المجموع : 28
جنيت من خدها وردا ونسرينا
جنيت من خدها وردا ونسرينا / ومن مراشفها شهدا وزرجونا
غداة زارت بلا وعد ولا أمل / يوما لقد كان عيد الدهر ميمونا
صافحتها فرأت يمناي راجفة / والوجد اظهر في وجهي تلاوينا
ورمت رمانتيها فانثنت غضباً / وقطبت حاجباً كالنون مقرونا
فنبهتني لحفظ الحب من دنس / وذكرتني عهداً قط ما شينا
لكن اضل رشادي سحر مقلتها / يا رب ثبت علي العقل والدينا
افدى عفافاً تحتله شمائلها / صان الجمال وزاد الحسن تحسينا
هيفاء يحسد بدر التم طلعتها / ويعشق الغصن من أعطافها اللينا
رخيمة الدل كحلاء الجفون حوت / ملك الجمال وزادت فيه تمكينا
يحار في وصفها فكري ولا عجب / ان حيرت بمعانيها المحبينا
ان قلت حورية ابدت لواحظها / معنى من الغنج يسبي الخُرد العينا
أو قلت بدر رأيت البدر ذا كلف / حلف السرار وبالنقصان مرهونا
أو قلت درة غواص فمبسمها / مازال يخجل عقد الدر مكنونا
لكنها فتنة للناس مرسلة / تبلو الشجي وتستهوى الخليينا
حتى متى يا فؤادي انت منعكف / على الهوى لاتزال الدهر مفتونا
هو الغرام فسل عنه معانيه / كم ذا تعنى وذاق الذل والهونا
كثير عزة غال الحب عزته / وقيس ليلي دعاه الناس مجنونا
فخل عنك التصابي واتئد فلقد / لاح المشيب يجلي فودي الجونا
واستغفر اللَه مما قد ولعت به / أيام كان الصبا يا قلب يغرينا
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ / وجمّل الفضل بين الناس من رجل
لذاك عند التباس الحق بالزلل / أصالة الرأي صانتني عن الخطل
بلغت في البدء مجداً ما به طمع / ولم أزل بهموم المجد اضطلع
وما وراء الذي أدركت مرتفع / مجدي أخيراً ومجدي أولا شرع
آهاً على مربع في أرفع القنن / يشتاقني كاشتياق العين للوسن
فليت شعري وكل العز في وطني / فيم الاقامة في الزوراء لا سكني
اساور الهم ليثاً ماله لبد / الا كوارث لا يقوى لها أحد
صبرت كرها وهل يبقى له جلد / ناء عن الأهل صفر الكف منفرد
ما للزمان ولا عتب على الزمن / يطيل من المي في المنزل الخشن
ما ساءَني فيه إلا غربة الفطن / فلا صديق إليه مشتكى حزني
تُراك يا اصبهان المجد واصلتي / من بعد قطع لقد اشمتّ عاذلتي
إلى م اصبر والاشواق قاتلتي / طال اغترابي حتى حن راحلتي
مازلت بالعيس اطوي البيد معتزماً / كأن لي في فسيح الأرض مغتنما
حتى شكى البر من ضرب البرى سأما / وضج من لغب نضوى وعج لما
وقال صحبي نراك الدهر منتبهاً / فما تحاول في الدنيا وخلبها
فقلت والنفس قد باحت بمطلبها / أريد بسطة كف استعين بها
يا لوع اللَه دهري كم يلوعني / كداً ويمنعني من حيث يطمعني
ما سرت إلا وسوء الحظ يتبعني / والدهر يعكس آمالي ويقنعني
ورب قوم إذا أوفى على أمل / في جبهة الليث وافاه على مهل
كلفته نجدتي فارتاع من وجل / وذي شطاط كصدر الرمح معتقل
ناجيته بمنى قلبي وعلته / حتى قضى عجباً من عظم غلته
كانني بعصا همي وصولته / طردت سرح الكرى عن ورد مقلته
فقال ماذا أرى هل أنت تنكرني / ونحن بالود كالجوزاء في قرن
غيرت ام خلت ان الدهر غيرني / فقلت ادعوك للجلى لتنصرني
لو قمت قامت بنا الايام فأنتبه / فالدهر يقظان يسطو في تقلبه
ان الرشاد طوى حلمي بمذهبه / فهل تعين على غي هممت به
فقال مرني ولو تعيي المنى هممي / ولو تطلبت عود الامس من عدم
فقلت عن كبد بالشوق مضطرم / أني اريد طروق الحي من اضم
فبي شموس جمال في مضاربه / باهي بها الافق يزهو في كواكبه
لله أي رجال في جوانبه / يحمون بالبيض والسمر اللدان به
ويلاه من ظبيات الحي في مدد / من الليوث لقد قامت على رصد
قلبي لناريهما يعشو بلا جلد / تبيت نار الهوى منهن في كبد
لقد بخلن بترياق اللمى وهم / صانوا الحمى بالأفاعي وهمي سمرهم
فليت لو أنه من بعض جودهم / يشفى لديغ العوالي في بيوتهم
قف بالربوع ولو يا سعد ثانيةً / وانشد بها مهجا في الحب فانيةً
غدت من الوجد والاشواق عانية / لعل المامةً بالجزع ثانية
وسل لنا نظرة من ظبية منعت / عنا وراء سجوف الخدر وامتنعت
اني وان دونها سمر القنا شرعت / لا اكره الطعنة النجلاء قد شفعت
انحو خباها وفي قلبي منازلها / ودونها الشوس قد هزت عواملها
فلا أخيم وان هبت جحافلها / ولا اخلّ بغزلان اغازلها
ذو الحزم من يتغالى في مآربه / ولو دهته المنايا في مذاهبه
فقل لمن قد توانى عن مطالبه / حب السلامة يثني عزم صاحبه
لا يدرك المجد إلا من طوى السبلا / كدا يحاول في الدنيا ثناً وعلا
فان لزمت الحشايا فاقصر الاملا / ودع غمار العلى للمقدمين على
وسر على اسم العلى والنفس واثقة / بالعز مهماأعاقت عنه عائقة
ولا يهجك إلى الأوطان بارقة / ان العلى حدثتني وهي صادقه
لا تدع دهرك خوفاً منه او طمعا / واجعل بصبرك انف الدهر منجدعا
نأى بحظي ولم اسأله مرتجعا / اهبت بالحظ لو ناديت مستمعا
