القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 45
أَرى بِجفنيك سُكراً خامر الكُحلا
أَرى بِجفنيك سُكراً خامر الكُحلا / وَمُسكِراً بِرِضاب مِن لماك حَلا
يا فاتِني بِقوام حينَ رنحه / مَع الهَوى لِشَقائي ملت وِاعِتَدلا
ما ضَرّ عامله يا ظَبي حينَ رَأى / كِسرى لحاظك ذا جور إِذا عَدَلا
لَم يَبقَ طَرفك إِلا مثل طَيفَك مِن / جسمي وَما ضَرّ لَو عَن مُهجَتي غَفلا
لِلّهِ بَدر لَهُ في القَلب مَنزِلَة / وَالطَرف عَن حُسنِهِ لا يَبتَغي حولا
ما زلت أَعذل فيهِ الهائمين بِهِ / حَتّى بَليت بِما لا حَولَ فيهِ وَلا
إِذا جَلى الشَمس بَدر ثُمَ طافَ بِها
إِذا جَلى الشَمس بَدر ثُمَ طافَ بِها / عَلى نُجوم النَدامى مُشرِقاً فينا
وَلاحَ بَرق وَصال مِنهُ دونَ قلى / فَما يَراه سَماء العلم مفتينا
بَدر الشَمس الطَلا ساقَ يَميس بِها
بَدر الشَمس الطَلا ساقَ يَميس بِها / كَالغُصن وَهِيَ تُباهي وَردَ خديه
يَسعى الينا عَلى ساق النَشاط فَهَل / تَرى بِهِ مِن فتور غَير عَينيهِ
إِن عزَّ ما أَرتَجي أَو جل مَقصودي
إِن عزَّ ما أَرتَجي أَو جل مَقصودي / قَصَدت بَعدَ إَلهي خَير مَقصود
أَجَل مِن تَلتَجي الآمال مِنهُ إِلى / جاه عَظيم عَظيم الفَضل مَحسود
تاجَ الأَكارم فَياض المَكارم وَه / اب الكَرائم مِن قود وَمَنقود
مَولى أَيادي أَياديه وَأَنعمه / أَلقَت لِجَيش الأَماني بِالمَقاليد
سارَت أَنامله في بَحر راحتِهِ / إِلى العُلى فَاِستَوَت مِنهُ عَلى الجودي
كَأَنَّهُ وَالمَعالي مِنهُ دانية / مِن جانب المَجد إِن ياذا الهُدى نودي
يَممتهُ واثِقاً مِنهُ بِنَيل مُنى / وَانني عَن نَداه غَير مَحدود
وَجئت مُستَشفِعاً لِلآصفي بِهِ / أَنعَم بِخَير شَفيع غَير مَردود
أَحسَنت ظَني فيمَن لا يَخيبني / وَلا يَعلق آمالي بِمَوعود
أَتيتهُ عِندَ ما ضاقَ الفَضاء بِما / أَرجوه مِن بَعدَما أَوسَعت مَجهودي
وَقَد علمت بِأَني قَد أَويت إِلى / رُكن شَديد وَحُصن غَير مَهدود
وَمَن يَكُن كَرم الأَخلاق شيمتَهُ / يَحل مِما اِعتَراني كُل مَعقود
وَالمُشتري الحَمد في حل وَمُرتَحل / تَأتي المَكارم مِنهُ كُلَ مَحمود
يا خَير مَن تَرد الآمال ساحَتُهُ / وَرَبّ عَذب فُرات غَير مَورود
إِني التَجأت إِلَيكُم أَبتَغي كَرَماً / وَأَنتَ أَكرَم ذي جود بِمَوجود
أَرجو الوَسيلة يا اِبنَ الأَكرَمين بِكُم / إِلى العَزيز بِفَضل غَير مَجحود
وَمَن غَدا عالِماً سر الحَقيقة لا / يَحتاج يَوماً إِلى تَعريف مَشهود
وَالمُستَضئ بِنور اللَه يُبصر ما / تَخفى الضَمائر في أَحشاء مَكمود
منوا عَليَّ فَأَنتُم مُنتَهى أَرَبي / إِن عز ما أَرتَجي أَو جَلَ مَقصودي
