القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 28
اللّه أكبر ما ذا الحادث الجللُ
اللّه أكبر ما ذا الحادث الجللُ / فقَد تزلزلَ سهلُ الأرض والجبلُ
ما هذهِ الزفرات الصاعدات أسىً / كأنّها شُعل يَرمي بها شعلُ
ما للعيونُ عيون الدمع جارية / منها تخرّ خدوداً حين تنهملُ
ما ذا النواح الّذي حطّ القلوب وما / هذا الضجيج وذي الضوضاء والزجلُ
كأنّ نفحةَ صدر الحشر قد فُجِئت / فالناسُ سَكرى ولا سكر ولا ثملُ
وإنّ عاشور لو عمّ الهلال بهِ / كأنّما هو من شؤمٍ به زحلُ
قامَت قيامة أهل البيت واِنكَسَرت / سفنُ النجاة وفيها العلم والعملُ
واِرتجّت الأرضُ والسبع الشداد وقد / أصابَ أهل السماوات العلى الأجلُ
واِهتزّ مِن دهشٍ عرش الجليل فلو / لا أنّه ماسك أوهى به الميلُ
جلّ الإلهُ فليس الحزن بالغه / لكنّ قلباً حواه حزنه جللُ
قَضى المصابُ بأن تقضي النفوس به / لكن قَضى اللّه أن لا سبّق الأجلُ
بسيّد عادَ ثغرُ الشعبِ مُبتسما
بسيّد عادَ ثغرُ الشعبِ مُبتسما / وفيهِ أصبحَ شملُ العربِ مُلتَئِما
وَالروض قد أينَعَت أزهارهُ وزَهَت / بالنورِ والوردِ فيها صار مُنتظما
وَقَد أُديرَت كؤوسٌ بالهنا مُزِجَت / وَطافَ بالبشرِ ساقيها على النُدَما
والورقُ قد غرّدت فوق الغصون وقد / أضحَت تردّد مِن ألحانِها نَغما
غداةَ سيّدنا المحبوب قَد سَطَعَت / أنوارهُ وَسناه قد جَلا الظُلَما
زين الشبابِ وَمَولاها وسيّدها / أكرِم بهِ مِن جليل يُقتدى وحِمى
لقد تغذّى بثديِ الفخرِ مُرتضعاً / مِن صفوِ درّ العلى حتّى ربى ونما
كَسا العروبة فَخراً من مفاخرهِ / وقَد أفاضَ على نُعمائها نِعَما
فَتىً عليه لواءُ النصر منعقدٌ / واللّه شادَ لهُ من فضلهِ علَما
فتىً نَمته إلى العلياءِ مكرمة / فهوَ الّذي فاقَ آساد الشرى هِمَما
مِن هاشم قَد زكى في الدهر عنصرهُ / وأصلهُ طابَ مِن آبائهِ القدما
هو الزعيمُ المفدّى من نؤمّله / يكونُ كَهفاً لنا دوماً ومُعتصما
ميلادهُ عيدُنا والأمّة اِبتَهَجت / بهِ وأذهبَ عنّا الكربَ والغمما
كلُّ البلادِ بهذا المولدِ اِحتَفَلت / وفيه سرَّت بنو عمرو العلى كرما
فليَحيَ سيّدنا المقدامُ في رغدٍ / لولاه ما كان أمرُ الأمّة اِنتَظما
وَلَم يزَل للواءِ الحقّ حارسه / سموّه جلّ في الدنيا وقد عَظُما
لا زالَ يَسعى لحفظ الشعبِ مُجتهداً / وللعروبَةِ يَرعى العهدَ والذِمَما
وَما توقّف يوماً عن إرادتهِ / مهما أرادوا وَمَهما شاءَ لو عَزما
فذاكَ شبلُ عليّ مَن سَما شَرفا / وكان شخصاً عظيمَ الجاهِ مُحترما
ذو هيبةٍ تُرهِبُ الأبطالَ سطوتهُ / وَدونه تضع الهامات والغمما
