القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 39
قَبرٌ به سيِّدٌ شريفٌ
قَبرٌ به سيِّدٌ شريفٌ / تُكْشَفُ في مثلِهِ الكرُوبُ
دهى عُلاه خطبُ المنايا / وللمنايا بنا خطوبُ
فلا طبيبٌ ولا حبيبٌ / ولا بعيدٌ ولا قريبُ
يَرُدُّ ما قَد قضاه ربٌّ / وهو على عَبده رقيبُ
وآهاً له من فراق / فغائب القوم لا يؤوبُ
تبكي عليه أشراف قومٍ / لها بكاءٌ به نحيبُ
يومٌ به قد قيل أَرِّخ / مَضى إلى ربّه النقيبُ
يا قبرَ محمود لا جازَتْك غاديةٌ
يا قبرَ محمود لا جازَتْك غاديةٌ / تَسقي ثَراكَ بصَوْبٍ غير مفقودِ
لقد فَقَدْتُ بك المعروفَ أجمَعَهُ / يا خيرَ من راحَ مفقوداً لموجود
وقد كرهتُ حياة لا أراكَ بها / مذ كانَ موتُك موت الفضل والجود
وليس بعدكَ عيشي ما أُسَرُّ به / ما العيش من بعد محمود بمحمود
كنَّا بفضلك في خِصبٍ وفي سعةٍ / ومنهلٍ من ندى كفَّيك مورود
ونستظلُّ بحيث الدَّهر هاجرة / ولا ظلال بظلٍّ منك ممدود
أبكيك والحقّ أن أبكي عليك دماً / بأَدْمُعٍ فوقَ خدّي ذات أخدود
أَنْتَ الَّذي تحكي مناقبه / بشاهدٍ من معاليه ومشهود
أيَّامه كانت الأَعيادَ أذكرها / فلم تَرُقْ بعده لي طلعةُ العيد
ما بعد صاحب هذا القبر من أحَدٍ / يُرجى الخيرُ أو يُدْعى إلى الجود
جَرَّبْتُ من بعده السَّادات أجمعها / فَصَحَّ لي فيه بعد الله توحيدي
وربَّما قادَني ظنِّي إلى أرب / فخاب ظنِّي ولم أظفر بمقصودي
وليس من بعده حظٌّ لذي أملٍ / ولا السَّراب وإنْ يطغى بمورود
إنِّي لأبكي عليه كلَّما ذُكرت / أيَّامه البيضُ في أيَّاميَ السُّود
أبكي على ابن رسول الله يتركني / في فقده بين تنغيصٍ وتنكيدِ
ليتَ المنايا بما غالت وما تركت / قد بَدَّلَتْ أَلْفَ موجودٍ بمفقود
أَذمُّ دهراً لعيشٍ لَسْتُ أَحْمدُهُ / ولستُ أحمدُ عيشاً بعد محمود
بالعيد كنتُ أُهنِّيه وأمْدَحُهُ / فصِرْتُ أبكيه أو أرثيه بالعيد
أبو الثناء شهابُ الدِّين ما بَلَغَتْ
أبو الثناء شهابُ الدِّين ما بَلَغَتْ / عقائلُ المالِ إلاَّ من مواهِبه
قضى على المال بالإِنفاق نائله / فقلتُ يا فوزَ راجيه وطالبه
وكلَّما رُحْتُ أستسقي سحائبه / سُقيتُ عذباً نميراً من سحائبه
مستعذب الجود يجني الشّهد سائله / كما يَسوغ ويُستحلى لشاربه
سيف الشَّريعة ماضي الحدّ منصلت / فهل ظفِرْتَ بأمضى من مضاربه
وهل سَمِعتَ بفضلٍ عُدَّ في زمنٍ / ولم يكن آخذاً منه بغاربه
يا دَرَّ دَرُّ زمانٍ من غرائبه / إنْ كانَ أغربَ شيءٍ في غرائبه
قد عزَّ جانبه العالي وبزَّ عُلًى / فالعِزُّ أجمعُ والعليا بجانبه
ولاح للفَلَكِ الأَعلى مناقبه / فَعَدَّها وهي أبهى من كواكبه
يا من يُحَدِّثُ عن العلم يسنده / حدِّثْ عن البحر وارْوِ من عجائبه
بُوركتِ يا دارَ سلمانَ الَّتي رُفعتْ
بُوركتِ يا دارَ سلمانَ الَّتي رُفعتْ / منها القواعِدُ للسادات واعْتَمَرتْ
