القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 50
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار / لم يبق لي مذ أقر الدمع إنكار
لي في القدود وفي ضم النهود وفي / لثم الخدود لبانات وأوطار
هذا اختياري فوافق إن رضيت به / أو لا فدعني وما أهوى وأختار
وغر غيري ففي أسري ودائرتي / من المها دُرة صدري لها دار
لمني جزافاً وسامحني مصارفة / فالناس في درجات الحب أطوار
لا عتبها من سموم القيظ معتصر / ولا عتابي لها إن فهت إعصار
تبيت دائرة الإنصاف دائرة / على صفاء هوى ما فيه أكدار
يميل بي وبها والريح ساكنة / للوصل والهجر إقبال وإدبار
هذا هو الغزل المنسوج من كلم / في العقل منهن صهباء وأوتار
تغزل طال ما حل الإزار به / ظبي وحلت عن الأجياد أزرار
منزه العرض لا يزري بقائله / مع الدماثة لا إثم ولا عار
وصلته في مديحي في على ملك / أفعاله سير تتلى وآثار
متوج من بني أيوب عاش به / حظي وأصبح للأشعار إشعار
إن قلت ساحته للوقد منتجع / فقل وراحته للوفد مدار
كأن راحلهم عنها ونازلهم / فيها مدى العمر حجاج وعمار
وكلما حط رحل في أباطحها / حطت به من ذنوب الفقر أوزار
عالي السجية لا ينأى لطارقه / من اليسار ولا يدنيه إعسار
لو أثرت قبل الأفواه في يده / لبان منها على كفيه آثار
أنامل تبذل الدينار واهبة / ولا يباشرها للمس دينار
ترجي وتردي وفي صفح المهند / تدري وتعلم وهو الماء والنار
إذا تأملت أو أملت طلعته / تهللت لك أنواء وأنوار
أغر لا يمتري ظن ولا أمل / إن الغنى من ندى كفيه يمتار
يلوي حبال الليالي منه فوق يد / بنانها لبقاع الأرض أمطار
جود الحوادث موتور بصولته / لكن له عند بيت المال أوتار
يهفو رجال فيعفو وهو مقتدر / حتى تبين العطايا وهي أعمار
لا يرتضي واحد الآلاف في صلة / حتى يكون مع الآحاد أعشار
دعوى شهودي عليها غير غائبة / والقابضون ألوف المال حضار
تأتي إليهم عطاياه مكررة / حسن العوارف ترداد وتكرار
يبتاع بالجود أحرار الرجال فهم / عبيد نعمته والقوم أحرار
لا فخر إلا لفخر الدين وانقطعت / عرى الدعاوى فلا يغررك إكثار
سلني به فلساني فيه يحفظ ما / أقول وهي تواريخ وأخبار
قيدتها وهي في الآفاق مطلقة / سيارة وحديث المجد سيار
أقول والقول مأثور وأشرفه / ما عبرت خطب عنه وأشعار
لا تخدعن فتورنشاه أكرم من / حطت سروج بناديه وأكوار
أما وشمس بني أيوب ضامنة / هدايتي فنجوم السعد أقمار
إن الليالي أساءت غير عالمة / أن ابن أيوب لي من جورها جار
أما الزمان فقد وافى في رحابك بي / مهاجراً فليكن لي منك أنصار
وابخل بمعدن هذا الدر وهو فمي / فالبخل بي كرم محض وإيثار
واطرب على خطراتي فهي مطربة / لا بل على قطراتي فهي أنهار
إن شئت وداً فسلمان و عمار / أو رمت حمداً فبشار ومهيار
لبحتري وديعي وهو أسبق من / يضمه في رهان الفضل مضمار
أنت فوق ابن خاقان ندى ويدا / تبنى على قطرها المنهل أقطار
فامنن علي بنصف الألف راتبةً / فقدر ودك لا يحويه مقدار
مقسومة في شهور العام تحمل لي / أقساطها كل شهر وهي أدوار
وإن عزمت على تسيير مكرمة / فهذه الكلمات الغر أطيار
يا من أدل ببسط العذر من جارا
يا من أدل ببسط العذر من جارا / ومد سبقاً إلى العلياء من جارى
رتب على الباب إنساناً له أدب / وعشرة يلتقي بالبشر من زارا
ومجلباً خالياً باسم الجلوس ولا / يرى علينا إذا جئناه إنكارا
فلي ثلاثة أيام أعود على الدهليز / أبسط عند الناس أعذارا
وللدهاليز أرباب الظلامة لا / أهل الكرامة إجلالاً وإقدارا
واستخبر ابن عريف والرشيد تجد / لديهما نبآ مني وإخبارا
صفو الحياة وإن طال المدى كدر
صفو الحياة وإن طال المدى كدر / وحادث الموت لا يبقي ولا يذر
وما يزال لسان الدهر ينذرنا / لو أثرت عندنا الآثار والنذر
فلا تقل غرة الدنيا مطامعها / فبائع الموت لا غش ولا غرر
كم شامخ العز ذاق الموت من يدها / ما أضعف القدر إن ألوى به القدر
أودى علي وعثمان بمخلبها / ولم يفتها أبو بكر ولا عمر
خافوا من الأجل المحتوم ما نطقت / بذكره أحرف القرآن والسور
ومن أراد التناسي في مصيبته / فللورى برسول الله معتبر