ويلاه من زمن أمسى يخصهم / بحسن حظ تمادى فيه رقصهم
يا ليت لاح له جودي وحرصهم / لعله ان بدا فضلي ونقصهم
اهوى المنى غير أني لست أعتبُها / ان ضاق عني بالجهال مذهبها
لكنني ولئن قد عز مطلبها / اعلل النفس بالآمال ارقبها
خبرت دهري من وهد إلى قنن / فلم اجد قد تعالى فيه غير دني
لو كنت اعلم ما القى من الحزن / ما كنت اوثر ان يمتد بي زمني
نالوا مراتب يؤذي المجد حوطهم / بمثلها ودناياهم تحطهم
فلا تسلني اندفاعاً حيث خبطهم / تقدمتني اناس كان شوطهم
بأي سلكٍ خلاف الصبر اندرجُ / في ذا الزمان وقد سادت به الهَمَجُ
وليس بدعا إذا جافاني الفرج / هذا جزاء امريء اقرانه درجوا
ان افتقر فكذا من رزقه الأدب / وكم تقلّب في جمر الغضا ذهب
وان تغربت ان الدر مغترب / وان علاني من دوني فلا عجب
جانب زمانك او فاعمل بموجبه / غدراً ومكراً هما ركنا تقلبه
ولا تثق أبداً في أهل مذهبه / اعدي عدوك ادنى من وئقت به
أين المودة في الدنيا وناشدُها / مل الندا منذ قد ولت أماجدها
فلا تغرنك ان لانت اساودها / فانما رجل الدنيا وواحدها
اهل الشهامة في أكفانها اندرجت / يا حسرتا واهيل الهرج قد مرجت
ومذ على اللؤم اخلاق الورى درجت / غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت
ناجاني القلب لما شاقه صدر / عن عالم كل ود بينهم هَدَرُ
ماثم مرتفع إلا ومنحدر / يا وارداً سؤر عيش كله كدر
ويا مجدا بما أعيا تطلبه / والسير يأخذ منه وهو ينهبه
هوّن عليك ودع ما أنت تندبه / فيما اقتحامك لج البحر تركبه
لم يبق دهرك انصاراً ولا خولا / تعين ذا الفضل أو ترعى له املا
فاقنع بعيشك واسمَع ما جرى مثلاً / مُلك القناعة لا يُخشى عليه ولا
فيا أخا اللب كن بالحزم مدرعا / فلو عثرت لما قال الزمان لعا
والخطب سهل فعش بالنذر مقتنعاً / ويا خبيراً على الأسرار مطلعا
ليت العواذل لا كانوا ولا خُلقوا
ليت العواذل لا كانوا ولا خُلقوا / كم غيروا فكر حبي عن مباديه
هم علموه الجفا حتى غدا كلفا / به وعذب قلبي في تجنيه
ابلاهم اللَه مثلي بالغرام ولا / رأوا من الحب ودا غير تمويه
حتى يروا ان من يسعى لصاحبه / بالشعر فهو بلا شك ملاقيه
يا مالك الحسن انت الآمر الناهي
يا مالك الحسن انت الآمر الناهي / على القلوب فدارُك قلبي الواهي
ان لم يكن منك للعاشق مرحمة / خفف لظى الوجد عنهم خف من الله
يكفيك ما فعلت عيناك في كبدي / اواه من حر قلب فيك اوّاه
يا رب ما لي على نار الهوى جلد / وقد بليت بقاسي القلب تياه
جعلت قلبي لأجفان الظبا غرضا / فعافني او فصبرني على آهي
ما حيلة الصب والاحداق ساحرة / تصبى الحليم ومنها داؤنا الداهي
تغرنا بانكسار في لواحظها / ويح القلوب وما المكسور الا هي
ساهي الجفون خدعت العاشقين وكم / تحت السواهي دواه عذت باللَه
يال الهوى من عذيري في هوى رشأ / منزه الحسن عن شكل واشباه
ما يخجل الغصن والبدر المنير سوى / قوامه والجبين الزاهر الزاهي
دعا الفؤاد فلبى مسرعاً عجلا / طوع البنان له من دون اكراه
اجاب منه اشارات الجفون وقد / تغني الاشارة عن نطق بأفواه
لم يعصه فلم استبقاه يلهب في / نار الغرام وما أدراكم ما هي
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي / أنا القتيل بلحظ الكاعب الرود
ويلاه من جفنها الجاني على كبدي / يجد وجدي ويبلى فيه مجهودي
الوت وعودي وأضنت بالنوى جسدي / باللَه يا أخت جارات اللوى عودي
أرى الخيال يمنيني اللقا فمتى / أحظى ولو بخيال منك مسعودِ
يا قلب هل لك من هذا الخفوق ولو / يوماً سكون بلاهم وتنكيد
كلفتني خطة كلت بها هممي / أقضي ولم أقض منها بعض مقصود
بين المنى والمنايا موقف زلقت / فيه لعمرك اقدام الصناديد
دعني اطول دوالي الليل مجتنياً / حب الثريا ولا تذمم عناقيدي
فهي التي شفق الفجر المنير لنا / من كف عاصرها يزهو بتوريد
عسى أعيش ليفتر الصباح فلي / مع الصباح نهايات المواعيد
وان أمت كمدا يا نفس فالتزمي / صبر الكرام بلا نوح وترديد
فالدهر يومان ان مرا وان عذبا / سيان عندي فلم أخلق لتخليد
لكن أعد إلى يوم المعاد رضا / أبى الهدى والندى والمجد والجود
دعني من الدهر واذكر منه لي همما / القى الزمان إليها بالمقاليد
لو جسمت لعيون الناس سيرته / هاموا بنور بحبل الشمس معقود
ليت الكواكب تدنو لي لأنظمها / في مدح علياه نظم العقد للجيد
مولاي كم لك عندي من يد لمعت / بروقها البيض في أيامي السود
واللَه يعلم أني لم أحد أبداً / عن عهد صدق لدى مولاي معهود
سل الدياجير عني كم سهرت بها / أساجل الشهب فيكم بالأناشيد
وافاك بي أملي والحب يشفع لي / فلا ترع بالجفا أحشاء مكمود
أما كفى من حراب العتب ما سفكت / دمي جهاراً وابلتني بتسهيد
وكلفتني أخوض البحر مقتحماً / هول الشتاء وهيجاء الرواعيد
اطوي جبالاً من الأمواج قد تركت / عيس السفائن فيها كالمشاريد
