الحكمة ضالة المؤمن
إن الحكماء دوما يدلوننا على تجاربهم قد مروا بها، فإن مسكناها لوجدنا الخير كله فيها، فإن الذي أكتبه اليوم من وصايا الحكماء يدعى ثلاثية الحكمة.
هنالك ثلاث منهيات يجب علينا الحذر منها: وهي لا تغضب، لا تيأس، لا تستعجل.
لا تغضب:
إذ لا شيء في هذه الحياة الفانية يستحق الغضب إلا الدين الذي ندين به، فليكن غضبنا على محارمه التي تنتهك، أو ثغوره التي لم تُسَدّ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، فإنه عليه الصلاة والسلام ما كان يغضب لها قط، وإنما كان غضبه لحقوق الإسلام وواجباته.
إن الغضب بركان يدمر أجمل الحدائق والواحات وأروع ما فينا، ليس هذا فحسب بل أزيد على ذلك أنه يفسد علينا ديننا ودنيانا، ويحرق الطرق الموصلة إلينا والجسور الممتدة لنا.
فهيأ نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصني، قال: "لا تغضب، فردد مرارا قال: لا تضب." رواه البخاري.
لا تيأس:
فاليأس قنوط، وكيف تيأس وأنت لا تقوم وحدك، بل لك خالق أنشأك وذرأك وتولاك حيا وميتا، وجدد توبتك واستغفارك، وتوقع ممن خلق الظلمة أن يشرق بالشمس، ومن قدر الرزق أن يبسطه، ومن سمى نفسه الرحمن أن يمنحك الرحمة.
لا تيأس أبدا، فاجعل الأمل صاحبك والتفاؤل صديقك وإحسان الظن بالله مبدأك الذي لا نتخلى عنه أبدا.
لا تستعجل:
فإن العجلة ضد الحياة، ضد النمو، ضد التوقيت الزمني الذي يحكم الحياة ، والمستعجل دائما هو إنسان غير ناضج، وغير مدرك لأسرار الحياة، الثمرة لها أوانها، والقمر له مداره، والشمس لها حسابها، وأنت أيها الإنسان جزء من هذه المنظومة الزمنية، فلماذا تريد القفز إلى نصيبك، واستعجال حظك، وتناوش مرادك؟
لا تستعجل، ففي العجلة عثرتك وضياعك، وخسارتك وربما منيتك... تمهل، تدبر، وكن ذا أناة، فهي خصلة يحبها الله في عباده الصالحين.
(ملاحظة: إن هذا النص قد نقلته حرفيا من أحد الكتب إلا بعض كلمات أدمجتها بتصرفي)