المجموع : 34
أهديتني دررا والجود شنشنة
أهديتني دررا والجود شنشنة / ورثته عن جدود غير مغصوب
فما الذي بعدها اهدى اليك سوى / جزع وما الشهد طعما كالسعابيب
رعيت عهدا قديما كاد يدرس من / صرف الزمان بتشريق وتغريب
فبان فضلك في حفظ الوداد كما / قد بان في النظم والامران مطوبي
وما الحبيب على ود بمتهم / ولا على بعده حينا بمعتوب
اهلاً بها اسطراً داوت حليف ضنى / لم تلق الا بتكريم وترحيب
انزلتها من فؤادي خير منزلة / وللمشاعر كانت نفحة الطيب
بها اغالي واغنى في المدائح عن / نعى الديار اذا اقوت وتشبيب
قد حببت لي غلوا في الثناء وان / قليته في سواه أي تحبيب
جاءت مهذبة تحكى خلائقك ال / حسنى التي طالما فاقت بتهذيب
ان قصر المدح عن اطرائها حصرا / فانه قول صدق غير مكذوب
اولاك مولاك فضلا ليس ينكره / الا حسود مناه في الاكاذيب
فكن كما شئت فالابصار شاهدة / والسن الصدق تثنى دون تكذيب
وكن للبنان يوما قدوة حسنت / في كل سعي يسنى الخير مرغوب
لو اقتدى اهله يوما بحزمك لم / يكن به من ربوع بلو تخريب
بل كان يعمر عمرانا بدون في / راس التواريخ بل في كل مكتوب
يا ليته مستمد من فعالك ما / يقيه من شر تأليب وتحزيب
ما باله لم يصخ سمعا لنصحك اذ / بدا كما لاح فجر غير محجوب
عدوا الرشاد اقاويلا ملفقه / وغرهم قول من يزهى بتلقيب
فكان عقباهم حزا لندامة / صدورهم بعد خسران وتتبيب
يا ليت قومك تهديهم حلاك الى / وجه الصواب وننجيهم من الحوب
زارت سعاد وثوب الليل مسدول
زارت سعاد وثوب الليل مسدول / فما الرقيب بغير النشر مدلول
وما سعاد وقد زارت باسكن من / ظباء وجرة تهديها مطافيل
ترمى سعاد بسهم عن حواجبها / ففي الخليين مجروح ومقتول
وشاحها مثل قلبي لم يزل قلقا / وزندها اخرس الدملوج مجدول
يا ليلة قصرت بالعتب احسبها / من لامها العتب او من يائها الطول
طال التشاكي بنا حتى كان تبا / شير الصباح وقد لاحت تهاويل
نقابها سالفها فهي غانية / عن النقاب وبعض النقب مبذول
غراء من غرة او غرة فنق / يقعدها الحلى عند المشي عطبول
ما ان ترى اللين الا من معاطفها / وليس يعقب منها الملث تنويل
لم اعرف الهم الا مذ كلفت بها / وصار في وصلها للنفس تسويل
لم اخل من حاسد عند الوصال وان / نات فاني لفرط الوجد معذول
ما عاذلي في هواها غير ذي سفه / لم يدر ان الهوى للمرء تجميل
وهل يليق الهوى الا بذي ادب / على الوفاء وحفظ العهد مجبول
ام كيف ينجع قول في شج ذهبت / به الصبابة حيث العقل معقول
ما لامرء في الهوى قلبان مشتغل / به وآخر طورا عنه مشغول
ما بعد انذار شيبي ما يحولني / عن حبها لو بدا لي عنه تحويل
ما الحب الاغذاء الصب مكتهلا / وقبل ذلك نقل ثم تعليل
اجدر بمن قد درى شيا واتقنه / ان يطيبه له حرص وتحصيل
قد شاقني من سعاد انس معهدها / والشوق ينشئه ذكر وتخييل
وهاجني من حمام الايك ساجعة / تشكو اذا الليل اصبى منه تطفيل
كأنها لا ترى من الفها بدلا / ان شاق الفا من العشاق تبديل
أو انها الهمت ان بيننا نسب / في السجع والوجد حيث القلب متبول
أما المديح فإني قد خصصت به / في وصف احمد ما تتلى اقاويل
هو المليك الذي طلب الزمان به / وزانه منه تمليك وتكميل
من قال في مدحه او ظله بلغ الاقوال / شانا فقولوا فيه او قيلوا
ملك يجبر اذا دهر يجور فمن / ناداه كان له كالجار تنفيل
