القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 38
يا ظَبيَةً من ظِباءِ الأُنسِ راتِعةً
يا ظَبيَةً من ظِباءِ الأُنسِ راتِعةً / بَينَ القُصورِ تعالى اللَهُ باريكِ
هَل النَعيمُ سوى يومٍ أراك به / أو ساعةٍ بِتُّ أَقضيها بِناديكِ
وَهل يَعُدُّ عليَّ العمرَ واهبهُ / إن لم يُجَمِّله نَظمُ الدُرِّ من فيكِ
إن قابَلَتكِ الصَبا في مِصرَ عاطِرَةً / فَأَيقِني أنَّها عنّي تُناجيكِ
وَأَنَّها حملَت في طَيِّ بُردَتِها / قَلباً بعَثتُ به كَيما يُحَيّيكِ
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً / بِوَجهِكِ الباهرِ المُنيرِ
تيهي على صَبِّكِ المُعَنّى / تيهَ غَنِيٍّ على فَقير
وارمي له بعضَ ما يُرَجّى / فالحُبُّ أرضاهُ بِاليَسير
يا مَن أقامَ إذ تملَّكَه
يا مَن أقامَ إذ تملَّكَه / ما بين نارَين من شَوقٍ ومن شجَنِ
تَفديكَ أعيُنُ قَومٍ حولَكَ ازدحَمَت / عَطشى إلى نَهلَةٍ من وَجهِكَ الحسنِ
وَتَستَعيذُ إذا أَلفَتكَ مُبتَسماً / عن لؤلؤٍ بِالنُهى حِرزا من الفِتنِ
جرَّدتَ كلَّ مليحٍ من ملاحتِه / لم تَتَّقِ اللَهَ في ظبيٍ وَلا غُصنِ
فَاِستَبقِ لِلبَدرِ بينَ الشُهبِ رُتبَته / تملِكهُ في أوجهِ عبداً بلا ثمَنِ
يا حاجِباً عن عيوني طَيفَ صورَتهِ
يا حاجِباً عن عيوني طَيفَ صورَتهِ / ابعَثهُ مُستَتِراً في لَيلَةِ الأرقِ
وَلا تَخَف من ضِيا صُبحِ الجَبينِ فقد / عَرفتَ فرطَ سوادِ الشَعرِ وَالحدقِ
يا وامِضَ البَرقِ كم نبَّهتَ من شجَنٍ
يا وامِضَ البَرقِ كم نبَّهتَ من شجَنٍ / في أَضلُعٍ ذَهَلت عن دائِها حينا
فالماءُ في مُقلٍ وَالنارُ في مهجٍ / قد حارَ بينَهُما أمرُ المُحِبّينا
لولا تذَكُّرُ أَيّامٍ لنا سَلَفت / ما باتَ يَبكى دماً في الحَيِّ باكينا
يا آل وُدِّيَ عودوا لا عدِمتُكُمُ / وَشاهِدوا وَيحَكُم فعلَ النَوى فينا
يا نسمَةً ضَمَّخت أذيالها سحراً / أَزهرُ أَندَلُسٍ هُبّي بوادينا
روحي عَلى دورِ بعضِ الحَيِّ حائمةٌ
روحي عَلى دورِ بعضِ الحَيِّ حائمةٌ / كظامىءِ الطَيرِ تَوّاقا إلى الماءِ
إن لم أُمَتِّع بَميٍّ ناظرَيَّ غداً / أَنكَرتُ صُبحكَ يا يومَ الثُلاثاءِ
يا سَرحَةً بجوار الماءِ ناضِرةً
يا سَرحَةً بجوار الماءِ ناضِرةً / سَقاكِ دمعي إذا لم يوفِ ساقيكِ
عارٌ عَلَيكِ وَهذا الظِلُّ مُنتَشِرٌ / فتكُ الهَجير بِمِثلي في نَواحيكِ
فمَن مُعيري جناحَي طائِرٍ غَردٍ / كي أَقطعَ شَدواً في أَعاليكِ
فلا أُنَفَّرَ عن أَرضٍ غُرِستِ بها / وَلا يَرِنُّ بِصَوتي غيرُ واديكِ
ما أعجَبَ النيلَ ما أَبهى شَمائِلهُ
