المجموع : 244
إني خطوت إليك الناس كلهم
إني خطوت إليك الناس كلهم / ولم أزر سوقة منهم ولا ملكا
خَفْ يا كريمُ على عِرضٍ يدنسُهُ
خَفْ يا كريمُ على عِرضٍ يدنسُهُ / مقالُ كلِّ سيفهٍ لا يقاسُ بكا
اِن الزجاجةَ مهما كسرِتْ سُبِكَتْ / وكم تكَسَّرَ دُرٌّ ثم ما سُبِكَا
حويت ريقاً نُباتياً حلا فَغَدَا
حويت ريقاً نُباتياً حلا فَغَدَا / ينظِّمُ الدرَّ عِقداً من ثَنَايَاكِ
وما رأى الناس من قبلي واِن شرفوا
وما رأى الناس من قبلي واِن شرفوا / واُكرموا آدميّاً زارهُ فَلَكُ
وما مشى البحر جيَّاشاً إِلى أحدٍ / ما نال ذلك ذو فضلٍ ولا مَلِكُ
يُثني بفضلك قطب الدين كل وغىً / وكل محْلٍ وأمرٌ مُسْكلٌ لبِكُ
مُيِّزتَ من بين هذا الخلق كلهم / حتى كأنك فيما بينهم مَلَكُ
وما اصطفاك اِمام العصر عن عَبثٍ / تلفى ومن هداه الهدى والرأي مرتبك
لكن رآكَ هُماماً في مَطالبِهِ / يثني بما نلته نادٍومُعْتركُ
تلوي الوعيد ووقد السُّخط محتدمٌ / وفي المكارم لا لاوٍ ولا مَعِكُ
فعشت ما غردت ورُقْ الحَمام وما / هَفا بقادمتيه الطَّائرُ السُّلَكُ
تنضو ملابس أعْيادٍ وتلبسها / تبني المعالي وللأعداءِ تحْتنكُ
ما أدَّعي فيك ما حُبِّي يُنَمِّقهُ
ما أدَّعي فيك ما حُبِّي يُنَمِّقهُ / الحَيُّ أعْلَمُ بالمجدِ الذي فيكا
كيم خيَّب الدُجنُ من يرجو القطار به / ولم يخْب مِن ندى كفَّيكَ راجيكا
فخارُ كل فخورٍ فيك جُملَتهُ / فكل مُثْنٍ على الأمْجاد يَعْنيكا
فلا ترُعْك خُطوبٌ كنت فارسَها / فانَّ أفْعالك الحُسنى تُنَجِّيكا
لا زلْتَ يابن طِرادٍ في بُلَهْنيةٍ / من النَّعيم ورَبُّ العرش يحميكا
إذا اشتملتُ على شمسٍ وبدر دجىً
إذا اشتملتُ على شمسٍ وبدر دجىً / يُهْدى به الركب أنَّى وجهةً سلكوا
فمن دعاني قميصاً باتَ يَظْلمُني / وإنما أنا لو أنصفْتُمُ فَلكُ
كل الكلام الذي يبدو وكل سنا
كل الكلام الذي يبدو وكل سنا /
يفني سريعاً وفقر هكذا وغنى /
فاحفظ مقالي وخل عنك فرط عنا /
الملك لله من يظفر بنيل منى / يردّ قسراً ويضمن دونه الدركا
إني رضيت فلم أحفل بمسئلة /
أمر المهيمن يجريه بمعدلة /
حتى قنعت برزق منه لي صلة /
لو كان لي أو لغيري قدر أنملة / من البسيطة كان الأمر مشتركا
وَذات شَجوٍ أَسالَ البينُ عَبرتَها
وَذات شَجوٍ أَسالَ البينُ عَبرتَها / قامَت تُوَمِّلُ بالتَفنيدِ اِمساكي
لَجَّت فَلَمّا رأَتني لا أُصيخُ لَها / بَكَت فَأَقرَح قَلبي جَفنُها الباكي
قالَت وَقَد رَأَت الأَجمالَ مُحدجةً / وَالبينُ قَد جمعَ المشكوَّ وَالشاكي
مَن لي إِذا غبت في ذا العامِ قُلتُ لَها / اللَهُ وابنُ عبيدِاللَه مولاكِ
لا تَجزَعي بانجاس الغَيث عنك فَقَد / سَأَلتُ نَوءَ الثريّا صوب مَغناكِ
