ها هي خلاصة مقالات مجلة الفاروق العدد 270!
منذ أربعة أيام وأنا مصاب بالحمى والإسهال وأتناول الأدوية فأثرها جعلني لا أفعل أي شيء حيث لا أستطيع الكتابة، ولا أقوى على قراءة كتب إلكترونية، ولا أقدر على مشاهدة بعض الأشياء المفيدة في الحاسوب أو في الجوال، ولا يطاوعني النوم بسبب مرضي، ولا أرغب بالخروج إلى الخارج حتى أتجول بسبب ضعفي. فأمامي فقط جدران الغرفة وستائرها التي تتحرك والدواليب الثابتة لا حياة فيها، والمكتب عليه كتبي، وحقيبة الحاسوب مغلقة، والدورق معه كأس وكوب الشاي وشاحن جوالي والحاسوب والطاولة الصغيرة والساعة الجدارية التي هي عاطلة منذ أيام فهذه كلها رفاقي في الغرفة التي أنا فيها منذ أربعة أيام إلى جانب مرض أعتبره أيضا من رفاقي فإنه لا يفارقني لا ليلا ولا نهارا فنهاره وليله معي. فأثناء مرضي هذا جاءني طالب يحمل ظرفا مغلقا يرى أنه بريد قائلا: يا أستاذ، هذا الظرف جاء اليوم باسمك، تفضل. فأخذت منه وإذ به ذاك كان ظرف مجلة عربية تصدر من جامعة شهيرة، ففتحت ذلك الظرف وبدأت قراءتها وأنا مستلق على فراشي. في البداية ما كنت أريد قراءتها لكني تفكرت بأن قراءته عمل يناسبني في هذا الوقت الذي لا أستطيع أي فعل هذا فيه. فشرعت قراءته ومطالعته حتى أنهيتها وكانت محتوية على أربعين صفحة. وفيها موضوعات مختلفة فلما أكملت أحببت أن أكتب خلاصة ما قرأت فيها فلذلك بدأت كتابة خلاصة ما فيها بكلماتي هذه:
واجهة تلك المجملة كانت جميلة وكان فيها اسم المجلة وعناوين بعض الموضوعات وصورة الكعبة المشرفة وعدد المجلة والشهر الذي صدرت فيه والعام فالشهر الذي صدرت فيه كان ذي الحجة، والعام الذي كان مكتوبا عليها هو عام 1444هـ الموافق يوليو 2023م. ثم قلبت صفحة الواجهة حتى اطلعت على الصفة التي خلفها فهي مليئة من كتابة وصور مختلفة. فمن بين صورها صورة مجلة جديدة وصورة الجامعة التي تقوم بإصدارها وهي الجامعة الفاروقية الشهيرة في مدينة كراتشي باكستان، وثمن الاشتراك وشعار المدرسة. كأن هذه الكتابة تعلن عن أن الجامعة الفاروقية تقدم خدمة جديدة في نشر اللغة العربية من خلال إصدار مجلة جديدة وهي مجلة خاصة للصغار في تعليم العربية إلى جانب أنها مجلة فصلية وليست مجلة شهرية كمجلة "الفاروق". وقد كتب على تلك الصفحة رقم الجوال لمن أراد مزيدا من الاستفسار حول المجلة والاشتراك فيها الاشتراك السنوي إضافة إلى أن ذلك الرقم يسمح للمستفسرين الاتصال عبر واتساب دون الاتصال. هذا ما فهمت من خلال كتابة مكتوبة على تلك الصفحة.
ثم جئت إلى صفحة ما بعد ورقة الواجهة فكان عنوان موضوع تحدث عنه فضيلة الشيخ العلامة سليم الله خان ـ رحمه الله تعالى ـ وهو فضيلة مكة المكرمة ومكانتها في الإسلام. ذكر فيه بعض النصوص القرآنية وكتب في النهاية " من هذه النصوص المباركة استنبط الأئمة الفقهاء أحكاما متنوعة مفصلة في كتب الفقه بتفاصيلها، وجميع هذه الأحكام تشير إلى عظمة هذه البقة المباركة ورفعتها وعلو شأنها..." إلى النهاية.
