القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 24
حججت باشر خلق الله كلهم
حججت باشر خلق الله كلهم / لما تعرّيت من مال ومن جاه
وكان حجك يا من لا خلاق له / خوف المعظم لا خوفا من الله
لما تعرّيت من فضل ومن أدب
لما تعرّيت من فضل ومن أدب / سمّيت نفسك فضلا ليس موجودا
وكنت سمّيت مودودا ومن سفه / إذا تسمى بغيض الخلق مودودا
لولا تذكر عهد بالحمى سلفا
لولا تذكر عهد بالحمى سلفا / ما فاض دمعي على ربع ولا وكفا
ولا سقيت ربا الجرعاء من إضم / دمعا غدا يوم سار الحيّ منذر فا
كم لي أكتم أشواقي ويظهرها / سقم برى أعظمي بعد النوى اسفا
وفي الهوادج لي شمس إذا برزت / يظل منها جبين الشمس منكسفا
لولا النصيف بواري من اشعّتها / لما رأيت بمرأى وجهها سدفا
ولو بدا ثغرها يوما رايت له / برقا تألق للابصار مختطفا
ومقلتاها وغداها وطرتها / لنحلت في الوجه منها روضة أنفا
صدّت بجانبة عنّي فرحت أرى / صدودها وتجافيها نوىً قذفا
حتى نأت فغدالي من قطيتها / وبعدها سببا فقل قد اختلفا
الفتها ونأت عني فرخت بها / حلف الضنى أو المنعنى كل من الفا
لا أرتضي عيشتي من بعدما تركت / بد النوى بدني طول المدى دنفا
ابكي دما يعد تفرين الفريق أسى / من بعدهم وكفى جفني الذي وكفا
يا ذا الملامة فيهم كم تعنفني / إن الصفا لو رأى حالي بهم لصفا
دعني أكابد برح الوجد في كبد / حرّى وأندب ربعا قد خلا وعفا
واسقل بعب لو تحمله / رضوى لأوهاه حتى كل أوضعفا
كشفت سترها هم بالصدود كما / غازى بن يوسف طرق الجود قد كشفا
ملك إذا عدم الاجواد كلهم / كانت فضالة ما يولي لهم خلفا
تنقل الجود لم يبلغ لدى أحد / مدى فحين تناهى عنده وقفا
لطف بنيلك ما ترجو ويكنفه / بأس فؤاد الليالي منه قد وجفا
في كل يوم ترى من فيض انعمه / ملا رئي مثله جود ولا عرفا
فلو عدا الكرم الوصوف منه يدا / لما استعدّ به يوما ولا وصفا
استودع الله من سارت ركائبه / عنّى فاودعني من بعده أسفا
جاد الزمان على حين برؤيته / وكان مثل خيال في الكرى خطفا
أمرّ عيشتي منآه وكدّره / من بعدما كان فيه قد حلا وصفا
فرحت أوسع دهري من جوى وهوى / حمدا وذما لما أولى وما اقترفا
يا ابن الملوك الألى لولا مآثرهم / لم يوجد الجود ماثورا ولا عرفا
الباذ لي عرفهم والسحب مخلفة / والمانعي جارهم والدهر قد جنفا
ما أشرفت من هضاب المجد منزلة / إلا تعالوا على هاماتها شرفا
فرّقت وفرك في الدنيا فعاد وقد / أعاد مجدك موفورا وموتلفا
ذكاؤك الصبح إن ليل الشكوك دجا / وبأسُك الجار إن رسم الجوار عفا
أن يدّعي الفخر أقوام فحقكم ال / موروث متلدا منه ومطّرفا
الست من معشر نادت مكارمهم / في الناس إن محيا الجود قد كشفا
من آل أيّوب حيث الملك منسبل / والحمد مغتنم والظلّ قد ورفا
قوم إذا اسرفوا في البذل من كرم / لم يتبعوا بذلهم منّا ولا سرفا
