مجتمع ناقش مكان مناسب للمناقشات الهادفة وإلقاء أسئلة علمية لغوية أدبية ثقافية
صاحب الكتاب : العلامة المفتي عبد الرحيم اللاجفوري
ومن الجدير بالذكر أن فكرة اللامذهبية هذه بدأت في الزيدية من اليمن مدرسة الصنعاني والشوكاني .. وهناك درس هندي يقال له عبدالحق بن فضل الله البنارسي درس على الشوكاني وأمثاله .. ورجع إلى الهند يحمل التعصب إلى حد التكفير، فأشاع تعصبه المقيت هناك وضلل المقلدين بل وتطاول على الأئمة المتبوعين .. ومن أمثاله انتشرت اللامذهبية هناك، ومنهم تسربت إلى الوهابية .. وإلا فإن الوهابية ما عرفوا هذا المذهب الباطل أصلا وإنما كانوا على مذهب الحنابلة غالبا، ولا يخرجون عن مذهب الجمهور حتى فسد كثير منهم بسبب فكرة اللامذهبيين الهنود والذين تأثر بهم محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، والذي أثرت جماعته في فئة كبيرة من أبناء العرب في الخليج، ثم ضعفت شيئا فشيئا ببركات ردود أهل العلم، ولعل من أفضل ما كتب في هذا الباب كتاب العلامة اللاجفوري هذا فننصح باقتنائه.
الشوكاني لم يكن لا مذهبيا (على اصطلاحنا) بل كان شافعيا ثم توسع فكان يتقيد بالأصول والقواعد دون الفروع فيأخذ من المذاهب الأربعة أرجحها، وهو مع ذلك لم يكن على حرف وتطرف وشذوذ تخالف الإجماع حتى إنه لم يكن ظاهريا أيضا، وكتبه تدل على ذلك.
وأما الصنعاني فقيل: إنه كان ظاهريا، وقيل: إنه كان فيه نوع من التشيع الزيدية، ولو قرأت كتابه سبل السلام على بلوغ المرام تراه يستدل بكلام الأئمة الشيعية الزيدية كذلك بالإضافة إلى ذكر المذاهب الأربعة المتبوعة، ولكنه كثيرا ما يميل إلى الشافعية في أكثر الأشياء، بل إني أظن أن لا أكون مجانبا للصواب لو قلت: إن الصنعاني في الشافعية مثل الشيخ عبد الحي اللكنوي في الحنفية.
فإذا عرفت هذا فاعلم أن الفكرة اللامذهبية والتحرر من ربقة التقليد هو ناشئ من فكرة جمال الدين الأفغاني، فلو قرأت فكرته لترى فيه ذلك جليا ظاهرا.
واتبعه في ذلك تلميذه مفتي محمد عبده، وبه انتشرت هذه المصيبة العظيمة، ذات إثم كبير ومنافع للناس.
فالشيخ الألباني متأثر بفكرة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولماذا عارضتك أو عارضت المصنف في هذا؟ لأقول: إن فكرة التحرر من ربقة التقليد بهذه الصورة وبهذه الطريقة بالطعن على العلماء الإسلامية، وعد التقليد كفرا، والطعن في الصوفية والاعتقاد أن الصوفية هم أشد ضررا للأمة الإسلامية من اليهود خصوصا التكفيرية منهم، وتغيير الموازين عما كان عليها ألفا ومئتي سنة، والحكم على الأحاديث على ترتيب الحساب الرياضي، هي ليس من الدين في شيء، ولم يؤثر لها عن السلف شيء،
وإن هذه الفكرة ليست نتيجة قرائح عالم إسلامي، أو فكرة إسلامية، بل لو رأينا بعين التأريخ لوجدنا أنه لم تنتشر بهذه الصورة في أي دور إسلامي إلا بعد استيلاء الاستعمار على العالم الإسلامي، ولم تكن في الأمة هذا الخلاف الشديد قبل الاستعمار، فإنها جاءت بأشياء تفرق كلمة المسلمين وتبعدهم عن علماءهم. وتضللهم،
أما بعد: فالشيخ الألباني متأثر بالشيخ محمد عبده، وهو تلميذ جمال الدين الأفغاني،
وهما عميلان للاستعمار، وركنان أساسيان للماسونية،
وقد تظافرت كتب الباحثين عنهما بالكشف عن دلائل كونهما عميلين للماسونية، وقد عثرت على رسائل خاصة بينهما وبين الماسونية وكيفية نشر دعوتهم في العالم الإسلامي.