القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المكزون السنجاري الكل
المجموع : 41
إِلَيكَ أُنسي بِناسي زادِ إيحاشي
إِلَيكَ أُنسي بِناسي زادِ إيحاشي / وَمِنكَ قُربِيَ عَنّي أَبعَدَ الواشي
وَفيكَ جَمعُ العِدى عَنّي اِنثَوا فِرقاً / لَمّا اِستَجاشوا بِما لاقوهُ مِن جاشي
وَإِذ بِكَ أَضحى اِتِّقائي في لِقائِهِم / لَم أُرمَ مِنهُم بِسَهمٍ غَير طَيّاشِ
وَلا وَما مِنكَ لي قَد راحَ نافِلَةً / لَم أَلقَ فيكَ المَنايا غَيرَ بَشّاشِ
وَفي اِمتِحانِكَ لي أَخلَصتُ مُتَّبِعاً / أَهلَ اِختِصاصِكَ في نَفسي لِإِنعاشي
مَشوا وَطِرتُ إِلى عَلياكَ مُنفَرِداً / وَأَينَ يَدرِكُ إِثرَ الطائِرِ الماشي
وَإِذا وَنوا عَنكَ في قَصدٍ بِطَشتُ إِلى / رِضاكَ إِذا لَم يَنَلهُ غَيرُ بِطّاشِ
وَحاوَلوا بِيَ عَدلاً عَنكَ إِذ عَذَلوا / وَهَل يُميلُ لَبيباً قَولُ أَوباشِ
وَمُستَحيلٌ خَلُوّي مِن هَواكَ وَلَم / يَنفَكُّ في جُملَتي مِن نَشأَتي ناشي
وَما نَشَرتُ فَمَطوِيٌّ وَمُظهِرُهُ / فَمُضمِرٌ لا تَراهُ مُقلَةُ العاشي
وَفي الزَوايا خَبايا لَيسَ يُدرِكُها / مِمَّن تَعاطى الخَفايا غَيرُ فَتّاشِ
إِن كانَ فِعلي لَهُ مُراداً
إِن كانَ فِعلي لَهُ مُراداً / فَلَم بِما قَد أَرادَ يُعصى
وَلَم دَعاني إِلى أُمورٍ / مِنّي لَها الخُلفُ لَيسَ يُحصى
مَتى اِدَّعَيتُ وُصولاً بِالغَرامِ وَلي
مَتى اِدَّعَيتُ وُصولاً بِالغَرامِ وَلي / فِيَّ اِختِيارٌ فَإِنّي عَنهُ مُنقَطِعُ
وَهَل يَنالُ مَقامُ الواصِلينَ بِهِ / صَبٌّ وَلَم يَفنَ مِنهُ اليَأسُ وَالطَمَعُ
لِواجِبِ الوَجدِ في كُلّي لِكُلِّكُم
لِواجِبِ الوَجدِ في كُلّي لِكُلِّكُم / مِكانُ صَبرِيَ عَنهُ راحُ مُتَّسِعا
وَما تَصَوَّرَ عِلمي عالِمٌ بِكُم / إِلّا اِنثَنى شِيَعُ التَصديقِ لي تَبَعاً
ما كابَرَ الحَسَّ مِثلُ قَومٍ
ما كابَرَ الحَسَّ مِثلُ قَومٍ / قالوا بانا نَحنُ الجَماعَه
وَكُلُّ فَردٍ مِنهُمُ يُرينا / خِلافَ مَن أَظهَرَ اِتِّباعَه
وَلَيسَ مِنهُم إِلّا عَلى مَن / خالَفَهُ يُبدي الشَناعَه
حَثَّ الرِكابُ بِنا وَالقَومُ قَد وَقَفوا
حَثَّ الرِكابُ بِنا وَالقَومُ قَد وَقَفوا / دونَ الحِمى وَعَلى ضالِ الغَضا عَكَفوا
