القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 281
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي / وا حيرتي بين أفعال وأسماء
إن كان قلبك صخراً من قساوته / فإن طرفَ المعنى طرفُ خنساء
ويحَ المعنى الذي أضرمتِ باطنه / ماذا يكابد من أهوالِ أهواء
قامت قيامة قلبي في هواكِ فإن / أسكتْ فقد شهدتْ بالسقمِ أعضائي
وقد بكى ليَ حتَّى الروضُ فاعتبروا / كم مقلةٍ لشقيق الغصن رمداء
وأمرضتني جفون منكِ قد مرِضتْ / فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
يا صاحبيّ أقلاّ من ملامكما / ولا تزيدا بهذا اللوم إغرائي
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمةٌ / كما تبسَّم عجباً ثغر لمياء
والأرض ناطقةٌ عن صنع بارِئها / إلى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
فما يصدكما والحالُ داعيةٌ / عن شربِ فاقعةٍ للهمِّ صفراء
راحاً غريتُ بريَّاها ومشربها / حتَّى انتصبت إليها نصب إغراء
من الكميت التي تجري بصاحبها / جريَ الرهان إلى غايات سرَّاء
سكراً أحيطتْ أبارِيقُ المُدامِ بهِ / فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
من كفِّ أغيد يحسوها مقهقهةَ / كما تأوَّد غصنٌ تحت ورقاء
حسبي من الله غفرٌ للذنوبِ ومن / جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
ملكٌ يطوّق بالإحسان وفد رجا / وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضارِ وهذا بالحديد فما / ينفكُّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داعٍ لجود يدٍ بيضاء ما برحتْ / تقضي على كلِّ صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا / حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقدُ الله نوراً من سعادتِه / فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورتْ آل ذبيانٍ حماهُ لما / ذمُّوا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دَعْ حملاً / يومَ الهباءة لم يقصدْ بدهياء
ولو رجا المشتري إدراكَ غايتِه / لدافعته عصاً في كفِّ جوزاء
ما زال يرفع إسماعيلُ بيت علًى / حتَّى استوتْ غايتا نسل وآباء
مصرّف الفكر في حبِّ العلومِ فما / يشفى بسعدى ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرماً / كأنَّهنَّ نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلمِ كاتبةٌ / إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عامٍ سحبُ راحته / عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي إذا استكثرت عائلةً / فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعرٍ فيه واتخذت / عليَّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتِه / أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّرُ اللفظ لكنْ غر أنعمهِ / قد صيرتنيَ من بعض الأرقاء
أعطي الزكاةَ وقدماً كنتُ آخذها / يا قرب ما بين إقتاري وإثرائي
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ / لولاهُ لو يطو نظمي سمعةَ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ / لجبرِ قلبي تلقاني بإصغاء
يا جابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ / فبيتُ حاسدِها أولى بإقواء
