المجموع : 28
يا حاكم الصلح يا مَن قد سَما شرَفاً
يا حاكم الصلح يا مَن قد سَما شرَفاً / ونالَ مرتبة مِن دونها الرتبُ
سميتَ إدريس إذ أنت الرئيس وقد / تَواضَعَت لعُلاك الأنجم الشهبُ
حَكَمتَ بالعدل لا ترضى بمظلمةٍ / ولا يمسّكَ لا خوفٌ ولا رهبُ
مضى الحُسين فأبكى أعينَ النُقبا
مضى الحُسين فأبكى أعينَ النُقبا / والشعبُ مِن بعده قد عادَ مُكتَئِبا
مضى فأَجرى من الأشرافِ أدمُعَها / حزناً وأورى بأحشاء العلى لهَبا
سرى إلى طوس كي فيها يزورَ أبا ال / جواد أعني عليّاً سيّد النُجبا
وحينَ حلّ بها والموت فاجأهُ / مَضى إلى اللّه عن أهليه مُغتربا
طوبى له قَد مضى عند اِبن فاطمة / مَن شاع عند البَرايا سيّد الغُرَبا
هو ابن موسى على الطهر من شَهِدَت / له الوَرى أنّه أزكاهمُ نَسَبا
فكلّ مَن زاره يحظى بِمَغفرةٍ / يوم المعادِ ومنه يدرك الأرَبا
لأنّه من أناس سادة نجُبٍ / على جميع البرايا حقُّهم وجَبا
آل النبيّ الأُلى طابت عناصرُهم / أنوارهم تُخجِل الأقمار والشهُبا
مضى الحسين فيا لهفي عليه لقد / مَضى وعنّا ببطن اللحد قد حُجِبا
فاِعجَب له كيف عنّا غاب مُرتحلاً / وكيفَ بدرُ العُلى عن أفقهِ غرُبا
عليه أصبح قلب المجدِ مُنصدَعٌ / وَتَشتكي بعده أمّ العُلى عَطبا
أبو عليّ مضى والحزن غامَرنا / وكلّ شهمٍ لما قد ناله ندَبا
لكنّنا نتسلّى بعد رحلتهِ / بسيّدٍ صار في الأمجاد مُنتدبا
هو النقيبُ الزعيم المرتدي بعلا / لم يتّخذ غير فعل الخيرِ مُكتسبا
حفّت به من ذويه معشرٌ كرم / وكلّهم لعُلاه أصبحوا قربا
كأنّهم أنجمٌ من حوله اِجتمعوا / والكلّ منهم على عرشِ العلى نصبا
لهُم مناقب لا تُحصى وإنّ لهم / عزّاً وفخراً ومجداً سامياً رتبا
يا أيّها الحسن الزاكي وسيّدنا / ومَن له ربّه بالمكرُمات حَبا
وقفت دون عليّ مَوقفاً فله / بلا الرجاء فلا يرجو سواك أبا
يا أيّها النائب المحبوب عِش أبداً / عنِ البلاد تزيلُ الهمّ والنوَبا
أبقاكَ ربّك للقُربى ودمتَ لنا / مُؤيّدا لك عزّ الدهر قد وُهِبا
آلُ النقيب وأبناء الحسين بنى / لهم إلهُ السما من فضله قبَبا
الهاشميّون مَن فاضت أكفّهم / على المقلِّ بجودٍ يُخجل السُحبا
تسابَقوا للعُلا قِدماً وقد ضربوا / في هامةِ العزّ مِن عليائهم طنبا
لهُم مآثرُ في الدنيا وقد سبَقوا / إلى الفخارِ وسادوا العجمَ والعرَبا
أُهدي التهاني إلى الأستاذ كاظم مَن
أُهدي التهاني إلى الأستاذ كاظم مَن / بِفضلهِ سادَ أهل الفضل والأدبِ
عَيناهُ قرّت بمولودٍ بغرّتة ال / غرّاء قد طلعت فاقت على الشهبِ
عمّ السرور جميع المخلصين به / وأعلن الكلّ بالأفراح والطربِ
وإنّه خيرُ مولود أتى وَلذا / تراهُ أصبح منسوباً لخير أبِ
مِن كاظمٍ نجل منظور وإنّ له / مِن دوحة العزّ أكرمْ فيه من نسبِ
بيوم مولده الأحباب قد فَرِحوا / إذ أدركوا بعُلاه غاية الأربِ
وزادَ أُنسهمُ فيه وبِشرهم / وأَصبح الكلّ مِن رؤياه في عجبِ
