القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 33
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني / يدٌ على القلبِ والأخرى على الكبدِ
ومرَّ ليلُ هوىً ما كانَ أهنأَهُ / لو أنني لم أقمْ منهُ إلى الأبدِ
وحينَ أيقظتُ عيني في الصباحِ بكتْ / وعاقبتنيَ في جفنيَّ بالرمدِ
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني / فليتَ لي بينَ أبناءِ الهوى فادي
أهكذا ظبيةُ الوادي التي ذكروا / أمِ الظباءُ في وادٍ وهي في وادي
رحماكَ يا ربِّ عجلْ بالمماتِ إذا / قدرتَ أن لهذا كانَ ميلادي
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها / إن النصيحةَ سلوانٌ بسلوانِ
فقلتُ عينيَ مني وهْيَ إنْ رمدتْ / فلا يكونُ دواها كحلُ عميانِ
نأَتْ دنَتْ وصلَتْ ضمتْ نفتْ هجرتْ / في كلِّ ذلك أهواها وتهواني
لا يخملُ الصدَّ منها والهوى بدني
لا يخملُ الصدَّ منها والهوى بدني / ولا أطيقُ بلايا الحبِّ والزمنِ
جسمٌ تراهُ فلا تدري أمشتملٌ / بالثوبِ أم درجوهُ منهُ في كفنِ
يكادُ يومُ التناجي أن يطيَّرهُ / مرُّ الهواءِ معِ الشكوى إلى الأذنِ
لولا الحبيبُ وقصدي أن يبينَ لهُ / يريهِ ما فعلتْ عيناهُ لم يبنِ
أشكو لها الحبَّ ظنّاً أنْ سيعطفها
أشكو لها الحبَّ ظنّاً أنْ سيعطفها / والحبُّ يمنعها أن تسمعَ الشاكي
يا هندُ ما كانَ لي أمسى عليَّ إذنْ / يا ليتَ ما كانَ لا هذا ولا ذاكِ
للدهرِ جنبانِ لا ينفكُّ منقلباً / حيناً وحيناً كما تغريهِ عيناكِ
يا هندُ حبُّكِ نهرُ العاشقينَ فمن / رأى إذنْ نهراً من غيرِ أسماكِ
رحماكِ قاتلةً رحماكِ فاتنةً / فالناسُ في ذا الهوى ليسوا بأملاكِ
يا هندُ ما نظرتْ عينايَ في حسنٍ / إلا تبيّنتُ معناهُ بمعناكِ
يا كاسُ ماذا أريدُ بعدي
يا كاسُ ماذا أريدُ بعدي / وقد أراني أموتُ وحدي
يا ليتَ عندَ الحبيبِ مني / ما هو من ذا الحبيبِ عندي
فمثّلي خدهُ فإني / رأيتُ ما فيكَ ماءَ وردِ
يا كاسُ داوي جروحَ قلبي / فإنَّ داءَ الغرامِ يُعدي
وثبتيني على زمانٍ / يرقصُ بالناسِ رقصَ قردِ
قضي عليَّ الذي أراهُ / من يومِ مهدي ليومِ لحدي
دجا الظلامُ فيا لَيلَى أَمَا فينا
دجا الظلامُ فيا لَيلَى أَمَا فينا / روح ام الموت مثل الرزق جافينا
يأتي الصباح علينا لا يكفّننا / ويذهب الليل عنا لا يُوارينا
وتطلع الشمس تُحيينا وليس لنا / زادُ الحياة فلم يا ربِّ تحيينا
تنير عالمَ سوءٍ كلهُ ظُلمٌ / كالظلّ ضُمن منهُ النور تضمينا
الله كوَّنهُ تكوين مرحَمَةٍ / وكوَّن الناسُ بعد اللهِ تكوينا
فأيُّهم مااعتدى ظلماً وهل وجدوا / من أمةٍ لم تقل بعد اللهِ تكوينا
يا ربِّ قد عاد صخراً عاتياً وقحاً / ما كنت أنشأتهُ من قبلها طينا
