المجموع : 31
لا يَرهَبُ الضَبعَ مَن أَمسَت بِعَقوَتِهِ
لا يَرهَبُ الضَبعَ مَن أَمسَت بِعَقوَتِهِ / إِلّا الأَذِلّانِ زَيدُ اللاتِ وَالغَنَمُ
هاتا لَهُنَّ ثُغاءُ وَهيَ جائِلَةٌ / وَهَؤُلا قابِلو خَسفٍ وَإِن رَغَموا
وَما أَصابَت تَميمٌ إِذ تُفاخِرُنا
وَما أَصابَت تَميمٌ إِذ تُفاخِرُنا / إِلّا العَناءَ وَإِلّا الحينَ وَالعَبَثا
قَومي أَباروا تَميماً حَولَ رَبِّهِمِ / يَومَ الكُلابِ وَقَومي أَوثَقوا شَبَثا
يا مَيَّ هَلّا يُجازي بَعضُ وَدَّكُمُ
يا مَيَّ هَلّا يُجازي بَعضُ وَدَّكُمُ / أَم لا يُفادى أَسيرٌ عِندَكُم غَلِقُ
فَلا يَكونَنَّ هَذا عَهدَنا بِكُمُ / إِنَّ النَوى بَعدَ شَحطِ الدارِ تَتَّفِقُ
إِمّا تَريني حَناني الدَهرُ مِن كِبَرٍ / وَأَلبَسَتني لَهُ ديباجَةٌ خَلَقُ
فَقَد تُهازِلُني المُستَقتِلاتُ وَقَد / يَعتادُني عِندَ ذاتِ الموتَةِ الأَنَقُ
وَقَد يُكَلِّفُني قَلبي فَأَزجُرُهُ / رَبعاً غَداةَ غَدَوا أَهواؤُهُم فِرَقُ
وَقَد أَقولُ لِثَورٍ هَل تَرى ظُعُناً / يَحدو بِهِنَّ حِذاري مُشفِقٌ شَنِقُ
كَأَنَّها بِالرَحا سُفنٌ مُلَجِّجَةٌ / أَو حائِشٌ مِن جُواثى ناعِمٌ سُحُقُ
يَرفَعُها الآلُ لِلتالي فَيُدرِكُهُم / طَرفٌ حَديدٌ وَطَرفٌ دونَهُم غَرِقُ
حَتّى لَحِقنا وَقَد زالَ النَهارُ وَقَد / مالَت لَهُنَّ بِأَعلى خَينَفَ البُرَقُ
فَهُنَّ يَرمينَنا مِن كُلِّ مُرتَقَبٍ / بِأَعيُنٍ لَم يُخالِط كُحلَها الزَرَقُ
يُبطِرنَ ذا الشَيبِ وَالإِسلامِ هَمَّتَهُ / وَيَستَقيدُ لَهُنَّ الأَهيَفُ الرَوِقُ
وَفِتيَةٍ غَيرِ أَنذالٍ رَفَعتُ لَهُم / سَحقَ الرِداءِ عَلى عَلياءَ تَختَفِقُ
رَفَعتُهُ وَهوَ يَهفو في عَمائِمِهِم / كَأَنَّهُ طائِرٌ في رِجلِهِ عَلِقُ
نَفسي فِداءُ أَبي حَربٍ غَداةَ غَدا / مُخالِطُ الجِنِّ أَو مُستَوحِشٌ فَرِقُ
عَلى مُذَكَّرَةٍ تَرمي الفُروجَ بِها / غَولِ النَجاءِ إِذا ما اِستُعجِلَ العَنَقُ
فَظَلَّ حِرباؤُها لِلشَمسِ مُصطَخِداً / كَأَنَّهُ وارِمُ الأَوداجِ مُختَنِقُ
وَالرِجلُ لاحِقَةٌ مِنها بِأَوَّلِها / وَفي يَدَيها إِذا اِستَعرَضتَها دَفَقُ
كَأَنَّها بَعدَ ضَمِّ السَيرِ جَبلَتَها / مِن وَحشِ غَزَّةَ موشِيُّ الشَوى لَهَقُ
باتَ إِلى جانِبٍ مِنها يُكَفِّئُهُ / ليلٌ طَويلٌ وَقَلبٌ خائِفٌ أَرِقُ
باتَت لَهُ لَيلَةٌ هاجَت بَوارِقُها / وَمُرزِمٌ مِن سَحابِ العَينِ يَأتَلِقُ