لا قدست ليلة كادت صبيحتها ال / أكباد حزناً على أيوب تنفطر
تمخض الدست عن أم النوائب عن / كبيرة صغرت في جنبها الكبر
نجم هوى في سماء الدين منكدراً / والنجم من أفقه يهوي وينكدر
منظومة أنجم الجوزاء من جزع / لها وعقد الثريا منه منتثر
يا أيها الحرم المهجور أين مضى / وفد إليك لهم حج ومعتمر
وكيف صدت وجوه كنت قبلتها / وأغلقت دونها الأبواب والحجر
وكيف تنسى محياك الكريم ومن / نعماك في كل شيء صالح أثر
وإن صورة ذاك الوجه ماثلة / في العين والنفس مهما زالت الصور
هانت بوادر دمع العين في ملك / يا طال في جوده ما هانت البدر
يردي العطايا ويسمو قدر همته / على الخطايا ويعفو وهو مقتدر
جددت من أسد الدين الشهيد لنا / حزناً به يتوافى الصبر والصبر
قد كان للدين والدنيا بعزمكما / عزم يعبر عنه الصارم الذكر
نهر الفرات ونهر النيل بينهما / أسرى بخيلكما والنقع يعتكر
يا زائراً مشهد القبرين نادهما / إن أسمعت صوتك الأجداث والحفر
وأقر السلام عن الإسلام قاطبة / على جسوم بها الأثواب تفتخر
فهل يخبر أكناف البقيع بها / أم يستبد عليها الحجر والحجر
إن فاح مسكاً فلاما تمزجان به / مسكاً ذفيرة أيوب هي العبر
تخفى ذبال مصابيح إذا طلعوا / صبحاً وينسى ملوك الأرض إن دثروا
كأنما صور الله الكمال به / شخصاً وشنف منه السمع والبصر
إذا الليالي تجافت عن حشاشته / فالجرح مندمل والجرم مغتفر
الناصر الناصر الدين الذي فتحت / له الثغور ولم ينبت له ثغر
لا شوبك منه معصوم ولا كرك / ولا خليل ولا قدس ولا زعر
لم يرتحل قافلاً إلا وساكنها / إما مباح حماه أو دم هدر
يا ناصر الحق والأيام خاذلة / إن العزيز بغير الدمع ينتصر
هب الليالي أماناً من سطاك فقد / تصاحبت في الفلاة الشاة والنمر
إن يجن صرف الردى ذنباً وفاقرة / فإنه بصلاح الدين يغتفر
إن جل أمر فأنتم قائمون به / أو قل صبر فأنتم معشر صبر
وما الحياة كما لا تجهلون سوى / صحيفة شرحها بالموت مختصر
ما مات أيوب إلا بعد معجزة / في الخلق لم يؤتها من جنسه بشر
مضى حميداً من الدنيا وليس له / في رتبة طرب منها ولا وطر
وأشرف العمر ما امتدت مسافته / في صحة أخواها العقل والكبر
ومن سعادته أن مات لا سأم / يضج منه معانيه ولا ضجر
صلى الإله على نجم أضاء لنا / من نسله النيران الشمس والقمر
قل للمكرم والألقاب واقعة
قل للمكرم والألقاب واقعة / على علاه وقوع النقش في الحجر
يا كعبة للندى لو كنت ذا أمل / غدا إلى بابها حجي ومعتمري
إن كنت أزمعت مختاراً على سفر / فالله يحمد عقبى ذلك السفر
أين المحلة من وال محلته / من المعالي محل النور في البصر
أثني عليه بما يبقي مناقبه / مذكورة بلسان الصارم الذكر
وسوف تنظم أشعاري وقد فعلت / له من المدح عقداً فاخر الدرر
لك الأمانة في ودي أبا حسن / محمولة فأقم إن شئت أو فسر
فقد منحتك وداً مثل عرضك لا / تسمو إلى صفوه الأيام بالكدر
أقول لابني وقد قال الطبيب له
أقول لابني وقد قال الطبيب له / لم يبق إلا رجاء الخالق الباري
رضيت بالله مرجواً إذا اعترضت / وساوس اليأس في ظني وأفكاري
لأرفعن إلى الرحمن مبتهلاً / يد الضراعة في جهري وإسراري
مجهزاً من دعائي كل هاجمة / بغير إذن على حجب وأستار
نزهتها عن لساني أن يفوه بها / فما يعبر عنها غير إضماري
تسري إلى الله من دمعي ومن حرقي / بين النقيضين من ماء ومن نار
فإن يهبه لآمالي فذلك ما / رجوت أو لا فقد أبليت أعذاري
أثمت يا من هجا السادات والخلفا
أثمت يا من هجا السادات والخلفا / وقلت ما قلته في ثلبهم سخفا
جعلتهم صدفاً حلوات بلؤلؤة / والعرف مازال سكنى اللؤلؤ الصدفا
وإنما هي دار حل جوهرهم / فيها وشف فأسناها الذي وصفا
فقال لؤلؤة عجباً ببهجتها / وكونها حوت الأشراف والشرفا
فهم بسكانها الآيات إذ سكنوا / فيها ومن قبلها قد أسكنوا الصحفا
والجوهر الفرد نور ليس يعرفه / من البرية إلا كل من عرفا
لولا تجسمه فيهم لكان على / ضعف البصائر للأبصار مختطفا
فالكلب يا كلب أسنى منك مكرمة / لأن فيه حفاظاً دائماً ووفا
من كان لا يعشق الأجياد والحدقا
من كان لا يعشق الأجياد والحدقا / ثم ادعى لذة الدنيا فما صدقا
