القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفضل الوليد الكل
المجموع : 11
إذا البَدرُ زار الأفقَ وهُو بَهيجُ
إذا البَدرُ زار الأفقَ وهُو بَهيجُ / إِلى الشّعرِ أصبُو والشجُونُ تُهِيجُ
وقد أَهجرُ الشِعرَ اللّطيفَ مَلالةً / وعلماً بأنّ الصّنفَ ليسَ يَرُوج
ولكنّما الشوقُ القديمُ يهزُّني / فألقي القَوافي في البُحورِ تَموج
فما الشعرُ في صَدرى سِوى السّيلِ جارفاً / أو النارِ تذكو والشّعورُ أجيج
فقل للذي يَلقى المحاسنَ هادئاً / لحى اللهُ علجاً ما رأتهُ عُلوجُ
على اللّيلةِ القمراءِ طالَ تَسهُّدي / وحلَّ سُكوتٌ حيثُ كان ضَجيج
فبتُّ وقد هاجَت غَرامي سَكِينةٌ / ونشّطني تحتَ الغُصونِ أَريج
أرى البدرَ لي من جانِبِ السّهلِ طالعاً / وكم أطلَعتهُ لي ذُرىً وثلوج
كما أشرَقت من قَصرِها ذات عفّةٍ / على رَوضةٍ فيها الربيعُ نَسيج
فخلتُ فؤادي طائراً من صَبابَتي / ولَيسَ لما بينَ الضّلوعِ خروج
أَحَبَّ التي أحبَبتُها ولأجلِها / أطلَّ فضاءَت من سناهُ مروج
فأوشكَ أن يَهوي إلى الأرضِ قائلاً / إِلى الحبِّ في أعلى السّماءِ أحوج
أرى البحرَ قدَّامي يقذِّفُ أمواجا
أرى البحرَ قدَّامي يقذِّفُ أمواجا / وخَلفي أرى عقداً من النورِ وهّاجا
فما البحرُ إلا النفسُ تطربُ للعُلى / وما النورُ إِلا الفكرُ يطلبُ إفراجا
أحنُّ الى الحمراءَ صبّاً مؤرقّاً / فأخرجُ من قلبي القصائدَ إخراجا
كما حنّ مقصوصُ الجنّاحِ وقد رأى / طيوراً إِلى الأوكارِ ترجعُ أفواجا
ويُوحِشُني طَيفُ القنوطِ إذا سَرى / فيؤنسني طيفُ الجمالِ إذا ناجى
تعشَّقتُ ماءَ الرَّوضةِ المُترَجرِجا
تعشَّقتُ ماءَ الرَّوضةِ المُترَجرِجا / وكم شاقني نوحُ الغصونِ وكم شجا
لقد كادَ يَفنى القلبُ إلا بقيةٌ / تجمَّعَ فيها الحبُّ والمجدُ والرّجا
فما هي إلا كوكبٌ لاحَ ساطعاً / بهِ يأنَسُ السَّاري الذي ضَلَّ في الدُّجى
تُنيرُ ظلامَ الجَهلِ حولي ويهتدي / بها كلُّ أصحابِ الفضيلةِ والحجى
صبراً على حورِ العَينين والدّعجِ
صبراً على حورِ العَينين والدّعجِ / لا بدَّ من فرجٍ يأتيكَ من فلج
هذي المليكةُ فاحذَر سيفَ نقمتِها / فأنتَ من حُبِّها في موقفٍ حَرج
دَعِ الشَّكاوى ولا تلجأ الى حججٍ / فللمليكةِ إعراضٌ عن الحجج
في مطلقِ الحكم لا دَعوى ولا جدلٌ / ولا دِفاعٌ فقل يا أزمَة انفَرجي
واطلب مراحِمَها تأمَن مظالمَها / وما عَليكَ إذا استَسلمتَ من حرج
صدقتَ فاسمع حَديثي عن مخدَّرةٍ / عَشِقتُها حينَ لاحت لي على الدَّرَج
بيضاءُ طلعتُها بيضاءُ حلَّتها / بيضاءُ كلَّتُها في منزلٍ بَهِج
كأنها البَدرُ فوقَ التلِّ مُرتفعاً / يَجلو الغمامَ وتَجلو الغمَّ عن مُهَج
وبين أنمُلِها غصنٌ حكى فنَناً / مِنَ الحمامةِ للتَّبشيرِ بالفَرَج
