المجموع : 5
إِلامَ تَصبُّراً وَإِلامَ لَبثا
إِلامَ تَصبُّراً وَإِلامَ لَبثا / وَغيرك جدَّ في هذا وَحَثّا
أَلم تَرَ للبغاث يَعود نسراً / إِذا ما فارق الوَكَنَ الأَرثّا
وَلَولا سَطوةٌ من لَيث غابٍ / لبال برأسه السرحان عَبْثا
قَنعتَ بذلها وَتركتَ عزاً / وَعفتَ سَمينها وَأَخدتَ غثّا
أراعك بُعدُ جيرانٍ وَدارٍ / أَم استخذلنك الأَجفان نَفثا
فَديتك ما اِعتزاز مثل هون / وَلا حَسناء إِن نادمت شعثا
تَخلى عَن هَوى صحب وَآل / وَدَع حبل الوَفاء فَقَد أَرَثّا
وَعش إِن عشت منفرداً وَحيداً / وَلا تَأمل فَيُبدي الدَهر نكثا
وَخمّارٍ آضاءَ لنا براحٍ
وَخمّارٍ آضاءَ لنا براحٍ / ظلامَ اللَيل وَالساري حَثيثُ
فجئنا نصطلي للخمر جمراً / لَهُ في طيبه نَفحٌ حديثُ
إِلى أَن مزق الصُبحُ الدَياجي / ولم يَجمُل بنا ثَمَّ المُكوث
خرجنا ذا يميل وَذاك يَزهو / وَآخر بِالطِّلا فيهِ بحوث
رَعى اللَه المدامَ وَمن سَقاها / وَحَيّا الشُربَ إِذ هم يَستغيثوا
إِلى اللَه العليم شكوتُ بثي
إِلى اللَه العليم شكوتُ بثي / وَما يُغني لغير اللَه بثي
سهام عنىً أَصابت ترسَ حزمي / كصاعق ناكث من غيث غوثي
فكم من مستو إذ جئت أَرجو / طريق السهل أَهداني لوعث
رَأَيت الذئب يَأكلُ صيدَ مثلي / وَكان يَعزُّ عن أَنياب لَيث
نعم هذا الذي قد طال فكري / لما ألقى وفيهِ طال بحثي
فلم أَر غير جهل في زَمان / بِحَق المَرء في جدّ وَعَبث
لذاك قنعتُ عن نيلٍ بيأسٍ / وَعن حُسنِ الوَفا بقبيح نكث
وَلم تُبقِ الدُهورُ لنا غروراً / سِوى ثَوبٍ من التعليل رثِّ
لعمرك إنني في المَهد كانت
لعمرك إنني في المَهد كانت / مراضعيَ الخطوبُ وَهنّ بحثي
لذاك أَلفتُ خطباً بعد خطبٍ / من الدُنيا وَبَثاً بَعدَ بث
وَشيّبني اقتحامٌ واحتمالٌ / وَلم أَبلغ عَلى الأَيّام حنثي
دع المرد الحسان وقم تزوّج
دع المرد الحسان وقم تزوّج / ولا تمزج بخير العيش غثا
وإن لم تدر ما المعنى ففكّر / عمارُ الكون من ذكرٍ وأنثى