الحقلة (3) : من أحداث الرحلة الدعوية من باكستان إلى تركيا
فتجد هنالك مراكز خاصة ترسل الجماعات في مساجد شتى، ثم إن تلك الجماعات لا تكون فقط لثلاثة أيام، وإنما تجدها لأربعين يوما ولأربعة أشهر ، ولسنة كاملة مشيا على الأقدام في داخل البلد وخارجها، ولسبعة أشهر في خارجها.
ثم إن تلك المراكز تدخر معلومات عن جميع المساجد، فلو قلت هاهنا بأن لديهم أقوى نظام فلستُ مبالغا، بل إنه مبني على الحقيقة، ثم ليست فقط معلومات عن المساجد فحسب بل تعرف كم جماعة تسير حاليا، وفي أية مساجد، وعندها خرائط لجميع القرى والمدن.
والجماعة عادة تتكون من عشرة إلى اثني عشر نفرا وعلى الأكثر ثلاثة عشر نفرا، ويكون فيها أمير يتولى أمور الجماعة ويقوم بتنسيقها، فبعد ما تكتمل جماعة تأخذ رقعة الجهة التي تبعث إليها من مركز الذي يقع في مدينتها، وتنطلق إلى المساجد المعينة حتى تقوم بالجهد، وتكمل مدتها ثم لها مركز أساسي على جميع المراكز يُدْعَى مركز رائيوند"[1] الذي يستقبل الجماعات المتنوعة من جميع الأنحاء من داخل البلد ومن خارجها.
أحاول ٲن أصف ذاك المركز بأنه لا مثيل له، تجد حلقة واحدة أساسية ثم تتفرع منها حلقات أخرى ويكون فيها مترجم خاص، فكل ما يقال من المنبر يترجمه المترجم بلغة الحلقة التي فيها أي إن كانت الحلقة للوافدين ولغتهم العربية فالمترجم يترجم ما يقال من المنبر بالعربية ، وإن كانت الحلقة للذين جاءوا من البلدان التي لغتها الرسمية الإنجليزية وغيرها من اللغات الأخرى فالمترجم يترجم بتلك اللغة، وذلك لأن الموعظة من المنبر تكون بالأردية فلا يمكن لمن لم تكن لغته الأردية فَهْمُهَا، فلذلك قام المشائخ بهذا التنسيق لتعم الفائدة.
[1] هي تقع في مديرية لاهور وفي اقليم بنجاب باكستان.