نَرجو منَ اللّه يُبقيه ويحرسه / وَصانه اللّه محفوظاً من النوبِ
قَضى الرِضا فبكاهُ الفضل والأدبُ
قَضى الرِضا فبكاهُ الفضل والأدبُ / وَأعولت بعدهُ الأشعارُ والخطبُ
مَضى فأخلا ربوعاً كان يَسكُنها / فَها هي اليوم تبكيه وتنتحبُ
تنعي خَطيباً لقد طابت أرومته / كريم أصلٍ له من هاشم نسبُ
أبوه كان خطيباً مصقعاً لبقاً / وَمنه كانت رِجالُ الفضل تكتسبُ
وإنّه كان في علمٍ وفي عمل / بحراً خِضمّاً وفيه لؤلؤ رطبُ
وإن رقى منبراً يوماً لموعظة / فالناسُ تثني لها من حوله ركبُ
وذا اِبنهُ حاز من عليا أبيه عُلا / وَالفضل أن يتساوى اِبن بهِ وأبُ
هذي البلاد لهم بالفضل شاهدةٌ / بأنّهم خيرُ قومٍ سادة نجبُ
فنُّ الخطابة فيه كان منتهجاً / وليس إلّا له يُعزى وينتسبُ
إنّي أسِفت على قوم بيوتهم / خَلت وطافَ عليها الحزن والوصبُ
أرى عجائب في الدنيا تمرّ بنا / وإنّما الدهر دهر كلّه عجبُ
كيف المنيّة منّا سيّداً خَطفت / وكيف في التربِ بدرُ التمّ يحتجبُ
وكيف مِن بعده آثارهُ اِندرست / وكان فيها الهمام الماجد الحسبُ
فلا أرى أحداً إلّا لرحلته / ينعي له أسفاً والقلب منشعبُ
هذي منابرهُ حنّت عليه شجى / مُذ غاب عنها ومنها الدمع ينسكبُ
إنّي لأرجو من الرحمن يُسكِنُهُ / في الخلدِ قَصراً فناه واسع رحبُ
وفي جوارِ الحسين السبط منزلهُ / داراً تفيض عليها دائماً سحبُ
لأنّه خادم لاِبن النبيّ ومن / يَحظى بخدمتهِ إكرامه يجبُ
فإن أقمتم له حفلاً فإنّ لكم / أجراً عظيماً وشكراً أيّها العربُ
وأهل بغداد قد قاموا بواجِبهم / وغير إكرام أهلِ البيت ما طلبوا
إلى الغريّ بهِ ساروا بجمعهم / فشيّعوه وحفلاً للعزا نَصبوا
وأنتمُ اليوم أبديتم مساعدةً / حسنى لمن بعده في بيته عقبُ
لا غرو أنّهم أبناء فاطمة / وكلّهم لرسول اللّه مُنتسبُ
وأنتم الشيعة المعروف حبّكم / لآلِ طه وفيكم تكشف الكُرَبُ
هيّا إلى العلم إنّ العلم مفخرة / وإنّه لبنيه المنهل العذبُ
وشيّدوا ما لكم آباؤكم تركت / وجدّدوا مجد أسلافٍ لكم ذهبوا
إنّي أرى ليس غير العلم ينفعكم / لا المال ينفعكم كلّا ولا الذهبُ
فَليحيَ قوم طريق العلم قد سلَكوا / وفي الثقافة والتهذيب قد رَغِبوا
ما العلم إلّا سلاح يُستعان به / على الخطوب إذا ما حلّتِ النُوبُ
وإنّ بالعلم يسمو قدر صاحبه / علاً وتنحطّ تعظيماً له الشهبُ
يا قوم جدّوا لنيل العلم واِجتَهدوا / فإنّ بالعلم حتماً تُدركُ الأربُ
قد فازَ بالعلم أقوام لهم بُنِيَت / في هامة الفخر من آدابهم قببُ
فإن يَمُت جاهل تُمحى مآثره / وإن يَمُت عالم تبقى له كتبُ
فاِنظر إلى سادةٍ قزوين أصلهمُ / وإنّهم مِن رسول اللّه قد قربوا
بالعلمِ سادوا على كلّ الورى شرفاً / وفوق هام السهى أذيالهم سَحبوا
مِنهم أبو صالح المهدي سيّدنا / مَن للزِعامة بين الناس منتخبُ
آباؤهُ الغرّ أعلام الهدى ولهم / مِن فضلهم قد سَمَت فوق السما رتبُ
فَليسَ فيهم سوى شهم ومحترم / وكلّهم للعلا والفخر منتخبُ