أَما كَفاكَ تَلافي في تَلافيكا
أَما كَفاكَ تَلافي في تَلافيكا / وَلَستَ تَنقِمُ إِلّا فَرطَ حُبيكا
يا مُخجِلَ الغُصنِ ما يَثنيك عَن مَلَلٍ / هَوىً وَكُلُّ هَواءٍ هَبَّ يَثنيكا
أَصبَحتُ لِلقمر المأسور في صَفَدي / أَسرٍ وَللرَشإِ المَملوك مَملوكا
أَبيتُ أَغبِطُ فاهُ طيبَ ريقته / لَيلاً وَأَحسُدُ في الصُبحِ المساويكا
يا حامِلَ الراحِ في فيهِ وَراحَتِهِ / دَع ما بِكَفّك روحُ العَيشِ في فيكا
أَلَيسَ سِرُّكَ مَستوراً عَلى كَلَفي / فَما يَضرُّكَ أَن أَصبَحتَ مَهتوكا
وَفيم تغضب إِن قالَ الوُشاة سَلا / وَأَنتَ تَعلَمُ أَنّي لَستُ أَسلوكا
لا نِلتُ وَصلك إِن كانَ الَّذي زَعَموا / وَلا سَقى ظَمأي جودُ ابنِ رُزّيكا
هادي الدعاة أبي الغاراتِ خير فَتىً / أَدنى عَطيّاتِه أَقصى أَمانيكا
القاتِل الألف يَلقاهُم فَيغلِبُهم / وَالواهبِ الأَلف تَلقاه فَيُغنيكا
يا كاشِفَ الغُمّةِ الكبرى وَقَد نَزَلَت / بشعب شَمل العلا لَولا تلافيكا
بَرّزتَ سَبقاً فَما داناك في أَمَدٍ / خَلقٌ قَديماً وَلا خَلقٌ يُدانيكا
أَرت مَساعيك سُبلَ المَجدِ جاهِلَها / فَلَو سَعى كانَ أَيضاً مِن مَساعيكا
يَخافُكَ المَلِكُ ناءٍ عَنك مَنزِلَهُ / وَيُقتِرُ المَرءُ عَن بُعدٍ فَيَرجوكا
يَشكو إِلَيكَ بَنو الآمال فَقرُهُمُ / فَينثَنون وَبَيتُ المالِ يَشكوكا
وَفَيلَقٍ يَملأُ الأَقطار ذي لَجَبٍ / يُضحي له ثابِتُ الأَطوادِ مَدكوكا
مَن كُلَّ أَغلب تَلقى عِرضَه حَرَماً / موفَّراً وَتُلاقي المالَ مَنهوكا
سَنَّ الحَديدَ عَلى كالماءِ شَيَّعَهُ / مِثلُ الحديدِ بَراهُ اللَهُ فِتّيكا
صُمٌّ عَن الذامِ لا يأتون داعيَهُ / فان دَعَوتَ إِلى حَربٍ أَجابوكا
بَعثتَهم نَحوَ جَيش الشِرك فاِنبَعَثوا / يَرَونَ أَكبرَ غُنمٍ أَن أَطاعوكا
ساروا إِلى المَوتِ قُدماً ما كأَنَّهُم / رأوا طَريقَ فرارٍ قَطُّ مَسلوكا
فأَوردوا السُمرَ شُرباً مِن نُحورهم / وَأَوطَؤوا الهامَ بالقاعِ السَنابيكا
ضَرباً وَطَعناً يَقُدُّ البيضَ مُحكمةً / وَيَخرُقُ الزَرَدَ الماذيَّ مَحبوكا
وَباتَ في كُلِّ صَقعٍ مِن دِيارِهُمُ / نَوحٌ عَلى بَطَلٍ لَولاكَ ما شيكا
أَمسوا مُلوكاً ذَوي أَسرٍ فَصبَّحَهُم / أُسدٌ أَتَوك بهم أَسرى مَماليكا
وَلَم يَفتهم سِوى مَن كانَ مَعقِلُهُ / مُطَهَّماً حَثّهُ رَكضاً وَتَحريكا
يا كَعبَة الجودِ إِنَّ الفَقر أَقعَدَني / وَرِقّةُ الحال عَن مَفروضِ حَجّيكا
قَد جادَ غاديك لي جَوداً وَأَطمعني / سَماحَةٌ فيك في اِستِسقاء ساريكا
مَن أَرتَجي يا كَريمَ الدَهر تَنعَشُني / جَدواه إِن خابَ سَعيي في رَجائيكا
