المجموع : 52
إِنَّ الغَوانيَ قَد أَعرَضنَ مَقِليَةً
إِنَّ الغَوانيَ قَد أَعرَضنَ مَقِليَةً / لَما رَمى هَدَفَ الخَمسين ميلادي
أَبَدَينَ لِلقَومِ أَعناقاً بِها أَوَدٌ
أَبَدَينَ لِلقَومِ أَعناقاً بِها أَوَدٌ / عُوج الطَلى وَعُيوناً ذات اِسجادِ
إِنَّ اياديكَ عِندي غَيرُ واحِدَةٍ
إِنَّ اياديكَ عِندي غَيرُ واحِدَةٍ / جَلَّت عَن الوَصفِ وَالإِحصاءِ وَالعَدَدِ
وَلَيسَ مِنها يَدٌ إِلّا وَأَنتَ بِها / مُستَوجِبَ الشُكرِ مِنّي آخِر الأَبَدِ
كَأَنَّ عَينيَّ إِذ وَلَّت حُمولُهُمُ
كَأَنَّ عَينيَّ إِذ وَلَّت حُمولُهُمُ / مِنّي جَناحا حَمامٍ صادَفا مَطَرا
أَوَ لؤلؤٌ سَلسٌ في عِقدِ جاريَةٍ / وَرهاءَ نازَعَها الوِلدانُ فاِنتَثَرا
اللَهُ يَعلَمُ أَنّا في تَلَفُّتِنا
اللَهُ يَعلَمُ أَنّا في تَلَفُّتِنا / يَومَ الفِراقِ إِلى أَحبابِنا صُوَرُ
وَأَنَّني حَوثُما يَشري الهَوى بَصَري / مِن حَيثُما سَلَكوا أَدنوا فَأَنظُورُ
في الشيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزجِرُ
في الشيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزجِرُ / وَبالِغٌ منه لَولا أَنَّهُ حَجَرُ
إِبيضَّ واحمرَّ مِن فَوديهِ واِرتَجعَت / جليّةُ الصبحِ ما قَد أَغفلَ السحرُ
وَللفتى مُهلةٌ في الحبِّ واسِعَةٌ / ما لَم يَمت في نَواحي رأسِهِ الشعرُ
قالَت مَشيبٌ وَعشقٌ رحتَ بينهما / وَذاكَ في ذاكَ ذَنَبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ
في حاضِرٍ لَجِبٍ بِاللَيلِ سامِرُهُ
في حاضِرٍ لَجِبٍ بِاللَيلِ سامِرُهُ / فيهِ الصَواهِلُ وَالراياتُ وَالعُكَرُ
وَخُرَّدٌ كالمَها حُورٌ مَدامِعُها / كَأَنَّها بَينَ كُثبانِ النَقا بَقَرُ
إِن الحَديثَ تَغُرُّ القَومَ خلوَتُهُ
إِن الحَديثَ تَغُرُّ القَومَ خلوَتُهُ / حَتّى يَلِجَّ بِهِم عيٌّ وَإِكثارُ
يا ابنَ الفَواطمِ خَيرِ الناسِ كلِّهِمُ
يا ابنَ الفَواطمِ خَيرِ الناسِ كلِّهِمُ / عِندَ الفخارِ وَأَولاهُم بِتَطهيرِ
إِنّي لحاملُ عذري ثم ناشِرُهُ / وَلَيسَ يَنفَعُ عذرٌ غيرُ تَشويرِ
وَحالفٌ بِيَمينٍ غيرِ كاذِبَةٍ / بِاللَهِ وَالبُدنِ إِذ كُبَّت لتنحيرِ
وَبالمَشاعِرِ أَعلاها وَأَسفلِها / وَبيتِ ربٍّ باجيادينَ مَعمورِ
لَقَد أَتَاكَ العِدى عَنّي بِفاحِشَةٍ / مِنهُم فَرَوها بأسيافٍ وَتَكثيرِ
لا تَسمَعَنَّ بِنا إِفكاً وَلا كَذِباً / ياذا الحفاظِ وَذي النعماءِ وَالخِيَرِ
وَالمُستَعان إِذا ما أَزمَةٌ أَزمت / بناجِذيها عَلى الحَدْبِ الحَدابيرِ
