المجموع : 45
نِعمَ الإِعانَةُ رَمزاً في خَفا لُطُفٍ
نِعمَ الإِعانَةُ رَمزاً في خَفا لُطُفٍ / في بارِقٍ لاحَ فيها مِن عُلا خَلَلِه
وَالحالُ يَرمُقُني طَوراً وَأَرمُقُهُ / إِن شا فَيُغشى عَلى الإِخوانِ مِن قُلَلِه
حالٌ إِلَيهِ رَأى فيهِ بِهِمَّتِهِ / عَن فَيضِ بَحرٍ مِنَ التَمويهِ مِن مِلَلِه
فَالكُلُّ يَشهَدُهُ كُلّاً وَأَشهَدُهُ / مَعَ الحَقيقَةِ لا بِالشَخصِ مِن طَلَبِه
أَشارَ لِحَظّي بِعَينٍ علم
أَشارَ لِحَظّي بِعَينٍ علم / بِخالِصٍ مِن خَفِيِّ وَهمِ
وَلائِحٌ لاحَ في ضَميري / أَدَقُّ مِن فَهمِ وَهم هَمّي
فَخُضتُ في لُجِّ بِحرِ فِكري / أَمُرُّ فيهِ كَمَرِّ سَهمِ
وَطارَ قَلبي بِريشِ شَوقٍ / مُرَكَّبٍ في جَناحِ عَزمي
إِلى الَّذي إِن سُئِلتُ عَنهُ / رَمَزتُ رَمزاً وَلَم أُسَمِّ
حَتّى إِذا جُزتُ كُلَّ حَدٍّ / في فَلَواتِ الدُنُوِّ أَهمي
نَظَرتُ إِذ ذاكَ في سِجِلٍ / فَما تَجوَزتُ حَدَّ رَسمي
فَجِئتُ مُستَلِماً إِلَيهِ / حَبلُ قِيادي بِكَفِّ سِلمي
قَد وَسَمَ الحُبُّ مِنهُ قَلبي / بِمَيسمِ الشَوقِ أَيَّ وَسمِ
وَغابَ عَنّي شُهودُ ذاتي / بِالقُربِ حَتّى نَسيتُ اِسمي
شَيءٌ بِقَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسماءُ
شَيءٌ بِقَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسماءُ / لا النورُ يُدري بِهِ كلا وَلا الظُلَمُ
وَنورُ وَجهِكَ سِرٌّ حينَ أَشهَدُهُ / هَذا هُوَ الجودُ وَالإِحسانُ وَالكَرَمُ
فَخُذ حَديثِيَ حِبّي أَنتَ تَعلَمُهُ / لا اللَوحُ يَعلَمُهُ حَقّاً وَلا القَلَمُ
لَم يَبقَ بَيني وَبَينَ الحَقِّ تِبياني
لَم يَبقَ بَيني وَبَينَ الحَقِّ تِبياني / وَلا دَليلٌ بِآياتٍ وَبُرهانِ
هَذا تَجلي طُلوعِ الحَقِّ نائِرَةٌ / قَد أَزهَرَت في تَلاليها بِسُلطانِ
لا يَعرِفُ الحَقَّ إِلّا مَن يَعرِّفُهُ / لا يَرِفُ القِدَمِيَّ المُحدَثُ الفاني
لا يُستَدَلُّ عَلى الباري بِصَنعَتِهِ / رَأَيتُم حَدَثاً يَنبي عَن أَزمانِ
كانَ الدَليلُ لَهُ مِنهُ إِلَيهِ بِهِ / من شاهد الحَقّ في تَنزيلِ فُرقانِ
كانَ الدَليلُ لَهُ مِنهُ إِلَيهِ لَهُ / حَقّاً وَجَدناهُ بِل عِلماً بِتِبيانِ
هَذا وُجودي وَتَصريحي وَمُعتَقَدي / هَذا تَوَحُّدُ تَوحيدي وَإيماني
هَذى عِبارَةُ أَهلِ الأَنفِرادِ بِهِ / ذَوي المَعارِفِ في سِرٍّ وَإِعلانِ
هَذا وُجودُ وُجودِ الواجِدينَ لَهُ / بَني التَجانُسِ أَصحابي وَخُلّاني
أَرسَلتَ تَسأَلُ عَنّي كَيفَ كُنتُ وَما
أَرسَلتَ تَسأَلُ عَنّي كَيفَ كُنتُ وَما / لَقيتُ بَعدكَ مِن هَمٍّ وَمِن حَزَنِ
لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ كُنتُ وَلا / لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ لَم أَكُنِ
أَأَنتَ أَم أَنا هَذا في إِلَهَينِ
أَأَنتَ أَم أَنا هَذا في إِلَهَينِ / حاشاكَ حاشاكَ مِن إِثباتِ اِثنَينِ
هُوِيَّةٌ لَكَ في لائِيَّتي أَبَداً / كُلّي عَلى الكُلِّ تَلبيسُ بِوَجهَينِ
