القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 136
نفسِي بزَهرةٍ دُنياها معذَّبةٌ
نفسِي بزَهرةٍ دُنياها معذَّبةٌ / فكيفَ حالُ مَنِ الدّنيا تُعذِّبُهُ
ومن سَمَتْ لوصالِ الشّمسِ هِمَّتُهُ / فغيرُ مُستَنكَرٍ إنْ عزّ مطلبُهُ
مَن زَيَّن الأُقْحوانَ الرَّطْبَ بالشَّنَبِ
مَن زَيَّن الأُقْحوانَ الرَّطْبَ بالشَّنَبِ / ونظَّمَ الدُّرَّ بين الرّاحِ والحَبَبِ
ومن تُرى غَرسَ الأغصانَ حاملةً / شمساً تردّتْ ديَاجي الشَّعر في كُثُبِ
وقُل لِشَادِنٍ آرامِ الكَناسِ أَلاَ / فاُنظُر إلى مُلَحٍ في شادِنِ العَربِ
نارُ الحياءِ بخَدَّيْهِ بلا لَهبٍ / قد مازَجَت ماءَ حُسنْ غَيرَ مُنسَكِبِ
سُبحانَ باري سِهَامٍ مِن لَواحِظِهِ / من الملاَحَةِ لا مِن أسهُمِ الغَرَبِ
إذا رَمَينَ فَما دُون القُلوبِ وإِن / حُرِسنَ من جُنَنٍ تَحمي ولا حُجُبِ
كانت وليلُ الصِّبا تُخفي دَياجِرُهُ / عَنِّي سبيلَ النُّهَى والرّشدِ من أَرَبي
أعْصِي النّصيحةَ فيها غيرَ مُعتَذِرٍ / وأَركبُ الغَيَّ عمداً غير مُتَّئِبِ
وأحِملُ الضِّغْنَ في وجْدِي بِها وأَرَى / حملَ الَهوى مِن وقارِ الحُلمِ أجمَلَ بِي
حتّى إذا نَادَتِ السبعونَ حَسبُكَ مِنْ / تَعليلِ قَلبِكَ بالآمالِ والكَذِبِ
أَرتْه غِرَّتُه في الهَجْر مَصْلَحتي
أَرتْه غِرَّتُه في الهَجْر مَصْلَحتي / جهلاً فأفسدَ منِّي كلَّ ما صَلَحا
وقَال لَيس له قلبٌ يُطيقُ بهِ / صَبراً ولو همَّ بالسُّلوانِ لافْتُضِحَا
وصبوةُ الحبِّ كانت قبلَ بَذلَتِهِ / وبَعدها فسواءٌ صدّ أو نَزَحَا
كالشَّعر يُحفظُ ما لم يُبتذلْ فإذا / حَلَقْته عَادَ بعد الصّون مُطَّرَحَا
عَقائلُ الحيِّ أم سربُ المَها سَنَحَا
عَقائلُ الحيِّ أم سربُ المَها سَنَحَا / أفْسَدْنَ ما كانَ بالسّلوان قد صَلَحَا
برَزْن كالبان في الكُثبان حَاملةً / شَمساً أضاءتْ وليلاً راكِداً جَنَحَا
فاقتَدْن بالحبِّ مَن أعطى مقادَتَه / طوعاً ورُضْنَ بحسنِ الدّلِّ من جَمَحَا
من كلِّ غيدَاءَ مِكسالٍ إذا انتبهَت / تنَفَّستْ عن نسيم الرَّوضِ إذْ نَفَحَا
كانت مُنَى النّفسِ لولا واعظٌ لَسِنٌ / للشّيب أسمعَني ناهيهِ إذ نَصَحَا
مُروّعٌ بالقِلَى والصَّدِّ ليس له
مُروّعٌ بالقِلَى والصَّدِّ ليس له / صبرٌ على الهجرِ والإعراضِ يُسْعِدُهُ
إذَا استَغَرّ الكَرى أجفانَ مُقلَتِه / وَافَى الخيالُ بطولِ الهجرِ يُوعِدُهُ