حبُّ الانام محاباة وقد فقدت / عيني المحبين فيهم والمُحابينا
كأنني لستُ انساناً يشابههم / ولا أُعدُّ ولا بين المرائينا
يا نفس ويحك قرّي غير جائشة / كانوا وكنا وما شاؤا ولاشينا
وكلُّنا صائرٌ يوماً لمصرعهِ / إن الذي هو سؤانا يُساوينا
هي الرذيلة تبلوهم فتضحكهم / وهي الفضيلة تبلونا فتبكينا
وكل حسناءَ بين الناس ان شقيت / فمن محاسنها لا من مساوينا
لا يخدعنَّك منا ظاهر حَفلٌ / بالابتسام وغَلغِل في خوافينا
وجهُ المنافق مرآةٌ منافقةٌ / تَحسِّنُ القبح للابصار تحسينا
فإن عييتَ بنا فانظر ضمائرنا / فما ضمائرنا الاَّ مَرائينا
ماذا ادَّخرتُ من الدنيا فتعجبني / وكيف تغترُّ بالدنيا امانينا
شيخ ضعيف تناهي السن طاح بهِ / واليوم أهدف يرمي للثمانينا
برى الزمانُ لهُ من عظمهِ قلماً / ما انفكَّ يُرعشهُ خطًّا وتدوينا
جِلدٌ يضم كتاباً حين الّفهُ / من الشقا دهرهُ سمَّاه مسكينا
حملتُ من نكدي ما إِنَّ ايسرَهُ / ليتركُ العُقلا بُلهاً مجانينا
ترمي الحوادث بي في كل بادرةٍ / ولم ازل دائباً أَبقى ويمضينا
كأن لي روح بركانٍ فما برحت / حولي الحوادث يفجُرنَ البراكينا
حتى الزمان قناتي بعد معركة / كان الشباب لنا فيها ميادينا
فكم لنا فتراتٌ في الزمان جرت / سوانحُ اليمن فيها من نواحينا
وكم لنا طمحات في المنى نسموا / روح الجنان بها من زهر وادينا
وكم لنا ضحكات في الصبا ملأت / فمَ الشباب تغاريدا وتلحينا
إنا لنمضي لدُن يمضي الشباب ولا / يعيش من بعدهِ الاَّ اسامينا
فها أنا اليوم نضوٌ رازحٌ لصقٌ / بالارض يا حشرات الارض واسينا
مُلقًى تطايرُ حولي الناس لا وَزَرٌ / منهم ولا ملجأٌ في الناس يؤوينا
ينظّفون طريق السابلين ولا / يرون في طرُق الدنيا المساكينا
فلو رأوا موضعي في ارضهم حجراً / رأيتهم عرفوهُ غير ناسينا
يا من تكبكبهُ الاقدام ان كُتبت / لك الحياة فمن أيدي المعينينا
ليلى وما أنتِ الأدمعة جمعت / حسناً وطُهراً وآلاماً وتحزينا
ليلى أَحُسنُكِ غاظ الزهر فاحتفلت / بهِ الصبابة تعطيراً وتلوينا
ليلى أَأزريتِ بالاغصان فانتسجت / لها الطبيعة ذي الاثوابَ تزينا
ليلى ويا لهفي لو ان حليتها / من لؤلؤءٍ غير ما تذري مآقينا
ليلى ويا حزني ان لم تكن ملَكاً / الى يد الله لا ما بين أيدينا
الناس للمال دون الدين قد صبأُوا / فويح من اشبهت في فقرها الدنيا
ما يصنع الفضل والتقوى بفقرهما / وذى فوائد لا تغني المُرابينا
يا حسرتا حسرةً أُمسي أُجنُّ لها / من أنَّ سافلنا بالمال عالينا
الفقر حكَّم في الدنيا شرائعها / والمال حكَّم في الفقر القوانينا
كأن هذا الذي يدعونهُ ذهباً / روح من النار ما تنفك تكوينا
لولاهُ في الناس قد صاروا ملائكةً / لكنهُ ملأ الدنيا شياطينا
قد استرَدنا لامرِ الله كيف قضى / فهوّني عنكِ يا ليلايَ تهوينا