ما أعجَبَ النيلَ ما أَبهى شَمائِلهُ / في ضَفَّتَيهِ منَ الأَشجارِ أَدواحُ
من جنَّةِ الخُلدِ فَيّاضٌ على تُرَعٍ / تَهُبُّ فيها هُبوبَ الريحِ أرواحُ
لَيسَت زيادتُهُ ماءً كما زَعَموا / وَإِنَّما هيَ أَرزاقٌ وَأَرباحُ
لَكِسرةٌ من رَغيفِ خُبزٍ
لَكِسرةٌ من رَغيفِ خُبزٍ / تُؤدمُ بالمِلح وَالكرامَه
أَشهى إِلى الحُرِّ من طعامٍ / يُختمُ بِالشُهدِ والملامَه
أَصبَحتُ في حَيرَةٍ وَهمِّ
أَصبَحتُ في حَيرَةٍ وَهمِّ / ما بين مصرٍ وَبين فهمي
هذي تُنادي نِداءَ عانٍ / تَلافَ أَمرى وَداوِ سُقمى
وَذاكَ يَرجو رجاءَ خلٍّ / لهُ أيادٍ علىَّ تهمى
دعَها تُنادي بما تُنادي / وَكُن عَلى خُطَّتي وَرَسمي
فَالسِلمُ دَرسٌ وقد عَلِما / مَغبَّةَ السِلمِ كيف تحمي
يا رَبِّ باِبنِ البَتولِ حُطنى / وَزِن مقامي وطهِّرِ اسمى
فَإِنَّني إن بَرَرتُ خلّي / عَقَقتُ لا شَكَّ خير أمِّ
أَستَفغِرُ اللَهَ من عصرٍ تَكنَّفَني
أَستَفغِرُ اللَهَ من عصرٍ تَكنَّفَني / فيه الخَبيثانِ من جاهٍ وَمن مالِ
أَستَغفِرُ اللَهَ من فَهمي وَشيعَتِه / وَمن عباتي وَمن فخري وَمن غالي
لَو اِستَطَعتُ رَكِبتُ الناسَ كلَّهُمُ / إلى الحجازِ رُكوبَ الراحلِ القالي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي / قِفوا على بابيَ الكبيرِ
وَاِستَقبِلوا عندَهُ خليلاً / قد طال شوقي إلى مديرِ
إن سَدَّ من حاجَتي فَأَهلاً / بهِ وَسهلاً مدى الدهور
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً / فَسوفَ تَستَغفِرُ المَظاهِر
إن فَضَّلوا ماهراً فَدَعهُم / وَشَأنَهُم ماهرٌ بِماهِر
يا مِصرُ سيري عَلى آثارِهم وَقِفي
يا مِصرُ سيري عَلى آثارِهم وَقِفي / تِلك المَواقِفَ في أَسنى مجالِيها
لا يُؤيسَنَّكِ ما قالوا وما كتَبوا / بين البَرِيَّةِ تَضليلاً وَتَمويها
إن يَمنَعوا الناسَ من قَولٍ فما مَنعوا / أن يَنطِقَ الحقُّ بِالشَكوى وَيُبديها
الحقُّ أكبَرُ من أَن تَستَبدَّ بهِ / يدٌ وَإن طالَ في بُطلٍ تماديها
ما ضيَّعَ اللَهُ ظلماً أمَّةً نَهَجَت / إلى المفاخرِ نَهجاً وهوَ هاديها
فَقَلِّدوا الأُمَّةَ الكُبرى وَقد رَكِبَت / مَتنَ الفخارِ وكانَ الجِدُّ حاديها
تَماسَكَت وَهيَ شَتّى فهيَ واحدَةٌ / في القَصد حينَ رَأت كثراً أعاديها
يا آية الفَخرِ هلّا تَنزِلينَ كما / نَزَلت ثمَّ على مصرٍ وَأهليها
كيما تجُرّ ذُيولاً منكِ جرَّرها / من قَبلِنا التُركُ في أَوطانِهم تيها
يا عابدين لأَنتِ اليومَ مَصدَرُها / وفي ذَراكِ بِإذن اللَهِ موحيها
لا القَومَ قَومي وَلا الأَعوانُ أَعواني
