المجموع : 281
أعدَى بغيركُم دمع المحبينا
أعدَى بغيركُم دمع المحبينا / حتَّى تلوَّن يوم البين تلوينا
يا هاجرين بلا ذنبٍ سوى شجنٍ / بين الجوانح لا ينفكّ يشجينا
لا تسألوا ما جرى من فيضِ أدمعنا / فيكم وما قد جرى من غدركم فينا
أمَّا الرجاء فما راعيتموه لقد / غرّت بدوركُم آمالَ سارينا
كيف السبيل إلى إنصاف قصتنا / إذ خصمنا في سبيلِ الحكم قاضينا
يجني علينا ويجني للأسى ثمراً / شتَّان ما بين جانيكم وجانينا
كونوا كما شئتموا نأياً ومقترباً / إنْ لم تكونوا من الدنيا كما شينا
إنَّا وإن غدرت فينا عهودكُم / من الذين همُ للعهدِ راعونا
في قبلة العشق أو ميدان حليته / نحن المصلون أو نحن المجلّونا
لا يقبس الوجد إلا من جوانحنا / ويستقي الدَّمع إلا من مآقينا
حمرٌ مدامعنا صفرٌ مناظرنا / سودٌ مذاهبنا بيضٌ نواصينا
لو كانَ في الألف منا واحد فدعوا / مَنْ عاشقٌ ظنهم إياه يعنونا
منذ اشْتغلنا بتكرار الغرام بكم / لم ينس خوف دروس العهد ماضينا
لكنكم وجلال الله يكلؤكم / تسترفضون جميلاً من توالينا
وتصرفون لأقوام عنايتكم / عنَّا وما قصرت عنكم مساعينا
هي الحظوظ فعشْ منها بما وهبت / ولا تقل عالياً عزمي ولا دونا
يعنى بذا دون هذا مع تماثله / وقسْ على ما تراه السين والشينا
همنا فإن يسلُ عن أسداء أنعمه / كفّ الفلان فإنَّ الدهر يسلينا
لله درّ فلان الدِّين من رجلٍ / يسرّ دنيا ويرضى بالتقى دينا
فتى يضاعف أثمان الرجاء لمن / سعى له ويراه بعدُ مغبونا
جذلان تحذف جمع المال راحته / حذف الإضافة في الأسماء تنوينا
نستمنح المال مكيولاً بأنعمه / وننظم القول في علياه موزونا
ويصبح المدح إلاَّ في مناقبه / كالبكر زوَّجها الأهلون عنينا
نعم الملاذ بجاهٍ أو نوال يدٍ / في حادثِ الدهر يحمينا ويروينا
كادت عطاياه أن تبقى معطلة / لأن نائلها لم يبق مسكينا
وكادَ من لطف ألفاظٍ محررةٍ / يردّ سائله المفتنّ مفتونا
يا جائل الطرف في السادات قف بحمى / من ليس يحتاج تعريفاً وتبيينا
لسنا نسميه إجلالاً وتكرمةً / وقدره المعتلي عن ذاك يغنينا
شمه تجد حاجباً من نور طلعته / لكنه لم يزل بالنجحِ مقرونا
وآمراً بنوال القاصدين فما / يزال فيهم رشيد الرأي مأمونا
تريك أقلامه في بحر راحته / فلكاً بما ينفع الآمال مشحونا
كأنَّها وهيَ بالألفاظِ مطربةٌ / قضبٌ تجيد عليها الوُرق تلحينا
في كفّ أبلج يلقى الجود مفترضاً / لدى علاه وحدّ العزم مسنونا
له نجومٌ من الآراء نعرفها / بصحة السعد لا حدساً وتخمينا
وفكرة ذات ألفاظ منوّرة / يكاد سامعها يجني البساتينا
من مبلغ العرب عن شعري ودولته / إنَّ ابن عبَّاد باقٍ وان زيدونا
حبرتها فيها زهراء المعاطف من / أغلى وأنفس ما يهدي المجيدونا
إذا رأيت قوافيها وطلعته / فقد رأت مقلتاك البحر والنونا
كأن ألفاظها في سمع حدسِها / كواكب الرجم يحرقن الشياطينا
يا ماجداً فاز بادينا وحاضرنا / به وأنجح قاصينا ودانينا
إن كانَ يزداد شيءٌ بعد غايته / فزادك الله في العلياءِ تمكينا
تحملوا من رياض الحسن أفنانا
