المجموع : 52
ما قامَ لَولا هَواكَ المُدنَفُ الوَصِبُ
ما قامَ لَولا هَواكَ المُدنَفُ الوَصِبُ / يَبكي الطلولَ وَأَهلُ المُنحَنى غَيَبُ
وَيَسأَلُ الربعَ عَن سُكّانِهِ سَفَهاً / وَقَد مَحَت آيَه الأَرواحُ تعتَقبُ
يُكَفكفُ الدَمعَ أَحياناً وَتَبعَثُهُ / لَواعِجُ الشَوقِ أَحياناً فَيَنسَكِبُ
صَبٌّ إِذا نامَ أَهلُ الحَيِّ أَزعَجَهُ / ذِكرٌ يُعاوِدُهُ مِن عيدِهِ طَربُ
تَدعو هَواجِسُهُ طَيفَ الخَيالِ وَسُل / طانُ الكَرى عَنهُ بِالأَشواقِ مُحتَجبُ
يَهيمُ شَوقاً بِأَقمارٍ عَلى قُضُبٍ / مُلدٍ تَجاذَبُها ظُلماً لَها الكُثُبُ
مِن كُلِّ واضِحَةِ اللَبّاتِ تَبسِمُ عَن / مُرَتَّلٍ زانَهُ التَأشيرُ وَالشَنَبُ
تُريكَ مِن وَجهِها الوَضّاحِ إِن سَفَرَت / بَدراً وَتَبدو هِلالاً حينَ تَنتَقِبُ
يا ضَرَّةَ الشَمسِ إِنَّ الحُبَّ أَبعَدَني / فَلَيتَ شِعري بِماذا مِنكِ أَقتَرِبُ
إِن كانَ لِلحُسنِ في العِشرينَ عِندَكُم / حَقُّ الزَكاةِ فَإِنّي البائِسُ الجُنُبُ
وَمَهمَهٍ طامِسِ الأَعلامِ مُتَّصِلٍ / تَواهَقَت بِيَ في أَجوازِهِ النُجُبُ
في لَيلَةٍ مِثلِ عَرضِ البَحرِ حالِكَةِ ال / جلباتِ قامَت بِها لا تَهتَدي الشُهُبُ
فَأَسفَرَ الصُبحُ لي عَن رايَةٍ بَلَغَت / أَقصى المَدى وَتَناهَت دونَها الرُتَبُ
المَورِدُ العَذبُ وَالنادي الرَحيبُ وَإِد / راكُ المُنى وَالقِرى وَالمَربعُ الخصِبُ
في ظِلِّ أَبلَجَ يُستَسقى الغَمامُ بِهِ / فَيَستَهِلُّ وَيُستَشفى بِهِ الكلَبُ
المُستَقِلُّ بِما أَعيا المُلوكُ بِهِ / وَالمُستَقِلُّ لَنا الدُنيا إِذا يَهَبُ
ثَبتُ الجَنانِ لَهُ حُلمٌ يَوَقِّرُهُ / إِذا هَفا بِحَلومِ السادَةِ الغَضَبُ
مَعَشَّقٌ لِلمَعالي لا يَزالُ لَهُ / في كُلِّ مَرتَبَةٍ عَذراءُ تُختَطَبُ
صافي الضَمائِرِ مَرضِيُّ السَرائِرِ مَح / مودُ المَآثِرِ تُزهى بِاِسمِهِ الخُطَبُ
لَهُ أَيادٍ مُقيماتٌ مُسافِرَةٌ / لَم يَخلُ مِن بِرها عُجمٌ وَلا عَربُ
مَولىً إِذا اِفتَخَرَ الساداتُ في مَلَأٍ / سَما بِهِ الأَشرَفانِ العِلمُ وَالحَسَبُ
وَإِن دَجا لَيلُ خَطبٍ عَمَّ فادِحُهُ / ذَكا لَهُ النَيِّرانِ الفَضلُ وَالأَدَبُ