لا القَومَ قَومي وَلا الأَعوانُ أَعواني / إذا وَنى يومَ تحصيلِ العُلا وَاني
وَلَستُ إن لم تُؤَيِّدني فَراعِنَةٌ / منكم بِفِرعَون عالي العَرشِ وَالشانِ
وَلستُ جبّارَ ذا الوادي إِذا سَلِمَت / جبالُه تلك من غاراتِ أَعواني
لا تَقرَبوا النيلَ إن لم تَعمَلوا عملاً / فَماؤهُ العذبُ لم يُخلَق لِكَسلانِ
رِدوا المَجرَّةَ كَدّاً دونَ مَورِدِهِ / أو فَاِطلُبوا غَيرَهُ رِيّاً لِظَمآنِ
وَاِبنوا كما بَنتِ الأَجيالُ قَبلَكمُ / لا تَترُكوا بعدَكم فخراً لإِنسانِ
أَمَرتُكُم فَأَطيعوا أَمرَ رَبِّكُمُ / لا يَثنِ مُستَمِعاً عن طاعةٍ ثاني
فَالمُلكُ أمرٌ وَطاعاتٌ تُسابِقهُ / جَنباً لِجَنبٍ إلى غاياتِ إحسانِ
لا تَترُكوا مُستَحيلاً في اِستِحالتِهِ / حتّى يُميطَ لكُم عن وجهِ إمكانِ
مقالةٌ هبَطَت من عرشِ قائِلِها / على مناكبِ أَبطالٍ وَشُجعانِ
مادَت لها الأَرضُ من ذُعرٍ ودانَ لها / ما في المقطَّمِ من صَخرٍ وَصَوّانِ
لو غيرُ فِرعَونَ أَلقاها على ملإٍ / في غيرِ مِصرَ لعُدَّت حُلمَ يَقظانِ
لكنَّ فِرعَونَ إن نادى بها جَبَلاً / لَبَّت حجارتُه في قَبضَةِ الباني
وآزَرَتهُ جماهيرٌ تَسيلُ بها / بِطاحُ وادٍ بماضي القَومِ ملآنِ
يَبنونَ ما تَقِفُ الأَجيالُ حائِرَةً / أمامَه بين إعجابٍ وَإذعانِ
من كُلِّ ما لَم يَلِد فكرٌ وَلا فُتِحَت / على نَظائِرِهِ في الكَونِ عَينانِ
وَيُشبِهونَ إذا طاروا إلى عملٍ / جِنّاً تَطيرُ بِأَمرٍ من سُلَيمانِ
بِرّاً بِذي الأَمرِ لا خَوفاً وَلا طَمعاً / لكنَّهُم خُلِقوا طُلّابَ إتقانِ
أهرامُهُم تلك حيّ الفَنِّ مُتَّخِذاً / من الصُخورِ بُروجاً فوقَ كيوانِ
قَد مرَّ دهرٌ عليها وهيَ ساخرةٌ / بما يُضَعضَعُ من صَرحٍ وَإيوانِ
لم يَأخُذِ اللَيلُ منها وَالنَهارُ سِوى / ما يَأخُذُ النَملُ من أَركانِ نَهلانِ
كَأنَّها وَالعوادي في جوانِبِها / صَرعى بناءُ شياطينٍ لِشَيطانِ
جاءَت إِلَيها وُفودُ الأَرضِ قاطِبةً / تَسعى اشتِياقاً إلى ما خلَّدَ الفاني
فَصَغَّرت كلَّ موجودٍ ضَخامَتُها / وَغضَّ بُنيانُها من كلِّ بُنيانِ
وعادَ مُنكِرُ فَضلِ القَومِ مُعتَرِفاً / يُثنى على القَومِ في سِرٍّ وَإعلانِ
تِلكَ الهَياكِلُ في الأَمصارِ شاهِدَةً / بِأَنَّهُم أهلُ سَبقٍ أهلُ إمعانِ
وَأنَّ فِرعَونَ في حولٍ وَمَقدِرَةٍ / وَقومَ فِرعَونَ في الإِقدامِ كُفؤانِ
إذا أقامَ عَلَيهم شاهِداً حجرٌ / في هَيكَلٍ قامَتِ الأُخرى بِبُرهانِ
كَأنَّما هيَ وَالأَقوامُ خاشِعَةٌ / أمامَها صُحُفٌ من عالمٍ ثاني