مشتْ على مستحب الهمز مصميةً / نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة / كأنَّ في كل بيتِ وجهَ حوراء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء / وليلةٍ قبلها كالثغر غراء
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني / لنور عيش ومن نورٍ لظلماء
ما أنتِ إلا زمانُ العمرِ مذهبةٌ / بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زَهرةٍ بالحسن مشرقةٍ / بليتُ من عاذلي فيها بعوَّاء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من / لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يا ربَّ طرفٍ ضريرٍ عن محاسنها / وربَّ أذنٍ عن الفحشاء صمَّاء
وربَّ طيفٍ على عذرٍ يؤوبني / بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبتُّ أرشفُ من فيهِ وقهوتهِ / حِلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى / فيا لَهُ صالحاً يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة / لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقةٌ ما كأني يومَ فرقتِها / إلا على آلةٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبِّ إلا أنني بسرى / ذكرِ الصبابةِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي يسلسله / تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوَّع الحبّ قلبي في تلهبهِ / وصرَّحَ الدَّمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ ما زالَ من وصل شفيتُ به / من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارتْ صدغها قبلٌ / كأنَّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب / إذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى إذا ضاء شيب الرأس بتّ على / بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرةَ الكأس عني أن لي شغلا / عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنها / عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر / وكيف لا وهو من طين ومن ماء
وإنما لعليّ في الورى نعم / كادت تعيد لهم شرخ الصبى النائي
وراحةٌ حوَت العليا بما شملت / أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة إذا أعيا الورى فطناً / حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى / أقدامه الراءُ قبل التاء والباء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها / لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوّته / وطالبِ العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رِفقه حجراً / مسته في حالتيهِ ألفُ سرّاء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت / به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامت لنصرة خير الأنبياء ظبا / أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ / آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا / ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفوناً في صباح وغى / ومالئين جفاناً عند إمساء
مضوا وضاءَت بنوهم بعدهم شهباً / تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ / في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقيّ الدين صبح هدًى / يملي وإملاؤه من فكره الرَّائي
