المجموع : 78
وَكُمَيتٍ أَرَقَّها وَهَجُ الشَمْ
وَكُمَيتٍ أَرَقَّها وَهَجُ الشَمْ / سِ وَصيفٌ يَغلي بِها وشِتاءُ
طَبختها الشِّعْرى العَبورُ وَحثَّت / نارَها بِالكواكبِ الجَوزاءُ
محضتها كواكِبُ القيظِ حَتّى / أَقلَعَت عَن سَمائِها الأَقذاءُ
هيَ كالسُرجِ في الزُجاجِ إِذا ما / صَبَّها في الزُجاجةِ الوُصَفاءُ
وَدمُ الشَادنِ الذَبيحِ وَما يَح / تلبُ السَاقيانِ مِنها سواءُ
قَد سَقَتني والليلُ قَد فَتَق الصُب / حَ بِكأَسينِ ظَبيةٌ حَوراءُ
عَن بَنانِ كأَنَّها قُضُبُ الفِض / ضَةِ حنّى أَطرافَها الحِنّاءُ
لا تَغضُّ الريّاحُ مِن شأوِها إِل
لا تَغضُّ الريّاحُ مِن شأوِها إِل / لا وَهُنَّ الطَلائِح الأَنضَاءُ
مَلِكٌ لا يُصرّف الأَمرَ والنَه
مَلِكٌ لا يُصرّف الأَمرَ والنَه / يَ لَهُ دونَ رأَيهِ الوزَراءُ
حَلَّ في الدَوحتِ التي طالَت النا / س جَميعاً فَما إِليها ارتِقاءُ
وَسِعَت كفُّهُ الخَلائقَ جوداً / فاستَوى الأَغنياءُ والفُقَراءُ
يا بَني هاشِم أَفيقوا فإِنَّ ال / مُلكَ مِنكُم حَيثُ العَصا والرِداءُ
ما لِهارونَ في قُريش كفيٌّ / وقُريشُ لَيسَت لَهُم أَكفاءُ
خَلَعَ الصِبا عَن مَنكبَيهِ مَشيب
خَلَعَ الصِبا عَن مَنكبَيهِ مَشيب / فَطَوى الذَوائب رأَسهُ المَخضوبُ
نَشَرَ البِلى في عارِضيَهِ عَقارِباً / بيضاً لَهُنَّ عَلى القُرونِ دَبيبُ
ما كانَ أَنضَرَ عيشَهُ وأَغضَّهُ / أَيام فَضلُ رِدائِهِ مَسحوبُ
يَرمينَ أَلباب الرِجالَ بأَسهُم
يَرمينَ أَلباب الرِجالَ بأَسهُم / قَد راشَهُنَّ الكُحلُ والتَهديبُ
إِذا ما حِمامُ المَرءِ كانَ بِبلدة
إِذا ما حِمامُ المَرءِ كانَ بِبلدة / دَعَتهُ إِلَيها حاجَةٌ أَو تطَرُّبُ
لكُلِّ امريءٍ رِزقٌ ولِلرّزقِ جالِبُ
لكُلِّ امريءٍ رِزقٌ ولِلرّزقِ جالِبُ / وَليسَ يَفوتُ المَرءُ ما خطَّ كاتِبُه
يُساق إِلى ذا رِزقُهُ وَهوَ وادِعٌ / ويُحرَمُ هَذا الرِزقَ وَهوَ يُطالِبُهُ
يَقولُ الفَتى ثمَّرتُ مالي وإِنَّما / لِوارثِهِ ما ثَمّر المال كاسِبُهُ
يُحاسِبُ فيهِ نَفسه بِحياتهِ / وَيَتركهُ نهباً لِمَن لا يُحاسِبُهُ
يَخيبُ الفَتى مِن حَيثُ يُرزَقُ غَيرهُ / ويُعطى الفَتى مِن حَيتُ يُحرم صاحِبُه
مَرَت عَينَهُ للشوقِ فالدَمعُ مُنسَكِب