الصفحة التالية بدئت بعنوان: نظرة عابرة على العدد 270، ثم ذكر تحته أسماء العناوين وكاتبيها ورقم الصفحة أعني هذا الموضوع من كتبه وعلى أية صفحة تجده من صفحات المجلة. والعبارة التي لفتت انتباهي هي عبارة مكتوبة في نهاية تلك الصفحة والتي هي: "تحتوي المجلة على عبارات قدسية من القرآن الكريم والسنة المطهرة نرجو احترامها من القراء الأفاضل" فمثل هذه العبارة قل ما أجدها في مجلات أخرى. وقد تكون فيها لكني لم أطلع عليها فلا يقولن أحد: إنني أقلل شأن مجلات أخرى وأرفع شأن هذه المجلة بل قلت هذا الكلام مطلقا.
تعال إلى الصفحة المرقمة بثلاثة بدايتها كانت بعنوان: " نشر اللغة العربية في باكستان، توصيات واقتراحات" وقد عرض هذه التوصيات والاقتراحات الدكتور محمد عادل خان ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ وفيها تقريبا سطر عشرة اقتراحات وكلها مفيدة ونافعة لمتعلم اللغة العربية، فإن كنت متعلم اللغة العربية فينبغي لك الاطلاع عليها حتى ترفع مستواك في اللغة العربية.
أما الصفحة المرقمة بأربعة فهي تحتوي على مقالة كتبها رئيس الجامعة فضيلة الشيخ عبيد الله خالد وجعل عنوانها " تمسكوا بدينكم وثقوا بعلمائكم" وقد ذكر فيه أمورا كثيرة. استيعابها قد يصعب علي ولو بدأت به فربما يطول كلامي. فلذا أذكر أمرا واحدا وهو أنه أثبت من خلال كلامه أن الجامعة الفاروقية هي إحدى فروع الجامعة دار العلوم ديوبند وقد أتى على كلامه دليلا.
في الصفحة الخامسة من بين صفحات المجلة قرأت عنوان "توبوا إلى الله" واسم الكاتب هو محمد أنس عادل خان وهو نائب رئيس الجامعة الفاروقية، فكتب فيه أن أكبر المشكلة من مشاكل التي تمر بلدنا هي مشكلة الاقتصاد ثم بين فيه أن المشاكلة لا تأتي إلا بسبب معاصينا فلا بد لنا الرجوع إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ ونتوب إليه توبة صادقة، وكذلك رغب فيه أن كل مواطن من هذا البلد يتمسك بشرع الله في السر والعلن، ويتمسك بهدي نبينا ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ وأنهى كلامه بدعاء معروف.
في الصحفة السادسة رأيت موضوعا بعنوان: "الصحابة وماذا يجب أن نعتقد فيهم؟" كتبه شيخ الإسلام العلامة السيد حسين أحمد المدني ـ رحمه الله تعالى ـ ونقله إلى العربية محمد ساجد القاسمي أستاذ الأدب العربي بالجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند. هذه المقالة نوعا ما طويلة حيث إنها تحتوي على ست صفحات، وكيف لا تكون طويلة؟ والموضوع يقتضي أن تكون مفصلة. فلذلك قرأتها تماما وقد ذكر فيه عقيدة واحدة من عقائد المودودي ورد عليها ردا قويا بأدلة قرآنية ومن الأحاديث النبوية عليه الصلاة والسلام.
أما الصفحة الثانية عشرة من صفحات هذه المجلة فهي تتحدث عن أهمية القراءة وكتبها رامي أحد ذو الغنى باحث في مرحلة الدكتوراه في جامعة اسطنبول، تركيا. فبدأ مقالته بأن القراءة هي ضرورة وقد قدم من خلال مقالته هذه النصائح حول القراءة، ومقالته هذه تستحق القراءة لكل من أراد حصول الرغبة في القراءة. وهي على صفحتين. وختم مقالته بكلامه: "عرفت فالزم".