يجلو الدّياجيَ مستجلى سناه فلا / نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغرّ يسقي بيمناه وطلعته / صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدُعاً / معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العِلم كالعلم المنشور تتبعه / بنو قرًى تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه / فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها / ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرّقّ من ملك ومن صحفٍ / لمن يجلّ به قدر الأرقاء
لمن بكفيه إما طوق عارضةٍ / للأولياء وإما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيلِ أنعمهِ / فما يلذّ برجوى بعد إرجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً / كالبرق تلوَ هتونِ المزن وطفاء
أن أقطع الليل في مدحي له فلقد / حمدت عند صباح البشر إسرائي
لبست نعماهُ مثلَ الروض مزهرةً / بفائضاتِ يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرةً / والغيث في جانبيها أيّ وشاء
وكيف لا أورد الأمداحَ تحسبها / في الصحف غانية من بين غناء
يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ / هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد / رويته بالعطايا أي إرواء
خذها إليك جديدات الثنا حللاً / صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت مهما شئت ممتدحاً / تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه / نظماً يهيم ألباب الألباء
أعدت منهُ شذوراً لست أحبسها / عن مسمعيك وليس الحبس من راء
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ / فهل يدٌ بيننا للوصلِ بيضاءُ
بصاد أقسمُ ما للعينِ إن عشقتْ / سواك نونٌ ولا ظاءٌ ولا راءُ
وإنَّ شعري إذا نظمتُ في غزل / ومدحِ سلطاننا للروض وشاءُ
سلطاننا حسن الأوصافِ أجمعها / يروي بها عن صحيح الملك أبناءُ
يا من له تعربُ الآفاقُ عن سير / عظمى وتنطقُ أرضٌ وهيَ خرساءُ
تشريفُ عبدك نادى بيتُ مدحتهِ / لقد تشرَّف بنيانٌ وبناءُ
أما العدى فلهم من خلطهم خلعٌ / في الصدرِ سوداء أو في الرأسِ صفراءُ
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما / للنفسِ أشياء أخفيها وأشياء
حاشا الدليل على البرهان يشهده / في محضرين أحباء وأعداء
يا ليت صحباً على ضعفي وقوَّتهم / ولي من الشكرِ أشواقٌ وإملاء
وحسبُ قلبي إن كان الصدود رضًى / فداوني بالتي كانت هي الداء
وهاكَ يا ساكناً قلبي كؤوس طلاً / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سراء
وقل لمن قلبه أيضاً قسا حجراً / هلاَّ تفجَّر منه كالصفا ماء
آهاً لشرخِ شبابٍ كان لي ومضى / واعتضت شرخاً ولكن ماله خاء
يا واحدَ المدحِ والثناءِ
يا واحدَ المدحِ والثناءِ / وموجبَ الأجرِ والدُّعاءِ
تهنَّ بالعشرِ في سرورٍ / وفي حبورٍ وفي ارتقاءِ
فلثمُ يمناك فيه لثمٌ / بخمسها لازم الأداءِ
فأنت بالعشر في سرورٍ / ونحن بالخمس في ثناءِ
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من / سمرِ القدود فسمراءٌ ولمياء
من السراري التي من بعد موت أبٍ / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سرَّاء
يا لهفَ قلبي على عبد الرَّحيم ويا
يا لهفَ قلبي على عبد الرَّحيم ويا / شوقي إليه ويا شجوي ويا دائي
في شهرِ كانونَ وافاهُ الحمامُ لقد / أحرقتَ بالنارِ يا كانونُ أحشائِي
مشروط خدٍّ مُصحفٍ كم