وَإِن سَقَت رَوضَةَ القِرطاسِ راحَتُهُ / رَأَيتَ سَيفيَّ وادٍ مِنهُ تَعتَجِبُ
كَأَنَّما صَدرُهُ البَحرُ المُحيطُ وَمِن / أَقلامِهِ غاصَةٌ لِلدُّرِ تَنتَخِبُ
إِذا اِحتَبى لِلفَتاوى فَهوَ مالِكُها / وَإِن حَبا خَجِلَت مِن جودِهِ السُحُبُ
فَما رَأَينا إِماماً قَبلَ رُؤيَتِهِ / يَرى النَوافِلَ فَرضاً فِعلُها يَجِبُ
وَالحوبُ أَن يَسبِقَ السُؤّالُ نائِلَهُ / وَأَعظَمُ الذَنبِ أَن يَبقى لَهُ نَشَبُ
يَنأى بِعِطفَيهِ إِعظامٌ وَيَجذِبُهُ / طَبعٌ كَريمٌ إِلى الحسنى فَيَنجَذِبُ
يَقظانُ لِلمَجدِ يَحمي ما تَوارَثَهُ / آباؤُهُ الصيدُ مِن فَخرٍ أَبٌ فَأَبُ
مِن أُسرَةٍ حازَ شيبانُ الفخارَ بِهِم / فَهم لَهُ شَرَفٌ باقٍ إِذا اِنتَسَبوا
قَومٌ تَرى المَجدَ في أَبياتِهِم زُمَراً / فَالمَجدُ يُخزَنُ وَالأَموالُ تُنتَهَبُ
صيدٌ إِذا اِنتَسَبوا سُحبٌ إِذا وَهَبوا / أُسدٌ إِذا وَثَبوا حَتفٌ إِذا غَضِبوا
لَو أَزمَعوا أَمرَهُم يَوماً عَلى أَجَأٍ / رَأَيتَ أَركانَ سَلمى خيفَةً تَجِبُ
يا أَيُّها الصاحِبُ المَولى الوَزيرَ وَمَن / إِلى مَفاخِرِهِ العَلياءُ تنتَسبُ
دُعيتَ في الدَولَةِ الغَرّاءِ صاحِبَها / حَقاً وَظَنَّ جَهولٌ أَنَّهُ لَقَبُ
أَلبَستَها مَجدَكَ الضافي فَباتَ لَها / ذَيلٌ عَلى مَنكِبِ الجَوزاءِ يَنسَحِبُ
وَكَم رَدَدتَ العِدى عَنها بِغَيظِهِمُ / وَأَكبُدُ القَومِ لِلأَحقادِ تَلتَهِبُ
إِذا كَتائِبُها عَن نَصرِها قَعَدَت / في حادِثٍ جَلَلٍ قامَت بِهِ الكُتُبُ
كَثَرتَهُم في دِمَشقٍ وَهيَ خالِيَةٌ / وَقَد أَناخَ عَلَيها الجَحفَلُ اللَجِبُ
كَتائِبٌ أَضحَتِ البَيداءُ مُتأَقَةً / مِنها وَضاقَت بِها البُطنانُ وَالحَدَبُ
يَقودُهُم مِن بَني أَيّوبَ كُلُّ فَتىً / ماضي العَزائِمِ لا نِكسٌ وَلا نَخِبُ
أُسدٌ مَخالِبُها بيضُ الظُبى وَلَها / مِنَ الذَوابِلِ غيلٌ نَبتُهُ أَشِبُ
حَتّى إِذا أَشرَفَت مِنهُم دِمَشقُ عَلى / حَربٍ لَها الوَيلُ مِن عُقباهُ وَالحربُ
مَنَحتَها مِنكَ عَزماً صادِقاً خَضَعَت / لَهُ ظُبى الهِندِ وَالخَطِيَّةُ السُلُبُ
فَكانَ رَأيُكَ فيها رايَةً طَلَعَت / بِالنَصرِ فَاِنجابَتِ اللأواءُ وَالكُرَبُ
وَباتَ أَثبَتُهُم جَأشاً وَأَحزَمُهُم / رَأياً وَأَمضى سِلاحاً عَزمُهُ الهَرَبُ