تَحلُّها من قريش سادةٌ نجبٌ / باهَتْ بهم مُضَرُ الحمراءُ وافتخرَتْ
مثل البدور إذا ما أشرقَتْ وزَهَتْ / أو الضراغم إنْ صالت وإنْ زَأَرَتْ
على مقاصيرها من كلّ مبتهجٍ / من المحاسنِ والإِحسان قد قصرَتْ
سرِّحْ بها نظراً وانظر بها قمراً / فإنَّها تعجبُ الأَنظار ما نظَرَتْ
وقل بسلمان بانيها وساكنها / أَرِّخْ بسلمان دارُ المجد قد عَمُرَتْ
هذي هي الفلكُ فتحُ الخير كُنْيَتُها
هذي هي الفلكُ فتحُ الخير كُنْيَتُها / فابشر فبُشراك بالخيراتِ بشراها
اليمنُ واليُسرُ في أطرافها اقترنا / فاليمنُ واليسرُ يمناها ويسراها
سلمانُ لما اشتراها حين لم يرها / وأقْبَلَتْ أعْجَبَتْ بالحسن من راها
سفائِنُ البَحر إن سابقنها سَبَقتْ / وجاوَزَتْ ثَمّ أولاها بأخراها
فإن جَرَيْنَ وإن أرَّخْتَهُنَّ فقلْ / تجري وأصبحَ باسم الله مجراها
إنَّ النَّقيب عَليًّا طابَ عنصُرُه
إنَّ النَّقيب عَليًّا طابَ عنصُرُه / وشَرَّفَ الله في السادات محتدَه
لجدّه الشيخ باز الله حين بنى / معمّراً في سبيل الله مسجدَه
شيخ الطريقة لم يقصده قاصده / إلاَّ وأعطاه ربُّ العرش مقصده
أو جاءَ مسترشداً يبغي النجاة به / إلاَّ هداه إلى التقوى وأرشده
فصلِّ لله وادع الله حينئذ / وَزُرْ من الشيخ قطب الغوث مرقده
فلم تَزَلْ نفحاتُ القدس سارية / منه إليك بما لا كنتَ تعهده
واشْهَدْ لبانيه إعجاباً بهمَّتِه / بما بناه وعَلاّه وشيّده
وقل لمنْ رام منه أن يُؤرِّخَه / ذا جامعٌ وعليُّ القَدْر جَدَّده
هذا البناءُ الَّذي محمودُ أنْشَأهُ
هذا البناءُ الَّذي محمودُ أنْشَأهُ / وزانَه زُخْرُفُ زاهٍ وتشييدُ
فجاءَ في غاية الإتقان منتزهاً / فيه السُّرور وفيه الأنْس موجود
لا يسمع المرءُ في مغناه لاغيةً / وطائر اليمن في مغناه غرّيد
آل المبارك لا زالت مباركة / لكم منازل فيها الفضل مشهود
قد أسعدَ الله أرضاً تنزلون بها / ومنزل السعد في أهليه مسعود
فقلْ لأحبابنا زوروه وانبسطوا / فيه ومن بعدها إنْ شئتم عودوا
من زارنا فهوَ في خيرٍ وفي دَعةٍ / ولم يَفُتْه بحول الله مقصود
يا حبّذا ذلك الباني وبنْيَتُه / فللمسرّات في ناديه تجديد
لذاك في ذلك التاريخ قيلَ له / هذا مقامُك يا محمودُ محمود
ذا مسجدٌ سُرَّ أربابُ السُّجود بهِ
ذا مسجدٌ سُرَّ أربابُ السُّجود بهِ / وجامعٌ جامعٌ للساجدِ الراكعْ
بناه الله منشيه وواضعه / وللقواعد من أركانه رافع
يرجو من الله في العقبى مثوبَته / فيا له بثواب الله من طامع
دعا إلى صالح الأعمال حينئذٍ / من كانَ لله فيه خاضعاً خاشع
فالله يجزيه عما كانَ أنشأه / خيراً وأكرمه من فضله الواسع
إنَّ العِمارة قد زانت عمارتها / أرِّخْ بتعمير عبد القادر الجامع
زارَتْ وجنحُ الدجى يا سَعْدُ معتكرٌ
زارَتْ وجنحُ الدجى يا سَعْدُ معتكرٌ / فأوْقَدَتْ في ظلام اللَّيل مصباحا