زهرُ الربيع يُرى أم سادة نجُب
زهرُ الربيع يُرى أم سادة نجُب / وروضة أينعت أم أنجمٌ شهبُ
تجمّع الشرقُ فيها فهو مؤتلف / كالعقد يلمع فيه الدرّ والذهبُ
كفاهُ أنّ يد الفاروق تنظمهُ / وأنّه أملٌ للشرق مرتقبُ
بني العروبةِ هذا القصر يَجمَعُنا / وليس فيه من الحجّاج مغتربُ
عَجبتُ للنيل يروي كلّ ذي لهبٍ / يكادُ مِن نفَحات الشوق يلتهبُ
حيّاكمُ وهو جذلان وقال لكم / إنّ العروبة فيما بيننا نسبُ
هذي يدي يا بني مصر تُصافِحكم / فَصافِحوها تصافِح نفسها العربُ
أبا الجواد رعاكَ اللّه مِن عَلم
أبا الجواد رعاكَ اللّه مِن عَلم / إليه لا زال أمرُ الشرع يستندُ
إنّي أتيتك يا مولايَ مُعتذراً / كذاكَ يطلبُ صفحَ الوالد الولدُ
أبا الجوادِ رَعاك اللّه من علَم
أبا الجوادِ رَعاك اللّه من علَم / إليهِ أصبحَ أمرُ الشرع يستندُ
إنّي أتيتك يا مولايَ مُعتذراً / كذاك يطلب صفح الوالد الولدُ
محمّد أنتَ مَولانا وسيّدنا
محمّد أنتَ مَولانا وسيّدنا / وفيكَ أصبح هذا الدينُ يفتخرُ
أنا المُسيء وأنتَ المُحسن اِعترفت / بأنّ وجهكَ في أفقِ الهدى قمرُ
بالعزّ والنصرِ والإقبالِ والظفرِ
بالعزّ والنصرِ والإقبالِ والظفرِ / قد عادَ سيّدنا المحبوب من سفرِ
من الرِضا عاد شبلُ المُرتضى وله / وجهٌ منيرٌ يضاهي فلقة القمرِ
فالعيدُ عادَ لأهلِ الطفّ قاطبة / وزالَ عنهم ظلامُ الهمّ والكدرِ
للّه مِن قادمٍ فيه الطفوف زَهَت / وأزهرت مثل زهوِ الروض بالمطرِ
فحقّ أن نحتفي فيه ونكرمَهُ / فإنّه خيرُ مَن يُرجى من البشرِ
فهوَ العظيم الكريم المُرتقي شَرفاً / هامَ الفخار فلا فخر لمفتخرِ
محمّد الحسن الزاكي الّذي اِشتَهَرت / أخلاقهُ عندَ أهل البدو والحضرِ
سَل عنه إيران ماذا منه قد شَهِدَت / وَهل رَأَت منه إلّا طيّب الأثرِ
مُذ زارَ في طوس مولى مَن يَزُره يَنل / أجراً ويحيا سَعيدا دائمَ العمرِ
فالبدرُ والشمس قد كانا له تبعاً / كالفَرقدينِ يسيرا أين ما يسرِ
فذاكَ كالبدرِ في أفق الكمال وذا / شمسٌ أضاءت بنور ضاء مُزدهرِ
ترى إليه العلا يَسعى على عجلٍ / مسعى غُلامٍ إلى مولاه مبتدرِ
شهم على الناس لا تخفى فضائلهُ / كالشمسِ معروفة بالعين والأثرِ
حَوى المفاخِرَ دون الناس كلّهم / فلَم يَدَع لفتى فَخراً ولم يذرِ
يُمناهُ بالبذلِ والإحسان قد عرفت / تنهلّ للناس مثل الغيث والمطرِ
مِن دوحةٍ قَد سَمَت هام السها كَرَماً / وَأسرة عُرِفت مِن أشرف الأسرِ
قد أرضعته المَعالي صفو درّتها / وقَد تربّى على المعروف من صغرِ
فتىً تجودُ يداه بالذي مَلَكت / على العفاةِ فلا يخشى من الضررِ
تَزهو السدانة فيه وهي حافلة / بنورهِ وشذاه الطيّب العطرِ
مَن كان سادن للعبّاس حقّ له / بالأمرِ والنهي يسمو كلّ مؤتمرِ
مَهما تحدّثتَ يوماً عن فضائله / أضرَمت ناراً بقلب الحاسد الأشرِ
هو الزعيمُ المُفدّى مَن له نسبٌ / زاكٍ وأصل عريق من بني مُضرِ
