المجموع : 51
جَيْشُ المَلَاحَةِ مَقْرُونٌ بهِ الظَّفَرُ
جَيْشُ المَلَاحَةِ مَقْرُونٌ بهِ الظَّفَرُ / كَذاكَ قَالتْ لَنا الأَحْدَاقُ والطُّرَرُ
فَاذْهَبْ إِذَا أَراكَ الحُسْنُ بَارِقَةً / فَإِنَّ دَمْعَكَ إِنْ تَسْتَسقها المَطَرُ
وَنَادِ ظَبْيَ النَّقَا إِنْ عَنَّ مُلْتَفِتاً / يَا نُزْهَةَ العَيْنِ لَوْلَا الدَّمْعُ والسَّهَرُ
إِنّي أَبُثُّكَ مِنْ شَرْحِ الهَوَى طُرَفاً / فَبَعْضُ أَيْسَره عِنْدِي لَهُ سِيَرُ
سَهْلٌ وُقُوعُ الفَتَى لكِنْ تَخَلُّصُهُ / صَعْبُ المَرامِ بَطِيءٌ سَيْرُهُ عَسِرُ
حَتَّى إِذَا لَمْ يَفُزْ بِالصَّبْرِ حَامِلُهُ / رَامَ السُّلوَّ وَقَدْ لا يُسْعِدُ القَدَرُ
فإِنْ يَفُتْهُ يَمُتْ وَجْداً وإِنْ ظَفَرَتْ / بِهِ يَداهُ تَبقَّى عِنْدَهُ أَثَرُ
إِنّي وَإِنْ كُنْتُ أَنْهَى النَّاسَ عَنْ كَلَفٍ / فإِنَّ لِي في الهَوَى شَأْناً لَهُ خَبَرُ
وَنَاظِراً بِتُّ في تَسْهِيدِهِ قَلقاً / أَلُومُهُ ثُمَّ أَسْتَحْيي فَأَعْتَذِرُ
يا حَبَّذَا مَعْهَدٌ لِلْحُسْنِ ما دَرَسَتْ / رُسُومُهُ وَسَقَاهُ الدِّلُّ والخَفَرُ
يَرُوقُ لِلْحُسْنِ حَتَّى تُجْتَلَى غُرَرٌ / بِسُوقِهِ وهُوَ لَوْ يَدْرِي بِهَا غَرَرُ
سَاقَتْهُ نَحْوَ أباطِيلِ المُنَى صُوَرٌ / مِنْ حُسْنِهَا تُلِيَتْ في حُبِّهِ سُوَرُ
لاَ ذَنْبَ لِلعَيْنِ بَلْ لِلْقَلْبِ مَا خُلِقَتْ / إلّا لِيُدْرِكَ مَا يُبْدِي لَهُ البَصَرُ
فَالقَدُّ فَالجِيدُ فالخَدُّ المُوَّردُ فَال / أَصْدَاغُ فالثَّغْرُ فالأَجْفَاُن فَالحَوَرُ
مَنازِلٌ ما سَرَتْ في حَيِّها مُهَجٌ / إِلَّا وأَوْقَفَها في حُبِّهِ الفِكَرُ
وَأَهْيَفَ كُلُّ قَلْبٍ في مَحَبَّتِهِ / عَانٍ وكُلُّ دَمٍ في حُبِّهِ هَدَرُ
أَفْكَرْتُ مُذْ غَابَ عَنِّي وَجْهُهُ سَهَرِي / حَيْثُ الكَرَى مُذْ تَغيبُ الشَّمْسُ يُنْتَظَرُ
سَهْلُ العَرِيكَةِ مِثْلُ البَدْرِ في عُمرٍ / فَمَا أَلمَّ بِهِ كِبْرٌ وَلاَ كِبَرُ
لَوْلَا النُّهَى وظُنون الكاشِحين بِنا / لَكَانَ وِرْدُ الهَوَى مَا عَنْهُ لِي صَدَرُ
لَيْسَ السِّيَادَةُ في سُودِ العُيونِ وَلَا / بِالخَمْرِ يَرْفَعُ عَنْ وَجْهِ النُّهَى الخُمُرُ
يَا ساقِي الشَّرْب عطِّلْها فَقَدْ جُلِيَتْ / بِغَيْرِ ذاتِ الحبابِ النَّفْسُ والفِكَرُ
