المجموع : 281
بكى لك العاليان القدر والهمم
بكى لك العاليان القدر والهمم / والماضِيانِ سنانُ الرأي والقلم
والوقت أغيد في أعطافِه ميد / والعز أصيد في عرنينه شمم
والعقل يثني عليه الركب وا أسفاً / للعقل يثني عليه الأينق الرّسم
والفضل ما بين موروثٍ ومكتسب / فحبذا هو نعتٌ لازم وسم
يا غائباً أظلمت دار لغيبته / وهكذا البدر تدجو بعده الظلم
يا من يعزُّ علينا أن نفارقهم / وجداننا كلُّ شيءٍ بعدكم عدم
رحلتَ عن عادميْ صبرٍ وما قدروا / أن لا تفارقهم فالراحلون همُ
من للرئاسة فيها الجدّ أجمعه / وللسياسة فيها الصفح والنّقم
من للوقارِ أمام الحجب يحجبه / وللفخار أمام الشهب يبتسم
من للسطور على صحف معذرة / تكاد بالقلبِ قبل الثغر تلتثم
من للحمى كفّ سارٍ كف قاصده / سرًّا وجهراً فلا عُرب ولا عجم
مضى وغير عجيبٍ أن يقال مضى / فإنما هو عضبُ الملَّة الخذِم
نحْ يا حمام مع الباكي على غصنٍ / رطبٍ وقف بحمىً لم يعفه القِدم
أذكرتنا فقد يحيى يا محمده / وللجراح على آثارها ألم
ماذا تركت لأرض الشام من أسفٍ / إذا تذكّرت الأنسابُ والشيم
ماذا تركت بمصر من حقيقِ جوىً / يا ذا الشبيبة حتَّى آذها الهرم
لهفي على واجدٍ في العزمِ منفرد / كانت تقرّ لمسعى سعده الأمم
لهفي على قلم يهتزّ ثابته / في مهرق خافق الأعلام قد علموا
عطَّلتَ هذا وهذا إذ رحلت وقد / خاب الرجاء فلا بانٌ ولا علم
لهفي على أسطرٍ سار البريد بها / تحت الظلام وفيها الكلم والكلم
والخيل والليل والبيداء شاهدة / والضرب والطعن والقرطاس والقلم
لهفي على بيت فضلٍ كانَ من زنة / في الشملِ وهو كبيت الشعر منتظم
رماه بالنقص والأحزان حرف ردى / مغير فهو منقوص ومنثلم
لهفي على البدرِ منكم يا بني عمر / لا تستطيع نداه الأنجمُ الخدم
هوت معاليه حيث العمر مقتبلٌ / والسعد جار وأكناف العلى حرم
والوجه ريَّان من ماءيْ حياً وضياً / حتَّى يكاد على الأعطاف ينسجم
ما زال للسرِّ قبر في جوانحه / حتَّى أتى القبر والأسرار تزدحم
بمثله يفخر الملك العقيم على / ماضٍ وأن النسا عن مثله عقم
عمري لقد صرخ الناعون في رجبٍ / فأسمعَ النوح شجواً من به صمم
وبالغ الحزن فينا ثمَّ صبرنا / أن الطريق إلى أحبابنا أمم
مضى الأنام على هذا وساق بهم / حادِي الردى وسنمضي نحن إثرهم
والمرء في الأصل فخار ولا عجب / إن راحَ وهو بكفِّ الدهر منحطم
وللمنيَّة فخّ من هلال دجى / شهب البزاة سواء فيه والرخم
قل للذي هزمت شحاً كتائبه / هل فاته من جيوش الموت منهزم
سقا ضريحك رضوانٌ ولا برحت / تنهلُّ نافعة في تربكَ الدّيم
حتَّى تنوّر أرض أنت ساكنها / نوراً ونوراً ويزهى القاع والأكم
ودامَ للناسِ باقي البيت ينشده / إذا سلمتَ فكل الناس قد سلموا
سقا زمان الصبا يا منزل الهرم
سقا زمان الصبا يا منزل الهرم / دمٌ من الدمع أو دمعٌ من الدِّيم
يا نيل مصر ودمعي لا يحلّ بكما / عهد الوفاءَين من جارٍ ومنسجم
كراحتيْ علم الدين الأمير إذا / لاقى الرَّجا بمضيّ البشر مبتسم
ذو الرأي والعزم والهيجاء مسبعة / والعلم والحلم والمعروف والكرم
وفارس الجيش كالعنوان تقدمه / والصَّف كالسطر والخطيّ كالعلم
