المجموع : 133
للهِ في خَلْقِه قَضايا
للهِ في خَلْقِه قَضايا / نافِذَةٌ ما لَها مَرَدُّ
فارْضَ بما قد قضى وأمضى / فبعدَ جَزرِ الخُطوب مَدُّ
ولا تضِقْ بالخُطوبِ ذَرعاً / فرُبَّما يسهُلُ الأشَدُّ
ولاتَكُدَّ نَّكَ الأماني / فالنّكِدُ العَيشُ من يَكُدُّ
وليسَ يُجدي عليكَ جِدُّ / في الأمرِ مالم يُعِنْكَ جَدُّ
كُلُّ صُعودٍ إلى هُبوطِ
كُلُّ صُعودٍ إلى هُبوطِ / كُلُّ نفَاقٍ إلى كَسادِ
كيفَ تُرجى صلاحُ حالٍ / في عالَمِ الكَونِ والفَسادِ
قد مرَّ أمسِ ولم يعبأْ بهِ أحدٌ
قد مرَّ أمسِ ولم يعبأْ بهِ أحدٌ / أفي ثَواءٍ وبؤسٍ مرَّ أمْ رغَدِ
وعنديَ ليومَ قوتٌ أستعينُ بهِ / وإنْ بقيتُ غداً أصلحْتُ أمرَ غدِ
يا حُسنَ لذَّةِ أيّامٍ لَنا سلفَتْ
يا حُسنَ لذَّةِ أيّامٍ لَنا سلفَتْ / وطِيبَ لذَّةِ أيّامِ الصِّبا عُودي
أيّام أسحَبُ ذَيلي في بَطالَتِها / على تَرَنُّمِ ضَربِ النّايِ والعُودِ
وقَهوةٍ وسُلافِ الدَّنِّ صافيةٍ / كالمِسكِ والعنَبرِ الهِنديِّ والعُودِ
تَستَلُّ روحَكَ في أمْنٍ وفي دَعةٍ / إذا جرَتْ مِنك مجرى الماءِ في العُودِ
لِي سيِّدٌ رأيُهُ في كلِّ مُظلِمَةٍ
لِي سيِّدٌ رأيُهُ في كلِّ مُظلِمَةٍ / منَ الأُمورِ إذا استهدَيْتَهُ هادِي
فَعَوْدُ عاداتِه بالخَيرِ مبدؤُهُ / إذا عدا عادةً مِن عادِهَا عادي
ناديهِ نادي النَّدى تلقى مُناديهِ / يصيحُ بالرَّكْب لا تَغدوا بذَا النّادي
ولا تخافوا زماناً حين يُؤْمِنُكُمْ / فليسَ يندؤُكُمْ من شَرِّهِ نادي
للهِ آراؤه نورٌ لُمرتَبِكٍ / يَعيا بهادٍ من بني الأوغادِ أو غادي
لله أيّامه الّلاتي إذا اجْتُلِيِتْ / كانتْ ببهجَتِها أعيادَ أعيادي
نَجني نَداهُ وإمّا يَجْنِ جاهِلُنا / قالَتْ يداهُ صُراحاً للنّدى نادي
لا زالَ يبقى لأَرفادٍ ودامَ لهُ / من الزَّمانِزمانٌ مُسعِدٌ فادي
الشّافِعِيُّ أجلُّ النَّاسِ منزلَةً
الشّافِعِيُّ أجلُّ النَّاسِ منزلَةً / وأعظمُ النَّاسِ في دِينِ الهُدى أثَرا
العَدلُ سِيَرتُهُ والصِّدقِ شِمَتُهُ / والسِّحرُ منظومُةُ والدُّرُّ إنْ نَثَرا
فقُلْ لِمنْ باعَهُ وابتاعَ كاسِدَهْ / أراكَ بِعتْ بخُرْصِ النَّخلَةِ الكَثَرا
وشادِنٍ وَجهُهُ نَهارٌ
وشادِنٍ وَجهُهُ نَهارٌ / وخدُّهُ الغَضُّ جُلَّنارُ
قلتُ لهُ قد جرَحْتَ قَلبي / فقالَ جُرحُ الهَوى جُبارُ
عَزَلْتُ سَمعي وشَمِّي والمذاقَ معاً
عَزَلْتُ سَمعي وشَمِّي والمذاقَ معاً / والحِسَّ عن كلِّ لْهوٍ ماعَدا بَصَري
ومَنْ تجافى عنِ اللّذّاتِ قاطِبةً / مِن غَير عَجزٍ فلا تعذِلْهُ في النَّظَرِ
عليكَ بالعَدلِ إنْ وُلِّيتَ مملكَةً
عليكَ بالعَدلِ إنْ وُلِّيتَ مملكَةً / واحذَر مِنَ الجَورِ فيها غايَةَ الحَذَرِ
فالعدلُ يُبقيهِ أنَّى احتَلَّ من بَلَدٍ / والجَورُ يَفنيهِ في بَدْوٍ وفي حَضَرِ
عظَّمتَ طيبَك لما نِلتَ مَنزلَةٌ
عظَّمتَ طيبَك لما نِلتَ مَنزلَةٌ / وخِلتَ أنَّكَ فُقْتَ السّادةَ الغُرَرا
وقلتَ إنَّكَ أهداهُمْ وأسبَقُهُمْ / ومن ضَلالِ الخُصى أن تَسْبَقَ