مشروط خدٍّ مُصحفٍ كم / جاءَ رقيبٌ له إزائي
إن قلتُ ذا الشرط منك شرطي / قال وهذا الجزا جزائي
ما ضرَّ من لمْ يجدْ في الحبِّ تعذيبي
ما ضرَّ من لمْ يجدْ في الحبِّ تعذيبي / لو كانَ يحملُ عنِّي همَّ تأنيبي
أشكو إلى اللهِ عذَّالاً أكابدُهم / وما يزيدون قلبي غيرَ تشبيب
وخاطرٍ خنثِ الأشواقِ تعجبهُ / سوالفُ التركِ في عطفِ الأعاريب
كأنَّني لوجوهِ الغيدِ معتكفٌ / ما بينَ أصداغِ شعرٍ كالمحاريب
كأنَّني الشمعُ لما باتَ مشتعلَ ال / فؤاد قال لأحشائي الأسى ذُوبي
لا يقربُ الصبرُ قلبي أو يفارقهُ / كأنَّه المالُ في كفِّ بن أيوب
لولا ابنَ أيوبَ ما سرنا لمغتربٍ / في المكرُمات ولا فزْنا بمرغوب
دعا المؤيدُ بالترغيبِ قاصدَهُ / فلو تأخَّر لاستدعي بترهيب
ملكٌ إذا مرَّ يومٌ لا عفاةَ به / فليس ذاك من عمرٍ بمحسوب
للجودِ والعلمِ أقلامٌ براحتهِ / تجري المقاصدُ منها تحتَ مكتوب
مجموعةٌ فيه أوصافُ الأولى سلفوا / كما تترجم أخبارٌ بتبويب
إذا تسابق للعلياءِ ذو خطرٍ / سعى فأدركَ تبعيداً بتقريب
وإن أمالَ إلى الهيجاءِ سمرَ قناً / أجرى دماءَ الأعادي بالأنابيب
قد أقسمَ الجودُ لا ينفكُّ عن يدِه / إمَّا لعافيهِ أو للنسرِ والذيب
أما حماه فقد أضحى بدولتهِ / ملاذَ كل قصيِّ الدار محروب
غريبة الباب تُقري من ألمَّ بها / فخلِّ بغدادَ واترُكْ بابها النوبي
وانعمْ بوعدِ الأماني عند رؤيتهِ / فإنَّ ذلكَ وعدٌ غير مكذوب
واعجب لأيدي جوادٍ قطّ ما سئِمت / إنَّ البحارَ لآباءُ الأعاجيب
كلُّ العفاةِ عبيدٌ في صنايعه / ودارُ كل عدوٍّ دارُ ملحوب
يا مانحي منناً من بعدها مننٌ / كالماءِ يتبعُ مسكوباً بمسكوب
من كان يلزمُ ممدوحاً على غرَرٍ / فما لزمتك إلا بعدَ تجريب
أنت الذي نبهت فكرِي مدائحهُ / ودرَّبتني والأشيا بتدريب
حتى أقمتُ قريرَ العينِ في دعَةٍ / وذكر مدحك في الآفاق يسري بي
مدحٌ يغار لمسودّ المداد بهِ / حمر الحلى والمطايا والجلابيب
عوِّض بكأسكَ ما أتلفتَ من نشبٍ
عوِّض بكأسكَ ما أتلفتَ من نشبٍ / فالكأسُ من فضةٍ والرَّاحُ من ذهب
واخطبْ إلى الشربِ أمَّ الدهر إن نسبت / أختَ المسرَّةِ واللهو ابنةَ العنب
غرَّاءُ حاليةُ الأعطافِ تخطرُ في / ثوبٍ من النورِ أو عقدٍ من الحبب
عذراءُ تُنجزُ ميعادَ السرورِ فما / تومي إليك بكفٍّ غيرِ مختضب
مصونةٌ تجعلُ الأستارَ ظاهرةً / وجنةٌ تتلقى العينَ باللهب
لو لم يكن من لقاها غيرُ راحتنا / من حرفة المتعبين العقلِ والأدب
فهات واشربْ إلى أن لا يبينَ لنا / أنحنُ في صعدٍ نستنُّ أم صبب
خفت فلو لم تدرْها كفُّ حاملها / دارت بلا حاملٍ في مجلس الطرب
يا حبَّذا الرَّاح للأرواحِ ساريةً / تقضي بسعد سراها أنجم الحبب
من كفِّ أغيدَ تروي عن شمائله / عن خدِّه المشتهَى عن ثغرِهِ الشنب
علقته من بني الأتراكِ مقترِباً / من خاطري وهو منِّي غيرُ مقترب
حمَّالة الحلي والديباجِ قامتهُ / تبت غصونُ الرُّبا حمَّالة الحطب
يا تاليَ العذَلِ كتباً في لواحظه / السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتب
كم رمتُ كتمَ الجوى فيه فنمَّ به / إلى الوُشاةِ لسانُ المدمعِ السرب
جادت جفوني بمحمرِّ الدُّموعِ لهُ / جودَ المؤيد للعافين بالذَّهب
شادت عزائم إسماعيلَ فاتَّصلت / قواعدُ البيتِ ذي العلياء والرُّتب
ملكٌ تدلك في الجدوى شمائلهُ / على شمائلِ آباءٍ له نُجب