مالي على حملها واللَه من جلد / رفقاً فما أنا من صُم الجلاميد
هبني هفوت اليس العفو أقرب للت / قوى واليق بالغر المجاويد
فلا تذرني كما رام العدى هملا / فحسب قلبي منهم نار اخدود
قالوا فلان سيغدوا للردى غرضا / وما دروا بخضم العفو مورودي
فاسمح فديتك واكبح ظنهم فلقد / دنت سفينة آمالي من الجودي
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا / واجعل سواد عيون العين انقاسا
ومن أشعة نور الشمس خذ قلما / واقبس لنفسك من حسان انفاسا
وانظم نجوم السما واشمخ بشعرك عن / جواهر الأرض ان درا وان ماسا
عساك تبلغ ما يرضى العلى بثنا / أكارم بثناهم نرفع الراسا
اقطاب مجد أقاموا للعلى فلكا / تسبيك انجمه سرجا وحراسا
وأولت الأدب العالي فضائلهم / روحا اعادته نضر الغصن مياسا
تواضعوا لك بالتكريم عن كثب / شأن الكريم بمرجو الندى واسى
ومن نأى جاد عن بعد بعاطفة / تنسي المعنى من الأيام ما قاسى
واشكر حكومة لبنان فقد جمعت / اسدا حوت شرف الأخلاق أخياسا
رئيسها الندب قد أولاك عارفة / اضحت حيال سناها الشهب اخناسا
والبس الوطن الغالي بغيرته / عزاً على الفلك الدوار دواسا
وأنت ان لم تكن أهلاً لفضلهم / فالغيث يسقي الربى خضرا وايباسا
ومن لنصرِكِ يا أم اللغات سوى / أبنائك الغر اجواداً واحماسا
واللَه أغناك باللفظ الرشيق وبال / معنى الرقيق فكنت الراح والكاسا
وقد أمدك من نور الجلالة ما / تود منه لغات الكون اقباسا
والشعر لولاك لم تعشق لطافته / ولا غدا في خلال النفس جواسا
هو القريض على عرش الجمال سما / وفضله جاوز الجوزاء واجتاسا
شادت به العرب الاجواد بيت على / سامي الذرى ورسا في المجد آساسا
قد كان مفخرة الأجيال عندهم / وبهجة النفس اصباحاً واغلاسا
سحر البيان تجلى فيه فانقلبت / بسره وحشة الأقوام ايناسا
وكم معلقة منه لها سجدوا / عرفان فضل به عطف النهى ماسا
وكم روائع اجرى العرب سلسلها / ينبتن في الجلمد الريحان والآسا
أهل الفصاحة زان اللَه السنهم / سادوا بها الخلق أجناسا فأجناسا
لهفي على زمن عمت سيادتهم / به وكانوا لأهل الأرض سواسا
ليت الليالي التي مذ ثار ثائرها / أردت كليباً وغالبت بعد جساسا
قد أخلفت كالموالي من بني مضر / وآل قحطان اقيالا واكياسا
ممن أفادوا بني الدنيا هدى وندى / ومن أقاموا بها للعدل قسطاسا
توارثوا المجد عن أسلافهم وسروا / مسراهم فزكوا زهرا واغراسا
وصاحبوا العلم نضرا والتقى ارجا / والحلم والزهر والاخلاق أقداسا
أولئك القوم لولا ذكرهم أبدا / يبني قصور الرجا اصبحن أدراسا
يا ابن العروبة جدد مجدها واقم / له العماد بعزم يطرد الياسا
اسلك اليه سبيل العلم مجتهداً / طول الحياة تنل جاها وارغاسا
وخل نهج الكسالى ان تكن فطنا / فالنصل تكسبه الاصداء ادناسا
اهل البطالة أوهى اللَه أنفسهم / ولم يدع في ديار العز أحلاسا
والجهل ان ساد في الأقوام بدلهم / من السعود وقاك اللَه اتعاسا
ناج الحقيقة واهجر كل مختبل / يدق للوهم أبواقاً وأجراسا
وان ضربت بسهم في سبيل على / فكن معداً لها بالحزم أقواسا
كم ذلل الحزم صعباً كان امنع من / صيد اقر عليه الليث أضراسا
أخو الحصافة يلقى الهول مبتسماً / كأنما شد للافراح أفراسا
وعادم الرأي لا ينفك مبتئساً / حيران يضرب للأسداس أخماسا
واذكر ماثر أسلاف حضارتهم / كانت لدى ظلمة التاريخ نبراسا
في كل علم وفن طال باعهم / حتى جلوا عن طريق النجح أغلاسا
واصبحوا قدوة للخلق نافعة / والناس خيرهم من ينفع الناسا
فاعمل لاحياء ما شاد الجدود ولا / تقم على الجهل ان ما كنت حسّاسا
عسى مع العالم الراقي يكون لنا / حظ يعيد حواشي العيش أملاسا
ولا تعش يائساً في الدهر من أمل / قد يبسم الدهر مهما كان عبّاسا
وليس ينساك من نجاك من زمن / قسا وشد على الاعناق أمراسا
وما رميت ولكن الإله رمى / وليس يخطئ سهم اللَه برجاسا
طاب الزمان واضحى أمرنا شورى
طاب الزمان واضحى أمرنا شورى / لما غدا علم الدستور منشورا
فجر أطل وجيش الليل يدفعه / حتى إنجلى فمحا تلك الدياجيرا
وأشرقت أثره شمس الخلافة من / برج الرشاد فزادت نوره نورا
محا مظالم الاستبداد وانقشعت / غمائم عمت الآكام والقورا
وقد هوى زحل من علو مطلعه / يشكو الزمان ويبكي الحظ مدحورا
وطهر الملك من أعوانه فمضوا / صلبا ونفياً وتذليلا وتخسيرا
على الخيانة عاشوا ليس همهم / إلا الدراهم جمعاً والدنانيرا
كانوا لدولتنا أركان عزتها / اسما وأفعالهم كانت مناشيرا
متى تُصان عناقير الكروم إذا / ما السارقون هم كانوا النواطيرا
فسلهم أين خلوا بعد نكبتهم / تلك الخزائن ملأى والمطاميرا
ما قد مواقط من خير لكي يجدوا / ولا اتوا عملاً في الدهر مبرورا
فما بكتهم سماء لا ولا حزنت / أرض عليهم ومن يبكي الزنابير
لو أنهم بالأذى كالنحل لسعتها / توسى بشهد لكان الذنب مغفورا