ظَنّوا سَرابَ الفَلا ماءً فَمالَ بِهِم / عَن مَورِدِ الرَيِّ في الوَعساءِ فَاِعتَسَفوا
وَأَوهَموا الناسَ رُشداً في الضَلالِ فَكَم / وَجهٍ إِلى الغَيِّ عَن نَهجِ الهُدى صَرَفوا
قالوا فَمانوا فَلَمّا أَنَّهُم نُدِبوا / إِلى القِياسِ أَبانوا العَجزَ وَاِعتَرَفوا
تَواجَدوا في هَوا لَيلى وَما وَجَدوا / وَجدي وَلا كَلَفي في حُبِّها كَلِفوا
وَعَيَّروني بِذُلّي في مَحَبَّتِها / وَبِالَّذي عَيَّروني تَمَّ لي الشَرَفُ
هاموا بِأَوصافِها بِالغَيبِ وَاِطَّرَحوا / عِندَ الشَهادَةِ مِعناها الَّذي وَصَفوا
وَبِاللِوى عَرَفوها وَهيَ سافِرَةٌ / وَأَنكَروا بِالمُصَلّى عَينُ ما عَرَفوا
كانوا عَلى الشِركِ يولونَ الجِزيلَ وَيَح
كانوا عَلى الشِركِ يولونَ الجِزيلَ وَيَح / مونَ النَزيلَ وَيَرعَونَ المَواثيقا
حَتّى إِذا ما نَفى التَوحيدُ شِركَهُمُ / بِأَحمَدٍ وَاِستَبانوا الحَقَّ تَحقيقا
وَلّوا غَداةَ تُوَلّوا عَن مَكارِمِهِم / وَمَزَّقوا عَدلَهُ بِالجَورِ تَمزيقا
يا مَيُّ مَلَّ الهَوى إِلّا مَعناكِ
يا مَيُّ مَلَّ الهَوى إِلّا مَعناكِ / وَحالَ صَبٌّ صَبا إِلَا لِمَعناكِ
وَغَيَّر اللَومُ مَن يَهوى سِواكِ وَلَم / تُحَل صُروفَ الرَدى مَن كانَ يَهواكِ
وَأَصبَحَ الناسُ مَسروراً بِسِرِّكِ عَن / عِلمٍ وَآخِرِ مَغروراً بِأَسماكِ
يَغتالُهُ مِن سَرابِ الآلِ خَلَّبَهُ / فَيَنثَني عَن بَروقٍ مِن ثِناياكِ
وَيوهِم الناسَ جَهلاً مِنهُ مَعرِفَةً / بِكَنَهِ مَعنى الهَوى عَن ضَعفِ إِدراكِ
وَكَنهُ مَعنى غَرامي لَيسَ يَشهَدُهُ / بِكَنَهِ حُسنِكَ إِلّا مَن تَمَعناكِ
وَلَستُ مَن يَدَّعي وَصلاً بِلا سَفَرٍ / إِلى حِماكِ وَقُرباً دونَ لُقياكِ
فَكَم عَقَرتُ عَلى البَيداءِ مِن بَدَنٍ / أَكَلَهُ السَعيُ في قَصدي لِمَغناكِ
وَكَم سَلَكتُ رُبى الوَعساءِ مُجتَهِداً / عَلَيَّ أُرَوّي صَدى قَلبي بِرَيّاكِ
وَالعِزُّ مِنكِ وَذُلّي فيكِ قَد ضَمِنّا / بِاليَأسِ مِن طَمَعي بِالوَصلِ إِهلاكي
وَكَيفَ يَطمَعُ مِثلي في وِصالِكِ أَو / بِأَن تَرى عَينُهُ مَرعى مَطاياكِ
لَكِن ظُهورِكَ بِالتَأنيسِ جَسِّرَني / حَتّى تَفَوَّهتُ في سِرّي بِذِكراكِ
يا رَبَّةِ السَترِ هَل لِلكَشفِ مِن أَمَدٍ / يُقضى فَيُجلى قَذى عَيني بِرُؤياكِ