قُل لِلأَمير أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
قُل لِلأَمير أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ / حاشاكَ تَرجع فيما أَنتَ آمره
اني عَهدتك تَمضي ما أَمَرت بِهِ / كَما مَضى الصارم المَصقول باتره
وَلَم يَكُن في مُلوك العَصر غَيرَكُم / مِن أَحسَن المَدح مثلي فيهِ شاعره
إِن كانَ يُحسن مَوت الحَظ عِندَكُم / غَنيت بِالمثل المَشهور سائره
لا ذَنبَ لي غَيرَ أَني أَنتَمي لَكُم / وَزامر الحَي لَم تَطرب مَزامره
يا مَن لَهُ شِيَم في الطول تَطمعني
يا مَن لَهُ شِيَم في الطول تَطمعني / طالَ التَرَقب في يَأس وَفي أَمَل
مَن ذا يُؤمل مِن بَعد الآله وَمَن / يُرجى سِوى عُمري العَدل وَهُوَ علي
تَعلو أَوامره أَني مَضَت وَكَذا / عَلى جَميع المَواضي ذو الفَقار عَلي
فَلا تَسمني صَبراً بَعدَ ذَلِكَ إِذ / مَرارة الصَبر تُنسي لِذَةَ العَسَل
هَذا مَقالي فَاِصنَع ما يَليق بِكُم / لِيَعلَم الفَرق بَينَ القَول وَالعَمل
قُل لِلسَليم سَليم القَلب دونَكُم
قُل لِلسَليم سَليم القَلب دونَكُم / عُذراً أَتى وَاضِحاً مِن غَيرِ إِلباس
كُنا وَكُنتُم فَأَكثَرنا زِيارَتَكُم / وَنُحنُ مثلان في فَقر وَإِفلاس
كانَت مُناسبة الحالين تَجمعَنا / وَمَن يَدوم عَلى حال مِن الناس
وَنسبة الحال شَيء لا بَقاء لَهُ / إِن لَم تَكُن فيهِ مِقياساً بِمِقياس
وَفي الخُمول إِلى نَفس الفَتى شَرَف / إِن التَردّد شَأن الطاعم الكاسي
وَرَب عسر أَتى مِن وَجه مَيسرة / وَرُبَّ نَجح أَتى مِن وجهة الياس
وَلَيسَ يَعقل قَولي غَير مثلكم / وَالعَقل في الرَجُل غَير العاقل في الراس
وَما عَلَيكُم أَتَم اللَه نَعمَتَكم / إِذا تَغانيت عَن شَمس بِنبراس
يا ذا الزَكي الَّذي رَقَت شَمائله
يا ذا الزَكي الَّذي رَقَت شَمائله / لُطفاً وَقَد مَزَجَت أَخلاقهُ عَسَلا
عَلَلتَني بِمَواعيد ضَجرت لَها / كَانَت مَواعيد عَرقوب لها مَثَلا
إِن قُلت لا بعد ما قَد قُلت لي نَعَم / شَكَوت لِلّه ما لا حَولَ فيهِ وَلا
وَالآن قُل لي وَخَير القَول أَصدقهُ / نَظُن خَيراً وَإِلّا نَترُك الأَمَلا
يا مَن يَرينا بِأَلفاظ يُنَمِقُها
يا مَن يَرينا بِأَلفاظ يُنَمِقُها / إِذا اِجتَمَعنا جَميل الودّ تَخييلا
إِني مَلَلت أَقاويلاً مُزَخرَفة / وَاِحتَرت فيهنَّ تَوجيهاً وَتَأَويلا
حَتّى مَتى وَإِلى كَم شَقوتي بِكُم / أَفي الشَقاء أَضيع العُمر تَعليلا
لا عِندَكُم ذمة تَرعى وَلا نَسَبٌ / وَلَيتَكُم ذدتُم عَنا الأَقاويلا
هَلا اِتَخذَتُم سِوى أَعراضِنا غَرَضاً / يَرمي وَصيرتُم الإِكثار تَقليلا
إِنا لِنضرب صَفحاً عَن بَوادركم / وَلو أَرَدنا أَسأنا الرَد تَنكيلا