وفيضُ نائلهِ للمُجدبين غدا / كالبحرِ ينتج ألواناً من الدررِ
فَقُل لشانِئه لا عشتَ في رغدٍ / ولا سَلِمت منَ الأدواء والخطرِ
وَلا أَرتكَ الليالي صفوَها أبداً / وَدُمتَ تلبس ثوبَ الذلّ والصغرِ
طاوَلتَ شَخصاً كريماً لا مثيل له / بالخلق والخلق والآداب والسيرِ
فَما رَبِحتَ ولم تكسب سوى فشلٍ / وقد تحمّلت ذَنباً غير مغتفرِ
هنّيت آل ضياء الدين فيه فَهُم / في الأفقِ قد طَلَعوا كالأنجم الزهرِ
فكلّ فردٍ تراه في محاسنهِ / فَرداً وضوء سناه غير مُستترِ
فأحمد مَن لهُ أمّ العلا نَسجت / برداً منَ الفخر مأموناً من الخطرِ
تراهُ بين بنيهِ وهو مبتسمٌ / كليثِ غابٍ كميٍّ باسل خدرِ
قد نالَ عزّاً ومجداً سامياً وعلا / وقد حَوى الفخر من آبائه الغررِ
تمّ الهَنا لأبي موسى الذي اِعتَرَفت / لهُ الورى أنّه من خيرة الخيرِ
له الزعامة في الفيحاء من قدمٍ / كذاك آباؤُه في سالف العصرِ
وإنّني بأبي بدري مفتتنٌ / وليسَ لي غيره في الناس من ذخرِ
فَعِش سعيداً أبا بدريّ واِبقَ على / رغمِ الحسود بعزِّ اللّه منتصرِ
سِر بالسلامةِ والإقبالِ بالظفرِ
سِر بالسلامةِ والإقبالِ بالظفرِ / فأنتَ كالبدرِ إن تطلع وإن تسرِ
إن تَرتَحِل فلقد أبقيت من كرم / يا أيّها الشهم فينا طيّب الأثرِ
هذي الأماجد من بشراك اِحتَفَلت / لدى الوَداع كشهب حفّ بالقمرِ
فاِذهب عزيزاً بحفظ اللّه مُنتصراً / وقاك ربّك من شرّ ومن خطرِ
على جَبينك نورُ الحقّ قد سَطَعا
على جَبينك نورُ الحقّ قد سَطَعا / لذاكَ صِرتَ لأهلِ الحقّ مُتّبعا
وَقَد ترفّعت قَدراً في العلى شرفاً / واللّه ذِكرك ما بينَ الملا رَفَعا
طروسُ فضلكَ بين الناسِ قَد نشرَت / علماً وحكماً لمن يبقي الهدى شرعا
قَدِمتَ فالدار أضحت فيك زاهرةً / وفيكَ أصبحَ شملُ العلم مُجتَمِعا
يا قادماً جاء والإقبال يصحبهُ / وحلفهُ النصر والتأييد كان مَعا
ففيكَ روضُ الهنا قد عاد مُبتَسِما / وطائر البِشر في الأغصانِ قد سَجَعا
وَاِستَبشَرت فيكَ أرباب العلوم وقد / أضحى بِوجهكَ عنها الكربُ مُنقَشِعا
يا فرحةً مَلَأت قلبَ الهدى فرحاً / غداةَ نور الحسين الطهر قَد لَمَعا
الحجّة المُقتدى للمسلمين ومن / له المُهيمن جمّ الفضل قد جَمَعا
علّامة علَمٌ في كلّ مشكلةٍ / يَسعى لكي يمحقَ الإلحادَ والبِدَعا
للبيتِ حجّ لكي يقضي فريضتهُ / بالنسكِ مؤتزراً بالزهد مدَّرِعا
لولاهُ ما أنفقَ الحجّاج في عمل / بل إنّما فيه كلّ الشكّ قد رُفِعا
في البيتِ قد طافَ سَبعاً حول كعبتهِ / وفيهِ لبّى مُطيعاً مُحرماً وسَعى
وَفي المدينةِ مُذ أبدى طلاقتهُ / وَالخصم لمّا رآه ثائراً خَضَعا
نَعم كذا عُلماءُ الدين فضلهمُ / للناسِ يبدو فَشُكراً للّذي صنعا
عبد الحسين همامٌ باسلٌ بطلٌ / بِعلمهِ قد سَما للعزّ مرتفعا
له نِجار ذكيّ من دوحة كرمة / ينمى لأكرمِ أصلٍ منهُ قَد فرعا
السادة الأسرة الأمجاد آل طبا / مَن في بيوتهم القرآن قد وضعا
