المجموع : 45
أَرى بِجفنيك سُكراً خامر الكُحلا
أَرى بِجفنيك سُكراً خامر الكُحلا / وَمُسكِراً بِرِضاب مِن لماك حَلا
يا فاتِني بِقوام حينَ رنحه / مَع الهَوى لِشَقائي ملت وِاعِتَدلا
ما ضَرّ عامله يا ظَبي حينَ رَأى / كِسرى لحاظك ذا جور إِذا عَدَلا
لَم يَبقَ طَرفك إِلا مثل طَيفَك مِن / جسمي وَما ضَرّ لَو عَن مُهجَتي غَفلا
لِلّهِ بَدر لَهُ في القَلب مَنزِلَة / وَالطَرف عَن حُسنِهِ لا يَبتَغي حولا
ما زلت أَعذل فيهِ الهائمين بِهِ / حَتّى بَليت بِما لا حَولَ فيهِ وَلا
إِذا جَلى الشَمس بَدر ثُمَ طافَ بِها
إِذا جَلى الشَمس بَدر ثُمَ طافَ بِها / عَلى نُجوم النَدامى مُشرِقاً فينا
وَلاحَ بَرق وَصال مِنهُ دونَ قلى / فَما يَراه سَماء العلم مفتينا
بَدر الشَمس الطَلا ساقَ يَميس بِها
بَدر الشَمس الطَلا ساقَ يَميس بِها / كَالغُصن وَهِيَ تُباهي وَردَ خديه
يَسعى الينا عَلى ساق النَشاط فَهَل / تَرى بِهِ مِن فتور غَير عَينيهِ
إِن عزَّ ما أَرتَجي أَو جل مَقصودي
إِن عزَّ ما أَرتَجي أَو جل مَقصودي / قَصَدت بَعدَ إَلهي خَير مَقصود
أَجَل مِن تَلتَجي الآمال مِنهُ إِلى / جاه عَظيم عَظيم الفَضل مَحسود
تاجَ الأَكارم فَياض المَكارم وَه / اب الكَرائم مِن قود وَمَنقود
مَولى أَيادي أَياديه وَأَنعمه / أَلقَت لِجَيش الأَماني بِالمَقاليد
سارَت أَنامله في بَحر راحتِهِ / إِلى العُلى فَاِستَوَت مِنهُ عَلى الجودي
كَأَنَّهُ وَالمَعالي مِنهُ دانية / مِن جانب المَجد إِن ياذا الهُدى نودي
يَممتهُ واثِقاً مِنهُ بِنَيل مُنى / وَانني عَن نَداه غَير مَحدود
وَجئت مُستَشفِعاً لِلآصفي بِهِ / أَنعَم بِخَير شَفيع غَير مَردود
أَحسَنت ظَني فيمَن لا يَخيبني / وَلا يَعلق آمالي بِمَوعود
أَتيتهُ عِندَ ما ضاقَ الفَضاء بِما / أَرجوه مِن بَعدَما أَوسَعت مَجهودي
وَقَد علمت بِأَني قَد أَويت إِلى / رُكن شَديد وَحُصن غَير مَهدود
وَمَن يَكُن كَرم الأَخلاق شيمتَهُ / يَحل مِما اِعتَراني كُل مَعقود
وَالمُشتري الحَمد في حل وَمُرتَحل / تَأتي المَكارم مِنهُ كُلَ مَحمود
يا خَير مَن تَرد الآمال ساحَتُهُ / وَرَبّ عَذب فُرات غَير مَورود
إِني التَجأت إِلَيكُم أَبتَغي كَرَماً / وَأَنتَ أَكرَم ذي جود بِمَوجود
أَرجو الوَسيلة يا اِبنَ الأَكرَمين بِكُم / إِلى العَزيز بِفَضل غَير مَجحود
وَمَن غَدا عالِماً سر الحَقيقة لا / يَحتاج يَوماً إِلى تَعريف مَشهود
وَالمُستَضئ بِنور اللَه يُبصر ما / تَخفى الضَمائر في أَحشاء مَكمود
منوا عَليَّ فَأَنتُم مُنتَهى أَرَبي / إِن عز ما أَرتَجي أَو جَلَ مَقصودي
قُل لِلأَمير أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