لَم يوصِني اللَهُ إِذ أَوصى بِبَعضكُمُ / وَلا النَبيُّ الَّذي يَهدي إِلى النورِ
قُتِلتُ إِن كانَ حَقاً ثُمَّ كانَ دَمِي / إِلى وَليٍّ ضَعيفٍ غَيرِ مَنصورِ
وَاللَهِ لَو كانَ أَن تَرضى فراقَ يدي / فارقتُها بعتيقِ الحدِّ مَطرورِ
أَو بقرُ بَطني جهاراً قمتُ أَبقرُهُ / حتَّى يُعالَجَ منِّي بَطنُ مَبقورِ
أَو قطَّعَ الأَكحَل المغترّ قاطِعهُ / أعذرتُ فيهِ وَلَم أَحفَل لِتَغريرِ
مُستَحصِدٌ كَعُلاةِ القَينِ وَقَّرَهُ
مُستَحصِدٌ كَعُلاةِ القَينِ وَقَّرَهُ / وَقعُ الخُطوبِ وَحالاتٌ وَمُختَبَرُ
في الدِرعِ لَيثٌ وَفي النَكراءِ داهيَةٌ / وَالأزمُ غَيثٌ وَفي ناديِّهِ القَمَرِ
لَمّا تَعَرَّضتُ لِلحاجاتِ وَاِعتَلَجَت
لَمّا تَعَرَّضتُ لِلحاجاتِ وَاِعتَلَجَت / عِندي وَعادَ ضَميرُ القَلبِ وَسواسا
سَعَيتُ أَبغي لحاجاتٍ وَمَصدَرَها / برّا كَريماً لِثَوبِ المَجدِ لَبّاسا
هَدانيَ اللَهُ لِلحُسنى وَوَفَّقَني / فاِعتَمتُ خَيرَ شَبابِ الناسِ عَبّاسا
قِدحُ النَبيَّ وَقِدحٌ مِن أَبي حَسَنٍ / وَمن حُسَينٍ جَرى لَم يَحرِ حَنّاسا
كَأَنَّما مَضمَضَت مِن ماءِ مَوهِبَةٍ
كَأَنَّما مَضمَضَت مِن ماءِ مَوهِبَةٍ / عَلى شَبابيِّ نَخلٍ دونَهُ المَلَقُ
إِذا الكَرَى غَيَّر الأَفواهَ وَاِنقَلَبَت / عَن غَيرِ ما عَهِدَت في نَومِها الريَقُ
وَمُعجَبٍ بِمَديحِ الشِعرِ يَمنَعُهُ
وَمُعجَبٍ بِمَديحِ الشِعرِ يَمنَعُهُ / مِن المَديحِ ثَوابُ المَدحِ وَالشَفَقُ
يا آبيَ المَدحِ مِن قَولٍ يُحَبِّرُهُ / ذو نيقَةٍ في حَواشي شِعرِهِ أَنَقُ
إِنَّكَ وَالمَدحَ كالعَذراءِ يُعجِبُها / مَسُّ الرِجالِ وَيَثني قَلبَها الفَرَقُ
تُبدي بِذاكَ سُروراً وَهيَ مُشفقَةٌ / كَما يَهابُ مَسيسَ الحَيَّةِ الفَرِقُ
لَكِن بمَديَنَ مِن مَفضى سوَيَمَرَةٍ / مَن لا يُذَمُّ وَلا يُشنا لَه خُلقُ
أَهلُ المَدائِحِ تأتيهِ فَتَمدَحُهُ / وَالمادِحونَ إِذا قالوا لَه صَدَقوا
لا يَستَقِرُّ وَلا تَخفى عَلامَتُهُ / إِذا القَنا شالَ في أَطرافِها الحرَقُ
في يَوم لا مالَ عِندَ المَرءِ يَنفَعُهُ / إِلّا السِّنانُ وَإِلّا الرُمحُ وَالدَرَقُ
يَطعنُ بالرمحِ أَحياناً وَيضرِبُهُم / بِالسَيفِ ثُمَّ يُدانيهم فَيَعتَنِقُ
يَكادُ بابُكَ مِن جودٍ وَمِن كَرَمٍ / مِن دونِ بَوّابَةٍ لِلناسِ يَندَلِقُ
إِنّي لأطوي رِجالاً أَن أَزورَهُمُ / وَفيهُمُ عكَرُ الأَنعامِ وَالوَرقُ
طَيَّ الثِيابِ الَّتي لَو كُشِّفَت وُجِدَت / فيها المَعاوِزُ في التَفتيشِ وَالخرقُ