بهِ أُهنّي زعيمَ الدين سيّدنا / المولى أبا حسن مَن للصلاحِ دَعا
أرجو الإلهَ بأن يُبقي سماحتهُ / لكي يعيشَ بهِ الإسلامُ مُنتَفعا
والحجّة الحسن الزاكي الّذي أنا في / وِداده لَم يَزَل قلبي به ولعا
وَالسادةُ الأنجبون الأكرمون ومن / على المكارمِ والأخلاقِ قد طبعا
مَولايَ عُذراً فلا زلتم لنا كَنفاً / وَكهفَ عزّ مدى الأيّام مُمتَنِعا
العلمُ والدين صارا يَبكِيانِ مَعاً
العلمُ والدين صارا يَبكِيانِ مَعاً / غداةَ رُكن عماد الدين قد وَقَعا
حامي الشريعة عنها غاب مُرتَحِلاً / فأصبحَ الدينُ يَبكي بعده جَزعا
مَضى وخلّف في أكبادِنا حرقاً / وأعيُناً دَمعُها كالغيثِ مُنهَمِعا
اللّه كيفَ عمادُ المُسلمينَ هوى / فَمُذ هَوى قلبُ أبناء الهدى اِنصدَعا
قُل للمَدارسِ فلتبكِ عليه أسىً / وَللمَحاريبِ تبكي النسكَ والورَعا
من ذا تشدّ ثغور المسلمين وهل / بغيرهِ مَن يُميت الشركَ والبدَعا
هل للشريعةِ مَن يُرسي قواعدها / فيَغتَدي فيه ليلُ الغيّ مُنقَشِعا
هذا الحُسينُ قضى فالدين يندبهُ / بصوتِ شجوٍ ومنه الطرفُ ما هَجَعا
أَضحى العراقُ لهُ ينعي وما بلد / إلّا وصوّت ناعيه بهِ ونَعى
جِئنا نُعزّي بنيهِ في مصابهمُ / بوالدٍ شانُهُ بين الورى اِرتَفعا
لَنا السلوّ بهم من بعده فهمُ / مَعاشر بهمُ نهج الهُدى شرعا
فيا بني العلم لا زالت مَآثرُكم / تَبقى وشملُ الهدى لا زالَ مُجتَمِعا
للّه درّ أبي الهادي وَما صَنَعا
للّه درّ أبي الهادي وَما صَنَعا / فإنّه خير نهجٍ للهُدى شَرعا
عبد الحسين الأمين الفذّ مَن شَكَرت / يراعَهُ الشرعةُ الغرّا بما صَدَعا
وَقَد تفضّل في تأليفه كتباً / بِها جميع بغاةِ العلمِ قد نفعا
فَكم أحاديث في يوم الغديرِ روى / بمِثلها ما رأى راءٍ وما سَمِعا
يا قارئاً كتبَهُ منها اِلتَقِط دُرراً / ضِياؤها في سماءِ العلمِ قد سَطَعا
واِنظر إلى ما أتى في فَضلِ حيدرة / أبي الأئمّة مَن هُم للوَرى شُفَعا
يوم الغدير الّذي قامَ النبيّ بهِ / مُنادياً كلّ مَن في حفلهِ اِجتمعا
يا قوم مَن كنتُ مولاهُ فإنّ أخي / مولاه طوبى لمَن للمُرتضى تَبِعا
هذا وصيّي ومَن أبقيته لكم / إمام حقٍّ بهِ ديني قد اِرتفعا
جُزيتَ خيراً أبا الهادي لقد ضربت / أقلامكَ الخصم حتّى في الرَدى وَقعا
أوضحتَ ما كانَتِ الأعداء تنكرهُ / فيها قلوبهمُ قد قُطّعَت قطَعا
كَم مرّ عامٌ علينا والعداة بنا / يَستهزِئون فزال الغيّ واِنقشعا
فنَحنُ في غبطة ممّا أتيت به / إذ أن فيه الهدى والحقّ قد جُمِعا
أرجو بقاءك يا زين العلومِ فلا / بَرِحتَ مُشتملاً بالعزّ مُلتفعا
هذا مُحيّاك أم بدر السما طلعا
هذا مُحيّاك أم بدر السما طلعا / أم ذا جبينُك في أفق العلى سَطعا
قَدِمتَ فالطفّ فيك اليوم مبتهجٌ / لما رأى منك نوراً باهراً لمَعا
يا سيّد العُربِ يا من في مفاخرهِ / سادَ الأنامَ علا مرأى ومستمعا
يا اِبنَ الغطارفة الأمجاد من مضرٍ / وَمَن بِهم شيّد الإسلام واِرتفعا
