القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد فارس الشدياق الكل
المجموع : 34
أهديتني دررا والجود شنشنة
أهديتني دررا والجود شنشنة / ورثته عن جدود غير مغصوب
فما الذي بعدها اهدى اليك سوى / جزع وما الشهد طعما كالسعابيب
رعيت عهدا قديما كاد يدرس من / صرف الزمان بتشريق وتغريب
فبان فضلك في حفظ الوداد كما / قد بان في النظم والامران مطوبي
وما الحبيب على ود بمتهم / ولا على بعده حينا بمعتوب
اهلاً بها اسطراً داوت حليف ضنى / لم تلق الا بتكريم وترحيب
انزلتها من فؤادي خير منزلة / وللمشاعر كانت نفحة الطيب
بها اغالي واغنى في المدائح عن / نعى الديار اذا اقوت وتشبيب
قد حببت لي غلوا في الثناء وان / قليته في سواه أي تحبيب
جاءت مهذبة تحكى خلائقك ال / حسنى التي طالما فاقت بتهذيب
ان قصر المدح عن اطرائها حصرا / فانه قول صدق غير مكذوب
اولاك مولاك فضلا ليس ينكره / الا حسود مناه في الاكاذيب
فكن كما شئت فالابصار شاهدة / والسن الصدق تثنى دون تكذيب
وكن للبنان يوما قدوة حسنت / في كل سعي يسنى الخير مرغوب
لو اقتدى اهله يوما بحزمك لم / يكن به من ربوع بلو تخريب
بل كان يعمر عمرانا بدون في / راس التواريخ بل في كل مكتوب
يا ليته مستمد من فعالك ما / يقيه من شر تأليب وتحزيب
ما باله لم يصخ سمعا لنصحك اذ / بدا كما لاح فجر غير محجوب
عدوا الرشاد اقاويلا ملفقه / وغرهم قول من يزهى بتلقيب
فكان عقباهم حزا لندامة / صدورهم بعد خسران وتتبيب
يا ليت قومك تهديهم حلاك الى / وجه الصواب وننجيهم من الحوب
زارت سعاد وثوب الليل مسدول
زارت سعاد وثوب الليل مسدول / فما الرقيب بغير النشر مدلول
وما سعاد وقد زارت باسكن من / ظباء وجرة تهديها مطافيل
ترمى سعاد بسهم عن حواجبها / ففي الخليين مجروح ومقتول
وشاحها مثل قلبي لم يزل قلقا / وزندها اخرس الدملوج مجدول
يا ليلة قصرت بالعتب احسبها / من لامها العتب او من يائها الطول
طال التشاكي بنا حتى كان تبا / شير الصباح وقد لاحت تهاويل
نقابها سالفها فهي غانية / عن النقاب وبعض النقب مبذول
غراء من غرة او غرة فنق / يقعدها الحلى عند المشي عطبول
ما ان ترى اللين الا من معاطفها / وليس يعقب منها الملث تنويل
لم اعرف الهم الا مذ كلفت بها / وصار في وصلها للنفس تسويل
لم اخل من حاسد عند الوصال وان / نات فاني لفرط الوجد معذول
ما عاذلي في هواها غير ذي سفه / لم يدر ان الهوى للمرء تجميل
وهل يليق الهوى الا بذي ادب / على الوفاء وحفظ العهد مجبول
ام كيف ينجع قول في شج ذهبت / به الصبابة حيث العقل معقول
ما لامرء في الهوى قلبان مشتغل / به وآخر طورا عنه مشغول
ما بعد انذار شيبي ما يحولني / عن حبها لو بدا لي عنه تحويل
ما الحب الاغذاء الصب مكتهلا / وقبل ذلك نقل ثم تعليل
اجدر بمن قد درى شيا واتقنه / ان يطيبه له حرص وتحصيل
قد شاقني من سعاد انس معهدها / والشوق ينشئه ذكر وتخييل
وهاجني من حمام الايك ساجعة / تشكو اذا الليل اصبى منه تطفيل
كأنها لا ترى من الفها بدلا / ان شاق الفا من العشاق تبديل
أو انها الهمت ان بيننا نسب / في السجع والوجد حيث القلب متبول
أما المديح فإني قد خصصت به / في وصف احمد ما تتلى اقاويل
هو المليك الذي طلب الزمان به / وزانه منه تمليك وتكميل
من قال في مدحه او ظله بلغ الاقوال / شانا فقولوا فيه او قيلوا
