القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَخْطَل التَّغلِبي الكل
المجموع : 31
لا يَرهَبُ الضَبعَ مَن أَمسَت بِعَقوَتِهِ
لا يَرهَبُ الضَبعَ مَن أَمسَت بِعَقوَتِهِ / إِلّا الأَذِلّانِ زَيدُ اللاتِ وَالغَنَمُ
هاتا لَهُنَّ ثُغاءُ وَهيَ جائِلَةٌ / وَهَؤُلا قابِلو خَسفٍ وَإِن رَغَموا
وَما أَصابَت تَميمٌ إِذ تُفاخِرُنا
وَما أَصابَت تَميمٌ إِذ تُفاخِرُنا / إِلّا العَناءَ وَإِلّا الحينَ وَالعَبَثا
قَومي أَباروا تَميماً حَولَ رَبِّهِمِ / يَومَ الكُلابِ وَقَومي أَوثَقوا شَبَثا
يا مَيَّ هَلّا يُجازي بَعضُ وَدَّكُمُ
يا مَيَّ هَلّا يُجازي بَعضُ وَدَّكُمُ / أَم لا يُفادى أَسيرٌ عِندَكُم غَلِقُ
فَلا يَكونَنَّ هَذا عَهدَنا بِكُمُ / إِنَّ النَوى بَعدَ شَحطِ الدارِ تَتَّفِقُ
إِمّا تَريني حَناني الدَهرُ مِن كِبَرٍ / وَأَلبَسَتني لَهُ ديباجَةٌ خَلَقُ
فَقَد تُهازِلُني المُستَقتِلاتُ وَقَد / يَعتادُني عِندَ ذاتِ الموتَةِ الأَنَقُ
وَقَد يُكَلِّفُني قَلبي فَأَزجُرُهُ / رَبعاً غَداةَ غَدَوا أَهواؤُهُم فِرَقُ
وَقَد أَقولُ لِثَورٍ هَل تَرى ظُعُناً / يَحدو بِهِنَّ حِذاري مُشفِقٌ شَنِقُ
كَأَنَّها بِالرَحا سُفنٌ مُلَجِّجَةٌ / أَو حائِشٌ مِن جُواثى ناعِمٌ سُحُقُ
يَرفَعُها الآلُ لِلتالي فَيُدرِكُهُم / طَرفٌ حَديدٌ وَطَرفٌ دونَهُم غَرِقُ
حَتّى لَحِقنا وَقَد زالَ النَهارُ وَقَد / مالَت لَهُنَّ بِأَعلى خَينَفَ البُرَقُ
فَهُنَّ يَرمينَنا مِن كُلِّ مُرتَقَبٍ / بِأَعيُنٍ لَم يُخالِط كُحلَها الزَرَقُ
يُبطِرنَ ذا الشَيبِ وَالإِسلامِ هَمَّتَهُ / وَيَستَقيدُ لَهُنَّ الأَهيَفُ الرَوِقُ
وَفِتيَةٍ غَيرِ أَنذالٍ رَفَعتُ لَهُم / سَحقَ الرِداءِ عَلى عَلياءَ تَختَفِقُ
رَفَعتُهُ وَهوَ يَهفو في عَمائِمِهِم / كَأَنَّهُ طائِرٌ في رِجلِهِ عَلِقُ
نَفسي فِداءُ أَبي حَربٍ غَداةَ غَدا / مُخالِطُ الجِنِّ أَو مُستَوحِشٌ فَرِقُ
عَلى مُذَكَّرَةٍ تَرمي الفُروجَ بِها / غَولِ النَجاءِ إِذا ما اِستُعجِلَ العَنَقُ
فَظَلَّ حِرباؤُها لِلشَمسِ مُصطَخِداً / كَأَنَّهُ وارِمُ الأَوداجِ مُختَنِقُ
وَالرِجلُ لاحِقَةٌ مِنها بِأَوَّلِها / وَفي يَدَيها إِذا اِستَعرَضتَها دَفَقُ
كَأَنَّها بَعدَ ضَمِّ السَيرِ جَبلَتَها / مِن وَحشِ غَزَّةَ موشِيُّ الشَوى لَهَقُ
باتَ إِلى جانِبٍ مِنها يُكَفِّئُهُ / ليلٌ طَويلٌ وَقَلبٌ خائِفٌ أَرِقُ