ذلّت لهُ الأسدُ خوفاً من عزيمتهِ / وَحينَ يسطو يردّ الخصم مُنهَزِما
ردّ العداة وهُم لا يُبصرون هدى / وكلّهم خابط في عشوةٍ وعمى
عنِ الحقيقةِ قد ضلّوا وقَد بَعُدوا / عَن نهجهِ فأصابوا الخُسرَ والنَدَما
وفازَ قومٌ على أوطانِهِم سَهِروا / وقاصروها وشدّوا دونَها الجزما
وعن مودّة أهل البيتِ ما اِنجَرَفوا / فإنّ مَن حادَ عنهم أنفهُ رغما
في كربلا حفلة الميلاد قد عُقِدَت / بروضةٍ جمَعت أبناءَها العُظَما
هذي الحديقةُ تزهو وهيَ زاهرة / بأحمد مَن حَوى الأخلاقَ والشمما
مِن آل بابان شهمٌ قَد زَكى نَسباً / وَحطّ فَخراً على هامِ السهى قدما
هو الإداريّ دستُ الحكم فيه خلا / بِعَدلهِ قرَنَ الأحكامَ والحكما
فيا بَني العرَبِ الأمجاد مَن لهمُ / مَفاخر بعُلاها طالت الأمما
لَقَد تقدّمتم في كلّ مكرمةٍ / لأنّكم خيرُ قومٍ سادة كرما
صبراً لنيلِ العلى والمجد واِحتفلوا / بفيصل وعليه فاِنشُروا العلما
للّه درّ اِبن حسّون وفكرته
للّه درّ اِبن حسّون وفكرته / وَما أتى من بديعِ النظمِ والحكمِ
جادَت قريحَتهُ مُذ صارَ يبذُلها / في مدحِ أبناءِ طه سادة الأممِ
وفي فَضائلهم تتلو مناقبهم / هيَ الّتي ليسَ تُحصى قطّ بالقلمِ
وكَم أتى بعجيبٍ في رثائهمُ / أجرى الدموعَ كغيثٍ جدّ منسجمِ
له قصائدُ جلّت أن يقابلها / أهلُ الفصاحة من عربٍ ومن عجمِ
فاِنظر لديوانهِ المسطور إنّ بهِ / شِعراً كعقد يجيد الخود منتظمِ
لكاظمٍ عند أهلِ البيت منزلة / لأنّه لهم من جملة الخدمِ
أرجو الإله يُجازيه ويسعدهُ / وأن يُفيضَ عليه وافر النعمِ
يا اِبنَ الرِسالة يا اِبن البيت والحرمِ
يا اِبنَ الرِسالة يا اِبن البيت والحرمِ / وَيا سليلَ العلى والمجد والكرمِ
يا كَوكبَ الشرق يا مَن قد أضاءَ لنا / سنا مُحيّاه في داجٍ من الظلمِ
يا سيّد العرب يا مَن قد حوى شرفاً / مِن أشرف الخلق طه سيّد الأمَمِ
وجدّه المُصطفى المختار أحمد مَن / جبريلُ كان لهُ مِن أطوعِ الخدمِ
يا اِبنَ الأكارمِ والسادات من مضرٍ / ومَن همُ للبرايا خير معتصمِ
قد عادَ عيد الهنا لمّا طلعتَ على / هذي البلاد بثغرٍ منك مبتسمِ
إليكَ أبصارُنا يا اِبنَ الهُدى شَخصت / لأنّك اليوم فينا خير محتكمِ
يَفديكَ قومُك إذ أنت لهم / وأنتَ باريه في حكم وفي حكمِ
أنتَ الأمينُ وفيك العزّ قد ثبتت / منهُ القواعد بالإقدامِ والهممِ
قد رحّبَت بكَ أرضُ الطفّ شاكرة / ما قَد أفاض عليها بارئ النسمِ
فها هيَ اليوم تزهو فيك حيث لها / تمَّ السرور ونالت أكبرَ النعمِ
وأنتَ جامع شملَ العربِ قائدها / إلى السعادة تدعى صاحب العلَمِ