وَيا ظِباءَ الحِمَى لَا السَّرْبُ يُطْمِعُنِي / مِنْهُ السَّرابُ وَلَا مِنْ جِيرة الحَوَرُ
وَيَا غُصُونَ النَّقا لا أَصْلُكُنَّ هُوَ ال / ظِّلُّ الظَّلِيلُ ولا الحُلْوُ الجَنَى الثَّمَرُ
وَيا دِيارَ الحِمَى شُطِّي أَوِ اقْتَربي / إنْ شاءَ جَادَكِ أَوْ لا جَادَكِ المَطَرُ
لِي هِمَّةٌ في العُلى لا طالَ لي عُمْرٌ / إنْ كانَ في سَاعِدي عَنْ نَيْلِها قِصَرُ
وَلَيْس تَضْمَرُ لِي خَيْلٌ وَلَا إِبِلٌ / ما تُضْمِر المُعْزَماتِ البيضُ والسُّمُرُ
قالوا الشَّبيبةُ عَنْ دَعْواهُ تَزْجُرُهُ / لَقَدْ صَدقْتُمْ وَلكِنْ لَيْس يَزْدَجِرُ
إِنَّ الّذي لَمْ يَزلْ في عَزْمِهِ كِبَرٌ / ما ضَرَّهُ إِنْ يَكُنْ في سنِّهِ صِغَرُ
لِي بالأَميرِ أَدامَ اللَّهُ رِفْعَتَهُ / عِزٌّ مُنيفٌ بِهِ أَسْطُو وأَقْتَدِرُ
وَإِنَّكَ ابْنُ جَلا لكنْ عُرِفْتَ فَلَا / تُلْقِ العَمَامَة أَنَّى يُجْهَلُ القَمَرُ
يَا بَاعِثاً شَعْرَهُ انْتِشاراً
يَا بَاعِثاً شَعْرَهُ انْتِشاراً / بِقَامَةٍ مَا لَهَا نَظِير
المَوْتُ مِنْ نَاظِرَيْكَ لَكِنْ / مَنْ شَعْرِكَ البَعْثُ والنُّشُور
خُذْ مِنْ حَديثي مَا يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
خُذْ مِنْ حَديثي مَا يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي / فَإِنَّه سَمَرٌ نَاهِيكَ مِنْ سَمَرِ
كَمْ مِنْ أَبٍ قَدْ غَدا أُمّاً لِمَعْشَرِهِ / فَأَعْجَبْ لإِعْطَاءِ لَفْظِ الأُّمّ للذَّكَرِ
وَنَاطِحٍ بِقُرُونٍ لَا قُرُونَ لَهُ / وَكَبْشِ قَوْمٍ بِنَقْلِ العِلْمِ مُشْتَهَرِ
وَرُبّ حَامِلِ وِزْرٍ غَيْر مُجْتَرِمٍ / وَلائطٍ وَهُوَ عَفُّ الذَّيْلِ والنَّظَرِ
يَدبُّ لِلْفَرْجِ أَحْياناً وآونةً / مِنَ التَّخلُّفِ يَأْتِي المُرْدَ في الدُّبرِ
وضارِبٍ لي أَهْواهُ وأُكْرمُهُ / أَراهُ يَحْضُرُ عِنْدِي وَهْوَ في السَّفَرِ
وَكَمْ بَليدٍ بِظَهْرِ الغَيْبِ حَدَّثنا / وَذِي ذَكاءٍ رَأَيْناهُ مِنَ الحُمُرِ
وَكَمْ بَدا عاقِلٌ يَوْماً وَليْسَ لَهُ / فِكْرٌ وَلَيْسَ بِمَنْسُوبٍ إلى البَشَرِ
وَكَمْ نَظرْتُ لِوَجْهٍ لَيْسَ في بَدنٍ / وَكَمْ سَمِعْتُ بِصَخْرٍ لَيْسَ مِنْ حَجَرِ
وَرُبَّ ناظِمِ أَشْعارٍ وَلَيْسَ لَهُ / شِعْرٌ فَهلْ مِثْلُ هذا سارَ في السِّيرِ
وَمُمْسِكٍ بِيَدَيْهِ النَّجْمَ يَقْلَعُهُ / وَلَيْسَ لِلْمَرْءِ نَيْل الأَنْجُمِ الزُّهُرِ