لكنهم خُلقوا شرا فلا رحموا / سحقا لهم ولمن قد عاش شريرا
وصرح يلذز لم يحرس مشيده / كأن أحجاره كانت قواريرا
ولو تمكن اسرافيله لقضى / ان يقلب الأرض او أن ينفخ الصورا
ولى وخلى كنوزاً ما تصورها / قارون يوماً فهل اغنته قطميرا
مودعاً جنة قد أشبهت ارما / ذات العماد وفاقتها مقاصيرا
لو طال لاتخذ العرش المنير لها / سقفا ودقَّ دراريه مساميرا
كأنما خالها دار الخلود فكم / شاد القصور بها واستخدم الحورا
وود لو أحرز الدنيا وزينتها / في ذلك القصر اسرافاً وتبذيرا
مهلاً فذا مال بيت المال يا ملكا / قد غره الدهر حتى ظُن مسحورا
ما شأن مثلك ان تلهيه زخرفة الد / نيا ويسحب ذيل اللهو مجرورا
ادنيت من قرناء السوء شرذمة / أنسوك ما العدل حتى بات مهجورا
ضيعت ملكاً عظيم الشأن ذا حظر / فنلت ما لم يكن بالبال مخطورا
أين اليمين وما عاهدت أمتك ال / حسرى عليه فهل أضمرت تكفيرا
رجعت ظلماً بدستور منحتهم / قبلا جعلت به المكسورا مجبورا
فيا لها عثرة أودت بصاحبها / وما نراه لعمر اللَه معذورا
الحمر للّه رب العالمين على / احسانه إذ جلا تلك التقاديرا
وانقذ الملك والاحكام من نفر / قد أوسعوا الناس توحشيا وتنفيرا
فيا له عصر سوء ساء مخبره / وعيشه كان بالأكدار موقورا
ويح الجواسيس كم جاسوا الخلال وكم / داسوا الرجال به غدراً وتزويرا
ويح الاضاليل كم راجت بضاعتها / فيه وظل حليف الحق منفورا
لا كان من زمن بالعكس ممتحنٍ / أنأى الفحول وقد أدنى الطناجيرا
أمسى به الغش والتدليس وا أسفي / وصفا لأكثر من ندعوه مأمورا
وصار أخذ الرشى في الأكثرين بهم / داء عقيماً لقد أعيا العقاقيرا
من جاءهم ويداه بالذي اقترحوا / مملوأتان كُفي هما وتحسيرا
ومن يكن عاجزاً سموه من حَنَقٍ / معجزاً وجزوا دعواه تأخيرا
وللمساكين في أبواب عزتهم / ذل يفطر قلب الدين تفطيرا
صغيرهم قد زها كبرا وقيمته / أقل لو أن للتصغير تصغيرا
أما الكبير فقل عجلا وقل صنما / لقد أبحتك في التشبيه تخييرا
وان تجد بينهم يوماً أخا شرف / وعفة تلقهم منه مضاجيرا
يدعونه باسم صوفي إذا سُئلوا / عنه وقد قصدوا ذماً وتحقيرا
مناقب كلها رجس فلو قُطرت / في البحر لاحتاج تطييباً وتطهيرا
باللَه يا أُمةَ الدستور فانتبهوا / وايدوا نصره جداً وتشميرا
واستشرفوا بجميع العزم مملكة / قد صار أكثرها بالجهل مدثورا
لو تعلم الشهب مرقى من فقدناه
لو تعلم الشهب مرقى من فقدناه / خرت مع الفلك الدوّار تنعاه
ويلاه من نبأ اسمى القلوب وقد / أطال في العالم العلويّ مبكاه
يا حسرةً ملأت كل القلوب أسى / اصبت واللَه في قلبي سويداه
ويا أسى ترك الآسين في كمد / لمن يبثّ جريح القلب شكواه
للّه طود من العرفان زلزله / كفّ القضاء ولولا اللَه اعياه
المرشد الكامل المشهور من ورث ال / غوث الرفاعي في أسرار علياه
أجرى غدير الهدى يروى الظماء به / فكم فؤاد بصافي الورد أحياه
وقام في الناس للأرشاد منقطعاً / على أجلّ طريق قد سلكناه
شربت كاس حميا الرشد من يده / فانعش القلب مني طيب ريّاه
لهفي على ذلك المولى الجليل ويا / للّه ما كان أحلاها سجاياه
مولى له في رجال الغيب سلطنة / وفي التواضع مثل الترب تلقاه
مولى إلى اللَه كنا نستغيث به / إذا عتا الدهر وانسابت رزاياه
لهفي على خلق منه تكون من / خلق الرسول وناهيكم بفحواه
لهفي على نور ذيّاك الجبين فلو / يفدى فدى فلق الاصباح أضواه
ليت الزمان له قد مّ من عمري / وما سمعت بما قد كنت أخشاه
هيهات قلبي يا شيخاه بعدك ان / يقر او يتمنى عنك سلواه
لولا العزاء بمن خلفت من غررذ / تاه الزمان بعلياهم وما تاهوا
لقلت للنفس خلّ الصبر وانفطري / فالعيش بعد الموالي مر مجناه
وقد تركت بنا شبلا بارثك لم / يدع مقام على إلا ترقاه
أبو الهدى والندى والمجد والشرف ال / عالي ومن لم تكد تحصى مزاياه
الطائر الصيت في الأقطار اجمعها / الجود والسؤدد السامي جناحاه
تبارك اللَه ما أحلى مناقبه / وما اجلّ بنهج الخير مسعاه
من جوهر المجد من لُبّ الفضائل من / محض المعالي آله العرش انشاه
أوصاف علياه فوق الشهب منزلة / يودّها الأفق لو كانت ثريّاه
مولاي صبراً على ما ناب ان لكم / بالمصطفى أسوة أبقاكم اللَه
باللَه اقسم والآثار شاهدة / ما مات من مثلكم كانت بقاياه
أدامك اللَه محفوظ الجناب ولا / عداك يا بن الرسول العزّ والجاه
ودام رضوان رب العرش محتفلاً / بمن فقدنا وبالفردوس كافاه
لِلّه في ذمة الركب الشآمي
لِلّه في ذمة الركب الشآمي / قلب تناهبه لحظ الغواني
ومهجة يا وقاك اللَه ما برحت / في قبضة الوجد او كف العوادي
هيهات ترجى واقداح الهوى لهب / حياة صب حليف العشق عذري
سل دار ريا سقاها الغيث هل عهدت / من بعد دمعي عِهاداً كافل الري
حسن البداوة يسيبني ومن لي في / وصل وراعي الحمى طرف الرديني
