القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحلّاج الكل
المجموع : 45
العُشقُ في أَزَلِ الآزالِ مِن قِدَمٍ
العُشقُ في أَزَلِ الآزالِ مِن قِدَمٍ / فيهِ بِهِ مِنهُ يَبدو فيهِ إِبداءُ
العُشقُ لا حَدَثٌ إِذ كانَ هُو صفةً / مِنَ الصَفاتِ لِمَن قَتَلاهُ أَحياءُ
صِفاتُهُ مِنهُ فيهِ غَيرُ مُحدَثَةٍ / وَمُحدَثُ الشَيءِ ما مَبداهُ أَشياءُ
لَمّا بدا البَدءُ أَبدى عِشقُهُ صِفَةً / فيما بَدا فَتَلَالاَ فيهِ لَألاءُ
وَاللامِ بِالأَلِفِ المَعطوفِ مُؤتَلِفٌ / كِلاهُما واحِدٌ في السَبَقِ مَعناءُ
وَفي التَفَرُّقِ إِثنانِ إِذا اِجتَمَعا / بِالإِفتِراقِ هُما عبدٌ وَمَولاءُ
كَذا الحَقائِقُ نارُ الشَوقِ مُلتَهِبٌ / عَنِ الحَقيقَةِ إِن باتوا وَإِن ناءوا
ذَلّوا بِغَيرِ اِقتِدارٍ عِندَما وَلِهوا / إِنَّ الأَعِزّا إِذا اِتاقوا أَذِلاءُ
ما يَفعَلُ العَبدُ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ
ما يَفعَلُ العَبدُ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ / عَلَيهِ في كُلِّ حالٍ أَيُّها الرائي
أَلقاهُ في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ / إِيّاكَ إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماءِ
لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي
لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي / لَبَّيكَ لَبَّيكََ يا قَصدي وَمَعنائي
أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل / نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي
يا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي / يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي
يا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري / يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي
يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ / وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي
يا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت / وَجداً فَصِرتُ رَهيناً تَحتَ أَهوائي
أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني / طَوعاً وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي
أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني / شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي
فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ / مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي
قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم / يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي
حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني / فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي
إِنّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ / فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي
يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي / عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي
كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُ / تَغَوُّثاً وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ
وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ / إِلّا الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائي
ذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ / وَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي
يا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني / يا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي
قُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري / لِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي
إِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِباً / فَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي
لِلعِلمِ أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ
لِلعِلمِ أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ / وَلِلعُلومِ وَأَهليها تَجاريبُ
وَالعِلمُ عِلمانِ مَطبوعٌ وَمُكتَسَبُ / وَالبَحرُ بِحرانِ مَركوبٌ وَمَرهوبُ
وَالدَهرُ يَومانِ مَذمومٌ وَمُمتَدَحٌ / وَالناسُ اِثنانِ مَمنوحٌ وَمَسلوبُ
فَاِسمَع بِقَلبِكَ ما يَأتيكَ عَن ثقَةٍ / وَاِنظُر بِفَهمِكَ فَالتَمييزُ مَوهوبُ
إِنّي اِرتَقَيتُ إِلى طَودٍ بِلا قَدَمٍ / لَهُ مراقٍ عَلى غَيري مَصاعيبُ
وَخُضتُ بَحراً وَلَم يَرسُب بِهِ قَدَمي / خاضَتهُ روحي وَقَلبي مِنهُ مَرعوبُ
حَصباؤُهُ جَوهَرٌ لَم تَدنُ مِنهُ يَدٌ / لَكَنَّهُ بِيَدِ الأَفهامِ مَنهوبُ
شَرِبتُ مِن مائِهِ رِيّاً بِغَيرِ فَمٍ / وَالماءُ قَد كانَ بِالأَفواهِ مَشروبُ
لِأَنَّ روحي قَديماً فيه قَد عَطِشَت / وَالجِسمُ ما مَسَّهُ مِن قَبلُ تَركيبُ
إِنّي يَتيمٌ وَلي آب أَلوذُ بِهِ / قَلبي لِغَيبَتِهِ ما عِشتُ مَكروبُ
أَعمى بَصيرٌ وَإِني أَبلَهٌ فَطِنٌ / وَلي كَلامٌ إِذا ما شِئتُ مَقلوبُ
وَفِتيَةٍ عَرَفوا ما قَد عَرَفتُ فَهُم / صَحب وَمَن يَحظَ بِالخَيراتِ مَصحوبُ
تَعارَفَت في قَديمِ الذَرِّ أَنفُسُهُم / فَأَشرَقَت شَمسُهُم وَالدَهرُ غَريبُ
سِرُّ السَرائِرِ مَطوِيٌّ بِإِثباتِ
سِرُّ السَرائِرِ مَطوِيٌّ بِإِثباتِ / مِن جانِبِ الأُفُقِ مِن نورٍ بِطَيّاتِ
فَكَيفَ وَالكَيفُ مَعروفٌ بِظاهِرِهِ / فَالغَيبُ باطِنُهُ لِلذاتِ بِالذاتِ
تاهَ الخَلائِق في عَمياءَ مُظلِمَةٍ / قَصداً وَلَم يَعرِفوا غَيرَ الإِشاراتِ
بِالظَنِّ وَالوَهمِ نَحوَ الحَقِّ مَطلَبُهُم / نَحوَ السَماءِ يُناجونَ السَمَواتِ
وَالرَبُّ بَينَهُم في كُلِّ مُنقَلَبٍ / مُحِلُّ حالاتِهِم في كُلِّ ساعاتِ
وَما خَلَوا مِنهُ طَرفَ العَين لَو عَلِموا / وَما خَلا مِنهُم في كُلِّ أَوقاتِ
رَأَيتُ رَبّي بِعَنينِ قَلبي
رَأَيتُ رَبّي بِعَنينِ قَلبي / فَقُلتُ مَن أَنتَ قالَ أَنتَ
فَلَيسَ لِلأَينِ مِنكَ أَينٌ / وَلَيسَ أَينٌ بِحَيثُ أَنتَ
وَلَيسَ لَلوَهمِ مِنكَ وَهمٌ / فَيَعلَمُ الوَهمُ أَينَ أَنتَ
أَنتَ الَّذي حُزتَ كُلَّ أَينٍ / بِنَحوِ لا أَينٍ فَأَينَ أَنتَ
فَفي فَنائي فَنا فَنائي / وَفي فَنائي وُجِدتَ أَنتَ
في مَحو اِسمي وَرَسمِ جِسمي / سَأَلتُ عَني فَقُلتُ أَنتَ
أَشمارُ سِرّي إِلَيكَ حَتّى / فَنَيتُ عَنّي وَدُمتَ أَنتَ
أَنتَ حَياتي وَسِرُّ قَلبي / فَحَيثُما كُنتُ كُنتَ أَنتَ
أَحَطتَ عِلماً بِكُلِّ شَيءٍ / فَكُلُّ شَيءٍ أَراهُ أَنتَ
فَمُنَّ بِالعَفوِ يا إِلَهي / فَلَيسَ أَرجو سِواكَ أَنتَ
وَاللَهِ لَو حَلَفَ العُشّاقُ أَنَّهُم
وَاللَهِ لَو حَلَفَ العُشّاقُ أَنَّهُم / مَوتي مِنَ الحُبِّ أَو قَتلى لِما حَنَثوا
قَومٌ إِذا هُجِروا مِن بَعدِ ما وُصِلَوا / ماتوا وَإِن عادَ وَصلٌ بَعدَهُ بُعِثوا
تَرى المُحِبّينَ صَرعى في دِيارِهِمُ / كَفِتيَةِ الكَهفِ لا يَدرونَ كَم لَبِثوا
عَقدُ النُبُوَّةِ مِصباحٌ مِنَ النورِ
عَقدُ النُبُوَّةِ مِصباحٌ مِنَ النورِ / مُعَلَّقُ الوَحيِ في مِشكاةِ تَأمورِ
بِاللَهِ يَنفُخُ نَفخَ الروحِ في خَلَدي / لِخاطِري نَفخَ إِسرافيلَ في الصورِ
إِذا تَجَلّى بِطَوري أَن يُكَلِّمَني / رَأَيتُ في غَيبَتي موسى عَلى الطورِ
أَنتَ المُوَلِّهُ لي لا الذِكرُ وَلَّهَني
أَنتَ المُوَلِّهُ لي لا الذِكرُ وَلَّهَني / حاشا لِقَلبِيَ أَن يَعلَق بِهِ ذِكري
الذِكرُ واسِطَةٌ تُخفيكَ عَن نَظَري / إِذا تَوَشَّحَهُ مِن خاطِري فِكري
سَكَنتَ قَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسرارُ
سَكَنتَ قَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسرارُ / فَلتَهنِكَ الدارُ بَل فَليَهنِكَ الجارُ
