القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 96
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ /
قد أنشبت بين العدا ناب الأسدْ /
والحب رغما عن أنوف أولى الحسدْ /
سكن الفؤاد فعش هنيئاً يا جسدْ / هذا النعيم هو المقيم إلى الأبدْ
يا نسوة الحظ الخسيس رويدكن /
يا ليتكن عرفتني يا ليتكن /
فأنا الذي نلت العلا من يوم كن /
أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن / جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
عرش الوجود أظلني بضيائه /
وحبا التجلي لي ثياب ولائه /
وأتى من الرحمن طيب ندائه /
عش في أمان الله تحت لوائه / لا خوف في هذا الجناب ولا نكد
يا هيكل الأنوار سرك ما اكتمن /
إن بعت ما تلقاه أنت هو الثمن /
أنت الحفيظ على الجميع المؤتمن /
لا تختشي فقداً فعندك بيت من / كل المنى لكَ من أياديه مدد
هي حضرة في الشام طاب بها اليمن /
وبعلمها والفضل أشرقت الدمن /
ذات بها قد جاد مولانا ومن /
رب الجمال ومرسل الجدوى ومن / هو في المحاسن كلها فرد أحد
أنا من أعز أولى النهى وأجلها /
وربيت في نهل العلوم وعلها /
ووقفت في الشجرات لا في ظلها /
قطب النهى غوث العوالم كلها / أعلى عليٍّ سار أحمد من حمد
يا من تثنى وهو عندي واحد /
حق له منه عليه شواهد /
إني الذي أبداً لوجهك ساجد /
روح الوجود حياة من هو واجد / لولاه ما تمّ الوجود لمن وجد
أنا من كبار لا يطاق رضيعهم /
وبصيرهم عين العلا وسميعهم /
هم نابتون عليه وهو ربيعهم /
عيسى وآدم والصدور جميعهم / هم أعين هو نورها لما ورد
عجزت عقول ذوي النهى عن كنهه /
وتولهت عين السوى في شبهه /
والكل عن كل لنا لم يلهه /
لو أبصر الشيطان طلعة وجهه / في وجه آدم كان أول من سجد
قمر تبدى في سماء كماله /
لو تبصر الأقمار نور هلاله /
غابت وذابت تحت ذيل ظلاله /
أو لو رأى النمرد نور جماله / عبد الجليل مع الخليل ولا عند
هو باطن حجب الجهول المنكرا /
بل ظاهر من نوره بهر الورى /
طمعت نفوسٌ فيه ملقاةٌ ورا /
لكن جمال الحق جل فلا يُرى / إلا بتخصيص من الله الصمد
في ظلمة الأكوان لاح لك الضيا /
فاسرع إلى لألائه متملِّيا /
وإذا رميت عليه جهدك والعيا /
فابشر بمن سكن الجوانح منك يا / أنا قد ملأت من المنى عيناً ويد
يا مؤمناً دع عنك طاغية الجفا /
متحيرين وكن بنا متعففا /
نحن الذين نرى جمال المصطفى /
عين الوفا معنى الصفا سر الوفا / نور الهدى بحر الندى جسد الرشد
حتى تجلى من سموات الرضى /
وبه على الأكوان قد سمح القضا /
لا شيء إلا بعد ظلمته أضا /
هو للصلاة مع السلام المرتضى / الجامع المخصوص ما دام الأبد
إن السيادة والريا
إن السيادة والريا / سة في الشقي وفي السعيد
ثوبان للمولى الذي / سُمِّي بأسماء العبيد
لهما الشقيّ قد ادعى / بنزاع خاطره العنيد
فنزاعه المذموم لا / ما ليس عنه من محيد
ولدا السعيد هما لقد / نُسبا إلى الرب المجيد
قد أسلمت أفهامه / فأبت عن الأمر الشديد
فغدت سيادته على / كل الوجود بلا مزيد
وله الرياسة دائماً / في دولة الكون الجديد
والسر فيه بأنه / قد زال من بيت القصيد
لا زال منه وصفه / وبقِيْ كأحوال المريد
إن المراد هو المري / د إذا حوى حكم الفريد
ومشى إليه القهقرى / ورأى البرية من بعيد