أنوار خير الأنام الطهر قَد سَطَعَت / فأذهَبَت ما على الأبصار من غممِ
معظّم طيّبَ الرحمنُ عنصره / آباؤهُ اِشتَهروا بالطيب من قدمِ
وَالهاشميّون أبناء النبيّ لهم / مكارم سجّلت في اللوح والقلمِ
أخلصتُ ودّي لأبناء الحسين فمِن / بُحورِ فضلهمُ وِردي ومغتنمي
الشعبُ أضحى له في فيصل أملٌ / وإن يَكُن بعد لم يبلغ إلى الحلمِ
فهوَ الكريم المرجّى فيض نائله / دَوماً ومَن داس هام الفخر بالقدمِ
صغير سنّ ولكن نفسه كَبُرت / وَقَد ترعرع في عزٍّ وفي شممِ
أصلاً وفَرعاً زكا مِن هاشمٍ نَسبا / فَشبّ طِفلاً على الأخلاق والشيمِ
وَلَم تلد مثله العلياءُ من ولدٍ / عن درّ ثديِ المعالي غير منفطمِ
عاشَ العميدُ حليف النصر يرقبه / ربّ السماءِ بعينٍ منه لم تنمِ
وَعاشَ أعوانهُ والمخلصون له / بظلّه فهوَ للأوطان خير حمي
يا عينُ جودي بدمعٍ من دم هتن
يا عينُ جودي بدمعٍ من دم هتن / للقاسم اِبن الإمام المجتبى الحسنِ
أتى إِلى عمّه في حين شدّتهِ / وقد أحاطَت به عبّادة الوثنِ
والصحبُ من حولِهِ صرعى جسومهمُ / أضحّت مجزّرة في الترب كالبدنِ
فجاءَ يطلب منه رخصةً وله / قلبٌ توقّد بالأحزان والشجنِ
فمُذ رآهُ حسين فاض مدمعهُ / وقلبهُ ذابَ من وجدٍ ومن حزنِ
وقال يا نور عيني للمخيّم عُد / فأنتَ لي اليوم مثل الروح في البدنِ
فعادَ نحوَ بنات المُصطفى أسفاً / إذ لم يكُن عمّه يعطيهِ من إذنِ
بالهمّ والغمّ والأحزان مشتملٌ / وَبالكآبة والأشجان والمحنِ
هناكَ فكّر في عهدٍ أبوه به / أوصاه مرّ عليه سالف الزمنِ
فحلّ مِن كتفهِ ما شدّ والده / مِن عوذة ولذاك العهد لم يخنِ
أتى إلى عمّه فيها ليخبرهُ / بعهدِ والده ذي الفضل والمننِ
فحينَ شاهدهُ سبط النبيّ بكى / وسالَ مدمعهُ المنهلّ كالمزنِ
وضمّ مُعتنقاً حبّا لشبل أخٍ / لفرط حبّ له في القلب مكتمنِ
تعانقا وجرَت حزناً دموعهما / وقد أصابَ بها وهن على وهنِ
ومُذ أفاقَ أبو السجّاد ألبسه / ملابساً فصّلت للحرب كالكفنِ
وقال بادِر إلى توديع أمّك مع / كلّ النساء فهذا آخر الزمنِ
فَعادَ يدعو النسا هذا الوداع ألا / هل مَن يُبادر نحوي كي يودّعني
جاءَت إليهِ النسا حتّى تودّعه / وأمّه ثاكل تدعوه في شجنِ
تقول يا نور عيني كيف تتركني / وكيف مِن بعد هذا الوصل تقطعني
فقال يا أمّ عمّي اليوم منفرد / يدعو أهَل ناصر ذا اليوم ينصُرني
فكيفَ يبقى وحيداً لا معين له / وَالسيف طوع يميني لا يفارِقُني
قالت له يا بنيّ اِذهب لنصرتهِ / حتّى تحلّل ما قد ذُقتَ مِن لبني
فعادَ يَسطو على الأعداءِ مُرتجزاً / يدعو أنا اِبن الإمام السيّد الحسنِ