اما الجميلة فارتاعت مدامعها / واستنفرت من عيون للقلب يجرينا
وحيدة ما لها كهفٌ تلوذ بهِ / الا الفضيلة حينا والمُنى حينا
أودى ابوها واودت امها وطوى / عنها ترابهما حبَّ المحبينا
وجَدُّها كبقايا العمر قد طُرحت / على طريق الردى طرح المهينينا
فليس تعرف غير الحزن منعطفاً / وليس تعهد في غير البكا لينا
تبكي ولا مسعدٌ يرثي لأَدمعها / في الاكثرين ولا بين الاقلينا
دمعٌ يتيم اذا عينُ الحزين رأت / قرابة الحزن في دمع المعزينا
يا ضيعة الحب امسى المال يعرضهُ / عرض المذلة في وجه الاذلينا
ندى الشباب بفجر الحسن رفَّ على / روض الهوى لا يرى فيهِ رياحينا
لا تعجبوا بعدها لله يُنذرنا / من وزن اعمالنا في يوم يجزينا
حبُّ الغنى جعل الدنيا متاجرة / فالعدل أن تنصب الاخرى موازينا
قالت لهُ ولجاج الدمع يغلبها / وما تكاد تقيم اللفظ تبيينا
لا تأسَ يا أبتي اني اصبتُ لنا / من عاديات الذي نخشاهُ تأمينا
أصبت قوماً كراماً أهل مرحمةٍ / يلقَون اوجهنا غرّاً ميامينا
عصابة الّف الاحسان بينهُم / وبيننا فهمُ منَّا كاَهلينا
إن شئتهم اخوةً لم يأنفوا واذا / اردتَ نصرتهم كانوا المحامينا
وان بغتك صروف الدهر غائلةً / فزعزعتك تجد منهم اساطينا
وان دهتنا من الاسقام فادحة / رأَيت منهم لها خير المداوينا
قومٌ إذا ولجوا دار الفقير غدوا / لا نعم الله في البؤسى عناوينا
الحمد لله أيدي الناس تهدمنا / لكنَّ أيديهم تأتي فتبنينا
يا مَن لهذا المريض المدنَف العاني
يا مَن لهذا المريض المدنَف العاني / مُرِدَّدِ النفس من آن إلى آنِ
إذا رأى الليلَ ظنَّ القبرَ شُقَّ لهُ / وظنّ انجمَهُ آثار أكفانِ
ويحسبُ الصبح بابَ الموت لاح لهُ / وفوقهُ الشمسُ قُفلٌ فتحُهُ داني
نضوٌ على رَمقٍ فان يعيشُ بهِ / لكنهُ رمقٌ مهما يعيش فاني
مُطَرَّح الهمّ في كل الجهات فما / يرى بكل مكان غيرَ أَحزانِ
تَؤُزُّهُ كبِدٌ حرَّىن مُعَلَّقَةٌ / من الاضالع في اعوادِ نيرانِ
يا من لهُ إِذ يرى الدنيا كما اشتَبَهَت / بقيةُ الحلم في اجفان يقظانِ
يا من لهُ اذ يرى الاشياءَ واهنةً / كما بدا اثر الذكرى بنسيانِ
حَيٌّ طريحٌ يراهم يُلحِدونَ لهُ / لم يستحقوا أَن تراهم منهُ عينانِ
يا من لذا الشرق يا من للطريح على / لحد الزمان بأيدي شرِّ اعوانِ
مُستيئسين ولمَّا يأملوا أَملاً / واليأسُ داءٌ لنفس العاجز الواني
ويسبقون الردى للقبر وهو قضاً / في الغَيب فاعجب لهذا الشان من شان
ويُذعنون ولا ما يُذعنون لهُ / لكنَّهُ خلُقٌ يقضي بإِذعانِ
ويسأَلون المُنَى تجري بلا عمل / كالريح جارية في غير ارسانِ
سُخفٌ وأَسخفُ منهُ وهو مَعجَزةٌ / وَضلَّهُ أَن يُسمَّوهُ بايمان