فَالقَطرُ كَاللُؤلُؤِ المَنثورِ يَنفُضُهُ / إِذا اِقشَعَرَّ بِهِ سِربالُهُ اللَثِقُ
يَلوذُ لَيلَتَهُ مِنها بِغَرقَدَةٍ / وَالغُصنُ يَنطُفُ فَوقَ المَتنِ وَالوَرَقِ
حَتّى إِذا كادَ ضَوءُ الصُبحِ يَفضَحُهُ / وَكادَ عَنهُ سَوادُ اللَيلِ يَنطَلِقُ
هاجَت بِهِ ذُبَّلٌ مُسحٌ جَواعِرُها / كَأَنَّما هُنَّ مِن نَبعِيَّةٍ شِقَقُ
فَظَلَّ يَهوي إِلى أَمرٍ يُساقُ لَهُ / وَأَتبَعَتهُ كِلابُ الحَيِّ تَستَبِقُ
يُفَرِّجُ المَوتَ عَنهُ قَد تَحَضَّرَهُ / وَكِدنَ يَلحَقنَهُ أَو قَد دَنا اللَحَقُ
لَمّا لَحِقنَ بِهِ أَنحى بِمِغوَلِهِ / يَملَأ فَرائِصَها مِن طَعنِهِ العَلَقُ
فَكَرَّ ذو حَربَةٍ يَحمي حَقيقَتَهُ / إِذا نَحا لِكُلاها الرَوقَ يَمتَرِقُ
فَهُنَّ مِن بَينِ مَتروكٍ بِهِ رَمَقٌ / صَرعى وَآخَرَ لَم يُترَك بِهِ رَمَقُ
يَومَ لَقَيناكَ تَرمينا السَمومُ وَقَد / كادَ المُلاءُ مِنَ الكَتّانِ يَحتَرِقُ
عَلى مَسانيفَ يَجري ماءُ أَعيُنِها / إِذا تَلَغَّبَهُنَّ السَربَخُ القَرِقُ
في غَمرَةٍ مِن سَحابِ الآلِ يَرفَعُهُم / يَطفونَ فيها قَليلاً ثُمَّ تَنخَرِقُ
عَن ذُبَّلِ اللَحمِ تَهديهِنَّ مُعجَلَةٌ / إِذا تَفَصَّدَ مِن أَقرابِها العَرَقُ
كَأَنَّ أَنساعَها مِن طولِ ما ضَمَرَت / وُشحٌ تَقَعقَعَ فيها رَفرَفٌ قَلِقُ
تَعلو الفَلاةَ إِذا خَبَّ السَرابُ بِها / كَما تَخُبُّ ذِئابُ القَفرَةِ الوُرُقُ
إِلى اِمرِئٍ لا تَخَطّاهُ الرِفاقُ وَلا / جَدبِ الخُوانِ إِذا ما اِستُبطِئَ المَرَقُ
صُلبِ الحَيازيمِ لا هَذرِ الكَلامِ إِذا / هَزَّ القَناةَ وَلا مُستَعجِلٌ رَهِقُ
وَأَنتَ يا اِبنَ زِيادٍ عِندَنا حَسَنٌ / مِنكَ البَلاءُ وَأَنتَ الناصِحُ الشَفِقُ
وَالمُستَقِلُّ بِأَمرٍ لا يَقومُ لَهُ / غُسٌّ مِنَ القَومِ رِعديدٌ وَلا فَرِقُ
وَأَنتَ خَيرُ اِبنِ أُختٍ يُستَطافُ بِهِ / إِذا تَزَعزَعَ فَوقَ الفَيلَقِ الخِرَقُ
مُوَطَّأُ البَيتِ مَحمودٌ شَمائِلُهُ / عِندَ الحَمالَةِ لا كَزٌّ وَلا وَعِقُ
ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَةً
ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَةً / وَفي كُلَيبٍ رِباطُ الذُلِّ وَالعارِ
النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلوا / وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحرَمَ الجارِ
وَالظاعِنينَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم / وَما لَهُم مِن قَديمٍ غَيرُ أَعيارِ
بِمُعرِضٍ أَو مُعيدٍ أَو بَني الخَطَفى / تَرجو جَريرُ مُساماتي وَأَخطاري
قَومٌ إِذا اِستَنبَحَ الأَضيافُ كَلبَهُمُ / قالوا لِأُمِّهِمِ بولي عَلى النارِ
لا يَثأَرونَ بِقَتلاهُم إِذا قُتِلوا / وَلا يَكُرّونَ يَوماً عِندَ إِجحارِ
وَلا يَزالونَ شَتّى في بُيوتِهِمِ / يَسعَونَ مِن بَينِ مَلهوفٍ وَفَرّارِ
فَاِقعُد جَريرُ فَقَد لاقَيتَ مُطَّلِعاً / صَعباً وَلاقاكَ بَحرٌ مُفعَمٌ جاري
هَلّا كَفَيتُم مَعَدّاً يَومَ مُضلِعَةٍ / كَما كَفَينا مَعَدّاً يَومَ ذي قارِ
جاءَت كَتائِبُ كِسرى وَهيَ مُغضَبَةٌ / فَاِستَأصَلوها وَأَردَوا كُلَّ جَبّارِ
هَلّا مَنَعتَ شُرَحبيلاً وَقَد حَدِبَت / لَهُ تَميمٌ بِجَمعٍ غَيرِ أَخيارِ
يَومَ الكُلابِ وَقَد سيقَت نِسائُهُمُ / سَوقَ الجَلائِبِ مِن عونٍ وَأَبكارِ
مُستَردَفاتٍ أَفاءَتها الرِماحُ لَنا / تَدعو رِياحاً وَتَدعو رَهطَ مَرّارِ
أَهوى أَبو حَنَشٍ طَعناً فَأَشعَرَهُ / نَجلاءَ فَوهاءَ تُعيِي كُلَّ مِسبارِ
وَالوَردُ يَردي بِعُصمٍ في شَريدِهِمِ / كَأَنَّهُ لاحِبٌ يَسعى بِمِئجارِ
يَدعو فَوارِسَ لا مَيلاً وَلا عُزُلاً / مِنَ اللَهازِمِ شيباً غَيرَ أَغمارِ
المانِعينَ غَداةَ الرَوعِ ما كَرِهوا / إِذا تَلَبَّسَ وُرّادٌ بِصُدّارِ
وَالمُطعِمينَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةً / تُزجي الجَهامَ سَديفَ المُربِعِ الواري
إِذ كانَ مَنزِلُكَ المَرَّوتَ مُنجَحِراً / يا اِبنَ المَراغَةِ يا حُبلى بِمُختارِ
جاءَت بِهِ مُعجَلاً عَن غِبِّ سابِعَةٍ / مِن ذي لَهالِهَ جَهمِ الوَجهِ كَالقارِ
أُمُّ لَئيمَةُ نَجلِ الفَحلِ مُقرِفَةٌ / أَدَّت لِفَحلٍ لَئيمِ النَجلِ شَخّارِ
لَقَد غَدَوتَ عَلى النَدمانِ لا حَصِرُ
لَقَد غَدَوتَ عَلى النَدمانِ لا حَصِرُ / يُخشى أَذاهُ وَلا مُستَبطَأٌ زَمِرُ
طَلقُ اليَدَينِ كَبِشرٍ أَو أَبي حَنَشٍ / لا واغِلٌ حينَ تَلقاهُ وَلا حَصِرُ
وَقَد يُغادي أَبو غَيلانَ رُفقَتَهُ / بِقَهوَةٍ لَيسَ في ناجودِها كَدَرُ
سُلافَةٍ حَصَلَت مِن شارِفٍ خَلَقٍ / كَأَنَّما فارَ مِنها أَبجَلٌ نَعِرُ
عانِيَّةٌ تَرفَعُ الأَرواحُ نَفحَتَها / لَو كانَ تُسقى بِها الأَمواتُ قَد نَشَروا