سبط النبيّ أبي أزكى الورى نسباً / على الهُدى خير مأمون ومؤتمنِ
يا قوم عمّي هذا عاد بينكمُ / فرداً بلا ناصر في زيّ مرتهنِ
فَلا رَأيتم مدى الأيّام من رغدٍ / وَلا سَقاكُم بيوم الصيّب المزنِ
حتّى إذا كضّه حرّ الظماء أتى / يريدُ ماءً بقلبٍ لاهب سخنِ
فردّهُ السبط ريّانا فعادَ إلى / حربِ الطغاة كليث ضيغم شثنِ
وبعد أن جدّل الأعدا بصارمهِ / وصالَ فيهم بذاك المقول اللسنِ
أتاهُ أشقى الوَرى والسيف في يدهِ / فشقَّ مفرقَهُ إذ خرّ للذقنِ
فصاحَ يا عمّ عجّل كي أراك فقد / جاءَت ليَ القوم بالأسياف تضربني
فجاءهُ السبط يبكيهِ ويندبه / بنيّ هان عليك اليوم تتركني
بُنيّ خلّفتني فرداً ولا أحد / يحمي حمايَ فيَرعاني ويسعدني
عليّ عزّ بأن تبقى رهين ثرى / موزّع الجسم شلو عافر البدنِ
بُشرى العراق بندبٍ من بني مضر
بُشرى العراق بندبٍ من بني مضر / في العلمِ أصبح مثل الروح للبدنِ
لهُ على صفَحات المُرشد اِنتَشرت / آيات فضلٍ من الأحكام والسننِ
على بني العلم من إيقاد فكرته / سحائبٌ هطَلَت كالعارض الهتنِ
قد قامَ يبذل للإسلامِ همّتهُ / يذبُّ عنهُ بعزمٍ قطّ لم يهنِ
فَكَم بهِ الدين قد شيدت قواعدهُ / وكَم رواق عليه للعلوم بني
فالعلم حطَّ بمغناهُ ركائبَهُ / وهو المحيطُ به في السرِّ والعلنِ
يَبغي الحياةَ إلى شعبِ العراق ومن / فيه ويرعى حقوقَ الشعب والوطنِ
مجلّة المرشد الغرّاء فيه زهَت / وطيبُها فاحَ في الأمصارِ والمدنِ
نَهضاً بني العلم إنّ العلم مرجعهُ / إليهِ وهو عليه خير مُؤتَمنِ
جلّ العلومِ بطيِّ المُرشدِ اِندَرَجت / فهوَ الجليل ولو غاليت بالثمنِ
فرد العلى هبة الدين الّذي رَسَخَت / في العلمِ أقدامهُ من سالف الزمنِ
وَالشعب لا زال يُبدي الشكرَ متّصلاً / لصالحٍ صاحب الإحسان والمننِ
عَن رُشدِها الناس ظلّت برهة فغَدَت / بالمرشد اليوم تُسقى خالصَ اللبنِ
أنا الخطيبُ وعبد اللّه مُعتمدي
أنا الخطيبُ وعبد اللّه مُعتمدي / أخلصتُ ودّي لهُ في السرّ والعلنِ
لا زلتُ أدعو لهُ دوماً وأشكره / لما أفاضَ على مولاه من مننِ
قوم دُعوا لجوارِ اللّه فاِمتثلوا
قوم دُعوا لجوارِ اللّه فاِمتثلوا / وَللنفوسُ بأرضِ الطفّ قد بَذلوا
يا سائِلي عن كرامٍ ههنا نَزَلوا / بالأمسِ كانوا معي واليوم قد رحلوا
وَخلّفوا بِسوَيدا القلب نيرانا /
بدور تمٍّ ولكن بالدِما سَطَعوا / عنّي عنوا وفُؤادي بالأَسى ترعوا
فقلتُ مُذ غربوا من بعدما طلعوا / نذرٌ عليّ لئِن عادوا وإن رجعوا
لأزرعنّ طريقَ الطفّ رَيحانا /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025