وَلابسٍ وَهوَ عَارٍ لا رِدَاء لَهُ / كِسْوَتُه أَطْلساً مِنْ أَخْشَنِ الشَّعَرِ
وَعابِدينَ مِنَ المِحْرابِ قَدْ هَربُوا / تُرَى المَسيحُ يُوافِيهمْ على قَدَرِ
وَمُدْبِرينَ وما وَلُّوا ولا اجْتَرمُوا / وَيُنْسَبُونَ بِلا شكٍّ إِلى دبَرِ
وَصالِحين رأيتُ الخَمْرَ عِنْدَهُمُ / قَدْ حَلَّلوُهُ بِلا خَوْفٍ ولا حَذَرِ
وسَالِحينَ وما زالتْ طَهارَتُهُم / وَآمِنينَ وَقْد أَمْسُوا ذوي خَطَرِ
وتَاركٍ كَرْشاً في البَيْتِ مُنْفَرِداً / مِنْ بَطْنِهِ وهُوَ لا يَخْشَى مِنَ الضَّرَرِ
وَجَالِسينَ على ظَهْرِ الهَريسَةِ قَدْ / وَافَاهُمُ السّمْنُ ما فيها مِنَ الشَّجَرِ
وَنَازِلينَ بِأَرْضٍ قَدْ أَصَابهُمُ / غَيْمٌ بِلا بَلَلٍ والقَومْ في مَطَرِ
وَتابِعينَ إِماماً وهُوَ مِنْ خَشَبٍ / وَقَدْ يُؤَنَّثُ في وَصْفٍ وفي خَبَرِ
عَجائبٌ ما لها حَدٌّ فَقُلْ وَأَطِلْ / إِنْ شِئْتَ أو فاقْتَصِدْ في القَوْلِ واقْتَصِرِ
كَأَنَّها لاِبْنِ يَعْقُوبٍ صِفَات عُلا / لِذَاكَ إحصاؤُها أَعْيا على البَشَرِ
أَهْلاً بِوَجْهِكَ لا حُجِبْتَ عَنْ نَظَري
أَهْلاً بِوَجْهِكَ لا حُجِبْتَ عَنْ نَظَري / يا فِتْنَةَ القَلْبِ بَلْ يا نُزْهَةَ البَصَرِ
أَهْنَى المحبَّةِ أَنْ تَرْضى بِلاَ عَتب / وَأَطْيَبُ العَيْشِ أَنْ يَصْفُو بِلا كَدَرِ
لا تَخْفِرنَّ عُهُوداً قَدْ نَطَقْتَ بِهَا / تَكَفَّل الصِّدْقُ فيها شَاهِدَ الحضَرِ
في لَيلَةٍ بِكَ وَافَتْنِي على قَدَرِ / فما نَقمْتُ على حُكْمٍ مِنَ القَدَرِ
فَلا نُهَدَّدُ بالإبْصَارِ مِنْ حَرَسٍ / ولا نُروَّعُ بالإِسْفارِ من سَحَرِ
وَلائِمٍ فِيك ما أَعْطَيْتُهُ أُذُني / ولا شُغِلْتُ بِشَيْءٍ قالَهُ فِكْرِي
إِنّ الحِجَاءَ عَلى تَرْكِ الحِجَى خُلُقٌ / أُثَبِّتُ ما قِيلَ فيهِ عُذْرَ مُعْتَذِرِ
لا سَيْرَ إِلّا بِلَيْلَاتِ الشَّبابِ عَلى / مُضِيِّ عزْمٍ للَهْوٍ غَيْرِ مُخْتَصَرِ
وَلا مَدايِحَ إلّا في مُحمَّد بْن / الافْتِخارِ المُرْجَى دَافعِ الضَّررِ
وَالي الرَّعِية مَوْلىً لِلْبَريَّة مَسْ / ؤُولِ العَطِيَّةِ مِنْ تِبْرٍ وَمِنْ دُرَرِ
مَعْنَىً لِمُبْتَكِرٍ أُنْسٌ لِمُفْتَكِرٍ / فَجْرٌ لِمُعْتَكِرٍ بِالنَّقْعِ مُعْتَكِرِ
أَكْرِمْ بِهِ مُنْصِفٍ بالعَدْلِ مُتَّصِفٍ / لِلدّينِ مُنْتَصِفٍ لِلْحَقِّ مُنْتَصِرِ