في العشق معنى لطيف ليس يعرفه / من البرية إلا كل من عشقا
لا خفف الله عن قلبي صبابته / في الغانيات ولا عن طرفي الأرقا
يا حبذا غرر من فوقها طرر / تجلو على ناظري الصبح والغسقا
إذا سرقت إليهن الخطا سحبت / أذيالهن على آثاري السرقا
من كل شمس إذا قابلتها التثمت / كأنما أشفقت أن ألثم الشفقا
وكل فاترة الألحاظ فاتنة / إذا رمقن محباً فارق الرمقا
بين الحدوج التي سارت محجبة / لولا فراقي لها لم أعرف الفرقا
يا هذه ولك الأمر المطاع صلي / ولا تسدي طريق الطيف إن طرقا
ما أطيب الريح تهديها وقد عبقت / منها بعرف يفوق العنبر العبقا
رفقاً على خاطر لولا حلولك في / أرجائه لم يخف وجداً ولا حرقا
لو كنت أملك روحي وارتضيت بها / بذلتها لك لازوراً ولا ملقا
وإنما الصالح الهادي تملكها / بفيض جود رعى آمالها وسقى
واقتادها الحظ حتى جاورت ملكاً / تمسي ملوك الليالي عنده سوقا
سامي المحل يبيت النجم يرمقه / ويستعير سناه كلما رمقا
تغدو المقادير أعواناً لقدرته / في الخلق إن فتق الأحكام أو رتقا
قد علمتنا سطاه أن عزمته / مخلوقة وحديد الهند ما خلقا
موسع الحلم لم تخفق أسنته / إلا على صدر خصم أضمر الحنقا
لا يهجر الرأس جسماً كان يحمله / إلا إذا عانقت أسيافه عنقا
إذا انتضين فكم روح تروح هبا / عند اللقاء وكم جسم تراه لقى
كأن هام الأعادي وهي تفلقها / ليل صبيب على ظلمائه فلقا
مزجي الكتائب إن تكتب أسنتها / كانت صدور أعاديه لها ورقا
جرد يريك سواد الليل عثيرها / ومرهفات تريك الصبح مؤتلقا
خوارق لصدور النقع لو صدمت / صدورها سد ذي القرنين لا نخرقا
ضاقت بهيبتها الآفاق واصطلمت / أهل النفاق فلم تترك لهم نفقا
كأنها من دخان النقع خارجة / موارق النبل ممن خان أو مرقا
تغزو ثغور العدى منها مسومة / تأبى العليق إلى أن تشرب العلقا
لا يشتكي بلد حلت به ظمأ / والركض يمطر من أعطافها عرقا
كم معرك عركت فرسان حومته / ومأزق تركت أبطاله مزقا
ينصها كل مغوار إذا سئمت / إعناقها السير زاد النص والعنقا
يسري إذا ترك النجم السرى فترى / جرد الجياد على آثاره حزقا
يجتاب صافية الأنهار صافنة / تلفى الشوارع منها مشرعاً رنقا
ملساء لولا التغالي قلت مختصراً / إذا النسيم مشى من فوقها زلقا
يا خالعاً ربقة الإملاق عن أملي / وملبسي من أيادي جوده ربقا
ليهنك العام قد دلت بشائره / على بقائك ألفاً بعده نسقا
مضت لملكك أعوام أعدت بها / شمل العلى ونظام الملك متسقا
سبع تليت على السبع الشداد بها / قواعداً للمعالي فاقت الأفقا
فالبس ثياب المعالي غضة جدداً / واخلع على الدهر منها كل ما خلقا
واستقبل العمر لازالت سعادته / موصولة لك في عز وطول بقا
وعشت للناصر المحيي الذي نطقت / أفعاله في علاه قبل من نطقا
المحرز السبق الأوفى ولا عجب / إذ كنت والده أن يحرز السبقا
لو سابقته إلى بأس ومكرمة / أسد الشرى وشآبيب الحيا سبقا
لا يخجل الغيث يوماً أن يقر له / ويرى الليث عاراً منه إن فرقا
بخدمة الصالح الهادي الكفيل / لي اتفاق سعيد قل ما اتفقا
علقت بالعروة الوثقى وعصمتها / لما غدوت بحبل منه معتلقا
أهديت أبكار أفكاري إلى ملك / بار المديح فلما زرته نفقا
أثني عليه وأقوالي مقصرة / والمرء يعطي على مقدار ما رزقا
يا ساقياً بكؤوس الحمد مسمعه / سقيت مصطحباً منها ومغتبقا
يا ناظم التاج والعقد الثمين أجد / فقد وجدت الجبين الطلق والعنقا
متوج من بني رزيك مذ جمعت / كفاه شمل الندى والبأس ما افترقا
ما هبت مجلسه إلا وآنسني / بحسن ملقى كفاني عنده الملقا
ولا استظل رجائي دوح نعمته / إلا وجدت لديه الظل والورقا
كتبي إليك على مقدار ما اتفقا
كتبي إليك على مقدار ما اتفقا / مثل الحوادث لا صفواً ولا رنقا
فاصفح بفضلك عنها في تصفحها / فما تروقك لا ملقاً ولا ملقا
تقبل الله صوماً أنت واصله
تقبل الله صوماً أنت واصله / من الصلاح بأعمال تشاكله
صوم تولى وقد أثنت فرائضه / عليك خيراً كما أثنت نوافله
إن فارقت نيلك الأسنى أواخره / فقد تلقتك بالحسنى أوائله
لم يلق عندك غير البر قادمة / ولا تزود غير البر راحلة