وَأَتركُ الثَوبَ يَوماً وَهوَ ذو سَعَةٍ / وَأَلبَسُ الثَوبَ وَهوَ الضَيِّقُ الخلَقُ
إِكرامُ نَفسي وَإِنّي لا يُوافِقُني / وَلَو ظَمِئتُ فَحُمتُ المشرَب الرَنقُ
أَوصي غَنيّاً فَما أَنفكُّ أَذمرُهُ
أَوصي غَنيّاً فَما أَنفكُّ أَذمرُهُ / أَخشى عليه أُموراً ذاتَ عقّالِ
إِمّا هللتَ وَلَم تنظر إِلى نَشبٍ / كَما تَعَطَّلَ بَعد الخلقةِ الحالي
فَقَد فَتَحتُ لَك الأَبوابَ مغلقَةً / فاِدخُل عَلى كُلِّ ذي تاجينِ مِفضالِ
دار المُلوكِ تَعِش في غمرِ مجدِهِمُ / واِرفَع رَجاءَك عَن عَمٍّ وَعَن خالِ
إِلقِ الرِجالَ بِما لاقوكَ مِن كَثَبٍ / ضرّاً بضرٍّ وَإِبهالاً بابهالِ
داود داودُ لا تفلت حَبائله / واِشدد يديك بِباقي للودّ وَصّالِ
فَما نسيت فداكَ الناسُ كلُّهُمُ / وَما أَثمَرُ من أَهلٍ وَمِن مالِ
يَومَ الرويثةِ وَالأَعداءُ قَد حضروا / إِذ جئتُ أَمشي عَلى خَوفٍ وَأَهوالِ
وَالناسُ يَرمونَ عَن شَرٍّ بِأَعيُنِهِم / كالصَقرِ أَصبحَ فَوقَ المَرقبِ العالي
لا يَرفعونَ إِلَيهِ الطرفَ خشيَتهُ / لا خَوفَ فُحشٍ وَلكن خَوفَ إِجلالِ
حَتّى تَلافَيتَ حاجاتي فَسؤتَهُمُ / فَقَد تبرّا أُولو الشَحناءِ أَحوالي
ثُمَّ استَقَلَّ بهم ضَخمٌ حمالتُهُ / أَلقى أَشطّةَ ظَهري بَعد إِثقالِ
خفضتَ جأشاً وَقَد رامَ النشوزُ وَقَد / جاءَت لتلحقَ بالمِصرَينِ أَحمالي
أَرَسمُ سَودَةَ مَحل دارِسُ الطَلَلِ
أَرَسمُ سَودَةَ مَحل دارِسُ الطَلَلِ / مُعَطَّلٌ رَدّهُ الأَحوالُ كالحَلَلِ
لَمّا رأى أَهلَها سَدّوا مَطالِعَها / رامَ الصُدودَ وَعادَ الوَدُّ كالمَهَلِ
وَعادَ ودُّكَ داءً لا دَواءَ لَهُ / وَلَو دَعاكَ طوالَ الدَهرِ للرحَلِ
ما وَصلُ سَودَةَ إِلّا وَصلُ صارِمَةٍ / أَحَلَّها الدَهرُ داراً مأكلَ الوَعَلِ
وَعادَ أَمواهُها سَدماً وَطارَ لَها / سَهمٌ دَعا أَهلَها للصّرمِ وَالعِلَلِ
صَدّوا وَصَدَّ وَساءَ المَرءَ صَدُّهُمُ / وَحامَ لِلوِردِ رَدهاً حَومَةَ العَلَلِ
وَحَلّؤُهُ رِداهاً ماؤُها عَسَلٌ / ما ماءُ رَدهٍ لَعَمرُ اللَهِ كالعَسَلِ
دَعا الحَمامُ حَماماً سَدَّ مَسمَعَهُ / لَمّا دَعاهُ رآهُ طامِحَ الأَمَلِ
طُموحَ سارِحَةٍ حَوم مُلَمَّعَةٍ / وَمُمرعُ السِرِّ سَهلٌ ماكِدُ السَهَلِ
وَحاوَلوا رَدَّ أَمرٍ لا مَرَدَّ لَهُ / وَالصُرمُ داءٌ لأهلِ اللَوعَةِ الوُصُلِ
أَحَلَّكَ اللَهُ أَعلى كُلِّ مَكرُمَةٍ / وَاللَهُ أَعطاكَ أَعلى صالحِ العَمَلِ
سَهلٌ مَوارِدُهُ سَمحٌ مَواعِدُهُ / مُسَوَّدٌ لِكِرامِ سادَةٍ حُمُلِ
أَغذو تِلاداً مِن الأَشعارِ أُصلِحُها
