القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُعتَمِد بنُ عَبّاد الكل
المجموع : 34
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا / فَساءَكَ العيدُ في أَغماتَ مَأسورا
تَرى بَناتكَ في الأَطمارِ جائِعَةً / يَغزِلنَ لِلناسِ ما يَملِكنَ قَطميراً
بَرَزنَ نَحوَكَ لِلتَسليمِ خاشِعَةً / أَبصارُهُنَّ حَسراتٍ مَكاسيرا
يَطأنَ في الطين وَالأَقدامُ حافيَةٌ / كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكاً وَكافورا
لا خَدَّ إِلّا تَشكّى الجَدبَ ظاهِرهُ / وَلَيسَ إِلّا مَعَ الأَنفاسِ مَمطورا
أَفطَرتَ في العيدِ لا عادَت إِساءَتُهُ / فَكانَ فِطرُكَ لِلأكبادِ تَفطيرا
قَد كانَ دَهرُكَ إِن تأمُرهُ مُمتَثِلاً / فَرَدّكَ الدَهرُ مَنهيّاً وَمأمورا
مَن باتَ بَعدَكَ في مُلكٍ يُسرُّ بِهِ / فَإِنَّما باتَ بِالأَحلامِ مَغرورا
أَنباءُ أَسرك قَد طَبّقن آفاقا
أَنباءُ أَسرك قَد طَبّقن آفاقا / بَل قَد عَمَّمن جِهاتِ الأَرضِ إِقلاقا
سارَت مِن الغَربِ لا تُطوى لَها قَدَمٌ / حَتّى أَتَت شَرقَها تَنعاكَ إِشراقا
فَأَحرَقَ الفَجعُ أَكباداً وَأَفئِدَةً / وَأَغرَقَ الدَمعَ آماقاَ وَأَحداقا
قَد ضاقَ صَدرُ المَعالي إِذ نُعِيَت لَها / وَقيل إِنَّ عَلَيكَ القَيدَ قَد ضاقا
أَنَّى غُلبتَ وَكُنتَ الدهر ذا غَلبٍ / لِلغالِبين وَلِلسباق سَبّاقا
قُلتُ الخُطوبُ أَذَلَتني طَوارِقُها / وَكانَ عَزميَ لِلأَعداءِ طَرّاقا
مَتى رَأَيتَ صُروفَ الدهرِ تارِكَةً / إِذا اِنبَرَت لِذَوي الأَخطارِ أَرماقا
غربانَ أَغماتَ لا تَعدَمْنَ طَيّبةً
غربانَ أَغماتَ لا تَعدَمْنَ طَيّبةً / مِنَ اللَيالي وَأفناناً مِن الشَجرِ
تُظِلّ زُغبَ فِراخٍ تَستَكِنُّ بِها / مِنَ الحَرورِ وَتَكفيها أَذى المطرِ
كَما نعبتُنَّ لي بالفألِ يُعجِبُني / مُخبِّراتٍ بِهِ عَن أَطيَبِ الخبرِ
أَنَّ النُجومَ الَّتي غابَت قَد اِقتَرَبَت / مَنّا مَطالِعُها تَسري إِلى القَمَرِ
عَليَّ إِن صَدّق الرَحمانُ ما زَعمَت / أَلّا يُرَوَّعنَ مِن قَوسي وَلا وَتَري
وَاللَهِ وَاللهِ لا نفَّرتُ واقعَها / وَلا تَطَيَّرَتِ الغِربانُ بِالعوَرِ
وَيا عَقارِبَها لا تَعدَمي أَبَداً / شَجّا وَعقراً وَلا نوعاً مِنَ الضَرَرِ
كَما ملأتُنَّ قَلبي مُذ حَلَلتُ بِها / مَخافَةً أَسلَمَت عَيني إِلى السَهَرِ
ماذا رمتكَ بِهِ الأَيّامُ يا كبِدِي / مِن نَبلهِنَّ وَلا رامٍ سِوى القَدَرِ
أَسرٌ وَعسرٌ وَلا يُسرٌ أُؤمَلُهُ / أَستَغفِرُ اللَهُ كَم لِلَّهِ مِن نظرِ
لَو أَستَطيعُ عَلى التَزويدِ بِالذَهَبِ
لَو أَستَطيعُ عَلى التَزويدِ بِالذَهَبِ / فَعَلتُ لَكِن عَداني طارِقُ النُوَبِ
يا سائِلَ الشعرِ يَجتابُ الفَلاةَ بِهِ / تَزويدُكَ الشِعرَ لا يُغني عَن السَغَبِ
زادٌ مِنَ الريحِ لا ريٌّ وَلا شِبَعٌ / غَدا لَهُ مُوثِراً ذو اللبِّ وَالأَدَبِ