صوم تبسم عن قطر كما ابتسمت / عن غرة الفجر من ليلى عياطله
ودعت هذا وداع المحسنين كما / قابلت هذا بما الرحمن قابله
لما أظلك عيد الفطر وافتقرت / أسماع قوم إلى ما أنت قائلة
زرت المصلى ولولا ما خلعت على / رحابه من غراب خف آهله
واهتز شوقاً فلو يسطيع منبره / مادت أعاليه وارتجت أسافله
حتى إذا ضاق بالأشهاد واستمعت / فصل الخطابة من قرب محافله
لم يبق فصلك في الأفهام من صدأ / إلا وعقلك بالإفهام صاقله
عرفتهم من طريق الرشد ما جهلوا / حتى تنبه غاوي القلب غافله
وعدت نحو مقر العز في لجب / كالسيل فارسه والليل راجله
مثل الغمام ومن برق صوارمه / تحت القتام ومن رغد صواهله
ترنو إليك عيون الخلق شاخصة / والأجر والفخر أدنى ما تحاوله
وفي المظلة وجه لم يزل أبداً / بشر القبول على وجه يقابله
وراية الملك والإسلام يحملها / لك اللواء الذي جبريل حامله
أشبهت هدي رسول الله حين بدت / على شمائلك الحسنى شمائله
وفي جبينك نور من نبوته / وشاهد الحق لا تخفى دلائله
قد أيد الله ديناً أنت عاضده / والناصر الذخر كافيه وكافله
الكاشف الكرب لما عز كاشفه / والفارج الخطب لما ضاق نازله
لما أعز الهدى قرت قواعده / وامتد ساعده واشتد كاهله
ماضي الأوامر إلا أن قدرته / يضيق ذرعاً بها قدر يماثله
عزت به دولة أضحت محافظة / عنها يجالد خصماً أو يجادله
وكف بالأمس من كفي معاندها / حتى تلاشى بنور الحق باطله
ومن أراد بهذا البيت غائلة / فالنصر عاذله والنصر خاذله
فتح مبين ونصر عن يدي ملك / روض الهدى ذابل لولا ذوابله
يا عادل الحكم قل للدهر لا عجب / أن يفقد الجور لما قام عادله
جادت بنانك مصراً وهي ذاوية / فاليوم طل الندى فيها ووابله
رويت بالقطر قطريه على ظمأ / ولا سحاب سوى ما أنت باذله
أصفاك ساكنها حباً ولا عجب / حسب الأنام لمن تندى أنامله
فاشكر نداك على ما أنت سامعه / من الثناء فإن الجود قائله
لا تلزمن القوافي فوق طاقتها / فالقول يقصر عما أنت فاعله
أثني عليك أمير المؤمنين بما / يغنيك عاجله فخراً وآجله
أضحت سجلاته في كل مجتمع / تتلو مديحك فانظر من يساجله
فاسلم لدولته حتى تبلغها / أضعاف ما يتمناه ويأمله
خذ يا زمان أماناً من يدي أملي
خذ يا زمان أماناً من يدي أملي / لا روعت سربك الأطماع من قبلي
ولا لبستك مطوياً على دخن / إلا نشرتك ملبوساً على دخل
ولا مددت إلى أيدي بنيك يدي / إذا فلا وألت كفي من الشلل
متى اشتفى سقم آمالي بعلتهم / فلا شفى الله آمالي من العلل
وإن غشيت إلى سقيا ثمارهم / فلا سقى الله لي قلباً سوى الغلل
صانوا بأعراضهم أعراضهم فغدا / شعري وسعري مصوناً غير مبتذل
وكيف أتركه من غير نافلة / مسيباً بينهم كالسي والنفل
تركت من كنت أطريه وأطربه / فلا ثقيلي يغنيهم ولا رملي
وكيف أنشط في أوصاف ذي كرم / كسلان يرمي نشاط المدح بالكسل
حليت جيد حلاه وهي عاطلة / وجاءني منه جيد المدح بالعطل
أثني وتثني رجال ضمني معهم / وزن الكلام وليس الكحل كالكحل
وليس يحفظ إلا ما نطقت به / حتى كأن سوى ما قلت لم يقل
ذنبي إلى الدهر فضل لو سترت به / عيب الحوادث لم تنسب إلى الزلل
إن آثرت ثروة الدنيا مجانبتي / فإنها ابنة أم الغي والخطل
ولي إذا شئت من تاج الخلافة من / أرى به شرف الأفعال في رجل
ومن حملت له عهد الأمانة في / ود إذا حال عهد الحر لم يحل
ومن يصرف صرف النائبات له / آراء مكتهل في سن مقتبل
إن جاد أو كاد في يومي ندى وردى / فاضت أنامله بالرزق والأجل
يهوى الحبيبين من بأس ومن كرم / على النقيضين من جبن ومن بخل
ولا يحل بثغر حله أبداً / سوى النقيضين من أمن ومن وجل
لك العزائم والآراء إن نصبت / بالقول والفعل لم تفلل ولم تفل
ورب معضلة لما دعيت لها / كففت ما ناب من أنيابها العضل
ومورد تتحامى الأسد مشرعه / وردته بصدور الشرع الذبل
أقدمت فيه ونار الموت جامحة / وخضت بحر بلاياه ولم تبل
أطلعت فيه سنا بيض جعلت لها / سود الجماجم أبدالاً من الحلل
وغارة لا يشق الطيف شقتها / طويت فيها بساط الريث بالعجل
حتى هجمت هجوم الريح في طفل / من العجاجة مستغن عن الطفل
باشرتها بحسام غير منثلم / أبا الحسام ولم تسأل عن الأسل