قُل لِلأَمير أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ / حاشاكَ تَرجع فيما أَنتَ آمره
اني عَهدتك تَمضي ما أَمَرت بِهِ / كَما مَضى الصارم المَصقول باتره
وَلَم يَكُن في مُلوك العَصر غَيرَكُم / مِن أَحسَن المَدح مثلي فيهِ شاعره
إِن كانَ يُحسن مَوت الحَظ عِندَكُم / غَنيت بِالمثل المَشهور سائره
لا ذَنبَ لي غَيرَ أَني أَنتَمي لَكُم / وَزامر الحَي لَم تَطرب مَزامره
يا مَن لَهُ شِيَم في الطول تَطمعني
يا مَن لَهُ شِيَم في الطول تَطمعني / طالَ التَرَقب في يَأس وَفي أَمَل
مَن ذا يُؤمل مِن بَعد الآله وَمَن / يُرجى سِوى عُمري العَدل وَهُوَ علي
تَعلو أَوامره أَني مَضَت وَكَذا / عَلى جَميع المَواضي ذو الفَقار عَلي
فَلا تَسمني صَبراً بَعدَ ذَلِكَ إِذ / مَرارة الصَبر تُنسي لِذَةَ العَسَل
هَذا مَقالي فَاِصنَع ما يَليق بِكُم / لِيَعلَم الفَرق بَينَ القَول وَالعَمل
قُل لِلسَليم سَليم القَلب دونَكُم
قُل لِلسَليم سَليم القَلب دونَكُم / عُذراً أَتى وَاضِحاً مِن غَيرِ إِلباس
كُنا وَكُنتُم فَأَكثَرنا زِيارَتَكُم / وَنُحنُ مثلان في فَقر وَإِفلاس
كانَت مُناسبة الحالين تَجمعَنا / وَمَن يَدوم عَلى حال مِن الناس
وَنسبة الحال شَيء لا بَقاء لَهُ / إِن لَم تَكُن فيهِ مِقياساً بِمِقياس
وَفي الخُمول إِلى نَفس الفَتى شَرَف / إِن التَردّد شَأن الطاعم الكاسي
وَرَب عسر أَتى مِن وَجه مَيسرة / وَرُبَّ نَجح أَتى مِن وجهة الياس
وَلَيسَ يَعقل قَولي غَير مثلكم / وَالعَقل في الرَجُل غَير العاقل في الراس
وَما عَلَيكُم أَتَم اللَه نَعمَتَكم / إِذا تَغانيت عَن شَمس بِنبراس
يا ذا الزَكي الَّذي رَقَت شَمائله
يا ذا الزَكي الَّذي رَقَت شَمائله / لُطفاً وَقَد مَزَجَت أَخلاقهُ عَسَلا
عَلَلتَني بِمَواعيد ضَجرت لَها / كَانَت مَواعيد عَرقوب لها مَثَلا
إِن قُلت لا بعد ما قَد قُلت لي نَعَم / شَكَوت لِلّه ما لا حَولَ فيهِ وَلا
وَالآن قُل لي وَخَير القَول أَصدقهُ / نَظُن خَيراً وَإِلّا نَترُك الأَمَلا
يا مَن يَرينا بِأَلفاظ يُنَمِقُها
يا مَن يَرينا بِأَلفاظ يُنَمِقُها / إِذا اِجتَمَعنا جَميل الودّ تَخييلا
إِني مَلَلت أَقاويلاً مُزَخرَفة / وَاِحتَرت فيهنَّ تَوجيهاً وَتَأَويلا
حَتّى مَتى وَإِلى كَم شَقوتي بِكُم / أَفي الشَقاء أَضيع العُمر تَعليلا
لا عِندَكُم ذمة تَرعى وَلا نَسَبٌ / وَلَيتَكُم ذدتُم عَنا الأَقاويلا
هَلا اِتَخذَتُم سِوى أَعراضِنا غَرَضاً / يَرمي وَصيرتُم الإِكثار تَقليلا
إِنا لِنضرب صَفحاً عَن بَوادركم / وَلو أَرَدنا أَسأنا الرَد تَنكيلا