تَستَقبِلُ العينَ في أَثنائِها صُوَرٌ / فَصيحةُ الرَمزِ دارَت حولَ جُدران
لو أَنَّها أُعطِيَت صوتاً لكانَ له / صدىً يُرَوِّعُ صُمَّ الإِنسِ وَالجانِ
أَينَ الأُلى سَجَّلوا في الصَخرِ سيرَتَهُم / وَصَغَّروا كلَّ ذي مُلكٍ وَسُلطان
بادوا وَبادَت على آثارِهِم دُوَلٌ / وَادرِجوا طَيَّ أخبارٍ وَأكفانِ
وَخَلفوا بعدَهُم حرباً مُخَلَّدَةً / في الكونَ ما بينَ أحجارٍ وأزمانِ
يا نائِما والقَنا غابٌ تَحُفُّ به / أفِق فَرُبَّ أمانٍ غيرِ مَأمون
وَاِنظُر حَوالَيكَ مِن خوفٍ وَمن حذَرٍ / فَالغابُ مُذ خُلِقَت مَأوى السَراحينِ
لَم تَأمَن الشَمس وهي الشَمسُ ما خَبَأَت / لها المَقاديرُ في طيِّ الأَحايينِ
عبد الحميد سَيُحصى ما صَنَعتَ غداً / بين الأَنامِ وَيُلقى في المَوازينِ
إن يَرجَحِ الخيرُ نعمَ الخيرُ من عملٍ / دَخَلتَ في زُمرَةِ الغرِّ المَيامينِ
أو يَغلِبِ الشرُّ لا كانَت عصابَتُه / عُدِدتَ في صَرحهِ أقوى الأَساطينِ
إن لم تكُن لا ثناكَ الدهرُ عَن أَمدٍ / شَيخَ السَلاطينِ كُن شَيخَ الفَراعين
إِنّا عهِدناكَ لا تَرضى إِذا اِستَبَقَت / صيدُ المُلوكِ إلى الغاياتِ بِالدونِ
لا يُرهِقَنَّكَ حكمُ الناسِ فهوَ غداً / مُستَأنَفٌ عند سُلطانِ السَلاطين
يا قومَ عُثمانَ حَيّوا في معاهِدِكُم / عصرَ الرَشادِ وَريشوا البَأسَ باللينِ
إن تَنصُروهُ تَرَوا تحقيقَ ما طَمحَت / إليه أَنفُسُ هاتيكَ المَلايين
الحقُّ أَبلَجُ سُلّوا دونَ بَيضَتِه / قبل السُيوفِ سُيوفا مِن بَراهينِ
لا تَلبَسوا ثَوبَهُ بين الأَنام غداً / مُلَطَّخاً بِدَمِ القَومِ المَساكين
يا مُقفِرَ المُلكِ إِلّا من جلالتِهِ / وَمُلبِسَ القومِ ثوبِ العِزِّ وَالهونِ
وَجاعِلَ الأَمرِ وَالأَحكامِ بينَهمُ / سِرَّ الملائكِ أو سِرَّ الشَياطينِ
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ / وَإن بَدا لك مِنها مَنظَرٌ نَضِرُ
فكُن على حَذَرٍ مِمّا تَغُرُّ بهِ / إن كانَ يَنفَعُ من غِرّاتِها الحَذَرُ
قد أَسمَعَتكَ اللَيالي من حوادِثِها / مافيه رُشدُكَ لكن لَستَ تَعتَبِرُ
إن كنتَ ذا أُذُنٍ لَيسَت بواعيةٍ / قُل لي بِعَيشِكَ ماذا تَنفَعُ العِبَرُ
لِلدَهر لو كنتَ تَدري هولَ مَنطِقِهِ / وَعظٌ تُرَدِّدُهُ الآصالُ وَالبُكَرُ
يا من يُغَرُّ بِدُنياهُ وَزُخرُفِها / تَاللَهُ يوشِكُ أن يودي بكَ الغَرَرُ
وَيا مُدِلّاً بِحُسنٍ راقَ مَنظَرُهُ / لِلقَبرِ ويحَكَ هذا الدَلُّ وَالغَفَرُ
تَهوى الحياةَ ولا تَرضى تُفارِقُها / كمن يُحاوِلُ وِرداً مالهُ صَدَرُ