وَقَد أُحادِثُ أَروى وَهيَ خالِيَةٌ / فَلا الحَديثُ شَفى مِنها وَلا النَظَرُ
لَيسَت تُداويكَ مِن داءٍ تُخامِرُهُ / أَروى وَلا أَنتَ مِمّا عِندَها تَقِرُ
كَأَنَّ فارَةَ مِسكٍ غارَ تاجِرُها / حَتّى اِشتَراها بِأَغلى بَيعِهِ التَجِرُ
عَلى مُقَبَّلِ أَروى أَو مُشَعشَعَةً / يَعلو الزُجاجَةَ مِنها كَوكَبٌ خَصِرُ
هَل تُدنِيَنَّكَ مِن أَروى مُقَتَّلَةٌ / لا ناكِتٌ يُشتَكى مِنها وَلا زَوَرُ
كَأَنَّها أَخدَرِيٌّ في حَلائِلِهِ / لَهُ بِكُلِّ مَكانٍ عازِبٍ أَثَرُ
أَحفَظُ غَيرانُ ما تُسطاعُ عانَتُهُ / لا الوِردُ وِردٌ وَلا إِصدارُهُ صَدَرُ
أَحمَرُ تَحسِبُ لَونَ الوَرسِ خالَطَهُ / كَأَنَّهُ حينَ يَهوي مُدبِراً حَجَرُ
في عانَةٍ رَعَتِ الأَوعارَ صَيفَتَها / حَتّى إِذا زَهِمَ الأَكفالُ وَالسُرَرُ
صارَت سَماحيجَ قُبّاً ساعَةَ اِدَّرَعَت / شَعبانَ وَاِنجابَ عَن أَكفالِها الوَبَرُ
كَأَنَّ أَقرابَها القُبطِيُّ إِذ ضَمَرَت / وَكادَ مِنها بَقايا الماءِ يُعتَصَرُ
يَشُلُّهُنَّ عَلى الأَهواءِ ذو ضَرَرٍ / عَلى الضَغائِنِ حَتّى يَذهَبَ الأَشَرُ
دامي الخَياشيمِ قَد أَوجَعنَ حاجِبَهُ / فَهوَ يُعاقِبُ أَحياناً فَيَنتَصِرُ
مِسحاجُ عونٍ طَوَتهُ البيدُ صَيفَتَهُ / فَالضِلعُ كاسِيَةٌ وَالكَشحُ مُضطَمِرٌ
قَد آلَ مِنهُ وَأَبدى مِن جَناجِنِهِ / طولُ النَهارِ وَلَيلٌ دائِبٌ سَهِرُ
حَتّى إِذا وَضَحَت في الصُبحِ واضِحَةً / جَوزاؤُهُ وَأَكَبَّ الشاةُ يَحتَفِرُ
وَزَمَّتِ الريحُ بِالبُهمى جَحافِلُهُ / وَاِجتَمَعَ الفَيضُ مِن نَعمانَ وَالخُضَرُ
وَظَلَّ بِالوَعرِ الظَمآنُ يَعصِبُهُ / يَومٌ تَكادُ شُحومُ الوَحشِ تَصطَهِرُ
يَبحَثُ الأَحساءَ مِن ظَبيٍ وَقَد عَلِمَت / مِن حَيثُ يُفرِغُ فيهِ ماءَهُ الوَعِرُ
وَغَرَّهُ كُلُّ ظَنٍّ كانَ يَأمُلُهُ / مِنَ الثِمادِ وَنَشَّت ماءَها الغُدُرُ
فَهوَ بِها سَيِّئٌ ظَنّاً وَلَيسَ لَهُ / بِالبَيضَتَينِ وَلا بِالعيصِ مُدَّخَرُ
ذَكَّرَها مَنهَلاً زُرقاً شَرائِعُهُ / لَهُ إِذا الريحُ لَفَّت بَينَها نَهَرُ
فَحلٌ عَذومٌ إِذا بَصبَصنَ أَلحَقَهُ / شَدٌّ يُقَصِّرُ عَنهُ المِعبَلُ الحَشِرُ
يَشُلُّهُنَّ بِصَلصالٍ يُحَشرِجُهُ / بَينَ الضُلوعِ وَشَدٍّ لَيسَ يَنبَهِرُ
صُلبُ النُسورِ فَلَيسَ المَروُ يَرهَصُهُ / وَلا المَضائِغُ مِن رُصغَيهِ تَنتَشِرُ
يَذودُ عَنها إِذا أَمسَت بِمَخشِيَةٍ / طَرفَ حَديدٌ وَقَلبٌ خائِفٌ حَذِرُ