لَكن نَصون عَن الفَحشاء أَلسنة / هِيَ الأَسنة تَجريحاً وَتَعديلا
كَم تَحلِفون لَنا أَن لَم يَكُن لَكُم / علم وَلم تحسنوا في الأَمر تَأميلا
عَلامَ لَم تَرقبوا إِلّاً وَلا ذمماً / فينا وَلم تَتَقوا بِاللوم تَخجيلا
ما كانَ من عجزنا ترك الجَواب لَكُم / لَكَن لَنا شيم تَثني المَقاويلا
لَيت اِحتمال الأَذى مِن غَير ذي رحم / يَعد مِنا التَغاضي عَنهُ تَنويلا
يا لَيتَ شعري وَحفظ العَهد عادتنا / لَما عَددتم شِعار الحلم تَجهيلا
إِن كانَ ساءَكُم ما سَرّنا فَلَقَد / رَكبتم مِن مَطايا الغُبن مَشكولا
أَو كانَ سرّكُم ما ساءَنا فَلَقد / سَلكتُم فَدفداً في الغَدر مَجهولا
ماذا عَلَينا إِذا دامَت عَداوَتَكُم / وَقَد بَلَغنا مِن الأَحباب مَأمولا
وَأي خَير نَراه في مَحبَتَكُم / وَقَد لَبَستُم مِن العُدوان إِكليلا
إِنا عَلِمنا بِأَنا اليَوم عِندَكُم / أَعدى المَعادين إِجمالا وَتَفصيلا
وَلا جِناية إِلّا صون حرمتكم / وَحَفظنا العَهد تَكريماً وَتَفضيلا
نَغض أَبصارُنا عَن كُل بادرة / فَتَحسَبون تَغاضي العَين تَغفيلا
فَلَيتَكُم تُحسِنون الظَن إِذ حسنت / مِنا الظُنون وَكانَ الودّ موصولا
رَأَيت وَصلَكُم قَطعاً وَحُبَكُم / بُغضاً وَنَصرَكُم لِلصَهر تَخذيلا
فَما عَسى أَنتُم بِالقائِلين إِذا / قُلنا لنوسعكم بِالصدق تَبجيلا
لَكن رَأَيت قَبيحاً أَن أَكافئكم / تَقولاً أَو أَحَل البَغي تَحليلا
بَل إِنَّني لاجتِناب الشَر أَنشدكم / بيتين زادَهما الإِنشاد تَرتيلا
شرد برحلك عَني حَيث شئت وَلا / تَكثر عَليَّ وَدَع عَنكَ الأَباطيلا
قَد قيل ما قيل إِن صدقاً وَإِن كذباً / فَما اِعتذارك في قَول إِذا قيلا
يا مَن إِذا قالَ لَم يَغلط بِحُسن وَفا
يا مَن إِذا قالَ لَم يَغلط بِحُسن وَفا / طالَ اِنتَظاري بَينَ اليَأس وَالأَمل
لي عِندَكُم مَوعد قَد لاحَ بارقهُ / بَينَ السَحاب فَلَم يُدرك وَلَم يَنَل
حَتّى مَتى وَإلى كَم طول وَعدَكُم / أَما لَهُ أَجَل قَبل اِنقَضا أَجَلي
إِني أَحب بِأَني اليَوم أَمدحكم / وَالمَدح خَير لَكُم لَو تَعلمون وَلي
أَملت إِدراك شَيءٍ أَنتَ واسطة / فيهِ فَلَم تَجتَهد كَالوَعد في أَمَلي
وَقَد بَخلت بِشَيءٍ لَستَ غارمهُ / وَالبُخل بِالجاه أَقصى غاية البُخل
إِن لَم تَكُن يا عَلي القَدر تُنجز ما / وَعَدت فَالخَير عِندَ العَبدَليّ عَلي
بَكَت عُيون العلا وَاِنحَطَت الرُتب
بَكَت عُيون العلا وَاِنحَطَت الرُتب / وَمَزَقَت شَملها مِن حُزنها الكُتُب
وَنَكَسَت رَأسَها الأَقلام باكية / عَلى القَراطيس لَما ناحَت الخطب
وَكَيفَ لا وَسماء العلم كُنت بِها / بَدراً تَماماً فَحالَت دونَك الحجب