افدي شموساً على الاعطاف سافرة / علمنني في الهوى نوح القماري
اضعن ثاري كما شاء الجمال لدى الط / رف الكنانيّ والفرق الهلالي
لكنني عاشق في الحب طاب له / كأس القضا من يد الشرع الغرامي
وضامر من بنات الريح جردها / حث السرى فهي كالسيف اليماني
اودعتها همتي حتى جرت خببا / كالسهم تخرق احشاء الموامي
تختال وهي من الدهم العراب على / ظبي الكناس بجيد خيزراني
ما زلت انهز منها خير طاويه / كشح الخوى ترتعي عشب الأماني
أشكو وتشكو كلانا بالظما نضبت / احشاؤه يستقي برد الفيافي
طوراً أبادلها صبري وانشدها / شعري فتروى من البحر العروضي
وتارة اتغنى باسم من علمت / فيعذب الجري كالورد النطافي
حتى إذا انجاب برد الدجن وانكشفت / ملامح الغيث في اقصى المغاني
قالت وان كان من عكس الزمان رجا / عالي المقاصد في باب الأداني
سر بي إلى الغرب حيث الشمس مائلة / فقلت ما لي ولليل الدجوجي
قد تسمعين به يولي الجميل فان / صدقاً فحسبي سماعي بالمعيدي
وكيف اقصد من لو راح يبسم لي / ابيت اذكر انياب السعالي
انا اناس برغم الدهر طاب لنا / ورد العلى من أنابيب العوالي
يأبى لنا الشمم الوضاح فضل سوى / شم الأنوف بني المجد التهامي
ان سالم الدهر من تدري وصار منا / فلا اعتراض على حكم قياسي
او عز بابن الفلاني معشر جهلوا / فانما عزنا بابن الرفاعي
يممه حيث خيام المجد قمن على / عمد الصباح بأطناب الدراري
هناك تلقى فتى العلياء في ملأ / من آله الغر أقمار الدياجي
أبو الهدى والندى والندى والمجد والشرف ال / عالي ويا لجمال الخلق والزي
مولى تنافس فيه الفضل وانتظمت / آثاره فوق لبات المعالي
القى حمى الدين منه حجة ثقةٌ / أبوابه مهبط الفتح الالهي
تصبو العيون لمرآه المنير كما / يصبو السماع لذكر عنه مروي
منزه النفس عن كبر يكدرها / معصومة عنه بالشأن العصامي
تواضع عن على كالبدر يبصر من / ماء صفا وهو في الأوج السماوي
ما جال في خاطر العلياء ذكر سوى / علاه إلا على وجه مجازي
وهل تكون المزايا غير ما كرم ال / أخلاق في الناس أو حسن المساعي
جواهر الجاه اصداف مثبة / ما لم تكن حليةَ القوم الأعالي
من عنصر النار أو من عنصر الماء
من عنصر النار أو من عنصر الماء / يا دمع أنت فقد أحرقت أعضائي
ما قطرة منك إلا وهي كاوية / كجذوة من لهيب الجمر حمراء
ويح الهوى كم أراني ما يحار به / عقل اللبيب وتعيا مقلة الرائي
اغرى بقلبي عيون الغيد وهو بها / مستغرم واله من دون اغراء
فرحت والقلب مشغوف بها ابداً / لا يبرح الدهر في صحو واغماء
فلا تسل ان ترم عن مهجتي خبرا / إلا العيون فمنها كل ادوائي
يا ظبية ترتعي نبت الحشاشة من / قلبي وتأوي كناسا من سويدائي
لا تحسبي أنني اسلو هواك ولو / عاملتني بجفاء النافر النائي
ولا تظني بأني في المحبة لي / أذن عن العذل يوماً غير صماء
ليت العواذل لاقت بعض ما لقيت / عيني من الدمع أو قلبي من الداء
حتى يروا أن لفظ الحب ذو نبأ / لم يعلموا منه غير الحاء والباء
حرفان كونت الدنيا لأجلِهِما / كم ضمتا من معان ذات أنباء
سر الخليقة جل الله خالقها / حب أنار به قلب الأحباء
لولا المحبة لم تلق امرأ فِطنا / فهي السراج لألباب الألباءِ
هل من كريم وغير الحب علمه / طبع الكرام وأخلاق الاجلاء
أم هل شجاع علت في الناس شهرته / لم يعتلق حسناً أو حب حسناء
وان في الحب للنفس التي طهرت / صفواً هنيئاً وصحوا دون اغفاء
هذا الذي تعرف العشاق لذته / من أجله احتملوا لو الاخلاء
من أجله امتثلوا أمر الحبيب ولو / أخطا كآدام إذ أصغى لحواء
يا جنة قام فيها الصائح الغرد
يا جنة قام فيها الصائح الغرد / يشدو ومهجته بالوجد تتقد
يرجو لأغصانها ان تستقيم فقد / مالت ويوشك ان يودي بها الاود
رنت لدى الملأ العالين صرخته / وحوله لم يكد يصغي لها أحد
ماذا ينبه قومي كي ألم به / رحماك ربي أكلّ القوم قد رقدوا
ويلاه مما أرى من حالة بعثت / حزني واخنى على عيشي بها النكد
بملء مقلتي العبرى على وطني / أبكي فما لي على ما نابه جلد
يا للرجال متى شينت طرابلس / ولو بأيسر ما في الدين ينتقد
حتى غدا اليوم يجري في مغامزها / أمر الخنا ولسان النهى منجمد
والراقصات تراها خير منتجع / والمومسات تباعاً نحوها ترد
والجاهلون رأوا ما لم يروه بها / قبلا فاصبح لا يُحصى لهم عدد
وكان يعصمهم فقد المنال وقد / يعدو على عصمة الإنسان ما يجد
بطيّ ستر الحيا قد فسروا خطأ / حرية نُشرت اعلامها الجدد
واستغذبوا السُم من أم الخبائث وا / لهفي ومذ وردوا حاناتها مردوا
واصبح الدين امراً يُستهان بهذ / بلا نكير كأن لم يبق معتقد
ما هذه اللوثة السوداء بني وطني / وأيّ قلب غيور ليس يرتعد
اليس هذا مصير الجهل وا أسفا / يا أمة للتقى اسلافهم عمد
هلا اصختم لأصوات اردّدها / أن تنشروا العلم فهو الردء والسند
فما لكم قد لهوتهم عن ندا وطن / بمثل معنى علاه لم يطف خَلَدُ
