المجموع : 96
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ /
قد أنشبت بين العدا ناب الأسدْ /
والحب رغما عن أنوف أولى الحسدْ /
سكن الفؤاد فعش هنيئاً يا جسدْ / هذا النعيم هو المقيم إلى الأبدْ
يا نسوة الحظ الخسيس رويدكن /
يا ليتكن عرفتني يا ليتكن /
فأنا الذي نلت العلا من يوم كن /
أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن / جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
عرش الوجود أظلني بضيائه /
وحبا التجلي لي ثياب ولائه /
وأتى من الرحمن طيب ندائه /
عش في أمان الله تحت لوائه / لا خوف في هذا الجناب ولا نكد
يا هيكل الأنوار سرك ما اكتمن /
إن بعت ما تلقاه أنت هو الثمن /
أنت الحفيظ على الجميع المؤتمن /
لا تختشي فقداً فعندك بيت من / كل المنى لكَ من أياديه مدد
هي حضرة في الشام طاب بها اليمن /
وبعلمها والفضل أشرقت الدمن /
ذات بها قد جاد مولانا ومن /
رب الجمال ومرسل الجدوى ومن / هو في المحاسن كلها فرد أحد
أنا من أعز أولى النهى وأجلها /
وربيت في نهل العلوم وعلها /
ووقفت في الشجرات لا في ظلها /
قطب النهى غوث العوالم كلها / أعلى عليٍّ سار أحمد من حمد
يا من تثنى وهو عندي واحد /
حق له منه عليه شواهد /
إني الذي أبداً لوجهك ساجد /
روح الوجود حياة من هو واجد / لولاه ما تمّ الوجود لمن وجد
أنا من كبار لا يطاق رضيعهم /
وبصيرهم عين العلا وسميعهم /
هم نابتون عليه وهو ربيعهم /
عيسى وآدم والصدور جميعهم / هم أعين هو نورها لما ورد
عجزت عقول ذوي النهى عن كنهه /
وتولهت عين السوى في شبهه /
والكل عن كل لنا لم يلهه /
لو أبصر الشيطان طلعة وجهه / في وجه آدم كان أول من سجد
قمر تبدى في سماء كماله /
لو تبصر الأقمار نور هلاله /
غابت وذابت تحت ذيل ظلاله /
أو لو رأى النمرد نور جماله / عبد الجليل مع الخليل ولا عند
هو باطن حجب الجهول المنكرا /
بل ظاهر من نوره بهر الورى /
طمعت نفوسٌ فيه ملقاةٌ ورا /
لكن جمال الحق جل فلا يُرى / إلا بتخصيص من الله الصمد
في ظلمة الأكوان لاح لك الضيا /
فاسرع إلى لألائه متملِّيا /
وإذا رميت عليه جهدك والعيا /
فابشر بمن سكن الجوانح منك يا / أنا قد ملأت من المنى عيناً ويد
يا مؤمناً دع عنك طاغية الجفا /
متحيرين وكن بنا متعففا /
نحن الذين نرى جمال المصطفى /
عين الوفا معنى الصفا سر الوفا / نور الهدى بحر الندى جسد الرشد
حتى تجلى من سموات الرضى /
وبه على الأكوان قد سمح القضا /
لا شيء إلا بعد ظلمته أضا /
هو للصلاة مع السلام المرتضى / الجامع المخصوص ما دام الأبد
إن السيادة والريا
إن السيادة والريا / سة في الشقي وفي السعيد
ثوبان للمولى الذي / سُمِّي بأسماء العبيد
لهما الشقيّ قد ادعى / بنزاع خاطره العنيد
فنزاعه المذموم لا / ما ليس عنه من محيد
ولدا السعيد هما لقد / نُسبا إلى الرب المجيد
قد أسلمت أفهامه / فأبت عن الأمر الشديد
فغدت سيادته على / كل الوجود بلا مزيد
وله الرياسة دائماً / في دولة الكون الجديد
والسر فيه بأنه / قد زال من بيت القصيد
لا زال منه وصفه / وبقِيْ كأحوال المريد
إن المراد هو المري / د إذا حوى حكم الفريد
ومشى إليه القهقرى / ورأى البرية من بعيد
وجميع أبعاد السوى / قرب لذي الأمر الوحيد