وجدّهم رحمة للعالمين أتى / وَللبريّة ديناً قيّماً شرعا
وجاءَ للدين والأخلاقِ يُرشِدُهم / وفيه أصبحَ شمل العربِ مُجتمعا
ما للعراقِ سِواك اليوم مِن أملٍ / يحمي حِماهُ ويَرعاهُ إذا فزعا
وأنتَ للشعبِ حصنٌ يُستجار به / يذبُّ عنه إذا ما حادثٌ وقعا
في الشرق والغربِ كَم أبقيت مِن أثرٍ / وفيك كَم علَم للمَجد قد رُفِعا
عبد الإله وأنعم فيه من بطلٍ / قدِ اِرتدى بثياب الحزمِ واِدّرعا
ليث له سطوة في الناس قد عُرِفَت / فكلّ ليثٍ لماضي عزمه خَضعا
هو الوصيّ وليّ العهد قد شكرت / بنو العراق أياديه بما صَنعا
كَم جدّ للعربِ يبغي العزّ مُجتهداً / وكَم لمَجدهم بينَ الشُعوبِ سَعى
لوحدةِ العربِ يَسعى طالباً لهم / نيلَ السعادة حتّى شملهم جمعا
وفيصل الملك المحبوب دامَ لنا / سُلطانهُ ولهُ ربّ السماءِ رَعا
قد أشرَقَت في سماءِ الفخرِ غرّته / فصارَ فيها ظلام الغيّ مُنقشعا
وقد تورّث مِن آبائهِ شَرَفاً / سَما على هامة الجوزاءِ مُرتفعا
يا حارسَ التاج والعرش الّذي عَلِقَت / فيه الأماني وعنه الشعب ما اِنقَطَعا
يَرجو لكَ الشعب نَصراً دائماً أبداً / ما غرّد الورق أو طير الهنا سَجعا
حقّاً لِذِكراه تبكي أعيُن الشرفا
حقّاً لِذِكراه تبكي أعيُن الشرفا / والشعبُ يَهمي عليه الدمع مُنذَرِفا
قَضى فَسالت له عينُ البلادِ دَماً / وكادَتِ الناس أن تَقضي لهُ أسَفا
قد كانَ نِبراس بدرٍ يُستضاء به / فكيفَ نور محيّاه اِنطفى وَخَفا
فودّع الشعب لمّا غابَ مُرتَحِلا / عنهُ وسارَ إلى الجنّات مُنصَرِفا
مِن بعدهِ مَن لأبناءِ العراق حِمى / يردّ جيشَ العِدى عنه إذا زحفا
ومَن يُناضل عنه إن دَهَت كُرب / ويدفع الخطبَ مهما جلّ واِختلفا
يا صاحِ دَع عنك ما تهواهُ مِن أمل
يا صاحِ دَع عنك ما تهواهُ مِن أمل / واِقصد إلى ما يُحبّ اللّه من عملِ
هذا المحرّم قَد لاحَت لوائحهُ / فَلا يَكُن لك غير النوح من شغلِ
فرضٌ علينا ثياب الحزن نلبسها / على الحُسين اِبن طه سيّد الرسلِ
ونَذرِفُ الدمعَ حزناً لاِبن فاطمة / منَ القلوبِ دماء لا منَ المُقَلِ
لَقَد بَكتهُ السما والأرض واِنبَجَست / بالدمعِ أعيُنها كالعارض الهطلِ
وكلّ شيءٍ على رزءِ الحسين بكى / وكلّ طرفٍ له بالدمع منهملِ
فأيّ قلبٍ له لم يَنصَدِع أسفاً / وأيّ عينٍ له بالدمع لم تسلِ
وكيفَ لا تحزن الدنيا وَساكنها / على مُصابِ الإمام السيّد البطلِ
في شهر عاشور دَع عنكَ السرور فذا / شعارُ مَن كان مِن أسلافِنا الأولِ
فالركنُ يبكيه والبيتُ الحرام ومن / سَعى وطافَ فمِن داعٍ ومبتهلِ
له الملائكُ والسبعُ الشداد بَكَت / ومَن على الأرضِ مِن حافٍ ومنتعلِ
هو العزيزُ الّذي جبريل لازمهُ / في مَهدهِ وكَساه فاخراً الحللِ
وفطرس لاذَ فيه وهوَ مُعتصمٌ / بهِ فنالَ الرِضى من واحد أزلِ
محمّد جدّه المُختار شافعنا / وإنّما أبواه فاطم وعلي
وَالمُرتضى حيدر الكرّار والده / ووالد الأوصياء السادة النبلِ