أَدْرَكْتَ في عَصْرِكَ العَلْيَاءَ ذَا صِغَرٍ / وَفُتَّ أَسْبَقَهَا إِذ أَنْتَ ذا كِبَرِ
شَكا لأَسْيافِهِ قَلْبُ الوَغَى لَهباً / فَجَاوَبَتْهُ اسْتَعرْ بَرْداً أَوِ اسْتَعِرِ
يا خَيْرَ مُنْتَسِبٍ لِلمَجْدِ مُحْتَسِبٍ / بِالعَزْمِ مُكْتَسِبٍ مَدْحاً مِنَ البَشَرِ
في حَيْثُ تَشْتَغِلُ البِكْران عَن وَلدٍ / بِكْرٍ ويذْهَلُ نُورُ العَيْنِ عَنْ بَصَرِ
لا أَسْهَرَ اللَّهُ طِرْفاً نَامَ عَنْ سَهَرِي
لا أَسْهَرَ اللَّهُ طِرْفاً نَامَ عَنْ سَهَرِي / وَعَذَّب القَلْبَ بالأَشْجَانِ وَالفِكَرِ
ولا سَقَى دَارَهُ يَوْماً إِذَا سُقِيَتْ / دَاري بِدَمْعي إلّا وابِلُ المَطَرِ
يا قَوْمُ قَدْ شَفَّني وَجْدِي بِبَدْرِ دُجىً / عَلى قَضيبِ أراكٍ ناعمٍ نَضِرِ
ظَبْيٌ مِنَ الإِنْسِ لَوْلا سِحْر مُقْلَتِهِ / ما بِتُّ فيهِ بِلَيْلٍ غَيْرِ ذي سَحَرِ
في حَاجِبَيْهِ وعَيْنَيهِ وَمَنْطِقِهِ / شِبْهٌ مِنَ القِسي وَالأسْهامِ والوتَرِ
رَوْضُ الجَمالِ وَأُفْقُ الحُسْنِ فَهْوَ لِذا / قَدْ راحَ يَجْمَعُ بَيْنَ الغُصْنِ والقَمَرِ
قُلْتُ وَقَدْ أُبْرِزَتْ بِنَعْشٍ
قُلْتُ وَقَدْ أُبْرِزَتْ بِنَعْشٍ / فَوْقَ رِقَابِ الأَنامِ تَمْشِي
مِنَ البُدُورِ التَّمامِ كانَتْ / فَلِمْ غَدَتْ مِنْ بَناتِ نَعْشِ
هَذَا الفَقِيرُ الَّذي تَراهُ
هَذَا الفَقِيرُ الَّذي تَراهُ / كَالفَرْخِ مُلْقىً بِغَيْرِ رِيشِ
قَدْ قَتلَتْهُ الحَشِيشُ سُكْراً / وَالقَتْلُ مِنْ عَادةِ الحَشِيشِ
في الرَّاحِ والزَّهْرِ قَدْ رَأَيْنا
في الرَّاحِ والزَّهْرِ قَدْ رَأَيْنا / مَعنىً لَدَيْهِ العُقُولُ تُدهَشُ
فَساقُ كأسِي غدا خَضِيباً / وَمِعْصَمُ الدَّوْحِ قَدْ تَنقَّشْ
مُذْ سَيَّجَ الوَرْدَ مِنْهُ آسٌ
مُذْ سَيَّجَ الوَرْدَ مِنْهُ آسٌ / طَارَ فُؤَادِي لَهُ وَعَشَّشْ
فَصادَهُ فُخُّ عَارِضَيهِ / بِحَبَّةِ الخالِ حِينَ أَدْهَشْ
وَالذَّنْبُ لِي فِي الهَوَى لِجَهْلي / لأَنَّ قَلْبِي بِهِ تَحَرَّشْ
وُدِّي لَكُمْ سَادتي بِالبُعْدِ ما نَقَصَا
وُدِّي لَكُمْ سَادتي بِالبُعْدِ ما نَقَصَا / وَالقَلْبُ في حُبِّكُمْ بالحَبِّ قَد قُنِصَا
غَاليْتُ فِيكُمْ وعَاصَيتُ العَذُولَ وَقَدْ / أَطَعْتُمْ وَاشِياً قَدْرِي بِهِ رَخُصا
