المجموع : 78
يا رَحمتي لك يا طرفي من السهرِ
يا رَحمتي لك يا طرفي من السهرِ / ويا فؤادي من الأحزانِ والفِكَرِ
ورحمتي هي مما نالني بكما / كأنما كُنتما عونينِ للقدَرِ
يا عينُ ملكتِ قلبي أحسنَ البَشرِ / من فاقَ بالنورِ نورَ الشمسِ والقَمَرِ
جنيتُ خيراً وشراً فاصبرا لهما / لم تحذرا ولقد يؤتى من الحذَرِ
تَباركَ اللَهُ كيفَ الثغرُ والنحرُ
تَباركَ اللَهُ كيفَ الثغرُ والنحرُ / وما يلي ذاكَ والأردافُ والخَصرُ
وسُنةٌ لم يواريها مظلمُهُ / ليلٌ هي الهجرُ لا بل مثلُها الفَجرُ
إذا بدا شغلَ الأنظارَ منظرُهُ / في كلِّ ناحيةٍ من وجههِ بَدرُ
يدِبُّ من لحظهِ في جسمِ لاحظهِ / ما يفعلُ السحرُ في الأبدانِ والخَمرُ
لم يثنِ عنك الردى يا قلبي الحذرُ
لم يثنِ عنك الردى يا قلبي الحذرُ / هذا الذي لم تزل يا قلبُ تنتظِرُ
هو الفِراقُ وآهٍ بالفراقِ فلا / تقل إذا حلَّ إني سوفَ أصطبرُ
يا نومُ ودّع جفوناً كنتَ تألفُها / فليسَ بعدكَ إلا الدمعُ والسهَرُ
يا قلب إن كنت للمكروه متصلاً / فكلُّ هذا جناهُ السمعُ والبصرُ
نورٌ تولدَ بينَ الشمسِ والقمرِ
نورٌ تولدَ بينَ الشمسِ والقمرِ / يجلُّ حسناً عن الأشباهِ والصورِ
إن قلتُ من بشرٍ قالت محاسنُهُ / لا والهَوى ما الذي تعني من البشرِ
فكلُّ وصفِكَ دعوى لا تقومُ بها / من تنحه غيرَ لحظِ العينِ بالنظَرِ
فالوهمُ يَعجزُ عنهُ فهو مقتسم / رأياً تحيَّرَ بين القلبِ والفِكَرِ
أظهرتُ من كَمدي ما كانَ مَستورا
أظهرتُ من كَمدي ما كانَ مَستورا / فصارَ ما لَم أزل أطويهِ مَنشورا
ولم أجِد عندَ قلبٍ لا يُساعِدني / صَبراً على القتلِ بالهجرانِ مَشكوا
إذا انصرفتُ إلى أن كيفَ أنت ولم / أصبحتُ فيكَ بعقبِ الذلِّ مَعذورا
علمتُ أنكَ معنى الناسِ كلّهم / وإن أجبتُكَ أمراً كان مَقدورا
لو كانَ من بشَرٍ لم يفتنِ البَشرا
لو كانَ من بشَرٍ لم يفتنِ البَشرا / ولم يفُق في الضياءِ الشمس والقَمرا
نورٌ تجسَّم منحلا ومنعقدا / لو أدركته عُيونُ الناسِ لانكدَرا
محجبٌ لم يُكدِّر ماءَ وجنتهِ / لحظٌ ولا ابتذلتهُ مقلةٌ نظرا
لو أعينُ الوهمِ ترميهِ بأضعفِها / أثَّرنَ في خدهِ من رقةٍ أثَرا
يا ليلةَ الوصلِ إني شاكرٌ أبدا
يا ليلةَ الوصلِ إني شاكرٌ أبدا / فبِالزيارَة يجزى كلُّ من شكرا
ردَّ الوصالُ على عيني نورهما / وكانتا تألفان الدمعَ والسّهرا
لو يعلم الليلُ ما يلقى المحبُّ إذا / صَد الذي كان يهواهُ إذا قصرا
أو ذاقَ من صَدَّ عنه مثل ليلتهِ / أو بعضَ ما كانَ يلقى منه ما صبرا
هواكَ وكّلَ بالعينينِ متصلاً
هواكَ وكّلَ بالعينينِ متصلاً / من الدموعِ يُباريَ جريهُ المَطرا
إذا ترفَّقَ بالأجفانِ أسبَلها / وجَد شدّاً على خديَّ فانحدَرا
أبكي وأبُقِي فؤاداً مُوجعاً دَنِفا / وكانَ يُوقِدُ أحشائي إذا زَفرا
فَقد نفى الوجدُ صبري عن مواطنهِ / حتى كأن ليسَ مِني مفصِلٌ صَبرا
لأخرجن من الدنيا بحسرةِ من
لأخرجن من الدنيا بحسرةِ من / أقضي ولم تقضِ منهُ مُهجتي وطَرا
فقد نظرتُ إلى نفسي معلقةً / بينَ الحَشا يتمنَّى طرُفها النَّظرا
بدوتُ في بدنٍ ضاقَت مفاصلُهُ / بالوَجدِ ذَرعاً وأخفى ذاكَ ما قدرا
فاستنطقَ الشوقُ طرفاً لا يرى فرجاً / سوى الحبيبِ فأذرَى الدمعَ واعتذرا
ما في البقاءِ له خيرٌ من الخير
ما في البقاءِ له خيرٌ من الخير / وكيفَ يبقى بلا قلبٍ ولا صبرِ
من الكرى جامدٌ مِن جَفنِ مقلتهِ / وماءُ مقلتهِ فوقَ الكرى يجرِي