شأنكَ يا دمعُ وانحدارَكْ
شأنكَ يا دمعُ وانحدارَكْ / ويا زَفِيرَ الحَشا تدارَكْ
فقد نأى المُنِسُ المُواتي / وقد خَلا المجلِسُ المُبارَكْ
وأيَّ جُرمٍ جنيتُ حتَّى / أبعَدتَ بعدَ الدُّنُوِّ دارَك
وأيَّ ذَنبٍ أتيتُ حتَّى / سُلِبْتُ من شِقْوَتي جِوارَكْ
يا قمرَ الأرض لا أراني / رَبِّي ورَبُّ الورى سِرارَكْ
العِلمُ أنفَسُ عِلْقس أنتَ داخِرُهُ
العِلمُ أنفَسُ عِلْقس أنتَ داخِرُهُ / مَنْ يدرُسِ العِلمَ لم تَدْرُسْ مفاخِرُهُ
فاجهَدْ لِتَعلَمَ ما أصبحْتَ تجهَلُهُ / فأوُّلُ العِلمِ إقبالٌ وآخِرُهُ
يا مَنْ تبجَّحَ بالدُّنيا وزُخرُفِها
يا مَنْ تبجَّحَ بالدُّنيا وزُخرُفِها / طُنْ من صُروفِ لياليها على حَذَرِ
ولا يَغُرُّكَ عَيشٌ إن صَفا وعَفا / فالَمرءُ من غَرَرِ الأيّامِ في غَرَرِ
إنَّ الزَّمانَ كما جَرَّبْتَ خِلقَتَهُ / مُقَسَّمُ الأمرِ بين الصَّفْوِ والكَدَرِ
هل أنتَ شارٍ لنفسي من رَسيسِ جَوَىً
هل أنتَ شارٍ لنفسي من رَسيسِ جَوَىً / بقُلَةٍ عَذْبةٍ أفديكَ من شَار
لولا عِذارُكَ لم أُصبِحْ حليفَ هَوىً / وما غدوْتُ بقَلبٍ هائمٍ شَارِ
إنَّي حلَفْتُ بما في فيكَ من دُرَرٍ / وما بريقِكَ من أَريٍ ومِنَ شارِ
لأَعصِيَنْ كُلَّ لاحِ في هَواكَ ولو / قَدَّ المفاصِلَ من نَفسي بمنشارِ
لي حبيبٌ إذا جفا / بِتُّ مِنهُ على خَطَرْ
وبَلائي بِه ونا / رُ فؤادي إذا خَطَرْ
أفدي الّذي كُلُّ جُزءٍ من محاسِنهِ
أفدي الّذي كُلُّ جُزءٍ من محاسِنهِ / كلُّ ومِن نورِه تَنبَتُّ أنوارُ
بدرٌ إذا ما نهى عنهُ النُّهى فلهُ / طَرْفٌ بعِصيانِ ذاكِ النَّهْيِ أمّارُ
تعاَونَ النَّفس والطَّبعُ الكريمُ معاً / فصوَّراهُ كما يَهوى ويَختارُ
فلِلطَّبيعةِ منهُ حُسْنُ صورَتِه / وفي خلائِقِه للنَّفسِ آثارُ
لئِنْ تنقَلْتُ من دارٍ إلى دارِ
لئِنْ تنقَلْتُ من دارٍ إلى دارِ / وصِرْتَ بعدَ ثواءٍ رَهْنَ أسفارِ
فالحُرَّ حرُّ عزيزُ النَّفسِ حيثُ ثَوى / والشَّمسُ في كُلِّ بُرْجٍ ذات أنوارِ
يا منْ أعادَ رَميمَ المُلْكِ منَشورا
يا منْ أعادَ رَميمَ المُلْكِ منَشورا / وضَمَّ بالرَّأيِ أمراً كانَ مَنشورا
أنتَ الوزيرُ وإنْ تُؤْتَ منشورا / والأمرُ بعدَكَ إنْ لم تُؤتَمَنْ شُورى
قلْ للّذي غرَّهُ عِزُّ وساعدَهُ
قلْ للّذي غرَّهُ عِزُّ وساعدَهُ / فيما يحاولُهُ نقضٌ وإمرارُ
لا تفتخِرْ بغنى أُمطيِتَ كاهلَهُ / فإنَّ أصلَكَ يا فخَّارُ فَخّارُ
هَذا ولكِنْ من العُذّارِ يا نُفُهُ / يكونُ وهْوَ معَ الإقبالِ إدبارُ
وزارَةُ الحَضرةِ الكبيرَةْ
وزارَةُ الحَضرةِ الكبيرَةْ / خطيئةٌ بلْ هيَ الكَبيرةْ
فلا تُرِدْها ولا تَرِدْها / فإنَّها مِحَنة كَبيرةْ
طرا عليَّ وقد نامَ الوَرى طاري
طرا عليَّ وقد نامَ الوَرى طاري / من الطُّيور فأعطاني بمنقارِ
كتابَ حِبِّ بعيدِ الدّار أحسنِ مَن / يمشي على الأرضِ من بادٍ ومن قارِ
وفيهِ إنْ كنتَ لا تهوى مُواصلتي / فاقرَ الكتابَ فدَتْك النَّفسُ من قاري
تركْتَني في بلادٍ لا أنيسَ بِها / كأنَّ قلبكَ من صَخرٍ ومن قارِ