وجميع أبعاد السوى / قرب لذي الأمر الوحيد
والقرب ما قد كان في / أزل على الشان المديد
والوهم زال ولم يكن / من قبل في فهم البليد
والقوم قد دخلوا إلى / ذات لقاها يوم عيد
والكهف يأوي أهله / والكلب منهم بالوصيد
ودخولهم عين الخرو / ج بمقتضى القول السديد
والأمر أمر واحد / لكن بتكرار عديد
والقرب قرب الذات وه / و الأصل لا قرب الوريد
إن الوريد من الورو / د وما ورودك بالمفيد
أهل الحمى حرسوا الحمى / عمن يروم وصال غيد
لا عن محارمهم فهم / منهم كأمثال الوليد
فاظهر لهم منهم بهم / واشهدْ تكن عين الشهيد
إن الفروع من الأصو / ل صناعة المبدي المعيد
كل وقت جمال وجهك بادي
كل وقت جمال وجهك بادي / يتجلى في مهجتي وفؤادي
ولقد دلني عليك محياً / لك قام الجمال فيه ينادي
وبجسمي أودى السقام وقلبي / زائل الصبر زائد الإيقاد
وعيوني مدى الدجى شاخصات / آه من فرط دمعها والسهاد
وشج بين صبوة وغرام / واشتياق وحرقة وارتعاد
واجتناب وقسوة وجفاء / وصدود ونفرة وبعاد
ورقيب ولائم وعذول / وبغيض وكاشح ومعادي
كيف يهنا بل كيف يبقى وهذا / حاله وهو مؤذن بالنفاد
يا هلالاً طلعت بالنفس مني / فتحققت كثرتي واتحادي
شهدت نورك القلوب فولت / ظلمة الكون من عيون العباد
نظري للسوى إليك ولكن / دق عن فكرتي لفقد رشادي
ثم لما أردت مني تدنو / كنت أنت الحشى وسر الفؤاد
وتلطفت بي فشاهدت مرءى / مقتضي ذاك أنت بالمرصاد
وجود كوني من تجلي الجوادْ
وجود كوني من تجلي الجوادْ / هذا عطاء ماله من نفادْ
يا عدماً أحرفه خطها / كاتبه النور بنور المدادْ
أنت شؤن الحق لا يلتبس / عليك معبود هنا بالعباد
وبينه فرق وبين الورى / وبالغنى والفقر فالفرق باد
واجمع فشيء واحد ما به / تعدد في نظر الإقتصاد
واكتب به بالأبيض المجتلي / والناس دعهم يكتبون بالسواد
واشهد بما تعرف فيما ترى / شهادة الحق بغير استناد
وأيقظ الخاطر من غفلة / وامسح من الأغيار كحل الرقاد
من لي بمن يبدو بأسمائه / فيفعل الغي بها والرشاد
والكل مفعول له مطلق / عن قيد حرف جامع للتضاد
صاد جميعي بظهوراته / لصدغه والعين دال وصاد
يحكم ما شاء بنا دائماً / لا جور منه كيفما قد أراد
وعشقه صيرنا كالهبا / وزادنا فرط البكا والسهاد
بالله يا سائق ركباننا / قل لسليمى طال هذا البعاد
إني على العهد مقيم لها / وإنني عنها كصوب العهاد
يا طالما نلت بها خلوة / وفزت منها بلذيذ المراد
كانت تناجيني على ذلتي / وعزها باللطف والإتحاد
واليوم لما ذبت في حبها / والروح والجسم مضى والفؤاد
وصار كلي مقتضى كلها / وقوبل العالي لها بالوهاد
واختطفت ذات بذات لها / وزال ذاك الكد والإجتهاد
وانطفت النار بنور اللقا / وللهوى لم يبق غير الرماد
غابت فلم أدر لها من نبا / وأدرك الزرع وصار الحصاد
كأنني في كونها لم أكن / وهي التي كانت بحكم انفراد
وإن هذا في الهوى قولها / على لساني لمرادي أفاد
لا أنني قلت فحمدي لها / منها عليها زاد والشكر زاد
وهي التي تعرفني مثل ما / كنت قديماً شرراً في زناد
واقتدحتني بإراداتها / فلحت مثل البرق شيأً يراد
وعدت لا برقاً ولا بارقاً / والشمس عنها الغيم في الأفق حاد
فتارة عني بما قد مضى / تترجم الأحوال بالإفتقاد
وتارة تترك لا تعتني / حسب الذي منها يكون المراد
وهكذا الكل لها راجع / والكون كون والبلاد البلاد