وقال صَحْبيَ ممَّا راح يدهِشُهُمْ / أصْبَحْتَ في هذه الظلماء إصباحا
وقلتُ والروح تستشفي بطيب شذا / من عَرْفِها وعَرَفْتُ القلب مرتاحا
أحيا أريجُك مَيتاً لا حراك له / فهلْ بَعَثْتَ مع الأرواح أرواحا
وعلَّلَتْنا وتَعْليلُ المشوق بما / يَشفي فؤاداً شَديد الشّوق مُلتاحا
وأسكَرَتْنا بألفاظٍ تكرّرها / وما أدارَتْ على النّدمان أقداحا
وبتُّ أشْرَبُ من معسول ريقتها / راحاً وأشرَبُ من ألفاظها راحا
وأقطفُ الغَضَّ من تفّاح وجنتها / ومَن رأى قاطِفاً باللّثم تفاحا
حتَّى إذا الفجر لاحت لي ملابسُه / مُبْيَضَّةً ورداءُ اللَّيل قد طاحا
وأوْضحَ الأمر في لآلاء غُرَّتهِ / وزادَه فَلَقُ الإصباح إيضاحا
وَدَّعْتها وكأنَّ القلب حينئذ / غَدا على إثرها يا سعدُ أرواحا
وأعْقَبَتْ كلَّ حزنٍ بعدَ فرقتها / فهلْ لها أن تُعيدَ الحزنَ أفراحا
أنظُر إلى هذه الدَّار الَّتي كَمُلَتْ
أنظُر إلى هذه الدَّار الَّتي كَمُلَتْ / فيها من الحُسن والإحسان أوصافُ
تروق للعين منظوراً ومبتهجاً / منها وتنعم زوارٌ وأضياف
ما حلَّ فيها امرؤٌ إلاَّ ويشمله / في الحال من نفحات القدس ألطاف
من آل بيت رسول الله يسكنها / قوم لهم من رجال الغيب أحلاف
الباذلون لوجه الله ما ملكوا / وفي مكارمهم في البرِّ إسراف
الله يكلأ بانيها وساكنها / كما بنت قبله للمجد أسلاف
من كلّ ضيفٍ من الأمجاد يقصدها / وفي الأماجد أنواعٌ وأصناف
نقل لسلمان لا زالت ولا برحت / أرِّخْ بدارك سادات وأشراف
عَليُّ لا زِلتَ مسروراً بسلمان
عَليُّ لا زِلتَ مسروراً بسلمان / مَسَرَّةً تتمنَّى مُنذُ أزمانِ
قد أعْلَنْتَ بالتهاني فهيَ معلنة / كما نؤمّلُ فيها أيَّ إعلان
فلا تزال مدى الأيام في طربٍ / مُنَعَّم البال في رَوحٍ وريحان
وسرّك الله في تزويج ذي شرف / من دوحة من علاء ذات أفنان
وخير ما أَنْتَ قد زوّجتَ من ولد / كفواً بكفوٍ وأقراناً بأقران
هنّيتُه بسرور في تزّوجه / ولو درى بسروري فيه هنَّاني
أسْدَيتَها مِنّةً بات الهناء بها / يُعيد آثار أفراح بأعيان
فَضْلٌ من الله ما تسديه من منن / تجرُّ في حَلَبات الفضل أرساني
يا متبعاً هبة الأولى بثانية / وطالما تتبع الحسنى بإحسان
شكراً لأيديك ما زلت تفيض لنا / مناهلَ الجود تروي كل ظمآن
تنهلُّ ما اعترض العافي سماحتها / فأنتَ والعارض المنهل سيّان
عَلَتْ برِفْعَتِك السادات وافتخَرتْ / حتَّى لقد خِلْتَها تعلو لكيوان
وكيفَ لا تتعالى سادة نجب / فيها عليٌّ عليُّ القدر والشان
فكم تجلّى لنا من وجهه قمرٌ / فراح يجلو به همّي وأحزاني
الله أبقى بكم في الذكر خالده / وكل ذكر خلا أبنائكم فان
به التقى قمرا حسن سما بهما / في المجد والتفَّ غصن البان بالبان
يهنيكم آل بيت المصطفى فرحٌ / عمَّ البريَّةِ من قاصٍ ومن دان