لَكن نَصون عَن الفَحشاء أَلسنة / هِيَ الأَسنة تَجريحاً وَتَعديلا
كَم تَحلِفون لَنا أَن لَم يَكُن لَكُم / علم وَلم تحسنوا في الأَمر تَأميلا
عَلامَ لَم تَرقبوا إِلّاً وَلا ذمماً / فينا وَلم تَتَقوا بِاللوم تَخجيلا
ما كانَ من عجزنا ترك الجَواب لَكُم / لَكَن لَنا شيم تَثني المَقاويلا
لَيت اِحتمال الأَذى مِن غَير ذي رحم / يَعد مِنا التَغاضي عَنهُ تَنويلا
يا لَيتَ شعري وَحفظ العَهد عادتنا / لَما عَددتم شِعار الحلم تَجهيلا
إِن كانَ ساءَكُم ما سَرّنا فَلَقَد / رَكبتم مِن مَطايا الغُبن مَشكولا
أَو كانَ سرّكُم ما ساءَنا فَلَقد / سَلكتُم فَدفداً في الغَدر مَجهولا
ماذا عَلَينا إِذا دامَت عَداوَتَكُم / وَقَد بَلَغنا مِن الأَحباب مَأمولا
وَأي خَير نَراه في مَحبَتَكُم / وَقَد لَبَستُم مِن العُدوان إِكليلا
إِنا عَلِمنا بِأَنا اليَوم عِندَكُم / أَعدى المَعادين إِجمالا وَتَفصيلا
وَلا جِناية إِلّا صون حرمتكم / وَحَفظنا العَهد تَكريماً وَتَفضيلا
نَغض أَبصارُنا عَن كُل بادرة / فَتَحسَبون تَغاضي العَين تَغفيلا
فَلَيتَكُم تُحسِنون الظَن إِذ حسنت / مِنا الظُنون وَكانَ الودّ موصولا
رَأَيت وَصلَكُم قَطعاً وَحُبَكُم / بُغضاً وَنَصرَكُم لِلصَهر تَخذيلا
فَما عَسى أَنتُم بِالقائِلين إِذا / قُلنا لنوسعكم بِالصدق تَبجيلا
لَكن رَأَيت قَبيحاً أَن أَكافئكم / تَقولاً أَو أَحَل البَغي تَحليلا
بَل إِنَّني لاجتِناب الشَر أَنشدكم / بيتين زادَهما الإِنشاد تَرتيلا
شرد برحلك عَني حَيث شئت وَلا / تَكثر عَليَّ وَدَع عَنكَ الأَباطيلا
قَد قيل ما قيل إِن صدقاً وَإِن كذباً / فَما اِعتذارك في قَول إِذا قيلا
يا مَن إِذا قالَ لَم يَغلط بِحُسن وَفا
يا مَن إِذا قالَ لَم يَغلط بِحُسن وَفا / طالَ اِنتَظاري بَينَ اليَأس وَالأَمل
لي عِندَكُم مَوعد قَد لاحَ بارقهُ / بَينَ السَحاب فَلَم يُدرك وَلَم يَنَل
حَتّى مَتى وَإلى كَم طول وَعدَكُم / أَما لَهُ أَجَل قَبل اِنقَضا أَجَلي
إِني أَحب بِأَني اليَوم أَمدحكم / وَالمَدح خَير لَكُم لَو تَعلمون وَلي
أَملت إِدراك شَيءٍ أَنتَ واسطة / فيهِ فَلَم تَجتَهد كَالوَعد في أَمَلي
وَقَد بَخلت بِشَيءٍ لَستَ غارمهُ / وَالبُخل بِالجاه أَقصى غاية البُخل
إِن لَم تَكُن يا عَلي القَدر تُنجز ما / وَعَدت فَالخَير عِندَ العَبدَليّ عَلي
بَكَت عُيون العلا وَاِنحَطَت الرُتب
بَكَت عُيون العلا وَاِنحَطَت الرُتب / وَمَزَقَت شَملها مِن حُزنها الكُتُب
وَنَكَسَت رَأسَها الأَقلام باكية / عَلى القَراطيس لَما ناحَت الخطب
وَكَيفَ لا وَسماء العلم كُنت بِها / بَدراً تَماماً فَحالَت دونَك الحجب