لا تحسب التحقيق غير الذي / أنت له تدرك يا ذا العناد
لكنك المحكوم منها بها / عليك بالجهل وبالإنتقاد
وهي علىما هي في حضرة / يصدر عنها ذو ضلال وهاد
بمقتضى أسمائها للذي / شاءت من الإبهام في الإعتقاد
هذا الكثير الواحدُ
هذا الكثير الواحدُ / فافرح به يا واجدُ
فجميعنا منه له / طول الزمان محامد
ما الكل إلا راكع / أبداً إليه وساجد
ولنا معانيه التي / منه تلوح مساجد
إن السجود هو الفنا / فيه لمن هو قاصد
وكذا الركوع الموت عن / دعوى النفوس الوارد
فاعجب لأمر زائد / منه وما هو زائد
خلق تكثَّر عدُّهم / فتناسلوا وتوالدوا
وتفرقوا فرقاً وهم / محسودهم والحاسد
وجميعهم صور له / عادت بهن عوائد
وهم الشؤن لذاته / فطوارف وتوالد
وأمورنا انتظمت به / عنه فنحن قصائد
أيقظ فؤادك وانتبه / لظهوره يا راقد
واعلم بأنك واجد / فيه وأنك فاقد
فهو الذي بشؤنه / متقارب متباعد
والكل منه له به / في الحالتين فوائد
بحر يميد بسفنه / أبداً وما هو مائد
هو مطلق وقيوده / معدودة والعادد
فاسكن به في ظله / فهو الكريم الماجد
أيان تقصده تجد / منه تمد موائد
هو الركبان والحادي
هو الركبان والحادي / هو السبعون والحادي
هو المسعود والمطر / د مع حق وإلحاد
هو المعدود والأعدا / د وهو العادّ والعادي
هو الأرواح والأشبا / ح من أنواع أجساد
هو الأفلاك والأملا / ك في مثنى وآحاد
هو الدنيا وما فيها / كتكريت وبغداد
هو الأخرى وما تحوى / كعباد وزهاد
هو البستان والأغصا / ن والغدران للصادي
هو الأزهار والأثما / ر وهو السيل والوادي
هو الطير الذي غنى / بلحن فوق أعواد
هو الأعواد والإنشا / د والمصغى لإنشاد
هو المعروف والمجهو / ل والمخفي والبادي
هو الشمس التي لاحت / وبدر الأفق في النادي
هو المغوي والغاوي / هو المهدي والهادي
هو المدعو بأنساب / وأنسال وأجداد
وأعمام وأخوال / وآباء وأولاد
ثياب كلها يبدو / بها من خلف أضداد
إشارات له منه / بإعطاء وإمداد
على فرض وتقدير / تراءت برق إيجاد
وبالأمثال تكرار / لها في شكل ترداد
وعنها ذاته جلت / وعزت دون أنداد
وأسماء له حسنى / إليه ذات إرشاد
بها يبدو فتدريه / ذوو التقوى أولو الزاد
وجود مطلق عنه / بدت أشكال أفراد
وتسع تلك أعراض / لها ذكر بتعداد
تسمى الكم مع كيف / وأين عند نقاد
متى والوضع مع ملك / إضافاتٌ بإسناد
وفعل وانفعال وه / ي معلومات أشهاد
تجلى ربنا فيها / لتقريب وإبعاد
فقوم حققوا المجلى / بأذكار وأوراد
وقوم قد عموا عنه / بحرمان لآباد
اذبح النفس بسيف الإجتهادْ
اذبح النفس بسيف الإجتهادْ / في رضى مولاك تحظى بالمرادْ
واكشف الحجب عن القلب به / وتأمل وجه مولاك الجواد
لا تكن من نفر قد أمروا / فعموا عنه وصموا بازدياد
سألوا واستخبروا واستكشفوا / ولقد هاموا به في كل واد
ولو اَنَّ القوم فيهم رشد / فوضوا الأمر إلى رب العباد
وأتوا منه بما قد قدروا / واستطاعوا وعلى الله الرشاد
إن بين الوجود والموجودِ
إن بين الوجود والموجودِ / حرف ميم بها مدار الشهودِ
وهو حرف محمدي شريف / هو عين الآباء عين الجدود
وهو إمكانُ كل شيء تبدى / وهو نفس الرسوم نفس القيود
وله دورة كلمعة برق / هي من عين وقفة وجمود
وهو أمر الإله في كل خلق / بالتقادير في الشقا والسعود
ألف باستقامة وهي ميم / حيث دارت في خدمة المعبود