فسَرَّكم ما رأيتم والسماع به / سماع هاتف للبشرى بألحان
فقال والقول للداعي مُؤَرِّخُه / سُروركم دامَ في تزويج سلمان
يا مَعْشَر السادة الأشرافِ لا بَرِحَتْ
يا مَعْشَر السادة الأشرافِ لا بَرِحَتْ / تسمو إلى المجد أشياخاً وفتيانا
طلَعْتُم أنجماً بالعزّ مشرقةً / والأنجمُ الزهر قد يَطلعنَ أحيانا
لتهنكم بمسرّاتٍ نفوز بها / بُشرى كما تنعش الأرواحُ أبدانا
بشارة بغلام قَرَّ أعينكم / قد أعْلَنَتْ بقدوم الخير إعلانا
ومذ بَدَتْ من ضياء الدِّين غرّته / جَلَتْ عن القلب أدراناً وأحزانا
من دوحة من رسول الله منبتها / تفرَّعَتْ منه أغصاناً وقضبانا
طالت به واشمخرت في العُلى وسمت / حتَّى لقد طاولت بالمجد كيوانا
إذا ادّعى الشرف السامي تفرُّدَكم / في المجد أظهر في دعواه برهانا
يا أشرف النَّاس بين المنجبين أباً / وأرجحَ النَّاس إنْ رُوجِحْتَ ميزانا
بوركتَ في وَلَدٍ أرِّخ بمولده / تَمَّ السُّرور بداود بن سلمانا
يا سيّداً سادَ في الأشراف أجمعِها
يا سيّداً سادَ في الأشراف أجمعِها / ولم يَزَل سيّد السادات مُذ كانا
إنّ النقابة قَرَّتْ فيك أعْيُنها / وفاخَرتْ بك كبّاراً وأعيانا
والحمد لله إذ فاتك يومئذ / بشارة تُعْلِنُ الأفراح إعلانا
من جانب الملك العالي بعزَّتِه / على جميع ملوك الأرض سلطانا
عبد العزيز أدام الله دولته / وزادَ في ملكه أمناً وإيمانا
أعلى ملوك بني الدنيا وأرفعها / قدراً وأعظمها في عصره شانا
لو وازنته ملوك الأرض قاطبة / لكان أرجحها في العز ميزانا
أو حاربَ الكفرَ أضحى وهو متخذٌ / حِزْبَ الملائك أنصاراً وأعوانا
حامي حمى ملّة الإسلام حارسها / لأمْره أذْعَنَتْ لله إذعانا
لولاه ما نُشِرت للعدل ألويةٌ / وربّما امتلأتْ ظلماً وعدوانا
ولاّك ما كنتَ أهلاً أن تكونَ له / مُشَيّداً من مباني المجد أركانا
وبالنقابة في عام نُؤَرِّخُه / إليكَ قد بَعَثَ السلطان فرمانا
في رحمة الله حلَّ شيخٌ
في رحمة الله حلَّ شيخٌ / وجنّةٍ دارها الخلودُ
تفيضُ من صدره علومٌ / وقد طمى بحرها المديد
ولم يزل ميّتاً وحيًّا / من علمه النَّاس تستفيد
سار إلى ربه غير فان / بالعز وهو العزيز الحميد
ومذ توفّاه قلتُ أرِّخْ / مضى إلى ربه السعيد
هُنّيت هُنّيت بالعيد السعيد فَقَدْ
هُنّيت هُنّيت بالعيد السعيد فَقَدْ / وافاك بالخير موفوراً وموقورا
مَلأت أفئدةً منّا به فرحاً / كما مَلأت به أبصارنا نورا
تبارك الله ما أبهاك من رجل / وما أجلّك تقديراً وتصويرا
تزهو بطلعتك الدنيا فأحسبها / كالروض أصْبَحَ بالأنوار ممطورا
تغني الفقير إذا ما شئت في نظر / إخالَه للغنى والمال إكسيرا
فما أتاك امرؤ يرجوك في أربٍ / إلاَّ وأصبَحَ في نعماك مغمورا
كم طاولتك إلى نيل العلاء يدٌ / فقصّرت عن مدى علياك تقصيرا
وحيث يممت في الدنيا إلى جهة / أبصَرَتْ سعداً وإقبالاً وتيسيرا
