المجموع : 46
مَن سارَروهُ فَأَبدى كُلَّ ما سَتَروا
مَن سارَروهُ فَأَبدى كُلَّ ما سَتَروا / وَلَم يُراعِ اِتِصالاً كانَ غَشّاشا
إِذا النُفوسُ أَذاعَت سِرَّ ما عَلِمَت / فَكُلُّ ما حَمَلَت مِن عَقلِها حاشا
مَن لَم يَصُن سِرَّ مَولاهُ وَسَيِّدَهُ / لَم يَأَمَنوهُ عَلى الأَسرارِ ما عاشا
وَعاقَبوهُ عَلى ماكَن مِن زَلَلٍ / وَأَبدَلوهُ مَكانَ الأُنسِ إيحاشا
وَجانَبوهُ فَلَم يُصلِح لِقُربِهِم / لَمّا رَأَوهُ عَلى الأَسرارِ نَبّاشا
مَن أَطلَعوهُ عَلى سِرٍّ فَنَمَّ بِهِ / فَذاكَ مِثلِيَ بَينَ الناسَ قَد طاشا
هُم أَهلُ سِرٍّ وَلِلأَسرارِ قَد خُلِقوا / لا يَصبِرونَ عَلى مَن كانَ فَحّاشا
لا يَقبَلونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم / وَلا يُحِبّونَ سَتراً كانَ وَشواشا
لا يَصطَفونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم / حاشا جَلالُهُم مِن ذَلِكُم حاشا
فَكُن لَهُم وَبِهِم في كُلِّ نائِبَةٍ / إِلَيهِم ما بَقى ذا الدَهرُ هَشّاشا
والليلُ ليلُ الهوى والطبع إذ يغشى
والليلُ ليلُ الهوى والطبع إذ يغشى / ثم النهار نهارُ العقلِ والافشا
إذا ذكرت ثيابا كنت لابسها / للدين ذكرني ذكرى بها الهرشا
ولستُ أعمى فإني ذو سنا وحجى / ولست أبصر لكني أنا الأعشى
فالطبع يأنفُ أنْ يُفضى عليه به / والشرعُ يحكم أني أغرم الأرشا
فالحكم مني عليَّ لا على أحد / فلستُ أرجو سواي لا و لا أخشى
فإنْ تجس ترى لينا وداخله / سمّ قتول كأني الحية الرقشا
هذا خصصتُ به وحدي وأعن به / نوع الأناسيِّ حال البدء والإنشا
قامت على صورةِ الأسماء نشأتنا / فكلُّ ما نحن فيه ربنا أنشأ
وما اسرَّته في تبليغنا رسل / لأنَّ مرسلهم هو الذي أفشى
ولو أسرَّ لكان الحلُ يشهد لي / بأنه هكذا سبحانه قد شا
إِذا رَمى النَّقْعُ عَيْنَ الشَّمْسِ بالعَمَشِ
إِذا رَمى النَّقْعُ عَيْنَ الشَّمْسِ بالعَمَشِ / فَاحْرِصْ على المَوْتِ في كَسْبِ العُلا تَعِشِ
وَلا تَرُمْ شَأْوَها إِلّا بِذِي شَطَبٍ / كَأَنَّ مَتْنَيْهِ يَفْتَرّانِ عَنْ نَمَشِ
فَلا لَعاً لِفَتىً ناءَتْ مَطِيَّتُهُ / بِكَلْكَلٍ لِمُناخِ السَّوْءِ مُفْتَرِشِ
تَرْنو بِخَوْصاءَ قَدْ أَلْقى الكَلالُ يَداً / فيها كَماوِيَةٍ في كَفِّ مُرْتَعِشِ
فَكَمْ تُقيمُ بِأَرْضٍ في خَمائِلِها / مَرْعىً يَضيقُ على مَهْرِيَّةٍ نَفَشِ
إِذا تَكَفَّأْتَ في حِضْنِ الهَوانِ بِها / لَمْ يَأْلَفِ المَشْرَفِيُّ الغِمْدَ مِنْ دَهَشِ