وَكانَ ظَنُّهُم أَن تَلتَقي بِهِم / مِصرُ البَوارَ وَتَغشى النُوبَةَ النُوَبُ
فَأَجفَلوا وَزَعيمُ القَومِ غايَةُ ما / يَرجو مِنَ اللَهِ أَن تَبقى لَهُ حَلَبُ
تَدبيرُ أَروَعَ لا يَعيا بِنازِلَةٍ / وَلا يَبيتُ لِخَطبٍ قَلبُهُ يَجِبُ
إِذا شَياطينُ بغيٍ خيفَ سورَتُها / فَإِنَّ آراءَهُ في رَجمِها شُهُبُ
عَزمٌ بِهِ أَخمَدَ اللَهُ الشِقاقَ وَلا / هُزَّت رِماحٌ وَلا سُلَّت لَهُ قُضُبُ
وَلَو سَعى غَيرُهُ فيها لِيَرأَبَها / أَنامَهُ المُقعِدانِ العَجزُ وَالتَعَبُ
ضَفَت مَلابِسُ نُعماهُ عَلَيَّ فَقَد / رُدَّت بِهاليَ أَثوابُ الصِبى القُشُبُ
وَبِتُّ خِلواً مِنَ الآمالِ وَاِتَّصَلَت / بَيني وَبَينَ العُلى مِن بابِهِ نَسَبُ
هذا المَديحُ الَّذي ما شانَهُ خَلَلٌ / كَلّا وَلا شابَهُ في مَجدِكُم كَذِبُ
مَعنىً بَديعٌ وَأَلفاظٌ مُنَقَّحَةٌ / غَريبَةٌ وَقَوافٍ كُلُّها نَخَبُ
ما كُلُّ عودٍ بِنَبعٍ حينَ تَعجُمُهُ / يَخورُ تَحتَ ثَنايا العاجِمِ الغَرَبُ
قَد يَشهَدُ الحَربَ بِالزَغفِ المُضاعَفِ أَق / وامٌ وَيَشهَدُها مَن لِبسُهُ اليَلَبُ
فَاِسلَم وَلا زالَتِ الآلاءُ سابِغَةً / عَلَيكَ ما عادَتِ الأَيّامُ وَالحُقُبُ
عَجِبتُ للطيفِ يا لَمياءُ حينَ سَرى
عَجِبتُ للطيفِ يا لَمياءُ حينَ سَرى / نَحوي وَما جالَ في عَيني لَذيذُ كَرى
وَكَيفَ تَرقدُ عَينٌ طولَ لَيلَتِها / تُدافِعُ المُقلِقَينِ الدَمعَ وَالسَهَرا
باتَت وَساوِسُ فِكري فيكِ تَخدَعُني / أَطماعُها وَتُريني آلَهُ غُدُرا
أَحبابَنا ما لِدَمعي كُلَّما اِضطَرَمَت / نارُ الجَوى بَينَ أَحناءِ الضُلوعِ جَرى
وَما لِصَبري الَّذي قَد كُنتُ أَذخُرُه / عَلى النَوى ناصِراً يَومَ النَوى غَدرا
وَما لِدَهري إِذا اِستَسقَيتُ أَشرَقَني / عَلى الظما وَسَقاني آجِناً كَدِرا
يَصفي لِغَيري عَلى رَيٍّ مَوارِدَهُ / ظُلماً وَيورِدُني المُستَوبَلَ المَقِرا
أَشكو إِلَيهِ سَقاماً قَد بَرى جَسَدي / أَعيا الأُساةَ وَلَو واصَلتُمُ لَبَرا
وَلَيلَةٍ مِثل مَوجِ البَحرِ بِتُّ بِها / أُكابِدُ المُزعِجينَ الخَوفَ وَالخَطَرا
حَتّى وَرَدتُ بِآمالي إِلى مَلِكٍ / لَو رامَ رَدّاً لِماضي أَمسِهِ قَدَرا