في الصفة الرابعة عشرة فكانت الكتابة حول الأيام العشرة من ذي الحجة وفضائلها وخصائصها وبعض الأعمال المستحبة فيها، كاتبها هو صالح بن علي أبو عراد، أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبهاء المملكة العربية السعودية فكتب فيها حول فضائل الأيام العشرة من ذي الحجة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ وبين فيها خصائص تلك الأيام العشرة أيضا. وهذه المقالة امتدت إلى أربع صفحات لأنها كانت نوع ما مفصلة.
الموضوع التالي الذي عنوانه " السنة الدراسية الجديدة آداب وتوجيهات" كتب أحد أساتذة الجامعة الفاروقية حيث كتب فيها اثني عشر أدبا، ومن بين هذه التوجيهات الذي أراه ناقصا ومفقودا بين طلاب العلم وعلمائنا هو تلاوة القرآن الكريم فكثيرا من الإخوة لا يهتمون به قائلا: ما عندنا وقت. فيا للأسف على ما يقولون! لأن الإنسان لو ترك الأصل وركز على فرعه فماذا يستفيد منه، فلذا أرجو من خلال رسالتي هذه رجاء من كل طالب علم ومن كل عالم الاهتمام بتلاوة القرآن الكريم بشكل يومي دون تركه لا يوم ولا يومين..
المقالة التالية التي كانت على الصفحة العشرين عنوانها بين الأدب الإسلامي والأدب الغربي" فكاتبها عبد السلام العمري البلوشي فهذه المقالة جيدة إلا أنه استعمل فيها كلمات أدبية لا يفهمها طالب مبتدئ ولكنه مفيد لمن له خبرة ومهارة في اللغة العربية والذي يفهم عبارات أدبية.
أما تباريح الشوق إلى زيارة الحرمين فهذا هو عنوان مقالة على صفحة واحدة وعشرين وكتبها أحد أساتذة الجامعة الفاروقية، وكتب فيها قصته وعادته وعشقه بالعلم ومجالسة الكتب، فقرأ تاريخ الأمة المسلمة وبين في مقالته حيث قرأ كأنه بين خلاصة ما طالعته في ذلك الكتاب. ومد مقالته إلى ثلاث صفحات، فأنا في الحقيقة لم أطالعها واعتبره من تقصيري لكني عازم على قراءة ما كتبه إن شاء الله في الأيام القادمة.
أحد المتخصصين في الأدب العربية بالجامعة الفاروقية كتب مقالة بعنوان" علامات الترقيم في اللغة العربية نشأتها وتعريفها وفوائدها" وهي على الصفحة الرابعة وعشرين. قرأت مقالته من أولها إلى آخرها وذكر فيها أمورا حول علامات الترقيم منها تعريفها لغة واصطلاحا... قد كتب ما استفاد من أساتذته أو من كتب تتعلق بالإنشاء، فمحاولته أعجبتني وأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يرقيه في العلم والعلم والكتابة..
الكاتب رفيع الدين حنيف القاسمي كتب مقالة بعنوان "نظرة عابرة على حياة الملا علي القاري وأعماله" وقرأتها تماما فقد زادت في علمي معلومات جديدة لم أعلمها من قبل، فجزاه الله خيرا على ما كتبه. فخلاصة كتابته أنه كتب أولا حول مولده وتعليمه، ثم حول سيرته وأخلاقه، ثم مواهبه العلمية، وقد ذكر أيضا مكانة القاري العليمة وثناء العلماء عيه، وأخيرا ختم مقالته بذكر مؤلفاته العلمية وبخلاص القول.
لما وصلت إلى الصفحة التاسعة والعشرين فوجدت مقالة بعنوان " لمحات موجزة عن حياة فضيلة الشيخ العلامة خالد محمود سومرو ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ كاتبها أحد طلاب مدرسة ابن عباس. ذكر فيها اسمه ومسقط رأسه، وتحصيل العلوم الشرعية وتحصيل العلوم العصرية. فحاول في كتابتها جيدا إلا أنه لم يرتب كما ينبغي له ترتيبها. ولم يقص فيها قصة شهادته...
