كيف قضيت يوم العيد
أويت إلى فراشي ليلة العيد مبكرا، كي أتمكن من الاستيقاظ في الصباح الباكر، فلما اضطجعت على فراشي بدأت جوقات البعوضات تدور على رأسي وعلى جسدي، كي تمص من جسدي دما، لكن حميت نفسي من هجوماتها بنصب ناموسية كبيرة على سريري، فكنت أتقلب على الفراش إلى ساعة متأخرة، فلم أدر متى نمت.
وفي الصباح الباكر أيقظني أبي بمناداته: استيقظ يا بني، حان وقت الصلاة، فأجبته نعم يا أبي، أنا مستيظ، فبعد صلاة الفجر استلمت رسالة من أحد زملائي، أنه كتب فيها أنه عَيَّنَ وقت صلاة العيد في مسجده الساعة الثامنة إلا ربعا، فأرجو أن تصلي بنا، فردت على رسالته نعم، سآتيك على الوقت المقرر.
فأخرجت بدلتي بنفسي وأدخلت التكة فيها، واستحممت ثم توجهت إلى المسجد الذي عُيِّنْتُ أن أصلي فيه صلاة العيد.
فوصلت هناك على الساعة السابعة والثلث، وبدأت أعظ الناس حول فضل عيد الأضحى وأهميتها.
فلما انتهيت من الصلاة عانقت المقتديين وهنأتهم بحلول عيد الأضحى، ثم رجعت إلى البيت، وقبلت يد أمي مهنأ لها، ثم تناولت الفطور مع إخوتي، وجرى الحديث حول أمور شتى.
فأبي سافر إلى القرية، وأنا لم أتمكن هذه المرة من الذهاب إلى القرية بسبب أمي الحبيبة التي تؤلمها رجلها منذ شهرين والنصف، فأحببت أن أكون بجانبها.
فلله الحمد والشكر أنه وفقني للبقاء إلى جانب أمي، وأسعدني المكث معها في لحظة سعيدة ومباركة، وتحدثت معها طوال اليوم في مواضيع متنوعة، حتى أنسيتها أنها مريضة.
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يمد ظل أبوي علي وعلى إخوتي وأخواتي، وأن يطيل حياتهما، وأن يبارك فيها، آمين يا رب العالمين.