والقرب ما قد كان في / أزل على الشان المديد
والوهم زال ولم يكن / من قبل في فهم البليد
والقوم قد دخلوا إلى / ذات لقاها يوم عيد
والكهف يأوي أهله / والكلب منهم بالوصيد
ودخولهم عين الخرو / ج بمقتضى القول السديد
والأمر أمر واحد / لكن بتكرار عديد
والقرب قرب الذات وه / و الأصل لا قرب الوريد
إن الوريد من الورو / د وما ورودك بالمفيد
أهل الحمى حرسوا الحمى / عمن يروم وصال غيد
لا عن محارمهم فهم / منهم كأمثال الوليد
فاظهر لهم منهم بهم / واشهدْ تكن عين الشهيد
إن الفروع من الأصو / ل صناعة المبدي المعيد
كل وقت جمال وجهك بادي
كل وقت جمال وجهك بادي / يتجلى في مهجتي وفؤادي
ولقد دلني عليك محياً / لك قام الجمال فيه ينادي
وبجسمي أودى السقام وقلبي / زائل الصبر زائد الإيقاد
وعيوني مدى الدجى شاخصات / آه من فرط دمعها والسهاد
وشج بين صبوة وغرام / واشتياق وحرقة وارتعاد
واجتناب وقسوة وجفاء / وصدود ونفرة وبعاد
ورقيب ولائم وعذول / وبغيض وكاشح ومعادي
كيف يهنا بل كيف يبقى وهذا / حاله وهو مؤذن بالنفاد
يا هلالاً طلعت بالنفس مني / فتحققت كثرتي واتحادي
شهدت نورك القلوب فولت / ظلمة الكون من عيون العباد
نظري للسوى إليك ولكن / دق عن فكرتي لفقد رشادي
ثم لما أردت مني تدنو / كنت أنت الحشى وسر الفؤاد
وتلطفت بي فشاهدت مرءى / مقتضي ذاك أنت بالمرصاد
وجود كوني من تجلي الجوادْ
وجود كوني من تجلي الجوادْ / هذا عطاء ماله من نفادْ
يا عدماً أحرفه خطها / كاتبه النور بنور المدادْ
أنت شؤن الحق لا يلتبس / عليك معبود هنا بالعباد
وبينه فرق وبين الورى / وبالغنى والفقر فالفرق باد
واجمع فشيء واحد ما به / تعدد في نظر الإقتصاد
واكتب به بالأبيض المجتلي / والناس دعهم يكتبون بالسواد
واشهد بما تعرف فيما ترى / شهادة الحق بغير استناد
وأيقظ الخاطر من غفلة / وامسح من الأغيار كحل الرقاد
من لي بمن يبدو بأسمائه / فيفعل الغي بها والرشاد
والكل مفعول له مطلق / عن قيد حرف جامع للتضاد
صاد جميعي بظهوراته / لصدغه والعين دال وصاد
يحكم ما شاء بنا دائماً / لا جور منه كيفما قد أراد
وعشقه صيرنا كالهبا / وزادنا فرط البكا والسهاد
بالله يا سائق ركباننا / قل لسليمى طال هذا البعاد
إني على العهد مقيم لها / وإنني عنها كصوب العهاد
يا طالما نلت بها خلوة / وفزت منها بلذيذ المراد
كانت تناجيني على ذلتي / وعزها باللطف والإتحاد
واليوم لما ذبت في حبها / والروح والجسم مضى والفؤاد
وصار كلي مقتضى كلها / وقوبل العالي لها بالوهاد
واختطفت ذات بذات لها / وزال ذاك الكد والإجتهاد
وانطفت النار بنور اللقا / وللهوى لم يبق غير الرماد
غابت فلم أدر لها من نبا / وأدرك الزرع وصار الحصاد
كأنني في كونها لم أكن / وهي التي كانت بحكم انفراد
وإن هذا في الهوى قولها / على لساني لمرادي أفاد
لا أنني قلت فحمدي لها / منها عليها زاد والشكر زاد
وهي التي تعرفني مثل ما / كنت قديماً شرراً في زناد
واقتدحتني بإراداتها / فلحت مثل البرق شيأً يراد
وعدت لا برقاً ولا بارقاً / والشمس عنها الغيم في الأفق حاد
فتارة عني بما قد مضى / تترجم الأحوال بالإفتقاد
وتارة تترك لا تعتني / حسب الذي منها يكون المراد
وهكذا الكل لها راجع / والكون كون والبلاد البلاد