يعطى الجزيل ابتداء وهو معتذر / حتى الكثير من الاطراء تقليل
الناس ما بين راج باسه وندى / كفيه وهو على الحالين موول
لما بدا بفرنسا نور طلعته / ومن يديه لهم سحت اهاليل
غار الحيا منه حتى قال قائلهم / لنا سحابان مسؤول ومملول
لو كان امسك اجلالا لراحته / لما عدا من نداها الارض تجليل
في حسن اخلاقه اللآي زكت لهم / تامل ومن الاحسان تاميل
ولم يزل عندهم شان له نبها / كل ببث المزايا عنه مشغول
حتى غدا مكبرا صغرى مآثرا / كبيرهم آثرا ما منه منحول
لم يبق في الشرق او في الغرب من احد / الا وعنه مديح فيه منقول
وما يفي من بديع القول في ملك / او في على المدح اجمال وتفصيل
اقل آلائه لا يستقل به / من الثنا ما به لم يول تطويل
ان يشرك الناس في الاسماء فهو بما / له من الفضل لم يشركه تفضيل
في مدحه شعراء العرب قد فضلت / فلاسف العجم حيث الشعر مفضول
من كان في النظم موضوعا ولاذ به / تحمل قوافيه فالموضوع محمول
ما زال في قومه تالي مدائحه / مقدما عنه حد العسر مفلول
ساس البلاد بعدل ليس يصرفه / لهو المعيشة عنه والاباطيل
وقام بالدين والدنيا فما برحا / به سعيدين لا يعدوهما سول
ما عال الا على مال يجود به / وعال ذا عيلة وخا تعويل
لو جاز تسوية الصر عين ما اختلفا / تعادلا كان منه اليوم تعديل
او لو تهادى الورى بالعمر عن مقة / لكان يهديه جيل بعده جيل
مليت يا تونس الخضراء حضرته / ما دام في الارض قطر وهو ما هول
إن كان في مصر يرحى النيل آونة / ففيك في كل آن جوده نيل
أو ان تكن عجم تزهى بأرضهم / ففي سمائك كل الفخر مشمول
حمدا على عوده الميمون يقدمه / عز ونصر وتعظيم وتبجيل
ما غاب عن بلد الا ونائله / فيه مقيم به الايسار مكفول
في الغرب حضرته والأرض قاطبة / ثناؤه بالدعاء الدهر موصول
ظل الآله وداعيه ونائبه / وسيفه لاجتياح الضد مسلول
وهل يناويه إلا الأخسرون ومن / لهم إلى الحتف قبل الفتح تعجيل
مؤيد العزم والرحمن ناصره / مسدد الراي والمقدور مجهول
إن ينو أمرا فإن لاحق مقصده / أو يقض أمرا فبالتوفيق مفعول
مهذب الحلق محمود الفعال / جليل القدر مرضاته لله توسيل
أدامه الله فخرا للورى وعلى / هاماتهم من أياديه أكاليل
ودام مبتهجا هذا الزمان به / ما ان تلا قارى حم تنزيل
إن المؤمن من بعد الدعاء له / مؤمن وبه الاهلال تهليل
سَرْ مضرب الأرض في طول وفي عرض
سَرْ مضرب الأرض في طول وفي عرض / ترى النساء يبعن العرض كالعرض
بالرجل يصفقن عند البيَع لا بيَد / وكل قاض على تسجيله يمضي
راح الحمار وخلى القيد في الوتد
راح الحمار وخلى القيد في الوتد / وما رأى أثْرَهُ في الناس من أحد
فهل أنا راكب من بعده وتداً / أم مجزئي قيده لو كان من مسد
أم كيف أدخل داراً كان لي سكناً / فيها وأنزل عندي مُنْزل الولد
سرهدته بيدي كالطفل من شفق / كالطفل من شفق سرهدته بيدي
وجثئته بشعير لا يخالطه / ماس ولا عسجد خوفاً من الدرد
وكان يوقظني منه النهاق إذا / استثقلت نوماً بصوت مطرب غَرد
كم حاد بي عن مضيق حين أبصر من / حول الجمال تبلّ الأرض بالزبد
وسار بي في طريق بلّ جانبها / أهل الجمال بماء الورد وهو ندي
وكم جرى فارهاً إذ لاح عن بعد / زفاف خود إليها بالغ الأمد
وإذ تبين نعشا للجنازة لم / يمرر به مع أليم النخس في الكتد