ماذا سنفعل؟ عنوان جذاب كتبه أحد طلاب الجامعة الفاروقية وخلاصة مقالته أنها تتحدث عن السعادة في الدنيا والآخرة وكيف تتحقق هذه السعادة؟ فذكر أنها تتحقق بالامتثال بالأوامر والاجتناب عن النواهي في جميع فترات الحياة من السراء والضراء, ختم مقالته بكلماته: "فإذن يجب علينا أن نأخذ سبل الطاعة لرب العباد، ونلتمس مسلك حبيب خالق العباد. ومقالته كانت في صفحة واحدة.
"تعلم أساليب التعامل مع الناس" هذا هو عنوان مقالة طالب من طلاب الجامعة العلوم الإسلامية بنوري تاؤن كراتشي، فذكر فيها أساليب التعامل مع الناس، فمن بين تلك الأساليب الأسلوب الذي أعجبني تماما هو "لا تتدخل فيما لا يعنيك" وبالفعل لو عملنا بهذا الأسلوب فقط لانتهت المشاكل بين الإخوة فأكثر المشاكل التي تحدث بين الإخوة هو بسبب التدخل فيما لا يعينه، فلذا نعزم من اليوم أننا لا نتدخل فيما لا يعنينا.. إن شاء الله.
"أهمية اللغة العربية ومكانتها" ها هو عنوان مقالة طالب من طلاب الجامعة الفاروقية فذكر فيها ضرورة اللغة العربية لطالب العلم والأمر الثاني الذي ذكر في مقالته هو ضعفنا في اللغة العربية. ويرى من كتابه أنه كاتب جديد فأفكاره لم تكن مرتبة ولكنه قدم محاولة جيدة في مقالته، فأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يرفع من شأنه في العلم والعمل والكتابة وأن يرقيه فيما هو فيه.
" ما هو الشعور" هذا هو عنوان مقالة طالب آخر. بين فيها مفهوم الشعور وقد ذكر في مقالته قصة " حذيفة بن نجيم ـ رضي الله عنه ـ والقصة معروفة. والمقالة التي تليها كانت بعنوان" أهمية الأدب في حياة الإنسان" كاتبها أيضا أحد طلاب الجامعة الفاروقية، فذكر فيها حول الأدب وختم مقالته بقول الشاعر: أدبوا النفس أيها الأصحاب ـ طرق العش كلها آداب..
من بين صفحات تلك المجلة صفحة خاصة لتعلم فن الترجمة والتعريب، ثم تليها صفحة كانت فيها مقالة بعنوان : "كيف وجدت الدورة التدريبية في رحاب الجامعة الفاروقية؟" كتبها أحد مشاركيها، وقد سرد فيها تجاربه في تلك الدورة وقد بين فيها أن الدورة كانت ناجحة تماما وكانت مفيدة وبنفسه استفاد منها حتى الكتابة التي نشرتها مجلة الفاروقة هي من ثمرات تلك الدورة.. وفي نهاية مقالته شكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ وشكر جميع الأساتذة ورئاسة الجامعة وأنهى مقالته بدعاء. ثم صفحة أخبار الجامعة وتليها صفحة أخير وهي كانت محتوية على مقالة بعنوان " خطبة حجة الوداع" كتبها أحد أساتذة الجامعة الفاروقية..
عندما أغلقت مجلة وجدت على آخر صفحتها صورة مسجد يبنى في الجامعة المقر الثاني وهي صورة قديمة على حد علمي، لأنني زرتها قريبا فتم بناؤه هذا لا يعني أنه لا يحتاج إلى عمل فيه، بل ربما بقي له عمل كثير. نشرت صورة المسجد القديمة لترغيب الناس لتقديم مساهمتهم من أموالهم في عمل الخير. وهذا شيء كبير جدا وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لننفق أموالنا في مثل هذه المشروعات الخيرية..
حررت هذا التحرير يوم الجمعة غرة سبتمبر عام 2023م