لا تحسب التحقيق غير الذي / أنت له تدرك يا ذا العناد
لكنك المحكوم منها بها / عليك بالجهل وبالإنتقاد
وهي علىما هي في حضرة / يصدر عنها ذو ضلال وهاد
بمقتضى أسمائها للذي / شاءت من الإبهام في الإعتقاد
هذا الكثير الواحدُ
هذا الكثير الواحدُ / فافرح به يا واجدُ
فجميعنا منه له / طول الزمان محامد
ما الكل إلا راكع / أبداً إليه وساجد
ولنا معانيه التي / منه تلوح مساجد
إن السجود هو الفنا / فيه لمن هو قاصد
وكذا الركوع الموت عن / دعوى النفوس الوارد
فاعجب لأمر زائد / منه وما هو زائد
خلق تكثَّر عدُّهم / فتناسلوا وتوالدوا
وتفرقوا فرقاً وهم / محسودهم والحاسد
وجميعهم صور له / عادت بهن عوائد
وهم الشؤن لذاته / فطوارف وتوالد
وأمورنا انتظمت به / عنه فنحن قصائد
أيقظ فؤادك وانتبه / لظهوره يا راقد
واعلم بأنك واجد / فيه وأنك فاقد
فهو الذي بشؤنه / متقارب متباعد
والكل منه له به / في الحالتين فوائد
بحر يميد بسفنه / أبداً وما هو مائد
هو مطلق وقيوده / معدودة والعادد
فاسكن به في ظله / فهو الكريم الماجد
أيان تقصده تجد / منه تمد موائد
هو الركبان والحادي
هو الركبان والحادي / هو السبعون والحادي
هو المسعود والمطر / د مع حق وإلحاد
هو المعدود والأعدا / د وهو العادّ والعادي
هو الأرواح والأشبا / ح من أنواع أجساد
هو الأفلاك والأملا / ك في مثنى وآحاد
هو الدنيا وما فيها / كتكريت وبغداد
هو الأخرى وما تحوى / كعباد وزهاد
هو البستان والأغصا / ن والغدران للصادي
هو الأزهار والأثما / ر وهو السيل والوادي
هو الطير الذي غنى / بلحن فوق أعواد
هو الأعواد والإنشا / د والمصغى لإنشاد
هو المعروف والمجهو / ل والمخفي والبادي
هو الشمس التي لاحت / وبدر الأفق في النادي
هو المغوي والغاوي / هو المهدي والهادي
هو المدعو بأنساب / وأنسال وأجداد
وأعمام وأخوال / وآباء وأولاد
ثياب كلها يبدو / بها من خلف أضداد
إشارات له منه / بإعطاء وإمداد
على فرض وتقدير / تراءت برق إيجاد
وبالأمثال تكرار / لها في شكل ترداد
وعنها ذاته جلت / وعزت دون أنداد
وأسماء له حسنى / إليه ذات إرشاد
بها يبدو فتدريه / ذوو التقوى أولو الزاد
وجود مطلق عنه / بدت أشكال أفراد
وتسع تلك أعراض / لها ذكر بتعداد
تسمى الكم مع كيف / وأين عند نقاد
متى والوضع مع ملك / إضافاتٌ بإسناد
وفعل وانفعال وه / ي معلومات أشهاد
تجلى ربنا فيها / لتقريب وإبعاد
فقوم حققوا المجلى / بأذكار وأوراد
وقوم قد عموا عنه / بحرمان لآباد
اذبح النفس بسيف الإجتهادْ
اذبح النفس بسيف الإجتهادْ / في رضى مولاك تحظى بالمرادْ
واكشف الحجب عن القلب به / وتأمل وجه مولاك الجواد
لا تكن من نفر قد أمروا / فعموا عنه وصموا بازدياد
سألوا واستخبروا واستكشفوا / ولقد هاموا به في كل واد
ولو اَنَّ القوم فيهم رشد / فوضوا الأمر إلى رب العباد
وأتوا منه بما قد قدروا / واستطاعوا وعلى الله الرشاد
إن بين الوجود والموجودِ
إن بين الوجود والموجودِ / حرف ميم بها مدار الشهودِ
وهو حرف محمدي شريف / هو عين الآباء عين الجدود
وهو إمكانُ كل شيء تبدى / وهو نفس الرسوم نفس القيود
وله دورة كلمعة برق / هي من عين وقفة وجمود
وهو أمر الإله في كل خلق / بالتقادير في الشقا والسعود
ألف باستقامة وهي ميم / حيث دارت في خدمة المعبود