ملك يجبر اذا دهر يجور فمن / ناداه كان له كالجار تنفيل
يعطى الجزيل ابتداء وهو معتذر / حتى الكثير من الاطراء تقليل
الناس ما بين راج باسه وندى / كفيه وهو على الحالين موول
لما بدا بفرنسا نور طلعته / ومن يديه لهم سحت اهاليل
غار الحيا منه حتى قال قائلهم / لنا سحابان مسؤول ومملول
لو كان امسك اجلالا لراحته / لما عدا من نداها الارض تجليل
في حسن اخلاقه اللآي زكت لهم / تامل ومن الاحسان تاميل
ولم يزل عندهم شان له نبها / كل ببث المزايا عنه مشغول
حتى غدا مكبرا صغرى مآثرا / كبيرهم آثرا ما منه منحول
لم يبق في الشرق او في الغرب من احد / الا وعنه مديح فيه منقول
وما يفي من بديع القول في ملك / او في على المدح اجمال وتفصيل
اقل آلائه لا يستقل به / من الثنا ما به لم يول تطويل
ان يشرك الناس في الاسماء فهو بما / له من الفضل لم يشركه تفضيل
في مدحه شعراء العرب قد فضلت / فلاسف العجم حيث الشعر مفضول
من كان في النظم موضوعا ولاذ به / تحمل قوافيه فالموضوع محمول
ما زال في قومه تالي مدائحه / مقدما عنه حد العسر مفلول
ساس البلاد بعدل ليس يصرفه / لهو المعيشة عنه والاباطيل
وقام بالدين والدنيا فما برحا / به سعيدين لا يعدوهما سول
ما عال الا على مال يجود به / وعال ذا عيلة وخا تعويل
لو جاز تسوية الصر عين ما اختلفا / تعادلا كان منه اليوم تعديل
او لو تهادى الورى بالعمر عن مقة / لكان يهديه جيل بعده جيل
مليت يا تونس الخضراء حضرته / ما دام في الارض قطر وهو ما هول
إن كان في مصر يرحى النيل آونة / ففيك في كل آن جوده نيل
أو ان تكن عجم تزهى بأرضهم / ففي سمائك كل الفخر مشمول
حمدا على عوده الميمون يقدمه / عز ونصر وتعظيم وتبجيل
ما غاب عن بلد الا ونائله / فيه مقيم به الايسار مكفول
في الغرب حضرته والأرض قاطبة / ثناؤه بالدعاء الدهر موصول
ظل الآله وداعيه ونائبه / وسيفه لاجتياح الضد مسلول
وهل يناويه إلا الأخسرون ومن / لهم إلى الحتف قبل الفتح تعجيل
مؤيد العزم والرحمن ناصره / مسدد الراي والمقدور مجهول
إن ينو أمرا فإن لاحق مقصده / أو يقض أمرا فبالتوفيق مفعول
مهذب الحلق محمود الفعال / جليل القدر مرضاته لله توسيل
أدامه الله فخرا للورى وعلى / هاماتهم من أياديه أكاليل
ودام مبتهجا هذا الزمان به / ما ان تلا قارى حم تنزيل
إن المؤمن من بعد الدعاء له / مؤمن وبه الاهلال تهليل
سَرْ مضرب الأرض في طول وفي عرض
سَرْ مضرب الأرض في طول وفي عرض / ترى النساء يبعن العرض كالعرض
بالرجل يصفقن عند البيَع لا بيَد / وكل قاض على تسجيله يمضي
راح الحمار وخلى القيد في الوتد
راح الحمار وخلى القيد في الوتد / وما رأى أثْرَهُ في الناس من أحد
فهل أنا راكب من بعده وتداً / أم مجزئي قيده لو كان من مسد
أم كيف أدخل داراً كان لي سكناً / فيها وأنزل عندي مُنْزل الولد
سرهدته بيدي كالطفل من شفق / كالطفل من شفق سرهدته بيدي
وجثئته بشعير لا يخالطه / ماس ولا عسجد خوفاً من الدرد
وكان يوقظني منه النهاق إذا / استثقلت نوماً بصوت مطرب غَرد
كم حاد بي عن مضيق حين أبصر من / حول الجمال تبلّ الأرض بالزبد
وسار بي في طريق بلّ جانبها / أهل الجمال بماء الورد وهو ندي
وكم جرى فارهاً إذ لاح عن بعد / زفاف خود إليها بالغ الأمد
وإذ تبين نعشا للجنازة لم / يمرر به مع أليم النخس في الكتد