لما رَنوتُ إليها وابتسَمتُ لها / قالت أتسرُقُ من حُسني ومن أرجي
فقلتُ شيَّعتُ قلبي حينَ فارَقني / بمُقلتيَّ وما في العذرِ من عَوَج
قالت بدَمعِكَ طهِّر مُقلتيكَ ولا / تنظُر إليَّ فما الغدرانُ كاللّجج
أفدي التي حكتِ الصَّباحَ تبَلُّجا
أفدي التي حكتِ الصَّباحَ تبَلُّجا / والطيرَ صَوتاً والمياهَ تموُّجا
أخرَجتِ من شفتيَّ رُوحي عِندَما / قبَّلتُ ثغراً فيهِ يبسمُ لي الرجا
وعلى ذُؤابتِها نثرتُ مدامِعي / حيناً كتنثير النجوم على الدجى
ورأيتُ قلبي مثلَ مهرٍ جامحٍ / قطعَ الشكالَ محاولاً أن يخرُجا
وملأتُ عيني من محاسنِ وجهها / وقوامِها حيثُ العبيرُ تأرّجا
وتساقَطَت قُبَلي عَليها مِثلما / وَقَعَ النَّدى فوقَ الثِّمارِ فأنضَجا
هَبطَ اللَّيلُ ولمَّا أن دجا
هَبطَ اللَّيلُ ولمَّا أن دجا / أقبَلت توقِدُ فيهِ سُرُجا
كاعبٌ تدرجُ في رَوضتِها / مثلَ عصفورٍ عليها دَرَجا
لم يَكُن ما بيننا وَعدٌ ولا / رُسُلٌ لكن عرفتُ الأرَجا
فعلى نفحَتِها جئتُ إلى / مدخَلٍ أكرَهُ منهُ المخرجا
فتلقَّتني بثغر عنده / فرجي إن شمتُ منه المخرجا
وبعينين تراءَى فيهما / كلُّ ما سَرَّ فؤادي وشجا
وبكفٍّ رنَّ في معصمِها / دملجٌ كان لقلبي دُملُجا
ثم قالت كيفَ تُمسي بعدنا / إن تقحَّمتَ هناكَ اللُّجَجا
هل لنا أو لكَ يومٌ جَلِدٌ / عِندَ توديعٍ يُذيبُ المُهَجا
النَّوى ليلٌ بهيمٌ فابق لي / تحتَ هذا الروضِ صُبحاً أبلجا
قلتُ والدمعُ على وَجنتِها / كالنَّدى في ثمرٍ قد نضَجا
وعلى قلبي سرَت أنفاسُها / كهبوبِ الريحِ ناراً أجَّجا
كلَّما مرَّ عليهِ نفَسٌ / أبصرَت في مُقلتيَّ الوَهَجا
قسماً باللهِ والحبِّ الذي / منهُ جسمي قد غدا مُختَلِجا
وبروضٍ نوَّرَت أزهارُهُ / مثلَ قلبينا على نورِ الرَّجا
ونجومٍ فوقنا مُشرقةٍ / لتُرينا بعدَ ضيقٍ فرَجا
إنَّني أهواكِ ما عشتُ وما / مَنظرُ الزَّرقاءِ همِّي فرَّجا
وأنا باقٍ على عهدِ الهوى / فإليهِ القَلبُ في الكربِ التَجا
ليسَ هذا اللَّيلُ إلا شَفَقاً / من مُحيّاكِ الذي يجلو الدُّجى
إنَّما لي وطرٌ في وطني / ليسَ يُقضى فرَحيلي عن حِجى
ضاقَ عن صَدري وصدري ضيِّقٌ / عن فؤادٍ في هواهُ أهوجا
هكذا لا بدَّ أن يحملني / موجُ بحرٍ هاجَ حتى هَيَّجا
في الشَّامِ أشتاقُ عيشاً طيباً بهجا
في الشَّامِ أشتاقُ عيشاً طيباً بهجا / فالقلبُ فيهِ مع الأثمارِ قد نضَجا
جنيتُ من زَهرهِ والنفسُ مزهرةٌ / فلم أزل من يدي أستنشِقُ الأرجا
ذكرُ الصِّبا والصَّبا في الليلِ أرّقني / فبتُّ أُوقِدُ في ظلمائهِ سُرُجا
وا حسرتاهُ على النائي الغريبِ وقد / أمسى حزيناً بما لاقاهُ مُبتَهِجا
حتّامَ تعشقُ عاجاً تحتَ ديباجِ