مَرَت عَينَهُ للشوقِ فالدَمعُ مُنسَكِب / طُلولُ ديارِ الحَيِّ والحيُّ مُغتَرِب
كَسا الدَهرُ بُردَيها البِلى وَلَرُبَّما / لبِسنا جَديديها وأَعلامُنا قُشُب
فَغَّيَرَ مَغناها وَمحَّت رسومَها / سَماءٌ وأَرواحٌ وَدَهرٌ لَها عَقَب
تَربّعَ في أَطلالِها بَعدَ أَهلِها / زَمانٌ يُشِتُّ الشَملَ في صَرفهِ عجب
تَبدَّلَتِ الظُلمان بَعدَ أَنيسِها / وسوداً مِنَ الغِربانِ تَبكي وَتَنتَحِب
وَعَهدي بِها غَنَّاء مُخضَرَّةُ الرُبى / يَطيبُ الهَوى فيها ويُستَحسنُ اللَعِب
وَفي عَرصاتِ الحيِّ أَظبٍ كأَنَّها / مَوائِدُ أَغصانٍ تأَوّدُ في كُثُب
عَواتِقُ قَد صانَ النَعيمُ وجوهَها / وَخَفَّرَها خَفرُ الحَواضِنِ والحُجُب
عَفائِفُ لَم يَكشِفنَ سِتراً لِغَدرَةٍ / وَلَم تَنتِحِ الأَطرافُ مِنهُنَّ بالرِيَب
فأَدرَجهم طيُّ الجَديدَينِ فانطَوَوا / كَذاكَ انصِداع الشَعبِ ينأى وَيَقتَرِب
وَكأَسٍ كَسا الساقي لَنا بَعدَ هَجعَةٍ / حَواشيَها ما مَجَّ مِن رِيقِهِ العِنَب
كُميت أَجادَت جمرَةُ الصَيف طَبخَها / فآبَت بِلا نار تُحَشُّ وَلا حَطَب
لَطيمة مِسك فُتَّ عَنها خِتامُها / مُعتَّقَة صَهباءُ حيريَّة النَسَب
رَبيبةُ أَحقابٍ جَلا الدَهرُ وَجهَها / فَليسَ بِها إِلا تلأَلؤَها نَدَب
إِذا فُرُجاتُ الكأَسِ مِنها تُخيِّلَت / تأَمّلتَ في حافاتِها شُعَل اللَهب
كأَنَّ اطِّرادَ الماءِ في جَنباتِها / تتَّبعُ ماءُ الدُرّ في سُبُكِ الذَهَب
سَقاني بِها واللَيلُ قَد شابَ رأَسه / غَزالٌ بِحناء الزُجاجةِ مُختَضَب
يَكادُ إِذا ما ارتَجَّ ما في إزاره / ومالَت أَعاليهِ مِنَ اللِين يَنقَضِب
لَطيفُ الحَشى عبلُ الشَوى مُدمَجُ القَرى / مَريضُ جُفونِ العَينِ في طيِّهِ قبَب
أَميلُ إِذا ما قائدُ الجَهلِ قادني / إِليهِ وَتَلقاني الغَواني فتَصطَحِب
فَوَزَّعَني بَعدَ الجَهالةِ والصِبا / عَنِ الجَهلِ عَهدٌ بالشَبيبَةِ قَد ذَهَب
وأَحداثُ شَيبِ يَفتَرعنَ عَنِ البلى / وَدَهرٌ تهِرُّ النَاسُ أَيامُهُ كلِب
فأَصبَحتُ قَد نكَّبتُ عَن طُرُقِ الصِبا / وَجانَبت أَحداثَ الزُجاجةِ والطَرَب
يَحِطانِ كأَساً للنَديمِ إِذا جَرت / عَليَّ وإِن كانَت حَلالاً لِمَن شَرِب
وَلَو شِئتُ عاطاني الزُجاجةَ أَحورٌ / طَويلُ قَناةِ الصُلب مُنخَزِلُ العَصَب