والوجود الوجود ما زال عما / كان فيه بخطها الممدود
وهي عقل يرى الإضافة حتماً / لوجود المهيمن المقصود
فاعذروه لأنه عبد رب / هائم في ركوعه والسجود
وهو باقي الحروف أيان ولّى / بانحراف لوجهه المشهود
وجود وأشيا ما لهن وجودُ
وجود وأشيا ما لهن وجودُ / فتبدو به منه له وتعودُ
ملابس نور في هياكل ظلمة / لهن اعتراف بالهوى وحجود
على طبق ما في العلم والعلم واحد / قديم بأشيا ما لهن نفود
فحيث وجود لاح بعد خفائه / يلوح بشيء مدة ويجود
وتتبعه الأسماء مطلقة به / على حسب الأشياء وهي قيود
فسميت الأكوان باسم حدوثها / سماء وأرض صخرة وعمود
وما هو إلا الأمر وهو عوالم / سوائل فيها للعقول جمود
وروح وأرواح كشمس أشعة / بها يكرم المبدي لها ويجود
تكاتف منها النشو وهي لطيفة / لصيغة علم الغيب وهو حدود
على صورة الماء الحياة به بدت / وصورة علم بالهواء ترود
وفي صورة النار الإرادة صورة / وقدرته نحو التراب تقود
وما صور الأسماء أجمعها سوى / تفاصيل أفلاك وهن رصود
ودارت كما دارت قديماً فانتجت / حوادثها الإيقاظ وهي رقود
فكان جماداً والنبات كلاهما / حقائق معنى الغيب عنه وفود
كذا حيوان ثم إنسانه الذي / إليه من الأشياء ثم سجود
وما هي إلا الروح والجسم علمها / بخالقها والنفس منه مدود
ثلاث شؤن قدرتها صفاته / له بالتجلي أقمصٌ وبرود
تنزه عنها وهو فيها مشبه / ومنها له في النشأتين خلود
قديم هو الحق المبين الذي له / بياض وليلات الحوادث سود
وحاصل هذا كله هو أنه / وجود وأشيا ما لهن وجود
إن الجميع حدود في العقول وفي
إن الجميع حدود في العقول وفي / مراتب الحسن قد زادت على العددِ
يبدو بها من بدا فيها تحكُّمُه / ذات من الغيب تدعى حضرة الأحدِ
بمقتضى ما لديها كان من صفة / قديمة هي في التأثير بالرصد
إياك والزهد في الأشياء إن ترها / بنفسها هي قامت غبت عن رشد
وإن تكن تَرَها قامت به ترها / تجليات له في كل معتقد
نعم تنزه أيضاً في الظهور بها / من قبل إظهارها بالمنزه الصمد
وهو المنزه أيضا في الظهور بها / عن والد يقتضَى منها وعن ولد
لأنها عدم وهو الوجود لها / وإن خلت عنه لم تبد ولم تُعِد
ما الزهد عندي مقام إذ يدل على / قطع العوالم لي عن صاحب المدد
وكيف أزهد في الأشياء وهي به / كانت وكان بها أيضا إلى الأبد
نهر القضاء بما يختار خالقنا
نهر القضاء بما يختار خالقنا / وما يريد هو الجاري إلى الأبد
عليه طاحونة الأفلاك دائرة / وقطبها قطبُ سرِّ الواحد الأحد
وما تولد فيما بين طابقها ال / أعلى وطابقها الأدنى على الرصد
من الجماد وأنواع النبات وحي / وان تراه وإنسان بلا عدد
مثل الحبوب بدت للطحن مفرغة / شيأً فشيأً بحكم النفس والجسد
فكلما حبة قد جاء موعدها / أصابها الطحن لم تبد ولم تعد
حتى تصير كما كانت مفرقة ال / أجزاء وهي لهذا الأمر طوع يد
عناصر كدقيق ميزته يد / بمنخل الرتب المكسوبة الجدد
حكم من الحاكم القهار في أزل / بمقتضى ما قضى فيها من الأمد
حتى يحول ذاك النهر عن جهة / يجري إلى جهة أخرى بذي المدد
فيفرغ الطحن والطاحون تخرب من / هنا ويفسد مرءى هذه البلد
ويظهر الأمر في دار الخلود بلا / نهاية عند ذي غيٍّ وذي رشد
هناك ينكشف السر الذي خفيت / أنواره اليوم عن ذي الغفلة العند