أكرم به وأبيه قبله فلقد / توارثا شيماً ناهيك من شيم
نصرتُ في حرب أيامي بهم فأنا / في جنَّةٍ تحت ظل السيف والقلم
نعم الإمام الذي بالخصبِ شملها
نعم الإمام الذي بالخصبِ شملها / ممالكاً وأناسيًّا وأنعاما
يا واحد العصر إنْ علماً وإنْ كرماً / هنئت بالدهرِ إنْ شهراً وإنْ عاما
وبالأهلَّة أمثال الشفاه دنت / للثم كفّ تعمُّ الخلق إنعاما
تهدِي السعود إلى بحر العلوم فما / يلام زورقها في البحرِ إن عاما
لا زلت بالحال أهنا ما أكون به / وقبلها كنت للأحوال أنعى ما
أبا البقاء أطال الله في نعم
أبا البقاء أطال الله في نعم / لك البقاء وفضلاً ليس نعدمه
يا من له نسبٌ عالي السنا وحمًى / رحبٌ ومدح كوشي الروض نرقمه
ما أحسن البيت من علياك متسقاً / أثني عليه وآويه وأنظمه
أشبعت أكباد أولادي وأعينهم
أشبعت أكباد أولادي وأعينهم / من الشوا ولقد كانوا ذوي قرم
حتَّى لقد حسدوا جيران بابكمُ / وقيل بشراكُم يا جيرة العلم
لقد عرفتُ تجنّيها كما عرفت
لقد عرفتُ تجنّيها كما عرفت / يدُ الجواد ابن قطب الدين بالكرم
يا من تقلدت من إحسانه منناً / أحيت رجائي كما يرجو ذوو نعم
إن كانَ برّك أضحى ملءَ كلّ يدٍ / فأن شكرك والسؤَّال لا تلم
كذا تكون الكفاة السائدون فلا / منعٌ ولا جانبٌ للحقّ مهتضم
جند العساكر في جند يجهزه / ونعم جند الدّعا حُنْدس الظلم
يا فاتكاً خدّه لي شامتاً بدمي
يا فاتكاً خدّه لي شامتاً بدمي / في ألف حلّ من الشكوى وفي حرم
خصصّت فيك بسهدي والدموع كما / خصّ ابن جاديك بالتقوى وبالكرم
وبالجميلين من خَلقٍ ومن خُلقٍ / وبالجليلين من حكمٍ ومن حِكم
وبالسعادة في دنيا وآخرةٍ / وبالسّيادة في عُربٍ وفي عجم
ويا أخا الفضل في الدارين يجمعها / حمداً وأجراً ففز في ذا وذا ودُم
يا ظاهر القول والأفعال علَّمه / بالخير من علّم الإنسان بالقلم
جاورتُ مدحك بالمدح أحتوى علماً / فحبّذا أنتم يا جيرَة العلم
يا رُب ضيفان قوم جلد هامته
يا رُب ضيفان قوم جلد هامته / جلد على الطارق الطاري من الأدم
إذا رأى الدلوَ فوق الرأس أنشده / ضيفٌ ألمّ برأسي غير محتشم
للصاحب العلميّ الذكر نور ثناً
للصاحب العلميّ الذكر نور ثناً / أشهى وأشهر من نارٍ على علم
قالت تواقيعه أوقات جلسته / سبحان من علم الإنسان بالقلم
قالت جرايةُ خبزٍ لي سأنقلها
قالت جرايةُ خبزٍ لي سأنقلها / في مصر من حرمٍ وافٍ إلى حرم
هل يعلم اللّحم أني بعد نقلته / ما سرتُ من علمٍ إلا إلى علم
أعمال برك في حلي امتداحك يا
أعمال برك في حلي امتداحك يا / عليّ سيارةٌ بين الأقاليم
في خنصر العدّ أو جيد الرجاء بها / خير القلائد أو خير الخواتيم
يا من بإمداحه اشترينا
يا من بإمداحه اشترينا / أموال كفيّه في الأنام
هانت عليك اللهى فأضحت / تباع في الناس بالكلام
عمري لقد زهت الأمصار حين محى
عمري لقد زهت الأمصار حين محى / عليّ عنها دياجي الظلم والظَلم
إذا برى قلماً قالت ممالكها / يا بارئ النسم احرس باريَ القلم
لجود قاضي القضاة أشكو
لجود قاضي القضاة أشكو / عجزي عن الحلو في صيامي
فالقطر أرجو ولا عجيبٌ / ألقطر يرجى من الغمام
مولاي هنئتَ فرداً في الشهور كما