ما كان غدر بني أردن محتسباً / كم حادث جلل في الفكر لم يجل
ما ضر مجدك غدر جاء من نفر / أعزك الحول فاغتالوك بالحيل
إن أمهلتنا الليالي وهي فاعلة / فسوف نسقيهم مثلاً على مهل
لو ناضلوك على الإنصاف عرفهم / مواقع الرمي رام من بني ثعل
لكم مشوا لك مغتالي في خمر / وعادة الأسد أن تأتى من الغيل
قد كان قصد الأعادي أن تخف لها / وأن ينالك فيها ألسن العذل
فصدك العزم عن إدراك ما طلبوا / حاشا خلالك أن تؤتى من الخلل
لا يحسبوا أنك الموهون جانبه / وأن جرحك جرح غير مندمل
فإن عزك أقوى أن يضيعه / فقد اليسيرين من خيل ومن خول
يفديك يا ورد قوم ما ذكرت لهم / إلا علت كل خد وردة الخجل
إن يستجدوا على أبليت جدتها / فما يقاس جديد المجد بالسمل
وإن أكبر غبن أن تقاس بهم / ما كل غبن من الدنيا بمحتمل
لو كان حظ على مقدار منزلة / لم ينزل المشتري عن مرتقى زحل
أما ترى الفلك العلوي قد جعلوا / فيه سميك بعد الثور والحمل
أوليت أرض بني نصر وما معها / والطير لا يلتقي فيها من الوجل
فخيم الأمن فيها مذ نزلت بها / حتى لضج الكرى من صحبة المقل
قد كنت فتحت أبواب الأمان بها / فكيف أقفلتها في ساعة القفل
ما أنت بالرجل المنقوص منزلة / إذا عزلت ولا المزداد بالعمل
وكيف يعزل ملك جود راحته / على المكارم وال غير منعزل
فاسلم ودم وابق واسعد واعل واسم وسد / وقل وجد واقتدر واحلم وفز ونل
واسمع محبرة الأوصاف خاطبة ال / إنصاف طالت معانيها ولم تطل
جاءت جزالتها رقاً ورقتها / معنى بما شئت من سهل ومن جبل
إن كان عطفك للإعجاب يختال
إن كان عطفك للإعجاب يختال / فإن طرفك للألباب يغتال
قلوبنا بين هجر منك أو صلة / يقتادها لك إعراض وإقبال
أخلفت يا جمل زجر الفأل فاعتمدي / فعل الجميل عسى أن يصدق الفال
ما كان أدنى مراد الوصل لو كسلت / على النشاط إلى الهجرات كسال
عصية العهد والميثاق يحملها / على الهوى في الهوى دل وإدلال
ترنحت بنسيم العذل ناعمة / ملت فمالت وغصت البان ميال
سكرى ولا خمر إلا عذب ريقتها / كأن ريق لماها العذب جريال
داوت بصحة جسمي سقم مقلتها / فما أبل ومالي منه إبلال
في روضة الحسن منها كلما سنحت / من رائق الحسن أشباه وأمثال
للأقحوانة منها حسن مبسمها / وللشقائق منها الخد والخال
لا تسحبي أنني أصغي إلى عذل / ضلت بصيرة من يهديه عذال
ملكت قاصيتي لبي وناصيتي / حبي ففي البال من جراك بلبال
بالكامل بن أبي الفتح الوزير لنا / عن النسيب لبانات وأشغال
أبو الفوارس طعان الفوارس إن / تقاصرت بخطى الخطي أبطال
يشقى بثعلب رمح أنت حامله / أبا الفوارس يوم الروع رئبال
تكفلت لصدور الخيل عزمته / أن لا يصاب لها في الحرب أكفال
وإن طائشة الأرماح إن هديت / براحتيه وإلا فهي ضلال
سمر تشق جفون النقع نافذة / كأنها لجفون النقع أميال
مرواد من نحور الدارعين لها / مكاحل ودم الأوداج إكحال
كأن في كل نحر من تشرعها / يوم الوغى عسلاً يجنيه عسال
للسيف والضيف في يومي ندى وردى / منه نزال إذا حلا وإنزال
تختط بيض طلاه كل عامرة / من الطلى فتراها وهي أطلال
إذا غدت من سحاب النقع بارقة / فاللمع والنقع أوجال وآجال
لله عزمك من قوص ومورده / فسطاط مصر ودون الورد أهوال
نازعتم آل رزيك على شرف / لو لم تزيلهم عنه لما زالوا
برأيك انفتلت تلك الحبال لهم / وأنت بالرأي نقاص وفتال
إن لم تهاجر إلى جيرون ممتطياً / جرداً يصاحبها قود وشملال
فقد أقمت مقاماً كان موقفه / برداً على كبد العلياء سلسال
حزت الشجاعة أفعالاً وتسمية / إذ لم يروعك آساد وأصلال
وما مضى بك يوم ليس فيه على / أيام ضرغام تدبير وأعمال
وإن أيام بلبيس لعالمة / منك الغناء وإن لم يدر جهال
أبليت فيها بما سيرت من عدد / ومن عديد إلى الأعداء ينثال
لولا بيوت من الأموال جدت بها / على عساكرهم لم يستقم حال
وقد سحبت إلى يحيى ململمة / لها من الحلق الماذي أذيال
قارعته فتشظى عود صعدته / ضعفاً وهل يتساوى النبع والضال
وافى إلى شاطئي مصر وصحبته / ممن فللت شبا حديه أفلال
حملت عن شاور أثقال دولته / حتى لخفت مهمات وأثقال