وَهَل لِلَيلِ الجَفا صُبحٌ فَيَرقُبُهُ / مَن لا يُرى الصُبحَ إِلّا مِن مُحَيّاكِ
وَما اِختَفى الصُبحُ عَنّي يا مُنى أَمَلي / لَكِنَّما السَقمُ عَن عَينَيَّ أَخفاكِ
سِفِرتِ فَاِحتَجَبَت عَنكِ العُيونُ فَفي / حَجبِ العُيونِ كَمالُ اللُطفِ أَبداكِ
حَكيتِ بِالعَينِ أَعياناً شَهِدنَكِ كَال / مَحكِيِّ وَاِحتَجَبوا عَن رُؤيَةِ الحاكي
حَتّى رَأى كُلُّ شَخصٍ مِنكَ طاقَتَهُ / في حَدِّهِ فَاِنتَفى تَحديدُ مَعناكِ
وَلَم يَنَل أَحَدٌ عِلمَ الإِحاطَةِ بِالغَي / بِ المَشاهِدَ في الأَكوانِ إِلّاكِ
فَإِن أَقُل غَيرَ هَذا فيكِ وَاِخجَلي / مِن الغَرامِ وَواكُفري وَإِشراكي
اِستَعلَموا الرَأيَ فيما لا مَجالَ لَهُ
اِستَعلَموا الرَأيَ فيما لا مَجالَ لَهُ / فيهِ فَبَآؤا بِبُعدٍ عَن تَعَقُّلِهِ
وَحاوَلوا الدينَ بِالدُنيا فَأَذهَلَهُم / أَدنى تَفاصيلَهُ عَن فَصلِ مُجمَلِهِ
النَفسُ في العَقلِ إِذ تَصفو لِرُؤيَتِهِ
النَفسُ في العَقلِ إِذ تَصفو لِرُؤيَتِهِ / لَهُ مِثالٌ تَراهُ فَاِعقِلِ المَثَلا
كَالعَينِ تَشهَدُ في المِرآةِ صورَتَها / وَما اِستَحلا وَلا حالا وَلا اِنتِقِلا
لَو كانَ ما زَخَرفوا وَقالوا
لَو كانَ ما زَخَرفوا وَقالوا / لِلدينِ تَبدو بِهِ الأُصولُ
وَكانَ يَهدي إِلى صِراطٍ / لِم تَختَلِ مِنهُم العُقولُ
وَكانَ أَوَّلُ داعٍ إِلَيهِ / بِهِ إِلى دينِهِ الرَسولُ
تَوَهَّمَ الجاهِلُ المَغرورُ عَن سَفَهٍ
تَوَهَّمَ الجاهِلُ المَغرورُ عَن سَفَهٍ / أَنَّ الفَضيلَةَ في الإِثراءِ لِلرَجُلِ
وَظَنَّ أَنَّ لِباسَ الزُهدِ مَنقَصَةٌ / إِذا غَدا المَرءَ عَرياناً مِنَ الحُلَلِ
وَما دَرى لِتَعاميهِ وَغَرَّتهُ / بِأَنَّ حِليَةَ أَهلِ الفَضلِ في العَطَلِ
أَشكو إِلى اللَهِ جَهلَ قَومٍ
أَشكو إِلى اللَهِ جَهلَ قَومٍ / قَد سَخِطَت ما اِرتَضى العُقولُ
قالوا لَنا قَولُ ما أَرَدنا / وَما لَكُم فيهِ أَن تَقولوا
وَمَن بِحَقَقٍّ أَحَقُّ مِنّا / وَمُدَّانا لَنا الدَليلُ
وَفي خُطانا لَنا ثَوابٌ / وَاللَهُ فينا بِنا الفَعولُ
لَمّا دَعاني الهَوى مِن رَبَّةِ الكِلَلِ
لَمّا دَعاني الهَوى مِن رَبَّةِ الكِلَلِ / صَرفتُ عَمَّن سِواها نَحوَها أَمَلي