باتَت لَهُ لَيلَةٌ هاجَت بَوارِقُها / وَمُرزِمٌ مِن سَحابِ العَينِ يَأتَلِقُ
فَالقَطرُ كَاللُؤلُؤِ المَنثورِ يَنفُضُهُ / إِذا اِقشَعَرَّ بِهِ سِربالُهُ اللَثِقُ
يَلوذُ لَيلَتَهُ مِنها بِغَرقَدَةٍ / وَالغُصنُ يَنطُفُ فَوقَ المَتنِ وَالوَرَقِ
حَتّى إِذا كادَ ضَوءُ الصُبحِ يَفضَحُهُ / وَكادَ عَنهُ سَوادُ اللَيلِ يَنطَلِقُ
هاجَت بِهِ ذُبَّلٌ مُسحٌ جَواعِرُها / كَأَنَّما هُنَّ مِن نَبعِيَّةٍ شِقَقُ
فَظَلَّ يَهوي إِلى أَمرٍ يُساقُ لَهُ / وَأَتبَعَتهُ كِلابُ الحَيِّ تَستَبِقُ
يُفَرِّجُ المَوتَ عَنهُ قَد تَحَضَّرَهُ / وَكِدنَ يَلحَقنَهُ أَو قَد دَنا اللَحَقُ
لَمّا لَحِقنَ بِهِ أَنحى بِمِغوَلِهِ / يَملَأ فَرائِصَها مِن طَعنِهِ العَلَقُ
فَكَرَّ ذو حَربَةٍ يَحمي حَقيقَتَهُ / إِذا نَحا لِكُلاها الرَوقَ يَمتَرِقُ
فَهُنَّ مِن بَينِ مَتروكٍ بِهِ رَمَقٌ / صَرعى وَآخَرَ لَم يُترَك بِهِ رَمَقُ
يَومَ لَقَيناكَ تَرمينا السَمومُ وَقَد / كادَ المُلاءُ مِنَ الكَتّانِ يَحتَرِقُ
عَلى مَسانيفَ يَجري ماءُ أَعيُنِها / إِذا تَلَغَّبَهُنَّ السَربَخُ القَرِقُ
في غَمرَةٍ مِن سَحابِ الآلِ يَرفَعُهُم / يَطفونَ فيها قَليلاً ثُمَّ تَنخَرِقُ
عَن ذُبَّلِ اللَحمِ تَهديهِنَّ مُعجَلَةٌ / إِذا تَفَصَّدَ مِن أَقرابِها العَرَقُ
كَأَنَّ أَنساعَها مِن طولِ ما ضَمَرَت / وُشحٌ تَقَعقَعَ فيها رَفرَفٌ قَلِقُ
تَعلو الفَلاةَ إِذا خَبَّ السَرابُ بِها / كَما تَخُبُّ ذِئابُ القَفرَةِ الوُرُقُ
إِلى اِمرِئٍ لا تَخَطّاهُ الرِفاقُ وَلا / جَدبِ الخُوانِ إِذا ما اِستُبطِئَ المَرَقُ
صُلبِ الحَيازيمِ لا هَذرِ الكَلامِ إِذا / هَزَّ القَناةَ وَلا مُستَعجِلٌ رَهِقُ
وَأَنتَ يا اِبنَ زِيادٍ عِندَنا حَسَنٌ / مِنكَ البَلاءُ وَأَنتَ الناصِحُ الشَفِقُ
وَالمُستَقِلُّ بِأَمرٍ لا يَقومُ لَهُ / غُسٌّ مِنَ القَومِ رِعديدٌ وَلا فَرِقُ
وَأَنتَ خَيرُ اِبنِ أُختٍ يُستَطافُ بِهِ / إِذا تَزَعزَعَ فَوقَ الفَيلَقِ الخِرَقُ
مُوَطَّأُ البَيتِ مَحمودٌ شَمائِلُهُ / عِندَ الحَمالَةِ لا كَزٌّ وَلا وَعِقُ
ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَةً
ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَةً / وَفي كُلَيبٍ رِباطُ الذُلِّ وَالعارِ
النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلوا / وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحرَمَ الجارِ
وَالظاعِنينَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم / وَما لَهُم مِن قَديمٍ غَيرُ أَعيارِ
بِمُعرِضٍ أَو مُعيدٍ أَو بَني الخَطَفى / تَرجو جَريرُ مُساماتي وَأَخطاري
قَومٌ إِذا اِستَنبَحَ الأَضيافُ كَلبَهُمُ / قالوا لِأُمِّهِمِ بولي عَلى النارِ
لا يَثأَرونَ بِقَتلاهُم إِذا قُتِلوا / وَلا يَكُرّونَ يَوماً عِندَ إِجحارِ
وَلا يَزالونَ شَتّى في بُيوتِهِمِ / يَسعَونَ مِن بَينِ مَلهوفٍ وَفَرّارِ
فَاِقعُد جَريرُ فَقَد لاقَيتَ مُطَّلِعاً / صَعباً وَلاقاكَ بَحرٌ مُفعَمٌ جاري
هَلّا كَفَيتُم مَعَدّاً يَومَ مُضلِعَةٍ / كَما كَفَينا مَعَدّاً يَومَ ذي قارِ
جاءَت كَتائِبُ كِسرى وَهيَ مُغضَبَةٌ / فَاِستَأصَلوها وَأَردَوا كُلَّ جَبّارِ
هَلّا مَنَعتَ شُرَحبيلاً وَقَد حَدِبَت / لَهُ تَميمٌ بِجَمعٍ غَيرِ أَخيارِ
يَومَ الكُلابِ وَقَد سيقَت نِسائُهُمُ / سَوقَ الجَلائِبِ مِن عونٍ وَأَبكارِ
مُستَردَفاتٍ أَفاءَتها الرِماحُ لَنا / تَدعو رِياحاً وَتَدعو رَهطَ مَرّارِ
أَهوى أَبو حَنَشٍ طَعناً فَأَشعَرَهُ / نَجلاءَ فَوهاءَ تُعيِي كُلَّ مِسبارِ
وَالوَردُ يَردي بِعُصمٍ في شَريدِهِمِ / كَأَنَّهُ لاحِبٌ يَسعى بِمِئجارِ
يَدعو فَوارِسَ لا مَيلاً وَلا عُزُلاً / مِنَ اللَهازِمِ شيباً غَيرَ أَغمارِ
المانِعينَ غَداةَ الرَوعِ ما كَرِهوا / إِذا تَلَبَّسَ وُرّادٌ بِصُدّارِ
وَالمُطعِمينَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةً / تُزجي الجَهامَ سَديفَ المُربِعِ الواري
إِذ كانَ مَنزِلُكَ المَرَّوتَ مُنجَحِراً / يا اِبنَ المَراغَةِ يا حُبلى بِمُختارِ
جاءَت بِهِ مُعجَلاً عَن غِبِّ سابِعَةٍ / مِن ذي لَهالِهَ جَهمِ الوَجهِ كَالقارِ
أُمُّ لَئيمَةُ نَجلِ الفَحلِ مُقرِفَةٌ / أَدَّت لِفَحلٍ لَئيمِ النَجلِ شَخّارِ
لَقَد غَدَوتَ عَلى النَدمانِ لا حَصِرُ
لَقَد غَدَوتَ عَلى النَدمانِ لا حَصِرُ / يُخشى أَذاهُ وَلا مُستَبطَأٌ زَمِرُ
طَلقُ اليَدَينِ كَبِشرٍ أَو أَبي حَنَشٍ / لا واغِلٌ حينَ تَلقاهُ وَلا حَصِرُ
وَقَد يُغادي أَبو غَيلانَ رُفقَتَهُ / بِقَهوَةٍ لَيسَ في ناجودِها كَدَرُ
سُلافَةٍ حَصَلَت مِن شارِفٍ خَلَقٍ / كَأَنَّما فارَ مِنها أَبجَلٌ نَعِرُ
عانِيَّةٌ تَرفَعُ الأَرواحُ نَفحَتَها / لَو كانَ تُسقى بِها الأَمواتُ قَد نَشَروا