فَأَينَ ذاتُكَ عَنّي حَيثُ كُنتُ أرى / فَقَد تَبَيَّنَ ذاتي حَيثُ لا أَيني
فَأَينَ وَجهُكَ مَقصوداً بِناظِرَتي / في باطِنِ القَلبِ أَم في ناظِرِ العَينِ
بَيني وَبَينَكَ إِنِيٌّ يُنازِعُني / فَاِرفَع بِلُطفِكَ إِنِيِّ مِنَ البَينِ
حَمّلتُمُ القَلبَ ما لا يَحمِل البَدَنُ
حَمّلتُمُ القَلبَ ما لا يَحمِل البَدَنُ / وَالقَلبُ يَحمِلُ ما لا تَحمِلُ البُدُنُ
يا لَيتَني كُنتُ أَدنى مَن يَلوذُ بِكُم / عَيناً لِأَنظُرَكُم أَو لَيتَني أُذُنُ
خاطَبَني الحَقُّ مِن جَناني
خاطَبَني الحَقُّ مِن جَناني / فَكانَ عِلمي عَلى لِساني
قَرَّبَني مِنهُ بَعدَ بُعدٍ / وَخَصَّني اللَهُ وَاِصطَفاني
اِرجِع إِلى اللَهِ إِنَّ الغايَةَ اللَهُ
اِرجِع إِلى اللَهِ إِنَّ الغايَةَ اللَهُ / فَلا إِلَهٌ إِذا بالَغتَ إِلّا هو
وَإِنَّهُ لَمَعَ الخَلقِ الَّذينَ لَهُم / في الميمِ وَالعينِ وَالتَقديسِ مَعناهُ
مَعناهُ في شَفَتَي مَن حَلَّ مُنعقداً / عَنِ التَهَجّي إِلى خَلقٍ لَهُ فاهوا
فَإِن تَشُكَّ فَدبِّر قَولَ صاحِبِكُم / حَتّى يَقولُ بِنَفيِ الشَكِّ هَذا هو
فَالميمُ يُفتَحُ أَعلاهُ وَأَسفَلُهُ / وَالعَينُ يُفتَحُ أَقصاهُ وَأَدناهُ
اِسمٌ مَعَ الخَلقِ قَد تاهوا بِهِ وَلَهاً
اِسمٌ مَعَ الخَلقِ قَد تاهوا بِهِ وَلَهاً / لِيَعلَموا مِنهُ معنىً مِن مَعانيهِ
وَاللَه لا وَصَلوا مِنهُ إِلى سَبَبٍ / حَتّى يَكونَ الَّذي أَبداهُ يُبديهِ
عَلَيكَ يا نَفَسُ بِالتَسَلّي
عَلَيكَ يا نَفَسُ بِالتَسَلّي / فَالعِزُّ بِالزُهدِ وَالتَخَلّي
عَلَيكِ بِالطَلعَةِ الَّتي / مِشكاتُها الكَشفُ وَالتَجَلّي
قَد قامَ بَعضي بِبَعضِ بَعضي / وَهامَ كُلّي بِكُلِّ كُلّي
يا سِرَّ سِرٍّ يَدِقُّ حَتّى
يا سِرَّ سِرٍّ يَدِقُّ حَتّى / يَخفى عَلى وَهمِ كُلِّ حَيِّ
وَظاهِراً باطِناً تَجَلّى / لَكُلِّ شَيءٍ بِكُلِّ شَيِّ
إِن اِعتِذاري إِلَيكَ جَهلٌ / وَعُظمُ شَكٍّ وَفَرطُ عَيِّ
يا جُملَةَ الكُلِّ لَستَ غَيري / فَما اِعتِذاري إِذاً إِلَيِّ
كانَت لِقَلبي أَهواءٌ مُفَرَّقَةٌ
كانَت لِقَلبي أَهواءٌ مُفَرَّقَةٌ / فَاِستَجمَعَت مُذ رَأَتكَ العَينُ أَهوائي
فَصارَ يَحسُدُني مَن كُنتُ أَحسُدُهُ / وَصِرتُ مَولى الوَرى مُذ صِرتُ مَولائي
تَرَكتُ لِلناسِ دُنياهُم وَدينَهُم / شُغلاً بِحِبِّكَ يا ديني وَدُنيائي
ما لامَني فيكَ أَحبابي وَأَعدائي / إِلّا لِغَفلَتِهِم عِن عُظمِ بَلوائي
أَشعَلتَ في كَبِدي نارَينِ واحِدَةً / بِينَ الضُلوعِ وَأُخرى بَينَ أَحشائي
الوَجدُ يُطرِبُ مَن في الوَجدِ راحَتَهُ
الوَجدُ يُطرِبُ مَن في الوَجدِ راحَتَهُ / وَالوَجدُ عِندَ وُجودِ الحَقِّ مَفقودُ
وَطائِرٍ حَلَّ أَرضَ الشامِ أَقلَقَهُ
وَطائِرٍ حَلَّ أَرضَ الشامِ أَقلَقَهُ / فَقدُ الأَليفِ لَهُ نُطقٌ بِإِضمارِ
قَد كانَ إِلفَ قُصورٍ صارَ مَسكَنُهُ / في غَيضَةِ الأَيكِ في أَغصانِ أَشجارِ
يَقولُ أَخطَأتُ حَتّى الصُبحُ يُسعِدُهُ / صَوتٌ شَجِيٌّ وَيَبكي وَقتَ أَسحارِ
