْيَبِها / فَالنَّارُ تَقْدَحُ والطِّنْجيرُ مَغْسُولُ
كأَنَّها كَأْسُ بَلْورٍ مُنَبَّتَةٌ
كأَنَّها كَأْسُ بَلْورٍ مُنَبَّتَةٌ / أَوْ نَرْجِسٌ في يَدِ النُّدْمانِ قَدْ ذَبُلا
لَدْنُ الرِّماحِ لَما يَسْقي أَسنتَها
لَدْنُ الرِّماحِ لَما يَسْقي أَسنتَها / مِنْ مُهْجَةِ الْقَيْلِ أَو من ثَغْرَةِ البَطَلِ
لَوْ أَثْمَرَت مِنْ دَمٍ الأَعداءِ سُمْرُ قَناً / لأَوْرَقَتْ عِنْدَهُ سُمْرُ الْقَنا الذُّبُل
إِذا تَوَجَّهَ في أُولى كَتائِبِهِ / لَم تَفْرِقِ الْعَيْنُ بينَ السَّهلِ والْجَبَلِ
فَالْجَيْشُ يَنْفُضُ حَوْلَيهِ أَسنَّتَهُ / نَفْضَ الْعُقابِ جَناحَيْهِ مِنَ البَلَلِ
يَأْتي الأمُورَ على رِفْقٍ وفي دَعَةٍ / عَجْلانَ كالْفَلَكِ الدَّوَّارِ في مَهَلِ
إِذا أَتى اللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ في ظُلَلٍ
إِذا أَتى اللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ في ظُلَلٍ / وَجِيءَ بالأُمَمِ الماضِينَ والرُّسُل
وَحاسَبَ الْخْلقَ مَنْ أحْصى بِقُدْرَتِهِ / أَنْفاسَهُمْ وَتَوَفَّاهُمْ إِلى أَجَلِ
وَلَمْ أَجِدْ في كِتابي غَيْرَ سَيِّئَةٍ / تَسُوءُني وَعَسى الإِسْلام يَسْلمُ لي
رَجَوْتُ رَحْمَةَ رَبِّي وَهْيَ واسِعَةٌ / وَرَحْمَةُ اللهِ أَرْجَى لي مِنَ الْعَمَلِ
مَنْ يَصْحَبِ النَّاسَ مَطْوِيّاً على دَخَلٍ
مَنْ يَصْحَبِ النَّاسَ مَطْوِيّاً على دَخَلٍ / لا يَصْحَبوهُ فَخَلَّوا كُلَّ تَدْخِيلِ
لا تَسْتَطيلُوا عَلى ضَعْفي بِقُوَّتِكُمْ / إِنَّ الْبَعُوضَةَ قَدْ تَعْدو على الفِيلِ
وَجانِبوا المَزْحَ إِن الْجِدَّ يَتْبَعُهُ / وَرُبَّ مُوجِعَةٍ في إِثْرِ تَقْبيلِ
يا قوْمُ لا يُلْقَيَنِّي مِنْكمُ أَحَدٌ / في المُهْلِكاتِ فإنّي غَيْرُ مَغْلولِ
لا تَدْخُلوا بالرِّضَى مِنْكم على غَرَرٍ / فَتُخْرِجُوا اللَّيْثَ غَضْباناً مِنَ الغِيلِ
إِلاَّ تَكُنْ حَمَلَتْ خَيْراً ضَمائِرُكُمْ / أَكُنْ تَأَبَّطَ شَرّاً ناكِحَ الْغولِ
يا بُعْدَ ما بَيْنَ مُمْسانا وَمُصْبَحِنا
يا بُعْدَ ما بَيْنَ مُمْسانا وَمُصْبَحِنا / وَالعيِسُ قاطِعَةٌ مِيلَيْنِ في مِيلِ
بانَتْ على رِسْلَها تَرْمي الفِجاجَ بِنا / عَنَّا وَعَنْكُمْ بِكُم أَيْدي المَراسِيلِ
سَيْراً تَزيدُ بِهِ ضعْفاً مَسافَتُهُ / كأَنَّما هُوَ سَيْرٌ قُدَّ بالطولِ
كُلّ إلى أَجَلٍ والدَّهْرُ ذُو دُوَلٍ
كُلّ إلى أَجَلٍ والدَّهْرُ ذُو دُوَلٍ / وَالحِرْصُ مَخْيَبَةٌ والرِّزقُ مَقْسُومُ
وَأْسَمرِ اللَّوْنِ عَسجَديِّ
وَأْسَمرِ اللَّوْنِ عَسجَديِّ / يَكادُ يَسْتَمْطِرَ الجَهاما
ضاقَ بِحَمْلِ الْعِذارِ ذرْعاً / كالمُهْرِ لا يَعْرِفُ اللِّجاما