وَجِئتُ أَقصِدَها في أَوضِحِ السُبُلِ / حَتّى إِذا شارَفَت بي قادَةُ الإِبِلِ
نَجداً بَدَت نارُها عَن يُمنَةِ الجَبَلِ /
فَظَنَّ صَحبي أَن دونَ الضِرامِ رَدى / فَهَوَّموا وَقَصَدتُ النارَ مُنفَرِدا
وَقَد تَيَقَنتُ في تَأميمِها رَشَداً / وَفي اِقتِرابي لَها مِنها سَمِعتُ نِدا
عَن جانِبِيَّ وَمِن خَلفي وَمِن قُبَلي /
فَأَكثَرُ الصَحبَ مِن دونِ الحِمى وَقَفوا / وَأَنكَروا بِاللِوى ما البَنقا عَرَفوا
وَموهوا بِهَوى لَيماءَ وَاِنحَرَفوا / عَنِ الطَريقِ وَلَم يَدروا بِمَن كَلِفوا
فَعَوَّضوا بَعدَ طولِ الكَدِّ بِالقَفلِ /
وَأَصبَحوا في مَدارٍ كُلَّما اِحتَمَلوا / داروا وَفي دارِهِم دونَ الصَفا نَزَلوا
دارٌ بِها الهَونُ وَالأَلآمُ وَالخَبَلُ / لِأَنَّهُم عَن مَصاعي عَدلِها عَدَلوا
مِن حَيثُ ضَلّو عَن الإِتيانِ في الظُلَلِ /
راموا الوِصالَ وَعَن أَبوبِها اِنقَطَعوا / وَجاحَدوا ما رَأَو مِنها وَما سَمِعوا
فَغودِروا فِرَقاً مِن بَعدِ ما اِجتَمَعوا / وَبِالدَعاوي عَلَيها ضَلَّةً رَجِعوا
يُغوونَ عَن نَهجِها السُلّاكَ بِالحِيَلِ /
فَاِبعِد بِهِم وَبِنَهجي في هَواكَ لُذِ / وَبِاِسمِ وَجدي مِن شَرِّ الغُواةِ عُذِ
وَاِصحَب لِمَن بِلَبّانِ الواجِدينَ غُذي / وَخُذ أَوامِرَها في الحُبِّ مُتَّخِذي
تُشهِدكَ شَمسُ ضُحاها الظُهرُ بِالطَفَلِ /
فَتَغتَدي بِنَهارٍ لَيسَ يَغشاهُ / لَيلٌ بِظِلٍّ لِلَيلى طابَ مَأواهُ
لَم يَضحَ عَبدٌ بِهِ أَضحى وَمَولاهُ / بِاللُطفِ مِنهُ تَوَلّاهُ وَوَلّاهُ
وِلايَةً لَم يَكُن عَنها بِمُنعَزِلُ /
سَرَت بِرحي إِلَيها بَعدَ ما أَسرَت / وَسَرَّتِ الهَمَّ عَن قَلبي غَداةَ سَرَت
وَمِن طَوِيِّ الثَرى لي في العُلى نَشَرَت / وَأَظهَرَتني بِها لي عِندَما ظَهَرَت
وَبِالمُنى آمَنتُ نَفسي مِن الوَجَلِ /
في بَرقِ مَبسِمِها لَمّا أَضاءَ مَشَوا / وَحينَ أَظلَمَ عَن نَهجِ السَبيلِ عَشوا
وَاِستَغشَأوا مِن دُعاها ما عَلَيهِ نَشوا / مِن رَفضِها وَبِمُستَنِّ الغَرامِ وَشوا
إِلى عَداها بِزَورِ القَولِ وَالخَطَلِ /
قالوا بِأَرخَصِ قَولي في هَواهُ غَلا / جَهلاً بِمَن عَن مَقالِ الواصِفينَ عَلا
وَلَو رَأَوا بَعضَ ما مِنهُ عَلَيَّ جَلا / في لا وَلا ما رَأَوا إِلّا وَلّاهُ وَلّا