حتّامَ تعشقُ عاجاً تحتَ ديباجِ / بعد التلمُّسِ للدّيباجِ والعاجِ
إياكَ والغبنُ فالألوانُ كاذبةٌ / هذي تجارةُ نحّاتٍ ونسّاج
من الطواويسِ حسنُ الريشِ أعجبنا / وأزعجَ الصوتُ منها أي إزعاج
فللظواهرِ حسنٌ كاذبٌ سَمِجٌ / وللبواطن حسنٌ صادقٌ شاج
والحسنُ أضحى متاعاً يُشترى فلكم / أرى الحرائرَ أزواجاً لأعلاج
كم غادةٍ برزت في السوقِ فاتنةً / حتى إذا عريت من وَشي ديباج
أنفتُ منها وقد زالت ملاحتُها / مع ثوبها وغدت قطناً لحلاج
فبتُّ أرجو خلاصاً والشرابُ غدا / منها سراباً وقلبي ضيِّقٌ داج
وبعدَ حلمي بجنّاتٍ مزخرفةٍ / حاولتُ في سِجنِها تعجيلَ إفراج
قد زالَ ما كان من نهدِ ومن كَفَلٍ / فما ظفرتُ بخفَّاقٍ ورَجراج
إن المحاسنَ حاجاتٌ مموَّهةٌ / إن زال زخرفُها لم تقضِ من حاج
دَعِ الخلاعةَ لا تركب سفينتَها / إن الزوابعَ شّتى فوقَ أمواج
وفي الزواجِ أمورٌ لو فَطِنتَ لها / ما قلت سعداً لأولادٍ وأزواج
تحتَ السكونِ هياجٌ فيه عاصفةٌ / فلا تَغُرَّنكَ خُودٌ طرفُها ساج
لكنَّ في الكونِ أسراراً تُسيِّرُنا / وقد خُلِقنا لتأويبٍ وإدلاج
قد يغلبُ القَدَرُ المحتومُ مقدرةً / فيسقطُ الرأسُ بين العرشِ والتاج
وقد يكونُ الغِنى من صدفةٍ عرضت / والفقرُ ما بين إِلجامٍ وإسراج
للفأل كالشؤمِ إضرارٌ بصاحبهِ / فاملُك هواكَ لإفساحٍ وإحراج
وامشِ الهويناء لا يأسٌ ولا طمعٌ / وكُن حكيماً فلا مُطْرٍ ولا هاج
فؤادُكَ درٌّ والقلوبُ زجاجُ
فؤادُكَ درٌّ والقلوبُ زجاجُ / وليسَ لهذا عندَ تِلكَ رَواجُ
فلا تمزجنَّ الخلَّ بالخمرِ راغباً / بإصلاحهِ إنَّ الفسادَ مزاج
فعندَ علاجِ الناسِ تقضي بدائهم / فذلكَ داءٌ ما شفاهُ عِلاج
فحتَّامَ تَشقى بالسعادةِ طامعاً / ونفسُك في ليلِ الجحودِ سِراج
تعزّ فيوماً ما سيتضبُ زَيتُها / ويسكنُ فكرٌ في الثَّرى وهياج
أترشقُني وبيتُكَ مِن زجاجِ
أترشقُني وبيتُكَ مِن زجاجِ / وبيتُ المجدِ من دُرٍّ وعاجِ
وقومي دوَّخوا روماً وفرساً / وتركاً ثم آبوا بالخراج
وأندلسُ الجميلةُ عمَّروها / فأطلعتِ الكواكبَ في الدياجي
وفيها من بني زهرٍ ورشدٍ / وعبَّادٍ وصيدِ بني سراج
دَع للجهادِ قواعدَ الزجَّاجِ
دَع للجهادِ قواعدَ الزجَّاجِ / ودفاترَ الورَّاقِ والسرّاجِ
علماؤنا كثروا وقلَّ كُماتُنا / فاليومَ حاجتُنا إلى الحجَّاج
وإلى ابنِ ذي يزنٍ يطهِّرُ ملكَهُ / من وَطأةِ الأحباشِ والأعلاج
وإلى صلاحِ الدينِ تشهدُ بَطشَهُ / حطّينُ للتحريرِ والإفراج
تلكَ البوارجُ أقبلت وتبرَّجت / في بحرنا أرسى من الأبراج
بُلدانُنا وثغورُنا أهدافُها / إن لم نقابلها على الأمواج
أربى على كلِّ السفينِ سفينُنا / واليومَ أصبَحنا بلا مِزلاج

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025