مَتى أَرى النَّصْرَ مِنْكُمْ مُقْبِلاً وأَرَى / شَيْطَانَ ضِدِّي على أَعقابِهِ نَكَصَا
أَحْبابَنا أَيْنَ ذَاكَ العَهْدُ قَدْ نُقِضَا
أَحْبابَنا أَيْنَ ذَاكَ العَهْدُ قَدْ نُقِضَا / وَأَيْنَ عَصْرٌ بأَيَّامِ الوِصَالِ مَضَى
وَأَيْنَ أَيْمانُكُمْ بِاللَّهِ أَنَّكُموا / لا تَمْزِجُونَ بِسُخْطٍ في الغَرامِ رِضَا
عُودُوا فَقَدْ أَوْحَشَ النادي لغَيْبَتِكُمْ / عَنْهُ وأَظْلَم ما قَدْ كانَ مِنْهُ أَضَا
لَمَّا رَميْتُم سِهَامَ البَيْنِ عَنْ مَلَلٍ / صَيَّرتُموا كُلَّ قَلْبٍ في الهَوَى غَرَضَا
أَشْكُو إليكُمْ سُقَامي مِنْ فِراقِكُمُ / تَاللَّهِ لا جَوْهَراً أَبْقَى ولا عَرَضاً
حَسْبِي مُحَافظةً أَنِّي أمُوتُ بِكُمْ / وَجْداً ولَسْتُ أَرَجّي عَنْكُم عِوَضَا
لِلْعاشِقينَ بِأَحْكَامِ الغَرَامِ رِضَا
لِلْعاشِقينَ بِأَحْكَامِ الغَرَامِ رِضَا / فَلا تَكُنْ يا فَتى بِالعَذْلِ مُعْتَرِضا
رُوحي الفِدَاءُ لأَحْبابي وَإِنْ نَقَضُوا / عَهْدَ المُحِبِّ الَّذي لِلْعَهْدِ مَا نَقَضَا
قِفْ واسْتَمِعْ سِيرَةَ الصَّبِّ الَّذي قَتَلُوا / فَماتَ في حُبِّهِم لَمْ يَبْلُغِ الغَرَضَا
رَأَى فَحبَّ فَسامَ الوَصْلَ فامْتَنَعُوا / فَرامَ صَبْراً فأَعْيَا نَيْلُهُ فَقَضَى
لا عُذْرَ لِلصَّبِّ إنْ لَمْ يأْلَفِ التَّلَفا
لا عُذْرَ لِلصَّبِّ إنْ لَمْ يأْلَفِ التَّلَفا / وَلِلأَحِبَّةِ إِنْ لَمْ يأْلَفُوا الصَّلَفا
مِنْ أَيْنَ لي نِسْبةٌ لِلعزِّ عِنْدَهُمُ / أَبْغي بِهَا شَرَفَاً فِي الحُبِّ أو شَغَفَا
مَوْلَايَ كَيْفَ انْثَنَى عَنْكَ الرَّسُولُ وَلَمْ
مَوْلَايَ كَيْفَ انْثَنَى عَنْكَ الرَّسُولُ وَلَمْ / تَكُنْ لِوَرْدَةِ خَدَّيهِ بِمُرْتَشِفِ
جَاءَتْكَ مِنْ بَحْرِ ذَاكَ الحُسْنِ لُؤْلُؤةٌ / فَكَيْفَ رُدَّتْ بِلا ثَقْبٍ إلى الصَّدَفِ
مَنْ لِي بِهِ رَقَّ مَعْنىً فِيهِ رَوْنَقُهُ
مَنْ لِي بِهِ رَقَّ مَعْنىً فِيهِ رَوْنَقُهُ / مَا كَان أَكْمَلَهُ لَوْ صَحَّ مَوْثِقُهُ
لَدِنُ القَوامِ حَلتْ أَلفاظُهُ فَسَبى / قَلْبي مُمَنْطَقُهُ الزاهي وَمَنْطِقُهُ
أَسْتَنْظِرُ الدَّهْرَ يَغْفُو عَنْ مُمانَعَتِي / فيهِ كأَنّي مِنَ الأَيّامِ أَسْرِقُهُ
يا حُسْنَهُ أَنْتَ تَدْرِي فَرْطَ جَفْوَتِهِ / فَلِمْ أَمرْتَ قُلوبَ النّاسِ تَعْشَقُهُ