تُذكي مدامُعُه جَمراً تسعَّر في / حشاهُ والجمرُ فيضُ الماءِ يُخْمِدُهُ
كَم إلى كَمْ أُكَاتِمُ الن
كَم إلى كَمْ أُكَاتِمُ الن / ناسَ وجْدي ويظهَرُ
كَشَفَ الهجرُ من غَرا / مِيَ ما كنتُ أسْتُرُ
وأقَرَّتْ مَدامِعي / بالّذي كنتُ أُنكرُ
ما احتيالُ المتَيَّمِ الص / صَبِّ أم كيفَ يَصبرُ
رَاقَبَتْها العيونُ يا / ليتَها ليسَ تَنظُرُ
فَهو من خشيَة المُرا / قِب يَهوَى ويَهجرُ
مَن عاذرٌ لي ومَن للصبِّ يَعذُرُهُ
مَن عاذرٌ لي ومَن للصبِّ يَعذُرُهُ / من ناقِضِ العهدِ يَنْساني وأذكُرُهُ
يَقْتَادُني نحوَه شَوقي ويَصْرِفُني / خوفي عليه فأهواهُ وأهجرُهُ
تَرى محاسِنَهُ عَيْنِي وتُعرِضُ عن / قَبِيحِ أفعالِهِ أو ليسَ تُبْصِرهُ
يأتي بما ساءَنِي عمداً فأعذرُهُ / ويَظهرُ الغدرُ لي منهُ فأُنكِرُهُ
يُقرّ بالذّنب يَجنِيه فأَحْسَبُهُ
يُقرّ بالذّنب يَجنِيه فأَحْسَبُهُ / قَد جاءَ مُستدرِكاً بالعُذرِ ما فَرَطَا
ولَيس يَقصِدُ إِلاّ أن يُعَرِّفَني / أنّ الإساءةَ عَمدٌ لم تكن غَلَطَا
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا / فعادَ يُنْكرُ منِّا كلَّ ما عَرَفَا
وصدَ حتّى استَمرَّ الهجرُ منه فَلَو / أَلمَّ بِي منهُ طيفٌ في الكَرى صَدَفَا
يَجنِي وعندي له العُتْبَى فواعجبَا / من مُعتِبٍ ما جَنَى جُرما ولا اقْتَرفَا
ملَّكْتُهُ طائعاً قلباً تعسّفَهُ / وقَلَّما يملِكُ الأحرارَ مَن عَسفَا
لي منه ما ساءَنِي من هجرهِ ولَه / منّي الرِّضا بقَضَاياهُ وإن جَنَفَا
ألقاهُ بعد التَّصافي مُعرِضاً حَنِقاً / وبعدَ إِقبالهِ بالوُدِّ مُنحرفَا
يَا هاجرينَ لِلاذَنْبٍ سوَى مَللٍ / دَعَا فَهَبُّوا إلى داعيهِ إذ هَتَفَا
مالي أرى بَيْننا والدَّارُ جامِعَةٌ / قريبةٌ من تَجنّيكُم نَوىً قُذُفَا
لا تَعجَلُوا بِفِراقٍ سوف يُدرِكُنا / كَفَى بنا فُرقةً ريبُ المَنونِ كَفَى
صِلُوا فؤاداً إذا سكَّنتُ رَوعَتَهُ / هَفَا ودمعاً إذا نَهنهتُهُ وَكَفَا
لكُم هَوايَ وإن جُرتُم وجَورُكُمُ / مُستحسنٌ منكُمُ لو لم يَكُن سَرَفَا
كذاكَ حَظِّي من الأحْباب من سكنَتْ / نَفسي إليه حَبانِي الهجرَ والشّنَفَا
حتى لقد غيَّرَ الجَدُّ العثورُ فلاَ / لَعاً لَهُ ماجِداً ما كان مُطَّرَفَا
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ / وكَلْمُهَا في الحشَا يَدْمَى ويَنْقَرِفُ
مثلُ القَذاةِ بعينِ المرءِ يَحقِرُها / ودَمعُهُ أبداً من وخْزِها يكِفُ