محجب العزَّ عن خلق تحاوله / وجودُ كفَّيه بادٍ غير محتجب
قد أتعبَ السيفَ من طولِ القراعِ به / فالسيفُ في راحةٍ منه وفي تعب
هذا للحلمِ معنًى في خلائقهِ / لا تستطيلُ إليه سَورَة الغضب
يُغضي عن السبب المردي بصاحبه / عفواً ويعطي العطا جمًّا بلا سبب
ويحفظُ الدِّين بالعلمِ الذي اتَّضحت / ألفاظهُ فيه حفظَ الأفقِ بالشهب
يَممْ حماهُ تجدْ عفواً لمقترِفٍ / مالاً لمفتقرِ جاهاً لمقترب
ولا تطعْ في السرى والسيرِ ذا عذلٍ / واسجدْ بذاك الثَرى الملثوم واقترب
وعذْ من الخوفِ والبؤسِ بذي هممٍ / للمدحِ مجتلبٍ للذمِّ مجتنِب
ذاكَ الكريم الذي لو لم يجدْ لكفت / مدائحٌ فيه عند اللهِ كالقُرب
نوعٌ من الصدقِ مرفوع المنارِ غدا / في الصالحاتِ من الأعمالِ في الكتب
وواهبٌ لو غفلنا عن تطلبه / لجاءَنا جودُهُ الفيَّاضُ في الطلب
أسدى الرغائب حتَّى ما يشاركُه / في لفظها غيرُ هذا العشرِ من رجب
وأعتاد أن يهب الآلافَ عاجلةً / وإن سرى لألوف الجيشِ لم يَهب
كم غارةٍ عن حمى الإسلام كفكفها / بالضربِ والطعنِ أو بالرعبِ والرّهب
وغايةٍ جاز في آفاقها صعداً / كأنَّما هو والإسراع في صَبب
ومرمل ينظر الدُّنيا على ظمإٍ / منها ويطوي الحشا ليلاً على سَغب
نادته أوصافه اللاتي قد اشتهرت / لِمَ القعودُ على غيرِ الغنى فثب
فقامَ يعمل بين الكثب ناجيةً / كأنَّما احتملت شيئاً من الكتب
حتى أناخت بمغناهُ سوى كرمٍ / يسلو عن الأهلِ فيه كلُّ مغترب
كم ليلةٍ قال لي فيها ندى يدِه / يا أشعرَ العرب امدح أكرمَ العرَب
فصبحته قوافيّ التي بهرَتْ / بخُرَّدٍ مثل أسراب المها عُرُب
ألبسته وشيها الحالي وألبسني / نواله وشيَ أثوابِ الغِنى القشبِ
فرُحتُ أفخر في أهلِ القريض بهِ / وراحَ يفخرُ في أهلِ السيادةِ بي
يا ابن الملوك الأولى لولا مهابتهم / وجودُهم لم يطعْ دهراً ولم يطب
الجائدِين بما نالت عزائمهم / والطاعنين الأعادي بالقنا السلبِ
والشائدينَ على كيوان بيتَ علًى / تغيب زهر الدَّراري وهو لم يغب
بيتٌ من الفخرِ شادوه على عمدٍ / وبالمجرَّةِ مدُّوه على طنبِ
لله أنت فما تصغي إلى عذلٍ / يوم النوال ولا تلوي على نشبِ
أنشأتَ للشعرِ أسباباً يقالُ بها / وهل تنظمُ أشعارٌ بلا سببِ
أنت الذي أنقذتني من يدَي زمني / يدَاه من بعد إشرافي على العطب
أجابني قبلَ أن ناديتُ جودُك إذ / ناديتُ جودَ بني الدُّنيا فلم يجبِ
فإن يكن بعض أمداح الورى كذِباً / فإنَّ مدحكَ تكفيرٌ من الكذبِ
سدْ يا عليُّ فلا نكراً ولا عجبا
سدْ يا عليُّ فلا نكراً ولا عجبا / واعقدْ لبيتكَ في نجمِ السما طنبا
وافخر على الناسِ نفساً بالعلى شرُفت / كما فخرت عليهم قبلَ ذاكَ أبا
أمَّا القريضُ فقد أنفقتَ كاسِدَه / حتَّى جعلتَ لهُ بين الورَى سببا
يقولهُ وندى علياكَ يمطرُهُ / كأنَّكَ البحرُ يُحبى بعضَ ما وَهبا
شكراً لها من معانٍ فيكَ طالعةً / لو أنَّ طالعها للنجمِ ما غرُبا
مستملحٌ حسنها في عين ناظرِهِ / هذا على أنَّهُ في الذوقِ قد عذُبا
وغادةٍ من بناتِ الفكرِ سافرةٍ / ولو تحجب ذاكَ النورُ ما حجبا
غريبة اللفظِ إن جالَ اليراعُ بها / على الطروسِ رأيتَ البانَ والعذبا
تذكَّرتْ عهدَ جيرانٍ لها فشدتْ / فيهم بأعبق نشرٍ من نسيمِ صبا
ورقّ معنى حديثٍ فهو حينئذٍ / دمعٌ جرى فقضى في الرُّبعِ ما وَجبا
لم أنسَ ألسنةَ الأحوالِ قائلةً / عوّذْ بياسينَ حسناً للعقولِ سبا