فَأَصبَحَ الدَهرُ مِمّا كانَ أَسلَفَهُ / إِلَيَّ في سالِفِ الأَيّامِ مُعتَذِرا
وَذادَ عَنّي الرَزايا حينَ أَبصَرَني / بِعِزَّةِ الأَمجَدِ السُلطانِ مُنتَصِرا
مَلكٌ أَرانا عَلِيّاً في شَجاعَتِهِ / وَعِلمِهِ وَأَرانا عَدلُهُ عُمرا
أَغَرُّ ما نَزَعَت عَنهُ تَمائِمُهُ / حَتّى تَرَدّى رِداءَ المُلكِ وَاِتَّزَرا
مِن آلِ أَيّوبَ أَغنَتنا عَوارِفُهُ / في كالِحِ الجَدبِ أَن نَستَنزِلَ المَطَرا
ثَبتُ الجَنانِ لَهُ حلمٌ يُوَقِّرُهُ / إِن خامَرَ الطَيشُ رُكني يَذبُلٍ وِحرا
الفارِجُ الهَبَواتِ السودَ يوردُ في / مَواقِعِ الراشِقاتِ الأَبيَضَ الذَكَرا
وَمُقدمُ الخَيلِ في لَبّاتِها قِصَدٌ / وَعاقِرُ البُدنِ في يَومي وَغىً وَقِرى
وَخائِضُ الهَولِ وَالأَبطالُ مُحجِمَةٌ / لا تَستَطيعُ بِهِ ورداً وَلا صَدَرا
وَثابِتُ الرَأيِ أَغنَت أَلمَعِيَّتُهُ / عَن أَن يُشارِكَهُ في رَأيِهِ الوُزَرا
لا يَتَّقي في الوَغى وَقعَ الأَسِنَّةِ بِا / لزَغفِ الدلاصِ كَفاهُ سَيفُهُ وَزَرا
عارٍ مِنَ العارِ كاسٍ مِن مَفاخِرِهِ / تَكادُ عِزَّتُهُ تَستَوقِفُ القَدَرا
تَمضي المَنايا بِما شاءَت أَسِنَّتُهُ / إِذا القَنا بَينَ فُرسانِ الوَغى اِشتَجَرا
تَكادُ تَخفي النُجومُ الزَهرُ أَنفُسَها / خَوفاً وَيُشرِقُ بَهرامٌ إِذا ذُكِرا
يَدعو العُفاةَ إِلى أَموالِهِ الجَفَلى / إِذا دَعا غَيرُهُ في الأَزمَةِ النَقَرى
مِن دَوحَةٍ شَرُفَت أَعراقُها وَزَكت / مِنها الفُروعُ وَطابَت مغرِساً وَثَرى
لَمّا تَخَيَّرَني أَروي قَصائِدَهُ / مَضيتُ قُدماً وَخَلَّفتُ الرُواةَ وَرا
فَاعجَب لِبَحرٍ غَدا في رَأسِ شاهِقَةٍ / مِنَ العَواصِمِ طامٍ يَقذِفُ الدُرَرا
شِعرٌ سَمَت بِاِسمِهِ الشِعرى لِشِركَتِها / فيهِ فَقامَت تُباهي الشَمسَ وَالقَمَرا
لَو قامَ بَعضُ رُواةِ الشِعرِ يُنشِدُهُ / يَوماً بِأَرضِ أَزالٍ أخجلَ الحِبَرا
سِحرٌ وَلكِنَّ هاروتاً وَصاحِبَهُ / ماروتَ ما نَهيا فيهِ وَلا أَمرا
كَم قُمتُ في مَجلِسِ الساداتِ أُنشِدُهُ / فَلَم يَكُن لِحَسودٍ في عُلاهُ مرا
عَجِبتُ مِن مَعشَرٍ كَيفَ اِدَّعَوا سفهاً / مِن بَعدِ ما سَمعوهُ أَنَّهُم شُعَرا