وَقَد أُحادِثُ أَروى وَهيَ خالِيَةٌ / فَلا الحَديثُ شَفى مِنها وَلا النَظَرُ
لَيسَت تُداويكَ مِن داءٍ تُخامِرُهُ / أَروى وَلا أَنتَ مِمّا عِندَها تَقِرُ
كَأَنَّ فارَةَ مِسكٍ غارَ تاجِرُها / حَتّى اِشتَراها بِأَغلى بَيعِهِ التَجِرُ
عَلى مُقَبَّلِ أَروى أَو مُشَعشَعَةً / يَعلو الزُجاجَةَ مِنها كَوكَبٌ خَصِرُ
هَل تُدنِيَنَّكَ مِن أَروى مُقَتَّلَةٌ / لا ناكِتٌ يُشتَكى مِنها وَلا زَوَرُ
كَأَنَّها أَخدَرِيٌّ في حَلائِلِهِ / لَهُ بِكُلِّ مَكانٍ عازِبٍ أَثَرُ
أَحفَظُ غَيرانُ ما تُسطاعُ عانَتُهُ / لا الوِردُ وِردٌ وَلا إِصدارُهُ صَدَرُ
أَحمَرُ تَحسِبُ لَونَ الوَرسِ خالَطَهُ / كَأَنَّهُ حينَ يَهوي مُدبِراً حَجَرُ
في عانَةٍ رَعَتِ الأَوعارَ صَيفَتَها / حَتّى إِذا زَهِمَ الأَكفالُ وَالسُرَرُ
صارَت سَماحيجَ قُبّاً ساعَةَ اِدَّرَعَت / شَعبانَ وَاِنجابَ عَن أَكفالِها الوَبَرُ
كَأَنَّ أَقرابَها القُبطِيُّ إِذ ضَمَرَت / وَكادَ مِنها بَقايا الماءِ يُعتَصَرُ
يَشُلُّهُنَّ عَلى الأَهواءِ ذو ضَرَرٍ / عَلى الضَغائِنِ حَتّى يَذهَبَ الأَشَرُ
دامي الخَياشيمِ قَد أَوجَعنَ حاجِبَهُ / فَهوَ يُعاقِبُ أَحياناً فَيَنتَصِرُ
مِسحاجُ عونٍ طَوَتهُ البيدُ صَيفَتَهُ / فَالضِلعُ كاسِيَةٌ وَالكَشحُ مُضطَمِرٌ
قَد آلَ مِنهُ وَأَبدى مِن جَناجِنِهِ / طولُ النَهارِ وَلَيلٌ دائِبٌ سَهِرُ
حَتّى إِذا وَضَحَت في الصُبحِ واضِحَةً / جَوزاؤُهُ وَأَكَبَّ الشاةُ يَحتَفِرُ
وَزَمَّتِ الريحُ بِالبُهمى جَحافِلُهُ / وَاِجتَمَعَ الفَيضُ مِن نَعمانَ وَالخُضَرُ
وَظَلَّ بِالوَعرِ الظَمآنُ يَعصِبُهُ / يَومٌ تَكادُ شُحومُ الوَحشِ تَصطَهِرُ
يَبحَثُ الأَحساءَ مِن ظَبيٍ وَقَد عَلِمَت / مِن حَيثُ يُفرِغُ فيهِ ماءَهُ الوَعِرُ
وَغَرَّهُ كُلُّ ظَنٍّ كانَ يَأمُلُهُ / مِنَ الثِمادِ وَنَشَّت ماءَها الغُدُرُ
فَهوَ بِها سَيِّئٌ ظَنّاً وَلَيسَ لَهُ / بِالبَيضَتَينِ وَلا بِالعيصِ مُدَّخَرُ
ذَكَّرَها مَنهَلاً زُرقاً شَرائِعُهُ / لَهُ إِذا الريحُ لَفَّت بَينَها نَهَرُ
فَحلٌ عَذومٌ إِذا بَصبَصنَ أَلحَقَهُ / شَدٌّ يُقَصِّرُ عَنهُ المِعبَلُ الحَشِرُ
يَشُلُّهُنَّ بِصَلصالٍ يُحَشرِجُهُ / بَينَ الضُلوعِ وَشَدٍّ لَيسَ يَنبَهِرُ
صُلبُ النُسورِ فَلَيسَ المَروُ يَرهَصُهُ / وَلا المَضائِغُ مِن رُصغَيهِ تَنتَشِرُ
يَذودُ عَنها إِذا أَمسَت بِمَخشِيَةٍ / طَرفَ حَديدٌ وَقَلبٌ خائِفٌ حَذِرُ