مولاي هنئتَ فرداً في الشهور كما / في الناس فرداً دعاك العلم والكرم
إصغي إلى مدحٍ لي فيك سائرةٍ / قد أسمعت كلماتي من به صمًم
لاح الإمام لطلاّب الّلهى علماً
لاح الإمام لطلاّب الّلهى علماً / وماس باناً على أدراجه القلم
فقل لمن سار للآمال يقصدها / يا ساريَ القصد هذا البان والعلم
عش يا محمد في الدارين متصلاً
عش يا محمد في الدارين متصلاً / حمداً وأجراً وفز في ذا وذا ودُم
جاورت مدحك بالمدح احتوى علَماً / فحبذا أنتم يا جيرة العلم
يا سيدي يا فلان الدين لا برحت
يا سيدي يا فلان الدين لا برحت / سوائم القصد ترعى تحت ظلكم
كانت أياديكمُ قدماً تواصلنا / والآن أحوج ما كنا لوصلكم
قد أسرج الشيب في فودي وألجمني
قد أسرج الشيب في فودي وألجمني / عما أعانيه من نقضٍ وإبرام
فما التغافل عن شأن الرحيل إلى / دار البلى بعد إسراج وإلجام
العيد أنت وهذا عيدنا الثاني
العيد أنت وهذا عيدنا الثاني / ما للهنا عن قلوب الخلق من ثاني
عيدانِ قد أطربا ملكاً فراسلها / بمطرباتٍ من الأقلام عيدانِ
فاهْنأ به وبألفٍ مثله أمماً / وأنتما في بروجِ السعد إلفانِ
مفطّراً فيه أكباد العدَاة كما / فطرت أفواهَ أحبابٍ بإحسانِ
في عمر نوح لأن الفال أفهمنا / لما أتى جودك الأوفى بطوفانِ
تجرِي بأمداحك الأقلام نافذة / بالمبدعات لأسماعٍ وآذانِ
يا ناصر الدِّين والدنيا لقد نفذتْ / أقلام مدحك في الدنيا بسلطانِ
مقام ملكك في عزٍّ ومنتسب / كسرى بنسبته من آل ساسانِ
فضلته بأوانينٍ ومعدلةٍ / زادت فكيف بتوحيدٍ وإيمانِ
لك المفاخر في عجمٍ وفي عربٍ / وهيبة الملك في إنسٍ وفي جانِ
فلا حسود لشان قد بلغت فقد / عظمتَ عن حاسدٍ فيه وعن شاني
وهل يقايس بهرام الزمان بمن / علا على قدر بهرامٍ وكيوانِ
وهل يماثل بالنعمان ذو خدمٍ / له على كلّ بابٍ ألفُ نعمانِ
دانت لك الخلق من بدوٍ ومن حضر / وفاضَ جودك في قاصٍ وفي داني
هذي المدائن من أقصى مشارقها / لمنتهى الغرب في طوعٍ وإذعانِ
والسدّ تسرح أسراب الوحوش به / بالأمنِ ما بين آسادٍ وغزلانِ
لا تقطع الطرق عن سارٍ إلى بلدٍ / إلا منازه أنهار وغدرانِ
إن يسم سلطان مصرٍ في حمى بلدٍ / تزجف على أنَّها آذان حيطانِ
كأنَّ جودك قد قالتْ سوابقه / الأرض ظلِّي وكلّ الناس ضيفانِ
نعم لك الملك موروث ومكتسب / وفى وزاد فنعم البانُ والباني
زادت أياديك عن حدِّ القياس فما / ألفاظ قسٍّ وما ألفاظ سحبانِ
لو تسأل الشهب عن علياء أسرته / ألفيته جازَ عنها منذ أزمانِ
محمد قد نشا في حجره حسنٌ / وقصر الحظّ بي عن لفظ حسَّانِ
ولكنه بالوَلا والنظم أرشدني / حتى لحقت بحسَّانٍ وسلمانِ
له بشعريَ إمساكٌ بمعرفةٍ / وفي البسيطة تسريحٌ بإحسانِ
وأمسك الضعف نطقي برهة فرقى / بالمدحِ منظر ما قد كانَ أولاني
ضعفٌ تضاعف في فكري وفي بدني / حتَّى تحيف إسراري وإعلاني
وعطلتني عن الأوزانِ أنظمها / مدحاً وما عطلت جدواه ميزاني
إن أمتدحه بشعري أو بكسوته / فسوف تمدحهُ في التربِ أكفاني
كفَّان في الجودِ جادتْ لي جوائزها / وكانَ خير سماع الشعر كفاني
وقدمتني على الأقران ذو نعم / حتَّى جدعت به أنف ابن جدعانِ
وقالَ قوم بما قد نلت تقدمة / فقلت مذ أمر السلطان ديواني