كلُّ امرىءٍ صائِرٌ إلى جَدثٍ / وَإن أَطالَ مدى آمالهِ العُمُر
أَبَعدَ أن ماتَ عبدُ اللَهِ مُرتَهَناً / تحت الثَرى يُرتَجى صَفوٌ وَيُنتَظَر
يا وَيح مَن أَودَعوهُ القَبرَ هل عَلموا / أنَّ المَكارِم كانت بَعضَ ما قَبَروا
قد غَيَّبوا ماجِداً كانت مَناقِبُه / بها الزَمانُ إذا ما زَلَّ يَعتَذِرُ
وَعَطَّلوا من رُبوعِ العِلمِ أَندِيَةً / كانت بِعَلياهُ يومَ الفَخرِ تَفتَخِر
مضى وَخلَّفَ فينا من فَضائِله / بدائِعاً يَجتَليها السَمعُ وَالبَصَر
بِرَغمِ أَنفِ المعالي ياِبنُ بِجدَتِها / أن غَيَّبَت شَخصَكَ الأَيّامُ وَالغِيَرُ
تَفدي النفوسُ حياةً منكَ غالِيَةً / لو كانَ يُدفَعُ عنها بِالفِدا ضَرَرُ
قد أَصبَحَت ظُلُماتُ الجهلِ حالِكةً / لمّا تَغيَّبَ عن آفاقِنا القَمَر
يا عَينُ جودي بِمُنهلِّ الدموع على / من كانَ ذُخراً لِرَيبِ الدهرِ يُدَّخَر
أو فاِسألي اللَهَ سُلواناً وَمُصطَبَراً / إن كانَ يَجمُلُ سُلوانٌ وَمصطَبَر
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً / وَالبَيتِ أُنساً تَمَهَّل أَيُّها القَمَرُ
لا تُخلِ أُفقَكَ يَخلُفكَ الظَلامُ به / وَالزَم مكانَك لا يَحلُل به الكَدَرُ
في الحيِّ قَلبانِ باتا يا نَعيمَهما / وَفيهما إذ قَضَيتَ النارُ تَستَعِرُ
وَأَعيُنٌ أَربَعٌ تبكى عَلَيكَ أَسىً / وَمن بُكاءِ الثَكالى السَيلُ وَالمَطَرُ
قد كنتَ رَيحانَةً في البَيتِ واحدَةً / يَروحُ فيه وَيَغدو نَفحُها العَطِرُ
فَارحَل تُشَيِّعُكَ الأَرواحُ جازِعَةً / في ذِمَّةِ القَبر بعدَ اللَهِ يا عُمَرُ
عَزِّ الكِرام وَشاطِرهُم رَزِيَّتَهُم
عَزِّ الكِرام وَشاطِرهُم رَزِيَّتَهُم / فَإنَّهُم بِالتَعازي أَخلَقُ الناسِ
وَأَلقِ دَمعَكَ في تَيّارِ أَدمُعهِم / وَوَحِّدِ الرُزءَ في مِصرٍ وَبُلقاسِ
وَاِخلَع عِذاركَ فَالأَشجانُ آمِرةٌ / وَما على من يُطيعُ الأَمرَ من باسِ
وَلا يَغُرَّك في البَلوى ثَباتُهُم / كم من رَفيعِ الذُر فوقَ اللَظى راسي
همُ الأُلى قَطعوا في الحُزنِ أودِيَةً / يَضِلُّ إن سار في أَقطارِها الاسى
يخالُهُم من رَآهُم في مَضاجِعِهِم / سَكرى وَما ذاكَ من دَنٍّ وَلا كاسِ
جلّت مُصيبَتُهُم عن أن يكون لها / عَرضٌ سوى الهمِّ أو طولٌ سوى الياس
أبا الفُتوحِ ومن ناداكَ جاوَبهَ / من جانبِ اسمِكَ نَفحُ الوَردِ والآسِ
إِذا غَدَت مصرُ منكَ اليوم خاليةً / فما لِعَهدِك فيها الدَهرَ من ناسي
هل كان يومُكَ فينا غير يومِ مُنىً / كانَت كباراً فَأَمسَت طيَّ أَرماسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025