هذي الوزارة قد ألبستها حللاً / قشيبة وبعهدي وهي أسمال
عادت إلى أنسها الماضي وبهجتها / فدارها اليوم دار منك محلال
أعدتها وهي معطار النسيم وقد / مضت عليها ليال وهي مبقال
أنت المشار إليه قبل أسرته / برتبة لم يشنها القيل والقال
إذا نطقت فمسموع وممتثل / وإن سكت فإعظام وإجلال
ملك يصلى إلى أفعال سؤدده / لا بل عليها لأهل المدح أقوال
تحلى بصدق سجاياه مدائحنا / جيد تحلى بغير الصدق معطال
قد استرق قلوب العالمين له / وجه جميل محياه وإجمال
فللمكارم من إشراق غرته / تهلل ولصوت الحمد إهلال
ترنو نواظرنا منه إلى ملك / على الملوك له فضل وإفضال
لم يستووا معه مذ كان في شرف / إلا كما يتساوى الماء والآل
كأن أيامه وهي التي حسنت / عندي من العمر أسحار وآصال
أنا الولي الذي صحت مودته / وليس عندك فيما قلت إشكال
وقد رأيت جميل الرأي أغفلني / وكان لي منه إحفاء وإحفال
خفضت من بعد رفع الحال منزلتي / وكان ينصبها التمييز والحال
أنت المسيح وآمالي بها سقم / وما تموت لمن يرجوك آمال
وما أريد سوى بشر وتكرمة / إن الكرامة في حقي هي المال
وليهنك القادم الميمون من رجب / يحدو ركائبه يمن وإقبال
مبشر بدوام العز ما علقت / شول ووافى عقيب الفطر شوال
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا / والمالكون لقلبي كيفما فعلوا
فليعلموا أن ودي لا يغيره / تغير من سجاياهم ولا ملل
وليقبضوا اللوم عن قلبي ببسطتهم / فقد طويت بساطاً مده العذل
أجلهم أن يزور الغيث ساحتهم / وأن أقول لهم يا قاطعين صلوا
فكلما لاح ضوء البرق قلت له / أقصر فقلبي ببرق النيل مشتغل
فما ألام على شيء سوى كلفي / بحب من ليس في الدنيا له بدل
أحبة لهم في القلب منزلة / أضحت وفردوس أخلاقي لها نزل
يقوم بالعذر عني في محبتهم / عذر يقدسه التشبيب والغزل
رميت يا دهر كف المجد بالشلل
رميت يا دهر كف المجد بالشلل / وجيده بعد حسن الحلي بالعطل
سعيت في منهج الرأي العثور فإن / قدرت من عثرات الدهر فاستقل
جدعت مارنك الأقنى فأنفك لا / ينفك ما بين أمر الشين والخجل
هدمت قاعدة المعروف عن عجل / سقيت مهلاً أما تمشي على مهل
لهفي ولهف بني الآمال قاطبة / على فجيعتها في أكرم الدول
قدمت مصر فأولتني خلائفها / من المكارم ما أربى على الأمل
قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن / كمالها أنها جاءت ولم أسل
وكنت من وزراء الدست حيث سما / رأس الحصان بهاديه على الكفل
ونلت من عظماء الجيش تكرمة / وخلة حرست من عارض الخلل
يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة / لك الملامة إن قصرت في عذلي
بالله زر ساحة القصرين وابك معي / عليهما لا على صفين والجمل
وقل لأهليهما والله ما التحمت / فيكم جروحي ولا قرحي بمندمل
ماذا ترى كانت الإفرنج فاعلة / في نسل آل أمير المؤمنين علي
هل كان في الأمر شيء غير قسمة ما / ملكتمو بين حكم السبي والنفل
وقد حصلتم عليها واسم جدكم / محمد وأبوكم خير منتعل
مررت بالقصر والأركان خالية / من الوفود وكانت قبلة القبل
فملت عنه بوجهي خوف منتقد / من الأعادي ووجه الود لم يمل
أسبلت من أسفي دمعي غداة خلت / رحابكم وعدت مهجورة السبل
أبكي على ما تراءت من مكارمكم / حال الزمان عليها وهي لم تحل
دار الضيافة كانت أنس وافدكم / واليوم أوحش من رسم ومن طلل
وفطرة الصوم إن أصغت مكارمكم / تشكو من الدهر حيفاً غير محتمل
وكسوة الناس في الفصلين قد درست / ورث منها جديد عندهم وبلي
وموسم كان في يوم الخليج لكم / يأتي تجملكم فيه على الجمل
وأول العام والعيدين كم لكم / فيهن من وبل جود ليس بالوشل
والأرض تهتز في يوم الغدير لما / يهتز ما بين قصريكم من الأسل
والخيل تعرض في وشي وفي شية / مثل العرائس في حلي وفي حلل
ولا حملتم قرى الأضياف من سعة ال / أطباق إلا على الأكتاف والعجل
ولا خصصتم ببر أهل ملتكم / حتى عممتم بها الأقصى من الملل
كانت رواتبكم للذمتين وللضيف / المقيم وللطاري من الرسل
ثم الطراز بتنيس التي عظمت / منه الصلات لأهل الأرض والدول
وللجوامع من أحباسكم نعم / لمن تصدر في علم وفي عمل