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ / فلا نحس بل أوقاتنا كلها سعدُ
وأفلاكنا دارت على حكم ربنا / بما يقتضيه الحظ والعيشة الرغد
هي الشمس من أبراج أكوانها بدت / ولا برج في التحقيق إن هي لا تبدو
تقاديرها من حكم أسمائها التي / تجل عن الإحصا فما إنْ لها عد
وجود حقيقي مضاف له الورى / جميعاً ولا قبلٌ لشيء ولا بعد
ولم ينقسم بل قام كلٌّ بأمره / على حده إذ لا يقيده الحد
وما الشان عن شان يشاغله فلا / يخص التجلي منه غور ولا نجد
وقولي وجود حسب ما هو عارف / به كاشف عما يشير له الوجد
به الكل موجود وما الكل غير ما / يقدره في علمه ذلك الفرد
فليس لموجود بدا مع وجوده / وجود فحقق لا يضلنك الجحد
وكن ظاهراً بالوهم فالكل هالك / سوى وجهه أي ذاته إذ هو القصد
وسالم وسلم للمنازع قوله / فما قائل من عنده حيث لا عند
ولكنها الأسماء منه تقابلت / فبعض له غي وبعض له رشد
كلام أهل الله في
كلام أهل الله في / دين الهدى نفع العبادْ
حقائق لها إلى / شريعة الحق استنادْ
علم إشارة فلا / لفظ ولا معنى يرادْ
سر خفي خارج / من الفؤاد للفؤادْ
وظاهر لذي اعتقا / د باطن عن ذي انتقادْ
فآمنوا به وسل / لموه يا أهل العنادْ
فهو المجرد اللطي / ف عن كثائف الموادْ
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ / ولا شيء إلا الروح يدريه واجدُ
وذلك من أمر الإله كما أتى / وما الأمر إلا واحد وهو شاهد
وذو الأمر وهو الله لا شك أنه / هو الواحد المقصود والكل قاصد
وقد صار ذاك الروح كل العقول وال / نفوس وأجسام الورى تتوارد
فتظهر أغياراً له وهو عينها / يحس به الذوق السليم المشاهد
وذو الجهل بالمحسوس يحسب كثرة / ويتبعه في الوهم عقل معاند
ويلمح ذاك الروح كالبرق ظاهراً / عن الأمر غيب الغيب ثم يعاود
على مقتضى الأسماء وهي جميعها / هي الوجه وجه الله في النص وارد
وللوجه كان الروح مرآته التي / تلوح بها آثاره والمقاصد
فتظهر في الروح العوالم كلها / عكوس مرادات الإله شوارد
وترتيبها في العلم يظهر هكذا / لدينا فمولود وأم ووالد
ومن حس في المرآة صورة وجهه / فللوجه والمرآة ذا الحس رافد
وبالصورة المرآة عنه تسترت / فظن الذي قد ظن والعقل راقد
ومن أجل هذا قال أهل طريقنا / خيال وظل ما عن الحق وافد
ولم يعرف المسكين ما قال عارف / وقد ظن سوءاً وهو للحق جاحد
فلو وفق الرحمن ذلك للهدى / رأى نقصه في نفسه فيجاهد
ويصبح مشغولاً ويمسي بنفسه / وقلب له في كل ما عاق زاهد
ولكنه الممقوت من حكم ربه / عليه ولا يدري وما هو راشد
ما بين سلع وروض بالحمى نادي
ما بين سلع وروض بالحمى نادي / لي قلب ضائعْ عليهْ قف ههنا نادي
يا سائق الظعن كم مجلس وكم نادي / فيه افتضحنا على من كفه نادي
بادي حبيبي بشكوى حالتي بادي
بادي حبيبي بشكوى حالتي بادي / يا كاتم السر لي سر الهوى بادي
والقلب خاتم لقرآن الوفا بادي / حاضر بتلك المدينة والجسد بادي
لي من هوادي المطايا مذ هوت هادي
لي من هوادي المطايا مذ هوت هادي / يمتد نحو الحمى حيث الدجى هادي
وسر قلبي وحق الحب يا هادي / لو تطلب الروح مني قلت لك هادي
خالق الكل واحدُ
خالق الكل واحدُ / وهو للكل قاصدُ
وتأمله فهو في / أنت والكل شاهد
فإذا قلت أنني / أنا والكل واحد