وَلَسْتَ مِنْ صَرْعَةٍ لَمّا مُنِيتَ بِها / خَلَّيْتَ جَنْبَيْكَ لِلرّامي بمُنْتَعِشِ
وَمَوقِفٍ زُرتُهُ مِن جانِبي حَضَنٍ
وَمَوقِفٍ زُرتُهُ مِن جانِبي حَضَنٍ / بِحَيثُ يُرخي قِبالَيْ نَعلِهِ الماشي
وَالعامِريَّةُ تُذري دمعَها وَجَلاً / وَالصَبُّ لا آمِنٌ فيهِ وَلا خاشي
تَقولُ لي وَالدُّجى تُلقي كَلاكِلَها / حَديثُنا بَينَ سُكّانِ الحِمى فاشِ
فَقُلتُ لا تَحذَريهِم إِنَّهُم نَفَرٌ / لا يَستَطيعونَ إِيناسي وَإِيحاشي
ظَنٌّ مِنَ القَومِ يَرمونَ البَريءَ بِهِ / وَما نَجيُّكِ مِنهُم نافِرَ الجاشِ
إِذا التَقَينا وَلَم يَشعُر بِنا أَحَدٌ / وَصُنتُ سِرِّي فَماذا يَصنَعُ الواشي
أَسلَمَني الدّهُر للرّزايا
أَسلَمَني الدّهُر للرّزايا / وَغَيّر الحادثاتُ قَفْشي
وكنْتُ أمشي ولستُ أعْيَا / فَصِرتُ أعيا ولستُ أمشي
كأنّني إذْ كبرتُ نَسْرٌ / يُطعِمُهُ فَرْخُهُ بِعُشِّ
يا مَنْ جفا إذ رأى في ظاهري خلَلاً
يا مَنْ جفا إذ رأى في ظاهري خلَلاً / وانفضَّ عنَّي أوغادٌ وأوباشُ
لا تيأسَنٌ منَ المرضى وأنْ ضعُفوا / ولن يفوتَهُمُ الإنعاشُ إنْ عاشُوا
أميرُنا زاهدٌ والنّاسُ قد زَهِدُوا
أميرُنا زاهدٌ والنّاسُ قد زَهِدُوا / لَه فكلّ على الطّاعاتِ مُنكمِشُ
أيّامُه مثلَ شَهر الصّوْمِ طاهرةٌ / من المعَاصِي وفيهَا الجوعُ والعطَشُ
أُهْديتُ بِيضاً وسُوداً في تَلَوُّنِها
أُهْديتُ بِيضاً وسُوداً في تَلَوُّنِها / كأَنَّها مِنْ بَناتِ الرُّومِ والحبَشِ
عَذرَاءُ تُؤكلُ أَحْياناً وَتُشْربُ أَحْ / ياناً فَتَعْصِمُ مِنْ جُوعٍ ومِنْ عَطشِ
قلتُ ولي في هوى حبيبي
قلتُ ولي في هوى حبيبي / قلبٌ رقيق عليه يدهش
بالجفنِ والصدغِ يا عنائي / هذا سقيم وذا مشوش
يا سائلي في وظيفتي عن
يا سائلي في وظيفتي عن / ضيعة حالي وعن معاشي
وحقُّ تفَّاح خدِّي / لا عشت بعدي مشمش
لا تَعجَبي لِلمَعرّى كَيفَ أَرّقَهُ
لا تَعجَبي لِلمَعرّى كَيفَ أَرّقَهُ / ترى أَيّ نَجمٍ تَحتَهُ فَرشا
هُوَ الهِلالُ وَإِن أَدمى أَظافِرَهُ / فَشِبلُ غابٍ وَإِمّا إِن رَنا فَرَشا
سَهِرتُ مِن بَعدِكَ اللَيالي
سَهِرتُ مِن بَعدِكَ اللَيالي / كَأَنَّما الجَمرُ لي فِراشُ
شَرِقتُ بِالدَمعِ رُمتُ ريّي / بِهِ وَشُرّابُهُ عِطاشُ
شَرِبتُ مِنهُ الحَميمَ صِرفاً / فَهَل مِنَ الغَيثِ لي رشاشُ
شِبتُ فَقالوا اِرتَعَشتُ ضعفاً / فَقُلتُ في الصارِمِ اِرتِعاشُ
شختُ وَلَو مَرَّ طَرفهُ بي / لَم يَعنِهِ أَنَّهُ حُشاشُ