ما ضل يوما عن استقراء معلفه / أكان في روضة غنّاء أم جَرَد
وما شكا قط من وخز ولا ضعفت / رجلاه عن جوب وعَث طال أو جدد
شلت يدا من به ولىّ وغادرني / أمشي وأنشب في أوحال ذا البلد
أعالم أنني من بعده جزع / وأن فرقته نار على كبدي
وأن صوت المنادي اليوم يزعق أن / البس إكافك في جنح الدجى وعُد
لا يغررنك رغد أنت واجده / عند الحرامي خصمي فيك من حسد
قائما ذا لحين أنت تعلمه / ما دام شهرا على طرف ولا عَتَد
يفديك كل حمار ندّ من بطر / أوضحّ من لغب أو خار من جهد
أو حار من شبق قلاّب جحفلة / كرّاف بول قديم جفّ كالقدد
مصنبع الرأس ممشوق القوائم لم / يحرن إذا سُمته خَسْفا ولم يجد
ألية إنه بالطرق أعْرف من / مولاه إن لم يَعُقه القيد ذو العقد
يا ليت لي خصلة من ذيله أثراً / أرنو إليها كما يرنى إلى الخرد
فرض علي الزوج أن يكفي حليلته
فرض علي الزوج أن يكفي حليلته / في كل ليل ونفل بعده يرضي
فإن تبدَّل لفظ الفَرض بالرفض / تبدَّلت هي معنى العِرض بالعَرض
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه / كما يصون إناءَ واهياً صدأه
وما انقضى عن لذاذات الهوى عجلا / سيّان غايته عندي ومبتدأه
تخوض زوجي في كل الفنون وما
تخوض زوجي في كل الفنون وما / تخشى خطاء ولا ردا مع الظرفا
تكون غالطة في كل مسألة / وليس تغلط يوما أن تقول كفى
تغار زوجي عليّ حتى
تغار زوجي عليّ حتى / إذا رأتني مرضت تمرض
فما رأتني في حالة ما / إلاّ وكانت لها تَعَرَّض
إن زارني عالم أو جاهل بدرت
إن زارني عالم أو جاهل بدرت / زوجي إليه وخاضت معه في الجَدَل
فإن تجده خبيراً بالبعال تقل / كل العلوم انطوت في صدر ذا الرجل
دهن السقنقور والترياق للعلل
دهن السقنقور والترياق للعلل / رضاب فيك وللعنين ذي الفجل
حتى إذا لم يدع في الريق من وشل / أرشفته الخمر نعم الخمر من بدل
على اللديدين مني ساقها وضعت
على اللديدين مني ساقها وضعت / يا حسن ذلك موضوعاً ومحمولا
أصبحت تاليها ابغي مقدّمها / إذ كان كل سرور فيه مأمولاً
كم تاه صبّ بفرط العجب والتيه
كم تاه صبّ بفرط العجب والتيه / لكن حياؤك تأليهي وتوليهي
إن يولني منك تجنيسي مجانسة / أحمدت توريتي واخترت توجيهي
من حارب العين خانته مضاربه
من حارب العين خانته مضاربه / وليس يجديه شحذ السيف عن جلده
فمضرب السيف مشحوذ على حجر / ومضرب الطرف مشحوذ على كبده
أنا الولي على كل المفاليس
أنا الولي على كل المفاليس / وغرفتي ذي مزار للمناحيس
يأتي بهم زُحَل القوّاد سدّتها / وثم تصرعهم ريح الكراكيس
لا يدخلنّ مقامي ذو حجى أبدا / فإنما هو منتاب المآفيك
يلفون فيه أكاذيب المديح على / زمّارة أو على نذل من النُوْك
يا طالعاً درجات قدرها مائة / إليَّ ماذا ترجيّ بعد ذا الدرج
إن كنت من حركات طالباً فرجاً / فإنني بسكون طالب الفرج
ما زارني إلاّ خليع ما جن / فدع الحياء إذا حضرت حصيري
إن الحياء أخو النفاقّ وما صفت / دون المجون سريرة لعشير
يا زائري رأسك أحفظ / من ضرب زيد وعمرو
فما بكسري هذا / يصاب جابر كسر
أيها الزائري لفائدة لا / ترم المستحيل ما ذاك عندي
راح علمي في طلب الجدّ / والجدّ شرود فضاع علمي وجدّي
للناس نار بلا دخان / ولي دخان بغير نار
فها أنا اليوم منه قار / ضيفي وفيه أبيت قاري
إن للصالحين معجزة أن / يجعلوا إن شاءوا الضرير بصيرا