تحملوا من رياض الحسن أفنانا / فأرسلت أدمع العشَّاق غدرانا
وهيَّجوا يوم سلعٍ من بلابلنا / لما أمالوا من الأعطاف أغصانا
عربٌ جلوا بظباهم من خدودهم / شقائقاً ومن الأبدانِ نعمانا
حلّو الفلا وعطت أجيادهم ورنوا / حتَّى أقاموا مع الغزلان غزلانا
واسْتوطنوا عقدات الرمل واحْتملوا / بين المآزر من يبرين كثبانا
ما كنت قبل تلافي من جفونهمُ / أظنُّ أن من الأسياف أجفانا
ولا تخيلت معنى السحر عندهمُ / حتَّى تقلَّب حبل الشعر ثعبانا
قالوا حكى الليل ما ضمته خمرهمُ / حتَّى نضوا فإذا بالفرقِ قد بانا
من أين لليل أصداغٌ معقربة / تردِي النفوس وتحييهنَّ أحيانا
وأينَ للبدرِ ألحاظٌ مفترة / يضرمنَ في مهجاتِ الناس نيرانا
كنَّا وكانَ لنا عيشٌ وأعقبنا / شجوٌ فيا ليت لا كنَّا ولا كانا
يا ساكني السفح لا ألجى تلونكم / فهذه أدمعي قد حلن ألوانا
أستغفر الله لم يذهب وفاً وندى / وفي الأنام كمال الدِّين مولانا
المالئ العين بشراً والأكف لهى / والقلب أبّهة والسمع تبيانا
والمانح المال مكيالاً لكثرته / والمستمدّ من الأمداح أوزانا
فاق الكريم على تقديم عصرهُم / فكانَ بسملةً والقوم عنوانا
وزاد فضلاً على فضلِ الجدود مضوا / فكان فاتحةً والقوم قرآنا
إذا تمثل أهل المجد همته / خرُّوا لعزَّتها صمًّا وعميانا
أكرم بها همم شبت عزائمها / فخلّ ما نقلوا عن معن شيبانا
صان الحمى بجيوشٍ من مهارقه / لما أقلَّ من الأقلام خرصانا
وزاد في رتب العلياء منزلةً / تلقى إذا عطشت للسحب أشطانا
ذاك الذي زاد من تبيان أوَّله / إذا تخيَّفت الأبناء بنيانا
كأنَّ راحته الحسنى وأنمله / بحرٌ يمدُّ إلى العافين خلجانا
يا من ركبت نجوم السعد أقصده / وما ركبت إليه الناس بُعرانا
شكراً لنعماك إن وفى حديث ثرى / شكر الرياض سفوح الودق هتانا
إنِّي سألت ندى كفيك ريَّ صداً / وما سألت ندى كفيك طوفانا
فاحْبس هباتك عني إنني رجلٌ / أخاف بغياً على نفسي وعدوانا
واغلق لهاك وإن زفت حدائقها / فحسبيَ الودّ جنَّات ورضوانا
أمَّرت شعري على الأشعار قاطبةً / حتى اتخذت لشعري فيك ديوانا
وعزّ قولي ولم أقصد بوافده / إلاَّ العزيز ولم أبذله مجَّانا
وقد تكثر حسَّادِي وأورثهم / نفاق لفظيَ في نادِيك أحزانا
فارْحم عداتي فإني قد رحمتهمُ / مما أرى منهمُ في الشامِ حرَّانا
تشكو العناء وما تعنو له فكري / فلا لحى الله إلاَّ قلب أشقانا
ودُمْ مدى الدهر تخزي شائناً ركدت / به الهموم وتعلو في الورى شانا
ما خفتُ في المدحِ من ذنبٍ أقارفه / فإنَّ في مدحِك المقبول غفرانا
أأحبابنا داركم والعيش نعمان
أأحبابنا داركم والعيش نعمان / والسفح دمعي ودار القلب حران
أشكو اشتياقاً وما بالوصل من قدم / كأن وصلي لفرط الحب هجران
وربما رمت أن أشكو السهاد إلى / عدل المنام وقلت النوم سلطان
كم في ملوك الورى فضل ومعرفة / كانوا ومثلك في ذا النحو ما كانوا
إن يمضِ كسرى فكم إيوان معدلة / لديك قد زانه يمن وإيمان
أمَّرت شعريَ يا خير الملوك على / أشعار قومٍ فلي أمرٌ وديوان
