المجموع : 58
شمسٌ بدَت من حجابِ الملكِ أم قمرُ
شمسٌ بدَت من حجابِ الملكِ أم قمرُ / أم برقُ مدجِنةٍ يَعشَى له البصرُ
مُسْتَوْحِشاً مِنْ جَميعِ النَّاسِ كُلِّهمِ
مُسْتَوْحِشاً مِنْ جَميعِ النَّاسِ كُلِّهمِ / كأَنَّما النَّاسُ أَقْذاءٌ على بَصَري
نُورٌ تَولَّدَ مِنْ شَمْسٍ وَمِن قَمرِ
نُورٌ تَولَّدَ مِنْ شَمْسٍ وَمِن قَمرِ / في طَرْفِهِ قَدَرٌ أَمْضَى مِنَ القَدَرِ
أَصلى فُؤادِي بِلا ذنبٍ جَوَى حُرَقٍ / لم يُبْقِ مِنْ مُهْجَتي شَيْئاً ولم يذَرِ
لا وَالرَّحِيقِ المُصَفَّى مِنْ مَراشِفِهِ / وما بِخَدَّيْهِ مِنْ خالٍ وَمِنْ طُرَرِ
ما أَنْصَفَ الحُبُّ قَلْبي في حُكومَتِهِ / ولا عَفا الشَّوقُ عَنِّي عَفْوَ مُقْتَدِرِ
ودَّعتَ فاركبْ جناحَ البَينِ في سَفَرهْ
ودَّعتَ فاركبْ جناحَ البَينِ في سَفَرهْ / هذا الفراقُ وهذا الموتُ في أَثرِهْ
مَن يشتكي البينَ لا يشكو غوائلهُ / قلبٌ يراكَ إذا ما غِبتَ عن بَصرِهْ
خَرَجْتُ أَجْتازُ قَفْراً غَيرَ مُجْتازِ
خَرَجْتُ أَجْتازُ قَفْراً غَيرَ مُجْتازِ / فَصادَنِي أشهَلُ العَينَينِ كالبازِ
صَقْرٌ على كَفهِ صَقْرٌ يُؤلّفُهُ / ذا فوقَ بَغْلٍ وَهَذا فَوقَ قُفَّازِ
كم مَوعدٍ لِيَ مِنْ أَلحاظِ مُقْلَتهِ / لو أَنَّهُ مَوْعِدٌ يُقْضى بإِنجازِ
أَبكِي وَيَضْحَكُ مِنِّي طَرفُهُ هُزُءاً / نَفْسي الفِداءُ لِذاكَ الضَّاحكِ الهازِي
صَحيفَةٌ كُتِبَتْ ليتٌ بِها وعَسى
صَحيفَةٌ كُتِبَتْ ليتٌ بِها وعَسى / عُنوانُها راحَةُ الرَّاجِي إذا يَئِسا
وَعْدٌ لهُ هاجِسٌ في القَلْبِ قد بَرِمَتْ / أَحْشاءُ صَدْري بِهِ مِنْ طُولِ ما هَجسا
يراعةٌ غَرَّنِي مِنها وَمِيضُ سَنىً / حتَّى مَدَدتُ إِليها الكفَّ مُقْتبِسا
فصادَفَتْ حَجَراً لوْ كنتَ تَضْربُهُ / مِنْ لؤمِهِ بِعَصا مُوسَى لَما انبَجَسا
كأَنَّما صِيغَ مِنْ بُخْلٍ ومِنْ كَذبٍ / فَكانَ ذاكَ لهُ رُوحاً وذا نَفَسا
كلبٌ يَهِرُّ إذا ما جاءَ زائِرُهُ / حتَّى إِذا جاءَ مُهْدي تُحْفةٍ نَبسا
أُهْديتُ بِيضاً وسُوداً في تَلَوُّنِها
أُهْديتُ بِيضاً وسُوداً في تَلَوُّنِها / كأَنَّها مِنْ بَناتِ الرُّومِ والحبَشِ
عَذرَاءُ تُؤكلُ أَحْياناً وَتُشْربُ أَحْ / ياناً فَتَعْصِمُ مِنْ جُوعٍ ومِنْ عَطشِ
يا غُضُناً مائِساً بَينَ الرِّياطْ
يا غُضُناً مائِساً بَينَ الرِّياطْ / ما لي بَعدَكَ بالعَيْشِ اغْتِباطْ
يا مَنْ إِذا ما بَدا لي مَاشِياً / وَدِدْتُ أَنَّ لَهُ خَدِّي بِساطْ
تَتْرُكُ عَيْناهُ مَنْ أَبْصَرَهُ / مُخْتَلطَاً عَقلُهُ كُلَّ اخْتِلاطْ
