"من لم يشكر الناس لم يشكر الله"
أمضيت اليوم حافلا بالأحزان إلى أن دقّت الساعة الحادية عشرة ليلا وأنا لم أتمكن من كتابة موضوع ما، فهذا ما أقلقني، فدون المبالغة يئست تماما في أول وهلة بأنني يستحيل علي إكمال كتابة موضوع، لكن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، فوفقني بكتابة مقالة تحت عنوان: "كلمات الشكر إلى أساتذتي المبجلين".
ذكرتني رسالة تلقيتها من أحد أساتذتي ومُرَبِّيْ اليوم عن الأيام الماضية، التي مضت كَلَمْحِ البصر، ولم أشعر بمضيها؟ وأرجعتني إلى ما كنت فيه قبل عدة سنوات، فيا أجمل تلك الأيام! ويا أحلامها! ويا أسعدها!
تبركا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " [1]
مسكت قلما لأكتب كلمات الشكر وأوجهها إلى من يستحق بها، كيف لا أشكر الذي علمني كيفية مسك القلم، وأجبرني على تمريره على الكتابة، ودربني على قراءة العبارة، وظل مستيقظا ليل نهار لأجل تعليمي أنا...
كيف لا يجب عليَّ توجيه الشكر إلى من أخرجني من الجهل إلى العلم، وإلى من أدبني تأديبا، وإلى من أرشدني إلى الصواب، وإلى من علمني طريقة قضاء الحياة الدنيوية...
أجل، إنه هو الأستاذ الذي أعتبره لي أبا ثانيا، والذي يجيبك إن سألته غير مرات، إن استشرته يشير عليك ما ينفعك...
كيف أنساهم وهم لا ينسونني في دعواتهم الصالحة، ويذكرونني وراء ظهري، فإن تركتهم نسيا منسيا فالدنيا تلومني والنفس تؤنبني...
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته:
قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا
كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي
يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا [2]
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل أعمار أساتذتنا جميعا، وأن يبارك في أعمارهم وعلمهم وعملهم، وأن يمنحهم سعادة الدنيا والآخرة. آمين يا رب العالمين.
______