المجموع : 28
وَلِلنُّفوسِ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
وَلِلنُّفوسِ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ / مِنَ المَنِيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
وَالمَرءُ يَبسطها وَالنَّعشُ يَنشُرُها / وَالدَّهرُ يَقبِضُها وَالمَوتُ يَطويها
وَعايبٍ عابَني بِشَيب
وَعايبٍ عابَني بِشَيب / لَم يُفدَ لَمّا أَلَمَّ وَقته
فَقُلتُ إِذ عابَني سفاها / يا عايِبَ الشَّيبِ لا بَلَغته
أَمَّا شَبابي فَلَم أَذمُم صَحابَتَهُ
أَمَّا شَبابي فَلَم أَذمُم صَحابَتَهُ / وَالشَّيبُ حينَ عَلاني زادَني وَرَعا
أَصبَحتُ بَينَ الفَتى وَالشَّيخ مُرتَدِياً / ثَوبَ الشَّبابِ بِثَوبِ الشَّيبِ مُقتَنِعا
في الشَّيبِ عافِيَة ما لَم يَكُن صَلَعٌ / فَإِنَّ ذاكَ وَذا عارٌ إِذا اِجتَمَعا
لَونُ المَشيبِ إِذا ما شِبتُ يَستُرُه / لَونُ الخضابِ فَما ذا يَستُرُ الصَّلَعا
هُوَ السَّبيلُ فَمن يَومٍ إِلى يَومٍ
هُوَ السَّبيلُ فَمن يَومٍ إِلى يَومٍ / كَأَنَّهُ ما تُريكَ العَين في النَّومِ
لا تَعجَلَنَّ رُوَيداً إِنَّها دُوَلٌ / دُنيا تَنَقَّلُ مِن قَومٍ إِلى قَومِ
اصبِر لَها صَبرَ أَقوام نُفوسُهُمُ
اصبِر لَها صَبرَ أَقوام نُفوسُهُمُ / لا تَستَريحُ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ
لَم يَنجُ مِن خَيرِها أَو شَرِّها أَحَدٌ / فَاِذكُر شَوائِبَها إِن كُنتَ مِن أَحَدِ
خاضَت بِكَ المَنِيَّةُ الحَمقاءُ غَمرتَها / فَتِلكَ أَمواجُها تَرميك بِالزَّبَدِ
يا طولَ ساعاتِ لَيلِ العاشِقِ الدَّنِفِ
يا طولَ ساعاتِ لَيلِ العاشِقِ الدَّنِفِ / وَطولَ رَعيتِهِ لِلنّجمِ في السَّدَفِ
ماذا تُواري ثِيابي مِن أَخي حُرَقٍ / كَأَنَّما الجِسمُ مِنهُ دِقَّةُ الأَلِفِ
ما قالَ يا أَسَفا يَعقوبُ مِن كَمَدٍ / إِلَّا لِطولِ الَّذي لاقى مِنَ الأَسَفِ
مَن سَرَّهُ أَن يَرى مَيتَ الهوى دَنِفا / فَليَستَدِلَّ عَلى الزَّيَّاتِ وَليَقِفِ
ما سِرتُ ميلاً وَلا جاوَزتُ مَرحَلَةً
ما سِرتُ ميلاً وَلا جاوَزتُ مَرحَلَةً / إِلَّا وَذِكرُكِ يَثني دائِباً عُنُقي
وَلا ذَكَرتُك إِلَّا بِتُّ مُرتَفِقاً / صَبّاً حَزيناً كَأَنَّ المَوتَ مُعتَنِقي
يا اِبنَ الخَلائِفِ وَالأَملاكِ إِن نُسِبوا
يا اِبنَ الخَلائِفِ وَالأَملاكِ إِن نُسِبوا / حُزتَ الخِلافَةَ عَن آبائِكَ الأوَلِ
أجُرتَ أَم رَقَدَت عَيناكَ عَن عجب / فيهِ البَرِيَّةُ مِن خَوفٍ وَمِن وَهَلِ
وَلَّيتَ أَربَعَةً أَمرَ العِبادِ مَعاً / وَكُلُّهُم حاطِبٌ في حَبلِ مُحتَبِلِ
هذا سُليمانُ قَد مَلَّكتَ راحَتَهُ / مَشارِقَ الأَرضِ مِن سَهلٍ وَمِن جَبَلِ
مَلَّكتَهُ السِّندَ فَالشِّحرَينِ مِن عَدنٍ / إِلى الجَزيرَةِ فَالأَطرافِ مِن مَلَلِ
خِلافَةٌ قَد حَواها وَحدَهُ فَمَضَت / أَحكامُهُ في دِماءِ القَومِ وَالنَّفَلِ
وَاِبنُ الخَصيبِ الَّذي مَلَّكتَ راحَتَهُ / خِلافَةَ الشّامِ وَالغازِين وَالقَفَلِ
فَنيلُ مِصرَ فَبَحرُ الشّامِ قَد جَريا / بِما أَرادَ مِنَ الأَموالِ وَالحُلَلِ
كَأَنَّهُم في الَّذي قَسَّمتَ بَينَهُمُ / بَنو الرَّشيدِ زَمانَ القَسمِ لِلدُّوَلِ
حَوى سُلَيمانُ ما كانَ الأَمينُ جَوى / مِنَ الخِلافَةِ وَالتَّبليغِ لِلأَمَلِ
وَأَحمَدُ بنُ خَصيبٍ في إِمارَتِهِ / كَالقاسِمِ بن الرَّشيدِ الجامِعِ السُّبُلِ
أَصبَحتَ لا ناصِحٌ يَأتيكَ مُستَتِراً / وَلا عَلانِيةً خَوفاً مِنَ الحِيَلِ
سَل بَيتَ مالِكَ أَينَ المالُ تَعرِفُهُ / وَسَل خَراجَكَ عَن أَموالِكَ الجُمَلِ
كَم في حُبوسِكَ مِمَّن لا ذُنوبَ لَهُم / أَسرى التَّكَذُّبِ في الأَقيادِ وَالكَبَلِ
سُمّيتَ بِاِسمِ الرَّشيدِ المُرتَضى فيهِ / قِس الأُمورَ الَّتي تُنَجي مِنَ الزَّلَلِ
عِث فيهم مثلَ ما عاثَت يَداه مَعاً / عَلى البَرامِكِ بِالتَّهديمِ لِلقُلَلِ