يا شَمس فَضل فدتك الشُهب قاطِبَة / إِذ عَنكَ لا أَنجُمٌ تَغني وَلا شُهب
لَما أَصابَك لا قَوس وَلا وَتَر / سَهم المَنية كادَ الكَون ينقَلب
ما حيلة العَبد وَالأَقدار جارية / العُمر يوهب وَالأَيام تَنتَهب
لَو اِفتدتك المَنايا عندَ ما فَتَكَت / بِخيرَنا لفدتك العَجم وَالعَرَب
وَلا اِستَهَلَت عُيون القطر باكية / إِلّا عَلَيك وَإِن حَلّت بِنا النوب
أَمسَت لِفَقدك عَين العلم سائلة / تَرجو الشِفاء وَأَنّي يَنجَح الطَلَب
بَكَت عَلَيكَ السَما وَالأَرض وَاِضطَرَبَت / كَأَنَّما نالَها مِن حُزنِها طَرَب
ما كُنتُ أَحسَب قَبل اليَوم أَن لَدى / نُصف النَهار ضِياء الشَمس يَحتَجب
لَو كانَ يَدري فُؤادي يَوم نكبته / كَانَ الفِداء وَهَذا بَعض ما يَجب
بِالرَغم مني حَياتي بَعد مَصرَعه / سيان فرقة مِن أَحبَبت وَالعطب
قُل لِلَّذي يَدَعي مِن بَعدِهِ أَدَباً / هَيهات وَاللَه ماتَ العلم وَالأَدَب
قَضى الَّذي كانَ يَزهو سَيف فكرته / بِشارِدات المَعاني حينَ يَقتَضب
لَو كانَت السُمر مِن أَقلامِهِ اِشتَبَكَت / عَلى المَنية ما اِهتَزَت لَها قَضب
وافاه صَرف القَضا يَسعى وَفي يَدِهِ / كَأس عَلَيها المَنايا وَالرَذى حبب
لا تَطلبن مِن الأَيام مشبهه / عزّ الدَواء وَأني يَشتَفى الوَصب
فَما تَريك اللَيالي مثله أَبَداً / قَد يَنقَضي العُمر وَالآمال تَرتَقب
حلم وَعلم وَجود في الوجود لَهُ / فَضل وَفَيض سماح دونَهُ السُحُب
لَيتَ المَنام الَّذي في صدقه غصص / قَد حالَ مِن دونِهِ في اليَقظة الكَذب
وَلَيتَ أَحكام أَحلامي الَّتي نَفذت / قَضت بِحَتف أَناس حلمهم غَضَب
أَين المَنايا وَأَين الشامِتون بِهِ / وَالمُظهِرون نِفاقاً أَنَّهُم نَكَبوا
إِن الكَآبة لا تخفى سَرائرهم / قَد يَعرِفون بِسيماهم وَإِن نَدَبوا
إِن يَظهروا الجَدّ مِن حُزن فإِنَّهُم / إِذ خَلوا بِشياطين الهَوى لِعِبوا
لا يَشمتوا إِن للأَيام منقلباً / عَلَيهُم وَاللَيالي أَمنها رهب
أَلَم يَروا كَم أَباد الدَهر قَبلَهُم / مِن القُرون وَهُم مِن بعدِهُم ذَنب
آمالَهُم خَيمَت فيهُم وَما عَلِموا / أَن المَنايا لَها في حَيهم طنب
لَكنَهُم قَوم سوء طالَ عمرهم / وَقَصروا في العلى هَذا هُوَ السَبب
لَو لَم يَكُن خَيرَهُم وَاللَه يرحمه / ما عاجلته المَنايا واِنقَضى النحب
إِنا فَقَدنا البَقايا الصالِحات بِهِ / وَالصَبر عَز وَجَل الوَيل وَالحَرب
مِن لِلقَوافي الَّتي كانَت محجبة / إِذا بَدَت وَهِيَ بِالأَحزان تَنتَقب
لَقَد سَبتها المَراثي في مَناقبه / وَدَمعها في اِنسِجام هامل سرب
كَأَن كَهف المَعالي لَم يَكُن أَبَداً / لِلناس عوذاً إِذا ما حَلَت الكرب