يا شَمس فَضل فدتك الشُهب قاطِبَة / إِذ عَنكَ لا أَنجُمٌ تَغني وَلا شُهب
لَما أَصابَك لا قَوس وَلا وَتَر / سَهم المَنية كادَ الكَون ينقَلب
ما حيلة العَبد وَالأَقدار جارية / العُمر يوهب وَالأَيام تَنتَهب
لَو اِفتدتك المَنايا عندَ ما فَتَكَت / بِخيرَنا لفدتك العَجم وَالعَرَب
وَلا اِستَهَلَت عُيون القطر باكية / إِلّا عَلَيك وَإِن حَلّت بِنا النوب
أَمسَت لِفَقدك عَين العلم سائلة / تَرجو الشِفاء وَأَنّي يَنجَح الطَلَب
بَكَت عَلَيكَ السَما وَالأَرض وَاِضطَرَبَت / كَأَنَّما نالَها مِن حُزنِها طَرَب
ما كُنتُ أَحسَب قَبل اليَوم أَن لَدى / نُصف النَهار ضِياء الشَمس يَحتَجب
لَو كانَ يَدري فُؤادي يَوم نكبته / كَانَ الفِداء وَهَذا بَعض ما يَجب
بِالرَغم مني حَياتي بَعد مَصرَعه / سيان فرقة مِن أَحبَبت وَالعطب
قُل لِلَّذي يَدَعي مِن بَعدِهِ أَدَباً / هَيهات وَاللَه ماتَ العلم وَالأَدَب
قَضى الَّذي كانَ يَزهو سَيف فكرته / بِشارِدات المَعاني حينَ يَقتَضب
لَو كانَت السُمر مِن أَقلامِهِ اِشتَبَكَت / عَلى المَنية ما اِهتَزَت لَها قَضب
وافاه صَرف القَضا يَسعى وَفي يَدِهِ / كَأس عَلَيها المَنايا وَالرَذى حبب
لا تَطلبن مِن الأَيام مشبهه / عزّ الدَواء وَأني يَشتَفى الوَصب
فَما تَريك اللَيالي مثله أَبَداً / قَد يَنقَضي العُمر وَالآمال تَرتَقب
حلم وَعلم وَجود في الوجود لَهُ / فَضل وَفَيض سماح دونَهُ السُحُب
لَيتَ المَنام الَّذي في صدقه غصص / قَد حالَ مِن دونِهِ في اليَقظة الكَذب
وَلَيتَ أَحكام أَحلامي الَّتي نَفذت / قَضت بِحَتف أَناس حلمهم غَضَب
أَين المَنايا وَأَين الشامِتون بِهِ / وَالمُظهِرون نِفاقاً أَنَّهُم نَكَبوا
إِن الكَآبة لا تخفى سَرائرهم / قَد يَعرِفون بِسيماهم وَإِن نَدَبوا
إِن يَظهروا الجَدّ مِن حُزن فإِنَّهُم / إِذ خَلوا بِشياطين الهَوى لِعِبوا
لا يَشمتوا إِن للأَيام منقلباً / عَلَيهُم وَاللَيالي أَمنها رهب
أَلَم يَروا كَم أَباد الدَهر قَبلَهُم / مِن القُرون وَهُم مِن بعدِهُم ذَنب
آمالَهُم خَيمَت فيهُم وَما عَلِموا / أَن المَنايا لَها في حَيهم طنب
لَكنَهُم قَوم سوء طالَ عمرهم / وَقَصروا في العلى هَذا هُوَ السَبب
لَو لَم يَكُن خَيرَهُم وَاللَه يرحمه / ما عاجلته المَنايا واِنقَضى النحب
إِنا فَقَدنا البَقايا الصالِحات بِهِ / وَالصَبر عَز وَجَل الوَيل وَالحَرب
مِن لِلقَوافي الَّتي كانَت محجبة / إِذا بَدَت وَهِيَ بِالأَحزان تَنتَقب
لَقَد سَبتها المَراثي في مَناقبه / وَدَمعها في اِنسِجام هامل سرب
كَأَن كَهف المَعالي لَم يَكُن أَبَداً / لِلناس عوذاً إِذا ما حَلَت الكرب
لَم يَبقَ في الأَرض شَيء بَعدَهُ حسن / إلّا خِلال لَهُ تَعزى وَتَنتَسب