فلو قفت حادثات الدهر نهجهم / لم تختلف في مجاريها ولا اختلفا
ادنيت خطيّ إذ أدنيت منزلتي / فعاد عنّي صرف الدهر قد صرفا
كلفت بالجود إذ لم تلف مبتهجا / بغيره وجدير أن ترى كلفا
لأشكرن فيك أيامي على بخل / فيها وأغفر ذنبا عندها سلفا
فامدد إليّ يمين العفو عن زللي / فأنت ممن إذا استغوي الجهول عفا
فما تخلفت عن تود يعكم طمعا / في أن أرى من زماني عنكم خلفا
لكنّما سورة الصهباء ساورني / منها الرقاد فألقى مقلتي هدفا
دعني أعلّل قلبا فيكَ معمودا
دعني أعلّل قلبا فيكَ معمودا / وأستكفّ غليلاً منك موقودا
فقد أعدت صدوداً كنت أحذره / طول اجتهادي وأخلقت المواعيدا
نقضت عهدي وما إن كنت مقترفا / ذنبا وما زال منك الغدر معهودا
نهرت ساتل دمعي بالنوى فجري / أمنت إن كنت عما رمت مردودا
لي من محاسنك اللاي ملكت بها / قلبي فنون بها أصبحت غرّيدا
هلا رددت سيوف اللحظ حين بدا / سكران لمّا اغتدى في القلب عربيدا
لو لم ترم قتلتي ما كنت ممتشقا / سيف الجفون ولا قومّت أملودا
إن انكرت قتلتي عيناك او جحدت / أدت شهادتها الخدان توريدا
فيا له من دم ما إن له قود / ما طل إلا اغتدى في الناس مجحودا
ومن عجائب حبّي أن يروح به / جفني وقلبيَ مفصوداً ومصفودا
ألقى بحبك ما لم يلق ذو كمد / يوما وأضحي على جيك تحسودا
حللت عقد اصطباري في هواك وقد / شددت بذلك فوق الخصر معقودا
أيضعف الخصر عن بند القباء وقد / غدا بأعباء قتلي اليوم مجهودا
يا من توغّل في ظلمي أما عجب / أن راح قلبي له صمّاء صيخودا
كن كيف شئت فما أبغي سواك لوم / اسمع على فرط حبّي فيك تفنيدا
أوليتك القلب فاحكم ما تشاء كما / أوليت مدحي عماد الدين داودا
الطاهر الأصل من أحيي بسودده / ميت العلى بعدما قد كان ملحودا
سنّ الندى فندى من لم يكن أبدا / يجود حتّى أعاد الجودة موجودا
من معشر عوّدوا الحسنى فناشئهم / تلقاه للمكرمات الفرّ مقصودا
قوم إذا ما أفادوا الناس جودهُم / لم يتبعد واجودهم منا وتنكيدا
أبوهم لم يزل يبري الطلى وكذا / ما زال يبني العلى مذ كان مولودا
وخير هذا الورى من كان أولّه / خير الأوائل موجودا ومفقودا
راي كمنبلج الأصباح خوّلهُ / ربّ السماوات توفيقا وتأييدا
وعزمة دونها في كل نازلةٍ / سمّ الشناخيب تميينا وتسديدا
يا ابن الألى غادوا في كل ملحمة / بيض الوجوه إذا ما حاربوا سودا
قد أضجروا الضوء والظلماء من رهجٍ / قد كسّر البيض والسمر الأماليدا
بنيتم للعلى بيتا دعائمه / فوق السماكين توطيداً وتشييدا
فأيّ مملكة كنتم بها ووهت / وأيّ بذلها ما راح معقودا
وقد رأيت فعال الأكرمين وما / رأيت مثلك لا بذلا ولا جودا
لا انفكّ رأيك من مجد يؤثّلهُ / ولا يرحت قرير العين محمودا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025