يا عصبةً لم تزل بالنفسِ تدفعُها / حتى أقامت بعومٍ لجةَ البحرِ
وودَّعَتهُ لتمضي والعزاءَ معاً / شوقاً فقال لعاً هذا مع الدهرِ
نورٌ تجسمَ لا شمسٌ ولا قمرٌ
نورٌ تجسمَ لا شمسٌ ولا قمرٌ / لكنَّه بشرٌ ما مثلهُ بشَرُ
لَو كانَ كالشمسِ مبذولاً للاحظه / لتحلهُ بالنقا للأعين النظرُ
للمعه نظرٌ ما زال يطلبُهُ / منّي فإن لم يعُد لم يرجعِ البصرُ
له مِن العينِ حسنٌ ليسَ يشبهُهُ / شيءٌ وللعينِ منه الدمعُ والسَّهرُ
أبدعتَ في الهَجرِ يا بَديعُ
أبدعتَ في الهَجرِ يا بَديعُ / بِصدِّ من كانَ يَستطيعُ
أفنيتُ دمعي على عزائي / فلا عزاءٌ ولا دموعُ
إن يكُ عبدٌ عصى مليكاً / فإنني عبدكَ المُطيعُ
فاردُد على من ملكتَ منها / فعبدُ غيابكَ الخضوعُ
ليسَ لأجفانهِ هُجوعُ
ليسَ لأجفانهِ هُجوعُ / فكيف تبقى له دُموعُ
وكلهُ بالهوى بديعٌ / في الحُسنِ ما مثلُهُ بَديعُ
مالت إليهِ القلوبُ طَوعاً / فكلنا سامعٌ مُطيعُ
مُدلَّهاً للسقامِ منهُ / طرفٌ إلى أخذها سريعُ
لم أدرِ كيفَ يكونُ الحُزنُ والجَزَع
لم أدرِ كيفَ يكونُ الحُزنُ والجَزَع / حتى ابتليتُ بشيءٍ فوقَ ما أسعُ
لم أدرِ لم أدرِ أن الحتفَ في نظري / وأنَّ قلبيَ للعَينينِ متَّبِعُ
لم أدرِ أنَّ منايا الناسِ كلِّهم / في لَحظِ مقلةِ شَمسِ الشمسِ تجتمعُ
وأنني لسِهامِ المَوتِ مُنتصِبٌ / من طرفِ من عن دماءِ الخَلقِ لا يرعُ
الشوقُ أكبرُ من أن لا أرى دَنِفا
الشوقُ أكبرُ من أن لا أرى دَنِفا / والهجرُ أوجعُ من أن لا أرى أسِفا
دلَّ العذولَ على ما بي وأظهرَهُ / دمعٌ إذا أسلمتهُ مقلتي وكفا
يا سالب القلبِ إن الشوقَ أورثني / سُقماً وحسبكَ إذ أصبحتُ معترِفا
يا أعظمَ الناس عندَ القلبِ منزلةً / احفَظ لقلبي وصرفي فيك ما سَلفا
أرقتُ حتى كأني أعشقُ الأرَقا
أرقتُ حتى كأني أعشقُ الأرَقا / وذُبتُ حتى كأنَّ السقمَ لي خُلِقا
وفاضَ دَمعي على خَدي فأحرقهُ / فمن رأى غرقاً في الماء محترِقا
مسالكُ الدمعِ من عيني إلى كبدي / أطغى وإن كان يشفيني إذا نطقا
وقائلٍ لي أين الصبرُ قلتُ له / ملَّ الفؤادُ من الأحزانِ فاحترقا
لو كنت ترحمُ من أصبحتَ تملكُهُ
لو كنت ترحمُ من أصبحتَ تملكُهُ / لكنتَ أرددتَ موتاً كادَ يُدركهُ
يا من هو الحسنُ إلا أنهُ بشر / لا شيء في جوهرِ الأنوارِ يشركهُ
سل مستهاماً بطولِ السقمِ متصلاً / متيماً أنتَ مبليهِ ومضحكُهُ
ترداد ذكركَ يغنيه وَيبذله / للحَتفِ لَولا رجاءٌ منكَ يمسكُهُ
يا نومَ عيني من استباحَك
يا نومَ عيني من استباحَك / وَعن محلِّ الكرى أزاحَك
قد كنتَ فيما خلا مقيماً / لو رَدَّهُ شوقُهُ أراحَك
كأنما كنتَ حلفَ قلبٍ / آمن من مقلتي نزاحك
فعجلَ اللهُ يا رقادي / من أسرِ طولِ الهوى سراحَك
حسنكَ حل الهوَى عليكا
حسنكَ حل الهوَى عليكا / ثم دعا مُقلتي عليكا
لبَّيك لبيكَ كَيف أَهوى / سواكَ والقلبُ في يدَيكا
إن كنتَ لم تدرِ ما بجسمي / فانظُر إلى ما بمُقلتيكا
إن يُصبياني فإنَّ ماءً / سقاهُ من وردِ وجنتيكا
أهدي السهادَ لأن النومَ يشغلُني
أهدي السهادَ لأن النومَ يشغلُني / إذا طعمتُ الكرى عَن بَعض ذِكراكا
لا طابَ لي العيشُ لا بل لا صفا ليَ لا / عيشٌ بطَرفةِ عين حين أنساكا
لو لم أكن استلذُّ السقمَ فيكَ وما / سوى النفوسِ بهِ ما كنتُ أهواكا
لا فكَّني اللَهُ من أسرِ الهوى أبداً / وعشتُ أرجوكَ يا سؤلي وعافاكا