يا ويح للشرق من أَمر بهِ لَبكٍ / كالهِمّ ملتبس في رأي حيرانِ
من كل مُضلِعة ترمى بمُعضلِة / رميَ النحوس لذي بؤس بحرمانِ
تعقَّدت والتوَت كالمستحيل فما / تُريك من موضع فيها لإِمكانِ
لو صوَّرها لكانت صورة امرأة / مصبوغة من جهالات بأَلوان
ربُّوا لذا الشرق يا قومي ممرِّضةً / تحنو عليهِ بإِحساس ووجدان
تطبهُ روحُها مما أَلمَّ بهِ / فان أَقتلَ داءِ الشرق روحاني
يرى عواطفَها الأَديانَ خالصةً / اذا تلعَّب أَهلوهُ بأَديان
يرى بها عهدَهُ عهدَ الملائك في ال / بِر الطبيعيّ في حسنٍ واحسانِ
يرى حناناً كعهد الانبياء وما / تشتاقهُ الروحُ فيهِ منذُ أزمانِ
يرى الفضائل بعد اليأس قد ظفرت / آمالهنَّ ونالت قلب إِنسانِ
رَبُّوا له الأَّمَّ يا قومي فلو وُجدت / في الشرق ما طاح في ذلّ واهوانِ
تلك التي ترفع الدنيا وتخفضهُا / بطفلها فهوَ والدنيا بميزانِ
تلك السماءُ التي تُلقي لهم مَلكاً / فلا يربُّونهُ الاَّ كشيطانِ
تلك التي جعلوها في المنازل كال / مرآة مطروحةً في دار عميانِ
ذنبُ الرجال ولكنَّ النساء بهِ / مُعاقباتٌ بآلام واشجانِ
كمقلة العين في آلامها اعتَجَلت / والداءُ ما مسّ منها غير اجفانِ
لهفي لجوهرة زهراءَ ما سطعت / في جيد غانية او فوق تيجانِ
لهفي لريحانة خضراءَ ما قُطعت / الاَّ لتذبلَ في واحات نشوانِ
لهفي لغانية عذراءَ ما وُضعت / الاَّ بمنزل اسواءٍ واضغانِ
لكل معنى جميل ما يلائمهُ / كما تمازجُ الحانٌ بالحانِ
وليس يُطرب صوتُ الماء منحدراً / كما ترى وقعهُ في سمع ظمآن
فيا إِلهي اذا اجريتَ في قدَر / يوماً بان يلتقي في الناس ضدَّان
فاجعل للطفك معنى في التقائهما / كيلا يكون من الضدين زوجان
فما خلقتَ كمثل البغض في امرأَةٍ / ينالها رجلٌ يوماً بطغيان
ولا خلقت كمثل الذل في رجلٍ / تسومهُ امرأَة سوءاً بعُدوان
يابانياً بقلوب الناس يجعلها / قصر الحياة تبصَّر أيُّها الباني
أسس على الحب لا تُلق القلوب سُدًى / وَضع لكل فؤَاد شكلهُ الثاني
فلست تبني سوى دارٍ اذا خَرِبَت / اركانها خربت من كل عمران
دار السعادة دارُ الحب دارُ مُنى ال / أَحباب دارُ الغرام الخالد الهاني
تاللَه لو جددوا للبدر تسمية
تاللَه لو جددوا للبدر تسمية / لأعطي اسمك يا من تعشق المقل
كلاكما الحسن فتاناً بصورته / وزدت أنك أنت الحب والغزل
يا ليل هيجت أشواقا أداريها
يا ليل هيجت أشواقا أداريها / فسل بها البدر إن البدر يدريها
رأى حقيقة هذا الحس غامضة / فجاء يظهرها للناس تشبيها
في صورة من جمال البدر ننظرها / وننظر البدر يبدو صورة فيها
يأتي بملء سماء من محاسنه / لمهجتي وأراه ليس يكفيها
وراحة الخلد تأتي في أشعته / تبغي على الأرض من في الأرض يبغيها
وكم رسائلَ تلقيها السمالء به / للعاشقين فيأتيهم ويُلقيها