والوجود الوجود ما زال عما / كان فيه بخطها الممدود
وهي عقل يرى الإضافة حتماً / لوجود المهيمن المقصود
فاعذروه لأنه عبد رب / هائم في ركوعه والسجود
وهو باقي الحروف أيان ولّى / بانحراف لوجهه المشهود
وجود وأشيا ما لهن وجودُ
وجود وأشيا ما لهن وجودُ / فتبدو به منه له وتعودُ
ملابس نور في هياكل ظلمة / لهن اعتراف بالهوى وحجود
على طبق ما في العلم والعلم واحد / قديم بأشيا ما لهن نفود
فحيث وجود لاح بعد خفائه / يلوح بشيء مدة ويجود
وتتبعه الأسماء مطلقة به / على حسب الأشياء وهي قيود
فسميت الأكوان باسم حدوثها / سماء وأرض صخرة وعمود
وما هو إلا الأمر وهو عوالم / سوائل فيها للعقول جمود
وروح وأرواح كشمس أشعة / بها يكرم المبدي لها ويجود
تكاتف منها النشو وهي لطيفة / لصيغة علم الغيب وهو حدود
على صورة الماء الحياة به بدت / وصورة علم بالهواء ترود
وفي صورة النار الإرادة صورة / وقدرته نحو التراب تقود
وما صور الأسماء أجمعها سوى / تفاصيل أفلاك وهن رصود
ودارت كما دارت قديماً فانتجت / حوادثها الإيقاظ وهي رقود
فكان جماداً والنبات كلاهما / حقائق معنى الغيب عنه وفود
كذا حيوان ثم إنسانه الذي / إليه من الأشياء ثم سجود
وما هي إلا الروح والجسم علمها / بخالقها والنفس منه مدود
ثلاث شؤن قدرتها صفاته / له بالتجلي أقمصٌ وبرود
تنزه عنها وهو فيها مشبه / ومنها له في النشأتين خلود
قديم هو الحق المبين الذي له / بياض وليلات الحوادث سود
وحاصل هذا كله هو أنه / وجود وأشيا ما لهن وجود
إن الجميع حدود في العقول وفي
إن الجميع حدود في العقول وفي / مراتب الحسن قد زادت على العددِ
يبدو بها من بدا فيها تحكُّمُه / ذات من الغيب تدعى حضرة الأحدِ
بمقتضى ما لديها كان من صفة / قديمة هي في التأثير بالرصد
إياك والزهد في الأشياء إن ترها / بنفسها هي قامت غبت عن رشد
وإن تكن تَرَها قامت به ترها / تجليات له في كل معتقد
نعم تنزه أيضاً في الظهور بها / من قبل إظهارها بالمنزه الصمد
وهو المنزه أيضا في الظهور بها / عن والد يقتضَى منها وعن ولد
لأنها عدم وهو الوجود لها / وإن خلت عنه لم تبد ولم تُعِد
ما الزهد عندي مقام إذ يدل على / قطع العوالم لي عن صاحب المدد
وكيف أزهد في الأشياء وهي به / كانت وكان بها أيضا إلى الأبد
نهر القضاء بما يختار خالقنا
نهر القضاء بما يختار خالقنا / وما يريد هو الجاري إلى الأبد
عليه طاحونة الأفلاك دائرة / وقطبها قطبُ سرِّ الواحد الأحد
وما تولد فيما بين طابقها ال / أعلى وطابقها الأدنى على الرصد
من الجماد وأنواع النبات وحي / وان تراه وإنسان بلا عدد
مثل الحبوب بدت للطحن مفرغة / شيأً فشيأً بحكم النفس والجسد
فكلما حبة قد جاء موعدها / أصابها الطحن لم تبد ولم تعد
حتى تصير كما كانت مفرقة ال / أجزاء وهي لهذا الأمر طوع يد
عناصر كدقيق ميزته يد / بمنخل الرتب المكسوبة الجدد
حكم من الحاكم القهار في أزل / بمقتضى ما قضى فيها من الأمد
حتى يحول ذاك النهر عن جهة / يجري إلى جهة أخرى بذي المدد
فيفرغ الطحن والطاحون تخرب من / هنا ويفسد مرءى هذه البلد
ويظهر الأمر في دار الخلود بلا / نهاية عند ذي غيٍّ وذي رشد
هناك ينكشف السر الذي خفيت / أنواره اليوم عن ذي الغفلة العند