يا طيّب الذات يا من كانَ عنصره / مِسكاً يفوح الشذا منه وكافورا
ما زلتُ بالشكر حتَّى ينقضي عمره / تَعودُ سلمانُ بالأعياد مسرورا
هل تَعلمون بني الآداب لا كَتَبَتْ
هل تَعلمون بني الآداب لا كَتَبَتْ / أيديكم غيرَ ذمّ البُخل في الصحفِ
أنِّي مَدَحْتُ بخيلاً لست أذكره / لا خيفةً منه بل حرصاً على الشرف
وليسَ يخفى عليكم من عنيت به / ومن تخلَّق بالأرذال غير خفي
فراح يُصغي إلى ما ليس يعرفه / ولا يميّز بين الدُّرِّ والصدف
شِعري وبَعري سواءٌ عند فطنته / والشعر والبعر شيء غير مؤتلف
قد كانَ جائزتي الحرمان واأسفي / ورُحْتُ في خيبة الراجي فوالهفي
فقيل لي إنَّه ثور فقلت لهم / بالشكل والفهم لا بالجود والسرف
والله لو أنشدوا ثوراً على عَلَفٍ / شِعري لجاد عليَّ الثور بالعلف
هَلْ تَذكُرَنَّ بنجدٍ يومَ ينظِمُنا
هَلْ تَذكُرَنَّ بنجدٍ يومَ ينظِمُنا / لآلئاً شَمِلَتْ فيها ومَرْجانا
والرَّبعُ يُطلِعُ أقماراً ويُنْبِتُ في / منازل الحيّ حيّ الجزع أغصانا
والعيش صَفوٌ يروق العين منظره / يهدي لأرواحنا رَوْحاً وريحانا
فما ترى عينُ رائيها وإنْ طمحت / إلاَّ أسوداً بميثاءٍ وغزلانا
من كلِّ أهيفَ حُلْويِّ اللمى غنجٍ / إن ماس هَزَّ على العشاق مرّانا
ولَيّنِ العَطفِ قاسي القلب لم نَرَهُ / رَقَّتْ شمائلُه للصَّبِّ أو لانا
مضى الهوى وانقضت أيّام دولته / حتَّى كأنَّ زمان اللهو ما كانا
ليتني سَلَوْتَ أحبّاءً مُنيتِ بهم / ولا ذكرتُ على الجرعاء جيرانا
فاترك ملامَك عندي حين أذكرهم / إساءةً منك فيهم وإحسانا
يا هل تراني أرى ما أستقرُّ به / أم هل ترى قلبي الظمآن ريّانا
قد كانَ دمعي عزيزاً قبل فرقتهم / واليوم كلُّ عزيزٍ بعدهم هانا
يا منزلَ السّادة الأشرافِ قد نَزَلَتْ
يا منزلَ السّادة الأشرافِ قد نَزَلَتْ / فيك الأماجد من أشراف عدنان
وأشرَقَتْ فيك كالأقمار أوجههم / وقد يفوقون في حُسنٍ وإحسان
وأَنْتَ يا من يجيل الطرف حينئذ / في جنّة زُخْرِفَتْ منهم وبستان
الحسن متّفق فيها وما اختلَفَتْ / إلاَّ بأشكال أزهار وألوان
من كلِّ زَوج بهيج أنبتت ورَبَت / لتنعش الروح في رَوح وريحان
فإنَّها وأبيك البَرّ قد بُنِيَتْ / دار السرور لأحباب وإخوان
فبوركتْ دار سادات مُؤَرَّخة / وعُمِّرت دارُ سلمان بسلمان
أنظرْ إلى دار حسن قد حَلَلَتْ بها
أنظرْ إلى دار حسن قد حَلَلَتْ بها / وما يَسُرُّك من رَوضٍ وبستان
وانشق عبير شذا أزهارها فلقد / أهدَتْ إليك شذا روح وريحان
أجاد غارسُها غرساً وأحسَنَ في / ما قد بناه فإحكام وإتقان
تحلُّها السادة الأشراف لا برحَتْ / مأوى الأماجد من سادات عدنان
فاقت على غيرها فضلاً بساكنها / لمّا بناها وكان الفضل للباني
فقال من قد رآها حين أرّخها / دارٌ لسلمانَ قد فاقت بسلمان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025