عكسُ ذا اليومَ معجزاتُ دخاني / إنه يجعل البصير ضريرا
تجود عليّ زواري ولكن / أكافئهم بَواء وهو شأني
تُقلّ نعالهم لي تربَ كُحْل / فأكحلهم بشيء من دخاني
نعم لي غرفة عليا ولكن / بأسفل سافلين هبوط نجمي
فكيف أطيق أصعد مرتقاها / وأحمل حمل أشجاني وهمي
من يكن مثلي رفيع الدرجات فهو أولى بمفاعيل السّراة /
من معاطاة فضول الشعر في فاعلات فاعلات فاعلات /
كل زوّاري ذكور / ليس فيهم من إناث
أفما في الكون من / أنثى ولا جنس الخناث
قصرت عن الورى وأمن / تُ منهم سَبَّة غدْرا
فلا عجب إذا ما قلت / صارت غرفتي قصرا
إذا زارني مُلوٍ نظيري أمنته / وإن يك ذو جَدّ حذرت محاله
فإني أدري بالمناحيس كلهم / وما فيهم من أجهل اليوم حاله
من أوى إلى البيت من / مثل بيتي الحرج
ضاق صدره سدما / وانزوى مع الهمج
ولي داخل البيت جثة قطّ / وخارجه صيت فيل عظيم
وقد كنت أحسب أن بالعظام / تكون العظام وأهل العلوم
تعالوا وافقهوا عني ثلاثاً / تعلمكم مراعاة النظير
خلاقي ثم جسمي ثم بيتي / صغير في صغير في صغير
أمسى بيتي قبراً حرجاً / لكن زواري أحياء
مع أني لست أرى فيهم / حيّاً لي منه إحياء
إذا عصفت ريح وثارت زوابع / وهدّت رعود والغيوم مواطر
ومادت زوايا غرفتي وتزلزلت / علمت بأن عندي يشرّف زائر
ارفعوا لي حاجاتكم فأنا اليومَ / رفيع المقام والدرجات
إن يكن مُفْلسون فليستعيروا / مُدْيتي لانتحارهم أو دَواتي
يقولون إني لضيق وِجاريَ / قد رك شعري وصار ركيّا
وأجدر بشيء إذا ما تبعَّث / من ضيق أن يكون قويا
مقامي بذي الغرفة / لحرمان ذي الحرفة
فمن زارني فيها / فلا يَرْجُوَنْ ترفه
أصبحت في غرفتي رهن الهموم فما / يعتادني غير أشجاني وأوطاري
أرى لكل امرئ أنثى تؤانسه / وليس عندي من أنثى سوى النار
ألا لا يطمعن أحد / لكوني صاحب الغرفه
بإنَّ لديَّ مأدبة / له من فيضها غرفه
حقّ المزُور على الزوار أنهم / يؤمنون له في الصدق والكذب
وما عليه لهم حقّ ولو جلبوا / إليه من سبأ وسقا من الذهب
ولي حرفتان فلا أحذر ال / بطالة عندي أن ترسخا
أصوغ القوافي في ليلتي / وفي الصبح أستقبل المطبخا
طبخ المحاشي رائج في عصرنا / لكنما طبخ القوافي كاسد
من أجل ذلك صرت طباخاً فما / أنا شاعر فالشعر شيء فاسد
حوت غرفتي كتبي ورزقي كله / فبرنطتي فيها عزاء وسلوان
إذا غبت عنها خلتني أفقر الورى / وإن جئتها أوهمت أني سلطان
يفوح من حجرتي عرف الشواء على / عرف القريض ومعه عرف ميَّان
فمن يكن جائعاً ينعشه أوّلها / ومن يكن كاذباً ينعش من الثاني
أرى في الحلم أني ساقط من / مهدَّم طاقتي في مثل غار
فأصبح في الفراش ولا قوى لي / فلست إلى المعبّر ذا اضطرار
بيني وبين دخاني أُلفة ثبتت / إن نمت نام وإلا فهو لم ينم
وإن يزرني أمرؤ غطّى على بصري / إذ عنده رؤية الزوَّار كالسقم
لي غرفة ملأى من الكذب الذي / أنفقته في مدح كل بخيل
لم يبق فيها من محلَّ فارغ / للزائريّ ولا مقيل خليل
قالوا نزورك حيث كنت خليلنا / فأجبتهم لا ريب فيه زور
قد محّص العرفان عن أخلاقكم / وخلاقكم فلكم بذا التعزير
أقول لزائريّ قفوا قليلاً / إلى أن ألبس الثوب القشيبا
فإني في الخليع أُرى خليعاً / وفي لبس القشيب أُرى أديبا
لبابي صريف حين يفتح هائل / يقول لزوّاري دعوني مغلقا
فهذه عَدْوى كفكم فيَّ قد سرت / ولم يُعْدِكم داب افتتاحي مطلقا