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ / فلا نحس بل أوقاتنا كلها سعدُ
وأفلاكنا دارت على حكم ربنا / بما يقتضيه الحظ والعيشة الرغد
هي الشمس من أبراج أكوانها بدت / ولا برج في التحقيق إن هي لا تبدو
تقاديرها من حكم أسمائها التي / تجل عن الإحصا فما إنْ لها عد
وجود حقيقي مضاف له الورى / جميعاً ولا قبلٌ لشيء ولا بعد
ولم ينقسم بل قام كلٌّ بأمره / على حده إذ لا يقيده الحد
وما الشان عن شان يشاغله فلا / يخص التجلي منه غور ولا نجد
وقولي وجود حسب ما هو عارف / به كاشف عما يشير له الوجد
به الكل موجود وما الكل غير ما / يقدره في علمه ذلك الفرد
فليس لموجود بدا مع وجوده / وجود فحقق لا يضلنك الجحد
وكن ظاهراً بالوهم فالكل هالك / سوى وجهه أي ذاته إذ هو القصد
وسالم وسلم للمنازع قوله / فما قائل من عنده حيث لا عند
ولكنها الأسماء منه تقابلت / فبعض له غي وبعض له رشد
كلام أهل الله في
كلام أهل الله في / دين الهدى نفع العبادْ
حقائق لها إلى / شريعة الحق استنادْ
علم إشارة فلا / لفظ ولا معنى يرادْ
سر خفي خارج / من الفؤاد للفؤادْ
وظاهر لذي اعتقا / د باطن عن ذي انتقادْ
فآمنوا به وسل / لموه يا أهل العنادْ
فهو المجرد اللطي / ف عن كثائف الموادْ
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ / ولا شيء إلا الروح يدريه واجدُ
وذلك من أمر الإله كما أتى / وما الأمر إلا واحد وهو شاهد
وذو الأمر وهو الله لا شك أنه / هو الواحد المقصود والكل قاصد
وقد صار ذاك الروح كل العقول وال / نفوس وأجسام الورى تتوارد
فتظهر أغياراً له وهو عينها / يحس به الذوق السليم المشاهد
وذو الجهل بالمحسوس يحسب كثرة / ويتبعه في الوهم عقل معاند
ويلمح ذاك الروح كالبرق ظاهراً / عن الأمر غيب الغيب ثم يعاود
على مقتضى الأسماء وهي جميعها / هي الوجه وجه الله في النص وارد
وللوجه كان الروح مرآته التي / تلوح بها آثاره والمقاصد
فتظهر في الروح العوالم كلها / عكوس مرادات الإله شوارد
وترتيبها في العلم يظهر هكذا / لدينا فمولود وأم ووالد
ومن حس في المرآة صورة وجهه / فللوجه والمرآة ذا الحس رافد
وبالصورة المرآة عنه تسترت / فظن الذي قد ظن والعقل راقد
ومن أجل هذا قال أهل طريقنا / خيال وظل ما عن الحق وافد
ولم يعرف المسكين ما قال عارف / وقد ظن سوءاً وهو للحق جاحد
فلو وفق الرحمن ذلك للهدى / رأى نقصه في نفسه فيجاهد
ويصبح مشغولاً ويمسي بنفسه / وقلب له في كل ما عاق زاهد
ولكنه الممقوت من حكم ربه / عليه ولا يدري وما هو راشد
ما بين سلع وروض بالحمى نادي
ما بين سلع وروض بالحمى نادي / لي قلب ضائعْ عليهْ قف ههنا نادي
يا سائق الظعن كم مجلس وكم نادي / فيه افتضحنا على من كفه نادي
بادي حبيبي بشكوى حالتي بادي
بادي حبيبي بشكوى حالتي بادي / يا كاتم السر لي سر الهوى بادي
والقلب خاتم لقرآن الوفا بادي / حاضر بتلك المدينة والجسد بادي
لي من هوادي المطايا مذ هوت هادي
لي من هوادي المطايا مذ هوت هادي / يمتد نحو الحمى حيث الدجى هادي
وسر قلبي وحق الحب يا هادي / لو تطلب الروح مني قلت لك هادي
خالق الكل واحدُ
خالق الكل واحدُ / وهو للكل قاصدُ
وتأمله فهو في / أنت والكل شاهد
فإذا قلت أنني / أنا والكل واحد
قلت حقا إذا انتفى / عنك ما أنت جاحد
