هل هو شبح أم ظل أم .....

لكنه أبى أن يطاوعني، رغم محاولات كثيرة غير أنها بائت كلها بالفشل.

     إنه ليل مظلم، لا يرى قادم ولا ذاهب، وخيَّم الهدوء مكانا تاما، فالصوت الخفيف يُسمع بكل وضوح حتى أنفاس يتنفس بها الإنسان، والساعة تدق بأنها واحدة تماما.

     كنتُ أغط في نوم عميق، فسمعت صوت أحد كأنه يناديني، فلم ألتفت إليه في أول وهلة، لكنه تكرر على مسامعي، ففتحت عيني لأرى مصدره، فدُهشت أن أحدا واقف بجنبي ظنا أنه شبح من الأشباح، وأنا لم أرى شبحا في حياتي، فدثرت وجهي بمنديل بأنه يذهب، لكنه ثبت في مكانه، وذلك لأنه لم يكن شبحا ولا ظلا بل كان إنسانا.

     فناداني مرة أخرى فقلت له ماذا تريد يا رجل؟ فقال لي يا أستاذ، أحد الإخوة يصرخ بتفاقم مرضه، فنهضت مسرعا ناسيا لبس القلنسوة، فذهبت متخطيا على الإخوة النائمين إلى الأخ المريض، فرأيته متقلبا على فراشه لشدة ألم كان يشعره في كليته.

     لم تكن لدي سيارة  كي أنقله إلى المستشفى، فطلبت من اثنين ينقلانه إلى المستشفى بالعربة الثلاثية، فذهبا به، ثم عُدت إلى السرير للنوم مرة أخرى لكنه أبى أن يطاوعني، رغم محاولات كثيرة غير أنها بائت كلها بالفشل.

     فبدأت بتسبيحات حتى دخلت في عالم نوم، فنمت ولم أشعر متى غططت في نوم عميق، فهذا ما حدث معي اليوم ...

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
وسوم متعلقة
  • #شبح
  • #ظل
  • #مسمع
  • اكتب معنا


    يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

    أرسل من هنا

    المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
    الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
    شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024