المنازعة في حق القوامة

حينما تنازع الزوجها زوجها في حقوقه الشرعية، من ولايته، وقوامته عليها، ورئاسته لها في البيت، فتجعل رأسها برأسه، وتنفرد بالقرار، وتشتد في الخلاف، وتجرؤ على الهجر والخصام، وترعد وتبرق، فتمنح نفسها الرئاسة، والولاية، والقوامة على ذاتها، فهي في الحقيقة تحارب الله الذي شرع هذه الحقوق، وحد هذه الحدود، وليست في حرب قاصرة على الزوج، فإن عجز الزوج عن عقابها، فعقاب الله سيحيط بها، فلا تهنأ بحياة  ولا تستمتع بعيش، ولا براحة بال، ولا بطعام ولا شراب ولا نوم، بل تحيا في تعاسة، وشقاء، وضنك، وحروب نفسية، وستبقى كذلك ما دامت مصرة على منازعة الله في حدوده وشريعته ومنهاجه في الكون. وأذكر رجلا أُبتلي بامرأة من أولئك النطيحة، فبحث عن فتاة تكون يتيمة فقيرة ذات دين مقبولة الشكل، حثى عثر عليها وتزوجها فعاش معها خمسة عشر عاماً لا يسمع منها إلا نعم وحاضر واللي تشوفه واللي تؤمر به، تقول أمها: لم يحدث أن أغضبها مرة ولا هي أغضبته، ولا اشتكت منه ولا اشتكى منها، ودائما ما يثني عليها ويمدحها. عاشا في سعادة لما عرف كل طرف حدوده الشرعية، لا الزوجة تنازع في قوامة الرجل ولا ولايته في بيته، ولا الرجل يطغى ويستبد ويظلم ويتجبر ويتخلى عن مسؤولياته.

أما معظم نساء اليوم من المتفلفسات المتعالمات، فلا تتوانى، ولا تتحرج، ولا تستحيي أن ترفع قعيرتها في وجه زوجها وتنابذه الألفاظ كلمة بكلمة، بل بعشر، حتى تتسبب في خراب بيتها، وضيق عيشتها، وفراقها من زوجها، وأولادها، رافعة شعار المساواة بين الجنسين، ومفيش حد أحسن من حد، ولا يوجد رئيس ولا مرؤوس،  والمرأة ولي أمر نفسها، وخراب الأسر وتشردها أهون عندها من نعم وحاضر، فضلا عن أن بعض هؤلاء المستغربة يرون أن نعم وحاضر نوع من الذل، ويتنافى مع الكرامة، بينما إذا خرجت إحداهن للعمل تراها تتودد، وتخضع للمدير، والوكيل، والأسبق منها، وحتى لعامل الشاي في المؤسسة أو المدرسة، وتسمعها تقول نعم حاضر ، تؤمر حضرتك بشيء، أنا تحت أمرك، عفوا أعتذر، طلباتك أوامر، مع لين في الصوت، وانحناءة خفيفة بالرأس، واتجاه النظر إلى الأرض، وابتسامة العذراء في خدرها، والخروج من الباب بالظهر حرصا على الأدب، وتتفيهق بالمجاملات اللفظية: حضرتك لا يصح الكلام في وجودك، إذا حضر الماء بطل التيمم، لا يفتى ومالك في المدينة، أنت عبقرية فذة إذا غير فاضية أفضى لك مخصوص، خطفت عقلي بكلامك...الخ هذا مع القوامين عليها في العمل أو المهنة، وهي قوامة قانونية بشرية شرعها الإنسان للإنسان، أما مع القوَّام عليها في البيت، والأسرة والتي هي القوامة الشرعية من الله فأرض صحراء، جدباء، لا زرع بها ولا ماء، فلا كلمة طيبة، ولا اهتمام بالشكل والرسم، ولا تودد بالفعل والسلوك، وهو من قلة الفطنة، وعمق الجهل، وحماقة الفكر، وسوء التربية غالباً، ومع كل ذلك تأثير الإعلام، ومواقع التواصل، والانفتاح على المخربين الباغين للناس العنت.

نسيت أن أذكر لكم أن المركز القومي للمرأة يعلم النساء في المحاضرات الداخلية فن إذلال الرجال، وكيف تهرب الزوجة بمنقولات البيت ثم ترفع قضية تبديد منقولات على زوجها، فهو ليس مركزا قوميا للمرأة، بل هو مركز خراب المرأة وخراب الأسرة، وأكل الحقوق بالباطل، فإذا كانت المرأة معوجة بطبيعتها فكيف إذا أضيف إلى هذا الإعوجاج محاضرات المركز التخريبي للناشزات؟ والذي تموله منظمات مشبوهة تريد أن تجني على الدولة من خلال الجناية على الأسرة. وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قال للمرأة: انظري أين أنت منه، أي من زوجك، فإنما هو جنتك ونارك. فلا شك أن المركز التخريبي للمرأة اختار للنساء النار بدلا من الجنة. نسأل الله العافية.

بقلم: د. ياسر جابر باحث وكاتب قطر

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن

اكتب معنا


يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

أرسل من هنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024