المجموع : 44
دُموعُها مِن حَذارِ البَينِ تَنسَكِبُ
دُموعُها مِن حَذارِ البَينِ تَنسَكِبُ / وَقَلبُها مُغرَمٌ مِن حَرِّها يَجِبُ
جَدَّ الرَحيلُ بِهِ عَنها فَفارَقَها / لِبَينِهِ اللَهوُ وَاللِذاتُ وَالطَرَبُ
يَهوى المَسيرَ إِلى مَروٍ وَيُحزِنُه / فِراقُها فَهوَ ذو نَفسَينِ يَرتَقِبُ
لَو نَطَقَ الناسُ أَو أَثنَوا بِعِلمِهِمُ
لَو نَطَقَ الناسُ أَو أَثنَوا بِعِلمِهِمُ / وَنَبَّهت عَن مَعالي دَهرِكَ الكُتُبُ
لَم يَبلُغوا مِنكَ أَدنى ما تَمُتُّ بِهِ / إِذا تَفاخَرَتِ الأَملاكُ وَاِنتَسَبوا
الجودُ أَخشَنُ مَسّاً يابَني مَطَرٍ
الجودُ أَخشَنُ مَسّاً يابَني مَطَرٍ / مِن أَن تَبُزَّ كُموهُ كَفُّ مُستَلبِ
ما أَعلَمَ الناسَ أَنَّ الجودَ مَدفَعَةٌ / لِلذَمِّ لَكِنَّهُ يَأتي عَلى النَشَبِ
كَأَنَّهُ شِلوُ كَبشٍ وَالهَواءُ لَهُ
كَأَنَّهُ شِلوُ كَبشٍ وَالهَواءُ لَهُ / تَنّورُ شاوِيَةٍ وَالجَذعُ سُفّودُ
نامَ العَواذِلُ وَاِستَكفَينَ لائِمَتي
نامَ العَواذِلُ وَاِستَكفَينَ لائِمَتي / وَقَد كَفاهُنَّ نَهضُ البيضِ في السودِ
الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَني / أَعجِب بِشَيءٍ عَلى البَغضاءِ مَودودِ
يَمضي الشَبابُ وَقَد يَأتي لَهُ خَلَفٌ / وَالشَيبُ يَذهَبُ مَفقوداً بِمَفقودِ
رَأيُ المُهَلَّبَ أَو بَأسُ الأَيازيدِ
رَأيُ المُهَلَّبَ أَو بَأسُ الأَيازيدِ /
تَلَمَّظَ السَيفُ مِن شَوقٍ إِلى أَنَسِ
تَلَمَّظَ السَيفُ مِن شَوقٍ إِلى أَنَسِ / فَالمَوتُ يَلحَظُ وَالأَقدارُ تَنتَظِرُ
فَلَيسَ يَبلُغُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ / حَتّى يُؤامَرَ فيهِ رَأيَكَ القَدَرُ
أَمضى مِنَ المَوتِ يَعفو عِندَ قُدرَتِهِ / وَلَيسَ لِلمَوتِ عَفوٌ حينَ يَقتَدِرُ
مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً
مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً / وَفازَ بِاللَذَّةِ الجَسورُ
إِنّي كَثَرتُ عَليهِ في زِيارَتِهِ
إِنّي كَثَرتُ عَليهِ في زِيارَتِهِ / فَمَلَّ وَالشَيءُ مَملولٌ إِذا كَثُرا
قَد رابَني مِنهُ أَنّي لا أَزالُ أَرى / في عَينِهِ قِصَراً عَنّي إِذا نَظَرا
كَذَلِكَ الغَيثُ يُرجى في تَحَجُّبِهِ
كَذَلِكَ الغَيثُ يُرجى في تَحَجُّبِهِ / حَتّى يُرى مُسفِراً عَن وابِلِ المَطَرِ
فَالكَلبُ إِن جاعَ لَم يَعدُمَكَ بَصَبصَةً
فَالكَلبُ إِن جاعَ لَم يَعدُمَكَ بَصَبصَةً / وَإِن يَنَل شَبعَةً يَنبَح عَلى الأَثَرِ