وَبِالبَرا بانَتِ العُذّالُ عَن عَذَلي /
إِن غابَ بِيَ الطَرفَ عَنهُ في تَحَجُّبِهِ / فَالقَلبُ مِنّي لَهُ أَضحى الشَهيدَ بِهِ
وَلا وَبَردٍ حَمى صَدري بِمَشرَبِهِ / ما زاغَ قَلبي عَنهُ في تَقَلُّبِهِ
لِناظِري في خِيامِ الحَيِّ بِالحِلَلَ /
حَديثُ وَجدي قَديمٌ في مَحَبَّتِهِ / وَسامِراً لي غَدا في لَيلِ غَيبَتِهِ
وَلَم يَزَل ذاكِراً لي عَهدَ صُحبَتِهِ / مُنَعِّماً في الكَرى طَرفي بِرُؤيَتِهِ
فَلَيتَهُ يَقظَةً لي جادَ بِالأَمَلِ /
لَم يَستَزِر طَيفَهُ لَيلاً سِوى سَهَري / وَلا جِلاهُ عَلى عَيني سِوى فِكَري
وَغَيبُ قَلبي الَّذي أَهواهُ بِالخَبَرِ / هُوَ حاضِرٌ بِعِياني وَهوَ مُنتَظِري
لِرَدِّ بالي بِإِبلالي مِنَ العِلَلِ /
دَعِ الجِدالَ وَخَلِّ الفِسقَ وَالرَفَثا / إِذا حَجَجتَ إِلَيهِ وَاِغسُلِ الحدَثا
وَاِحرِم بِرَفضِ غَوِيٍّ بِالفَسادِ عَثا / وَاِجدُد إِلى الجَدِّ وَاِترُك دونَهُ العَبَثا
تَفُز بِحَلٍّ وَوَصلٍ غَيرِ مُنبَتِلِ /
طَريقَتي في غَرامي لَيسَ يَعرِفُها / عَلى الحَقيقَةِ إِلّا مَن تَعَرَّفَها
مِمَّن لَهُ رَبُّها في البَدو عَرَّفَها / وَلَم يُذِعها إِلى غَمرٍ يُحَرِّفَها
عَن عَينِها ثُمَّ يُلقيها إِلى السُفَلِ /
طاروا إِلَيها فَلَمّا أَن عَلَوا هَبَطوا / وَفي الصَوابِ بِظَنٍّ مِنهُمُ غَلِظوا
وَعِندَما عَدَّلوا عَن نَهجِها قَسَطوا / فَأَصبَحوا تَحتَ قَبضٍ بِعدَما اِنبَسَطوا
في الجاهِ وَالمالِ وَالأَخدانِ وَالخُوَلِ /
أَنسى بِذِكرِكَ مِن ناسيكَ أَوحَشَني
أَنسى بِذِكرِكَ مِن ناسيكَ أَوحَشَني / وَفيكَ عايَنتُ فَقدي عَينُ وِجداني
فَيا بَقائي لِنَفسي في الفَناءِ بِهِ / أَدَمَ عَلَيَّ فَناءً فيكَ أَبقاني
فَإِنَّني لَم أَجِد نَفذاً لِقَطرِ سَماً / صارَت لِأَرضِكَ لَولا صِرتُ سُلطاني
لِذا عَلى كُلِّ إِنسِيٍّ عَلَوتُ وَدا / نَت لي بِدينِكَ طَوعاً عُصبَةُ الحاني
بِنُطقِ سَمعي جَرى لِساني
بِنُطقِ سَمعي جَرى لِساني / وَعَن فُؤادي رَوى عَياني
وَفي خَفاهُ عَنّي إِلَيهِ / لَمّا بَدى لي مِنّي دَعاني
فَصارَ بَسطُ الوَرى بِقَبضي / وَالخُلُقُ وَالأَمرُ في كِياني
فَلا وُجودٌ سِوى وُجودي / وَكُلُّ باقٍ سِواهُ فانِ