لَم يَبقَ في الأَرض شَيء بَعدَهُ حسن / إلّا خِلال لَهُ تَعزى وَتَنتَسب
لَما دَعاه إِلى الفَردوس خالِقه / لَبّاه شَوقاً وَكادَت مُهجَتي تَثب
طافَت عَلَيهِ بِها الولدان حاملة / مِن اللَحين كُؤوساً ملؤُها ضرب
وَالحور مُذ جاءَها قالَت مُؤرخة / بُشرى فَقَد جاءَنا المَقصود وَالأَرَب
دَمع هِيَ وَلَهُ في الخَد تَخديد
دَمع هِيَ وَلَهُ في الخَد تَخديد / وَنار حُزن لَها في القَلب أخدود
وَحَسرَة حسرت عَن وَجه آبدة / لذكرها بَينَ أَهل الأَرض تَأبيد
كادَت تَحطم سُكان الحَطيم وَقَد / شابَ الصَفا كَدر مِنها وَتَنكيد
أَودَت بِطود العلى وَالمَجد صاعقة / تَفَجَرَت أَعيُناً منها الجَلاميد
تَسعى باخبارها سَعي البَريد بِها / ريح السُموم وَأَنفاس صَواعيد
في الأَرض كانَ رواق الأَمن مِنهُ لَهُم / كَمثله اليَوم فيها وَهُوَ مَمدود
إِني أَعدّد أَوصافاً لَهُ اِتَسَقَت / لَو كانَ يَمنَع مِني الحُزن تَعديد
وَالوَيل وَيل القَوافي والقَصائد مِن / بَعد الَّذي هُوَ حَتّى اليَوم مَقصود
دَعني أَعزّي المَعالي في الَّذي فَقَدت / فَالمَجد مِن بَعدِهِ في الناس مَفقود
فَلتبكِ بيض المَواضي بَعدَهُ بِدَم / مِن الجُفون كَما تَبكي التَجاريد
وَلتَقرَع السُمر سناً في مَراكِزِها / فَطالَما قَرَعتَها حَولهُ الصَيد
وَلَتسترح سابِقات العادِيات فَقَد / فَقدنه وَتَقر البزل القود
وَلتطمئن الأَعادي وَالحُصون فَما / يَروعها بَعد ذاك الشَهم تَهديد
وَليلمَع البَرق مِن تَحت الغَمام دَجا / وَلا يَراع فَذاك السَيف مَغمود
وَليَنثُر الأُفق زهراً طالَما نَظمت / في وَصفِهِ وَعَلَيهِ التاج مَنضود
وَليَلطُم المَوج وَجه البَحر مِن حُزن / فَإِن بَحر النَدى في الترب مَلحود
وَلتسجع الوَرق فَوقَ الدَوح نائِحة / عَلى الَّذي قَد ذَوى مِن شَخصِهِ العود
جَمَعت يا مال شَملاً بَعدَ فرقَتِهِ / فَما لِشَملك بَعدَ اليَوم تَبديد
لَكَ البَقاء فَلا جود تؤرخه / ماتَ اِبن عَون فَماتَ الحَمد وَالجود
بِاللَهِ بَلغ بَني الآمال عَن ثِقة / أَن الوَفاء أَبادتهُ المَواعيد
لا تَطمعوا في الأَماني بَعد مبلغها / قَد كَم فَإِن السَلى في الجَوف مَقدود
فَلا تحثوا المَطايا بِالمَطامع في / نَيل العَطايا فَما المَعدوم مَوجود
فَها هِيَ السُحب تَجري وَهِيَ مُرسَلة / دُموعَها وَلَها بِالأُفق تَرديد
وَلِلنُجوم اِضطِراب في مَنازلها / كَأَنَّما نالَها همّ وَتَسهيد
وَلِلكَواكب تَكدير بِهِ اِنكَدَرَت / وَلِلصِبا نَفس في الجَوّ مَطرود
وَالأُفق لَو لَم يَنله الحُزن ما نَسَجَت / عَلى مَناكِبِهِ أَثوابه السود
وَيح المَعالي أَصيبَت في اِبن نَجدتها / وَكَيف يَحمي حِماها وَهُوَ مَنجود