كانت مدينتا الفيحاء جامعة / من الفضائل ما لم يحوِهِ بلد
فضل ودين وإيمان ومعرفة / باللَه جاد بهنّ العلم والرشد
والحزم والعزم فيها كان عزّهما / بقومنا وكذا العرفان والمدد
والعطف والجود والإيثار شيمتهم / والكل عمّا سوى الاخلاص مبتعد
وهكذا الأمر بالمعروف كان بهم / كالنهي عن منكر الأعمال يُعتمد
حثوا مطايا الهدى طول الحياة ومذ / بانوا رزحن وضاع الرحل والقَتد
واخجلتا إننا نعزى لهم ونرى / أخلاقهم بيننا تُجفى وتفتقد
ولّت مع القوم إذ ولّوا كما سقطت / دمالج قد هوى من بينها العضد
فلو توارثها الأبناء ما طُويت / وقد يجدّد مجد الوالد الولد
ضوء الأهلة أم برق الحمى ومضا
ضوء الأهلة أم برق الحمى ومضا / أسال ما شاء من أجفاننا ومضى
ضلت بمصدره منا العقول وكم / عين لقد هجرت من أجله الغمضا
ضاءت بلمعته الأقطار حين بدا / في الأفق مثل عمود الفجر معترضا
ضافي الذيول بقرص الشمس منتعل / لم يخل أنى تجلى من سناه فضا
ضياؤه أدهش الدنيا فهل علقت / بحبل نور الرفاعي كفه فاضا
ضخم الدسيعة ميمون النقيبة من / بسر إرشاده ركن الهدى نهضا
ضرغام إقيال أهل الله أشرف من / غاب العبا وبغيل المجد قد ربضا
ضاحي رحاب الندى والدهر معتكر / والأرض بالجدب تشكو الحر والرمضا
ضحضاح جدواه أروى كل منتجع / ولم يخف شرقا راجيه أو جرضا
ضاهت خلائقه أخلاق والده / وقد غدا حبه في الناس مفترضا
ضراعنا حين ندعو الله مقترن / بذكره أبدا كي نمنح الغرضا
ضرار نفاع يعتز المريد به / فما يبالي أولي الدهر أم بغضا
ضراب هام العدى حامي النزيل فيا / من حارب الدهر حتى كل أو مرضا
ضع السلاح فما أغناك عنه وخذ / من حبه عن دروع رمتها عوضا
ضرام نار الغضا يطفى بندهته / والليث يعنو ومنه الهام قد خفضا
ضن الزمان بأن يأتي بمشبهه / أو من يجاري علاه حيثما وفضا
ضفت عطاياه حتى كل سارية / في جنب جوهر جدواه غدت عرضا
ضمائر الكائنات استمسكت أبدا / بحبه وعليه طرفها اغتمضا
ضاري الأسود أسود الغوث كن لي من / دهر أصار فؤادي للأسى غرضا
ضيم الليالي وضنك العيش قد رشقا / قلبي بسهمين غالا العظم وانتقضا
ضنيت من جل هم لا يبارحني / يوما وكم من مواض في الفؤاد نضى
ضاقت عليّ به الدنيا بما رحبت / حتى تصرم حبل الصبر وانقرضا
ضمر الأماني ترامت بي إليك فلا / تردد فتى لك صدق الحب قد محضا
ضجت عليه صروف الدهر فانتجع ال / حمى ولولا رجاه فيكم لقضى
ضاق السبيل على قصاد غيركم / وقدر من لاذ فيكم قط ما انخفضا
ضاع الشذا من ثنائي فيكم وصفا / لكم ودادي وذاك العهد ما نقضا
ضرجت وجنة أشعاري بمدحكم / حسنا فأمست كخود وشحت غضضا
ضارعت حسان في مدحي لكم شرفا / يا ابن النبي وعزي فيكم انتهضا
ضممت شمل طريق الله لا برحت / عليك منه تحيات وخير رضا
قل للعذولِ الذي مازالَ مرتقِباً
قل للعذولِ الذي مازالَ مرتقِباً / افسادِ ما بيننا خابت أمانيه
ان كان حبي بطولِ الهجرِ عاملني / أو رام قتلي فان الروحَ تفديهِ
ما بين حبي وبيني مدخل لفتي / يهوى الخداع فاقصر عن تعاطيهِ
فأن منِ حُسن اسلام الفتى ابداً / يا عاذلي تركه ما ليسَ يعنيهِ
طر بي إلى النجم أو سر بي إلى سير
طر بي إلى النجم أو سر بي إلى سير / فمطلع الحسن يحكي مطلع النور
بل اين للنجم جنات معطرة / اجواؤهن بفواح الازاهير
هي العروس تجلت في محاسنها / تسبي العقول بمشموم ومنظور
أثمارها كالحلى من كل فاكهة / تحكي بطيب شذاها وردها الجوري
والزهر يلقى نثاراً فوق هامتها / مثل الدراهم أو مثل الدنانير
كأنما نبعها العالي تفجر من / نهر المجرة صاف غير مكدور
وتحته نهرها المسحور مندفق / فيا له ساحراً يُسمى بمسحور
ولو شهدت مطل الأربعين تجد / أضاً لديها جنان الأرض كالبور
تدني البعيد إلى الأبصار مشرفة / على فضاءٍ طليق غير محصور
ما غوطة الشام ان قيست بنظرتها / إلا كذابل أرض غير ممطور
وما مصايف لبنان بجانبها / إلا الوصايف عند الكنس الحور
سبحان من خصها بالحسن اجمعه / وأهلها بالتقى من غير تقصير
يغشى الضياء بذكر اللَه مسجدها / فيشمل النور منه سائر الدور
وللآذان جلال في منارته / تخال موسى يناجي اللَه في الطور
أبناؤها بصفاء القلب قد عرفوا / فليس يعثر مصطاف بتكدير
قوم كرام قرأنا في وجوههم / آي البشاشة في صحف الأسارير
يعتز جارهم كالضيف عندهم / والصون يكنفه من كل محذور
من اطلع القمر الزاهي بطلعته
من اطلع القمر الزاهي بطلعته / واودع السحر في أجفان مقلته
أما ونور جبين منه محتجب / ما تشرق الشمس إلا من أسرته
لولا توهم قلبي راح مرشفه / ما راح نشوان لا يصحو لسكرته
غدوت ما بين أرباب الهوى علما / لما خلعت عذاري في محبته
اللَه أكبر كم أوحت لواحظه / سر الغرام لقلبي يا لصبوته
من منقذي أو مجيري من هوى رشأ / يكن ناظره ما في كنانته