قُل للّوائِم كُفّوا عن مَلامِكُمُ
قُل للّوائِم كُفّوا عن مَلامِكُمُ / فإنَّه يَستَثِيرُ الهمَّ والأَسَفَا
لا تُذكروني تَجَنِّيهِ وهَجْرَتَهِ / فحبُّه شَاغِلٌ عن كلِّ ما سَلَفَا
إذا عرضتُ على قلبِي إساءَتَهُ / هَفَا وأنكرَ منها كلَّ ما عَرَفَا
وإن هممتُ بصبرٍ عنه واجَهَنِي / من وجْهِهِ بشفيعٍ زادَني شَغَفَا
عَادَيتَنِي حين عاديتُ الورَى فِيكَا
عَادَيتَنِي حين عاديتُ الورَى فِيكَا / هَجْرُ القِلَى والتَّجنّي كان يَكفيكَا
أَحِينَ خَالفتُ فيكَ الخلقَ كلَّهُمُ / أطعتَ بِي واشِياً بالهجرِ يُغرِيكَا
تُصدِّقِ الطيفَ يَسعى بي فتهجُرُني / وأُكذِبُ العينَ فيما عايَنت فيكَا
نَزِّه محاسِنَك اللاّتي خُصِصْتَ بها / عَمَّا يَشينُ وما يهواهُ شَانِيكَا
أغضيتُ منكَ على جمرِ الغَضَا زمناً / وخلتُ أنَّ الرِّضا بالجَوْرِ يُرضيكَا
فما نَهاكَ وَلُوعي عن مُبَاعَدتِي / ولا ثَنَاك خُضوعي عن تَعدّيكَا
باللهِ يا غُصنَ بَانٍ حَامِلاً قَمَراً / صِلْ مُغرَماً بك يُغريهِ تَجنّيكَا
يَدنُو وهجرُكَ يُقْصِيهِ ويُبعدهُ / وتَنْثَنِي عَنهُ والأشواقُ تُدنيكا
سكرانَ في الحبِّ لا يَدري أسكرتُهُ / لِسِحْر عيْنيكَ أم للخَمرِ من فيكا
قُل لِلمَلُول الذي أَعيا تَلَوُّنُهُ
قُل لِلمَلُول الذي أَعيا تَلَوُّنُهُ / تُرى مَلاَلَك هَذا غيرَ مَمْلُولِ
إذَا تَجاهلتُ عمّا ساءَ مِنهُ أتَى / من الصُّدودِ بذَنبٍ غيرِ مَجهولِ
وما جَنَى قطُّ إلاّ جئتُ مُعتَذِراً / إِليهِ لكنَّ عُذري غيرُ مقبولِ
كيفَ الخَلاصُ لقلبي من يَديْ قَمَرٍ
كيفَ الخَلاصُ لقلبي من يَديْ قَمَرٍ / أَسيرُ ناظِرِهِ بالوَجدِ مَغلُولُ
جُرحي لديهِ جُبارٌ لا قِصاصَ له / في حكمِه ودمي في الحبِّ مطلُولُ
وَلُوا فَلمّا رَجَوْنَا عدلَهم ظَلمُوا
وَلُوا فَلمّا رَجَوْنَا عدلَهم ظَلمُوا / فَليتَهُم حَكَمُوا فينا بما عَلِمُوا
ما مَرَّ يوماً بفكرِي ما يَرِيبهُمُ / ولا سَعَتْ بي إلى ما سَاءَهُم قَدمُ
ولا أَضعتُ لَهُم عهداً ولا اطَّلَعتْ / على وَدَائِعِهم في صَدْرِيَ التُّهَمُ
فليتَ شعري بما استوجبتُ هَجرَهُمُ / ملّوا فصدَّهُمُ عن وصْليَ السّأَمُ
حَفِظتُ ما ضيَّعوا أَغضْيتُ حينَ جَنَوْا / وفَيْتُ إذ غدَروا واصلتُ إذ صَرَمُوا
حُرِمتُ ما كنتُ أرجو من وِدَادِهِمُ / ما الرّزقُ إلاّ الّذِي تَجري بِهِ القِسَمُ