قلت حقا إذا انتفى / عنك ما أنت جاحد
حيث لا نفس تدعي / ما ترى أو تعاند
حيث لم يخف عنك ما / أنت فيه معاهد
من فناء محقق / في وجود يشاهد
حيث لا غيره ولا / شيء يلقاه واجد
فاعتبر ما أقوله / دون ما قال حاسد
وتحقق به وكن / عين كن يا مساعد
تلق كن عينه بلا / أحرف هم زوائد
إنما الحرف عندنا / طرف عنه حائد
وهو حد لمطلق / عنه فيه الفوائد
عرِّجا بي على النقا فجيادِ
عرِّجا بي على النقا فجيادِ / وامشيا بي كمشية المتهادي
يا خليليَّ وانشدا قلب صبٍّ / ضاع منه خلال تلك البوادي
لي بسلع فرامةٍ فالمصلَّى / جيرة بل بناظري وفؤادي
هم بقلبي حلّوا مكان السويدا / ومن العين في مكان السواد
ظهرت نشأتي بهم وهي منهم / في شخوص الأرواح والأجساد
أنا إلا كلامهم بحروف / عاليات ظلالها في الوهاد
كلموا نفسهم بنا فتكلم / نا بهم في الثلاث والآحاد
وهم الظاهرون هم لا سواهم / وسواهم تصويرهم للمراد
واسمهم ما به الجميع تسمّى / عندهم في النزول للأعداد
حيث كانوا على المراتب منا / في ظهور وخفية بازدياد
قل لهم يا أنا يجودوا علينا / باللقا إننا لبالمرصاد
سعدت مقلة بهم قد رأتهم / فرأت ما رأت على المعتاد
يا عريب الحمى قفوا لضعيف / جره ركبكم بنغمة حادي
كلما أظلمت عليه الدياجي / لمع البرق فاهتدى للهادي
والهوى سائق له ودليل / في الفيافي على لقاء سعاد
أنا كالحرف قائم بالمدادِ
أنا كالحرف قائم بالمدادِ / بالوجود الحق الكريم الجوادِ
يا مداد الجميع نحن حروف / بك نبدو وأنت بالمرصاد
ولهذا كلّاً نمد لنا قل / ت فأنت الممد بالإيجاد
ما تغيرت أنت حيث ظهرنا / عنك كم في مثنى وفي آحاد
عدم نحن كلنا ووجود / أنت حق باق بغير نفاد
مطلق أنت مثل ما كنت قدماً / خارج عن مراتب الأعداد
وقيود جميعنا نحن لكن / قد نسبنا إليك بالإسناد
حيث أنت الذي تقدر منا / كل ما شئت من رباً ووهاد
فظهورٌ لنا ظهورك حقاً / وبطونٌ لنا بطونك بادي
جهلت أمة تقول وجدنا / إذ لها أنت لم تكن لك هادي
يا وجود الجميع قوليَ مبني / يٌ على القول بالوجود المفاد
وهو قول توهمته عقولٌ / عقلت أمرها خلاف المراد
ليت شعري من يستفيد وجوداً / والذي يستفيد لا شيء عادي
وإذا قلت ربنا يوجد المع / دوم قلنا ذا القول محض عناد
نحن أيضا نقول مثلك هذا / قول حق بغير ما تراداد
لا على الوصف بالوجود لمعدو / مٍ ولا قبله وجوداً إرادي
حيث قلب الحقائق الكلُّ قالوا / مستحيل عند العقول الجياد
إنما قولنا بذلك قول ال / لَهِ في محكم الكتاب الجواد
فتأمل الله نور السموا / ت وجوداً بياضه في السواد
وإذا كان في السواد بياض / لاح غير البياض في المعتاد
لقبول البياض في كل لون / ضد أمر السواد بالإنفراد
فتنحوا يا غافلون فغير ال / له لا يرشدنَّكم للرشاد
كل لون على البياض يغطي / بانتقاص من السوى وازدياد
وبياض السواد يعجز عنه / كل شخص سوى إله العباد
وهو شيب في لمة الشعر يبدو / عبرةً فافهموا كلام المنادي
إنني قادر بقدرة ربي / لا سواها محقق الإمداد
وبياضي على السواد تبدى / فمحاه بشدة الإمتداد
فأنا النور عنده وظلام / عندكم يا جماعة الحساد
والذي عنده يراني نوراً / والذي عندكم يرى فيعادي
وعليه الظلام يغلب حتى / يقدح النار قلبه بالزناد
إنما النار جهد فاقد نور / فاستعدوا بواحد للمعاد