وامدحْ عذوبةَ ألفاظٍ مشعشعة / قد استوَى عن ذكاها الماءُ والتهبا
بعدتُ عن بابِ منشيها فوا أسفاً / وواصلتْني على بعدٍ فواطربا
من لي بقبلةِ ذاكَ البابِ تأديةً / فأَغتدي ساجدَ الأمداح مقتربا
يا كاتباً تبَّ مسعى من يناضلهُ / فراحَ يحملُ من أقلامِهِ حطبا
حلفتُ أنَّكَ أذكى من حوَى قلماً / تنشي البديعَ وأنحى من نحا أدبا
أليةٌ لو أتاها الفجرُ ما نسبت / له البريَّةُ في ذيلِ الدُّجى كذِبا
أذكى سنا البرقِ في أحشائهِ لهبا
أذكى سنا البرقِ في أحشائهِ لهبا / وجاذبتهُ يدُ الأشواقِ فانجذبا
واستخرجَ الحبَّ كنزاً من محاجرهِ / فقامَ يبكي على أحبابهِ ذهبا
صبٌّ يرى شرعةً في الحبِّ واضحةً / فما يُبالي إذا قالَ الوشاةُ صبا
نحا الهوَى فكرَهُ العاني فصيَّرهُ / بعامل القدِّ لا ينفكُّ منتصبا
مقسم الدمعِ والأهواءِ تحسبه / بينَ الصدودِ وبين النأي منتهبا
ذو وجنةٍ بمجاري الدَّمعِ قد قرحتْ / وخاطر بجناحِ الشوقِ قد وجبا
كأنَّ مهجتهُ ولَّتهُ فاتَّخذتْ / سبيلها عنه في بحرِ البكى سربا
يا ساريَ البرق في آفاق مصر لقدْ / أذكرتني من زمان النيل ما عذُبا
حدِّث عن البحرِ أو دمعي ولا حرجٌ / وانقل عن النارِ أو قلبي ولا كذِبا
واندُب على الهرمِ الغربيّ لي عمراً / فحبَّذا هرمٌ فارقته وصبا
وقبِّل الأرضَ في بابِ العلاءِ فقدْ / حكيتَ من أجلِ هذا الثغرَ والشنبا
واهْتفْ بشكوايَ في ناديهِ إنَّ بهِ / في المكرماتِ غريباً يرحمُ الغرَبا
هذا الذي إن دعا الأقرانُ فكرتهُ / قالت عزائِمهُ ليس العُلى لعبا
وفى الكتابةَ في علمٍ وفي عملٍ / هذا وعارضهُ في الخدِّ ما كُتبا
وجانست فضلَ مرباهُ فضائلهُ / فراحَ في حالتيهِ يتقن الأدبَا
ذو البيت إن حدَّثت عنه العلى خبراً / جاءتْ بإسنادِها عنه أباً فأبا
بيتٌ أفاعيلهُ في الفضلِ وازنةٌ / فما تراهُ غداةَ المدحِ مضطرِبا
لذَّتْ مناسبه في لفظِ ممتدحٍ / حتَّى حسبنا نسيباً ذلك النسبا
وطالع الفكر من أنبائه سيراً / فما رأى غيرَ أبناءٍ من النجبا
يقفو أخٌ في المعالي والعلومِ أخاً / فبطلع الكلُّ في آفاقها شهبا
من كلِّ ذي قلمٍ أمست مضارِبهُ / سيفاً لدولةِ ملكٍ يدفعُ النوبا
أما ترى بعليٍّ مصر فارحةً / فلا عليًّا فقدناه ولا حَلبا
مهدِي المقالَ لأسماع الورَى دررا / وممطر الجودِ في أيديهمو ذهبا
يصبو إذا نطقَ الصابي ويرمُقه / طرفُ ابن مقلةَ بالإجلال إن كتبا
لم أنسَ لم أنسَ من إنشائِهِ سُحباً / بآية النظم يتلو قبلها سحبا
مرتّ بلفظِ فتيِّ الرُّومِ قائلةً / ما تطلب الرُّوم ممنْ أعجزَ العربا
لو أنَّ فحلَ كليب شامَ بارقها / أمسى يلفُّ على خيشومه الذنبا
تلكَ الَّتي بلغت في الحسنِ غايتهُ / ولم تدعْ لنفيس بعدها رتبا
حتَّى اغْتدى الدُّرُّ في أسلاكه صدفاً / والمندل الرطب في أوطانِهِ حطبا
وطارحتْني وشيبي شاغلٌ أذني / أبعدَ خمسينَ مني تبتغي الأدبا
يا سيدَّ سرَّني مسراهُ في نهجٍ / لنْ يستطيعَ له ذو فكرةٍ طلبا
هذي بديهتكَ الحسناء ما تركتْ / للسحر والنحلِ لا ضرْباً ولا ضرَبا
متى أشافه هذا اللفظَ من كتبٍ / تملى فامْلأ من أوصافِهِ الكتبا
شكراً لأقلامك اللاَّتي جرت لمدىً / في الفضلِ أبقي لباغِي شأوهُ التعبا
حلَّتْ وأطربتْ المصغي وحزت بها / فضل السباق فسمَّاها الورَى قصبا
نعاهُ للفضلِ والعلياءِ والنسب