ما ضل يوما عن استقراء معلفه / أكان في روضة غنّاء أم جَرَد
وما شكا قط من وخز ولا ضعفت / رجلاه عن جوب وعَث طال أو جدد
شلت يدا من به ولىّ وغادرني / أمشي وأنشب في أوحال ذا البلد
أعالم أنني من بعده جزع / وأن فرقته نار على كبدي
وأن صوت المنادي اليوم يزعق أن / البس إكافك في جنح الدجى وعُد
لا يغررنك رغد أنت واجده / عند الحرامي خصمي فيك من حسد
قائما ذا لحين أنت تعلمه / ما دام شهرا على طرف ولا عَتَد
يفديك كل حمار ندّ من بطر / أوضحّ من لغب أو خار من جهد
أو حار من شبق قلاّب جحفلة / كرّاف بول قديم جفّ كالقدد
مصنبع الرأس ممشوق القوائم لم / يحرن إذا سُمته خَسْفا ولم يجد
ألية إنه بالطرق أعْرف من / مولاه إن لم يَعُقه القيد ذو العقد
يا ليت لي خصلة من ذيله أثراً / أرنو إليها كما يرنى إلى الخرد
فرض علي الزوج أن يكفي حليلته
فرض علي الزوج أن يكفي حليلته / في كل ليل ونفل بعده يرضي
فإن تبدَّل لفظ الفَرض بالرفض / تبدَّلت هي معنى العِرض بالعَرض
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه / كما يصون إناءَ واهياً صدأه
وما انقضى عن لذاذات الهوى عجلا / سيّان غايته عندي ومبتدأه
تخوض زوجي في كل الفنون وما
تخوض زوجي في كل الفنون وما / تخشى خطاء ولا ردا مع الظرفا
تكون غالطة في كل مسألة / وليس تغلط يوما أن تقول كفى
تغار زوجي عليّ حتى
تغار زوجي عليّ حتى / إذا رأتني مرضت تمرض
فما رأتني في حالة ما / إلاّ وكانت لها تَعَرَّض
إن زارني عالم أو جاهل بدرت
إن زارني عالم أو جاهل بدرت / زوجي إليه وخاضت معه في الجَدَل
فإن تجده خبيراً بالبعال تقل / كل العلوم انطوت في صدر ذا الرجل
دهن السقنقور والترياق للعلل
دهن السقنقور والترياق للعلل / رضاب فيك وللعنين ذي الفجل
حتى إذا لم يدع في الريق من وشل / أرشفته الخمر نعم الخمر من بدل
على اللديدين مني ساقها وضعت
على اللديدين مني ساقها وضعت / يا حسن ذلك موضوعاً ومحمولا
أصبحت تاليها ابغي مقدّمها / إذ كان كل سرور فيه مأمولاً
كم تاه صبّ بفرط العجب والتيه
كم تاه صبّ بفرط العجب والتيه / لكن حياؤك تأليهي وتوليهي
إن يولني منك تجنيسي مجانسة / أحمدت توريتي واخترت توجيهي
من حارب العين خانته مضاربه
من حارب العين خانته مضاربه / وليس يجديه شحذ السيف عن جلده
فمضرب السيف مشحوذ على حجر / ومضرب الطرف مشحوذ على كبده
أنا الولي على كل المفاليس
أنا الولي على كل المفاليس / وغرفتي ذي مزار للمناحيس
يأتي بهم زُحَل القوّاد سدّتها / وثم تصرعهم ريح الكراكيس
لا يدخلنّ مقامي ذو حجى أبدا / فإنما هو منتاب المآفيك
يلفون فيه أكاذيب المديح على / زمّارة أو على نذل من النُوْك
يا طالعاً درجات قدرها مائة / إليَّ ماذا ترجيّ بعد ذا الدرج
إن كنت من حركات طالباً فرجاً / فإنني بسكون طالب الفرج
ما زارني إلاّ خليع ما جن / فدع الحياء إذا حضرت حصيري
إن الحياء أخو النفاقّ وما صفت / دون المجون سريرة لعشير
يا زائري رأسك أحفظ / من ضرب زيد وعمرو
فما بكسري هذا / يصاب جابر كسر
أيها الزائري لفائدة لا / ترم المستحيل ما ذاك عندي
راح علمي في طلب الجدّ / والجدّ شرود فضاع علمي وجدّي
للناس نار بلا دخان / ولي دخان بغير نار
فها أنا اليوم منه قار / ضيفي وفيه أبيت قاري
إن للصالحين معجزة أن / يجعلوا إن شاءوا الضرير بصيرا