لَولا التُقى قُلتُ لا شَيءٌ يُعادِلُهُ / أَستَغفِرُ اللَهَ إِلّا النَملُ وَالشُعَرا
أنا الَّذي سارَ في الدُنيا لَهُ مثلٌ / أَهديتُ مِن سُفهٍ تَمراً إِلى هَجَرا
جَرَيتُ في شَأوِهِ أَبغي اللَحاقَ بِهِ / فَما تَعَلَّقتُ إِلا أَن ظَفرت بَرى
وَالشِعرُ صَيدٌ فَهذا جُلُّ طاقَتِهِ / حَرشُ الضِبابِ وَهذا صائِدٌ بَقَرا
وَلَيسَ مُستَنزِلُ الأَوعالِ من يَفَعٍ / كَمَن أَتى نَفَقَ اليَربوعِ فَاِحتَفَرا
وَإِنَّ مَن شارَفَ التِسعينَ في شُغُل / عَنِ القَوافي جَديرٌ أَن يَقولَ هُرا
إِذا لَقيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ
إِذا لَقيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ / فَإِنَّ جَمعَهُم المَغرورَ مُنتَهبُ
لَكَ النُفوسُ وَلِلطَيرِ اللَحومُ وَلِل / وَحشِ العِظامُ وَلِلخَيّالَةِ السَلَبُ
يا سَيِّداً عِرضُهُ عارٍ مِنَ العارِ
يا سَيِّداً عِرضُهُ عارٍ مِنَ العارِ / وَجودُهُ في البَرايا سائِرٌ ساري
قَد كانَ لي مِن بَناتِ الزِنجِ جارِيَةٌ / صَبورَةٌ عِندَ إِعساري وَإيساري
لَها مِنَ الرومِ أَولادٌ كَأَنَّهُمُ / قداحُ نَبعٍ أُجيلَت بَينَ أَيسارِ
تَضُمُّهُم في حَشاها طولَ لَيلَتِها / وَأَكثَرَ اليَومِ إِشفاقاً مِنَ الباري
وَكُنتُ أَجررتهُم عَنها فَما اِمتَنَعوا / عَن حَجمِ أَخلافِها يَوماً بِإِجرارِ
وَقَد شَقيتُ فَخَلّصني بِضَرَّتِها ال / بَيضاءِ أَو أُختِها السَوداءِ مِن قارِ
يا سَيِّداً لا يُماري في فَواضِلِه
يا سَيِّداً لا يُماري في فَواضِلِه / خَلقٌ وَلَم يُرَ مِنها غَيرَ مُمتارِ
يا باذِلَ المالِ وَالأَنواءُ مُخلِفَةٌ / وَمانِعَ القَدرِ الجاري مِنَ الجارِ
ما لي ظَمِئتُ إِلى الصَهباءِ في عَدَنٍ / وجودُ كَفِّكَ فيها سائِرٌ ساري
فَاِنقَع أُواري بِها صَهباءَ صافِيَةً / صِرفاً لَها قَبسٌ مِن دَنِّها وارِ
كَأَنَّما نَشرُها المِسكُ الفَتيقُ إِذا / ما فاحَ أَو عِرضُكَ العاري مِنَ العارِ
وَلا تَقُل ساحِلُ الإِفرَنجِ أَملُكُهُ
وَلا تَقُل ساحِلُ الإِفرَنجِ أَملُكُهُ / فَما يُساوي إِذا قايَستَهُ عَدَنا
وَما تُريدُ بِجِسمٍ لا حَياةَ لَهُ / مِن خُلصِ الزبدَ ما أَبقى لَكَ اللَبَنا