ما فيهِ غَيرُكَ مِن سِرٍّ عَلِمت بِهِ / فَاِنظُر بِعَينِكَ هَل في الدارِ دَيّارُ
وَلَيلَة الهَجرِ إِن طالَت وَإِن قَصُرَت / فَمُؤنِسي أَمَلٌ فيهِ وَتِذكارُ
إِنّي لَراضٍ بَما يُرضيكَ مِن تَلَفي / يا قاتِلي وَلِمَا تَختارُ أَختارُ
الحُبُّ ما دامَ مَكتوماً عَلَي خَطرٍ
الحُبُّ ما دامَ مَكتوماً عَلَي خَطرٍ / وَغايَةُ الأَمنِ أَن تَدنو مِنَ الحَذَرِ
وَأَطيبُ الحُبِّ ما نَمَّ الحَديثُ بِهِ / كَالنارِ لا تَأتِ نَفعاً وَهيَ في الحَجَرِ
مِن بَعدِ ما حَضَرَ السَجّانُ وَاِجتمع ال / تَمَعَ أَعوانُ وَاِختَطَّ اِسمي صاحِبُ الخَبَرِ
أَرجو لِنَفسي بَراءً مِن مَحَبَّتِكُم / نَعَم إِذا تَبَرَأتُ مِن سَمعي وَمِن بَصَري
غِبتَ وَما غِبتَ عَن ضَميري
غِبتَ وَما غِبتَ عَن ضَميري / فَما زَجَت تَرحَتي سُروري
وَاِتَّصلِ الوَصلُ بِاِفتِراقٍ / فَصارَ في غَيبَتي حُضوري
فَأَنتَ في سِرِّ غَيب هَمّي / أَخفى مِنَ الوَهمِ في ضَميري
تُؤنِسُني بِالنَهارِ حَقّاً / وَأَنتَ عِندَ الدُجى سَميري
يا شَمسُ يا بَدرُ يا نَهارُ
يا شَمسُ يا بَدرُ يا نَهارُ / أَنتَ لَنا جَنَّةٌ وَنارُ
تَجَنُّبُ الإِثمِ فيكَ إِثمٌ / وَخيفَةُ العارِ فيكَ عارُ
يَخلَعُ فيكَ العِذارَ قَومٌ / فَكَيفَ مَن لا لَهُ عِذارُ
حَقيقَةُ الحَقِّ تَستَنيرُ
حَقيقَةُ الحَقِّ تَستَنيرُ / صارِخَةً بِالنَبا خَبيرُ
حَقيقَةٌ فيهِ قَد تَجَلَّت / مَطلَبُ مَن رامَها عَسيرُ
وَما وَجدتُ لِقَلبي راحَةً أَبَداً
وَما وَجدتُ لِقَلبي راحَةً أَبَداً / وَكَيفَ ذاكَ وَقَد هُيّيتُ لِلكَدَرِ
لَقَد رَكِبتُ عَلى التَغريرِ وَاِعجَبا / مِمَّن يُريدُ النَجا في المِسلَكِ الخَطِرِ
كَأَنَّني بَينَ أَمواجٍ تُقَلِّبُني / مُقَلِّباً بَينَ إِصعادٍ وَمُنحَدَرِ
الحُزنُ في مُهجَتي وَالنارُ في كَبِدي / وَالدَمعُ يَشهَدُ لي فَاِستَشهِدوا بَصَبري
مَن سارَروهُ فَأَبدى كُلَّ ما سَتَروا
مَن سارَروهُ فَأَبدى كُلَّ ما سَتَروا / وَلَم يُراعِ اِتِصالاً كانَ غَشّاشا
إِذا النُفوسُ أَذاعَت سِرَّ ما عَلِمَت / فَكُلُّ ما حَمَلَت مِن عَقلِها حاشا
مَن لَم يَصُن سِرَّ مَولاهُ وَسَيِّدَهُ / لَم يَأَمَنوهُ عَلى الأَسرارِ ما عاشا
وَعاقَبوهُ عَلى ماكَن مِن زَلَلٍ / وَأَبدَلوهُ مَكانَ الأُنسِ إيحاشا
وَجانَبوهُ فَلَم يُصلِح لِقُربِهِم / لَمّا رَأَوهُ عَلى الأَسرارِ نَبّاشا
مَن أَطلَعوهُ عَلى سِرٍّ فَنَمَّ بِهِ / فَذاكَ مِثلِيَ بَينَ الناسَ قَد طاشا
هُم أَهلُ سِرٍّ وَلِلأَسرارِ قَد خُلِقوا / لا يَصبِرونَ عَلى مَن كانَ فَحّاشا
لا يَقبَلونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم / وَلا يُحِبّونَ سَتراً كانَ وَشواشا
لا يَصطَفونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم / حاشا جَلالُهُم مِن ذَلِكُم حاشا
فَكُن لَهُم وَبِهِم في كُلِّ نائِبَةٍ / إِلَيهِم ما بَقى ذا الدَهرُ هَشّاشا
إِذا ذَكَرتُكَ كادَ الشَوقُ يُقلِقُني
إِذا ذَكَرتُكَ كادَ الشَوقُ يُقلِقُني / وَغَفلَتي عَنكَ أَحزانٌ وَأَوجاعُ
وَصارَ كُلّي قُلوباً فيكَ واعِيَةً / لِلسُقمِ فيها وَلِلآلامِ إِسراعُ
شَرطَ المَعارِفِ مَحوُ الكُلِّ مِنكَ إِذا
شَرطَ المَعارِفِ مَحوُ الكُلِّ مِنكَ إِذا / بَدا المُريدُ بِلَحظٍ غَيرِ مُطَّلِعِ
هُوَ اِجتِباني وَأَدناني وَشَرَّفَني
هُوَ اِجتِباني وَأَدناني وَشَرَّفَني / وَالكُلّ بِالكُلِّ أَوصاني وَعَرَّفَني
لَم يَبقِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ جارِحَةً / إِلّا وَأَعرِفُهُ فيها وَيَعرِفُني
صَيَّرَني الحَقُّ بِالحَقيقَه
صَيَّرَني الحَقُّ بِالحَقيقَه / بِالعَهدِ وَالعَقدِ وَالَثيقَه
شاهَدَ سِرّي بِلا ضَميري / هَذا سِرّي وَذي الطَريقَه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025