لياليَنا بالطَفِّ إِذ نَحنُ جيرَةٌ / وإِذ لِلهَوى فينا وفي وَصلِنا أَرَب
لَياليَ تَسعى بالمدامَةِ بَينَنا / بَناتُ النَصارى في قلائِدِها الصُلُب
تُخالسُني الَّلذات أَيدي عَواطلٍ / وَجوفٍ مِنَ العيدانِ تَبكي وَتَصطَخِب
إِلى أَن رَمى بالأَربَعينَ مُشِبُّها / وَوقَّرَني قَرعُ الحوادثِ والنَكَب
وَكفكَفَ مِن غَربي مَشيبٌ وَكَبرَةٌ / وأَحكَمَني طولُ التَجاربِ والأَدَب
وَبحر يَحارُ الطَرفُ فيهِ قَطعَتُهُ / بِمَهنوءة مِن غَيرِ عُرٍّ وَلا جَرب
مُلاحَكةِ الأَضلاعِ مَحبوكة القَرى / مُداخِلةِ الرَاياتِ بالقارِ والخَشَب
موثَّقة الأَلواح لَم يُدم متنَها / ولا صَفحتيها عَقدُ رَحلٍ وَلا قَتب
عَريَضةُ زَورَ الصَدرِ دَهماء رَسلة / سِنادٌ خَليعُ الرأَس مَزمومة الذَنَب
جَموحُ الصَلا موَّارةُ الصَدرِ جَسرَةٌ / تَكادُ مِن الإِغراق في السير تَلتَهب
مجفّرة الجَنبَين جَوفاء جَونة / نَبيلة مَجرى العَرض في ظَهرِها حَدَب
معلَّمة لا تَشتَكي الأَينَ والوَجى / وَلا تَشتَكي عَضَّ النُسوع وَلا الدَأب
وَلَم يدم مِن جَذب الخشاشة أَنفها / وَلا خانَها رسم المناسِبِ والنَقَب
مُرَقَّقَةِ الأَخفافِ صُمٌّ عِظامُها / شَديدَة طيِّ الصُّلب مَعصوبَةُ العَصَب
يَشقُّ حُبابَ الماءِ حَدُّ جِرانِها / إِذا ما تَفرَّى عَن مناكِبها الحَبب
إِذا اعتَلجَت والريحُ في بَطنِ لُجّة / رأَيتُ عَجاج الموتِ مِن حَولِها يَثِب
تَرامي بِها الخلجانُ مِن كُلِّ جانبٍ / إِلى متن مقتِّر المسافة مُنجَذب
وَمَثقوبَة الأَخفاف تَدمي أَنوفها / معرَّقة الأَصلابِ مطويّة القُرُب
صَوادع للشّعب الشَديد التَيامُه / شَواعِب للصّدع الَذي لَيسَ يَنشعب
بَغدادُ بعداً لا سَقى
بَغدادُ بعداً لا سَقى / ساحاتُها صَوبُ السِحاب
عمر الإِلهُ ديارِها / بِالعاوياتِ مِن الكِلاب
لَو كنتُ أَملكُ أَن أُفارِقَ مُهجَتي
لَو كنتُ أَملكُ أَن أُفارِقَ مُهجَتي / لَجَعَلتُ ناظِرها عَليكِ رَقيبا
حَذَراً عَليك وإِنّني بِكِ واثِقٌ / أَن لا ينال سوايَ مِنكِ نَصيبا
وَيومَ تَستَوي فيهِ
وَيومَ تَستَوي فيهِ / شياتُ الشُقرِ والشُهبِ
لَم تَنصفي يا سميّةَ الذَهَب
لَم تَنصفي يا سميّةَ الذَهَب / تتلفُ نَفسي وأَنتِ في لَعِبِ
يا ابنة عمّ المسك الزَكي وَمن / لولاكِ لَم يُتَّخذ وَلَم يَطبِ