يقول للعاشق المهجور مبتسما / خذني خيالاً أتى ممن تسميها
وللذي أبعدته في مطارحها / يد النوى أنا من عينيك أدنيها
وللذي مضه يأس الهوى فسلا / أنظر إليّ ولا تترك تمنيها
أما أنا فأتاني البدرُ مزدهياً / وقال جئت بمعنى من معانيها
فقلت من خدها أم من لواحظها / أم من تدللها أم من تأبيها
أم من معاطفها أم من عواطفها / أم من مراشفها أم من مجانيها
أم من تفترها أم من تكسرها / أم من تلفتها أم من تثنيها
كن مثلها لي جذباً في دمي وهوى / او كن دلالا وكن سحراً وكن تيها
فقال وهو حزين ما استطعت سوى / أني خطفت ابتساماً لاح من فيها
مني السلامُ على من لو تصافحها
مني السلامُ على من لو تصافحها / يد النسيم أحست غمز آلامي
مرت على الورد في الأكمام فارتعشت / أسى وقالت أهذا قلبه الدامي
وأبصرت غصناً ظمآن منطرحاً / فما رأت فيه إلا بعض أسقامي
وتسمع الطير صداحاً بأيكته / يشكو فتسمع في شكواه أنغامي
حقيقة الحب فيها ثم تظهر لي / كأنني عالق منها بأوهام
يا للعجيبة للمرآة أنظرها / ولا أراني فيها وهي قدامي
يا أخت شمس كلون الخد مشرقة / وأخت بدر كنور الوجه بسام
ما كنت مثلهما إلا لتبتسمي / على ليالي في حبي وأيامي
نصبت لي في الكرى حباله
نصبت لي في الكرى حباله / اصطاد صيداً من الصور
رايت جسمي انتهى لحاله / تضيء كالشمس والقمر
فطرت في النور أجتليه / محاسناً تملأ السما
ولا ضوء بلا شبيه / إلا حبيبي تبسما
فقلت هل بي يا قلب فيه / لعلني أطفئ الظما
ناجيت قلبي بذي المقاله / فدمدم الأفق بالشرر
صرخت ما للفضاء ما له / فقال في قلبك الخطر
يا أُفق هل خفت من شراره / تحت الضلوع اسمها الفؤاد
أم سعر الهجر فيك ناره / توقد من يابس الوداد
أم يوم حب قضى نهاره / وحل من بعد السواد
فقال وجه نرى خياله / في قلبك الحامل الضرر
ارجع فلو أن ذي الغزاله / تغازل النجم لانفجر
يا ظلة الموج يطغى البحر منتفضاً
يا ظلة الموج يطغى البحر منتفضاً / بها كأن جبل في البحر يقتلع
تظن زلزلة في الماء قد جلست / أو لا فزوبعة في الماء تضطجع
تقلقلت فاستطارت فانثنت فهوت / فأطبقت فارتمت كالرعب تندفع
على غريق بحبل الماء معتصم / والحبل في لمسات الكف ينقطع
له بقية روح في أصابعه / ينازع الموت فيها وهي تنتزع
بين الحياة وبين الموت مرتكس / يقيئه البحر أطواراً ويبتلع
أذاك أعظم هولاً في فجيعته / أم المحبون في أحبابهم فجعوا
يا لطف نفسي للعشاق تحسبهم / يوم النوى نزعت من قلبهم قطع
الحب قاتلهم بالصبر إن صبروا / والحب قاتلهم بالهم إن جزعوا
إن ودعوا ذاهباً لم تلق حزنهمو / من أنه سار بل من أنهم رجعوا
ربي متى تهب الأحزان مخترعاً / في هذه الأرض للنسيان يخترع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025