وَإِن أَرَدتَ جِهاداً رَوِّ سَيفَكَ مِن / قَومٍ أَضاعوا فُروضَ اللَهِ وَالسُّنَنا
طَهِّر بِسَيفِكَ بَيتَ اللَهِ مِن دَنَسٍ / وَما أَحاطَ بِهِ مِن خِسَّةٍ وَخَنا
وَلا تَقُل إِنَّهُم مِن آلِ فاطِمَةٍ / لَو أَدرَكوا آلَ حَربٍ قاتَلوا الحَسَنا
يا مُورِدَ الرُمحِ ظَمآناً وَمُصدِرَهُ
يا مُورِدَ الرُمحِ ظَمآناً وَمُصدِرَهُ / يَومَ الكَريهَةِ رَيّاناً مِنَ العَلَقِ
قَد عَيَّدَ الناسُ في نُعماكَ في جُدُدٍ / لكِنَّني بَينَهُم عَيَّدتُ في خَلَقِ
لَو كُنتُ جاراً لِشَمسِ الملكِ ما خَطَرَت
لَو كُنتُ جاراً لِشَمسِ الملكِ ما خَطَرَت / مَساءَتي لِصُروفِ الدَهرِ في خَلَدِ
وَكانَ أَرفَعَ مِن كيوانَ مَنزِلَةً / قَدري وَأَمنَعَ مِن عِرّيسَةِ الأَسَدِ
لكِنَّني بَينَ قَومٍ ما رَعوا ذِمَمي / فيهِم وَلا أَخَذوا مِن عَثرَةٍ بِيَدي
الحابِسينَ أَوانَ الخِصبِ كَلبَهُم / وَالمَوقِدي النارِ بَينَ السَجفِ وَالنَضَدِ
قَد زارَني مِن بَني الأَتراكِ مُختَفِياً
قَد زارَني مِن بَني الأَتراكِ مُختَفِياً / ظَبيٌ عَلى غَيرِ ميعادٍ لَهُ سَلَفا
يهزُّ مِن قَدِّهِ رُمحاً عَلى نَقَوَي / رَملٍ يَنوءُ بِهِ ثِقلاً إِذا اِنعَطَفا
سَقَت عَوارِضَهُ جَفناهُ سارِيَةً / فَأَنبَتَت عارِضاهُ رَوضَةً أُنُفا
كَأَنَّهُ دُرَّةُ الغَوّاصِ كادَ يَرى / مِن قَبلِ رُؤيَتِها في كَفِّهِ التَلَفا
وَلا سَبيلَ إِلى مَعسولِ ريقَتِهِ / حَتّى يَبيتَ مِنَ الصَهباءِ مُرتَشَفا
فَامنُن بِها مِثلَ ديني رِقَّةً وَشَذى / ذِكراكَ طيباً وَقَلبي في هَواكَ صَفا
جاءَت تُوَدِّعُني وَالدَمعُ يَغلُبُها
جاءَت تُوَدِّعُني وَالدَمعُ يَغلُبُها / عِندَ الرَحيلِ وَحادي البَينِ مُنصَلِتُ
وَأَقبَلَت وَهيَ في خَوفٍ وَفي دَهشٍ / مِثلَ الغَزالِ مِنَ الأَشراكِ يَنفَلِتُ
فَلَم تُطِق خيفَةَ الواشي تُوَدِّعُني / وَيحَ الوُشاةِ لَقَد لاموا وَقَد شَمَتوا
وَقَفتُ أَبكي وَراحَت وَهيَ باكِيَةٌ / تَسيرُ عَنّي قَليلاً ثُمَّ تَلتَفِتُ
فَيا فُؤادِيَ كَم وَجدٍ وَكَم حَزَنٍ / وَيا زَمانِيَ ذا جَورٌ وَذا عَنَتُ
يَعدو الرِياضَ الحَيا وَالأَرضُ مُجدِبَةٌ
يَعدو الرِياضَ الحَيا وَالأَرضُ مُجدِبَةٌ / رِزقاً وَفي البَحرِ ذَيلُ السُحبِ مَسحوبُ