بِاللَّهِ يا رَاقِدَ الأَجْفَانِ رقَّ على / ذِي ناظِرٍ لم يَزَلْ هَمٌّ يُؤَرِّقُهُ
مُجدِّدُ مَطْل مِيعَادِي وَمُخْلِفُهُ / مُجَرِّدُ ثَوْبَ سُلْوانِي وَمُخْلِقُهُ
ما ضَنَّ بالدَّمْعِ يَوْمَ البَيْنِ فيكَ فَهَلْ / إِنْ ظَنَّ مِنْكَ له وَصْلاً تُحَقِّقُهُ
يا آخذَ القَلْبِ أَرْدُدهُ على جَسَدِي / أَوْ حَاذِر اللَّه فيهِ أَنْ تُحرِّقَهُ
لا أَشْتَكِي مِنْكَ في وَجْدٍ تَخُصُّ بِهِ / قَلْبِي وَدَمْعٍ بأَجْفانِي تُرقْرِقُهُ
فإِنَّ لي بَعْضُ صَبْرٍ أَسْتَعِينُ بِهِ / تَرْفُوهُ كَفُّ التّأَسِّي إذْ تُمَزِّقُهُ
يا رَبِّ قَدْ ضَاعَ قَلْبِي في مَحَبَّتِهِ / مَا بَيْنَ غَدْرٍ وعُذْرٍ لي أُلفِّقُهُ
قَدْ مَالَ سَمْعِي إِلى عُذَّالِهِ فِيكَا
قَدْ مَالَ سَمْعِي إِلى عُذَّالِهِ فِيكَا / يَكْفِيكَ تَلْوِيحُ هَذا القَوْلِ يَكْفِيكَا
كَمْ بِتَّ تَفْكُر بُغْضاً كَيْف تُسْخِطُني / وَبِتُّ أَفْكرُ حُبّاً كَيْفَ أُرْضِيكَا
يا نَاظِريَّ ارْقُدا لا لِلخيالِ وَيا / قَلْبي اسْترِحْ مِنْ هَوَى مَنْ كَادَ يُفْنِيكَا
وَكَيْفَ أَرْضَي لِنَفْسي أَنْ أُسوِّدَ مَنْ / لَمْ يَرْضَ أَنّي لَهُ أَصْبَحْتُ مَمْلُوكَا
أَرِحْ يَمِينَكَ مِمَّا أَنْتَ مُعْتَقِلُ
أَرِحْ يَمِينَكَ مِمَّا أَنْتَ مُعْتَقِلُ / أَمْضَى الأَسِنَّةِ ما فُولاذُهُ الكَحَلُ
يَا مَنْ يُرِيني المَنَايَا وَاسْمُهَا نَظَرٌ / مِنَ السُّيوفِ المَواضِي وَاسْمُهَا مُقَلُ
ما بالُ أَلحاظكَ المَرْضَى تُحارِبُني / كَأَنَّما كُلُّ لَحْظٍ فَارِسٌ بَطلُ
وَمَا لِقَوْمِكَ سَاءَتْ بِي ظُنُونُهُم / فَلَيْتَهُمْ عَلِمُوا مِنِّي الَّذي جَهِلُوا
في ذِمّةِ اللَّهِ ناءٍ حُسْنُه أَمَمٌ / وَفَارِغُ القَلْبِ في قَلْبِي بِهِ شُغلُ
مِنْ دُونِهِ كُثُبٌ مِنْ دُونِهَا حَرَسٌ / مِنْ دُونِهِ قُضُبٌ مِنْ دُونِهَا الأَسَلُ
وَمَعْشَرٍ لَمْ تَزَلْ في الحَرْبِ بِيضُهُمُ / حُمْرَ الخُدودِ وَمَا مِنْ شَأنِهَا الخَجَلُ
إِذَا انْتَضَوْهَا بُروقاً رَدَّهَا سُحُباً / بِهَا دَمٌ سَالَ مِنْهَا عارِضٌ هَطِلُ
يُثْنِي حَديثُ الوَغَى أَعْطافَهُمْ طَرَباً / كَأَنَّ ذِكْرَ المَنَايا بَيْنَهُمْ غَزَلُ
كَمْ نَارِ حَرْبٍ بِهِمْ شَبَّتْ وَهُمْ سُحبٌ / وَأَرْضِ قَوْمٍ بِهِمْ فَاضَتْ وَهُمْ شُعَلُ
مِنْ كُلِّ ذِي طُرَّةٍ سَوْدَاءَ يَلْبَسُهَا / غَيْمٌ بِهَا مِنْ عُبابِ النَّقْعِ مُتَّصِلُ