نعاهُ للفضلِ والعلياءِ والنسب / ناعيه للأرضِ والأفلاكِ والشهب
ندباً وشرعاً وجوب الحزن حين مضى / فأيّ حزن وقلب فيه لم يجب
نعم إلى الأرض ينعى والسماءِ على / فقيدكم يا سراةَ المجدِ والحسب
بالعلم والعمل المبرورِ قد ملئت / أرضٌ بكم وسماءٌ عن أبٍ فأب
مقدمٌ ذكرُ ماضيكم ووارثه / في الوقت تقديمَ بسمِ الله في الكتب
آهاً لمجتهدٍ في العلم يندُبه / من باتَ مجتهداً في الحزن والحرَب
بينا وفود الندى منهلة منناً / إذ نازلتنا الليالي فيه عن كثب
وأقبلت نوَبُ الأيامِ ثائرةً / إذ كان عوْناً على الأيامِ والنوَب
ففاجأتنا يدُ التفريقِ مسفرةً / عن سفرةٍ طال فيها شجوُ مرتقب
وجاءَنا عن إمامٍ مبتدأ خبرٍ / لكن به السمعُ منصوبٌ على النُصب
قالت دمشقُ بدمع النهرِ وأخبراً / فزعت فيه بآمالي إلى الكذِب
حتى إذا لم يدَعْ لي صدقهُ أملاً / شرقتُ بالدمع حتى كادَ يشرق بي
وكلمتنا سيوفُ الكتب قائلةً / ما السيفُ أصدقُ أنباءَ من الكتب
وقال موتُ فتى الأنصارِ مغتبطاً / الله أكبرُ كلّ الحسنِ في العرَب
لقد طوى الموتُ من ذاكَ الفرندِ حلى / كانت حلى الدّين والأحكام والرتب
وخصّ مغنى دمشق الحزنُ متصلاً / بفرقتين أباتتها على وصَب
كادت رياحُ الأسى والحزنِ تعكسها / حتى الغصون بها معكوسة العذب
والجامع الرَّحب أضحى صدرُهُ حرِجاً / والنسر ضمَّ جناحيه من الرّهب
وللمدارس همٌّ كاد يدرسها / لولا تدارك أبناءٍ له نُجب
من للهدى والندى لولا بنوه ومن / للفضل يسحب أذيالاً على السحب
من للفتوَّةِ والفتوى مجانسة / في الصيغتين وفي الآداب والأدب
منْ للتواضعِ حيث القدر في صعدٍ / على النجومِ وحيث العلم في صبب
منْ للتصانيفِ فيها زينةٌ وهدىً / ورجم باغٍ فيا لله من شهب
أمضى من النصلِ في نصرِ الهدَى فإذا / سلَّت نِصال العِدَى أوقى من اليلب
ذو همَّةٍ في العُلى والعلمِ قد بلغتْ / فوق السماك وما تنفكُّ في دَأَب
حتَّى رأى العلم شفع الشافعيّ بهِ / وقالَ مِنْ ذا وذا أدركتُ مطلبي
من للتهجُّد أو من للدُّعَا بسطت / به وبالجودِ فينا راحتا تعب
من للمدائحِ فيه قد حلَت وصفَت / كأنَّما افترَّ منها الطرسُ عن شنب
لهفي لنظَّامِ مدحٍ فكرُ أجمهعم / بالهمِّ لا بالذَّكا أمسى أبا لهب
كأنَّ أيديهمو تبت أسىً فغدت / من عيِّ أقلامِها حمَّالةَ الحطب
لهفي على الطهر في عرْضٍ وفي سمةٍ / وفي لسانٍ وفي حكمٍ وفي غضب
محجبٌ غير ممنوعِ الندَى بسنَا / عليائِه ومهيب غير محتجب
أضحى لسبكِ فخارٍ من محاسنه / على العراق فخار غير منتقب
آهاً لمرتحلٍ عنا وأنعمهُ / مثل الحقائبِ للمثنين والحقب
إيمان حبٍّ إلى الأوطانِ حرَّكهُ / حتَّى قضى نحبه يا طول منتحب
لهفي لكلِّ وقورٍ من بنيه بكى / وهو الصواب بصوب الواكِف السرب
وكلُّ باديةٍ في الحجب قلنَ لها / يا أختَ خير أخٍ يا بنتَ خير أب
إلى الحسين انتهى مسرى عليّ فلا / هنأت يا خارجيّ الهمّ بالغلب
بعدَ الإمام عليٍّ لا ولاءَ لنا / من الزَّمان ولا قربَى من النسب
يا ثاوياً والثَّنى والحمدُ ينشرهُ / بقيتَ أنتَ وأفنتْنا يدُ الكرب
نمْ في مقامِ نعيمٍ غيرِ منقطعٍ / ونحنُ في نارِ حزنٍ غير متَّئِب
من لي بمصر التي ضمَّتكَ تجمعنَا / ولو بطون الثَّرى فيها فيا طربي
ما أعجبَ الحال لي قلبٌ بمصرَ وفي / دمشقَ جسمِي ودمعُ العينِ في حلب
بالرُّغم منَّا مراثٍ بعد مدحك لا / تُسلَى ونحنُ مع الأيَّامِ في صخب