لَو كانَ عِندَكَ ميثاقٌ يُخَلِّدنا
لَو كانَ عِندَكَ ميثاقٌ يُخَلِّدنا / إِلى المَشيبِ اِنتَظَرنا سَلوَةَ الكِبَرِ
لا يَرحَلُ الشَيبُ عَن دارٍ أَقامَ بِها
لا يَرحَلُ الشَيبُ عَن دارٍ أَقامَ بِها / حَتّى يُرَحِّلَ عَنها صاحِبَ الدارِ
قالوا أَبو الفَضلُ مَحمومٌ فَقُلتُ لَهُم
قالوا أَبو الفَضلُ مَحمومٌ فَقُلتُ لَهُم / نَفسي الفِداءُ لَهُ مِن كُلِّ مَحذورِ
يا لَيتَ عِلَّتَهُ بي غَيرَ أَنَّ لَهُ / أَجرَ العَليلِ وَأَني غَيرُ مَأجورِ
يَهجو قَبيلي وَلا أَهجو بِهِ أَحَداً
يَهجو قَبيلي وَلا أَهجو بِهِ أَحَداً / وَيلي عَلى ابنِ اِستِها لَو عُدَّ مِن نَفَري
الحَزمُ تَخريقُهُ إِن كُنتَ ذا حَذرٍ
الحَزمُ تَخريقُهُ إِن كُنتَ ذا حَذرٍ / وَإِنَّما الحَزمُ سوءُ الظَنِّ بِالناسِ
لَقَد أَتاكَ وَقَد أَدّى أَمانَتَهُ / فَاِجعَل صِيانَتَهُ في بَطنِ أَرماسِ
غَرّاءُ في فَرعِها لَيلٌ عَلى قَمَر
غَرّاءُ في فَرعِها لَيلٌ عَلى قَمَر / عَلى قَضيبٍ عَلى دَعصِ النَقا الدَهَسِ
أَزكى مِنَ المِسكِ أَنفاساً وَبَهجَتُها / أَرَقُّ ديباجَةً مِن رِقَّةِ النَفَسِ
كَأَنَّ قَلبي وِشاحاها إِذا خَطَرَت / وَقَلبُها قُلبُها في الصَمتِ وَالخَرَسِ
تَجري مَحَبَّتُها في قَلبِ عاشِقِها / جَريَ السَلامَةِ في أَعضاءِ مُنتَكِسِ
أَهلَ الصَفاءِ نَأَيتُم بَعدَ قُربِكُمُ
أَهلَ الصَفاءِ نَأَيتُم بَعدَ قُربِكُمُ / فَما اِنتَفَعتُ بِعَيشٍ بَعدَكُم صافي
وَقَد قَصَدتُ نَدى مَن لا يُوافِقُني / فَكانَ سَهمِيَ عَنهُ الطائِشَ الطافي
أَرَدتُ عَمراً وَشاءَ اللَهُ خارِجَةً / أَما كَفى الدَهرُ مِن خَلفي وَإِخلافي
إِذا اِلتَقَينا مَنَعنا النَومَ أَعيُنَنا
إِذا اِلتَقَينا مَنَعنا النَومَ أَعيُنَنا / وَلا نُلائِمُ نَوماً حينَ نَفتَرِقُ
أُقِرُّ بِالذَنبِ مِنّي لَستُ أَعرِفُهُ / كَيما أَقولَ كَما قالَت فَنَتَّفِقُ
حَبَستُ دَمعي عَلى ذَنبٍ تُجَدِّدُهُ / فَكُلُّ يَومٍ دُموعُ العَينِ تَستَبِقُ
يا واشِياً حَسُنَت فينا إِساءَتهُ
يا واشِياً حَسُنَت فينا إِساءَتهُ / نَجّى حِذارُكَ إِنساني مِنَ الغَرَقِ
إِنّي أَصُدُّ دُموعاً لَجَّ سائِقُها / مَطروفَةَ العَينِ بِالمَرضى مِنَ الحَدَقِ
إيهٍ فَإِنَّ النَوى وافَت مُصيبَتُهُ / مُوَلَّعَ القَلبِ بَينَ الشَوقِ وَالقَلَقِ
ما كُلُّ عاذِلَةٍ تُصغي لَها أُذُني / وَقَد سَمِعتِ عَلى الإِكراهِ فَاِنطَلِقي
فَما سَلَوتُ الهَوى جَهلاً بِلَذَّتِهِ / وَلا عَصَيتُ إِلَهَ الحِلمِ عَن خَرَقِ