ناسَبَك المِسك في السواد وَفي الر / رِيحِ فأَكرم بِذاكَ مِن نسَبِ
وَقائلَةٍ وَقَد بَصُرَت بِدَمعٍ
وَقائلَةٍ وَقَد بَصُرَت بِدَمعٍ / عَلى الخدَين مُنحَدرٍ سكوبِ
أَتَكذِبُ في البُكاء وأَنت خِلوٌ / قَديماً ما جَسَرتَ عَلى الذُنوبِ
قَميصك والدُموع تَجول فيهِ / وَقلبكَ لَيسَ بِالقَلبِ الكَئيب
نَظير قَميص يوسُفَ حينَ جاؤوا / عَلى أَلبابهِ بِدمٍ كَذوب
فَقُلتُ لَها فِداكِ أَبي وأُمي / رَجمتِ بِسوء ظَنّكِ في الغُيوبِ
أَما واللَهِ لَو فتَّشتِ قَلبي / بِسرّكِ بالعويل وَبالنَحيب
دُموعُ العاشِقينَ إِذا تلاقوا / بِظَهر الغَيب أَلسِنةُ القُلوب
ربعُ دارٍ مُدَرَّس العَرَصاتِ
ربعُ دارٍ مُدَرَّس العَرَصاتِ / وَطُلول مَمحوَّة الآياتِ
خَفَق الدَهرُ فَوقها بِجناحَي / ن مَريشَين بِالبَلى والشَتاتِ
وَكَم مِن ميتَةٍ قَد مِتُّ فيها
وَكَم مِن ميتَةٍ قَد مِتُّ فيها / وَلَكِن كانَ ذاكَ وَما شَعَرتُ
وَكُنتُ إِذا رأَيتُ فَتىً يَبكي / عَلى شَجَن هَزأَت إِذا خَلوتُ
وأَحسَبني أَدال اللَهَ مِنّي / فَصِرتُ إِذا بَصِرتُ بِهِ بكيتُ
سَرَوا يَخبطونَ اللَيلَ فَوقَ ظُهورِها
سَرَوا يَخبطونَ اللَيلَ فَوقَ ظُهورِها / إِلى أَن بَدا قَرنٌ مِنَ الليل أَبلَجُ
وأَضحَوا وبَعضٌ ما يُقيمُ لِسانه / وَبعضٌ إِذا ما حاولَ المشي يَعرُجُ
يا صَديقي وأَخي في
يا صَديقي وأَخي في / كُلِّ ما يَعرو وَشِدَّه
لَيتَ شِعري هَل زَرَعتُم / بَذر كَتّانِ المِخَدّه
أَنعي فَتى الجُود إِلى الجود
أَنعي فَتى الجُود إِلى الجود / ما مِثلُ مَن أَنعي بِمَوجودِ
أَنعي فتىً مصَّ الثَرى بعده / بَقيَّة الماءِ مِنَ العُودِ
جَلا الصبُّحُ أَونيّ الكَرى عَن جفونهِ
جَلا الصبُّحُ أَونيّ الكَرى عَن جفونهِ / وَفي صَدرهِ مِثلُ السِهامِ القَواصِدِ
تَمكَّنَ مِن غِرّاتِهِ الحُبُّ فانتَحى / عَليهِ بأَيدٍ أَيّدات حَواشِدِ
إِذا خَطَراتُ الشَوقِ قَلَّبنَ قَلبه / شَدَدنَ بأَنفاس شداد المَصاعِدِ
يُذَكِّرهُ خَفضُ الهَوى وَنَعيمُه / سَوالِفَ أَيامٍ وَليسَ بِعائدِ
يا أَيُّها الدَهرُ أَقصِر عِن تَنقُّصِنا
يا أَيُّها الدَهرُ أَقصِر عِن تَنقُّصِنا / فَلَستَ مُنتَهياً عَن غَشمِنا أَبَدا
أَضحى سِنانُ قَناتي بَعدَ حِدَته / مَرَّت بِهِ عَثَراتُ الَدَهر فانفصَدا