لِلناسِ عَن مَشهَدي مَغيبٌ / أَضَلَّهُم عَن هُدى بَياني
إِذ بِالأَسامي أَروا اِختِصاصاً / لِما تَخَصَّصتُ بِالمَعاني
لَو كُنتَ مِنّي ما غَبتَ عَنّي
لَو كُنتَ مِنّي ما غَبتَ عَنّي / وَلا تَغَيَّرتَ عَن كَياني
وَلَم أَزَل سامِعاً بَصيراً / أُجيبُ بِالنُطقِ مَن دَعاني
وَلَم أَجِد بِالرُقادِ فَقدي / مِنّي وَذو يَقظَةِ يَراني
وَلَم تَسِر بي نوقُ المَنايا / عَن رَبعِ سِربي دونَ الأَماني
وَكانَ مَن راحَ لي مُطيعاً / يَقهَرُ بي كُلَّ مَن عَصاني
بَل أَنا مِمَّن إِلَيَّ لَمّا / ضَلَلتُ عَنّي بِهِ هَداني
وَلِيُّ فَضلٌ عَلى البَرايا / يَنشُرُني كُلَّما طَواني
بِهِ أَراني كَما أَراهُ / فَأَثبَتُ النَقِيَّ بِالعَيانِ
وَعَن حُلولٍ وَعَن أُفولٍ / وَعَن تَناءٍ وَعَن تَدانِ
ما أَومَضَ البَرقُ بَينَ الطَلعِ وَالبانِ
ما أَومَضَ البَرقُ بَينَ الطَلعِ وَالبانِ / إِلّا وَنابَ الغَوادي دَمعي القاني
وَلا شَدَّت ساجِعاتُ الوُرقِ في وَرَقِ ال / أَغصانِ إِلّا شَجَّتني فَوقَ أَشجاني
وَذَكَّرَتني بِنُعمانِ الأَراكِ هَوى / شَبيبَةٍ سَلَفَت في ظِلِّ نُعمانِ
أَيّامَ أَركُضُ أَفارسَ المَسَرَّةٍ في / رَوضِ الأَماني وَرَوضُ اللَهوِ مَيداني
وَساكَنو الغَورَ مِن وادي الغَضا سَكَني / وَجيزَةُ العَلَمِ النَجدِيِّ جيراني
وَالدَهرُ قَد رَقَدَت عَنّا نَوائِبُهُ / وَنَبَّهَت لِلتَصابي كُلَّ وَسِنانِ
أَغَنَّ تُغني عَنِ الصَهباءِ ريقَتُهُ / وَزَهرُ خَدَّيهِ عَن أَزهارِ بُستانِ
يُديرُ من طَرفِهِ سِحراً مِن يَدِهِ / خَمراً فَسَكَرُ النَدامى مِنهُ سَكرانِ
أَطَعتُ في حُبِّهِ أَمرَ الهَوى وَعَصا / قَلبي عَلَيهِ نَهى مَن عَنهُ يَنهاني
بَدرٌ لِشَمسِ الضُحى مِن تَحتِ طِرَّتِهِ / لَيلٌ بَدا في الدَياجي مُشرِقاً ثاني
لَم أُلفَ غَيرَ حَليفٍ لِلغَرامِ بِهِ / وَلَم أَبِت مِن هَواهُ غَيرَ سَكرانِ
ما زالَ في غَفَلاتِ اللَيلِ يُتحِفُني / بِلُطفِهِ نازِحاً مَعَ وَصلِهِ الداني
حَتّى اِفتَرَقنا فيا لِلَّهِ ما سَفَحَت / بِجَفوَةِ البَينِ يَومَ السَفحِ أَجفاني
فَأَيُّ نارٍ بِها أَذكى الهَوى كَبِدي / وَأَيُّ سُقمٍ لِحيني قَد تَواخاني
وَهَبتُهُ ساعَةَ التَوديعِ ما مَلَكَت / بِالوَهمِ نَفسِيَ مِن صَبرٍ وَسُلوانِ