فَلا لِعَجزٍ تَعَدّى تِلكَ نائِلُهُ / وَلا لِحِرصٍ سَقَت تِلكَ الشَآبيبُ
وَالرِزقُ يَأتي وَإِن لَم يَسعَ صاحِبُهُ / حَتماً وَلكِن شَقاءُ المَرءِ مَكتوبُ
لَولا الرَدى كانَتِ الدُنيا لِمَن سَبَقا
لَولا الرَدى كانَتِ الدُنيا لِمَن سَبَقا / اللَهُ يَبقى وَيَفنى كُلُّ ما خَلَقا
يَهوى الحَياةَ بَنو الدُنيا وَقَد علموا / أَنَّ الحَياةَ عَناءٌ دائِمٌ وَشَقا
ما مَرَّ مِن عُمُرِ الإِنسانِ في حَزَنٍ / أَو في سُرورٍ كَطَيفٍ في الكَرى طَرَقا
يا أَيُّها الصاحِبُ الصَدرُ الَّذي شَهِدَت
يا أَيُّها الصاحِبُ الصَدرُ الَّذي شَهِدَت / بِفَضلِهِ وَنَداهُ البَدوُ وَالحَضَرُ
عَساكَ تَقبَلُ شَيئاً قَد بَعَثتُ بِهِ / نَزراً فَإِنّي إِلى عَلياكَ أَعتَذِرُ
وَلَو بَعَثتُ عَلى مِقدارِ فَضلِكَ أَر / سَلتُ الكَواكِبَ فيها الشَمسُ وَالقَمَرُ
لَو كُنتُ أُهدي لِمَولانا مَشاكِلَهُ
لَو كُنتُ أُهدي لِمَولانا مَشاكِلَهُ / لَكُنتُ أُهدي إِلَيهِ السَهلَ وَالجَبَلا
وَإِنَّما العَبدُ أَهدى كُنهَ قُدرَتِهِ / وَالنَملُ يُعذَرُ في القدرِ الَّذي حَمَلا
تَبارَكَ اللَهُ أَعطى الناسَ ما سَأَلوا
تَبارَكَ اللَهُ أَعطى الناسَ ما سَأَلوا / صَفواً وَكالَ لَهُم بِالزائِدِ الوافي
فَالحَمدُ لِلَّهِ شُكراً إِنَّني رَجُلٌ / ما بارَكَ اللَهُ لي إِلّا بِأَضيافي
اللَهُ يَعلَمُ ما حَلَّلتَ مِن دَمِها
اللَهُ يَعلَمُ ما حَلَّلتَ مِن دَمِها / وَسَفكِهِ مُستَحلاً بَعدَما حَرُما
لَكِن رَأَيتَ ذَوي الجاهاتِ تَشرَبُها / رِيّاً وَتَتعَبُ في تَحصيلِها العُلَما
قالوا الموفقُ شَيعِيٌّ فَقُلتُ لَهُم
قالوا الموفقُ شَيعِيٌّ فَقُلتُ لَهُم / هَذا خِلافُ الَّذي لِلنّاسِ مِنهُ ظَهَر
وَكَيفَ يُصبِحُ دينُ الرَفضِ مَذهَبَهُ / وَما دَعاهُ إِلى الإِسلامِ غَيرُ عُمَر
لا تَحسبوا أَنَّ قَلبي عَن مَحَبَّتِكُم
لا تَحسبوا أَنَّ قَلبي عَن مَحَبَّتِكُم / وَإِن تَمادَيتُم في هَجرِكُم زاغا
رَثَّت مَواثيقُ عَهدٍ كُنتُ أَعرِفُها / وَبَينَنا أَصبَحَ الشَيطانُ نَزّاعا
وَلَستُ آيسُ مِن وَصلٍ أُسَرُّ بِهِ / قَد يَجمَعُ اللَهُ بومَ القَفرِ وَالزاغا
وَسَوفَ أَرقُبُ بَدراً مِن وِصالِكُمُ / يَكونُ في ظُلمَةِ الهجرانِ بَزّاغا