يا لائمي في الهوى اقصر ملامك عن / صب تهتك واعجب من خلاعته
هيهات لا قمراً يبقى ولا فلكا
هيهات لا قمراً يبقى ولا فلكا / ريبُ المنون فما يجدى اسى وبكا
كأس تدور على كل الورى فمتى / تُدار ذي الكأس يا ريب المنون لكا
افجعتَنا بهمام بيننا علم / كأن سهمك لا يدري بمن فتكا
شيخ الشريعة محمود النقيبة من / قضى الحياة بنشر العلم منهمكا
ثلم الم بركن الدين فانصدعت / له القلوب ورام الفضل فانتهكا
لهف الزمان ايا مولاي منك على / خلال مجد بها الرحمن خولكا
لهفي على غروة غراء كان لها / نور يمدّ لابصار الورى شركا
لهفي على سر أنفاس موكلة / للطالبين بفتح يكشف الحُبُكا
لقد عرا جامع المنصور فيك أسى / فلو يطيق لك الشكوى إذن لشكى
فكم أدرت به للناس كأس طِلى / من العلوم تفوق التبر منسكبا
وكم بمحرابه أسهرت في نسك / طرفا إذا ضحك اللاهي الخلي بكى
قد غال فقدك أفلاذي ومدّ يدا / لستر صبري واشيخاه فانهكتا
قد كنت في فلك الارشاد فرقده / لا اوحش اللَه من أمثالك الفلكا
يا قائماً بعلوم الأوّلين لقد / بالغت فضلاً فقال الفضل كم تركا
يا مُنتقى علماء الدين قل لي من / إليه نرجع بعد الاقتداء بكا
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي / على الممالك في علم وأفضال
لها انتهى كل مجد خالد وجرى / كنيلها العذب منها فائض النال
والعلم ازهر في الدنيا بأزهرها / منه استقى في البرايا كل مفضال
كنانة اللَه أعلاها وزينها / بزينة السائدين العلم والمال
رجالها انجم العليا فلا برحت / مجلى الكواكب من سعد واقبال
في كل فضل قد امتازوا فعالمهم / يجلّ في الكون عن ند وامثال
وان ذكرت امير الشعر شاعرهم / كبرت تكبير اعجاب واجلال
ذاك الذي سحر الألباب اجمعها / بيانه وسبت آياته التالي
تختال مصر على الدنيا وحقّ لها / عجباً بياقوت شعر منه سيال
ينصب من نفس عالٍ تخالهما / وادي المجرة يجرى عذب سلسال
أعلت قصائده شأن القريض بما / حوته من حكم غر وامثال
والشعر ان لم تزنه حكمة فله / مهما تأنق حكم المربع الخالي
له على اللغد الفصحى يد عرفت / في الشرق والغرب في حل وترحال
تفنن وانتقالات تمثل لي / خطو الجآذر بين الرند والضال
وصوغ در كثغر الخود يعجز عن / جمال معناه تفصيلي واجمالي
تبارك اللَه ما أسنى فضائله / لا سيما في ادكار الدار والآل
وددت اذ طاب تشبيبي برقتها / لو ان من غزل الالحاظ اغزالي
عساي انسج تقريضاً يحيط بها / هيهات قد قطع الاعجاز آمالي
للشعر مملكة زهراء ليس لها / غير الفصاحة من جند وابطال
مفصل الكلم المعسول عدتها / يعنو لها كل فصال وعسال
ومن نسيج المعاني ابدعت علماً / من البيان على عمد واطوال
سما إليها أمير الشعر متخذاً / من علمه خير ما تاج وسربال
يجلو البدائع مثل الشهب ساطعة / بخاطر في سماء الشعر جوال
أربت على العرب العرباء شهرته / وسوف تبقى لأجيالٍ فاجيال
لو ينشر الملك الضليل لم يك في / رحابه غير عبد صاغر الحال
شوقي لك الخير رب الشعر انت فكم / من آية أوحيت من فكرك العالي
تهفو القلوب لها والدين يحمدها / والعقل يمتاز من نبراسها الجالي
وفي السماء لها والأرض جلجلة / تصبي الولّي وتصمى مهجة القالي
فليس بدعا إذا خصتك تكرمة / مصر بيوم احتفال فيك مختال
وشاركتها رجال العرب وافدة / من كل قطر بتأويب وارقال
ومن تخلف عن سعي لمعذرة / مثلي فبالقلب يسعى مخلص البال
لا أدعي انني وفيت واجبكم / إن اعترافي بالتقصير اوفى لي
ما للمحاجر مغراة بتسجام
ما للمحاجر مغراة بتسجام / والدمع يمتار من نيران تهيامي
مد البحار على رمل الشرار بلا / جزر فيا ما جرى من مدمعي الهامي
ما كان أعجب مزج الماء في لهب / ضدان ما اجتمعا إلا لإعدامي
مددت كفي أدعوا الله مبتهلا / يا خالق الصبر ثبت فيه أقدامي
مالي على ذينك الحالين من جلد / فعافني أو فخفف بعض آلامي
ما خلت في الحب إضراب العذاب فإن / كان ارتداد القد جددت إسلامي
مالي وللغيد ويلي من لواحظها / كم ألبستني سقاما فوق أسقامي
مدت من الهدب طلا في الخدود لقد / أطار لبي وطاشت فيه أوهامي
منعت يا بين طيب النوم عن مقلي / يا شر ما شمتت في الحب لوامي
ماذا على العيس لو طارت بنا عنقا / فأقصرت طول إنجادي وإتهامي
محنية مرقت في البيد تحسبها / سهما فما أشبه المرمي بالرامي
متى ذكرت لها عن واسط خبرا / حنت فأنت أنين الواله الظامي
ملت من الوجد أحشاها فقلت لها / سيري لنجمع أرواحا بأجسام
مدي لك الله باع الجد وانتجعي / مثوى الرفاعي قاموس الندى الطامي
مأوى الوفود ومقباس السعود ونب / راس الوجود وبدر الأوليا السامي
من شرفت برسول الله طينته / وخص منه بإحسان وإكرام
مد اليمين له والقوم خاشعة / ترنو إليه بإجلال وإعظام
من ذا يجاريه في تلك الكرامة أو / من ذا يباريه في نقض وإبرام
منها خذ الحكم في تفضيله فلكم / من الإشارات أحكام بإحكام