وَنَكَّسَ الرَّأسَ إِذْ رَآني / كآبَةً وَاكْتَسى احْتِشاما
وَظَنَّ أَنَّ الْعِذارَ مِمَّا / يُزيحُ عَنْ قَلْبيَ الْغَراما
وَما دَرى أَنَّهْ نَباتٌ / أَنْبَتَ في جِسْمِيَ السَّقاما
وَهَلْ تَرى عارِضَيْهِ إِلاَّ / حَمائِلاً حُمِّلَتْ حُسَاما
يا رُبَّ أَحْوَرَ أَحْوى في مَراشِفِهِ
يا رُبَّ أَحْوَرَ أَحْوى في مَراشِفِهِ / لَوْ جادَ بارْتِشافٍ بُرْءُ أَسْقامي
خطَّ العِذارُ لَهُ لاماً بِصَفْحَتِهِ / مِنْ أَجْلِها يَسْتَغيثُ النَّاسُ باللاَّمِ
وَطالِبٍ حاجَةً بَعيداً
وَطالِبٍ حاجَةً بَعيداً / مَنالُها مِنْ يَدي مُرامهْ
عَرَّضَ بالإِقْتِضاءِ فيها / وَما انْقَضى مُنْتَهى كلامِه
كَغارِسٍ في الثَّرى نَواةً / لِيَأْكُلَ التَّمْرَ في مُقامِهْ
فارَقْتُ بالْكَرْهِ مَنْ أَهْوى وَفارَقني
فارَقْتُ بالْكَرْهِ مَنْ أَهْوى وَفارَقني / شَتَّانَ لَكِننا في الْوُدِّ سِيَّانِ
كأَنَّما قُدَّ طُولاً يَوْمَ فُرْقَتِنا / شَرْقاً وَغَرْباً فأَمْسى وَهْوَ يَوْمان
وَالصُّبْحُ قَدْ مَطَلَ اللَّيْلُ العُيُونَ بِهِ
وَالصُّبْحُ قَدْ مَطَلَ اللَّيْلُ العُيُونَ بِهِ / كأَنَّهُ حاجَةٌ في يَدِّ ضِنِّينِ
أَلْبَحْرُ صَعْبُ المُرامِ مُرٌّ
أَلْبَحْرُ صَعْبُ المُرامِ مُرٌّ / لا جُعِلَتْ حاجَتي إِليْهِ
أَلَيْسَ ماءً وَنَحْنُ طِينٌ / فما عَسى صَبْرُنا عَلَيْهِ
عَيناكَ أَمكَنَتِ الشَيطانَ مِن خَلَدِي
عَيناكَ أَمكَنَتِ الشَيطانَ مِن خَلَدِي / إِنَّ العُيونَ لَأَعوانُ الشَياطِينِ
كَم لَيلَةٍ بِتُّ مَطويّاً عَلى حَرَقٍ / أَشكُو إِلى النجمِ حَتّى كادَ يَشكُوني
ياما أُمَيِلحَهُ ظَبياً فُتِنَتُ بِهِ / وَأَيُّ خَلقٍ بِظَبيٍ غَيرُ مَفتُون
يَجلُو نَباتَ أَقاحٍ مِن بَناتِ فَمٍ / يُسقى بِمِثلِ بُنَيّاتِ الزَراجِينِ
وَوَجنَتَينِ هُما تُفّاحَتا قُبَلي / فَاتُرك سِوايَ وَتُفّاحَ البَساتِينِ
فُتُونُ عَينَيكَ تَنهاني وَتَأمُرُني / وَوَردُ خَدّيكَ يُغري بِي وَيُغرِيني
أَما لَئِن بِعتُ دِيني وَاشتَرَيتُ بِهِ / دُنيا لَما بِعتُ فيكَ الدِينَ بِالدُونِ
اِستَغفِرُ اللَهَ لا وَاللَهِ ما نَفَعَت / مِن سِحر مُقلَتِهِ آياتُ ياسِينِ
سُبحانَ مَن خَلَقَ الأَشياءَ قاطِبَةً / تُراهُ صَوَّرَ ذاكَ الجِسمَ مِن طِينِ
يا أَهل صَبرَةَ وَالأَحبابِ عِندَكُمُ / إِن كانَ عِندَكُمُ صَبرٌ فَواسُوني
إِنّي أَدينُ بِدِين الحُبّ وَيَحَكُمُ / وَاللَهُ قَد قالَ لا إِكراهَ في الدين
مَولايَ لا تُشمِتِ الأَعداءَ بِي وَإِذا / نَسِيتَ قَوليَ فاذكر قَولَ هارُونِ
حاسِب هَواكَ بِما أَنفَقتُ مِن عُمرِي / وَاللَهِ لَو كانَ عُمري كَنزَ قارُونِ
لَو كُنتُ أَملِكُ نَفسي يا مُعَذِّبَها / قَرَّبتُها لَكَ في بَعض القَرابين