أَأَمدَحُ التُركَ أَبغي الفَضلَ عِندَهُمُ / وَالشِعرُ ما زالَ عند التُرك مَتروكا
أَم أَمدَحُ السوقَة النَوكى لرِفدِهمُ / واضيعتا إن تَخطَّتني أَياديكا
لا تتركنّي وَما أَمَلَّتُ في سَفَري / سِواكَ أَقفِلُ نَحوَ الأَهل صُعلوكا
أَرى السِباخَ لَها ريٌّ وَقَد رَضيَت / مِنكَ الرِياضُ مُساواةً وَتَشريكا
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني / انعَم صَباحاً عَلى بِلاكا
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى / لَم يُطِعِ اللَهَ مَن عَصاكا
في خَيرِ دينٍ وَخَيرِ دُنيا / مَنِ اتَّقى اللَهَ واتَّقاكا
رَضيتُ فيكَ الضَنى إِن كانَ يُرضيكا
رَضيتُ فيكَ الضَنى إِن كانَ يُرضيكا / وَكُلُّ ما عَزَّ عِندي هَيِّنٌ فيكا
إِنّي لأَستَعذِبُ التَعذيبَ فيكَ فَلا / أَسلو وَأَهوى تَلافي في تَلافيكا
ما الوَردُ إِلّا الَّذي خَدّاكَ مَنبِتُهُ / وَلا المُدامَةُ إِلّا الريقُ من فيكا
وَلَيسَ بابِل إِلّا مُقلَتاكَ وَلا / يُهدى لَنا الغُصنُ إِلّا مِن تَهاديكا
يا لائِمي إِنَّ دَمعي في هَوايَ لَهُ / يُطيعُني غَيرَ أَنَّ القَلبَ يَعصيكا
لا تَطلُبِ الصَّبرَ مِن قَلبي فَتَظلِمَهُ / فَما أَرى مَسلَكاً في الحُبِّ مَسلوكا
أَمسَيتُ أَملِكُ مَن في الحُبِّ يَملِكُني / فَمَن رَأى مالِكاً في الحُبِّ مَملوكا
أُبدي التَذَلُّلَ إِذ تُبدي التَدَلُّلَ لي / تُحيي وَتَتبَعُ ما يَحيى يُحَيّيكا
بِسَيفِ لَحظِكَ دَمعي لَم يَزَل بِدَمي / في صَحنِ خَدِّيَ مَسفوحاً وَمَسفوكا
سَيفُ اللِّحاظِ وَرُمحُ القَدِّ قَد فَتَكا
سَيفُ اللِّحاظِ وَرُمحُ القَدِّ قَد فَتَكا / فينا وَلَم يَخشَيا بَأساً وَلا دَرَكا
تَبارَكَ اللَهُ كَم مِن أَدمُعٍ سَفَحا / حُزناً وَكَم مِن دَمٍ مِن عاشِقٍ سَفَكا
وَأَيُّ قَلبٍ ثَوى ما بَينَ ضَربِ ظُبىً / وَطَعنِ سُمرِ قَناً يَوماً وَما هَلَكا
يا مُنبِتاً سَمهَرِيّاً في كَثيبِ نَقاً / لِواؤُهُ لَيلُ صَبٍّ وَالسِنانُ ذَكا
يُقِرُّ يَعقوبُ لي بِالحُزنِ فيكَ كَما / يُقِرُّ يوسُفُ بِالحُسنِ البَديعِ لَكا
ما ضَرَّ مالِكَ قَلبِ المُستَهامِ بِهِ / لَو كانَ يَعدِلُ يَوماً في الَّذي مَلَكا
لَم يَترُكِ السُقمُ مِنّي غَيرَ ما شَبَحٍ / وَلَيتَهُ كانَ يَرثي لِلَّذي تَرَكا
وَلا شَكَوتُ الَّذي فيهِ أُكابِدُهُ / إِلى عَذولِيَ إِلّا رَقَّ لي وَبَكى
وَإِن بَكَيتُ لَدى مَن قَد كَلِفتُ بِهِ / لِما أُعانيهِ مِن وَجدٍ بِهِ ضَحِكا
يا عاذل الصب في بكاء
يا عاذل الصب في بكاء / بالله ساعفه في بكائك
فانه ما بكى وحيدا / على بني المصطفى أولئك
بل انما قد بكت عليهم / الانس والجنِّ والملائك
أبا الحسين برغمي إن أزورك من