لَما دَعاه إِلى الفَردوس خالِقه / لَبّاه شَوقاً وَكادَت مُهجَتي تَثب
طافَت عَلَيهِ بِها الولدان حاملة / مِن اللَحين كُؤوساً ملؤُها ضرب
وَالحور مُذ جاءَها قالَت مُؤرخة / بُشرى فَقَد جاءَنا المَقصود وَالأَرَب
دَمع هِيَ وَلَهُ في الخَد تَخديد
دَمع هِيَ وَلَهُ في الخَد تَخديد / وَنار حُزن لَها في القَلب أخدود
وَحَسرَة حسرت عَن وَجه آبدة / لذكرها بَينَ أَهل الأَرض تَأبيد
كادَت تَحطم سُكان الحَطيم وَقَد / شابَ الصَفا كَدر مِنها وَتَنكيد
أَودَت بِطود العلى وَالمَجد صاعقة / تَفَجَرَت أَعيُناً منها الجَلاميد
تَسعى باخبارها سَعي البَريد بِها / ريح السُموم وَأَنفاس صَواعيد
في الأَرض كانَ رواق الأَمن مِنهُ لَهُم / كَمثله اليَوم فيها وَهُوَ مَمدود
إِني أَعدّد أَوصافاً لَهُ اِتَسَقَت / لَو كانَ يَمنَع مِني الحُزن تَعديد
وَالوَيل وَيل القَوافي والقَصائد مِن / بَعد الَّذي هُوَ حَتّى اليَوم مَقصود
دَعني أَعزّي المَعالي في الَّذي فَقَدت / فَالمَجد مِن بَعدِهِ في الناس مَفقود
فَلتبكِ بيض المَواضي بَعدَهُ بِدَم / مِن الجُفون كَما تَبكي التَجاريد
وَلتَقرَع السُمر سناً في مَراكِزِها / فَطالَما قَرَعتَها حَولهُ الصَيد
وَلَتسترح سابِقات العادِيات فَقَد / فَقدنه وَتَقر البزل القود
وَلتطمئن الأَعادي وَالحُصون فَما / يَروعها بَعد ذاك الشَهم تَهديد
وَليلمَع البَرق مِن تَحت الغَمام دَجا / وَلا يَراع فَذاك السَيف مَغمود
وَليَنثُر الأُفق زهراً طالَما نَظمت / في وَصفِهِ وَعَلَيهِ التاج مَنضود
وَليَلطُم المَوج وَجه البَحر مِن حُزن / فَإِن بَحر النَدى في الترب مَلحود
وَلتسجع الوَرق فَوقَ الدَوح نائِحة / عَلى الَّذي قَد ذَوى مِن شَخصِهِ العود
جَمَعت يا مال شَملاً بَعدَ فرقَتِهِ / فَما لِشَملك بَعدَ اليَوم تَبديد
لَكَ البَقاء فَلا جود تؤرخه / ماتَ اِبن عَون فَماتَ الحَمد وَالجود
بِاللَهِ بَلغ بَني الآمال عَن ثِقة / أَن الوَفاء أَبادتهُ المَواعيد
لا تَطمعوا في الأَماني بَعد مبلغها / قَد كَم فَإِن السَلى في الجَوف مَقدود
فَلا تحثوا المَطايا بِالمَطامع في / نَيل العَطايا فَما المَعدوم مَوجود
فَها هِيَ السُحب تَجري وَهِيَ مُرسَلة / دُموعَها وَلَها بِالأُفق تَرديد
وَلِلنُجوم اِضطِراب في مَنازلها / كَأَنَّما نالَها همّ وَتَسهيد
وَلِلكَواكب تَكدير بِهِ اِنكَدَرَت / وَلِلصِبا نَفس في الجَوّ مَطرود
وَالأُفق لَو لَم يَنله الحُزن ما نَسَجَت / عَلى مَناكِبِهِ أَثوابه السود
وَيح المَعالي أَصيبَت في اِبن نَجدتها / وَكَيف يَحمي حِماها وَهُوَ مَنجود
كادَت تَثل عُروش المَجد حينَ قَضى / لَولا بَنوه الغَطاريف الصَناديد