حيث لا نفس تدعي / ما ترى أو تعاند
حيث لم يخف عنك ما / أنت فيه معاهد
من فناء محقق / في وجود يشاهد
حيث لا غيره ولا / شيء يلقاه واجد
فاعتبر ما أقوله / دون ما قال حاسد
وتحقق به وكن / عين كن يا مساعد
تلق كن عينه بلا / أحرف هم زوائد
إنما الحرف عندنا / طرف عنه حائد
وهو حد لمطلق / عنه فيه الفوائد
عرِّجا بي على النقا فجيادِ
عرِّجا بي على النقا فجيادِ / وامشيا بي كمشية المتهادي
يا خليليَّ وانشدا قلب صبٍّ / ضاع منه خلال تلك البوادي
لي بسلع فرامةٍ فالمصلَّى / جيرة بل بناظري وفؤادي
هم بقلبي حلّوا مكان السويدا / ومن العين في مكان السواد
ظهرت نشأتي بهم وهي منهم / في شخوص الأرواح والأجساد
أنا إلا كلامهم بحروف / عاليات ظلالها في الوهاد
كلموا نفسهم بنا فتكلم / نا بهم في الثلاث والآحاد
وهم الظاهرون هم لا سواهم / وسواهم تصويرهم للمراد
واسمهم ما به الجميع تسمّى / عندهم في النزول للأعداد
حيث كانوا على المراتب منا / في ظهور وخفية بازدياد
قل لهم يا أنا يجودوا علينا / باللقا إننا لبالمرصاد
سعدت مقلة بهم قد رأتهم / فرأت ما رأت على المعتاد
يا عريب الحمى قفوا لضعيف / جره ركبكم بنغمة حادي
كلما أظلمت عليه الدياجي / لمع البرق فاهتدى للهادي
والهوى سائق له ودليل / في الفيافي على لقاء سعاد
أنا كالحرف قائم بالمدادِ
أنا كالحرف قائم بالمدادِ / بالوجود الحق الكريم الجوادِ
يا مداد الجميع نحن حروف / بك نبدو وأنت بالمرصاد
ولهذا كلّاً نمد لنا قل / ت فأنت الممد بالإيجاد
ما تغيرت أنت حيث ظهرنا / عنك كم في مثنى وفي آحاد
عدم نحن كلنا ووجود / أنت حق باق بغير نفاد
مطلق أنت مثل ما كنت قدماً / خارج عن مراتب الأعداد
وقيود جميعنا نحن لكن / قد نسبنا إليك بالإسناد
حيث أنت الذي تقدر منا / كل ما شئت من رباً ووهاد
فظهورٌ لنا ظهورك حقاً / وبطونٌ لنا بطونك بادي
جهلت أمة تقول وجدنا / إذ لها أنت لم تكن لك هادي
يا وجود الجميع قوليَ مبني / يٌ على القول بالوجود المفاد
وهو قول توهمته عقولٌ / عقلت أمرها خلاف المراد
ليت شعري من يستفيد وجوداً / والذي يستفيد لا شيء عادي
وإذا قلت ربنا يوجد المع / دوم قلنا ذا القول محض عناد
نحن أيضا نقول مثلك هذا / قول حق بغير ما تراداد
لا على الوصف بالوجود لمعدو / مٍ ولا قبله وجوداً إرادي
حيث قلب الحقائق الكلُّ قالوا / مستحيل عند العقول الجياد
إنما قولنا بذلك قول ال / لَهِ في محكم الكتاب الجواد
فتأمل الله نور السموا / ت وجوداً بياضه في السواد
وإذا كان في السواد بياض / لاح غير البياض في المعتاد
لقبول البياض في كل لون / ضد أمر السواد بالإنفراد
فتنحوا يا غافلون فغير ال / له لا يرشدنَّكم للرشاد
كل لون على البياض يغطي / بانتقاص من السوى وازدياد
وبياض السواد يعجز عنه / كل شخص سوى إله العباد
وهو شيب في لمة الشعر يبدو / عبرةً فافهموا كلام المنادي
إنني قادر بقدرة ربي / لا سواها محقق الإمداد
وبياضي على السواد تبدى / فمحاه بشدة الإمتداد
فأنا النور عنده وظلام / عندكم يا جماعة الحساد
والذي عنده يراني نوراً / والذي عندكم يرى فيعادي
وعليه الظلام يغلب حتى / يقدح النار قلبه بالزناد
إنما النار جهد فاقد نور / فاستعدوا بواحد للمعاد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025