عكسُ ذا اليومَ معجزاتُ دخاني / إنه يجعل البصير ضريرا
تجود عليّ زواري ولكن / أكافئهم بَواء وهو شأني
تُقلّ نعالهم لي تربَ كُحْل / فأكحلهم بشيء من دخاني
نعم لي غرفة عليا ولكن / بأسفل سافلين هبوط نجمي
فكيف أطيق أصعد مرتقاها / وأحمل حمل أشجاني وهمي
من يكن مثلي رفيع الدرجات فهو أولى بمفاعيل السّراة /
من معاطاة فضول الشعر في فاعلات فاعلات فاعلات /
كل زوّاري ذكور / ليس فيهم من إناث
أفما في الكون من / أنثى ولا جنس الخناث
قصرت عن الورى وأمن / تُ منهم سَبَّة غدْرا
فلا عجب إذا ما قلت / صارت غرفتي قصرا
إذا زارني مُلوٍ نظيري أمنته / وإن يك ذو جَدّ حذرت محاله
فإني أدري بالمناحيس كلهم / وما فيهم من أجهل اليوم حاله
من أوى إلى البيت من / مثل بيتي الحرج
ضاق صدره سدما / وانزوى مع الهمج
ولي داخل البيت جثة قطّ / وخارجه صيت فيل عظيم
وقد كنت أحسب أن بالعظام / تكون العظام وأهل العلوم
تعالوا وافقهوا عني ثلاثاً / تعلمكم مراعاة النظير
خلاقي ثم جسمي ثم بيتي / صغير في صغير في صغير
أمسى بيتي قبراً حرجاً / لكن زواري أحياء
مع أني لست أرى فيهم / حيّاً لي منه إحياء
إذا عصفت ريح وثارت زوابع / وهدّت رعود والغيوم مواطر
ومادت زوايا غرفتي وتزلزلت / علمت بأن عندي يشرّف زائر
ارفعوا لي حاجاتكم فأنا اليومَ / رفيع المقام والدرجات
إن يكن مُفْلسون فليستعيروا / مُدْيتي لانتحارهم أو دَواتي
يقولون إني لضيق وِجاريَ / قد رك شعري وصار ركيّا
وأجدر بشيء إذا ما تبعَّث / من ضيق أن يكون قويا
مقامي بذي الغرفة / لحرمان ذي الحرفة
فمن زارني فيها / فلا يَرْجُوَنْ ترفه
أصبحت في غرفتي رهن الهموم فما / يعتادني غير أشجاني وأوطاري
أرى لكل امرئ أنثى تؤانسه / وليس عندي من أنثى سوى النار
ألا لا يطمعن أحد / لكوني صاحب الغرفه
بإنَّ لديَّ مأدبة / له من فيضها غرفه
حقّ المزُور على الزوار أنهم / يؤمنون له في الصدق والكذب
وما عليه لهم حقّ ولو جلبوا / إليه من سبأ وسقا من الذهب
ولي حرفتان فلا أحذر ال / بطالة عندي أن ترسخا
أصوغ القوافي في ليلتي / وفي الصبح أستقبل المطبخا
طبخ المحاشي رائج في عصرنا / لكنما طبخ القوافي كاسد
من أجل ذلك صرت طباخاً فما / أنا شاعر فالشعر شيء فاسد
حوت غرفتي كتبي ورزقي كله / فبرنطتي فيها عزاء وسلوان
إذا غبت عنها خلتني أفقر الورى / وإن جئتها أوهمت أني سلطان
يفوح من حجرتي عرف الشواء على / عرف القريض ومعه عرف ميَّان
فمن يكن جائعاً ينعشه أوّلها / ومن يكن كاذباً ينعش من الثاني
أرى في الحلم أني ساقط من / مهدَّم طاقتي في مثل غار
فأصبح في الفراش ولا قوى لي / فلست إلى المعبّر ذا اضطرار
بيني وبين دخاني أُلفة ثبتت / إن نمت نام وإلا فهو لم ينم
وإن يزرني أمرؤ غطّى على بصري / إذ عنده رؤية الزوَّار كالسقم
لي غرفة ملأى من الكذب الذي / أنفقته في مدح كل بخيل
لم يبق فيها من محلَّ فارغ / للزائريّ ولا مقيل خليل
قالوا نزورك حيث كنت خليلنا / فأجبتهم لا ريب فيه زور
قد محّص العرفان عن أخلاقكم / وخلاقكم فلكم بذا التعزير
أقول لزائريّ قفوا قليلاً / إلى أن ألبس الثوب القشيبا
فإني في الخليع أُرى خليعاً / وفي لبس القشيب أُرى أديبا
لبابي صريف حين يفتح هائل / يقول لزوّاري دعوني مغلقا
فهذه عَدْوى كفكم فيَّ قد سرت / ولم يُعْدِكم داب افتتاحي مطلقا