بي من بني الترك ساجي الطرف وسنان
بي من بني الترك ساجي الطرف وسنان / ما الصبّ منه معاذٌ وهو فتَّان
بي ضيق العين صانوه فقلت لهم / سمّ الخياط مع المحبوب ميدان
له من الحسن فنٌّ لا نضير له / وللعلا في العلى فنٌّ وأفنان
البحر علماً وجوداً جانسا صفة / فحبذا منه سيحان وجيحان
والوارث الفضل ممنوعٌ لسؤدده / مع العلوّ على السادات رجحان
يا سيِّداً جمعت لي من عوارفهِ / نعمى وعليا فأسرارٌ وإعلان
غلام بيتك في بيتي ثناً ووَلاً / كما يسرك حسان وسلمان
العبد يهدى على مقداره وعلى
العبد يهدى على مقداره وعلى / مقدار ساداتها تسدي يد المنن
قالت صحون حلاوات لجاحقه / هذي المكارم لا قعبان من لبن
يا صاحب السيف من ذهنٍ تزان به / لقد فخرت على سيف ابن ذي يزن
لأنف حاسدك الرغم الطويل فقد
لأنف حاسدك الرغم الطويل فقد / ظهرت يا ابن عليّ مظهراً حسنا
ما ذلك اللغز إلاَّ روضة أنف / تفاءل القلب فيه للحسودِ فنَا
تعجَّب الناس في صمتي وقد ذكرت
تعجَّب الناس في صمتي وقد ذكرت / سلمى وقالوا تسلَّى قلب هيمان
وحارَ دمعي في عيني فقال فتىً / أقسمت بالقدسِ ما ذي عين سلوان
إن أفقرتنيَ من صبرِي المهى فندا / قاضي القضاة عن السادات أغناني
للعلم والجود تاج إن أصغ مدحاً / فكم هداني إلى درٍّ وهاداني
وفي الولا والثنا كم قلتُ في مدحِي / ما بيت سلمان هذا بيت حسَّان
فليهنه العيد في عزٍّ وفي نعم / وللأنام بهِ والعيِ عيدان
لا فرقَ بين ضحايا أو عدًى نحرت / فإنَّ أعداه والأنعام سيَّان
أشعت حبِّيَ في القاصي وفي الدَّاني
أشعت حبِّيَ في القاصي وفي الدَّاني / وفي عذوليَ قد أطلقت فدَّاني
ثارَ إليَّ بلومٍ لا يلائمني / فصحّ لي إنما في العقل ثوران
ازْداد في حسن حبِّي إن عذلت جوى / كأنني من عليّ يوم إحسان
قاضٍ له شاهد إرث ومكتسبٍ / في الفضلِ يا حبَّذا قاضٍ وعدلان
يا قادماً وبليغ الجود يقدمه / فضلٌ وشهرهما أيضاً ربيعان
في الكسوة اليوم إن لم ألق مقدمه / فكم بأمثالها في الجود لاقاني
إن كانَ يحكيك إنسان به ملئت / عيني فلا ملئت عيني بإنساني
يا طائراً بالحمى يشدو على فتن
يا طائراً بالحمى يشدو على فتن / طوَّقت أنت رقاب الناس بالمنن
كأنها عن وزير الملك مخبرة / عن جابرٍ عن عطا عن سعد عن حسن
يهوى المعالي ولا يهوى ثراء يدٍ / كأنه النبع طلاَّعاً على القنن
يا خاتم الوزراء الأكرمين ويا / عزيز مصرٍ ويا سارٍ على السنن
حجبت عزَّا وتوقيراً وما حجبت / عنَّا أياديك في سرٍّ ولا علن
إن خانني الزمن المعروف في سببٍ / وخانني زمنٌ في الحلّ والقطن
فقد شفاني دوا نعماكَ منشدة / هذا بذاك ولا عتبٌ على الزمن
حاشا لوعدك أن يلويه نسيان
حاشا لوعدك أن يلويه نسيان / وحسن وجهك أن يعدوه إحسان
يا من وقفت عليه العين ساهرة / أقسمت لا صدّ عيني عنك إنسان
فيك التغزُّل والمدح المنظم في / محمدٍ فلشعرِي في الورى شان
كافي المناصب في سرٍّ ومشتهرٍ / فحبَّذا منه إسرار وإعلان
تهنّ بالعيد يا عيد العفاة ولا / زالت بسؤددك الأمداح تزدان