قُلْتُ مَتَى نَلْتَقي يَا سَيِّدي / قالَ غَداً نَلْتَقي عِنْدَ الصِّراطْ
يا ساحراً طَرْفُهُ إِذْ يَلْحَظُ
يا ساحراً طَرْفُهُ إِذْ يَلْحَظُ / وفاتِناً لَفْظُهُ إِذْ يَلْفُظُ
يا غُصناً يَنْثَني مِنْ لِينهِ / وَجهُكَ مِنْ كُلِّ عَينٍ يُحْفَظُ
أَيقظَ طَرفي إِذْ بَدا مِن نَعْسهِ / مَنْ طَرْفُهُ ناعِسٌ مُسْتَيْقِظُ
ظَبيٌ لَهُ وَجْنَةٌ مِنْ رِقَّةٍ / تَجْرَحُها مُقْلَتي إذ تَلْحَظُ
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني / نفَى طَوارقَ همِّ النَّفسِ إذْ طرقا
كأنَّما أغفلَ الرّضوانُ رِقْبتَهُ / وَهْناً ففرَّ من الفردَوسِ مُسترِقا
ساقٌ ترَنَّحَ يَشْدو فَوقَهُ ساقُ
ساقٌ ترَنَّحَ يَشْدو فَوقَهُ ساقُ / كأنَّهُ لِحنينِ الصَّوتِ مُشْتاقُ
يا ضَيعةَ الشِّعْرِ في بُلْهٍ جَرامقَةٍ / تَشابَهتْ مِنهُمُ في اللُّؤمِ أَخلاقُ
غُلَّتْ بِأَعناقِهمْ أَيْدٍ مُقَفَّعةٌ / لا بُورِكَتْ مِنْهُمُ أَيْدٍ وَأعْناقُ
كَأنَّما بَيْنَهُمْ في مَنْعِ سائِلهِمْ / وحَبْسُ نائِلِهمْ عَهْدٌ ومِيثاقُ
كم سُقْتُهُم بِأَمادِيحي وقُدْتُهُم / نحوَ المعالِي فما انْقادُوا ولا انْساقوا
وَإنْ نَبا بِيَ في ساحاتِهمْ وطنٌ / فَالأرضُ واسعةٌ والنَّاسُ أَفْراقُ
ما كُنتُ أَوَّلَ ظَمْآنٍ بِمهْمَهَةٍ / يَغُرُّهُ مِنْ سَرابِ القَفْرِ رِقْراقُ
رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ أَرضاهُمْ وَأَسخَطَني / واللَّهُ لِلأَنْوكِ المَعْتُوهِ رزَّاقُ
يا قابِضَ الكَفِّ لا زالتْ مُقَبَّضَةً / فما أنامِلُها لِلنَّاسِ أَرْزاقُ
وَغِبْ إذا شِئْتَ حَتَّى لا تُرى أبَداً / فما لِفقْدِكَ في الأَحْشاءِ إقْلاقُ
ولا إليكَ سَبيلُ الجُودِ شارِعَةٌ / وَلا عَليْكَ لِنُورِ المَجدِ إشْراقُ
لم يَكْتَنِفْني رَجاءٌ لا ولا أملٌ / إلا تَكَنَّفهُ ذُلٌّ وَإمْلاقُ
بَيضاءُ يَحمرُّ خدَّاها إِذا خَجِلتْ
بَيضاءُ يَحمرُّ خدَّاها إِذا خَجِلتْ / كما جَرى ذهبٌ في صَفْحَتَي ورِقِ
أبِيتُ تحتَ سماءِ اللهوِ مُعتنقاً
أبِيتُ تحتَ سماءِ اللهوِ مُعتنقاً / شمسَ الظهيرةِ في ثوبٍ من الغَسَقِ
بَيضاءَ يحمرُّ خَدَّاها إذا خجلتْ / كما جَرى ذهبٌ في صفحَتي وَرَقِ
يا مَن دَمي دونَهُ مَسفوكُ
يا مَن دَمي دونَهُ مَسفوكُ / وكُلُّ حرٍّ لهُ مَملوكُ
كأنَّهُ فِضَّةٌ مَسبوكَةٌ / أو ذَهبٌ خالصٌ مَسْبوكُ
ما أطيَبَ العيشَ إلّا أَنَّهُ / عن عاجِلٍ كُلُّه متروكُ
والخيرُ مَسْدودةٌ أبوابُهُ / ولا طَريقٌ لهُ مَسلوكُ
بينَ الأهلَّةِ بدرٌ ما لَهُ فَلَكُ