مَحاسِني منذُ مَلّونِي بأعيُنهِم / قَذىً وذِكريَ في آذانهمْ صَمَمُ
وبعدُ لو قيلَ لي ماذَا تُحبُّ ومَا / مُناكَ من زِينةِ الدّنيا لقلتُ هُمُ
همُ مجالُ الكَرى من مُقلَتَيَّ ومِن / قَلبي مَحلُّ المُنى جارُوا أَوِ اجْتَرَمُوا
تبدّلُوا بي ولا أَبْغِي بهم بَدَلاً / حسبي هُمُ أَنصفُوا في الحكْمِ أو ظَلَمُوا
يا نَاسياً عِشرةَ التّصافي
يا نَاسياً عِشرةَ التّصافي / وخَافِراً حُرمةَ الذّمَامِ
إلامَ أَغتَرُّ بالأَمَانِي / فِيكَ كمُستَمْطِرِ الجَهَامِ
كأَنّنِي في الذي أُرَجّي / بُلوغَهُ مِنكَ في المنَامِ
وطالبُ الوصلِ من مَلُولٍ / كَطالِب الماءِ في الضِّرامِ
يَريبُني ما أرى منكُم ويَعطِفُني
يَريبُني ما أرى منكُم ويَعطِفُني / إلى هواكُم وفاءٌ لستُ أسأَمُهُ
كأَنّنِي أمُّ بَوٍّ تَستريبُ بما / تَراهُ منْهُ ولا تَنفكُّ تَرأَمُهُ
أَجبْ دواعِي الهَوى بالأدمُعِ السُّجُمِ
أَجبْ دواعِي الهَوى بالأدمُعِ السُّجُمِ / وَبحُ فما الحبُّ في حالٍ بمُكْتَتَمِ
أسَمَعتَ يَا داعِيَ الأشواقِ ذَا كَلَفٍ / نَائي المَحلِّ وإن لم تدْعُ من أَمَمِ
للهِ أنتَ فما أعْراكَ من مَلَلٍ / يُنسِي العهودَ وما أَرعاكَ للذِّمَمِ
وقُل لِمَن لاَمَ ما السُّلوانُ من خُلُقِي / ولا مُلاءَمةُ اللوّامِ من شِيَمِي
أهَوى بلا مَلَلٍ يُسلى ولا طَمَعٍ / يُملى ولا ريبةٍ تُزري بذي كَرَمِ
فما وَفائِي برثِّ العَهدِ منتَكِثٍ / ولا هَوايَ بواهِي العَقْدِ مُنْصرِمِ
يَزيدُهُ كرَماً مرُّ السنينَ كَمَا / زادَ المُدامةَ إشراقاً مَدى القِدَمِ
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني / واليأسُ منكَ إلى السّلوانِ أَلْجانِي
كم ذا التّجنّي وَما ذَنبي إليكَ سِوى / حُبّي فَصَفحاً عَنِ المُستَغْفِرِ الجَاني
هَواكَ أَخطَأَني قَصدِي وكُنتُ أَرى / أَنَّ الهَوى مِنكَ يُدنِيني فأَقْصاني
أَغراكَ ظَنُّكَ أَنّي لا يُطاوِعُنِي / قَلبي إِذا سُمْتُهُ صَبراً بِهجْرانِي
وَلَستُ أُنكرُ مِنهُ فَرطَ صبوتِهِ / لَكِنَّهُ عَن هَوىً بالهُونِ يَنْهانِي
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ / عَلَيَّ قَد لَجَّ في صَدّي وَهجرانِي
لَيِّنْ قَساوَتَه لِي أَو فَيَسِّرْ لي / صَبراً لأَحظى بِوَصْلٍ أَو بِسُلوانِ
أَو فَاِطْفِ جَمرةَ خَدَّيهِ وأَيقِظْ جَفْ / نَيْهِ اللّذينِ أَراقَا ماءَ أَجفاني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025