عمرت بيت ولاءٍ فيكَ أو مدَحٍ / حتَّى كأنِّي سلمانٌ وحسَّان
يجلّ ديوان مدحٍ أنت صاحبه / كما يجلّ بمدحِي فيك ديوان
أفدِي التي كلما حلّيتها صفة
أفدِي التي كلما حلّيتها صفة / كادت مراشف ذكراها تحلّيني
تقلي محبًّا وتشوي قلبه وندى / تاج الشريعة يدنيني وينشيني
لا يعدم المدح من قاضي القضاة لهىً / لا يدّعي حصرها نظم الدواوين
بقيَّة القوم مع قرب النجوم لهم / همّ بمالِ اليتامى والمساكين
في رتبتي علمهم والجود ثم لهم / فرط العلوّ ورجحان الموازين
ناسبت في كلِّ عامٍ من عوارفه / مواسمَ الفضل أرويها وترويني
ألعصر أقرأ تعويذاً لحاسده / من شرِّ حاسدها والعصر تقريني
قلْ للإمام الذي لولا عواطفه
قلْ للإمام الذي لولا عواطفه / ما كانَ في الشام لي عن مصر سلوان
أيام طمويه لي مستنزهٌ أنقٌ / وللمبشر قلب الصبّ حلوان
فإن يكن بدمشق اليوم لي وطنٌ / فكلّ أرضٍ لمدحي فيك أوطان
وإن يكن قد بكى جفن السحاب فقد / بكى من البرد لي أنفٌ وأجفان
فهل ببعض الفراجي اليوم تعتق لي / عتيقة لي بها في العمر أزمان
أميل خوف ازْدحام الناس تحطّمها / كأنني مثل بعض الناس سكران
لا زلت يا كعبة المعروف تمنحني / من كسوةٍ لي بها في المدح أركان
يا سيد الوزراء العادلين لقد
يا سيد الوزراء العادلين لقد / صيرت في منزلي للجوع إحسانا
لكن بنيَّ وإن كانوا ذوي عذرٍ / ليسوا من الصبرِ في شيءٍ وإن هانا
كأن ربك لم يخلق لمسغبةٍ / سواهم من جميع الناس إنسانا
قد طيروني وإن أخَّرت مطلبهم / طاروا إليكَ ذرافاتٍ ووحدانا
فأمر بما طلبوا لا شان بابكُم / بنوا للقيطة من ذهل ابن شيبانا
إن البراغيث قد باتت تشيبني
إن البراغيث قد باتت تشيبني / فبتُّ أحيي الدجى نسكاً وإيمانا
فلو رأيتهُم يستخرجون دمِي / رأيت أكثر خلق الله عدوانا
ضحوا بأشمط عنوان السجود بهِ / يقطِّع الليل تسبيحاً وقرآنا
لو آذتنيَ عذَّالي بحربهمُ
لو آذتنيَ عذَّالي بحربهمُ / إذ في التكاريش أصبحت هيمانا
إذاً لقام بمصرِي معشر حشن / عند الحفيظة إنْ ذو لوثةٍ لانا
قومٌ إذا الإيرُ أبدى ناجذيه لهم / طاروا إليه ذرافاتٍ ووحدانا
يا من به ارْتوت الآمال بعد ظموا
يا من به ارْتوت الآمال بعد ظموا / ومرَّ تحت صفيح اللَّحد ريان
لله يمن بلادٍ أنت ناظرها / فحبَّذا ناظرٌ فيها وإنسان
أحييت موتى الأماني بعد ما دفنت / فقل لنا أنت عيسى أم سليمان
فديت صيَّادة في البحر لاهيةً
فديت صيَّادة في البحر لاهيةً / بحسنها وعن السلوان تلهيني
تصيدني مثل صيد الحوت محرقة / لي بالقلا فهي تقليني وتشويني
رأيت في جلّقٍ غزالاً
رأيت في جلّقٍ غزالاً / تحار في حسنه العيون
فقلتُ ما الاسم قال موسى / قلت هنا تحلق الذقون
زادت محاسن سلطان الورى حسن
زادت محاسن سلطان الورى حسن / إسماً وفعلاً وفاق السرّ والعلن
وقيل أحسنها ماذا فقلت لهم / وما محاسن شيء كله حسنُ
عذراً لجاجتي المهدي لأنعمكم
عذراً لجاجتي المهدي لأنعمكم / يا خجلتي منه في سرٍّ وفي علن
لكل قاصر علم عنه لمحته / رأيٌ يفرق بين الماء واللبن