شُواظُ نارٍ بِلا نُحاسٍ / أَنا وَأَعدائي الفراشُ
شُدَّت بِكَ العضدُ ثُمَّ جُدت / فَلا طِعانٌ وَلا بِطاشُ
شُلَّت يَدي بَل سَلَبتنيها / وَحُقَّ لِلأَخذَمِ اِنكِماشُ
شَقَقتُ قَلبي كَمِثلِ ثكلى / فَفَنّدوني وَلَم يُحاشوا
شَرُّ المُحِبّينَ مَعشَرٌ قَد / أَزمَعَ أَحبابُهُم فَعاشوا
شِهابُ مَجدٍ وَسَهمُ فَهم / عَهِدتُهُ بِالحِجا يُراشُ
شَهِدتُ دَهيا بَطَشتُ مِنها / لَو شَهِدَتها العِدى لَطاشوا
شَهيقهُ وَالجَبينُ يندى / وَالنَفسُ مِن حسنِهِ تناسُ
شِدَّةُ كَربٍ وَلا ذُنوبٌ / وَلا حِسابٌ وَلا نِقاشُ
شَمَمت روحَ الخُلودِ فَأَمن / بُلَّ ضَنىً وَاِستَراحَ جاشُ
إِلَيكَ أُنسي بِناسي زادِ إيحاشي
إِلَيكَ أُنسي بِناسي زادِ إيحاشي / وَمِنكَ قُربِيَ عَنّي أَبعَدَ الواشي
وَفيكَ جَمعُ العِدى عَنّي اِنثَوا فِرقاً / لَمّا اِستَجاشوا بِما لاقوهُ مِن جاشي
وَإِذ بِكَ أَضحى اِتِّقائي في لِقائِهِم / لَم أُرمَ مِنهُم بِسَهمٍ غَير طَيّاشِ
وَلا وَما مِنكَ لي قَد راحَ نافِلَةً / لَم أَلقَ فيكَ المَنايا غَيرَ بَشّاشِ
وَفي اِمتِحانِكَ لي أَخلَصتُ مُتَّبِعاً / أَهلَ اِختِصاصِكَ في نَفسي لِإِنعاشي
مَشوا وَطِرتُ إِلى عَلياكَ مُنفَرِداً / وَأَينَ يَدرِكُ إِثرَ الطائِرِ الماشي
وَإِذا وَنوا عَنكَ في قَصدٍ بِطَشتُ إِلى / رِضاكَ إِذا لَم يَنَلهُ غَيرُ بِطّاشِ
وَحاوَلوا بِيَ عَدلاً عَنكَ إِذ عَذَلوا / وَهَل يُميلُ لَبيباً قَولُ أَوباشِ
وَمُستَحيلٌ خَلُوّي مِن هَواكَ وَلَم / يَنفَكُّ في جُملَتي مِن نَشأَتي ناشي
وَما نَشَرتُ فَمَطوِيٌّ وَمُظهِرُهُ / فَمُضمِرٌ لا تَراهُ مُقلَةُ العاشي
وَفي الزَوايا خَبايا لَيسَ يُدرِكُها / مِمَّن تَعاطى الخَفايا غَيرُ فَتّاشِ
قَد زارَنا النَرجِسُ الذَكيُّ
قَد زارَنا النَرجِسُ الذَكيُّ / وَآنَ مِن يَومِنا العَشيُّ
وَنَحنُ في مَجلِسٍ أَنيقِ / وَقَد ظَمئنا وَثَمَّ ريُّ
وَلي خَليلٌ غَدا سميّي / يا لَيتَهُ ساعَدَ السَميُّ
أَجرِ المُدامَ على نُجْحِ المَواعيدِ
أَجرِ المُدامَ على نُجْحِ المَواعيدِ / وَجُدْ عليَّ برَيَّا النَّحْرِ والجِيدِ
فقد تَنَبَّهَ من إغفائِه زَهَرٌ / كأنَ رَيَّاهُ رَيَّا المِسكِ والعُودِ
وشَرَّدَ الصُّبحُ عنَّا الَّليلَ فاتَّضَحَتْ / سُطورُهُ البيضُ في راياتِهِ السُّودِ
ولاحَ للعينِ نارَنْجٌ كما اختَضبَتْ / بالزَّعفرانِ ثُدِيُّ النُّهَّدِ الغِيدِ