والمُتجبى الحسن الزاكي أخوهُ له / نور تَشَعشع في أفقِ الجلال جلي
هذا الحُسين وهل مثل الحسين فتى / سادَ الرجالَ أَلا أفديه من رجلِ
هو الكريمُ الّذي جادَت أناملهُ / على الأنام كبحرٍ مفعم خضلِ
أبوهُ ليثُ شرى والحرب عادتهُ / إن شلّ صارمه فالضرب للقللِ
تجمّعت آل حربٍ كي تقاتله / أو أن يُطيع لحكم الفاجر الرذلِ
فقالَ واللّه لا أعطيكمُ بيدي / حتّى أموت وثوبي بالفخار ملي
فكيفَ يحكم في الإسلام طاغيةٌ / ينمى إلى دوحةِ الأوغاد والسفلِ
لاقى الصلاةَ بأرض الطفّ مُنفرداً / وما له مِن معين ناصر وولي
أصحابه جاهدوا عنه وما نكلوا / حتّى قضَوا بين منحورٍ ومنجدلِ
واللّه منهم شرى قدماً نفوسهم / فقدّموها له طوعاً بلا مهلِ
عبّاد ليلٍ فهُم لا يَهجَعون به / فمِن مُصلٍّ ومن داعٍ ومنتفلِ
أماجد كان يوم الحَرب عيدهمُ / والموتُ عندهم أحلى من العسلِ
شدّوا على زمرِ الأعدا كأنّهم / أسد تشدّ على جمع من الهملِ
مِنهم أخوه أبو الفضل الّذي حَملت / يمينهُ السيف مأموناً من القللِ
مُذ حلّ في الطفّ أضحى الجيش في فزعٍ / ومنهُ أعداؤهُ باتت على وجلِ
بكاهُ لمّا على شاطي الفرات هَوى / موزّع جسمُه بالبيض والأسلِ
أخي وددتُ بأنّي قد فديتك لو / أنّ المنيّة ترضى عنك بالبدلِ
وشبله شابَهَ المختارَ في خلق / وقد حكى المُرتضى الكرّار أن يصلِ
كذلك القاسم العريس حين رَأَت / جبينه الشمس ردّت عنه من خجلِ
ولستُ أنسى حبيباً حين جاءَ إلى / نصر اِبن فاطمة يسعى على عجلِ
ومسلماً وزهيراً والأطائب من / أنصاره قاتلوا شوقاً إلى الأجلِ
أضحَت جُسومهم صرعى وأرؤسهم / بها يُطافُ على العسّالة الذبلِ
أَضحى حفيدَ رسول اللّه مُنفرداً / ما بينَ أهل الخنا والمكر والحيلِ
وحينَ ظلّ وحيداً لا نصير له / ورحلهُ عاد من أهل الوفاء خلي
فآبَ والطفل مذبوحٌ ومنحره / يفيضُ بالدم صاد غير منتهلِ
اللّه كَم حلّ بالإسلام من نوبٍ / وكَم أصاب الهدى من حادث جللِ
لَهفي لزينب إذ فرّت بإخوَتها / وهُم ضَحايا بلا دفن ولا غسلِ
والسبط ما بينهم عارٍ تكفنّهُ / نسج الرياح بأبراد من الشملِ
هَوَت عليه بلا لبّ تعانقه / فودّعت جسمهُ باللثم والقبلِ
نادَت بصوتٍ حزين وهي صارخة / وأعولت ودّعت بالويل والثكلِ
يا حرّ قلبي لآل اللّه قد حملت / بين الأجانب فوق الأنيق الهزلِ
وَبينها السيّد السجّاد مُمتحناً / قد أوثقوه على عجف من الإبلِ
يا زائراً بقعة فوق الضراحِ سَمَت / عزّاً ونالت فخاراً قطّ لم ينلِ
لكربلا تربة طابت وقد طَهُرت / فيها الشفاءُ منَ الأسقام والعللِ
ضمّت حُسيناً وقد حازَت به شرفاً / ورفعة ومقاماً من علاه علي
يا آلَ طهَ ومن فيهم قدِ اِعتَرفت / كلّ المَذاهب والأديان والنحلِ
أَنتُم رَجائي وأنتم عدّتي وبكم / أرجو النجاة فأنتم علّة العللِ
فمَن أحبَّ بني الهادي وعترته / هيهات مِن عثرةٍ يخشى ومن زللِ
وَمَن يُعاديهم يوماً وينههم / فذاك نطفتهُ لم تخل من خللِ