ما بينَ أكبادنا والهمّ فاصلةٌ / كلاَّ ولا لِصَنيعِ الشعرِ من سبب
أمَّا القريضُ فلولا نسلكُم كسدتْ / أسواقهُ وغدتْ مقطوعةَ الجلب
قاضي القضاةِ عزاءً عن إمام تقى / بالفضلِ أوصى وصايا المرءِ بالعَقب
فأنتَ في رتب العليا وما وسعت / بحرٌ تحدَّث عنه البحر بالعجب
ما غابَ عنَّا سرَى شخص لوالدِه / وعلمهُ والتُّقى والجود لم يغب
جادتْ ثراكَ أبا الحكَّام سحبُ حياً / تخطو بذيلٍ على مثواك منسحب
وسارَ نحوكَ منَّا كلُّ شارقةٍ / سلام كلُّ شجيّ القلب مكتئب
تحيةُ الله نهدِيها وتتْبعها / فبعدَ بُعدِكِ ما في العيشِ من أرب
وخفِّف الحزن إنَّا لاحقون بمن / مضَى فأمضَى شَبَاة الحادث الأشِب
إن لم يسرْ نحوَنا سِرنا إليهِ على / أيَّامنا والليالي الذَّهب والشهب
إنَّا من التُّربِ أشباح مخلقة / فلا عجيبٌ مآل التُّربِ للتُّرب
تفدي كرام الحمى منكم كرائمه
تفدي كرام الحمى منكم كرائمه / يا آل بيت العلا والفضل والحسب
أما وقد بقيت عليا سمائكمو / فما يضرّ زوال السبعة الشهب
جادت ضريحك للرضوان غادية / يا أخت خير أخ يا بنت خير أب
يا نبعة الفضل مذ فاز التراب بها / لم تَسر من حجُب إلا إلى حُجب
أجلّ ذكرك عن سعد وأعلم ما / تلقى العلا بك من هم ومن حرب
فإن عذلت أبا ذرّ الثناء فقد / عذرت من خاطر العليا أبا لهب
أهلاً وسهلاً بوافي الفضل كم شهدتْ
أهلاً وسهلاً بوافي الفضل كم شهدتْ / آثارهُ بفخارٍ غير محجوب
واسْتأمنتهُ على أسرارِها دولٌ / قرَّت بها عينها في كلِّ مطلوب
لِمْ لا يكون أميناً في ممالِكها / وهو العزيزُ عليها وابن يعقوب
أبواب سلطاننا خصت بأربعة
أبواب سلطاننا خصت بأربعة / تفرَّدوا في صفاتٍ وفق مذهبه
من مثل كاتبه أو مثل حاجبه / أو مثل شاعره أو مثل مطرِبه
وأدهم اللونِ حِندسيّ
وأدهم اللونِ حِندسيّ / في جريهِ للورى عجائِب
يقصر جري الرياح عنه / فكلها خلفه جنائِب
يا ساكني مصر تبَّت للفراق يدٌ
يا ساكني مصر تبَّت للفراق يدٌ / قد صيرَّت حزني أبا لهب
ومهجتي في ضلوعي من جوى وضنا / حمَّالة الهمِّ أو حمَّالة الحطب
عن مدمعِي وندى كفّ الأمير ألا / حدث عن البحرِ يا رائيه بالعجب
أمير حاجب ملكٍ غير أنَّ له / نور المهابة يغنيه عن الحجب
يا منعشي حيث شخصي في دمشق وفي / تفليس مالي ودمع العينِ في حلب
كتب التواريخ تملينا وتخبرنا / عن سادةٍ من ذوي العلياءِ والرتب
وأنت بالفضلِ تملينا معاينة / والسيف أصدق أنباء من الكتب
عجزت عن راتبِي الأدنى فوا حربا
عجزت عن راتبِي الأدنى فوا حربا / واهاً لأشهرِ عامٍ عجّزت طلبا
وإن أتوني وقالوا إنَّها نِصَفٌ / فإنَّ أطيبَ نصفيها الذي ذهبا
يا سادةً حجبت عنا غمائِمهم / وليسَ غيثهمُ المعهودُ محتجبا
يا خاتمَ الوزرا عدلاً ومعرفةً / يا مرْبعَ الغُربَا يا منجعَ الأدَبا
نعمَ الخواتيمُ أعمالٌ تصاغُ لكم / حلي الجنانِ إذا صاغَ الورَى ذهبا
حاشا النبات الذي أنشأته لكموا / يذوِي وقدْ أنشأت أيديكم سحبا
كفوا ابن غنام أو كفوا أخا شجر / من قبل أن تتلقوا نارهم حطبا
يا من أرى نسبي بيتَ المديحِ لهُ
يا من أرى نسبي بيتَ المديحِ لهُ / لو لمْ يكنْ ليَ لا بيتٌ ولا نسب
لا تأمرنِي بمدحِ الحاضرين فما / أراهُ بل لا أرى قلبي له يجب
بيني وبين مديحِ القوم فاصلةٌ / ما دامَ لي في معاني مدْحكم سبب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025