وموقفٍ من وراء الرَّملِ آنسنِي
وموقفٍ من وراء الرَّملِ آنسنِي / فيه الدجَى وأرادَ الصُّبْحُ إيحاشي
لَو ارتشى الليلُ من صَبٍّ فدامَ لهُ / لكان يبذُلُ فيه روحَهُ الراشي
لما افترشنَا رياضَ الحزن قد عُنِيَتْ / بها يَدَا صَنَعٍ للتُّرْبِ نقَّاشِ
أغرَى الهوى ونهى عمَّا أشارَ به ال / تقى فقمتُ مروعاً نافِرَ الجَاشِ
وكادَ ينزِعُ شيطانُ الغرامِ يدي / عن طاعةِ النُّسْكِ لولا قلبيَ الخاشي
أستودعُ الليل سِرِّي وهو يكتُمُه / عن العيونِ ويأبى صحبةَ الواشِي
يا مَنْ تَجَنَّبَ دَمْعي مِنْهُ حِينَ وَشَى
يا مَنْ تَجَنَّبَ دَمْعي مِنْهُ حِينَ وَشَى / سُلْطانُ حُبِّكَ لمْ يَقْبَلْ عَلَيَّ رُشا
وكَمْ شَكاني اشْتِكائي من هوى قَمَرٍ / مُحَكَّمٍ في قُلوبِ الخَلْقِ كَيفَ يَشا
يا خَاضِباً مِنْ دَمِي أَسْيافَ ناظِرِهِ / وَمَنْ عَبَدْتُ غَرامِي فِيه حينَ نَشا
هذا فُؤاديَ طَوْعاً لَوْ هَمَمْتَ بِهِ / يَمْشي إِلَيْكَ إِذا اسْتَمْشَيْتَهُ لَمَشى
وَهذهِ مُهْجَتي جَرْحى جَوَارِحُها / يَزِيدُها رِيُّها مِنْ وِرْدِها عَطَشا
يا حاسدي إنَّ لي ذنوباً
يا حاسدي إنَّ لي ذنوباً / تُكْسَرُ مِنْ هولِها الجيوشُ
لكنها لا لواطَ فيها / ولا نبيذٌ ولا حشيشُ
ما ضرَّ واشِيَنا بالأَمْسِ حينَ وَشَى
ما ضرَّ واشِيَنا بالأَمْسِ حينَ وَشَى / أَن غادرَ الشوقُ في أَسماعنا طَرَشا
كانت سرائرُ أَفشتْها الدموعُ وما / ذنبُ الشجيِّ إذا سرُّ الشجيِّ فشا
حُكْمُ الهوى في الورى حُكْمُ المنونِ فما / تلقاهُ يَقْبَلُ في قبض النفوس رُشا
طوانيَ البينَ حتى لو تعاينُنِي / عاينتَ مَيْتاً من الأجداثِ قد نُبِشا
ملقىَ على فُرُشِ الأحزانِ ترجفُ بي / ولم تكن فُرُش الأحزانِ لي فُرُشا
قامتْ لتؤذنَ بالتوديع ثم رَنَتْ / كما رَنتْ ظبيةٌ أَدماءُ أُمُّ رشا
لمَّا استبانت علاماتُ النَّوى خَشَمَتْ / عليّ أَحْسَنَ وجهٍ للنوى خُمشا
يا هذه قَدْكِ من وجدٍ ومن كَمَدٍ / أأنتِ أشجى فؤاداً أو أحرُّ حشا
عجبتِ أن ظلَّ هذا الدهرُ يَنْهَشُني / لا تعجبي لن يبالي الدهرُ مَن نهشا
إني وإن شبَّ نيرانُ العداوةِ لي / دهرٌ فلوَّحَ عودي الرطبَ أو محَشا
لَوارِدٌ منْ أبي العبَّاس بحرَ ندىً / يُشَرِّدُ الريُّ عن روَّادِه العطشا
لله أحمدُ من لبَّاس مطرمةٍ / يُمْضي الندى والرَّدى كفَّاهُ كيف يشا
بالمجدِ والجودِ منه الناسُ قد نُعِشوا / والمجدُ والجودُ أيضاً منه قد نُعشا
من أين تُثنَى عن الإحسان عَزْمَتُهُ / قَرْمٌ نشا مَعَهُ الإِحسانُ منذ نشا