فَهُنَّ مُستَوحِشاتٌ يَتَّقينَ بِهِ / وَهوَ عَلى الخَوفِ مُستافٌ وَمُقتَفِرُ
نِعمَ المُجيرُ سِماكٌ مِن بَني أَسَدٍ
نِعمَ المُجيرُ سِماكٌ مِن بَني أَسَدٍ / بِالمَرجِ إِذ قَتَلَت جيرانَها مُضَرُ
في غَيرِ شَيءٍ أَقَلَّ اللَهُ خَيرَهُمُ / ما إِن لَهُم دِمنَةٌ فيهِم وَلا ثُؤَرُ
إِنَّ سِماكاً بَنى مَجداً لِأُسرَتِهِ / حَتّى المَماتِ وَفِعلُ الخَيرِ يُبتَدَرُ
قَد كُنتُ أَحسِبُهُ قَيناً وَأُنبَؤُهُ / فَاليَومَ طَيَّرَ عَن أَثوابِهِ الشَرَرُ
لَم يُلهِهِ عَن سَوامِ الخَيرِ قَد عَلِموا / أَمرُ الضَعيفِ وَلا مِن حِلمِهِ البَطَرُ
أَبلى بَلاءَ كَريمٍ لَن يَزالَ لَهُ / مِنهُ بِعاقِبَةٍ مَجدٌ وَمُفتَخَرُ
تُضيءُ في اللَيلَةِ الظَلماءِ سُنَّتُهُ / كَما يُضيءُ لِمَن يَسري بِهِ القَمَرُ
فَإِن يَكُن مَعشَرٌ حانَت مَصارِعُهُم / مَنى لَهُم غَيرَ ماني مُنيَةٍ قَدَرُ
فَقَد نَكونُ كِراماً ما نُضامُ وَقَد / يَنمي لَنا قَبلَ مَرجِ الصُفَّرِ الظَفَرُ
وَالخَيلُ تَشتَدُّ مَعقوداً قَوادِمُها / تَعدو وَتَمتَخِضُ الأَكفالُ وَالسُرَرُ
عَشِيَّةَ الفَيلَقُ الخَضراءُ تَحطِمُهُم / ما إِن يُواجِهُها سَهمٌ وَلا حَجَرُ
راحَ القَطينُ مِنَ الثَغراءِ أَو بَكَروا
راحَ القَطينُ مِنَ الثَغراءِ أَو بَكَروا / وَصَدَّقوا مِن نَهارِ الأَمسِ ما ذَكَروا
إِنّي إِذا حَلَبُ الغَلباءِ قاطِبَةً / حَولي وَبَكرٌ وَعَبدُ القَيسِ وَالنَمِرُ
أَعَزُّ مَن وَلَدَت حَوّاءُ مِن وَلَدٍ / إِنَّ الرَباءَ لَهُم وَالفَخرَ إِن فَخَروا
يا كَلبُ أَن لَم تَكُن فيكُم مُحافَظَةٌ / ما في قُضاعَةَ مَنجاةٌ وَلا خَطَرُ
أَعَبدَ آلِ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ / عَبسٍ تَخافونَ وَالعَبسِيُّ مُحتَقَرُ
ما كانَ يُرجى نَدى عَبسِ الحِجازِ وَلا / يُخشى نَفيرُ بَني عَبسٍ إِذا نَفَروا
وَلا يُصَلّي عَلى مَوتاهُمُ أَحَدٌ / وَلا تَقَبَّلُ أَرضُ اللَهِ ما قَبَروا
إِذا أَناخوا هَداياهُم لِمَنحَرِها / فَهُم أَضَلُّ مِنَ البُدنِ الَّتي نَحَروا
فَأَقسَمَ المَجدُ فيهِم لا يُحالِفهُم / حَتّى يُحالِفَ بَطنَ الراحَةِ الشَعَرُ
حَلَّت سُلَيمى بِدَوغانٍ وَشَطَّ بِها
حَلَّت سُلَيمى بِدَوغانٍ وَشَطَّ بِها / غَربُ النَوى وَتَرى في خُلقِها أَوَدا
خَودٌ يَهَشُّ لَها قَلبي إِذا ذُكِرَت / يَوماً كَما يَفرَحُ الباغي بِما وَجَدا