زُر بالغريّ أمير المؤمنين علي
زُر بالغريّ أمير المؤمنين علي / بيوم مولدِ طهَ سيّد الرسلِ
وطُف بقبرٍ بِه صنو النبيّ ثوى / طوعاً لتدرك فيه غاية الأملِ
وهنّي بالمُصطفى أبرار أمّته / فإنّهم فيه في بشر وفي جذلِ
نور النبوّة في أرض الحجاز بدا / والشمس منه اِختَفَت من شدّة الخجلِ
هذا محمّد خير المرسلين أتى / وفي سَنا وجههِ نور الجلال جلي
هو اِبن عدنان والشأن العظيم إلى ال / غرّ الأعاظمِ من آبائه الأولِ
محمّد رحمة للعالمينَ أتى / يهدي الأنامَ لدين واضح السبلِ
على الشرائعِ قد فاقت شريعته / وإنّ ملّته من أحسنِ المللِ
اِخلَع نِعالكَ يا هذا فإنّك بال
اِخلَع نِعالكَ يا هذا فإنّك بال / وادِ المُقدّس لا بالخوف والوجلِ
هذا مقام لمَن قال النبيّ له / أنتَ الإمام أمير المؤمنين علي
بُشراكَ في العيد يا بدر الكمال ولي
بُشراكَ في العيد يا بدر الكمال ولي / ودُم مَدى الدهر في أمنٍ بلا وجلِ
وفيك شفّعت الآمال بحر ندى / فهل يخيب رَجاها والشفيع علي
يا ذا اليسارةِ والثروات والمال
يا ذا اليسارةِ والثروات والمال / هلّا عَطَفتَ لأيتام وأطفالِ
أعطاكَ ربّك أموالاً لتوصِلَها / إلى مقلّ عديم سيّء الحالِ
أو ذات طفل صغير غاب قيّمُها / عنها فباتَت على شجو وإعوالِ
الطفلُ يبكي ولا شيء يعلّله / والدمعُ مِن عينهِ يجري بتهمالِ
يشكو منَ السقمِ إِذ لا شيء يُسعفه / منَ الدواءِ وأضحى كاسف البالِ
وإلامَ ترعاهُ منها العين باكية / وقلبُها ذابَ من خوف وزلزالِ
يا حابسَ المال حِرصاً ليس ينفعهُ / فاِبذُله لا تخشَ مِن عدم وإقلالِ
فالمالُ ليسَ بباقٍ والبخيل به / يوم الحسابِ سَيلقى شرّ أهوالِ
تَحيا البلاد إذا جار الغنيّ بها / على العبادِ ولم يُشغل بإهمالِ
رِفقاً بأطفالكم كَي تُحرزوا بهم / للشعبِ خيراً وفيهم نيل آمالِ
لهم أعدّوا أطبّاء ذوي شرفٍ / لهم حنانٌ على الأبناءِ والآلِ
وشيّدوا لذوي الأمراض أبنيةً / مِن كلّ بيت منيف شامخ عالِ
تقيمُ فيها بنوكم كي يزولَ بِها / عنها السقام وتَستشفي بإبلالِ
مستشفيات ترجّى فيهم راحتهم / تصحّ أبدانهم مِن غير إشكالِ
إنّ الطبيب إذا طابت أرومتهُ / يكونُ ذا رأفة بالبائس الحالِ
ويصبحُ الطفل مِن أبنائِهِ وله / قلب عطوف ويلقى حسن إِقبالِ
هو الطبيبُ الذي ترجو البلادُ به / فوزاً وذاك لعمري خير تمثالِ
يا معشرَ الحفل إنّ الصحّة اِعتمدت / على الرئيس العظيم الماجد الغالي
عبد المجيد وعن عبد المجيد أتى / ينوبُ فالحفل فيه زاهر حالي
كَما حَلا بزعيم من بني حسنٍ / آباؤهُ خيرُ فرسان وأبطالِ
لسيّد من لهُ مِن هاشم نسب / أكرِم بآلِ رسول اللّه من آلِ
وفارس صامد في الحرب من شَهِدَت / له العِدى خير فتّاك وقتّالِ
للعرب أرجو البقا في كلّ آونة / ففي غدوّ لهم أَدعو وآصالِ
وآل صهيون يُفني اللّه جمعهمُ / والعرب تحيا بإعزاز وإجلالِ
وللشبيرية الأمجاد إذ شرعت / مشروع خيرٍ بإتمام وإكمالِ