وربما عادت الدنيا بمعقلها / منكم وعادت بكم محلولة العقل
والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم / ولا نجا من عذاب الله غير ولي
ولا استقى الماء من حر ومن ظمأ / من كف خير البرايا سيد الرسل
ولا رأى جنة الله التي خلفت / من خان عهد الإمام العاضد بن علي
أئمتي وهداتي والذخيرة لي / إذا ارتهنت بما قدمت من عملي
تالله لم أوفهم في المد حقهم / لأن فضلهم كالوابل الهطل
ولو تضاعفت الأقوال واستبقت / ما كنت فيهم بحمد الله بالخجل
باب النجاة هم دنيا وآخرة / وحبهم فهو أصل الدين والعمل
نور الهدى ومصابيح الدجى / ومحل الغيث إن ونت الأنواء في المحل
أئمة خلقوا نوراً فنورهم / من محض خالص نور الله لم يفل
والله لا زلت في حبي لهم أبداً / ما أخر الله لي في مدة الأجل
عمارة قالها المسكين وهو على / خوف من القتل لا خوف من الزلل
لم يبق لابن دخان عند خالقه
لم يبق لابن دخان عند خالقه / أمنية يتمناها ويأملها
لأن حوصلة الملعون لو فتحت / لأغنت الناس في مصر حواصلها
وإنما فاته والله يلعنه / أن الأزبة لم تعظم فياشلها
وسوف تنتبه الأيام من سنة / حتى يسمى أبا النقصان غافلها
فاشرب عليها وكل يابن الخبيث فما / يخطيك عاجل أقوالي وآجلها
واعلم بأن قوافي الشعر ما غضبت / إلا وسود وجه الحق باطلها
هذي مقدمة يأتي أواخرها / بما كرهت كما جاءت أوائلها
مآثر لو تركنا شرح جملتها
مآثر لو تركنا شرح جملتها / غنيت فيها عن التفصيل بالجمل
منها الحميد الذي أبقيت سيرته / في آل شاور حتى سار في المثل
مازلت توسعهم بشراً وتكرمهم / حتى كأن ليالي القوم لم تزل
ولست في هذه الدعوى بملتمس / شهادة ولسان الحال يشهد لي
سجية من وفاء فيك لو خلقت / في صبغة الشعر المسود لم يحل
ليت النسيم إذا حملت عاتقه
ليت النسيم إذا حملت عاتقه / شوقاً تقصر عنه الكتب والرسل
يهدي تحية أشواقي إلى ملك / يفيض من راحتيه الرزق والأجل
كأن صدري من ضيق ومن حرج / للوافدين إلى أبوابه سبل
وجدت عن كل شيء غائب بدلاً / وليس لي عوض منهم ولا بدل
كم ليلة بات وجدي وهو مشتعل / وخاطري بسواه ليس يشتغل
إذا تذكرت أيامي بحضرته / ضاقت علي فلا سهل ولا جبل
جزنا بساحة عز الدين بابتدرت / من المباسم في أرجائها القبل
وأوهمتنا عطاياه وهيبته / حضوره فاستجد الرعب والأمل
وطال ما غاب ليث الغاب منتقلاً / والرعب في الغاب باق ليس ينتقل
الحمد للعيس بعد العزم والهمم
الحمد للعيس بعد العزم والهمم / حمداً يقوم بما أولت من النعم
لا أجحد الحق عندي للركاب يد / تمنت اللجم منها رتبة الخطم
قربن بعد مزار العز من نظري / حتى رأيت إمام العصر من أمم
ورحن من كعبة البطحاء والحرم / وفداً إلى كعبة المعروف والكرم
فهل درى البيت أني بعد فرقته / ما سرت من حرم إلا إلى حرم
حيث الخلافة مضروب سرادقها / بين النقيضين من عفو ومن نقم
وللإمامة أنوار مقدسة / تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم
وللنبوة آيات تنص لنا / على الحقيقين من حكم ومن حكم
وللمكارم أعلام تعلمنا / مدح الجزيلين من بأس ومن كرم
وللعلى ألسن تثني محامدها / على الحميدين من فعل ومن شيم
وراية الشرف البذاخ ترفعها / يد الرفيعين من مجد ومن همم
أقسمت بالفائز المعصوم معتقداً / فوز النجاة وأجر البر في القسم
لقد حمى الدين والدنيا وأهلهما / وزيره الصالح الفراج للغمم
اللابس الفخر لم ينسج غلائله / إلا يد الصانعين السيف والقلم
وجوده أوجد الأيام ما اقترحت / وجوده أعدم الشاكين للعدم
قد ملكته العوالي رق مملكة / تعير أنف الثريا عزة الشمم
أرى مقاماً عظيم الشأن أوهمني / في يقظتي أنها من جملة الحلم
يوم من العمر لم يخطر على أملي / ولا ترقت إليه رغبة الهمم
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها / عقود مدح فما أرضى لها كلمي
ترى الوزارة فيه وهي باذلة / عند الخلافة نصحاً غير متهم
عواطف علمتنا أن بينهما / قرابة من جميل الرأي والرحم
خليفة ووزير مد عدلهما / ظلاً على مفرق الإسلام والأمم
زيادة النيل نقص عند فيضهما / فما عسى يتعاطى هاطل الديم
أبا علي وما من حاجة عرضت