ضَاءَتْ بِحُسْنِهِم تِلْكَ الخِيامُ كَمَا / ضَاءتْ بِوَجْهِ ابن عَبْدِ الظَّاهِر الدُّوَلُ
كَأَنَّما كَفُّ فَتْحِ الدِّين وَجْنتُهُ / لِذَاكَ يَحْسُن في سَاحَاتِهَا القُبَلُ
أَغرُّ ما أَبْدَتِ السُّحْبُ الحَيا لِسِوَى / تَقْصِيرِهَا عَنْ نَداهُ حِينَ يَنْهَمِلُ
إِنْ قُلْتُ يُمْنَاهُ مِثْلُ البَحْرِ صَدَّقني / بِهَا مَناهِلُ مِنْهَا تَشْرَبُ القُبُلُ
يَدٌ لَهَا كَمْ يدٍ مِنْ قَبْلِها سَبَقَتْ / يَدٌ وَكَمْ مِنْ يَدٍ مِنْ بَعْدِهَا تَصِلُ
تُوحي إلى كلّ قِرطاسٍ بَلاَغَتُهُ / سِحْرُ البيانِ وَمِنْ أَقْلاَمِهِ الرُّسُلُ
سُمْرٌ تَرُوقُكَ رَأْيَ العَيْنِ عَارِيةً / وَمِنْ بَديعِ مَعانيهِ لَهَا حُلَلُ
مِنَ الأَسنَّةِ فِي أَطْرافِهَا سِنَةٌ / لَوْلا النَّضارَةِ قُلْنَا إِنَّهَا ذَبلُ
مِنْ كُلّ مُعْتَدِلٍ كَالمِيلِ إِنْ رَمَدَتْ / عَيْنُ المَعالِي فَفِيها نَقْسُه كَحَلُ
فَللعِدَاةِ لَدَيْهِ كُلّ ما حَذِرُوا / وَلِلْعُفَاةِ عَلْيِه كُلّ مَا سَأَلُوا
أَضْحَتْ يَداهُ لِعِقْدِ الجُودِ وَاسِطةً / فَلَيْسَ يُدْرَى لِجُودٍ بَعْدَهَا عَطَلُ
يَجُودُ حَتّى يَملَّ النّاسُ أَنْعُمَهُ / وَلَيْسَ يُدْرِكُه مِنْ بَذْلِهَا مَلَلُ
سَادَتْ وَسَارَتْ بِهَا الأَفْواهُ مُعْلِنةً / فَقَدْ غَدَتْ مَثَلاً يَغْدُو بِهَا المَثَلُ
بَنَى لأَبْنَائِهِ بَيْتَ العُلَى وَثَوَى / فِيما بَناهُ لَهُ آباؤُهُ الأُوَلُ
كَانوا أَتمَّ الوَرَى جُوداً وإِنْ صَمَتُوا / وَأَعْظَمَ النَّاسِ أَحْلاماً وَإِنْ جَهِلُوا
زَالُوا فأُوْدِعَ في الأَسْمَاع ذِكْرُهُمُ / مَحَاسِناً أُوْدِعتها قَبْلَهَا المُقَلُ
امْدَحْ وَقُلْ في مَعَانيهِ فَقَدْ كَرُمَتْ / لا يَحْسُنُ القَوْلُ حَتَّى يَحْسُنُ العَمَلُ
يَا مَعْدِنَ الجُودِ لا أَبْغِي سِوَاكَ وَلَوْ / فَعَلْتُ ذَلِكَ سُدَّت عَنِّيَ السُّبُلُ
إِن ابْنَ بابِكَ مَحْسُوبٌ عَلَيكَ وَلِي / حَقُّ العبودة مَشْفُوعٌ بِهِ الأَمَلُ
قَدْ كَانَ ما عَلِمَ اللَّاحِي وَمَا جَهِلا
قَدْ كَانَ ما عَلِمَ اللَّاحِي وَمَا جَهِلا / وَصَارَ ما كَتَمَ الوَاشِي وَمَا نَقَلا
كَانَ التَّكَتُّمُ يُرْجَى قَبلَ بَيْنِكُمُ / أَمَّا وَقَدْ حَكَمَتْ أَيْدِي الفِرَاقِ فَلا