فَاِستَخلَفَ السَقمَ في جِسمي وَغادَرَني / بِغَدرِهِ مِن دُموعي بَينَ غُدرانِ
فَبَلَّ وابِلُ دَمعي ما عَدا كَبِدي / وَمَزَّقَ السُقمُ إِلّا ثَوبَ أَحزاني
وَسارَ وَالحَيُّ يَتلوهُ عَلى مَهَلٍ / وَأَقفَرَ الرَبعُ إِلّا مِن جَوٍ عانِ
وَقَفتُ بِالمَعهَدِ الباقي أُناشِدُهُ / عَنهُم وَأَندُبُ فيهِ عَهدَنا الفاني
وَأَشتَكيهِ صَباباتٍ لَبُعدِهِم / وَشَأنُ أَطلالِهِ مَن بُعدِهِم شاني
وَلَم أَزَل بِوِشاحِ السُقمِ مُتَّشِحاً / أَغشى فُنونَ الأَسى طَوراً وَتَغَشّاني
حَتّى اِنتَهَيتُ بِأَصحابي إِلى حَرَمٍ / حُماتُهُ سادَةٌ مِن آلِ حَمدانِ
قَومٌ أَقاموا حُدودَ اللَهِ وَاِعتَصَموا / بِحَبلِهِ مِن طُغاةِ الإِنسِ وَالجانِ
وَاِستَأنَسوا بِالدُجى النارَ الَّتي ظَهَرَت / بِطَورِ سيناءَ مِن أَجبالِ فارانِ
لَم يُنسِهِم عَهدَها تَبديلُ مَعهَدِها / كَلّا وَلَم يَثنِهِم عَن حُبِّها ثانِ
وَفّوا لِعُلُوَةِ الميثاقِ وَاِتَّحَدوا / عَلى الحِفاظِ وَجافوا كُلَّ خَوّانِ
هُمُ الجِبالِ الرَواسي في عُلُوِّهِم / وَأَنجُمُ اللَيلِ تَهدي كُلَّ حَيرانِ
سَمّوا فَلَوا تَرَهُم عَينُ الجَهولِ بِهِم / إِلّا كَما نَظَرَت مِن شَخصِ كيوانِ
هُم عِياذي إِذا ما مَسَنّي وَصَبٌ / وَذِكرُهُم في صَلاةِ اللَيلِ قُرآني
وَقَصدُ بابِهِمُ حَجّي وَقُربُهُم / مَنّي أَراهُ إِلى الرَحمَنِ قُرباني
صَلّى الإِلَهُ عَلى أَرواحِهِم وَكَسا / أَشباحَهُم حُلَلاً مِن رَوضِ رَضوانِ
بَدرٌ سَبى الناسَ حَتّى الشَمسُ قَد كَلِفَت
بَدرٌ سَبى الناسَ حَتّى الشَمسُ قَد كَلِفَت / بِحُسنِهِ وَتَعَنَّت في مَعانيهِ
تَبدو إِذا ما تَبَدّى وَجهُهُ وَإِذا / ما غابَ غابَت بِعَيني في مَغانيهِ
فَلا أَرى اللَيلَ إِلّا في تَباعُدِهِ / وَلا أَرى الصُبحَ إِلّا في تَدانيهِ
أَطَعتُ أَمرَ الهَوى فيكُم بِمَعصِيَتي
أَطَعتُ أَمرَ الهَوى فيكُم بِمَعصِيَتي / مِن غَيرِ ما غِرَّةٍ عَنكُم نُهى الناهي
المالُ وَالجاهُ عِندي في مَحَبَّتِكُم / مَن ذا يَزهَدُني في المالِ وَالجاهِ
وَهَل يُغَيِّرُ لُبّي عَنكُم سَفَهُ ال / لاحي وَحُبّي لَكُم وَاللَهِ في اللَهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025