يوم السعادة ويوم الحزن للطلاب

إنه سعادة ينالها خلال طلبه العلم، لا يساويها مُلك الملك، ولا منصب الوزارة، ولا سيارة فخمة، ولا رصيد في المصارف، بل أزيد على ما قلته قبل قليل، إنه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وهو اطمئنان القلب.

     حياة طالب علم شرعي يختلف عن الطلبة الآخرين، فَمَهْمَا نقول فيه لكنه هو هو، يجد سعادة في كل أسبوع ويجد كآبة فيه، لكن فرحته وسعادته تعلو كآبة وحزنا، إنه لغز لا يقوى على حله إلا اللهم وفقه بمروره، ثم أضيف على كلامي أن الناس يجعلون محور حديثهم موضوعه، ويذكرونه بأوصاف عجيبة وغريبة.

     لعلك أدركت ما أقصده، نعم، أيها السادات إنه طالب علم، الذي ترك الأوطان لأجل العلم، وخلّف سعادة ظاهرية وراء ظهره لأجله، وفارق من أحبهما إليه، أي الأب والأم.

     فالله سبحانه وتعالى عوّضه خير ما فَقَدَه مؤقتا، منحه سعادة لم يتذوق رئيس البلد ولا رئيس الوزراء ولا أي وزير من مناصبهم فيكون مطمئن البال، لم يكن عنده فكرة, وحتى لو كانت فتكون مقصورة بين دفتي الكتاب، حياته عجيبة تعلمنا أشياء لا يصدقها شعبنا، إلا من خاض فيها.

     أجل، إنه سعادة ينالها خلال طلبه العلم، لا يساويها مُلك الملك، ولا منصب الوزارة، ولا سيارة فخمة، ولا رصيد في المصارف، بل أزيد على ما قلته قبل قليل، إنه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وهو اطمئنان القلب.

     رغم من أنه يعاني المعرقلات في حياته الدنيوية لكن الله سبحانه وتعالى ينسيه ببركة العلم، ولقد يؤيدني كل من مر بزمن طلب العلم.

     تجده يومين كل أسبوع أهمهما في حياته، أحدهما يوم السعادة، والثاني يوم الحداد، إنه يوم الخميس والسبت.

     الخميس يوم عيد بالنسبة له، وتجده سعيدا من صلاة الفجر وذلك لأنه يأخذ الراحة في اليوم الذي يليه، إنه يوم الجمعة، فالفرحة التي يشعر طالب علم يعجز قلمي وصفها، واللسان عن ذكرها، والفم عن طعمها، إنه شيء شعوري يتدارك به.

     تجده نشيطا في الدراسة، والاستيقاظ وفي أمور أخرى.

     أما يوم الحداد فهو يوم السبت، أول يوم من بداية الدراسة، فإنه يكون ثقيلا على طالب علم، تجده آثار الحزن كأنه فقد أثمن شيء في الدنيا، فتراه متكاسلا في أداء الواجبات، نعسا في كل وقت، ويسرح في أفكار تراوده من الصباح إلى المساء.

     لكن حياته لا مثيل لها في دنيانا أما الآخرة فنتمنى له سعادة أبدية...

أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني طالب علم وأن يمحني نفس السعادة التي يناله كل طالب علم ديني، وأن يوفقني لخدمته من صميم قلبي...

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
وسوم متعلقة
  • #سعادة منصب شعب لغز
  • اكتب معنا


    يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

    أرسل من هنا

    المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
    الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
    شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024