وَفِي الرَّكَائِبِ مَنْ زَوَّدتُهُ نَظَراً / وَلَوْ أَمِنْتُ العِدَى زَوَّدتُهُ قُبَلا
أَوْدَى بِقَلْبِي عِذارٌ زَارَ وَجْنَتَهُ / حُسْناً وَمِنْ بَعْضِ نَبْتِ الرَّوْضِ مَا قَتَلا
يَا ذَا الَّذي نَامَ عَنْ جُفُوني
يَا ذَا الَّذي نَامَ عَنْ جُفُوني / وَنَبَّهَ الوَجْدَ والجَوَى لِي
جَفْنِي خَراجِيُّهُ دُمُوعٌ / شَوْقاً إلى وَجْهِكَ الهِلالِي
أَحْلى الهَوى أَنْ يَطُولَ الوَجْدُ والسَّقَمُ
أَحْلى الهَوى أَنْ يَطُولَ الوَجْدُ والسَّقَمُ / وأَصْدَقُ الحُبِّ ما جَلَّتْ بِهِ التُّهَمُ
لَيْتَ اللَّياليَ أَحْلاماً تَعُودُ لَنا / فَرُبَّما قَدْ شَفَى دَاءَ الهَوَى الحُلُمُ
لا آخذَ اللَّهُ جِيرانَ النَّقا بِدَمِي / هُمْ أَسْلَمُونِي لِوَجْدٍ مِنْهُ قَدْ سَلِمُوا
وَحَرَّمُوا في الهَوَى وَصْلِي وَمَا عَطَفُوا / وَحَلَّلُوا بِالنَّوى قَتْلِي وَمَا رَحمُوا
وَفَّيْتُهُمْ حَقَّ حِفْظِ العَهْدِ مُغْتَبطاً / بِهِمْ وما رُعِيَت لي عِنْدَهُمْ ذِمَمُ
يَا غَائبينَ وَوَجْدي حَاضِرٌ بِهِم / وَعَاتِبينَ وَذَنْبي في الغَرامِ هُمُ
لا أَوْحَشَتْ مِنْكُمُ دارٌ بِكُمْ شَرُفَتْ / ولا خَلَتْ مِنْ مَغَانِي حُسْنِكُمْ خِيَمُ
بِنتُمْ فلا طَرْفَ إلّا وَهْو مُضْطرِبٌ / شَوْقاً ولا قَلْبَ إِلّا وَهْوَ مُضْطَرِمُ
فكُلُّ أَرْضٍ وَطِئْتُمْ تُرْبَها فَلَكٌ / وَكُلُّ وادٍ حَلَلْتُمْ رَبْعَهُ حَرَمُ
هل عائدٌ والأماني قَلَّما صَدقتْ / دَهْرٌ مَضَى وَمغاني حُسْنِكُمْ أُمَمُ
فَالجِسْمُ مُذْ غِبْتُمُ بِالسّفْحِ مُتّشِحٌ / وَالقلبُ مُضْطَرِبٌ بالشَّوْقِ مُضْطَرِمُ
لم يُنْسِنا سَالِفاً مِنْ عَهْدِكُم قِدَمٌ / وَلا سَعَتْ بِالتَّسَلّي نَحْوَنا قَدَمُ
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ رَكْباً في هَوادِجِهِمْ / مُحجَّبٌ لَيْسَ تُرْعَى عِنْدَهُ الذممُ
لَهُ مِنَ الغُصْنِ قَدٌّ زَانَهُ هَيَفٌ / وَمِنْ غزالِ الحِمَى طَرْفٌ بِهِ سَقَمُ
يَبيتُ قَلْبي عَلَيْهِ حُرْقَةً وَجَوىً / وَقَلبُهُ بَارِدٌ مِنْ لَوْعَتِي شَبِمُ
ظَلِلْتُ فِيهِ وَأَمْسَى قَلْبُهُ حَجَراً / لَمْ يَشْفِ قَطّ مُحِبّاً شَفَّهُ أَلَمُ
فَوا الّذي زَانَهُ مِنْ طَرْفِهِ سَقَمٌ / وَأَودَعَ السِّحْرَ فيهِ أَنَّهُ قَسَمُ
لَوْلا تَثنِّي رُدَيْنِيِّ القَوامِ بِهِ / حَلفْتُ أَلْفَ يَمِينٍ أَنَّه صَنَمُ