كادَت تَثل عُروش المَجد حينَ قَضى / لَولا بَنوه الغَطاريف الصَناديد
وَكَيفَ لا وَهُم مِن بَعدِهِ خَلف / في المُكرَمات لَهُم تَلقى المَقاليد
وَإِنَّني أَتَمَنى أَن يَكون لَهُم / كَذكره أَبَداً في الملك تَخليد
لا قَوّض اللَه بَيتاً كانَ طنبه / عَزم وَحَزم وَاِرفاد وَتَرفيد
وَدامَ ما شاده في المَجد وَالدهم / وَدامَ مِنهمُ لَهُ بِالجَد تَأَييد
ما بِالبَقاء بَقاء اللَه قَد شَهِدَت / نَفس وَأَخلَص لِلرَحمن تَوحيد
في رَحمة اللَه مِن حور الجِنان لَها
في رَحمة اللَه مِن حور الجِنان لَها / زَفت وَطافَ بِها في الخُلد كُل ملك
سَمَت إِلى أُفق الرُضوان حينَ قَضَت / شَوقاً لِمَن لِنُفوس العالمين ملك
حلّت بِرَوض بِهِ الأَنوار قَد سَطَعَت / وَكَم جلا نورَها مِن حَيث حلّ حلك
لِلّه نور إِذا رُضوان أَرخه / يَراه في جَنة الفَردوس شَمس فلك
وَنَكست رَأسها الأَقلام باكية
وَنَكست رَأسها الأَقلام باكية / عَلى القَراطيس لَما ناحَت الخطب
إِذا جاءَهُم يَتَغشى بَطن أَودية / عَلى ظُهور جياد الخَيل وَالنَجب
قُل لِلشهاب وَإِن قلت فطانته
قُل لِلشهاب وَإِن قلت فطانته / وَلَم يَكُن أَبَداً يعزى إِلى أَدب
قولي صَحيح وَقد جاءَت بِهِ لُغة / عَن الشِهاب المُكَنى شاعر العَرَب
إِذا جاءَهُم يَتَغشى بَطن أَودية / عَلى ظُهور جياد الخَيل وَالنَجب
هَل نَكَسَت رَأسَها الأَقلام باكية / إَلّا عَلَيك بِطول الوَيل وَالحَرب
ما كُنتَ أَحسَبَني أَحي إِلى زَمَن
ما كُنتَ أَحسَبَني أَحي إِلى زَمَن / يَجيئني فيهِ كَلب وَهُوَ مَحمود
قَد كُنتُ أَسمَع إِن الشُهب ثاقِبَة
قَد كُنتُ أَسمَع إِن الشُهب ثاقِبَة / حَتّى رَأَيت شهاباً وَهُوَ مَثقوب
بَلَغت مِن طنتدا الأَوطار مُجتَنِباً
بَلَغت مِن طنتدا الأَوطار مُجتَنِباً / ما كانَ مَن نَغم الأَوتار وَالطَرَب
وَما صَبَوت لِمزمار وَزامرة / إِذ أَنَّني في غِنى عَن نَفخة القَصَب
رويدَكُم تِلكَ أَبيات بَعَثَت بِها
رويدَكُم تِلكَ أَبيات بَعَثَت بِها / لَكُم وَصَفوة وَدّ وَهِيَ آيات
لَكنكم مثل نَص في الصَحيح أَتى / مُؤلِفاً وَحَواشيه اِعتِراضات
كَأَنَّني موسم لِلمؤمنين وَقَد / غَم الهِلال فَلَم تَسمَع شَهادات
أَبكي فَتَضحَك آمالي وَمِن عَجَب / تَبكي الغَوادي وَلِلبَرق اِبتِسامات
فَإِن وَفَيتُم لِعَهدي وَهِيَ عادتكم / ما أَحسَن الأَرض جادتها السَموات
وَإِن مَللتم فَحفظ العَهد مِن شيَمي / ما دامَ دَهر وَما لِلدَهر غايات
عَبد رَقيق بِباب العز مَوقفه
عَبد رَقيق بِباب العز مَوقفه / كَالكَأس بِالراح مَوقوف عَلى راحه
إِن تمنعوا فاِمنَعوا أَو تَأذنوا فَمُروا / كيما يُقبّل مِن بَعد العَنا راحه