أبا علي وما من حاجة عرضت / إلى نداك سوى عتبي على كرمك
صغرت قدر وداد كنت أكبره / حاشا اهتمامك أن يجني على هممك
نفرت بالقسم المبرور ذا ثقة / يدنو إليك وإن قعقعت من لجمك
يفديك يا بن أبي الهيجا ذوو همم / تزل أقدامهم في المجد عن قدمك
عصرت أكباد أهل العصر من أسف / علماً وحلماً ولم تبلغ مدى حكمك
أقسمت بالله خوفاً من معاملتي / وما أبالي وحق الله من قسمك
وكيف أنزل حاجاتي إذا عرضت / بكعبة الجود والبطحاء من حرمك
وما يضل ابن ليل بات يرشده / نور من العلم مشبوب على علمك
كن لي على شكر ما أوليت من نعم
كن لي على شكر ما أوليت من نعم / عوناً فإني بحق الشكر لم أقم
أولا فأرشد إلى ما تستحق فقد / أقررت بالعجز عنه غير محتشم
ولو نظمت النجوم النيرات إذاً / قلت فكيف ولم أنظم سوى الكلم
سمت ببدر بن رزيك وهمته / ذوائب المجد فاستعلت ذرى الهمم
متوج تخدم الأملاك ساحته / لثماً ويلقى الأعادي غير ملتثم
قد جرب الدهر منه في وقائعه / قرماً صوارمه تشكو من القرم
مقسم الفكر في بأس ومكرمة / موزع الرأي بين العفو والنقم
قد حالف النصر والتأييد صارمه / فما يريق دماً إلا لحقن دم
كم ظفر نائبة في الدهر قلمها / عزم المظفر بالصمصام والقلم
وموقف ينثر الهندي ما نظمت / فيه الأسنة من أشلاء كل كمي
غدوت يا فارس الإسلام فارسه ال / مشهور بالكر في مستبهم البهم
تقدمت بك فيه عزمة حلفت / لا تثني أو تلم البيض باللمم
لما رأيت الطلى والبيض قد جمعا / جمعاً به فرقة الأرواح للرمم
نادت صفاحك صفحاً عند قدرتها / والأسد تأنف من لحم على وضم
وعدت عنه ونور الفتح مشتعل / عن جانبيك ومن خلف ومن أمم
ورب نازلة شمرت مجتهداً / في كشف غمتها عن كاشف الغمم
فعل الوصي علي بالنبي وقد / همت بحرمته الكفار في الحرم
مواطن نبت فيها عند غيبته / عنها ولست على غيب بمتهم
بنيت بالسيف مجداً قال شامخه / إن العماد عماد غير منهدم
نجل كريم رأينا من نجابته / حكم الكهول ولم يبلغ مدى الحلم
شبيه مجدك في خلق وفي خلق / والشبل كالليث في بطش وفي قحم
أخو النجوم التي بالسعد طالعها / بدر يجلي سواد الظلم والظلم
ملك تظل الخطايا وهي عايذة / من عفوه بمقيل عثرة القدم
له الصوارم مازلت مضاربها / يخطبن عنه غداة الروع في القمم
وكل سابغة المضمار ما برحت / آذانها في الوغى تغني عن اللجم
والمكرمات التي ما نال أيسرها / مؤمل قط من كعب ومن هرم
قد خصه الله بالنعمى فعم بها / أثرى البرية والمثري من العدم
في وجهه ويديه من سنى وحيا / ما في الغمامة من ماء ومن ضرم
فما يريك جبيناً غير منطلق / ولا بنان يمين غير منسجم
لو أقسم الغيث يوماً أن يصافحني / نابت أنامل بدر عنه في القسم
جاورت منه كريماً لا بوائقه / تخشى ولا جاره يوماً بمنهضم
لو لم أشاهد بعيني مجد شيمته / ما كنت أعرف معنى الجد والشيم
لا عرفه ببعيد عن مؤمله / ولا معارفه مذمومة الذمم
إذا تهلل بشراً واستهل ندى / أدل قاصده إدلال ذي رحم
لم يخدم الدهر والأيام لي أملاً / حتى غدوت له من جملة الخدم
قد كثرت عدد الحساد أنعمه / عندي وما كثر الحساد كالنعم
كم رحت منه أجر الذيل من خلع / أعلامها كرياض الحزن والعلم
أختال ما بين إنعام وتكرمة / يكل عن شكرها المفروض كل فم
إن كنت أحسنت فالإحسان أنطقني / والشكر في نفحات الروض للديم
شكر القوافي على مقدار ما شربت / من خمرة عصرت من كرمة الكرم
فإن بدا لك من ألفاظها طرب / فهز عطفي معانيها فلا تلم
يا منعماً بنداه يعدم العدم
يا منعماً بنداه يعدم العدم / وينجلي بهداه الظلم والظلم
وقادراً أمطر الدنيا ندى وردى / ففاض من راحتيه البأس والكرم
هنئت عيداً تخطتني سحائبه / وقد سقى الخلق منها الوابل الردم
في روضة الحزن من فقدانها غلل / وفي سباخ الثرى من صوبها ديم
عجبت كيف تناستني علاك وقد / ظلت ضحاياك بين الخلق تقتسم
نسيان مثلي بعد الذكر محقرة / إن الغنيمة عندي ما هي الغنم
أنت الزمان فمن ترفعه يعل ومن / تخفض من الناس لا يرفع له علم
ومن تغافلت عنه فهو مطرح / ومن نظرت إليه فهو محترم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025