إِنّي اِمتَدَحتُ جَريرَ الخَيرِ إِنَّ لَهُ / عِندي بِنائِلِهِ الإِحسانَ وَالصَفَدا
إِنَّ جَريراً شِهابُ الحَربِ يَسعَرُها / إِذا تَواكَلَها أَصحابُهُ وَقَدا
جَرَّ القَنابِلَ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ / يَغشى بِهِنَّ سُهولَ الأَرضِ وَالجَدَدا
تَحمِلُهُ كُلُّ مِرداةٍ مُجَلَّلَةٍ / تَخالُ فيها إِذا ما هَروَلَت حَرَدا
عُوجٌ عَناجيحُ أَو شُهبٌ مُقَلِّصَةٌ / قَد أَورَثَ الغَزوُ في أَصلابِها عُقَدا
ماضٍ تَرى الطَيرَ تَردي في مَنازِلِهِ / عَلى مَزاحيفَ كانَت تَبلُغُ النَجَدا
يَومَ قُضاعَةُ مَجدوعٌ مَعاطِسُها / وَهوَ أَشَمُّ تَرى في رَأسِهِ صَيَدا
صافى الرَسولَ وَمِن قَومٍ هُمُ ضَمِنوا / مالَ الغَريبِ وَمَن ذا يَضمَنُ الأَبَدا
كانوا إِذا حَلَّ جارٌ في بُيوتِهِمِ / عادوا عَلَيهِ وَأَحصَوا مالَهُ عَدَدا
فَقَد أَجاروا بِإِذنِ اللَهِ عُصبَتَنا / إِذ لا يَكادُ يُحِبُّ الوالِدُ الوَلَدا
قَومٌ يَظَلّونَ خُشعاً في مَساجِدِهِم / وَلا يَدينونَ إِلّا الواحِدَ الصَمدا
يا عامِرُ اِبنَ عُمَيرٍ أَنتَ مِدرَهُنا
يا عامِرُ اِبنَ عُمَيرٍ أَنتَ مِدرَهُنا / بِالتَلِّ يَومَ تَلاقَت أَوجُهُ العَرَبِ
يا رُبَّ داعٍ دَعا وَالمَوتُ يَكرُبُهُ / حَتّى تَناوَلَهُ مِن عامِرٍ سَبَبُ
راحٌ تَعارَفَ فيها مَعشَرٌ شُطُرٌ
راحٌ تَعارَفَ فيها مَعشَرٌ شُطُرٌ / ما بَينَهُم غَيرَها إِلٌّ وَلا نَسَبُ
كَأَنَّها حينَ تَجلوها بِمَنزِلَةٍ / مِنَ الدِنانِ عَلى خُطّابِها لَهَبُ
تَرى الزُجاجَ وَلَم يُطمَث يَدورُ بِها / كَأَنَّهُ مِن دَمِ الأَجوافِ مُختَضِبُ
حَتّى إِذا اِقتَضَّ ماءَ المُزنِ عُذرَتَها / راحَ الزُجاجُ وَفي أَلوانِهِ صَهَبُ
تَنزو إِذا صَبَّ فيها الماءَ مارِجُها / نَزوَ الجَنادِبِ مِن رَمضاءَ تَلتَهِبُ
حَتّى إِذا أَخَذَت مِنهُم مَآخِذَها / وَأَنغَضوا الهامَ حَتّى كادَ يَنقَلِبُ
راحوا وَهُم يَحسِبونَ الأَرضَ في فَلَكٍ / إِن صُرِّعوا وَقَتِ الراحاتُ وَالرُكَبُ
إِذا هَوى بَعضُهُم مِنها لِمَفرِقِهِ / قالوا اِنتَهِض ما عَلى شَرّيبِها عَطَبُ
ما زالَتِ الدورُ وَالأَبوابُ تَدفَعُني
ما زالَتِ الدورُ وَالأَبوابُ تَدفَعُني / حَتّى اِنتَهَيتُ إِلى دَيرِ اِبنِ قابوسِ
حَتّى اِنتَهيتُ إِلى حُرٍّ لَهُ كَرَمٌ / يَقري المُدامَ عَلى الإيسارِ وَالبوسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025