يقدّم الرفدَ قبل الوعدِ مبتدئاً / يخالُ تأخيرَهُ من بعده فُحُشا
القائدُ الخيلَ إِن سارتْ قبائلها / يوماً حسبتَ ضُحاهُ في العَجاج عشا
ليثٌ تحاماهُ في الحرب الليوثُ إذا / ليثُ العرين إلى ليثِ العرين مشى
يا رُبَّ أزرق ماضي الحدِّ أوجَرَهُ / صِلاًّ يُخافُ شبا أنيابه حنشا
بحيثُ تربَدُّ ألونُ الكماةِ فإن / تَمْنَحهُمُ اللحظَ تَحسَبْ بِيضَهُم حَبشَا
لدى حبائلِ أرماحٍ إذا نُصِبتْ / صادتْ له نُخبَ الأبطال لا القَمَشا
بينا امرؤٌ ينخشُ الأقرانَ عن عُرُضٍ / إذ قيلَ ذا ناخشُ الأقران قد نُخِشا
يزدادُ عند مناجاة الحتوفِ له / تَثبُّتاً حين يزدادُ الفتى دَهَشا
كم استقى من دمٍ كان السنانُ له / سَجْلاً يُخَضْخِضُ فيه والقناة رشا
غدَّى السيوفَ وعشَّاها ليس لها / إلا النفوسَ غَداةٌ عنده وعَشا
ثَبْتُ الجنانِ يَرى وجْهَ الردى حسناً / إِمَّا رأى غيرُهُ وجْهَ الرَّدى وحِشا
بذَّ السوابقَ لما رُمْنَ غايَتَهُ / ومرَّ يجري إلى العلياءِ منكمشا
تكفُّ إن كفَّ عدنانٌ على ثقةٍ / منه وتبطشُ عدنانٌ إِذا بطشا
عِرْضٌ مصونُ النواحي ليس تَخْدِشُهُ / مخالبُ الذمِّ إِنْ عرضُ امرئٍ خُدشا
أوضحتَ سُبْلَ النُّهى من بعدِ ما دَرَسَتْ / أَعلامُها ونعشتَ الجودَ فانتعشا
وسرتَ بالعدلِ فينا سيرةً كشَفَتْ / عن الرعيّةِ غُلَّ الجورِ والغَبَشا
لمّا فتحتَ إلى الدنيا نُواظرنا / نُجْلاً ومن قبلُ ما قد غَمَّضتْ عمشا
رأيٌ به استدَّ ركنُ الحقِّ منتصباً / على قواعدِهِ من بعد ما ارتعشا
فالعيشُ صافي أديمِ الوجهِ مُشْرِقُهُ / ما إِنْ نرى كلَفاً فيه ولا نَمَشا
لم تتركِ الأمرَ إذا أصبحتَ تَكْنُفُه / تنالُ منه يدا مَنْ عَطَّ أو خرشا
لكن كعمتَ فمَ الخَطبِ الجليلِ لَدُنْ / صادفتَهُ خَشِعاً ما إِنْ يَني دَهِشا
وكان عزمي ضئيلَ الشخصِ خاملَهُ / فمذ رجوتُكَ رام الكبرَ وانتعشا
الآن أشمخُ عزّاً ما حييتُ ولا / أكونُ مهتضَماً في الناسِ محترَشا
عليك يَنْظِمُ دُرَّ الشعرِ ناظمُهُ / وفيك ينقشُ وشِيَ المدحِ مَنْ نقَشا
جُدْتَ بريٍّ على عِطاش
جُدْتَ بريٍّ على عِطاش / وذاك من أطيبِ المعاشِ
أيُّ خِداشٍ على اشتياقي / منَ النّدامى إلى خِداش
فتنّهوا اللهوَ بعد نومٍ / وانتعشوا أَيمَّا انتعاش
سهلَ بنَ اسحقَ لا عدمنا / زمانَكَ اللِّينَ الحواشي
وطَّأتَ لي من فراشِ عيشي / وكان مستخشَنَ الفراش
فظِلتَ في البرِّ ذا انكماشٍ / وظلتُ في الشكرِ ذا انكماش