أَصبَحتُ صِفراً يدي مِمّا تَجودُ بِهِ / ما أَعجَبَ الحادِثَ المَقدورَ في رَجبِ
ذُلٌّ وَفَقرٌ أَزالا عِزّةً وَغِنىً / نُعمى اللَيالي مِنَ البَلوى عَلى كثبِ
قَد كانَ يَستَلِبُ الجَبّارَ مُهجَتَهُ / بطشي وَيَحيا قَتيلُ الفَقرِ في طَلَبي
وَالمُلكُ يَحرُسُهُ في ظِلِّ واهِبهِ / غُلبٌ مِنَ العُجم أَو شُمٌّ مِنَ العَرَبِ
فَحينَ شاءَ الَّذي أَتاهُ يَنزِعُهُ / لَم يجِد شَيئا قراعُ السّمرِ وَالقُضُبِ
فَهاكَها قِطعةً يَطوي لَها حَسَداً / السَيفُ أَصدَقُ إِنباءً مِنَ الكُتُبِ
اِقنَع بِحَظِك في دُنياكَ ما كانَا
اِقنَع بِحَظِك في دُنياكَ ما كانَا / وَعَزِّ نَفسِكَ إِن فارَقت أَوطانا
في اللَه مِن كُلِّ مَفقودٍ مَضى عِوَضٌ / فأشَعر القَلبَ سُلوانا وَإِيمانا
أَكُلَّما سنحت ذِكرى طَربتَ لَها / مَجَّت دُموعكَ في خدّيكَ طوفانا
أَما سَمِعتَ بِسُلطانِ شبيهكَ قَد / بَزَّتهُ سودُ خُطوب الدَهر سُلطانا
وَطِّن عَلى الكُرهِ وَاِرقُب إِثرَهُ فَرجاً / وَاِستَغفِر اللَهَ تَغنَم مِنهُ غُفرانا
قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي
قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي / حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشلاء ابن عَبّادِ
بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمى إِذِ اِتّصلَت / بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي
بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا / بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضرغمِ العادي
بالدَهر في نِقَم بِالبَحر في نِعَمٍ / بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النادي
نَعَم هُوَ الحَقُّ وَافاني بِهِ قَدَرٌ / مِنَ السَماءِ فَوافاني لِميعادِ
وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعشِ أَعلَمُهُ / أَنَّ الجِبال تَهادى فَوقَ أَعوادِ
كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ / رَوّاكَ كُلُّ قَطوب البَرق رَعّادِ
يَبكي أَخاهُ الَّذي غَيَّبتَ وابِلَهُ / تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِح غادي
حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَلّ مُنهَمِراً / مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعادِ
وَلا تَزالُ صَلاةُ اللَهِ دائِمَةً / عَلى دَفينكَ لا تُحصى بِتعدادِ
لَو كانَ قَلبي عَنِ الأَشغالِ مُنتَزِحاً
لَو كانَ قَلبي عَنِ الأَشغالِ مُنتَزِحاً / نادى لِفَقدِ حَبيبِ النَفسِ وَاِحرَبا
لَكِنَّما شُغلُهُ بِالمَجدِ مُجتَهِداً / يُلهيهِ عَن حُبِّهِ من بانَ أَو قَرُبا
ذِكراكَ في فيَّ قَد شيبَت بِتَسبيحي
ذِكراكَ في فيَّ قَد شيبَت بِتَسبيحي / أَفديكِ يا فِتنَةَ الجِسمانِ وَالروحِ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَستُ أَهجُرُكُم / دَهري وَلا تَنقَضي فيكُم تَباريحي