فَهُنَّ مُستَوحِشاتٌ يَتَّقينَ بِهِ / وَهوَ عَلى الخَوفِ مُستافٌ وَمُقتَفِرُ
نِعمَ المُجيرُ سِماكٌ مِن بَني أَسَدٍ
نِعمَ المُجيرُ سِماكٌ مِن بَني أَسَدٍ / بِالمَرجِ إِذ قَتَلَت جيرانَها مُضَرُ
في غَيرِ شَيءٍ أَقَلَّ اللَهُ خَيرَهُمُ / ما إِن لَهُم دِمنَةٌ فيهِم وَلا ثُؤَرُ
إِنَّ سِماكاً بَنى مَجداً لِأُسرَتِهِ / حَتّى المَماتِ وَفِعلُ الخَيرِ يُبتَدَرُ
قَد كُنتُ أَحسِبُهُ قَيناً وَأُنبَؤُهُ / فَاليَومَ طَيَّرَ عَن أَثوابِهِ الشَرَرُ
لَم يُلهِهِ عَن سَوامِ الخَيرِ قَد عَلِموا / أَمرُ الضَعيفِ وَلا مِن حِلمِهِ البَطَرُ
أَبلى بَلاءَ كَريمٍ لَن يَزالَ لَهُ / مِنهُ بِعاقِبَةٍ مَجدٌ وَمُفتَخَرُ
تُضيءُ في اللَيلَةِ الظَلماءِ سُنَّتُهُ / كَما يُضيءُ لِمَن يَسري بِهِ القَمَرُ
فَإِن يَكُن مَعشَرٌ حانَت مَصارِعُهُم / مَنى لَهُم غَيرَ ماني مُنيَةٍ قَدَرُ
فَقَد نَكونُ كِراماً ما نُضامُ وَقَد / يَنمي لَنا قَبلَ مَرجِ الصُفَّرِ الظَفَرُ
وَالخَيلُ تَشتَدُّ مَعقوداً قَوادِمُها / تَعدو وَتَمتَخِضُ الأَكفالُ وَالسُرَرُ
عَشِيَّةَ الفَيلَقُ الخَضراءُ تَحطِمُهُم / ما إِن يُواجِهُها سَهمٌ وَلا حَجَرُ
راحَ القَطينُ مِنَ الثَغراءِ أَو بَكَروا
راحَ القَطينُ مِنَ الثَغراءِ أَو بَكَروا / وَصَدَّقوا مِن نَهارِ الأَمسِ ما ذَكَروا
إِنّي إِذا حَلَبُ الغَلباءِ قاطِبَةً / حَولي وَبَكرٌ وَعَبدُ القَيسِ وَالنَمِرُ
أَعَزُّ مَن وَلَدَت حَوّاءُ مِن وَلَدٍ / إِنَّ الرَباءَ لَهُم وَالفَخرَ إِن فَخَروا
يا كَلبُ أَن لَم تَكُن فيكُم مُحافَظَةٌ / ما في قُضاعَةَ مَنجاةٌ وَلا خَطَرُ
أَعَبدَ آلِ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ / عَبسٍ تَخافونَ وَالعَبسِيُّ مُحتَقَرُ
ما كانَ يُرجى نَدى عَبسِ الحِجازِ وَلا / يُخشى نَفيرُ بَني عَبسٍ إِذا نَفَروا
وَلا يُصَلّي عَلى مَوتاهُمُ أَحَدٌ / وَلا تَقَبَّلُ أَرضُ اللَهِ ما قَبَروا
إِذا أَناخوا هَداياهُم لِمَنحَرِها / فَهُم أَضَلُّ مِنَ البُدنِ الَّتي نَحَروا
فَأَقسَمَ المَجدُ فيهِم لا يُحالِفهُم / حَتّى يُحالِفَ بَطنَ الراحَةِ الشَعَرُ
حَلَّت سُلَيمى بِدَوغانٍ وَشَطَّ بِها
حَلَّت سُلَيمى بِدَوغانٍ وَشَطَّ بِها / غَربُ النَوى وَتَرى في خُلقِها أَوَدا
خَودٌ يَهَشُّ لَها قَلبي إِذا ذُكِرَت / يَوماً كَما يَفرَحُ الباغي بِما وَجَدا