وَكَيفَ لا وَهُم مِن بَعدِهِ خَلف / في المُكرَمات لَهُم تَلقى المَقاليد
وَإِنَّني أَتَمَنى أَن يَكون لَهُم / كَذكره أَبَداً في الملك تَخليد
لا قَوّض اللَه بَيتاً كانَ طنبه / عَزم وَحَزم وَاِرفاد وَتَرفيد
وَدامَ ما شاده في المَجد وَالدهم / وَدامَ مِنهمُ لَهُ بِالجَد تَأَييد
ما بِالبَقاء بَقاء اللَه قَد شَهِدَت / نَفس وَأَخلَص لِلرَحمن تَوحيد
في رَحمة اللَه مِن حور الجِنان لَها
في رَحمة اللَه مِن حور الجِنان لَها / زَفت وَطافَ بِها في الخُلد كُل ملك
سَمَت إِلى أُفق الرُضوان حينَ قَضَت / شَوقاً لِمَن لِنُفوس العالمين ملك
حلّت بِرَوض بِهِ الأَنوار قَد سَطَعَت / وَكَم جلا نورَها مِن حَيث حلّ حلك
لِلّه نور إِذا رُضوان أَرخه / يَراه في جَنة الفَردوس شَمس فلك
وَنَكست رَأسها الأَقلام باكية
وَنَكست رَأسها الأَقلام باكية / عَلى القَراطيس لَما ناحَت الخطب
إِذا جاءَهُم يَتَغشى بَطن أَودية / عَلى ظُهور جياد الخَيل وَالنَجب
قُل لِلشهاب وَإِن قلت فطانته
قُل لِلشهاب وَإِن قلت فطانته / وَلَم يَكُن أَبَداً يعزى إِلى أَدب
قولي صَحيح وَقد جاءَت بِهِ لُغة / عَن الشِهاب المُكَنى شاعر العَرَب
إِذا جاءَهُم يَتَغشى بَطن أَودية / عَلى ظُهور جياد الخَيل وَالنَجب
هَل نَكَسَت رَأسَها الأَقلام باكية / إَلّا عَلَيك بِطول الوَيل وَالحَرب
ما كُنتَ أَحسَبَني أَحي إِلى زَمَن
ما كُنتَ أَحسَبَني أَحي إِلى زَمَن / يَجيئني فيهِ كَلب وَهُوَ مَحمود
قَد كُنتُ أَسمَع إِن الشُهب ثاقِبَة
قَد كُنتُ أَسمَع إِن الشُهب ثاقِبَة / حَتّى رَأَيت شهاباً وَهُوَ مَثقوب
بَلَغت مِن طنتدا الأَوطار مُجتَنِباً
بَلَغت مِن طنتدا الأَوطار مُجتَنِباً / ما كانَ مَن نَغم الأَوتار وَالطَرَب
وَما صَبَوت لِمزمار وَزامرة / إِذ أَنَّني في غِنى عَن نَفخة القَصَب
رويدَكُم تِلكَ أَبيات بَعَثَت بِها
رويدَكُم تِلكَ أَبيات بَعَثَت بِها / لَكُم وَصَفوة وَدّ وَهِيَ آيات
لَكنكم مثل نَص في الصَحيح أَتى / مُؤلِفاً وَحَواشيه اِعتِراضات
كَأَنَّني موسم لِلمؤمنين وَقَد / غَم الهِلال فَلَم تَسمَع شَهادات
أَبكي فَتَضحَك آمالي وَمِن عَجَب / تَبكي الغَوادي وَلِلبَرق اِبتِسامات
فَإِن وَفَيتُم لِعَهدي وَهِيَ عادتكم / ما أَحسَن الأَرض جادتها السَموات
وَإِن مَللتم فَحفظ العَهد مِن شيَمي / ما دامَ دَهر وَما لِلدَهر غايات
عَبد رَقيق بِباب العز مَوقفه
عَبد رَقيق بِباب العز مَوقفه / كَالكَأس بِالراح مَوقوف عَلى راحه
إِن تمنعوا فاِمنَعوا أَو تَأذنوا فَمُروا / كيما يُقبّل مِن بَعد العَنا راحه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025