إِن كُنتُ أَشرَحُ مَعنى حُبِّكُم شَغَفا / فَإِنَّ سيركِ عِندي غَيرُ مَشروحِ
يا جاهِلَ الحُبَّ إِنَّ الحُبَّ لي سَنَدٌ
يا جاهِلَ الحُبَّ إِنَّ الحُبَّ لي سَنَدٌ / مَهما أُجَزَ عَنهُ يَوماً سَوفَ أَعتَمِدُ
أَيَجهَلُ الحُبَّ مَن أَصحَت بِهِ حُرقٌ / تَكادُ مِن حَرِّها الأَحشاءُ تَتَّقِدُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي شَيِّقٌ أَبَداً / لا يَنقَضي الشَوقُ حَتّى يَنقَضي الأَبَدُ
إِن يَشرَبِ الجِسمُ بَردَ الوَصلِ مُنتَعِشاً / يُهدي إِلَيهِ فُؤادي حَرَّ ما يَجِدُ
إِنّي عَلى إِلفَتي لِلسُهدِ وَالكَمَدِ
إِنّي عَلى إِلفَتي لِلسُهدِ وَالكَمَدِ / أَدعوكَ يا مُضنيَ الأَجسامِ بالسُهُدِ
قَطَّعتَ قَلبي الَّذي أَعطاكَ جَوهَرَهُ / إِنّي وَهَبتُكَ مَحضَ النَفسِ وَالكَبِدِ
يا دُرَّةً لَم تَلُح في كَفِّ غائِصِها / إِلّا أَهَلَّ إِلَيها آخِر الأَبَدِ
قَلبي بِكَفِّكَ لا أَرجو الفَكاك لَهُ / مِثل الفَريسَةِ حَلَّت في يَدَي أَسَدِ
زُهرُ الأَسِنَّة في الهَيجا غَدَت زَهري
زُهرُ الأَسِنَّة في الهَيجا غَدَت زَهري / غَرَستُ أَشجارَها مُستَجزِلَ الثَمَرِ
ما إِن ذَكَرتُ لَها مِن مَعرَكٍ جَلَلٍ / إِلّا تَجَلَّلتُهُ بِالصارِمِ الذكرِ
حَتّى غَدَوتُ وَأَعدائي تُخاطِبُني / يا قاتِلَ الناس بِالأَجنادِ وَالفِكَرِ
هَذي السَعادَةُ قَد قامَت عَلى قَدَمِ
هَذي السَعادَةُ قَد قامَت عَلى قَدَمِ / وَقَد خَلَعتُ لَها في مَجلِسِ الكَرَمِ
فَإِن أَرَدتَ إِلَهي بِالوَرى حُسناً / فَمَلَّكَني زِمامَ الدَهرِ وَالأُمَمِ
فَإِنَّني لاعدَلتُ الدَهرَ عَن حَسَنٍ / وَلا عَدَلتُ بِهِم عَن أَكرَمِ الشِيَمِ
أُقارِعُ الدَهرَ عَنهُم كُلَّ ذي طَلَبٍ / وَأُطرِدُ الدَهرَ عَنهُم كُلَّ ذي عدمِ
لِلَّهِ ما خَلَدُ الأَمحاضِ في خَلَدي
لِلَّهِ ما خَلَدُ الأَمحاضِ في خَلَدي / لِمَن غَدا وَالنَدى كالروحِ وَالجَسَدِ
الأَوحَديّ أَبي الجَيشِ الَّذي ظَفَرَت / مِنهُ بِأَنفَسِ عِلقٍ في الأَنامِ يَدي
مُوَفِّقُ الرأي في الراياتِ لَذَّتُهُ / في الجَدِّ وَالجودِ لا في العَيشَةِ الرَغَدِ
إِذا رأتهُ العُلا نادَتهُ مُفصِحَةً / يا قُرَّةَ العَينِ بَل يا فَلذَةَ الكَبِدِ
عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ
عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ / مِن أُفقِ مَن أَنا في قَلبي أُشاطِرُهُ
أَرادَ تَجديد ذِكراهُ عَلى شَحَطٍ / وَما تَيَقَّنَ أَنّي الدَهرَ ذاكِرُهُ
يَنأى المَزارُ بِهِ وَالدارُ دانيَةٌ / يا حَبَّذا الفالُ لَو صَحَّت زَواجِرُهُ
ذُخري أَبا الجَيشِ هَل يُقضى اللِقاءُ لَنا / فَيَشتَفي مِنكَ جَفنٌ أَنتَ ناظِرُهُ
قُصارُهُ قَيصَرٌ إِن قامَ مُفتَخِراً / لِلَّهِ أَوَّلُهُ مَجدٌ وَآخِرُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025