بينَ الأهلَّةِ بدرٌ ما لَهُ فَلَكُ / قَلْبي لهُ سُلَّمٌ والوجهُ مُشتركُ
إذا بَدا انْتَهَبتْ عَيني مَحاسِنَهُ / وذَلَّ قَلْبي لعَينَيْهِ فَيَنْتَهِكُ
ابْتَعتُ بالدَّينِ والدُّنيا مَودَّتَهُ / فَخانَني فَعَلى مَن يَرجِعُ الدَّرَكُ
كُفُّوا بني حارثٍ ألحاظَ ريمِكُم / فكلُّها لفؤادي كلِّهِ شَرَكُ
يا حارِ لا أُرْمَين منكُمْ بداهيةٍ / لم يلْقَها سُوقةٌ قَبْلي ولا ملكُ
يا طالباً في الهوى ما لا يُنال
يا طالباً في الهوى ما لا يُنال / وسائلاً لم يُعْفَ ذُلَّ السُّؤالْ
ولَّتْ ليالي الصِّبا مَحمودةً / لو أَنَّها رجعتْ تلكَ اللَّيالْ
وأعقَبَتْها التي واصلْتُها / بالهجرِ لمَّا رأتْ شَيْبَ القَذال
لا تَلتَمِسْ وُصلَةً مِنْ مُخْلفٍ / ولا تكُنْ طالباً ما لا يُنالْ
يا صاحِ قد أَخلَفتْ أسماءُ ما / كانتْ تُمنِّيكَ مِن حُسنِ الوصالْ
لا غروَ إنْ نالَ منْكَ السُّقمُ ما سألا
لا غروَ إنْ نالَ منْكَ السُّقمُ ما سألا / قد يُكسَف البدرُ أَحياناً إذا كَمُلا
ما تَشتَكي علَّةً في الدَّهرِ واحِدةً / إلا اشْتَكى الجودُ من وجْدٍ بها عِللا
يا ناصرَ الدين هذا النصرُ قد نَزلا
يا ناصرَ الدين هذا النصرُ قد نَزلا / وأخمدَ اللَّهُ كُفراً كان مُشتعلا
حكَتْ حُنيناً وبدراً وقعةٌ نزلتْ / بالمشركين أراحتْ منهمُ السُّبلا
لما أحاط ابنُ إلياسٍ بهم يئسوا / من الحياةِ وعِيضوا الحْتفَ والهَبلا
أبا عُبيدةَ ما المسؤولُ عن خَبرٍ
أبا عُبيدةَ ما المسؤولُ عن خَبرٍ / يحكيهِ إلا سُؤالاً للذي سألا
أبَيتَ إلا اعتِراضَاً عن جماعتِنا / ولم يُصبْ رأيُ من أرجا ولا اعْتَزلا
كذلكَ القِبلةُ الأولى مُبدَّلةٌ / وقد أبَيتَ فما تَبغي بها بَدَلا
زعمتَ بهرامَ أو بَيدَختَ يرزقُنا / لا بل عُطاردَ أو بِرجِيسَ أو زُحَلا
وقلتَ إنَّ جميعَ الخلقِ في فَلكٍ / بهمْ يحيطُ وفيهمْ يقسمُ الأجَلا
والأرضُ كورِيَّةٌ حفَّ السماءُ بها / فَوقاً وتحتاً وصارتْ نُقطةً مَثَلا
صَيفُ الجنوبِ شتاءٌ للشَّمَالِ بها / قد صارَ بَينهما هذا وذا دُوَلا
فإنَّ كانونَ في صَنعا وقُرطبةٍ / بردٌ وأيلولُ يُذكي فيهما الشُّعَلا
هذا الدليلُ ولا قولٌ غُرِرتَ بهِ / منَ القوانينِ يُجلي القولَ والعَمَلا
كما استمر ابنُ موسى في غوايتهِ / فوعَّرَ السهلَ حتى خِلتَهُ جَبَلا
أَبلِغْ معاويةَ المُصغي لقولهِما / أني كفرتُ بما قالا وما فَعلا
ترى الأباريقَ والأكواسَ ماثلةً
ترى الأباريقَ والأكواسَ ماثلةً / وكلُّ طاسٍ من الإبريز مُمتثِلُ
كأَنّها أنجمٌ يجري بها فلكٌ / للراحِ لا أسدٌ فيها ولا حَمَلُ