أبا الحسين برغمي إن أزورك من / فج عميق ولا أحظى بلقياكا
لكن يهون عندي الخطب أني قد / شاهدت مذ فاتني معناك مغناك
ابا الامين لقد شرَّفت مفتقرا
ابا الامين لقد شرَّفت مفتقرا / إليك مغناه عن معناه اغناكا
وأنت أنى بك انصاعت ركاب نوى / ما فات معناك من أحشاه مغناكا
فسطاط يحيى علت مجدا سرادقه
فسطاط يحيى علت مجدا سرادقه / ومدَّ اطنابه العلياء للفلك
شبهته وهو في زي السماء حلى / بالافق والشمس فيه طلعة الملك
يا احرف الخط خط التلغراف لقد
يا احرف الخط خط التلغراف لقد / اجريت حقا فيا لله مجراكي
حيث ارتمى عنك ملفوظا بغير فم / لسانه النصل وهو الصامت الحاكي
سهم أصاب وراميه بذي سلم / من بالعراق لقد ابعدت مرماكي
فسطاط يحيى علت مجدا سرادقهُ
فسطاط يحيى علت مجدا سرادقهُ / ومدّ أطنابه العلياءَ للفلكِ
كأنه وهو في زي السماء حلى / أفق به تتجلى طلعةُ الملكِ
هنيت يا عيد في سعد الملوك ومن
هنيت يا عيد في سعد الملوك ومن / قد ذاع عرف نداه عابقا وذكا
مليك يمن واداء وبذل ندى / حوى حلوما وآداب العلا وذكا
من وكف كفٍّ له الخضراءُ عاشبةٌ / للفخرِ حازت وباهت فيه إذ ملكا
مطهرُّ الذيلِ لم يذكر بشائبة / منذ نشا في حلوم خلته ملكا
ومن به قامة الحدباء اعتدلت / وكم بهمته العليا لها درَكا
ما غابَ عن ذهنهِ الوقادِ خافيةً / فكم غوامض من أحوالِها دركا
له سعودٌ أضيفت للإله علا / قد جاوزت في الترقي يا لها فلكا
غيثٌ بيومِ ندا غوث ليوم وغى / فكم جحافل في تدبيرهِ فلكا
كم صام غيري ولم يفطر بطائلة / وفطرتي الدر في أمداحهِ سلكا
فاهنأ أبا أحمد في العبد مرتقيا / فأنت ممن طروق العدل قد سلكا
فيا مريدَ الملوكِ الصيد قاطبة / فليس قلبي بأمداحي بكم شركا
لا زلت ترقى إلى أوج العلا درجا / بسلم العدل يا من رقنا ملكا
يا ناقِلاً خَبرَ الأَجوادِ مُتَّبِعاً
يا ناقِلاً خَبرَ الأَجوادِ مُتَّبِعاً / آثارَ فِعلِهمُ في كُلِّ ما سَلَكُوا
إِذاَ سَأَلتَ عَنِ الدُّنيا وَوَاحِدِهَا / فَقُل دِمَشقُ وموُسَى الأَشرَفُ المَلِكُ
المُستَنيرُ سَناً والَّيلُ مُعتكرٌ / والمُستَشيطُ سَطَاً والخَيلُ تَعتَرِكُ
مَلكٌ تَبَرُّيَمينُ الُمقسِمينَ إِذاَ / قالوا بِغيرِ ارِتيابٍ إِنَّهُ مَلَكُ
يُخفِي الصنَّيعةَ لُطفاً وهي ظاهِرةٌ / ويَستُرُ البِرَّ عَفواً وَهوَ منُهتِكُ
راقَت صفاتُ مَعَالِيهِ فَلَيسَ غَلا / مَن قالَ إِنَّ السهُّا من دوُنِها دَركُ
تَوَدُّ شُهبُ الدُّجَىَ حُباً لأخمصِهِ / وَوَطئِهِ لَو رَماها في الثرَّى الفَلَكُ
تَناقضَت رَاحتاهُ فهي يَومَ وغَىً / في الَفتكِ غُرٌّو في الآراءِ مُحتنِكُ
قَد أَسعدَ اللهُ مَن أَمسَى بِراحَتهِ / في الحادِثاتِ بِحَبلِ اللهِ يَمتَسِكُ