ما للأفاعي لدى ذكراه تخضع لي / ولو أردت جعلت الأسد خدامي
ما تجسر النار تسطو باللهيب على / مريده أفكانت ذات إفهام
من السلاح شهود نطقها خرس / بأن ذكراه تصمي كل صمصام
ما ذاك إلا لأن الله خوله / تصرفا مازه عن كل همام
مدحته وسطور الشهب تحسدني / إذ لم تنل فخر أسطاري وأرقامي
ما حاز عقد الثريا حسن منتظمي / ولا السماك له رمح كأقلامي
مدائحا من سويدائي محابرها / لها من اللطف معنى بنت بسطام
مولاي إن حاز ما قدمت من مدح / فضل القبول فقد أسعدت أيامي
منحتنا قبل في الرؤيا زيارتنا / إشارة لم تكن أضغاث أحلام
ما زلت منتظراً تأويلها ولقد / آن الأوان فأترع بالهنا جامي
يا ناعي الحي والاجفان تنهار
يا ناعي الحي والاجفان تنهار / رفقاً فلم يبق اسماع وابصار
اصمّ نعيك سمع الكون وانفجرت / من أعين الدين انهار فأنهار
ومذ غدا العصر يبكي فقد فرقده / بكت لمبكاه أنحاء وأقطار
علامة الدهر عبدالقادر العَلَم ال / فرد الذي ذكره في الكون معطار
الرافعي كبيرُ القَدر من رُفعت / له على هامة العلياء أقدارُ
سل أزهر العلم عنه كم به جُنيت / من فضله الجمّ أزهار وأثمار
وسل به جامع الغوري كم جليت / فيه عرائس علم منه أبكار
واستخبر الأرض هل ساواه من علمٍ / أم هل لعلياه أشباه وانظار
ذاك الذي كان نعمان الزمان ومن / من بحره فقهاء الشرع تمتار
ذاك الذي كانت الدنيا تضيء به / كأن آثاره في الكون أقمار
لقد مضى وأنطوى في طيّ بردته / زهد ونسك وأفضال وايثار
واصبحت هالة الفتيا لفرقته / تشكو الأسى ولها عند القضا ثار
ما كاد يشرق حتى غاب نيرها / عنها وللحظ اقبال وادبار
سرعان ما بكيت من بعد ما ابتسمت / فلتشهد الآن ان الدهر غدار
كأن نور المنى إذ لاح ثم خبا / لعينها كوكب في الأفق غرار
من للمشاكل ان ما احكمت عُقدا / يوماً وحلالها شطت به الدار
من للصعاب إذا ضاقت مذاهبنا / بها وقام لها في الناس مضمار
تصرمت تلكم الآمال واندرست / أيامها الزهر والايام ادوار
وشهب أفراح ذاك العصر قد غربت / عن العيون وللافراح أعمار
والحزن بلبل مصرا مع طرابلس / واظلمت ثم آصال وابكار
هيهات ينتج هذا الدهر ثانية / او تحتوي مثله مدن وامصار
من جوهر الفضل من لب المفاخر من / محض العلى من صميم المجد مختار
قد كان لي قبل هذا الخطب وا أسفي / صبر على نكبات الدهر كرار
واليوم اصبحت لا نوم ولا جلد / كلاهما عن أسير الحزن فرار
فحرقتي فيه ما تجلى دياجرها / وما لفجر عزائي قط اسفار
اب رؤوف رحيم كم لنا قُضيت / في ظله بطلاب العلم أوطار
أيام كنا عليه عالة ولنا / من فيض جدواه البان واوبار
نرعى بروضة عز من مكارمه / يحيطها من حنان القلب اسوار
فللظواهر منا والسرائر في / شكران نعماه اعلان واسرار
حسبي من الوجد ما بي أيها اللاحي
حسبي من الوجد ما بي أيها اللاحي / فلا تزدني فما يعنيك إصلاحي
حسن الشعور على هيف القدود سبى / لبي على أنها رايات أفراحي
حسوت كأس الهوى حتى طفحت به / سكرا فلا تلم السكران يا صاح
حد عن طريقي واشفق أن يصيبك ما / أصابني من أسى في الحب فضاح
حكم اللواحظ والأعطاف في كبدي / منفذ بين أسياف وأرماح
حللن هجري بنات العرب فانطلقت / عيناي تعرب عن وجدي بإفصاح
حتام يا بين أطوي البيد معتسفا / والدمع يسفح من سوح إلى ساح
حادي المطي أثرها أن لي كبدا / ملتاعة بلظى شوقي وأتراح
حنت إلى واسط عيسى فقلت لها / جدي لنجمع أشباحا بأرواح
حيا الحيا أرضها الفيحاء إن بها / مشكاة رمس أقلت خير مصباح
حيث الرفاعي شيخ القوم حل بها / فاخجل الشمس مجلى نورها الضاحي
حامي الحمى أحمد الغوث الذي خضعت / له الأسود دواعيا كل جحجاح
حوى الفضائل طرا إذ تناولها / بالإرث عن جده من أفقها الصاحي
حباه كل فخار حيث خصصه / بلثم كف بفيض الجود سحاح
حجب الغيوب له انشقت وكم كشفت / حجب وراها الطرف منه لماح
حاز التقدم في مرقى الكمال على / شوس الرجال بسر منه وضاح
حتى تقاصر أهل السبق أجمعهم / عن شأوه وتنحى كل طماح
حياة قلبي طابت مذ تعلق في / طريقه وأديرت ثم أقداحي
حبابها من دراري النجم وهي من الن / نور الخلاص ولا تسأل عن الراح
حارت بمعناه الباب الورى ولوى / جيد القصور لديه كل مفصاح
حرارة الجمر تطفى باسمه أفلا / تطفي جميرة هم فيّ ملحاح
حصن الدخيل ويا كهف النزيل ألا / عطف لعبد كسير القلب ملتاح
حوباء دهري لقد كرت على كبدي / بكل خطب ورى الزند قداح
حتى غدا ويد الأيام تجهده / كأنه طائر في كف ذباح
حاشا علاك بأن تنسى مريدك يا / غوث الوجود وملجا كل مجتاح
حنان قلبك للملهوف منتجع / وامنح رجائي به يا خير مناح
حسان مدحك قد أوفى على قلق / وقام بالباب يشدو شدو نواح
حان الوفاء فداركني بمرحمة / يا ذا الضمين بإنجائي وإنجاحي
حلا مديحك لي ممسا ومصطبحا / يا أسعد الله إمسائي وإصباحي