إِنّي اِمتَدَحتُ جَريرَ الخَيرِ إِنَّ لَهُ / عِندي بِنائِلِهِ الإِحسانَ وَالصَفَدا
إِنَّ جَريراً شِهابُ الحَربِ يَسعَرُها / إِذا تَواكَلَها أَصحابُهُ وَقَدا
جَرَّ القَنابِلَ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ / يَغشى بِهِنَّ سُهولَ الأَرضِ وَالجَدَدا
تَحمِلُهُ كُلُّ مِرداةٍ مُجَلَّلَةٍ / تَخالُ فيها إِذا ما هَروَلَت حَرَدا
عُوجٌ عَناجيحُ أَو شُهبٌ مُقَلِّصَةٌ / قَد أَورَثَ الغَزوُ في أَصلابِها عُقَدا
ماضٍ تَرى الطَيرَ تَردي في مَنازِلِهِ / عَلى مَزاحيفَ كانَت تَبلُغُ النَجَدا
يَومَ قُضاعَةُ مَجدوعٌ مَعاطِسُها / وَهوَ أَشَمُّ تَرى في رَأسِهِ صَيَدا
صافى الرَسولَ وَمِن قَومٍ هُمُ ضَمِنوا / مالَ الغَريبِ وَمَن ذا يَضمَنُ الأَبَدا
كانوا إِذا حَلَّ جارٌ في بُيوتِهِمِ / عادوا عَلَيهِ وَأَحصَوا مالَهُ عَدَدا
فَقَد أَجاروا بِإِذنِ اللَهِ عُصبَتَنا / إِذ لا يَكادُ يُحِبُّ الوالِدُ الوَلَدا
قَومٌ يَظَلّونَ خُشعاً في مَساجِدِهِم / وَلا يَدينونَ إِلّا الواحِدَ الصَمدا
يا عامِرُ اِبنَ عُمَيرٍ أَنتَ مِدرَهُنا
يا عامِرُ اِبنَ عُمَيرٍ أَنتَ مِدرَهُنا / بِالتَلِّ يَومَ تَلاقَت أَوجُهُ العَرَبِ
يا رُبَّ داعٍ دَعا وَالمَوتُ يَكرُبُهُ / حَتّى تَناوَلَهُ مِن عامِرٍ سَبَبُ
راحٌ تَعارَفَ فيها مَعشَرٌ شُطُرٌ
راحٌ تَعارَفَ فيها مَعشَرٌ شُطُرٌ / ما بَينَهُم غَيرَها إِلٌّ وَلا نَسَبُ
كَأَنَّها حينَ تَجلوها بِمَنزِلَةٍ / مِنَ الدِنانِ عَلى خُطّابِها لَهَبُ
تَرى الزُجاجَ وَلَم يُطمَث يَدورُ بِها / كَأَنَّهُ مِن دَمِ الأَجوافِ مُختَضِبُ
حَتّى إِذا اِقتَضَّ ماءَ المُزنِ عُذرَتَها / راحَ الزُجاجُ وَفي أَلوانِهِ صَهَبُ
تَنزو إِذا صَبَّ فيها الماءَ مارِجُها / نَزوَ الجَنادِبِ مِن رَمضاءَ تَلتَهِبُ
حَتّى إِذا أَخَذَت مِنهُم مَآخِذَها / وَأَنغَضوا الهامَ حَتّى كادَ يَنقَلِبُ
راحوا وَهُم يَحسِبونَ الأَرضَ في فَلَكٍ / إِن صُرِّعوا وَقَتِ الراحاتُ وَالرُكَبُ
إِذا هَوى بَعضُهُم مِنها لِمَفرِقِهِ / قالوا اِنتَهِض ما عَلى شَرّيبِها عَطَبُ
ما زالَتِ الدورُ وَالأَبوابُ تَدفَعُني
ما زالَتِ الدورُ وَالأَبوابُ تَدفَعُني / حَتّى اِنتَهَيتُ إِلى دَيرِ اِبنِ قابوسِ
حَتّى اِنتَهيتُ إِلى حُرٍّ لَهُ كَرَمٌ / يَقري المُدامَ عَلى الإيسارِ وَالبوسِ