كانت مقاماً للكواعب غرفتي / والآن صارت معدن التشبيب
ما زال فيها من عبير العشق ما / هاج المحبّ إلى عناق حبيب
يراني الناس في كِرج حقير / فيحتقرون منزلتي احتقارا
فهل يا قوم عندكم المعالي / علوّ مباءة تحوي حمارا
من زارني ورأى مكاني ضيقاً / فلبِرّه صدري يكون رحيبا
أهلاً به للنار والأصلاء مع / كِسف الدخان ونعم ذاك نصيبا
طوّقت بابي بأبيات منمّقة / لمّا بدا عُطُلا من خير زوّاري
فصار كنز علوم غير ذي رصد / تنقير أظفاره في نقر أظفار
ألا يا داخلين إليّ مهلاً / لأسألكم سؤالاً عن مزاري
أأعجبكم له شكل فجئتم / لتبنوا مثله دار القِمار
نعم المهندس من بنى / كوخي بأشكال وهندس
هو كالمثلث والمربَّع / والمخمس والمسدس
من جاءني تَعِباً وأبصر سدّتي / نسي الذي قاساه من أتعابه
فالناس تعرف من تزور إذا هم / نظروا ولو لمحا إلى أعتابه
لا يطلعنّ إليَّ اليوم مشئوم / فطالعي بضروب الشؤم موسوم
ومن يكن واحداً مثلي فليس له / لطالعين احتياج قاله البوم
يحسدني الناس على غرفتي / لشبهها أعينهم ضيقا
مع إنها تحوي جهازا له / طول وعرض بلغا الشيقا
قرَوْتُ المصر بيتاً ثم بيتا / فلم أرَ مثل مجلسي الشريف
يرد الشمس إنْ تدخُله كبراً / لرؤيته لها فوق الكنيف
ولي في غرفتي أدوات طبخ / على مقدار أسناني جميعا
وإن يُكَسر من الأدوات شيء / أصاب الكسر أسناني سريعا
ليس بالرفس فتح بابي ولا / بالقرع فأعلم لكن بنقر خفيف
فهو من جوهر الزجاج لطيف / لا يسنّى إلا لكل لطيف
مقامي أولّ في القدر لكن / أتى في الصيف عن خطأ أخيرا
فلا تلووا على شيء سواه / إذا جئتم إليه ولو كبيرا
إذا صعّدت في درجات كوخي / وجاوزت الأخيرة وهي أعسر
يخيّل لي بأني طالع كي / أؤذنُ صارخاً: اللّه أكبر
لا يراني الناس في غرفتي / لا أرى من غرفتي الناسا
ربّنا يعلم من لذَّ من / بيننا البَيْنَ ومَن قاسى
سمّوا على منزلي قبل الدخول ولا / تستعجلوا بعد فتح الباب واحتشموا
فإنه حَرَم ذو حُرمة ولئن / لم يُلفَ لي حرمة فيه ولا حُرَم
إن قلت سمّوا على مقامي / فلست أعني سمّا يميته
وإنما القصد أن تقولوا / تبارك الله عز صيته
لا تنظرنّ ملاوصاً يا زائري / من ثَقْب مفتاحي إلى أغراضي
كالعرض لي غرضي ومن ينظر إلى ال / أعراض لم يأمن من الإعراض
بشرى لمن ينظر المفتاح في بابي / دليل أني موجود بأثوابي
أو لا فإني في فرشي أغطّط أو / أني خرجت وأمن اللّه أشعى بي
أنا ساكن في غرفتي متحرك / لزلازل العجلات تجري تحتها
لكن بحمد اللّه ليس بواطئ / من فوق رأسي مَن يحاول نحتها
إلى اللّه أشكو ما أرى تحت طاقتي / أموراً غداً تكليفها فوق طاقتي
أرى كل يوم ألف ماش مخاصراً / لأنثى على أني مخاصر فاقتي
لي غرفة ما شأنها شيء سوى / أن ليس تجري تحتها الأنهار
وغنيت عن هذا بما يجري من ال / عجلات تحسد من بها الأقمار
عجبت لكم يا قوم مع ضعف دينكم / وشدة برد كيف لم تعبدوا النارا
كأني بكم تلهون عنها بحرّ من / تذيقكم في حبها النار والعارا
شرط الزيارة من بعد الطعام على / حكم المزور وأن لا تمنع الشغلا
ومن يزرني صباحاً فهو في خطر / أن لا أقول له أهلاً ولا سَهْلا
رأوا دخان قميني صاعداً فجرى / بالماء قوم ليطفوا سورة اللهب
فقال بعض أقينُ أنت قلت نعم / أقين شعراً وعندي معمل الكذب