إِذا اِختَبَرتَ بَني الدُنيا وَجَدتَهُمُ / عَقارِباً وَثَعابيناً وَأَوزاغا
وَإِن تَأَمَّلتَ أَخباراً أَتَوكَ بِها / رَأَيتَ زوراً وَرَوّاغاً وَأَوزاغا
يا مَعشَرَ الناسِ حالي بَينَكُم عَجَبٌ
يا مَعشَرَ الناسِ حالي بَينَكُم عَجَبٌ / وَلَيسَ لي بَينَكُم يا قَومُ أَنصارُ
هَذا اِبنُ كامِل قَد أَودَعتُهُ ذَهباً / صُيّابَةً ما لَها في العَينِ مِقدارُ
وَجِئتُ أَطلُبُها مِنهُ وَقَد عرَضَت / في السوقِ مِنّي لُباناتٍ وَأَوطارُ
فَقامَ يَنفُضُ كميهِ وَيَنظُرُ في / صُندوقِهِ وَيُنادي جَرَّها الفارُ
فَقُلتُ لا شَبَّ قَرنُ الفارِ كَم أَكَلوا / مالَ اليَتامى وَكَم جَرُّوا وَكَم جاروا
لَيلٌ بِأَوَّلِ يَومِ الحَشرِ مُتَّصِلُ
لَيلٌ بِأَوَّلِ يَومِ الحَشرِ مُتَّصِلُ / وَمُقلَةٌ أَبداً إِنسانُها خَضِلُ
وَهَل أُلامُ وَقَد لاقَيتُ داهِيَةً / يَنهَدُّ لَو حَمَلَتها بَعضها الجبُلُ
ثَوى المِصَكُّ الَّذي قَد كُنتُ آملُهُ / عَوناً وَخُيِّبَ فيهِ ذلِكَ الأَمَلُ
لا تَبعُدَن تُربَةٌ ضَمَّت شَمائِلَهُ / وَلا عَدا جانِبَيها العارِضُ الهَطِلُ
لَقَد حَوَت غَيرَ مِكسالٍ وَلا رَعِشٍ / إِن قَيَّدَ القُودَ مِن دونِ السُرى الكَسلُ
قَد كانَ إِن سابَقَتهُ الريحُ غادِرَها / كَأَنَّ أَخمَصَها بِالشَوكِ يَنتَعِلُ
لا عاجِزاً عِندَ حَملِ المُثقِلاتِ وَلا / يَمشي الهُوَينى كَما يَمشي الوَجى الوَجِلُ
مُكَمَّلُ الخَلقِ رَحبُ الصَدرِ مُنتَفِخُ ال / جَنبَينِ لا ضامِرٌ طاوٍ وَلا سَغِلُ
يَطوي عَلى ظَمَأٍ خمساً أَضالِعَهُ / في بيضةِ الصَيفِ وَالرَمضاءُ تَشتَعِلُ
وَيَقطَعُ المُقفِراتِ الموحِشاتِ إِذا / عَن قَطعِها كَلَّتِ المَهرِيَّةُ البُزُلُ
فَفي الأَباطِحِ هَيقٌ راعَهُ قَنَصٌ / وَفي الجِبالِ المُنيفاتِ الذُرى وَعِلُ
يُرَجّعُ النَهقَ مَقروناً وَيُطرِبُني / لَحناً كَما يُطرَبُ المَزمومُ وَالرَمَلُ
لَو كانَ يُفدى بِمالٍ ما ضَنَنتُ بِهِ / وَلَم تُصَن دونَهُ خَيلٌ وَلا خَوَلُ
لكِنَّها خُطَّةٌ لا بُدَّ يَبلُغُها / هَذا الوَرى كُلُّ مَخلوقٍ لَهُ أَجَلُ
وَإِنَّ لي بِنِظامِ الدينِ تَعزِيَةً / عَنهُ وَفي النَجبِ مِن أَبنائِهِ بَدَلُ