وَنُطقِهِ زُفَرٌ تُنبيكَ عَن حُرَقٍ / فَيَنثَني نَوحُهُ نُطقاً بِإِضمارِ
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ / وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ
إِن كانَ لَيسَ مِعي فَالذِكرُ مِنهُ مَعي / يَراهُ قَلبي وَإِن قَد غابَ عَن بَصَري
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت / إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم / إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً / إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ / إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم / سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً / فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي
مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً / ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
الكَأسُ سَهَلتِ الشَكوى فَبُحتُ بِكُم
الكَأسُ سَهَلتِ الشَكوى فَبُحتُ بِكُم / وَما عَلى الكَأسِ مِن شُرّابِها دَرَكُ
هَبني اِدَّعَيتُ بِأَنّي مُدنِفٌ سَقِمُ / فَما لِمَضجَعِ جَنبي كُلُّهُ حَسَكُ
هَجرٌ يَسوءُ وَوَصَلٌ لا أُسَرُّ بِهِ / مالي يَدورُ بِما لا أَشتَهي الفَلَكُ
فَكُلَّما زادَ دَمعي زادَني قَلَقاً / كَأَنَّني شَمعَةٌ تَبكي فَتَنسَبِكُ
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي يُرضيهِ سَفك دَمي
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي يُرضيهِ سَفك دَمي / دَمي حَلالٌ لَهُ في الحِلِّ وَالحَرمِ
إِن كانَ سَفكُ دَمي أَقصى مُرادِكُمُ / فَلا عَدَت نَظرَةٌ مِنكُم بِسَفكِ دَمي
وَاللَه لَو عَلِمَت روحي بِمَن عَلِقَت / قامَت عَلى رَأسِها فَضلاً عَنِ القَدَمِ
يا لائِمي لا تَلُمني في هَواهُ فَلَو / عايَنتَ مِنهُ الَّذي عايَنتُ لَم تَلُمِ
يَطوفُ بِالبَيتِ قَومٌ لا بِجارِحَةٍ / بِاللَهِ طافوا فَأَغناهُم عَنِ الحَرَمِ
ضحى الحَبيبُ بِنَفسٍ يَومَ عيدِهِمُ / وَالناسُ ضَحّوا بِمِثلِ الشاءِ وَالنِعَمِ
لِلناسِ حَجٌّ وَلي حَجٌّ إلى سَكَني / تُهدي الأَضاحي وَأُهدي مُهجَتي وَدَمي
أَنعى إِلَيكَ نُفوساً طاحَ شاهِدُها
أَنعى إِلَيكَ نُفوساً طاحَ شاهِدُها / فيما وَرا الحَيثُ يَلقى شاهِدَ القِدَمِ
أَنعى إِلَيكَ قُلوباً طالَما هَطَلَت / سَحائِبُ الوَحيِ فيها أَبحُرَ الحِكَمِ
أَنعى إِلَيكَ لِسانَ الحَق مُذ زَمَن / أَودى وَتَذكارُهُ في الوَهمِ كَالعَدَمِ
أنعي إليك بيانا تستكين له / أَقوالُ كُلِّ فَصيحٍ مِقوَلٍ فَهِمِ
أَنعى إِلَيكَ إِشاراتِ القُلوبِ مَعاً / لَم يَبقَ مِنهُنَّ إِلّا دارِسُ الرِمَمِ
أَنعى وَحَقِّكَ أَخلاقاً لِطائِفَةٍ / كانَت مَطاياهُمُ مِن مَكمَدِ الكَظمِ
مَضى الجَميعُ فلا عَينٌ وَلا أَثَرٌ / مُضِيَّ عادٍ وَفُقدانَ الأُلى إِرَمِ
وَخَلَّفوا مَعشَراً يُجرونَ لُبسَتَهُم / أَعيى مِنَ البَهمِ بَل أَعيى مِنَ النَعَمِ