أَغذو تِلاداً مِن الأَشعارِ أُصلِحُها / صَلاحَ ذي الحَزمِ لِلحاجاتِ وَالرِتَلِ
أَحذو قَصائِدَ للراوينَ باقيَةً / كَأَنَّها بَينهُم موشِيَةُ الحُلَلِ
إِمّا نَسيباً وَإِمّا مَدحَ ذي فَخَرٍ / يَبقى وَإِمّا ادّخاراً مِن ذَوي خَطَلِ
حَتّى إِذا اِمتَلأت أَسماعُهُم عَجَباً / وَاِستوقِفَت في قُلوبِ القَومِ كالعَسَلِ
أَهوَوا اليها لغَوصٍ في مَسارحِها / لَم يَقرَعوا أُمَّهاتِ الشَولِ لِلحَبَلِ
فاِستَطلَعوا عُقُلاً لا يَعقِلونَ بِها / وَأَوضَعوا قَعدَ المَجموعِ في الهَمَلِ
وَما أُشارِكُهُم في طَرقِ فَحلِهُمُ / وَلا بسَهلٍ أُراعيهِم وَلا جَبَلِ
ما إِن أَزالُ أَرى وَسمي فأعرِفُهُ / في ذَودِ آخرَ مَوسوماً عَلى قُبُلِ
وَما وَسَمتُ قِلاصاً وَهيَ راتِعَةٌ / حَتّى أَتَت رَغمَ الأَقيادِ وَالعُقُلِ
لا يَرفَعونَ إِلَيهِ الطَرفَ خِشيَتَهُ
لا يَرفَعونَ إِلَيهِ الطَرفَ خِشيَتَهُ / لا خَوفَ بأسٍ وَلَكِن خَوفَ إِجلالِ
اللَهُ جارُ عِتيٍّ دعوةً شَفَقاً
اللَهُ جارُ عِتيٍّ دعوةً شَفَقاً / مِن الزَمانِ وَشَرُّ الأَقرَبِ الوالي
مِن كُلِّ أَحيَدَ عَنهُ لا يُقَرِّبُهُ / وَسطَ النَجيِّ وَلا في المَجلِسِ الخالي
قُل لِلَّذي ظَلَّ ذا لَونَينِ يأكُلُني
قُل لِلَّذي ظَلَّ ذا لَونَينِ يأكُلُني / لَقَد خَلَوتَ بِلَحمٍ عادمِ البَشَمِ
إِيّاكَ لا أُلزَمَن لحيَيكَ مِن لَجَمي / نَكلاً يَنكِّلُ قَرّاصاً مِن اللُجَمِ
يَدُقُّ لحيَيكَ أَو تَنقادُ مُتَّبِعاً / مَشيَ المُقيَّدِ ذي القِردانِ وَالحلَمِِ
إِنّي إِذا ما امرُؤٌ خَفَّت نَعامَتُهُ / إِلَيِّ وَاِستُحصَدت مِنه قوى الوَذَمِ
عَقَدتُ في مُلتَقى أَوداجِ لُبَّتِهِ / طَوقَ الحَمامَةِ لا يَبلى عَلى القِدَمِ
إِنّي امروءٌ لا أَصوغُ الحليَ تَعمَلُهُ / كَفّايَ لَكِن لِساني صائِغَ الكَلِمِ
إِنَّ الأَديمَ الَّذي أَمسيتَ تَقرِضَهُ / جَهلاً لَذو نغَلٍ بادٍ وَذو حلَمِ
وَلا يَئِطُّ بأَيدي الخالِقينَ وَلا / أَيدي الخَوالقِ إِلّا جَيِّدُ الأَدَمِ
يا أَثلُ لا غِيَراً أُعطى وَلا قوداً
يا أَثلُ لا غِيَراً أُعطى وَلا قوداً / عَلامَ أَو فيمَ إِسرافاً هَرَقتُ دَمي
إِلّا تُريحي عَلَينا الحَقَّ طائِعَةً / دونَ القضاةِ فَقاضِينا إِلى حَكَمِ
صادَتكَ يَومَ المَلا مِن مَثعَرٍ عرضاً / وَقَد تُلاقي المَنايا مَطلَعَ الأَكَمِ
بِمُقلَتَي ظَبيَةٍ أَدماءَ خاذِلَةٍ / وَجيدُها يَتَراعي ناضرَ السَلَمِ
ما أَنجَزَت لَكَ مَوعوداً فَتَشكُرها / وَلا أَنالَتكَ مِنها برَّةَ القَسَمِ