كانت مقاماً للكواعب غرفتي / والآن صارت معدن التشبيب
ما زال فيها من عبير العشق ما / هاج المحبّ إلى عناق حبيب
يراني الناس في كِرج حقير / فيحتقرون منزلتي احتقارا
فهل يا قوم عندكم المعالي / علوّ مباءة تحوي حمارا
من زارني ورأى مكاني ضيقاً / فلبِرّه صدري يكون رحيبا
أهلاً به للنار والأصلاء مع / كِسف الدخان ونعم ذاك نصيبا
طوّقت بابي بأبيات منمّقة / لمّا بدا عُطُلا من خير زوّاري
فصار كنز علوم غير ذي رصد / تنقير أظفاره في نقر أظفار
ألا يا داخلين إليّ مهلاً / لأسألكم سؤالاً عن مزاري
أأعجبكم له شكل فجئتم / لتبنوا مثله دار القِمار
نعم المهندس من بنى / كوخي بأشكال وهندس
هو كالمثلث والمربَّع / والمخمس والمسدس
من جاءني تَعِباً وأبصر سدّتي / نسي الذي قاساه من أتعابه
فالناس تعرف من تزور إذا هم / نظروا ولو لمحا إلى أعتابه
لا يطلعنّ إليَّ اليوم مشئوم / فطالعي بضروب الشؤم موسوم
ومن يكن واحداً مثلي فليس له / لطالعين احتياج قاله البوم
يحسدني الناس على غرفتي / لشبهها أعينهم ضيقا
مع إنها تحوي جهازا له / طول وعرض بلغا الشيقا
قرَوْتُ المصر بيتاً ثم بيتا / فلم أرَ مثل مجلسي الشريف
يرد الشمس إنْ تدخُله كبراً / لرؤيته لها فوق الكنيف
ولي في غرفتي أدوات طبخ / على مقدار أسناني جميعا
وإن يُكَسر من الأدوات شيء / أصاب الكسر أسناني سريعا
ليس بالرفس فتح بابي ولا / بالقرع فأعلم لكن بنقر خفيف
فهو من جوهر الزجاج لطيف / لا يسنّى إلا لكل لطيف
مقامي أولّ في القدر لكن / أتى في الصيف عن خطأ أخيرا
فلا تلووا على شيء سواه / إذا جئتم إليه ولو كبيرا
إذا صعّدت في درجات كوخي / وجاوزت الأخيرة وهي أعسر
يخيّل لي بأني طالع كي / أؤذنُ صارخاً: اللّه أكبر
لا يراني الناس في غرفتي / لا أرى من غرفتي الناسا
ربّنا يعلم من لذَّ من / بيننا البَيْنَ ومَن قاسى
سمّوا على منزلي قبل الدخول ولا / تستعجلوا بعد فتح الباب واحتشموا
فإنه حَرَم ذو حُرمة ولئن / لم يُلفَ لي حرمة فيه ولا حُرَم
إن قلت سمّوا على مقامي / فلست أعني سمّا يميته
وإنما القصد أن تقولوا / تبارك الله عز صيته
لا تنظرنّ ملاوصاً يا زائري / من ثَقْب مفتاحي إلى أغراضي
كالعرض لي غرضي ومن ينظر إلى ال / أعراض لم يأمن من الإعراض
بشرى لمن ينظر المفتاح في بابي / دليل أني موجود بأثوابي
أو لا فإني في فرشي أغطّط أو / أني خرجت وأمن اللّه أشعى بي
أنا ساكن في غرفتي متحرك / لزلازل العجلات تجري تحتها
لكن بحمد اللّه ليس بواطئ / من فوق رأسي مَن يحاول نحتها
إلى اللّه أشكو ما أرى تحت طاقتي / أموراً غداً تكليفها فوق طاقتي
أرى كل يوم ألف ماش مخاصراً / لأنثى على أني مخاصر فاقتي
لي غرفة ما شأنها شيء سوى / أن ليس تجري تحتها الأنهار
وغنيت عن هذا بما يجري من ال / عجلات تحسد من بها الأقمار
عجبت لكم يا قوم مع ضعف دينكم / وشدة برد كيف لم تعبدوا النارا
كأني بكم تلهون عنها بحرّ من / تذيقكم في حبها النار والعارا
شرط الزيارة من بعد الطعام على / حكم المزور وأن لا تمنع الشغلا
ومن يزرني صباحاً فهو في خطر / أن لا أقول له أهلاً ولا سَهْلا
رأوا دخان قميني صاعداً فجرى / بالماء قوم ليطفوا سورة اللهب
فقال بعض أقينُ أنت قلت نعم / أقين شعراً وعندي معمل الكذب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025